أخر الاخبار

يتيمة في قبضة غني للكاتبة سماء احمد

 يتيمة في قبضة غني للكاتبة سماء احمد

يتيمة في قبضة غني للكاتبة سماء احمد

البداية 

في يوم من الأيام
نزلت دموع التماسيح بتاعت الست دي وهي بتسلم ابن اخوها للملجأ، الطمع والرغبة في الانتقام لأجل الورث خليتها ترمي طفل في الملجأ عشان تحرق قلب اخوها عليه، هي فهمت صاحبة الميتم انه ابنها وأنها هتسيبه هنا عشان وضعهم المادي، وكل فترة هتيجي تشوفه وتقعد معاه، اتكلمت بدموع تماسيح :
" اسمه خالد .. هو عنده سنة ونص، والله لولا ظروفنا عمرنا ما كنا رمينا ابننا بس الظروف، ابوه كان نفسه يجي معانا بس مقدرش يتخيل انه ممكن يسيب ابنه بمزاجه "
" أنا متفهمة ده يا مدام ومقدرة أنك جيباه بنفسك "
" لو ينفع اجي اشوفه على طول "
" ينفع طول ما هو موجود هنا "
هزت راسها وبعدين خرجت مسحت دموعها وقالت بقسوة :
" حق اكلك ورثي عليا يا اخويا، اتحرم من ابنك العمر كله "
الولد بدأ يعيط بعد ما قام من النوم، ويقول بصوت متقطع : ماما .. ماما
بدأت العاملة تهديه وتأكله ويوم عدى وراه يوم لحد ما الطفل بدأ يتأقلم، الغريب في الأمر إن كل اما الست دي تيجي تشوفه هو مش بيبقى ملهوف عليها او عارفها اصلاً
وبعد سنتين جات بنوتة صغيرة عندها ست شهور، طلعت من الحضانة واستقرت في الملجأ نفسه
عدى السنين وبدأ الولد يوعى، اتعلق بالبنوتة اللي كانت معاه واللي سموها فريدة وكانوا صحاب
الوقتي فريدة بقى عمرها اربعتاشر سنة وخالد عمره سبعتاشر سنة، ونروح لبيت ناس وضعهم المادي فوق الممتاز .. قعدت مرات صاحب البيت تعيط :
" ابني يا محمود، كل ده ومش عارف تجيبه، حرام عليك اتصرف "
" والله منا ساكت يا سمية، اة عدى عليه اكتر من خمستاشر سنة بس انا والله ما ساكت "
" فين اللي بتعمله؟ أنا مش شايفة حاجة "
وفي اثناء زعيقهم سوا شاف اخته نازله من اوضتها وبتبص حواليها تتأكد ان محدش شايفها، هو وقف وقالها :
" سمية شوية وراجعلك "
طلع ورا اخته وكعادتها كل ست شهور تطلع وميعرفوش راحه فين، شور لواحد من الأمن بتاعه يجي
" نعم يا محمود بيه "
" شوف مريم هانم راحه فين "
" امرك يا باشا "
بعت حد وراها المرة دي بنية صافيه وفضول، هي راحت تشوف خالد وفعلاً قابلها وحضنها وقالها :
" ماما، جايه تاخديني النهاردة بقى! "
" لا يا خالد مش المرة دي يا حبيبي "
" ليه بس يا ماما حرام عليكي، هو أنتِ مش بتحبيني "
" بحبك طبعًا يا حبيبي بس مش هعرف، هقول لبابا لما اروح والمرة الجاية هاخدك "
" كل مرة تقوليلي كدة، بتضحكي عليا على طول "
" يا حبيبي ما بيبقاش قصدي اضحك عليك بس بابا هو اللي بيرفض "
" هو مش بيحبني ليه ولا مره جه شافني انتم مانتش عايزيني "
" لا يا حبيبي اكيد عايزينك بص المره الجايه بجد اخر كلام "
هو هز راسه وبعدين قالها انه هيمشي وفعلا سابها ومشى راح لقى فريده عماله بتلعب في قعد جنبها وقالها :
" انت هتبطلي لعب امتى انت كمان هو انا كل ما اجي الاقيك بتلعبي هو انت لسه صغيره "
" في ايه يا خالد انت متعصب عليا ليه هو انا عملت ايه "
" معملتيش يا ستي انا ماشي "
" هو انت كل مره هتتقمص مني كده من غير ما اعمل اي حاجه حرام عليك "
هو اتنرفز جدا من الكلمه وبعدين سابها ومشي هي راحت جري وراها عشان تصالحه كالعاده يعني بعدين قعدت قصاده وقالتله:
" ممكن تفهمني انت زعلان من ايه مش مامتك المفروض جت تشوفك النهارده يعني اكيد مبسوط "
" هي مش بتحبني يا فريده ومهيش عايزه تاخدني انا معتش عايز اشوفها "
" ليه بس يا خالد وايه يعني مش عايزه تاخدك المهم انك عندك ماما وبتيجي تشوفك احسن مني بكثير انا معنديش حد خالص ومش بستنى حد "
" بس هي يا فريده كل مره تقول ليا هبقى اجي اخدك المره الجايه وهي مش بتيجي تاخدني "
