اسكريبت سجين ماضيه للكاتبة سماء أحمد
البداية
في يوم من الأيام
وبعد ما حصل مشكلة كبيرة بين مامته وباباه ادت إلى إن مامته مشيت وباباه مقدرش يتحمل يشوفه هو كمان وسابه ومشي، بص للڤيلا الكبيرة اللي عايش فيها وحس قد ايه هي متساويش قدام حلمه أنه يعيش مع اهله
ست سنين دا عمره بس قابل قسوة خلته كبير اوي، عمه دخل وجرى عليه وقاله :
" مازن حبيبي أنت كويس؟ "
" ماما مشيت يا عمو وبابا كمان .. أنا بقيت لوحدي "
" متقولش كدة يا حبيبي أنا جنبك، يلا نمشي من هنا "
" على فين؟ "
" هتيجي معايا بيتي "
وفعلاً مشي مع عمه وراح بيته اللي مكنش اقل من بيته، سكن مع عمه ومرات عمه اللي كانت حامل، وبعد شهرين ربنا بعت ليها أجمل ملاك في الدنيا وهي " تالا "
كبرت تالا مع مازن واتعودت عليه وكان بالنسبة ليها اقرب من روحها، كانت دايمًا اكبر دعم ليه في حياته، بتساعده في كل حاجة، ونيجي ليوم تخرج مازن كانت واقفة وبتسقف بحماس، نزل وقالها :
" خلصت يا تالا "
" الف مبروك يا مازن، وعقبال يا رب ما احضر تكريمك وأنت أحسن رجل اعمال في الشرق الأوسط "
" وقتها هاجي واقف قدامك نفس الواقفة دي واقولك بفضلك "
تالا عيونها لمعت اكتر وكانت واخدة عهد على نفسها للنهاية جنب مازن ابن عمها، في حين مازن مكنش بيبص ليها اكتر من أخت ليه، ايوة كانت بتساعدة وبيحس الأيام مش هتعدي بدونها بس برضو عمره ما بص ليها بصة اكبر من كدة وهي مفهمتش النقطة دي وكان مفكرة دا حُب نحيتها وحبها ليه كان بيزيد لحد ما في يوم كان قاعد وسرحان، راحت قعدت جنبه وسألته :
" مالك يا مازن؟ "
" مفيش يا تالا .. روحي ذاكري عشان مرات عمي متزعقش "
" سيبك مني الوقتي وقولي بس فيك ايه؟ "
بص ليها شوية بعدين قالها :
" أنا حبيت يا تالا "
قلبها بدأ يدق بسرعة واتوترت، حسيته بيلمح ليها وهيعترف والدنيا مكنتش سايعاها، سألته :
" هي مين؟ "
" موظفة عندي في الشركة، اسمها شمس "
طموحها اتكسرت قدامها وحست بقبضة قوية محستش بيها قبل كده، طبطبت عليه وحطت حزنها في قلبها وقالتله :
" وايه المانع؟ تحب اكلم بابا تروح تطلب ايدها؟ "
" مخطوبة وبتحب خطيبها اوي، شكلي أنا هبقى السيء في رواية احدهم "
" لا مش السيء خليك مكانك ولو نصيبك هيجي لحد عندك، إياك تزعل "
" يعني لو مكتوبة ليا مش محتاجة مجهود مني "
" أي نعم "
حضن تالا لأنها كانت فعلاً خير صديق ليه، وخير من يفضفض ليه، هي طلعت اوضتها وقعدت تعيط من قلبها، تعيط بوجع حقيقي اتسبب من ورا مازن .. معقول! كان كل ده وهم
رجعت نزلت وهو ناد عليها تروح ليه المكتب :
" تالا "
" جيت اهو، في حاجة ولا ايه؟ "
" بصي هو صفقة كدة انا خايف ادخلها وعايز رأيك بصراحة، تعالي اقولك التفاصيل "
هي قعدت تستمع ليه ولكلامه وتنصحه، بعدين كانت طالعة اوضتها لقت باباه بينادي عليها، راحت ليه :
" نعم يا حبيبي "
" كنتي بتعيطي ليه؟ "
" مفيش كنت خايفة بس من الامتحانات، أنت عارف اني عايز اتعين تدريس بقى "
