عودة الماضي للكاتبة سماء احمد
البداية
في يوم من الأيام
كان قاعد على العشب في الجامعة جنب زميلة مُقربه ليه، وعمالين بيحاولوا يلموا اي حاجة قبل الامتحان، رفع عينه بظروفها شاف بنوته ذي القمر نازله من عربيتها، تلقائي صفر بإعجاب وقالها :
" بصي يا مروة القمر دي! "
" تقصد مين؟ مسك يعني؟ "
" اسمها مسك وهي طلتها مسك والله "
هي اتضايقت جدًا لأنها بتحبه بس هو ولا هنا، وقف وراح ليها لقاها بتتكلم كأنها بتكلم نفسها، قال لنفسه :
" هي ملبوسة ولا ايه! مش محجبة يعني عشان نقول شيخة "
قرب منها وعمل نفسه بيعدل الكوتشي سمعها بتقول :
" استغفرك ربي حتى ترضى عني وتدخلني جنتك إنك أنت التوّاب الغفور "
هو وقف وابتسم تلقائي بعدين قالها :
" لو سمحتي "
بصت ليه باستغراب فقالها بإبتسامة :
" أنتِ ... انا ... يعني ... ممكن رقمك؟ "
هو لأول مرة يكون متوتر وهو بيكلم بنت، ضحكت بخفة بعدين حركت راسها بالنفي ومشيت، فضل يبص وراها وفعلاً جذبته بكل الطرق، جمالها رقتها استغفارها المستمر كل حاجة فيها
عدى كم يوم وهو عمال بيراقبها، وصاحبته المقربة تقريبًا مش طايقاه، وفي يوم كانت قاعدة وجيه قعد جنبها وقالها :
" اعمل ايه انا تعبت وهي مش مدياني وش "
" على فكرة البنت اللي بتعمل كدة بتبقى قصد تلفت انتباه وخلاص "
" بس انا شايف إنها مش قصدها لفت انتباه يا مروة "
هي اتضايقت بعدين سألته بانزعاج :
" اشمعنا دي يعني! على فكرة في الف بنت غيرها، بص أنت بس حواليك واتفرج وشوف "
بص حواليه بعفوية بعدين ليها وقالها :
" مش شايف غيرك والله، بس مش عارف أنا ليه حاسس مسك دي نصيبي، دا حتى اسمائنا لايقة على بعض، مسك وزياد قمر بجد "
هي اتضايقت بعدين قامت وقفت وقالتله بضيق :
" خليها تنفعك، مسك وزياد اة طيب ايه رأيك في مروة وزياد "
فكر شوية بعدين رجع قالها :
" تؤ هي مسك وزياد "
وبعدين وقف وراح يدور على مسك دي، لقاها قاعدة في المكتبة بتقرأ كتاب، مسك ملامحها حلوة اوي وصغنونة كدة وضحكتها قمر، هادية وتبان بريئة اوي، قعد جنبها وقال :
" أنتِ هتحيريني وراكي كدة كتير، انا تعبت "
هي اتحرجت جامد منه وكانت هتقوم مسك ايدها وقالها :
" انا مش هسيبك غير اما تديني رقم اهلك، اديني فرصة انا وحش "
شدت ايدها منه بعدين قالتله بتوتر :
" مقصدش انك وحش بس عيب كدة، يعني غلط و ... "
" أنتِ مش مدياني فرصة وأنا مش قادر اتخطاكي، يا يبقى في تصالح مع الذات يا هعمل بنفسي تصالح مع الذات وفي كلتا الحالات انا مش هسيبك "
" لازق يعني، تمام خد رقم بابا بس اعرف غير اي حاجة رسمية متجيش تكلمي "
" انا عايز رقم بابا بس "
فعلاً ادته رقم باباها وبعدين مشيت، هو مكدبش خبر وفعلاً كلم باباها وخد منه معاد، مروة كانت قاعدة ف هدوء تام لحد ما جيه زياد وقعد جنبها بعدين قالها :
" باركيلي "
" في ايه؟ "
" خدت معاد من والد مسك وهروح اشوفه أخيرًا، انا فرحان اوي وحاسس الدنيا مش سيعاني "
" معاد من والدها أزاي؟ وضح اكتر خليني افهم "
" مروة ركزي اكيد مش رايح اطلب ايد ابوها، انا رايح اطلب ايدها هي منه "
مروة اتصدمت وهو قام وكان فرحان وبيجري ذي الطائر الحُر، مروة اتضايقت اوي وقامت تدور على مسك لحد ما لقيتها قاعدة في المكتبة عمالة بتقرأ، قالتلها بحدة :
" فرحانة الوقتي بعد ما اخدتيه "
" مش فاهمة! "
" زياد يا مسك اخدتيه مني بس اعرفي هو جرى وراكي بس عشان كنتي تقيلة عليه إنما في الحقيقة زياد ولا أنتِ في دماغه، مجرد ما يوصل للي عايزه وانبهاره هيروح هيبعد "
مسك مردتش عليها وقامت خدت كتبها ومشيت، زياد قطع طريقها وقالها :
" هانت وصدقيني انا مستني اللحظة بفارغ الصبر "
" هو أنت بتلعب بيا! "
" أنتِ بتقولي ايه! اكيد لا طبعًا وانا هعمل كدة أزاي ولو هعمل كدة هدخل الباب من بيته ليه! "
" بص يا زياد انا مش مستعدة اندم لحظة، ولا انا موضع للتسلية، قلبي غالي والشماتين كتير اوي وانا مش جاهزة لده كله ولا استاهله "