" انت عايز تروح مع مامتك يا خالد وما عدتش تشوفني طب انا هيبقى ليا مين بعدك انت عارف ان انا معنديش صحاب هنا غيرك "
" مقصدش يا فريده واكيد لو خدتني هخليها تاخدك معايا لان انا معرفش اقعد من غيرك بس انا عايزه اعرف هي ازاي هدومها كويسه جدا وبتيجي شايله شنط كويسه وشكلها حلو وبتقول ان هم معندهمش فلوس "
" الله اعلم عادي في ناس بيبقى شكلهم حلو وهدومهم حلوه بس مش بيبقى معاهم فلوس بس هم علشان شغلهم كده بيبقى شكلهم حلو "
هو فكر شويه في كلام فريده بعدين هز راسه بمعنى اقتنع بكلامها، مديره الملجا كانت سامعه كلامهم بس مقتنعتش خالص بكلام فريدة... بدأت تفكر ازاي الست دي فعلا بتيجي في عربيه ولبسها كويس وفي نفس الوقت لما ادتلها خالد قالتلها ان وضعهم المادي وحش وان جوزها.... سكتت عند كلمه جوزها وقالت في نفسها :
" أزاي مكنش قادر يجي يسلم ابنه وازاي الوقتي مش بيجي يشوفه حتى "
راحت مكتبها وهي عماله بتفكر وتربط الامور ببعضها بس فكرت ان هي جايه تربط الامور بعد 15 سنه كان فين التفكير ده من يومه... ممكن تكون حرمت الولد من كونه يبقى ليه اهل علشان خاطر الست دي
في حين الحارس اللي كان ماشي ورا اخت محمود راح وقاله :
" يا باشا هي راحت ملجأ معروف، ولما سألت العاملة واديتها قرشين قالت انها بتيجي كل ست شهور مرة "
" أنا عايزك تعرفلي بتروح تعمل ايه ولمين؟ "
" ممكن تكون تبرعات "
" لو تبرعات هتبقى وهي هنا، مش هتروح وبشكل دوري، اتأكد برضو "
" أمرك يا باشا "
اسبوع كامل وهو بيستفسر عن الأمر لحد ما عرف إنه طفل هي جابته هنا وسابته ومشيت، رجع لمحمود وقاله :
" يا باشا اللي عرفته أنها سابت عيل صغير في الملجأ وكل فترة تروح تشوفه تسأل عن حاله كده، والواد دا اسمه خالد "
" خالد!! كمل "
" خالد دا هناك من خمستاشر سنة "
محمود فضل شويه يستوعب الكلام وان ممكن يكون الولد ده ابنه دخل وقعد يفكر شويه بعدين طلع وقاله
" قول لي عنوان الملجا ده ايه "
" اتفضل يا باشا وانا هوصلك "
هو ركب مع الحارس وبعدين راح للملجا ده طلب يقابل مديره الملجا وبعدين دخل شافها قعد قصادها وقالها
" مدام مريم اللي بتيجي كل فتره تشوف طفل هنا تبقى اختي وانا جايه اسالك مين خالد ده ايه علاقته بمريم "
لو في الوضع العادي اكيد مكانتش هتقول ليه معلومات بس هي شاكه في الوضع علشان كده فضلت انها تقوله متشيلش ذنب الطفل اللي عايش هنا اكتر
" الطفل ده مدام مريم جابته من اكتر من 15 سنه ليا وقالت ان وضعها هي وجوزها المادي مش احسن حاجه علشان كده هي فضلت تسيبه هنا "
" اسمه خالد "
" ايوه اسمه خالد... انا ممكن اجيبه واخليك تشوفه "
" يا ريت لو سمحتي "
هي طلبت من العامله نادي الخالد وفعلا شويه وخالد دخل هو وفريده صاحبته لانه بيكون متوتر لما المديره تطلبها قال :
" السلام عليكم حضرتك عايزاني في حاجه ولا ايه "
" ده خالد يا استاذ "
كان بيبص لخالد وهو حاطط ايده على قلبه هو نفسه خالد ابنه ازاي هيتوه عنه وهو نفس ملامح محمود وهو صغير، قال بصوت بيطلع بصعوبة :
" ده خالد ابني... ابني انا مش ابنها ... خالد انا ابوك يا حبيبي انا ... انا ابوك "
ووقف يمسك وش خالد ويطبطب عليه وبعدين خده في حضنه وقعد يعيط خالد مكانش مستوى بيقوله :
" طب ومريم مامتي؟ أنت جيت هي قالتلي انها هتاخدني المره الجايه بس متوقعتش تبعتك على طول كده "
" مريم مش امه، لا مش هي مريم تبقى عمتك، حسبي الله ونعم الوكيل فيها، اخدتك من وسطنا، منها لله "
خالد بص لفريدة اللي مكنتش فاهمة حاجة أصلا وبعدين رجع بص للي اسمه ابوه ده، محمود قالها :
" أنا هاخد ابني حالاً، انا مش عارف اختي عملت فيا كدة ليه بس دا ابني وأنا مستعد اثبتلك "
هي ابتسمت وقالت بود :
" مفيش داعي يا أستاذ، شكلك جنبه اكبر دليل واتفضل ابن حضرتك، وأنا بتأسفلك اني مكتشفتش الغلطة الشنيعة دي طول السنين اللي فاتت "