" متخافيش واللي عايزاه هعمله ليكي "
" ميرسي يا بابا "
رجعت اوضتها تفكر في مازن وجواها زعل كبير اوي من نفسها انها فضلت سنين تشيل في مشاعر جواها ليه وهو ولا أصلا شايفها غير اخته، نامت وتاني يوم لقيته بيخبط وبينادي عليها :
" تالا افتحي بسرعة، تالا بقينا العصر ردي بقى "
قامت وفتحت الباب لقيته بيحضنها وبيقولها :
" شمس فسخت خطوبتها وهتاخد معاد من اهلها النهاردة، انا فرحان اوي خلاص بقى هتبقى ليا، مش أنتِ قولتيلي انها لو ليا هتيجي واهي جايه "
محستش بدموعها وهو بعد وقالها بقلق :
" مالك يا تالا؟ بتعيطي ليه؟ "
" فرحانة ليك "
" ما لو أختي حبيبتي مفرحتش ليا مين هيفرح بس "
بعدت ايده عن كتافها وقالتله بحدة :
" أنا مش اختك يا مازن تمام؟ انا مش أختك "
" في ايه يا تالا؟ "
هي اتعصبت اوي وبعدين قالتله بحدة :
" مفيش لو سمحت سبني لوحدي "
هو اتضايق منها اوي بعدين راح اوضته لم هدومه ورجعه بيته التاني، تالا نزلت تاكل لقت باباها جاي بيزعق ليها :
" زعلتي مازن ليه يا تالا ؟ "
" زعلته ف ايه مش فاهمة؟ "
" لم هدومه ومشي رجع الڤيلا بتاعت باباه، ولما كلمته قال مفيش حاجة بس اكيد الحوار يخصك "
وقفت وبدأت تزعق :
" هو عشان مازن اتقمص بقى الحوار يخصني، وبعدين ما هو حر، حضرتك محسسني انك بتتكلم عن طفل في كي چي تو "
" أنتِ بتزعقي كدة ليه "
سابت الأكل وطلعت اوضتها، حست انها مضغوطة من كل حاجة، قامت غيرت وراحت ڤيلا مازن، لقيته قاعد في الاستراحة عمال بيقلب في تليفونه، جات من وراه وقالت بهزار :
" ماااازن "
بص ليها بطرف عينه بعدين تجاهلها، قالتله بمرح :
" متبصش ليا بعيونك دي عشان بدوب "
" أنتِ جايه هنا تعملي ايه؟ "
" ميهونش عليا زعلك وجيت اصالحك، بعدين أنت عارف يا مازن انا مبعرفش اقعد من غيرك خمس دقايق على بعض "
" مش أنا مش اخوكي "
" بلاش كلمة اخوكي دي والله بتضايقني، ومقصدش بيها حاجة وحشة عشان أنت أغلى من اي حد في الدنيا "
" هتيجي معايا وانا بطلب شمس "
كانت حاسه انها هتعيط وقالتله :
" بلاش اول مرة، خد بابا معاك "
" هو قالي انه مسافر بعد اسبوع وهيقعد شهر، لو حصل قبلها بقى هيجي محصلش يبقى في الخطوبة "
" ربنا يوفقك، يلا خلينا نرجع "
وقف ومسك أيدها وقال بإبتسامة :
" يلا "
وفعلاً مازن خطب شمس قدام عيون تالا اللي كانت بتمثل الفرحة بس من جواها كان بيصرخ ويقولها ارحميني كفاية علينا كدة، كان كل يوم يجي يحكي ليها عن شمس واللي بيحبه فيها وهي تتحمل عشانه، وفي مرة قالها :
" اقعدي كدة مقعدناش سوا امبارح "
قعدت جنبه وقالها :
" بفكر اشتري عربية لشمس لأني عرفت إن ده حلمها وبالمرة اصالحها لأنها زعلانة مني "
سألته باستغراب :
" زعلانة منك ليه يا مازن؟ "
" مش عارف هو انا كنت بقولها اني مش عايزها تجيب حاجة لأن الڤيلا موجودة اتعصبت وقالتلي أني بعطف عليها وكلام من ده وزعلت، رنيت عليها مرتين مردتش "