هو زعل اوي لما فكر إن ممكن يكون حد موصل ليها الفكرة دي عنه، بعدين قالها بزعل :
" بصي يا مسك انا مش هقولك غير اسألي اي حد عني، ولو لقيتي سمعتي وحشة ابعدي، انا لو عايز ااذي حد هأذيكي أنتِ ليه؟ أنا والله عمر ما كان ليا علاقة مع حد غير مروة والكل عارف انها صاحبتي المقربة "
" مروة صاحبتك! "
هز راسه بتأكيد فسألته باستفسار :
" صاحبتك بس ولا في حاجة؟ "
" لا صاحبتي بحكم القرابة مش اكتر، يعتبر مش مصاحب حد غيرها ويا ستي خد حبيبك على عيبه ''
هي اتوترت اوي وحست بكسوف غريب، بعدين سابته ومشت وهو ضحك وقال :
" ماشي يا ست مسك بكره ابقى حبيبك وتاخديني على عيبي "
وفي اليوم المحدد اخد اهله وراح طلب ايد مسك، وطبعًا كانوا مناسبين اوي لبعض ووضع زياد المادي كويس جدًا عشان كدة وافقوا .. مروة مجرد ما عرفت كانت هتتجنن وقعدت تزعق وتكسر كل حاجة تقابلها، وبعدين زياد خطب مسك
وفي يوم كان قاعد هو ومسك وهي عماله بتقوله النقط المهمة، مروة جات وقالت بهزار خبيث :
" قول بقى انك خطبتها عشان الامتحانات "
زياد اتضايق منها اوي بس مرضاش يبين وقالها :
'' اة وهتجوزها عشان تربي ليا العيال، حاجة تانية يا مروة "
وقفل الدفتر فمسك قالتله باستغراب :
" قفلته ليه؟ خليني اكمل قبل ما تدخل الامتحان "
" مش خطبتك عشان كدة، بناقص أم الامتحان ده "
" مروة بتهزر على فكرة ومتكونش كدة، يعني يرضيك تعيد سنة التخرج عشان مادة والجوازة تتأجل ولا أنت عايز كدة "
مروة رجعت قالت بتريقة :
" لا اكيد مش عايز كدة ولا الله اعلم "
زياد رجع فتح الدفتر وبدأ يستمع لمسك وهي بتقوله، مروة قعدت هي كمان تستفاد من خبرة مسك خصوصًا أنها ممتازة وبترتب كل سنة
عدت الامتحانات وبعدين زياد حدد الفرح مع اهل مسك وقرر ينقل بيها القاهرة عشان يفتح شركة هناك، هما عايشين في اسكندرية .. قعد يتكلم مع مسك :
" هناك هيبقى فرص لينا افضل وانا مش عايز بصراحة افضل عند نقطة معينة "
" قول السبب الحقيقي يا زياد "
" هو أنتِ على طول كدة فاهماني من غير ما اتكلم، اتقي الله "
ضحكت وهو كمان بعدين قرب وقالها :
" بصراحة مش عايز في يوم حد يقولي انا اللي ساعدتك، وعايز ابعد عن الكل واخد اللي ليا بس "
" مين اللي ليك بقى؟ "
" واحدة كدة شوفتها في الكلية ومن يومها عينك ما تشوف غير النور مش شايف حاجة غيرها "
" تعرف انا في يوم اتمنيت من كل قلبي ربنا يبعتلي واحد يحبني كدة "
" متمنتيش حاجة تانية اعملها ليكي "
" اة اتمنيت تفضل تحبني على طول "
" بس كدة، شبيك لبيك تطلبي ايه تاني؟ "
" ولا حاجة كفاية كدة "
مسك ايدها وباسها وقعد يتكلم معاها في مستقبلهم وهي مُندمجة معاه لحد ما مشي، بعدين فعلاً اتكتب كتابهم واتجوزوا ونقلوا القاهرة
الحياة كانت جميلة اوي وكان واضح قد ايه زياد بيحب مسك اوي، خلف منها ولد وبنت توأم ذي القمر وكانوا بالنسبة ليهم حياتهم، وفي يوم كان قاعد قدام التلفزيون شايل بنته الصغيرة ميس وهي شايله ابنهم إياد، سألته بتفكير :
" زياد فرضًا في يوم من الايام حبيت غيري و... "
" مش هيحصل متتعبيش نفسك في الفرض "
" يا سلام! بكره نشوف هتزهق مني ولا لا "
" أنتِ عايزاني اعمل كدة ولا ايه! "
" لو أنت جاهز تدمرني ماشي اعملها "
حضنها وباس راسها بعدين قالها بإبتسامة هائمة :
" عمرها ما هتحصل يا مسكي "
" مسكك! "
هز راسه بتأكيد وعدى على جوازهم بالظبط تمن سنين، كانوا مبسوطين فيهم اوي ومفيش يوم نام زعلان او سابها هي تنام زعلانة لحد ما في يوم كان قاعد في مكتبه في الشركة لقى السكرتيرة داخلة بتقوله :
" زياد بيه في واحدة بره عايزة تشوفك، بتقول انها صديقتك من أيام المدرسة "
سألها باستغراب وهو مش واخد باله :
" صديقتي أنا! غريبة خليها تدخل اما اشوف مين دي! "
وفعلاً دخلت وكانت مروة، زياد اتفاجىء بيها اوي وقف يسلم عليها بالايد وقالها باستغراب :
" مروة! دا ايه الزيارة الجميلة دي، عاش من شافك يا شيخة "