" قدر الله وما شاء فعل، يلا يا خالد تعالى "
فريدة سابت ايد خالد وبعدين دموعها نزلت، هو مكنش فاهم حاجة ومشى مع والده دون وعي، حتى مخدش حاجة من حاجاته
طول الطريق بيفهم لخالد اللي حصل، وهو بيحاول يستوعب ازاي في لحظة كل حاجة تتحل ويرجع لحضن اهله، ويبقى عندهم عربية
أنصدم اكتر لما شاف الڤيلا واكتشف ان دي بتاعتهم ملكهم، في حين محمود مكنش مصدق ان ربنا ممكن في لحظة يحل الأمر وفي وقت تبقى فاقد الأمل في كل حاجة


نزل ودخل مع ابنه لقى مراته قاعدة في الصالون حاطه وشها بين ايديها وتقريبًا بتعيط، ناد عليها :
" سمية "
رفعت وشها فكمل كلامه :
" شوفي جبتلك مين معايا، خالد ابننا "
هي من الصدمة اغمى عليها، جرى يفوقها بلهفة وقلق، وبعدين جات اخته مريم وشهقت بعدين قالت بتوتر :
" خالد "
" أنتِ مش امي، عملتي فيا كده ليه؟ حرام عليكي "
" يا خالد هفهمك "
سمعت اخوها محمود بيقولها :
" حسابنا بعدين، استني متستعجليش "
هي خافت اوي وبعدين فاقت مامت خالد وحضنته وقعدت تعيط بصوت عالي، فين وفين عما هدت وفهمت اللي حصل فقالت :
" حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا مريضة "
" حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتم، انتم اللي حرمتوني من ابني ومن ورثي اللي كان هيرجعها "
اخوها رد عليها وقالها :
" يا غبية مكنش هيرجعه عمره وورثك انا مكلتوش عليكي كله متوثق باسمك "
" أنت كداب "
" روحي اسألي بس اعرفي انا هحاسبك على كل لحظة ابني عاشها بعيد عني انا ومراتي، هدفعك التمن غالي اوي يا مريم "
قعد يتوعد ليها وخالد بدأ يفكر في حياته ويبص حواليه بعدين افتكر فريدة صاحبته، وقف وقال :
" أنا عايز امشي، أنا لازم ارجع الملجأ تاني "
مامته مسكته بلهفة وهزت رأسها وقالت :
" لا مستحيل تسبني تاني، ليه يا ابني ترجع حد زعلك؟ خالد "
" فريدة! فريدة صاحبتي مش هعرف اقعد من غيرها "
مامته عيطت وقالتله :
" هجبلك كل اللي أنت عايزه يا حبيبي بس متسبنيش تاني، عشان خاطري "
صعبت عليه مامته وقعد يطبطب عليها في حين فريدة كانت مموته نفسها من العياط، كل اما حد يجي يكلمها تزعقله .. يوم كامل مش مبطلة عياط لحد ما صوتها راح خالص
والد خالد جيه هو ومراته وكلم المديرة وقالها :
" أنا عايز اتبنى البنت اللي اسمها فريدة دي، ابني متعلق بيها "
ردت مامت خالد وقالت :
" ايوة يا مدام، احنا جاهزين بالأوراق، تقدري تقوليلنا الإجراءات اللازمة "
" انا بجد مش عارفة اقولكم ايه، ربنا يعوضكم عن الأيام اللي خسرتوا فيها ابنكم خير "
" امين يا رب "
بعتوا لفريدة تكلم المديرة، هي قامت وراحت بصعوبة وعينها كانت مورمة ومش قادرة تتكلم، المديرة قالتلها :
" تعالى يا فريدة، دول اهل خالد جايين يتبنوكي "
" بجد!! هروح لخالد "
كلهم ضحكوا عليها وبعدين بدأوا الإجراءات واخدوها معاهم بعدها على طول، خالد كان قاعد في الصالون بيفكر ازاي يروح ليها، وكان ندمان اوي انه سابها امبارح وجيه، سمع صوت مامته. فقام وقالها :
" أنا عايز اروح الملجأ يا ماما، عايز اشوف فريدة "
" مفيش مرواح الملجأ يا خالد، انسى خالص "
" لا انا لازم اشوف فريدة "
" وكمان فريدة دي، مفيش فريدة "
" هو ايه اللي مفيش فريدة، انا مش هقعد هنا واسيبها هناك، انا معرفش حد في الدنيا غير فريدة "
سمع صوتها وهي بتقول بتوتر :
" خالد "
بص وراها لقى فريدة واقفه جنب باباه، جرى يحضنها وهو بيقول بلهفة :
" فريدة "
" أنا جيت مع عمو ليك، أنت وحشتيني اوي "
" وأنتِ كمان اوي، انا كنت عايز اجيلك اشوفك، مكنتش هقدر اقعد من غيرك أصلا "
مامته وباباه فرحوا انهم قدروا يساعدوه بعدين عاشت فريدة مع خالد وعيلته، وكانت فريدة مبسوطة اوي بيه ومعاه ومرت الأيام .
.
.
.
.