" أنت مش حاسس أنها واقفة ليك على الواحدة بدون سبب! "
" الحقيقة لا عادي، أنتِ عارفة انتم البنات حساسين قد ايه! "
هزت راسها وبعدين وقفت وقالتله :
" هطلع اوضتي اذاكر شوية "
" على فكرة انا بكلمك لسه ومخلصتش كلامي! "
" والله انا مش فاضية للكلام عن شمس هانم كل شوية، عندي اولويات "
" هو أنتِ بتكرهيها ليه؟ "
" هكرهها ليه؟ دا أنا لسه عارفاها أول امبارح يعني مش حوار، عن اذنك "
" ماشي يا تالا "
وما صدق الموقف وبعدين زعل من تالا جامد، هي حاولت اكتر من مرة تصالحه بس رفض، اخر اما زهقت راحت ليه المكتب وقفلت الباب اتكلم بحدة :
" أنتِ بتعملي ايه هنا؟ "
" هكون بعمل ايه! جايه اشوف ايه يستاهل الزعل دا كله يعني ولا عشان انا بعزك اكتر فعادي اتفلق "
" اة اتفلقي "
" دا اللي باخده منك يا مازن، وطبعًا لو الأنسة شمس كان عادي اعمل اللي عايزاه إنما تالا تعترض وتقول مش عايزة اسمع تبقى وحشة وتتخاصم، أنت عارف يا مازن أنا اديتك حق مش حقه فبقيت تعتبره حق مكتسب ولو بطلته ابقى بشعة ومستاهلش "
هو كان كل تفكيره شمس لو جات وشافت الباب مقفول كده هتقول ايه، خد نفس وقالها :
" ممكن نأجل الكلام دا للبيت وتفتحي الباب، شمس لو جات ... "
" استنى انا جايه لحد عندك وأنت تقولي شمس، أنت بجد مش طبيعي، شمس لحست عقلك واقولك على حاجة يا مازن خليها تنفعك "
وخرجت وقفلت الباب بطريقة صعبة بعدين رجعت بيتها، بدأت هي تتجاهله واللي صدمها انه مكنش مهتم لأن كل تفكيره عند شمس، وفي يوم كانت قاعدة جيه وقعد جنبها وقالها :
" انا وشمس سيبنا بعض "
" وجيت للبديل يعني! على العموم طالما معتش في حياتك حد، انا مش بديل ومعملتش كل ده عشان أنت ابن عمي او اخويا ذي ما بتقول، انا عملت كل ده عشان بحبك يا مازن بس تصرفات كان كفيلة تخليني مفكرش فيك تاني "
" بتحبيني! أنتِ اختي "
" لا مش اختك يا مازن واقولك على حاجة لو شايفني اختك يبقى أحسن، أنا أصلاً مش جاهزة اكون اكتر من كدة "
وفعلاً تالا بعدت عنه اوي، وبطلت تتكلم معاه ذي الأول وهنا بدأ هو يبص ليها بصة تانية، كان مستفقدها في حياته اوي ومستفقد تصرفاتها ... وفي يوم لقاها بتتكلم في التليفون مع واحد فقالها :
" بتكلمي مين؟ "
" زميل ليا، في حاجة يا مازن؟ "
" وعمي عارف إن حضرتك بتكلمي زمايل ليكي في التليفون؟ "
" في حاجة يا مازن! منا حرة وبعدين ... "
" مفيش بعدين، انا هكلم عمي يا تالا عشان عايز اتجوزك "
هي اتصدمت ومكنتش مصدقة لحد ما كلم باباها وفعلاً باباها كلمها ووافقت، معقول حلم سنين يتحقق في لحظة كدة! وفعلاً مازن خطب تالا بس كان بيستخدم معاها اساليب جديدة خالص، ذي يوم الخطوبة قالها :
" متتكلميش مع زمايل شباب ليكي في التليفون "
" على فكرة بيبقى في حدود الدراسة يا مازن، لو سمحت انا كدة هحس دا شك "
" مش شك بس اسمعي اللي بقولك عليه يا تالا "
" حاضر "
وفي يوم كانت خارجة وقفها وقالها :