" هي مش زيادة دي صدفة الصراحة، كنت معديه من هنا ولما شوفت الاسم رنيت على اونكل أتأكد مكانك ولا لا ولما اتأكدت قولت اسلم "
" نورتيني والله، قوليلي عاملة ايه؟ اتجوزتي ولا لسه؟ "
" حصل بس انفصلنا، بصراحة مقدرتش احبه وهو كان شرط أساسي الحب فبعدنا بالمعروف ذي ما بيقولوا "
" كله خير متزعليش، بكره ربنا يعوضك بالاحسن وهو كمان "
" اكيد هيعوضني، قولي مسك عاملة ايه؟ لسه سوا! "
" ايوة الحمد لله ومعانا الوقتي توأم إياد وميس بس ايه قمر ذي مامتهم بالظبط "
هي اتضايقت وبعدين ردت بضيق :
" ربنا يخليهم ليك، لسه في بينكم اوبشن الحب ولا خلص "
" الحمد لله موجود والدنيا لسه حلوة، بصراحة مندمتش لحظة اني اتجوزت مسك واختارتها وسط كل دول، ربنا يهدينا لبعض "
هزت راسها وبعدين شور ليها على الكرسي وقالها :
" اقعدي معقول نتكلم وأنتِ واقفة "
هي قررت تخلي نهاية مفتوحة للحديث وقالتله بإبتسامة :
" وقت تاني بقى، انا أصلا قاعدة في القاهرة وخلاص قررت هستقر هنا، معطلكش بس اديني رقمك بحيث نتقابل ''
'' اوكى "
وفعلاً أداها الرقم وبعدين ودعته ومشيت، هو رن على مسك يطمن عليها كالعادة ومجاش في باله يقولها على مروة، بعدين رن على باباه ومامته يطمن عليهم، وقاله :
" ايوة يا بابا عامل ايه النهاردة؟ "
" الحمد لله يا حبيبي، عامل ايه انت ومسك والولاد؟ "
" بخير الحمد لله "
" مش ناويين تيجوا نشوفكم ونشبع منكم شوية "
" بإذن الله حاضر، بقولك يا بابا مروة جات ليا الشركة النهاردة "
" مروة! مروة مين يا ابني؟ استنى قصدك مروة زميلتك "
" ايوة هي، هي مرنتش عليك ولا ايه! غربية "
" ما غريب إلا الشيطان بس هي فعلاً مرنتش بعدين هي هتجيب رقمي منين ؟ "
زياد بدأ يفكر فعلاً مروة هتجيب رقم باباه منين وهي أصلا مش معاها رقم زياد، طيب هي كذبت ليه يعني! وهو اصلا مش هيضايق لو قالت الصدق، قرر ميديش الأمر اكتر من حجمه ويتجاهل وقفل مع باباه بعدين قال لنفسه :
" فوق العالم كله مش ذي مسك، اعقل "
وبدأ في شغله وبعدين نسي مروة واللي حصل معاها لأنه وترته وهو مش بيحب يتوتر، عدى اليوم عليه وخلاص شغله بعدين رجع لعيلته الصغيرة ..
كان قاعد جنب مسك بس مرضاش يقول ليها على مروة لأنه كان حاسس في شيء غلط
تاني يوم كان قاعدة في شغله جات السكرتيرة وقالتله :
" مستر زياد المدام بتاعت امبارح بره وعايزة تشوف حضرتك "
" خليها تدخل "
دخلت مروة وقالتله بإبتسامة :
" مفاجأة "
" تعالي يا مروة، عاملة ايه؟ "
" كويسة الحمد لله، جيت ليك النهاردة بس بصيغة رسمية، أنا عايزة شغل هنا لأني نويت استقر في القاهرة، لو مفيش مانع يعني "
" همانع ليه! تنورينا يا مروة "
رن على السكرتيرة اللي جات بعدين قالها :
" ودي مروة لمدير تيم التصميم، وانا هكلمه "
وفعلاً مروة راحت وبعدين بدأت تشتغل مع زياد اللي كان حاسس الدنيا فيها حاجة غلط، مروة كانت كل شوية في مكتبه وتفكره بذكرياتهم سوا ف ظل المرح ... وفي مرة كان قاعدة بيشتغل دخل بدون استئذان وقالتله :
" زياد "
" نعم! "
" فاكر النهاردة كام في الشهر "
" حداشر "
" مش بيفكرك بحاجة، فكر معايا كدة "
حرك راسه بالنفي فقالتله بضيق :
" عيد ميلادي يا زياد، معقول نسيت عيد ميلادي "
" معلش يا مروة مكنتش مركز، لا اكيد فاكره "
" تمام هصدقك، والنهاردة انا عاملة حفلة صغيرة في البيت واتمنى انك تنورني "
" مش هعرف يا مروة عشان مسك والولاد "
هي مثلت الزعل عليه بعدين قالتله بحزن :
" تمام اللي يريحك، انا اصلا حاسه إننا عمرنا ما هنرجع ذي الأول من يوم ما اتجوزت، يلا مش مشكلة كدة كدة مليش حد "
" مقصدش حاجة يا مروة بس مسك مش بتعرف تاكل من غيري و ... "
" تمام فاهماك "
وعملت نفسها مقموصة وهو بدأ يفكر وفعلاً صعبت عليه، رن على مسك وقالها :
" حبيبي بقولك "
" قول في حاجة ولا ايه؟ "
" اة في بصراحة يعني مش هعرف اتعشى معاكم النهاردة، طلع ليا امر طارق بس مش هتأخر بإذن الله "
" خلاص هأكل الولاد واستناك انا، يلا خد بالك من نفسك "