اربع سنين عدوا عليهم والحال لسه ذي ما هو عليه، بس حصل تغير بسيط في شخصية خالد من بعد ما انضم للجامعة، بقى يصاحب بنات ويحب دي ودي ويجيبهم البيت كمان وهي بتابع بصمت


وفي يوم من الأيام
فريدة نزلت تاكل معاهم، قعدت على كرسيها وكانت مستنية خالد يجي بس مجاش وبدأوا هما اكل، مامت خالد كانت بتحبها اوي بس باباه كان بيتعامل معاه برسمية تامة
" ماما هو خالد فين؟ "
بابا خالد رد وقال :
" يا بنتي أنا مش قولتلك متقوليش ليها ماما، هي مش والدتك "
نفس الجملة اللي بتتقال ليها كل يوم عشان تفكرها انها يتيمة وملهاش مكان هنا، سمية قالتله :
" انا اللي قولت ليها يا محمود تقولي ماما، لو سمحت كفاية "
" سمية أنتِ متعرفيش حاجة، أنتِ مخلفة خالد وبس افتكري ده "
وساب الأكل ومشي، فريدة وقفت وقالت :
" ماما خلصتي اكل "
" يا حبيبتي الدادة هتشل الأكل متتعبيش نفسك "
" لا مش بتعب نفسي، انا هشيله "
هي كانت بتعمل كدة عشان ميبقاش ليهم جمايل عليها، بتشتغل بحق سكنها وتعليمها، خالد نزل وقال :
" صباح الخير يا ماما، بتعملي ايه يا ديدا؟ "
" اسيب الأكل هتاكل "
" أنا سألت سؤال، حضرتك بتعملي ايه؟ دا مش شغلك واتفضلي مشوفكيش تعملي كدة تاني، في ايه يا أمي!!! "
" هي اللي بتعمل كدة كل يوم ومش بتسمع كلامي "
" اخر مرة يا ديدا فاهمة؟ "
هزت راسها وخلاص لحد ما اكل ومشي بعدين هي لمت الأكل، مامته قالتلها :
" يا فريدة خالد لو عرف هيزعق "
" يا ماما سبيني على راحتي لو سمحتي "
" سيبي الاكل واقعدي ذاكري بس، أنتِ تالتة ثانوي "
" الاكل مش هينقص مني حتة "
خلصت وراحت اوضتها تذاكر وتحط اللي ف قلبها ف قلبها في حين خالد راح لباباه المكتب يقوله انه عايز يغير العربية، وصل ودخل قاله :
" ازيك يا بابا؟ "
" جيب من الآخر يا ابن سمية جاي ليه؟ "
" عايز اجدد العربية ، معدتش عجباني "
" كويس انك جيت عايز اقولك على حاجة بعدين هغير ليك العربية، وهعمل كل اللي أنت عايزة "
" قول واشجيني يا والدي "
" رجل أعمال عنده قطقوطة صغيرة كدة من سنك وبصراحة انا عايز اخطبها ليك، البنت حلوة ومنه نضرب عصفورين بحجر واحد "
" والله يا والدي أنت فجأتني بس هشوف كدة واسأل ديدا "
" وتسأل فريدة ليه يا خالد؟! "
" ومسألش فريدة ليه يا والدي!! دا حتى عيب في حقي اوي، احنا بنشارك بعض في كل حاجة "
" بص يا خالد أنت معتش صغير ، فريدة متقربش ليك حاجة هي مجرد بنت كانت معاك في الملجأ وملهاش اهل انما انت كل اللي انا فيه دا بتاعك وليك لوحدك ، متظلمش نفسك بوجودها يا خالد ولا تديها حجم اكبر من حجمها فتفكر نفسها زيك فتتحكم في قراراتك، اعرف أنت مين وهي مين وأنت ايه وهي ايه يا خالد "
خالد بدأ يفكر في كلام والده وفعلاً اول مرة تحصل حاجة وميجريش يعرف فريدة بيها، فريدة كانت مقطعة نفسها مذاكرة على أمل في الأخر تجيب طب وتبقى شاطرة وخالد يعجب بيها بقى
هي بتحبه لأنها وعت على الدنيا لقت نفسها متعرفش حد غيره، بتنام وهي خايفة يتغير ويفرق بينهم، بتصلي وتدعي انه يفضل يعتبرها صاحبته


لحد ما في يوم بعد اسبوعين
طلعت وقت العشا ملقتش حد فيهم، وقفت تستنى حد يجي فجات مامت خالد وقالتلها :
" في ايه يا ديدا؟ واقفه هنا ليه؟ "
" حضرتك لابسه وراحه فين؟ "
" خالد مقالكيش!! انا مفكراكي بتجهزي "
" بجهز لايه؟ "
" خالد رايح يلبس دبل، النهاردة خطوبته عقبالك "
" ايه!! "
خالد نزل مع والده والابتسامة كانت من الودن للودن، فريدة بصتله وسألته :
" أنت هتخطب النهاردة يا خالد؟ بجد! "
" اة عقبالك، يلا يا ماما "
" استنى يا خالد فريدة هتلبس وتيجي معانا "
محمود وقال بسرعة :
" هي مش من العيلة عشان تيجي، لا مش هتيجي دي وجودها يقل مننا "
فريدة رجعت خطوة وبعدين راحت اوضتها، خالد كان رايح وراها بس باباه مسكه وقاله :
" استنى رايح فين؟ احنا كدة هنتأخر "
هو مشي وراح فعلاً يخطب في حين فريدة كانت بتمنع نفسها تعيط بصعوبة، لو عيطت مش هتسكت ولو فضلت كتير صوتها هيروح، مامت خالد مكنتش معاهم وقلبها كان عند فريدة، حست ان محمود زود عليها العيار عشان كدة استأذنت ورجعت