" ايه اللي أنتِ لابساه ده وأزاي تطلعي من غير ما تقوليلي "
" في ايه يا مازن! وانا من امته بقولك؟ "
" الوضع اتغير يا تالا والوقتي انا خطيبك ولحد ما تتعدلي وتعرفي يعني ايه خطيبك متكلمنيش "
هو اتضايق وطلع على اوضته وهي طلعت وراه تصالحه وقالتله :
" خلاص والله انا مقصدش وبعدين انا في العادي بخاف على زعلك، هاجي الوقتي وازعلك بالعقل "
تجاهلها تمامًا وهي لفت وشه وقالتله بهزار :
" زونه يا زونة قلبك ابيض، اقولك على حاجة انا مش خارجة خالص "
" يبقى احسن "
" قولي صحيح هنسكن فين بعد الجواز، انا عايزة نسكن هنا "
" لا هنسكن في شقة لوحدنا وانا اللي هختار مكانها "
هي زعلت من رده بس قالت بهزار :
" طيب والوانها؟ "
" انا برضو "
" أنت يا ابني حد غصبك على الجوازة دي! لو حد غصبك عرفني وانا هروح ابوسه والله "
وقعدت تضحك بعدين قالتله بإبتسامة :
" اللي يريحك اعمله، اكيد مش شقة ولا الوانها اللي هيخليني ازعلك مني "
وقامت راحت اوضتها وكلها رضا عن افعالها طالما هتضمن وجود مازن، وفي يوم كانت قاعدة بتقرأ كتاب دخل وهو متعصب فسألته بقلق :
" مالك يا مازن؟ "
" ملكيش دعوة ومتدخليش في اللي ملكيش فيه "
وطلع على اوضته، طلعت وراه بسرعة ودخلت قالتله :
" أهدى بس والله كل حاجة هتبقى كويسة، المهم متزعلش نفسك "
" اطلعي بره "
" يا مازن "
مسك الاباجورة ورماها على الارض بعصبية، هي راحت قدامه مسكت أيده وحطت ايدها التانيه على وشه وقالتله :
" كدة ارتاحت يعني، قولي في ايه؟ "
" خسرت الصفقة ومعاها مبلغ كبير اوي "
" فداك الف صفقة، تعالي قولي فيها ايه وانا هعوضها ليك بإذن الله بس متزعلش "
وفعلاً راحت معاه عرفت التفاصيل وبدأت تساعده، هو مهانش عليه حتى يعتذر منها على اسلوبه وهي قررت متحطش في بالها عشان لو بدأت تفكر مش هتخلص
خطوبة بتستنزف منها كتير اوي وهي بتطنش عشان بتحبه، علاقة مُرهقة لذاتها ومش بتقدر تقول قدامه لا، لحد ما في يوم كانت قاعدة جيه وقعد جنبها قالها :
" النهاردة شوفت شمس، خدت بالي انها اتجوزت "
" ايوة ربنا يسعدها "
" يا رب .. انا زعلت اوي واتمنيتها تاني يا تالا "
هو مخدش باله إن اللي بيكلمها دي خطيبته، حاولت تسيطر بصعوبة على دموعها لكنها خانتها ونزلت، قالها بحزن :
" أنا أسف يا تالا ولو عايزة تسبيني سبيني بس متستنيش مني انسى شمس واتخطاها "
حِطام رجل دا اللي خدته تالا من حبها، طبطبت عليه وقالتله :
" بكره تنسى والدنيا تتعدل، المهم متزعلش واكيد ملكش نصيب فيها "
" كان نفسي يكون ليا نصيب فيها "
وقفت وبعدين خبطت ايدها في الحيطة صعب، اتصدم من عملتها دي وخليته يشوف ايدها اللي بدأت تحمل وقالتله :
" أنا إنسانة ذيك اهو وبحس والله "
طلعت جري على اوضتها قفلت على نفسها وقعدت تعيط، مكنتش عارفة هي بتعيط على ايدها ولا على الجرح اللي كان ما بيفتحه بدون رحمة، اتنهدت وفكرت تشغله بموضوع تاني جايز ينسى شمس ايوة هو اهله اكيد