" وأنتِ كمان "
وفعلاً بليل راح لمروة البيت، وتقريبًا مكنتش دي شقة عيد ميلاد على قد ما هي كانت واحدة مستنية جوزها، هو اتضايق من المنظر وقالها :
" يلا يا مروة نطفي الشمع خليني امشي "
" مستعجل على ايه، تشرب عصير "
" لا "
عملت اتنين عصير وحطت ليه منوم بعدين جات ادته ليه وهو عشان ميحرجاش اخده وشرب منه شوية، طفت الشمع وهو حس بتقل دماغه بعدين وقع، حركة حقيرة منها ومسك قاعدة في البيت تستناه .. رنت عليه كذا مرة وبعدين واحدة ردت عليها :
" الو "
" أنتِ مين؟ دا رقم زياد جوزي "
" ايوة هو جاي الوقتي، سوري راحت عليه نومه "
" مين معايا؟ "
" أنا مروة يا مسك اوام نستيني ولا زياد مقالش ليكي اننا بنشتغل سوا "
" ربنا يشفيكي، فين زياد؟ "
" نايم، هصحيه يجيلك حالاً ويا ريت متصدعهوش عشان ميرجعش ليا تاني "
" ماشي "
وفعلاً صحت زياد اللي استغرب نومه هنا بعدين اتنفض وقام رجع بيته، كان متضايق من مروة اوي، وصل بيته لقى مسك قاعدة مستنياه، دخل باس راسها بعدين قالها :
" أنا أسف يا حبيبتي اتأخرت عليكي "
" ولا يهمك، احط الاكل ولا اكلت "
" لا والله مأكلتش "
حطت الأكل وقعدوا اكلوا بس مرضتش تجيب ليه سيرة مروة ولا إنها كلمتها، مش قلة ثقة في زياد بس مستنياه هو يتكلم، بتديله الفرصة بالمعنى الأصح ...
زياد كان متضايق اوي من نفسه وحاسس انه بيعمل حاجة غلط في حق مسك، تاني يوم راح الشغل وطلب من مروة تيجي ليه ولما جات زعق وقالها :
" أنا عايز افهم أنا نمت أزاي عندك "
" مش عارفة حضرتك قولتلي إنك دايخ وبعدين حضنتني ولسه هقولك ابعد يا زياد قولتلي وحشتيني اوي ونمت، معرفش بقى "
" كله من العصير اكيد، حطيتي ايه فيه؟ "
هي عيطت وقالتله بزعل :
" أنت بتتهمني يا زياد، وانا هعمل كدة ليه يعني! حرام عليك بجد "
" مقصدش يا مروة بس ... "
" مفيش بس ولو بتعمل كدة عشان امشي فأنا همشي وبناقص الشغل اللي بيجي بتجريح ده "
" أهدى بس ي مروة وهنتفاهم "
بدأ يحاول يصالحها وهي كانت بتتقل عليه بقصد، وبعدين استغلت الامر تقرب منه، هو بعد وقالها :
" يا مروة لو سمحتي انا عارف إن تصرفاتك بتبقى عفوية بس انا بزعل "
" انا مقصدش .. عن اذنك "
سابته ومشيت راحت قعدت في مكتبها تفكر في خطة تقربه منها، افتكرت انها كانت بتحبه من وقت ما كانوا صغيرين بس هو مكنش شايفها اكتر من اخت او صديقه، وبعدها اكتشفت انه اتجوز مسك من غير ما يقولها بعدين سافر بيها وهي معرفتش عنوانه
أخيرًا عرفته وعهدت نفسها مش هتسيبه غير لما يرجع ليها، هو حقها هي اكتر من مراته ... ومن اليوم ده بدأت تتقرب منه ببجاحة وهو كل مرة يبعدها لحد ما في يوم قال للسكرتيرة :
" يعني الباب باظ، خلاص بس خدي بالك يتقفل عشان وقتها من هنعرف نفتحه غير لو انكسر "
مروة كانت جايبه ليه ملف وسمعت الكلام ده، رجعت ورا شوية واستنت خمس دقايق بعدين دخلت وراحت ليه المكتب، قالتله بهزار :
" مساء الفل على أحلى مدير "
" تعالي ي مروة "
قفلت الباب وهو اتكلم بسرعة :
" لا حاسبي استني، حرام عليكي ي مروة الباب بايظ وكده مش هيتفتح "
" أنا مكنتش اعرف "
بدأ يرن على السكرتيرة وكان متعصب اوي، راحت جنبه ومسكت دراعه وقالتله :
" أنت متوتر كدة ليه؟ أهدى مفيش حاجة "
هو بص على أيدها وبعدين شد ايده وكلم السكرتيرة، اتخنق وفك الجرافته وبعدين اول زرارين من القميص وهي قربت منه، زعق فيها :
" مروة لو سمحتي "
" أنت بتتجاهلني ليه؟ بتتجاهل مشاعرك من نحيتي كمان ليه يا زياد، زياد أنا بحبك ومن زمان، أنت سبتني بس انا مش هسيبك لأني واثقة انك بتحبني "
وقربت وشه ليها هو كان مصدوم، بدأت تقرب منه وهو سمع صوت خبط على الباب فبعد، الباب انكسر وهو طلع بسرعة بقى مسك واقفة جنب السكرتيرة
جات تشوفه وتنهي الحوار اتصدمت لما لقيته محبوس جوه مع مروة، منعت دموعها بصعوبة لما لقيته طالع ووراه مروة اللي اول اما شافتها ابتسمت بخبث واضح، زياد اتكلم بصدمة :
" مسك "