وصلت البيت وراحت اوضة فريدة لقتها قاعدة على الكتاب بتتكلم بصوت عالي، وشها احمر وعيونها مليانة دموع، قالت بحزن :
" فريدة "
" تعالي يا ماما، ايه لحقتوا تيجوا؟ "
" سبتهم وجيت "
" ليه؟ "
" عشانك يا حبيبتي، انا ندمت اني روحت وسيبتهم أصلا "
فريدة حضنتها وقعدت تعيط، سمية مشت ايدها على شعر فريدة اللي كانت بتعيط كتير اوي، نامت فريدة وسميه فضلت جنبها تبصلها بزعل، قد ايه شعور اليتيم وحش اوي
خالد جيه يشوفها لقاها نايمة فسأل مامته :
" نامت امته؟ "
" من شوية، قعدت تعيط لحد ما نامت "
" تمام بكره هاجي اشوفها، هتفضلي هنا؟ "
" اة مش هسيبها "
هز راسه وسابها وخرج، تاني يوم خالد جيه لقاها قاعدة بتذاكر، دخل وقالها :
" بخخ بتعملي ايه؟ "
" بذاكر "
" مش هتجيبي طب برضو ريحي نفسك "
" يا رب اجيبه "
" أنتِ فقر طول عمرك، اكيد مش هتيجي في دي وتتصلح "
" معتش تخليني فقر "
" يعني ايه؟ "
" يعني أنا بحبك، عارفة انك مقولتش ليا عشان مزعلش، اكيد باباك هو اللي قالك تخطب صح؟ عشان كدة انا مش زعلانة منك خالص "
" أنتِ مجنونة؟ أنتِ تعبانة اكيد .. لا دا في دماغك حاجة يا بنتي "
" في ايه يا خالد؟ "
" أنتِ مفكراني بحبك! لا انا عمري ما احبك أصلاً ومش فاهم بتحبيني ليه، دا الظاهر بابا كان معاه حق بس متنسيش العين عمرها ما تعلى على الحاجب، نسيتي نفسك ولا ايه! فريدة أنتِ مجرد بنت انا شفقت عليها مش اكتر ومتوصلش احبك يا بنتي ربنا يشفي "
" لا أنت بتضحك عليا، انت جبتني عشان بتحبني، احنا بنحب بعض من واحنا صغيرين "
قعد يضحك بتريقة عليها وضحكته علت وبعدين قال بسخرية :
" احب مين يا بنتي! انا جبتك تعلق وشفقة مش اكتر بس الحقيقة أنتِ مش ليا حاجة فاهمة؟ أنتِ يتيمة وفقيرة يا فريدة يعني متنفعيش لا ليا ولا لقصري، متنسيش نفسك ولا تفتكري عشان قعدتي معانا على سفرة واحدة بقيتي مننا .. أنتِ مش اي حاجة ذي ما بابا قال فاهمة "
بلعت ريقها بتوتر وهزت راسها وقالت :
'' اة فاهمة .. انا اسفة انا فهمت غلط، يعني لما ابقى من مستواك اقولك الكلام دة صح؟ "
" اة يا فريدة دا لما تبقي توصلي في الحلم "
سابها ومشي وهي قعدت تذاكر بدون تفكير، لو فكرت في كلامه هتمشي ولو مشت هي في الحقيقة ملهاش حد اصلاً ... راحت تنام وحضنت نفسها لحد ما سمية قلقت وجات ليها، نادت عليها :
" ديدا حبيبتي، فينك "
قعدت جنبها وحطت أيدها على راسها وهي بتنادي عليها، اتفاجأت بيها سخنة اوي ودا خلاها تنادي للدادة بسرعة .. فريدة جالها حمى وفضلت تعبانة كذا يوم
وفي يوم كانت قاعدة مع جوزها بتقوله :
" انا خايفة عليها اوي، البنت يا عيني مش واعية لحاجة "
" هاتوا ليها دكتور بقت كويسه خلاص مبقتش يبقى عملنا اللي علينا "
خالد دخل وسألهم باستغراب :
" في ايه؟ "
باباه رد عليه بسرعة وقاله :
" مفيش واحدة من الخدم تعبانة وامك كعادتها بتقلق على كل الناس "
هز راسه ودور على فريدة ملقهاش فمشي، عدت الأيام وفريدة اتحسنت ورجعت تاني بس معدتش بتاكل ولا بتشرب معاهم واعتزلت خالص
خالد حس بكده بس مرضاش يروح ليها عشان متفكرش إن دا مؤشر، كان زعلان وحاجات كتيرة كان بيحكيها ليها افتقدها
فريدة تعبت لما كانت هتموت وهو مسألش فيها ودي اشارة انه مش عايزها في البيت، كانت بتصلي وتعيط عشان تجيب مجموع يدخلها طب ويبقى أمل ليها
سمية دخلت لقتها قاعدة بتعيط :
" يا رب خليني اجيب طب، عايزة ابقى من مقامهم، كفاية يا رب ظلم ليا بقى قلبي وجعني ''
سمية قعدت جنبها تطبطب عليها بعدين قالتلها :
" أنتِ احسن مننا مش ذينا، اوعي تزعلي نفسك واعرفي لو جبتي ايه أنتِ في عيني احسن واشطر ديدا في الدنيا "
فريدة حضنتها وعيطت بعدين قالتلها :
" انا ليه ربنا مدنايش ماما ذيك، ليه مدنيش ناس تحبني ذيك "
" يا حبيبتي أنا موجودة ويعلم ربنا بحبك قد خالد "
عدت الأيام وامتحنت فريدة، كانت مقهورة لأن ذي الايام دي مع خالد كانت جنبه وبتهون عليه بس هو مكنش جنبها... في يوم كانت بتجيب مايه لنفسها لقيته، اتكلمت بعفوية :