افتكرت في يوم لما رقم رن عليها ردت :
" الو "
" تالا معايا "
" ايوة مين؟ "
" انا مامت مازن يا تالا لو سمحتي أنا عايزة اكلم مازن بس هو مش مديني فرصة، ممكن تـ ... "
" لا يا طنط مش ممكن، حضرتك بأي حق راجعة لحياته بعد ما ظبطها على عدم وجودكم، أنا اسفة بس بجد متستاهلوش ترجعوا حياته "
" يا بنتي والله غصب عني تعبت، انا خدت واحد قلبه مع غيري وعافرت عشانه كتير وفي الآخر قال اني بخونه، قلة ثقته فيا خلتني ابعد "
" مفيش مبرر في الدنيا يخليكي تبعدي عن مازن، مش هقدر اساعدك اسفة "
وقفلت يومها في وشها وهي النهاردة بتعيش نفس الحكاية وبترن عليها، مامت مازن ردت بلهفة عليها :
" ايوة يا تالا "
" انا مستعدة اساعدك تقابليه، انا قبل كدة فتحت ليه السيرة وهو رفض "
" تمام يا حبيبتي تسلمي "
واتفقوا على يوم ومعاد، خدت مازن معاها المطعم وكانوا قاعدين لقى ست داخلة عليهم، سألها :
" مين دي؟ "
" مامتك يا مازن "
لسه هيمشي الست مسكت ايده وعيطت بعدين قالتله :
" استنى بس واسمعني مرة واحدة بعدين احكم عليا، لو سمحت "
تالا قالتله بزعل :
" اقعد يا مازن واسمعها "
قعد معاها فعلاً يسمعها ذي ما تالا قالت ليه، بعدين قالها :
" مفيش مبرر في الدنيا يخليكي تسبيني وتمشي، انا مش شايف سبب يستحق حتى لو شك فيكي، كنتي خديني لو فعلاً معاكي حق مش ترميني ذيك ذيه "
" يا ابني والله كنت تعبت وكنت بحب باباك، مفكرتش "
" ولسه فاكرة ترجعي، أنا أسف بس ملكيش مكان في حياتي "
وقام سابها ومشي وهي مسكت ايد تالا وكانت بتعيط، صعبت على تالا وطبطبت عليها وقالتلها :
" متقلقيش أنا هتكلم معاه "
وفعلاً روحت ورا مازن اللي كان متعصب اوي وفوق ما تتصور، بدأت تهديه بس هو مكنش طايق نفسه وبدأ يزعق ليها :
" أنتِ السبب، أنتِ اللي عملتي فيا كل ده "
" انا مقصدش يا مازن، انا بس كنت عايزاك تسمعها ولو مظلومه متكملش حياتك بدونها "
" دا شيء لا يعنيكي فاهمة؟ أنتِ من يوم ما بقيتي رسمي في حياتي ومش بتعملي حاجة غير تعكريها عليا "
هي زعلت اوي بس قالتله :
" أنا بس عايزاك تتخطى شمس وتبدأ تبص لأمور أحسن ... "
هو اتصدم وشور ليها بمعنى تسكت، بعدين قالها بصدمة :
" أنتِ عشان تخليني انسى شمس، تدمريني! أنتِ ايه يا شيخة! ردي عليا أنتِ ايه!! حرام عليكي .. أنتِ وجودك اكبر كارثة وأنتِ اكتر واحدة أنانية شوفتها في حياتي وبصراحة وجودك معايا ميشرفنيش "
" انا عارفة انك متعصب الوقتي، اهدى وفكر بعقلك كدة وبعدين نتكلم "
" اطلعي بره ويا ريت معتش اشوف وشك نهائي يا تالا "
" يا مازن "
خلع دبلته وحطها في ايديها بعدين قالها :
" بره قولتلك "
هي طلعت وقعدت في اوضتها نعيط بانهيار، محدش من اهلها هنا يواسيها وهي مخنوقة ومعدتش طايقة حاجة حواليها، فضلت ساعتين بعدين راحت لمازن اوضته لقيته نايم، حطت أيدها على شعره وقالتله :
" لو اقدر انساك واكمل، هبقى مبسوطة اوي "