ابتسمت ليه وهو حس انها هتعيط، حضنها وبعدين قالها بتوتر :
" ايه النور ده! "
" منورة بمروة، مش تقول انها اشتغلت هنا "
زعل اوي من نفسه ومروة ابتسمت بخبث وقالتلها :
" أزاي زياد ميقولش، دا انا هنا من فترة "
" اكيد شاف انها حاجة مش مهمة يا مروة، المهم بما انك نورتينا بعد اذن زياد تنورينا على العشا "
زياد باس أيدها بعدين قالها :
" البيت بيتك يا حبيبتي انا ضيف "
مروة استغلت جملة مسك وقالت :
" الضيوف ليها وقت وهتمشي، خدي بالك يا مسك زياد بيلمح "
مسك بصت لزياد اللي باس راسها وبعدين شدها ودخل المكتب وقال بهزار :
" عايزين تقفلوا الباب المرة دي اقفلوه ومش شرط تفتحوه "
مروة اتضايقت اوي وراحت على مكتبها، زياد لسه هيتكلم مسك قاطعته وقالتله :
" لا دا المكان المناسب ولا الوقت المناسب "
بعدين حطت ليه الجرافته بعد ما قفلت الزراير وظبطت هدومه ومشيت، هو زعل اوي لزعلها وقعد يعد الدقايق لحد ما روح، دخل المطبخ ليها وهي بتحضر الأكل ولسه هيتكلم قالتله :
" مش وقته يا زياد "
خرج ولسه هيروح اوضته لقى ابنه واقف وباين عليه متعصب، زياد ضحك وقاله :
" في ايه يا شبر "
" حضرتك مزعل ماما ليه؟ يعني ينفع كدة "
" هي قالتلك "
" لا بس من ساعة ما جات وهي قعدت تعيط كتير اوي، بعدين دخلت المطبخ "
" عيطت! هصالحها يا إياد، يلا روح اوضتك "
هو غير هدومه وارتاح شوية بعدين مروة جات على العشا، كان قاعد معاهم وباين عليه التوتر اوي ومروة قالت :
" ينفع اخد العنوان من السكرتيرة يعني، بس بيتك قمر يا زياد "
" كله ذوق مسك "
جيه ولاد زياد ومسك جري والولد قال :
" يا ماما ميس ضربتني "
" هو يا ماما اللي ضربني الأول "
" خلاص عيب عندنا ضيوف، روحوا وانا شوية وجايه "
مروة اتكلمت بإبتسامة :
" الولاد حلوين اوي، شبه باباهم "
زياد رد عليها بهدوء :
" لا شبه مسك الاتنين، بإذن الله التالت يبقى شبهي "
مروة اتضايقت اوي وكانت كل شوية توجه كلام لزياد مش مسك، عدت الليلة وقامت مشيت ومسك كانت بتوصلها فقالتلها :
" اشبعي منه اليومين دول وبعدين ابقي اسأليه ايه اللي حصل في المكتب وفي بيتي "
" منا هسأله وهصدقه هو يا مروة "
" ي ريت بس ميجملش في الامور ويكدب "
" ولو كدب هصدق كدبه، نورتينا "
وقفلت الباب بعدين راحت اوضتها وزياد وراها، لسه هيتكلم قالتله بهدوء :
" اسمعني قبل ما تقول حاجة، لما كلمت بابا اللي قالتلي انك بتلعب بيا كانت مروة وانا كنت ناوية ارفضك بسبب كلامها، ويوم اما قولتلي وراك شغل أنا رنيت عليك وهي ردت قالتلي انك نايم والوقتي هتقوم وتيجي، وكمان قالتلي مصدعكش عشان مترجعش ليها تاني .. تخيل مثلاً انا متخلتش عن احلامي عشان ولادك واشتغلت، وروحت بيت المدير وكلمته وقالك نايمة عندي هتعمل ايه؟ "
هو بص للأرض بزعل من نفسه وبعدين قالها بخفوت :
" مش هسمع وهطلقك "
" بس انا مش حوار مش هسمع، انا اديتك فرصة طويلة تتكلم ومرضتش احرجك ثقة فيك وانك مش هتغلط ولو غلطت من البداية مكنتش اتجوزتني "
" أنا أسف أنا بجد وحش بس والله حصل يومها انها ضغطت عليا عشان عيد ميلادي واصرت اشرب عصير عشان محرجهاش بس بعدها محستش بنفسي "
" حصل خير، وبالنسبة للمكتب ايه اللي حصل فيه يستدعي تقولي اسأليه وكمان ي ريت ميجملش في الامور ويكدب "
" والله ما حصل حاجة، هي قفلت الباب وانا اتعصبت حتى زعقت للسكرتيرة واسأليها بعدين كنت مخنوق قلعت الجرافته "
" بص كل ده ملوش اي لازمة، هو سؤال أنت خونتني يا زياد؟ "
" لا وحياة ولادنا ما حصل، لا بمشاعري ولا بجسمي "
" طيب حاجة واحدة عايزاك تعرفها، اللي يخون مرة يخون ألف وأنا عمري ما اسامح في المرة دي مهما يحصل، أنا مش وحشة ولا مأثرة في حقك أنت ولا ولادك فاليوم هتأثر في حقي انا هحذف كل حاجة من حساباتي "
" مش هتحصل، أنا أسف يا مسك انا غلطت لما اديتها فرصة تحاول تقرب مني، وصدقيني والله ... "
" يعني أنت اديتها فرصة "