" ازيك يا خالد "
" كويس .. يا دادة طلعيلي اكل فوق عشان الجو هنا بقى يخنق "
" استنى انا هاخد مايه بس وهرجع اوضتي، معرفش والله انك جاي "
هو زعل من نفسه اوي ولسه هيصالحها لقاها جرت من المطبخ، مامته سمعته وقالتله :
" حرام عليك يا ابني أنت بقيت ذي ابوك كدة ليه، البنت بتمتحن ومش حمل ضغوطاتك "
" هي بدأت امتحانات؟ "
" معتش غير مادة واحدة وتخلص اصلاً "
" أممم ربنا يوفقها "
وطلع اوضته وهو متضايق انها مقالتش ليه، كأنه مش هو اللي بدأ كل حاجة، لحد ما جيه اليوم بتاع النتيجة، كانت قاعدة جنب سمية اللي بتشوف ليها النتيجة
" اهدي يا فريدة أنا متأكدة انه خير "
محمود كان داخل الصالون شافهم وقال:
" في ايه؟ "
" نتيجة فريدة يا محمود، ادعيلها "
" ادعي لفلوسي اللي وصلتها لهنا، اما نشوف "
هي اتضايقت منه بس اعصاب البنت مكنتش متحملة مشكلة، ضغطت والنتيجة ظهرت، فريدة وشها اصفر ودموعها نزلت وقالت :
" اربعة وتسعين؟ أنا ... أنا مكنتش مستنية كدة يا ماما "
" اربعة وتسعين!! بقى دا قيمة فلوسي ومصاريفي عليكي يا فاشلة، راحة تجيبي المجموع اللي ذي الزفت ده وكأننا رمينا فلوسنا في الأرض، واكيد مستنية ندخلك كلية خاصة ما احنا بنلم ولاد المياتم "
" كفاية يا محمود "
" لا مش كفاية والبت دي انا اكتفيت منها، معتش ليها مكان في بيتي نخرج، خلاص كبرت تتكفل بنفسها بكفاية اكل ومرعى ودورس ومصاريف وكأنها بنت بهوات مش أهلها رموها واحنا اللي شيلنا الليلة "
سمية وقفت وبدأت تزعق ليه بانفعال :
" ارحم نفسك يعني أنت هتزعل اكتر من الغلبانة اللي تعبت وذاكرت وسهرت، أنت مالك معتش طبيعي ليه! "
فريدة جرت على اوضتها وقعدت تعيط بصوت عالي وتكتم بوقها في المخدة، سمية نزلت وراها تحضنها وتعيط، ساعات وعايطها مقلش بنسبة واحد في المية وسمية جنبها
فريدة حست الدنيا ضاقت بيها اوي من كل الاتجاهات، الصبح طلع وسمية لسه جنبها وقالتلها :
" يا حبيبتي فداكي الف مجموع، والله دا ما هو وحش يا فريدة "
فريدة فتحت بوقها ولسه هتتكلم مطلعش صوت، حطت أيدها على رقبتها وجات تتكلم تاني مقدرتش .. سمية حضنتها وعيطت عليها وقالتلها :
" اهدي كدة وانا هعملك حاجة سخنة وصوتك هيرجع احسن من الأول "
قامت وراحت تعملها حاجة سخنة، رجعت ليها وقعدت جنبها لحد ما نامت، سمية طلعت تزعق لمحمود تاني وقالتله :
" اتقي الله دا أنت ابنك كان زيها، دا لولا ربنا كان ممكن فريدة اللي راحت لأهلها وابنك معاهم، كنت ترضى المعاملة دي "
" انا مقصدش وانفعلت عليها بعدين الوقتي خالد ينزل ويصالحها "
" مش بيتكلموا من خطوبة ابنك، شوفت بقى وبسببك "
" هعملها ايه يعني! متشغليش دماغي يا سمية "
سمية دخلت تاخد دش بعدين طلعت وقالتله :
" فريدة صوتها راح وانا هقعد معاها لحد ما تبقى كويسة، المجموع مش هيبقى صعب علينا قد اللي تعبت وذاكرت واتكفت على الكتاب ليل نهار يا محمود "
هو بدأ يفكر في كلامها وفعلاً حس انه زودها اوي، سمية نزلت تشوف فريدة ملقتش ليها آثر في الاوضة، بدأت تنادي عليها وبتبص لقت رسالتين واحدة مكتوب عليها " الى ماما سمية " والتانية " الى خالد "
فتحت بتاعتها وبدأت تقرأ :
" ماما سمية يا حبيبتي، أنا مشيت وهكمل حياتي معتمدة على نفسي، كتر خيركم لحد هنا وجميلكم على راسي، انا بحبك اوي ومتأكدة لو ليا ام مش هتحبني ذيك، اشكري استاذ محمود على تعبه والفلوس اللي دفعها فيا .. ربنا يجعلها في ميزان حسناته وبإذن الله هكبر وهشتغل وهردها ليه بالجنية، خدي بالك من نفسك
بنتك فريدة "
فتحت دولابها لقتها سايبه الهدوم وكل حاجة، هي قعدت مكانها تحضن الرسالة وتعيط بزعل على البنت اليتيمة اللي اتيتمت مرتين بسببهم
خالد كان مع حد من صحابه وسمع ان نتيجة تالتة ثانوي طلعت امبارح، قال في نفسه :
" انا خلاص هشيل كل الزعل من بينا وهصالحها عشان اديها هديتها "
رجع البيت لقى مامته قاعدة في الصالون بتعيط، قعد جنبها وقالها :
" مالك يا ماما؟ فريدة جابت مجموع وحش صح؟ اكيد بتعيطي عشان كدة "
" فريدة مشت يا خالد، وسابت دي "