باست خده وبعدين لبسته الدبلة بتاعته وخرجت وهي بتعيط، قعدت في الصالون وهو بعد شوية قام من النوم شاف الدبلة واستغرب .. بدأ يفكر ويهدى حس انه زعلها اوي، راح يشوفها لقاها قاعدة قعد جنبها، قالتله :
" مكنتش اقصد تنسى شمس عشاني، كنت عايزاك تنساها عشان نفسك وبس، قلبي بيوجعني لما بشوفك زعلان "
" بتحبيني؟ "
" أنت كل حاجة ليا، انا عارفة انك كنت بتخلص اللي شمس عملته فيا، وعارفة كمان انك كنت بتتحكم التحكم اللي كان نفسك تتحكمه فيها مش غيرة ولا حب، وعارفة كمان انك عمرك ما هتحبني بس حابب وجودي، مش عارفة ليه بحسك بتستلذ بجرحي بس انا جرحك بالنسبة ليا ذي المكوة على قلبي ... اقولك على حاجة! انا حبيتك حب مامتك نفسها عمرها ما تحبه ليا "
" أنا أسف، أنا بجد محتاجك "
" وأنا كمان محتاجاك بس مش عشان غرض، دا عشان انا مقدرش اعيش من غيرك "
قامت وقفت فقالها :
" راحه فين؟ "
" هتمشى شوية وبعدين هرجع ولا كأن حصل حاجة "
هز راسه وهي خرجت، بدأ يفكر في كلامها وحس قد ايه هو ظلمها معاه، نص ساعة وتليفونه رن فرد :
" الو "
" السيد مازن عمار معايا "
" ايوة مين؟ "
" الأنسة تالا عمار عملت حادثة وهي الوقتي في العمليات "
وبعدين بلغه اسم المستشفى ومازن طلع يجري مكنش عارف هو بيعمل ايه من التوتر والرعب، اتنقلت العناية المركزة ووضعها كان وحش اوي، راسها ملفوفة بشاش وفي أجهزة متعلقه ليها من كل ناحية ومحدش عارف يطمنه
دموعه نزل ورن على عمه بلغه بعدين فضل يبص ليها، معقول تالا في لحظة كدة تضيع، الدكتور خرج ومازن وقفه :
" طمني عليها يا دكتور "
" مخبيش عليك وضعها وحش، ادعيلها "
يا ريته ما سابها تخرج ولا زعلها مرة ولا سمح لدموعها تنزل، تالا متقدرش تسيبه وتمشي، تالا اتخلقت عشان تكون ضهر ليه طول العمر، تالا حتة منة ايوة هي فعلاً حتة منه .. قالها بوجع :
" أنتِ حتة مني ومينفعش اعيش من غيرك "
اسبوعين ووضعها ذي ما هو، مش بيسيب المستشفى وكل اما يدخل ليها ينهار واكتشف انه ميقدرش يكمل لحظة من غيرها
وفي يوم كان قاعدة جنبها بيبوس أيدها وقالها :
" هنخلف تالا بس تالا الصغيرة بقى مش هسيبها تقرب من حد، هتكون بتاعتي لوحدي انا ومامتها، مش هحبها اكتر، عارفة يا تالا انا عمري ما هحب ولا حبيت حد اكتر منك "
دموعه نزلت وقرب وشه يبوس خدها، هي فتحت عيونها وقالت بخفوت :
" مازن "
رفع وشه وضحك وعينه مليانة دموع بعدين قالها :
" تحت امر سموك "
" انا فين؟ كنت في العربية وبعدين محستش بحاجة ، وشي باظ؟ "
" لسه ذي القمر، ومش قادر اشيل صورتك من قلبي "
ابتسمت وبعدين شور على الازاز وقالها :
" شوفي مين موجود عشانك، مامتك وباباكي ومامتي سامحتها عشانك يا تالا واللي عايزاه هعمله ليكي بس خليكي جنبي، انا مليش غيرك، اللمة دي من غيرك كدابة وصدقيني المرة دي هعوضك "
" مفيش حاجة تجبرك تقول الكلام ده، لأني مش هقدر اتغير "
" تتجوزيني يا تالا والمرة دي عشان انا بحب تالا ومش هقدر اعيش من غيرها "