هي مقدرتش تسيطر على دموعه وراحت غيرت هدومها وبعدين راحت نامت جنب ولادها، طول الليل بيحاول ينام مش عارف ينام من غيرها، آخر ما زهق قعد وبص على مكانها بعدين قال :
" والله لو قعدت تلت ايام ما هعرف انام كدة "
قام وقف وراح اوضة ولاده، لقاها نايمة فقالها :
" صحيح نايمة وما احلاكي، مش حاسه بالنار اللي جوايا، ما أنا اللي متعود عليكي مش العكس "
حط ايده تحت راسها وقام شايله مرة واحدة فقامت مخضوضة وقالتله :
" في ايه؟ "
" مش عارف أنام، هو انا متجوزك عشان تنام في حضن ولادك "
" نزلني يا زياد واعقل بعدين لما تعملي احترام يبقى ليك حق تقولي كدة "
" واحدة بتتقرب مني المفروض اعمل ايه؟ ارزعها كف على خلقتها واشيل هوبح في البوكس في الآخر صح؟ بعدين انا بتحرج ومش بعرف اتصرف ''
" كنت عارف بس تجري ورايا في الجامعة وتصدعني "
" أنتِ مختلفة بعدين عدم وجودك كان هيجنني وانا كنت صغير وخايف على عقلي، قلبك ابيض عديها وأنا بكره لو عايزة اقفل الشركة هقفلها ''
" لا متقفلش حاجة واتفضل على اوضتك سبني في حالي وروح لحالك "
" مش عايز اسيبك في حالك، أنتِ حالي أصلا "
" زياد الكلام دا مياكلش معايا عيش فاهم! مش بيجي معايا سكة وانا مش بيضحك على عقلي بيه "
" أنتِ مالك قلبتي على إياد ابني كدة ليه! "
" ابنك!! "
" مش بتقوليلي قعدت مع ولادك، وبقوا ولادي كأني انا اللي حملت تسع شهور وولدت وقعدت اصوت اةة منك لله يا زياااد "
وبدأ يقلدها وهي قعدت تضحك بعدين قالها بتذكر :
" ولا فاكرة يوم اما طلع ليكي كرش بعد الحمل، كنتِ بتقولي ايه! اة افتكرت "
وبدأ يقلدها بتريقة :
" انا ايه اللي كان جابرني كنت قاعدة في بيت اهلي معززة مكرمة لا واحد يقولي اطبخي ولا اغسلي ولا ستفي ولا اتشقلبي وربي عيال وخليكي بكرش "
" بس بقى يا زياد "
لسه هيرد سمع ابنه بيقوله بضيق :
" يا بابا عايز انام بقى، بطل تقلد ماما ما أنت كمان ليك حركات "
هو اتغاظ من ابنه ولسه هيرد مسك قالتله :
" نزلني بقى وكفاية "
" هتيجي تنامي معايا "
" لا "
" عشان خاطري يا مسك والله ما عارف انام من غيرك، نامي جنبي النهاردة وبكره ازعلي براحتك "
" خلاص ماشي نزلني كدة وانا حاسه اني خلفتك ونسيتك "
" لا هاخدك كده "
وفعلاً خدها اوضتهم تنام جنبه، هي نعست بسرعة وهو فضل طول الليل يبص ليها ويفتكر في ذكرياتهم من اول الكلية، فعلاً هو مخدش مسك بالساهل عشان يخسرها بالساهل وعشان خاطر مروة بعدين مينفعش يكون في حياته اتنين ستات حتى لو هي مجرد صديقة، والوقتي أصلا مروة مش صديقة ولا معتبراه صديق، هي دخلت حياته بنية تدمرها وهو ادالها الفرصة لما وافق من البداية تشتغل معاه
عشان ميخسرش مسك حبيبته وام ولاده هو لازم يحط حدود لمروة وطالما ناوي يحافظ على بيته لازم يعمل كدة، ساعتين عما نام وقام الصبح لقاها بتتجاهله، كانت واقفة في المطبخ فقرب وباس راسها بعدين قالها :
" النهاردة هحلها وراجع ليكي، انا مش هقولك كلميني عشان أنتِ معاكي حق اوي وحقك تاخدي حقك مني "
" خد بالك من نفسك ومتضغطش على نفسك "
اتفتح في الضحك وهي اتضايقت من نفسها اوي بس متعرفش متقلقش عليه، وهو كان بيضحك لأن مسك هتفضل مسك اللي عمره ما ندم لحظة انه اختارها بين مليون واحدة
راح الشغل ومروة ما صدقت عرفت انه وصل راحت ليه، مجرد ما دخلت المكتب هو وقف وقالها :
" كويس انك جيتي، انا عايز اتكلم معاكي "
" خير! "
" بصي يا مروة اللي حصل بينك وبين مسك والكلام اللي قولتيه ليها ده ... "
" كلام ايه! هي هتألف بلساني ولا ايه! متصدقهاش يا زياد محصلش بيني وبينها اي كلام نهائي "
" أزاي مصدقهاش يا مروة ودي اللي عاشرتني واتحملت مني كل حاجة، تقلباتي المزاجيه وقلقي وخوفي وعصبيتي حتى كدبي عليها فيما يخصك، وفوق كل ده بتقولي استنيك اسمع منك أنت، أنتِ جايه تدخلي حياة اشخاص غلط خالص، انا بيني وبين مسك ثقة لو الف واحدة من ملهي ليلي جات تهزها مش هتتهز "
" أنت مش حاسس أنك مش حقها هي يعني! زياد أنت بتحبني ... "
قطع كلامها وقالها بتريقة :