اديته الرسالة ففتحها وقال بهزار :
" اكيد مقلب ولا حاجة! انا جايبلها هدية وهصالحها بيها، هي حبيبتي أصلا "
فتح الرسالة لقاها كاتبة
" خالد حبيبي، انا كان نفسي اجيب طب عشانك، عشان ابقى من مقامك بس لربنا رأي تاني، أنا بحبك وهرجعلك وانا معايا فلوس كتير وليا اسم وشخصية وابقى من مقامك تتجوزي
عارف اليوم دا امته يا خالد؟ بعد تلاتين سنة لما اتجوز واخلف وابني يعلي من شأني ويخليني من مقامك لأن اللي ذيي ملوش حظ في الدنيا دي
فريدة "
دموعه نزلت وقلع دبلته بعدين سابها تقع على الأرض، وقف ونزل بسرعة يدور على فريدة ملقهاش، بدأ يزعق في الحراس :
" أنتم بهايم! ازاي تسيبوها تمشي يا شوية حلاليف، أنا هرفدكم كلكم لو فريدة مرجعتش فاهمين؟ "
بعدين راح وركب عربيته وبدأ يدور عليها ذي المجنون، ينزل يسأل عليها ويوري الناس صورتها، خالد كان هيتجنن وراها بس مكنش عارف يوصلها، رجع البيت وقعد يعيط ذي الطفل الصغير وحط وشه بين ايديه
" خالد "
رفع وشه لابوه بعدين قاله :
" أنت السبب، أنت اللي خليتها تمشي، وأنت اللي اذتني وخلتني بفكر ذيك، أنا خسرتها بسببك "
وفجأة قعد يزعق ويكسر كل حاجة حواليه، بقى عصبي جدًا وبيدور عليها ذي المجنون، بقى ينام في اوضتها ويحضن هدومها ومخدتها، كانت عايشه ومرتاحة هو اللي اقتحم حياتها من البداية وهو اللي كمل تدميرها الوقتي


سنة
اتنين
تلاتة
اربعة
لسه محسش باليأس وبيدور عليها ذي المجنون، اهله مش بيبطلوا عياط عليه وأبوه ندم بشكل عمر ما كل يتصوره، خالد لسه بيمشي في الشوارع يسأل عليها
خمسة
ستة
سبع سنين ...


" مس فريدة، في حالة اريست "
طلعت تعمل شغلها بسرعة وعمليه، فريدة اتغيرت اوي وبجد شخصية قوية، تكدب لو قالت نست خالد لأنه عمر ما يتنسى، لسه بتحبه بس حبها كان اكبر دافع ليها أنها مترجعش، رجعت تقعد في مكتبها وبعدين بدأت تذاكر لأنها بتحضر ماجستير، فريدة الطفلة الوقتي معيدة في كلية تمريض وبتشتغل في مستشفى خاص، وعايشة ومستقرة في شقة لوحدها
فريدة خدت طردها اكبر حافز ليها، وكسرتها كانت اكبر مأوى .. لو كانت دكتورة الوقتي كان زمانها لسه بتتخرج بس الحمد لله ربنا كتب ليها الأحسن
جيه على بالها خالد فقفلت الكتاب وابتسمت :
" زمانه معاه بدل العيل اتنين، يلا ربنا يسعده "
لكن هو كان ماشي لسه في الشوارع بيسأل عليها، آخر ما زهق ركب عربيته وفضل يتمشى شوية بيها، خد نفسه ودعى من قلبه :
" يا رب قرب بعيد وانهي العذاب "
وفجأة ظهرت قدامه بنوتة صغيرة وغصب عنه خبطها، استغفر ربنا وهو بينزل لقى الخبطة فعلاً صعبة، شال البنت وراح بيها اقرب مستشفى
" لو سمحتم ساعدوني، البنت بتنزف "
اتجمعوا وخدوها على ترولي، بعدين فضل قاعد مستنيها، فجأة سمع صوت بيقول :
" مس فريدة حالة اريست "
وقفت وخرجت من مكتبها ، كانت بتلبس الماسك وهو وقف يسأل :
" مين مس فريدة دي؟ "
شورت على واحدة ولما جيه يبص كانت لفت وشها، خد نفس عميق بعدين قال :
" قمة اليأس انك تتعلق باسم وتقعد تستنى صاحبه، انا هقعد استناها لعلها هي "
فعلاً فضل مستنيها لحد ما نزلت، كانت بتتكلم مع واحدة وبتشرح ليها العلاج، خالد وقف ومكنش متأكد لأنها لابسه ماسك وعينها لتحت، مشت وخبطت فيه بدون قصد فقالت :
" عذرًا، اكتبي العلاج ده كمان "
" فريدة "
رفعت عينها وحقيقي كانت مصدومة، معقول القدر رأيه كده بعد دا كله، معقول!! اتكلمت بصدمة :
" خالد! "
فضل يبص عليها ومن الصدمة متكلمش، هي دموعها نزلت بعدين سمعت زميلتها بتقوله :
" بنتك كويسة يا أستاذ، هتدخل نعملها اشاعة على الدماغ عشان نطمن اكتر بعدين تقدر تروح "
فريدة قربت منه بعدين قالت :
" بنتك جوه؟ هشوفها وجايه "
دخلت وشافت البنت بعدين طلعت وقالتله :
" ما شاء الله عسولة، اكيد شبه مامتها لأنها مش شبهك، هي كويسه وشوية وهتاخدها "
" عاملة ايه؟ "
" الحمد لله بخير، ماما سمية عاملة ايه؟ "
مردش عليها كان بس بيبص ليها، حد ناد عليها وقالتله :
" عن اذنك هشوفهم عايزين ايه! "
مسك ايدها وبعدين قالها بحزن :
" خليكي متمشيش، عشان خاطري "