" خلي كل حاجة في وقتها حلوة "
وفعلاً تالا بدأت تتعافى بس ببطء لأن الحادثة كانت كبيرة اوي عليها وهي ضعيفة، رجعت البيت وفي يوم كانت قاعدة مع مامت مازن ومازن جيه وقعد جنبها بعدين قالها :
" مش آن الاوان بقى تعدي وتسامحيني "
" أنت عايزني اسامحك يا مازن؟ "
" والله ما مخليني بالثبات ده غير أمل تسامحيني "
" اسامحك على ايه؟ انا مش زعلانة منك "
" بس لسه ملبستيش الخاتم بتاعك "
افتكرت كلامه ودا خلاها هتعيط، مامته قالتله :
" سيبها الوقتي يا مازن "
لسه هيقوم ويمشي تالا قالتله :
" مازن سامح عشان تتسامح "
هو مفهمش قصدها لحد ما لقى عمه داخل ومعاه والد مازن، مامت مازن لسه هتقوم تالا مسكت أيدها وقالتلها :
" العمر معتش فيه اكتر من اللي راح يا طنط، لو سمحتي اقعدي واسمعي "
مازن اتنرفز وكان هيمشي بس تالا قالتله :
" مازن استنى لو سمحت عشان خاطري "
هو قعد عشان خاطر تالا ومكنش طايق حد فيهم بس كل شوية يبص لتالا اللي بتشورله بمعنى اهدى، قالهم :
" مفيش حاجة في الدنيا تستاهل تخلوني اعيش اللي عيشته بسببكم "
باباه رد عليه بحزن :
" الغلط مني يا مازن، انا حبيت مامتك حب لدرجة الغيرة بقت شك، واذيتها واذيتك بس وعد مننا هنتغير عشانك "
مامته كمان قالت :
" وعد مننا هنعوضك عن كل حاجة بس عديها المرة دي يا مازن وبكفاية يا حبيبي اللي عيشناه
لسه هيزعق تاني تالا قالتله :
" يا مازن خلي قلبك ابيض "
خد نفس وبعدين بدأ يحل مشاكله مع مامته وباباه اللي قرروا يرجعوا لبعض عشانه، افتكر لما من شوية تالا قالتله " سامح تتسامح " وفعلاً قالهم لما لقاها فرصة :
" تمام انا مش زعلان من حد فيكم، ودا مش لأني قلبي ابيض بس في حد قالي سامح تتسامح وانا محتاج اتسامح من الشخص "
تالا ابتسمت وهو راح قعد على ركبته وقالها :
" تقبلي تتجوزيني "
" عايزة اقول لا الصراحة "
" اهون عليكي تكسري قلبي وانا غلبان كدة "
" هو لا متهونش وبصراحة انا مش هقدر "
ضحك بصوت عالي وهي كمان بعدين قالتله بإبتسامة :
" موافقة "
" آن الاوان بقى اقولك ومن كل قلبي، بحبك يا تالا "
" وانا كمان بحبك يا مازن "
الكل فرح عشانهم وبعدين مازن حضنها وبص لأهله وقالهم :
" برغم كل حاجة انا بشكركم لأني عيشت معاها حاجات مكنتش هعيشها لو مسبتونيش، ولو كنتم موجودين مكنش حد هيبقى سند ليا ذيها "
بعدين رجع يبص لتالا وقال الجملة اللي بيحسها اتعملت ليها :
" أنتِ حتة مني يا تالا "
هي ضحكت وحست إن ربنا عوض صبرها في الآخر وفعلاً مازن قدر يتخطى الماضي بفضل تالا، وبعد فترة صغيرة اتجوزوا وعاشت معاه ايام جميلة كتيرة، اة كان بيغير وعصبي شوية بس مكنش بيجرحها خالص
هو عرف إن اللي ذي تالا المفروض يتعاملوا معاملة ملكات فقط، واللي ربنا بعت ليه واحدة بقلبها المفروض يحافظ عليها دايمًا
وبعد فترة ربنا بعت ليهم بنوته وفعلاً سماها تالا وعاشوا في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.