" ايوة طبعًا بحبك بأمارة استسلمت ليكي وخونت مراتي صح؟ مروة انا من البداية وانا بعشق مسك وأنتِ عارفة، وخلاصة الكلام لو وجودك بنية تدمري اللي بيني وبين مراتي فانسي، أنا فهمت غلطي لما برغم اللي عملتيه هي جات وسألتني واكتشفت أنها متتخسرش "
مروة زعقت ليها والدموع بتقع من عينيها :
" بس انا احق فيك منها هي يا زياد، انا بحبك من زمان اوي وفي الكلية كنت بحبك بس أنت مجرد ما شوفتها خسرتني خالص، مكنتش باقي على علاقتنا "
" عشان مكنش في بينا علاقة "
قربت منه ومسكت ايده وقالتله بتوتر :
" زياد انا بحبك كمان والله حاولت اسيبك لسعادتك وليها بس مقدرتش، مقدرتش اخلف من واحد تاني ولجأت للطلاق بعد ما تعبت من المعافرة والنتيجة واحدة وهي اني مش قادرة اتخطاك، قدر موقفي، طيب اقولك على حاجة اتجوزني في السر بس متسبنيش "
هو شد ايده منها ومينكرش انها صعبت عليه بس الأكيد مش هيخسر عيلته وحبيبته عشانها، فقالها :
" أنا اسف، انا مش مستعد ادمر مشاعر وحياة مسك وولادي عشانك "
هي اتفتحت في العياط وبعدين قالتله :
" بس أنا تعبت ومش قادرة اكمل يا زياد، انا مش قوية ولا قادرة اتخطاك، والله ما هقول لمسك اي حاجة وكمان لو عايزني عمري ما هشوفها تاني بس اتجوزني "
" أنا عمري ما أذي مسك عشان اي حد في الدنيا، اتفضلي من غير مطرود ملكيش مكان في شركتي، ونصيحة ليكي لو شوفتيني في الشارع لفي وشك ولا كأنك تعرفيني "
هي حست بزعل كبير اوي وبعدين عيطت بانهيار، ساب ليها المكتب كله ورجع البيت، مجرد ما شاف مسك اندفع يحضنها ودفن وشه في رقبتها، قالتله باستغراب :
" أنت كويس؟ "
" اة بس حاسس بارهاق اوي من كل حاجة "
" ايه اللي حصل؟ "
" كلمت مروة وطردتها من الشركة بس قعدت تعيط وتقولي اتجوزها في السر وبتحبني وكدة، مكنتش عايز ابقى شخص مؤذي في حياة اي حد وفي الحقيقة انا مش كدة "
مسك زعلت اوي عشانها لأنها حطت نفسها مكانها في الموقف وحست انها فعلاً مش هتقدر، بدأت تهون على زياد في حين مروة كانت ماشية بتعيط ومش شايفة قدامها لحد ما شخص جيه بعربيته بسرعة وكان هيخبطها، قبل ما يوصل ليها وقف وهي أغمى عليها
نزل يشوفها وبعدين قال بصدمة :
" مروة! "
شالها وخدها على بيته، بعدين هي فاقت وقعدت لسه هتنطق اتصدمت :
" إسلام!! "
" اة إسلام .. مالك في ايه؟ ايه اللي وقعك كدة وكنتي فين؟ "
مردتش ترد عليه واكتفت تعيط بصمت، في حين دا كان إسلام طليقها وطبعًا هو لسه بيحبها ومقدرش يشيلها من دماغه بس هي عنادها وأنانيتها خلاها تخرب بيتهم، هو احترم سكوتها بعدين قالها :
" ارتاحي يا مروة ولما تحسي انك قادرة تتكلمي نتكلم ''
" شكرًا يا اسلام "
وفضلت كم يوم في بيته مكنتش بتتكلم وهو مضغطش عليها بس كان مكتفي انها جنبه، مروة لما بدأت تفكر بعقل اكتشفت إنها كانت محتاجة تعمل الخطوة دي عشان تفقد الأمل في زياد فتبدأ تبص لحياتها ومستقبلها
تمن سنين وهي بتعافر عشان تنسى زياد بس جواها كان في حاجة بتقولها أنه بيحبها وعشان كدة سعت انها تطلق وترجع تشوفه .. ولما أمالها كلها اتخيبت حست إنها بدأت تشوف قدامها بجد وقادرة تكمل
إسلام حط ليها الاكل وبعدين قعد قدامها وقال :
" انا مبسوط اوي أني شوفتك تاني بعد الفترة دي "
" وأنا كمان .. إسلام انا مش عارفة اقولك ايه بس الحمد لله إن ربنا بعتك ليا في الوقت ده، انا فعلاً كنت محتاجة مفضلش لوحدي وأنت حققت ليا ده "
" قدر الله وما شاء فعل "
الاتنين عايزين يتكلموا عن فرصة تانية لجوازهم بس هي محرجة بعد ما نهيته بايدها وهو محرج بعد ما طلبت بنفسها الطلاق، حس انه لو طلب كدة هيكون معندوش اي كرامة، مروة اتكلمت :
" عامل ايه في حياتك؟ خطبت ولا حاجة "
هو رد بهزار وراه حاجات كتيرة :
" لا ما القلب يحب مرة ميحبش مرتين "
" تقصد ايه؟ "
" مقصدش حاجة، متشغليش في بالك خالص "
" لو اللي انا فهمته فأنا شايفة تدي فرصة للحب ده طالما مفيش امل يبقى اتنين "
هو اتصدم وهي اتكسفت جامد بعدين قالتله بتوتر :
" أنا كنت محتاجة هدنة اقعد افكر فيها، والحمد لله خدتها وبتكلم بكامل قوايا "
" بجد يا مروة! يعني جاهزة تكملي معايا "
" صدقني وفي تحسن كبير اوي يا إسلام، تعالى نجرب واعتقد إننا عمرنا ما هنخسر اكتر من اللي خسرناه "
" انا هكسب كتير اوي من رجعتك لحياتي يا مروة، بحبك واتمنى نفضل سوا "
" اللي فيه الخير يقدمه ربنا "
وفعلاً مروة ادت فرصة تانية لجوازها من إسلام، بدأت تشوف حاجات كتيرة فيه هي مكنتش واخدة بالها منها قبل كدة، اكتشفت إسلام واكتشفت قد ايه هو طيب وحنين وبيحبها وبيسعى انه يسعدها ع طول، عرفت قد ايه هي ظالمة وعامية وكانت بتجري ورا هامش راجل
وبعد تلت شهور
كانت بتصلي وبتحمد ربنا إن زياد رفضها وإلا كانت دمرت نفسها وحياتها وكانت في النهاية رجعت اتطلقت، اكيد فيها حاجة لله، إسلام قعد قدامها وقالها :
" سرحانة في ايه؟ مش خلصتي صلاة قومي "
" بفكر انا عملت ايه حلو عشان ربنا يبعتك ليا "
" أنتِ دعوتي في كل فرض يا مروة والحمد لله ربنا حققها ليا اخيرًا، صدقيني مكنتش بضيع فرض وبدعي ليل نهار ترجعي "
هي كانت مصدومة من كلامه، كأنه بيتكلم عن واحدة ربنا مخلقش غيرها، فقالتله :
" ليه دعيت كل ده عشاني؟ دا انا مورتش ليك يوم حلو "
" لما شوفتك مات في عيني كل نساء الارض يا مروة، انا بحبك وفوق ما تتصوري "
هي فضلت تفكر في عوض ربنا، ورحمته بيها اللي خلاها تفوق أخيرًا بعدين قالتله من كل قلبها والمرة دي حاسه انه مقتنعة باللي بتقوله كمان :
" انا بحبك يا إسلام "
هو فضل شوية مكنش مصدق ودنه بعدين حضنها جامد وباس ايدها وراسها، هي ابتسمت وحست انها أخيرًا خدت اللي بتتمناه وربنا بعت ليها العوض ...
في حين في بيت زياد، كان قاعدة عمال بيناغش في مسك وهي عماله تزعق ليه براحه عشان يبطل، قالها :
" أنا آسف "
" على ايه؟ "
" اني سمحت لمروة تدخل حياتي وكان ممكن اخونك بس المهم متزعليش نفسك خالص ''
" مش زعلانة بس ارحمني وبطل تفتح نفس الحوار، أنت لو قاصد تخرب بيتنا مش هتعمل كدة "
" مقصدش خراب بس انا فعلاً غلطان "
" عرفت انك متنيل ارحمني بقى يا زياد وقفل على الحوار "
" بس مش حاسس انك مسمحاني من قلبك "
" عني ما سامحت، ارحمني بالله عليك "
" لا بس برضو مش مقتنع انك مسمحاني "
هي زعقت ليه جامد لأنها كانت جابت اخرها منه، وهو قالها بضيق واضح :
" أنتِ بتكلميني كدة ليه! على فكرة عيب اوي "
" مش عيب والعيب الحقيقي مناهدتك دي، ارحمني دا انا كل اما انسى تفكرني بالبنط العريض "
هو ضحك ولسه هيكمل الباب خبط، قامت تشوف مين لقت ظرف ليها، مضت استلام ودخلت تفتحه وتشوف في ايه، لقيت رسالة من مروة كاتبة فيها :
" مسك أنا مروة
حبيت ابعت ليكي الرسالة دي عشان اعتذر عن الذبذبة اللي عملتها في حياتك، بس والله انا كنت متلغبطة ومش عارفة المفروض اعمل ايه! زياد كان دايمًا التفكير فيه معكر عليا حياتي وكنت موهومة اني بحبه بس الحمد لله لما رفضتي ربنا رد ليا بصيرتي ورجعت لجوزي ومبسوطة اوي معاه ومستنية اول مولود، ادعيلي ربنا يكملي على خير وأسفة مرة تانية، دعواتك وربنا يسعدك أنتِ وزياد "
قفلت الرسالة وقالت بإبتسامة :
" ويسعدك يا مروة ويهديكي "
" في ايه؟ "
" من مروة رجعت لجوزها ومبسوطة معاه وبتعتذر، الظاهر أنا فهمت الحكمة من رجوعها حياتنا، زودت ثقتنا في بعض وعرفت هي عايزة ايه، الحمد لله "
" فعلاً .. يعني سامحتيني "
هي بدل ما تتعصب المرة دي ضحكت غصب عنها واستغفرت ربنا بعدين راحت حضنته وقالتله :
" بحبك "
" وانا بموت فيكي يا نصي الحلو "
باس راسها واتعلموا كلهم الدرس والأكيد من كل حاجة إن ربنا مش بيجيب حاجة وحشة ودايمًا بيكتب لينا الخير ورا كل حاجة بتحصل لينا بس احنا لازم نصبر ونشوف، وهما كلهم اتعلموا الدرس وعرفوا طريق سعادتهم الحقيقية كويس...
مروة عاشت مع جوزها في تبات ونبات
كذلك مسك مع الطفل اللي اتجوزته في تبات ونبات
وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.