ملامحها اتوترت بعدين قالت :
" هرجع تاني "
سابته ومشت وهو قعد على كرسي حط ايده على قلبه، طلع تليفونه ورن على مامته اللي ردت :
" سلام عليكم "
" فريدة هنا يا ماما، أنا مش عارف اقولها ايه! أنا متوتر اوي وهي فكرتني خلفت، انا حتى مفهمتهاش، فريدة ... "
" أهدى يا خالد وقولي أنت فين؟ "
بلغها هو فين وهي من نبرتها مكنتش مصدقة، فريدة كانت بتتكلم مع حد وبتديله اوامر، فريدة معدتش الضعيفة العيوطة بتاعته، خد نفسه وبعدين استناها لحد ما جات، قالها بهدوء :
" مشيتي ليه؟ "
" لما المكان تحس انه مش مكانك يبقى اصح فعل هو انك تمشي "
" أنتِ الوقتي في مكانك؟ "
" اة انا الوقتي مس فريدة، مبقتش دكتورة بس ربنا كتبلي الأحسن ، بصرف على نفسي وبعت لوالدك كل جنية اتصرف عليا وعايشه برضا بوضعي ويتمي "
سند راسه على ايده وفضل ساكت، حطت ايدها على كتفه وقالتله :
" خالد أنت كويس "
" مكنتش كويس بالشكل ده من سبع سنين، اللي جوه مش بنتي دي بنوتة انا خبطها .. انا فسخت الخطوبة يوم اما خسرتك "
" ممكن منفتحش الماضي، ملوش اي لازمة "
" بقى ملوش اي لازمة ليكي "
هز راسه ومداش رد فعل زيادة، هي سابته ومشيت وكانت فعلاً محتاجة تبعد، خلصت شغلها وجهزت نفسها ولسه هتمشي لقت سمية قدامها، سألتها باستغراب :
" حضرتك ... "
" فريدة "
فريدة حضنتها بلهفة ومكنتش مصدقة انها شافتها، سمية قعدت تعيط وتبوس في وش فريدة، فريدة كمان عيطت بعدين بصت لخالد بلوم وعتاب وهو كان مخنوق اوي، بعدين وقف وراح قدامها
" أنتِ مشيتي ليه؟ "
مامته قالتله :
" خالد مش وقته "
" لا وقته اوي، عرفيني مشيتي ليه يا فريدة؟ انا غبي وحمار ومش بعرف اتصرف ولا بعرف بطلع ايه من بوقي بس في حاجة تستاهل نتفارق يا فريدة!! "
" أنا انطردت يا خالد "
" انا مطردتكيش "
" بلاش أنت تتكلم والنبي عشان انا استكفيت منك، عن اذنك يا ماما "
فريدة مشت وسمية راحت وراها، فريدة قالتلها :
" في حاجة يا ماما؟ "
" اة يا فريدة، متمشيش هو مش مستني منك غير رجوعك، خالد من ساعة ما قرأ رسالتك وهو قلع الدبلة وليل نهار بيدور عليكي ذي المجنون، لو تابعتي جرايد هتشوفي صورتك .. لو اتعذبتي فهو اتعذب سنين "
" أنتِ مفكرة انهم كانوا معدين عليا ساهلين يا ماما! انا طلع روحي ومتكلمتش .. هو كسرني وأبوه كسرني "
" هو افعاله ناتجه عن كلام ابوه بس أنتِ اكتر واحدة عارفة خالد "
" لا مش عارفاه، انا مطلعتش عارفة حاجة خالص "
" ارجعي شوفيه، واللي قلبك يقولك عليه اعمليه، وفكري انه دا خالد نفسه اللي مقدرش يقعد لحظة من غيرك وبيحبك فوق ما تتصوري ''
" مطلعش بيحبني "
" ارجعي أنتِ مش خسرانة حاجة "
وفعلاً فريدة رجعت لقيته قاعدة حاطط ايده اليمين على وشه وماسك تليفونه بالتانية وبيبص لصورتها، وقفت قدامه وحطت ايدها على وقالتله :
" خالد "
رفع وشه وبعدين وقف وحضنها، متكلمش هو بس بيتأكد من جدية وجودها، هي عيطت وحضنته فقالها :
" سبع سنين قادرين يعلموني الادب عمر كامل، بحبك "
" وأنا كمان "
فضل حاضنها كتير وبعدين رجع البنت اللي كانت وش السعد لأهلها واداهم مبلغ قيم وكبير على الخدمة اللي حصلت بطريقة تلقائية .. رجع البيت وقابل ابوه وقاله :
" أنا لقيت فريدة "
" بجد يا خالد! "
" اة بجد وفرحي عليها الشهر الجاي، انا عايز اسألك سؤال؟ "
" اسأل يا ابني "
" لما هي بعتت ليك فلوس مقولتش ليا ليه؟ أنت بتبين ليا انك اتغيرت بس الحقيقة انك بتسعى عشان تبعد عني "
" يا خالد "
وقتها سمية هي اللي قاطعت كلامه وقالتله :
" اسكت. يا محمود متقولش حاجة، أنت زودتها اوي وكنت السبب في عذاب سبع سنين لابنك وكانوا مكملين، الضعيف ربنا معاه والقوي ربنا اقوى منه .. البنت بقت حاجة يترفع بيها الراس ولأنها قلبها طيب قبلت بابنك "
" هي تطول ابني! "
خالد قاله بحدة :
" بقت تطول احسن مني، والظاهر أنت متغيرتش بعدين وأما اليتيم فلا تقهر وأنت ما شاء الله دورت على يتمه وضغطت على الوتر ده، ربنا يسامحك .. عايز تحضر هعرفك معاد فرحي بس مليش عيشة في مكان فريدة انطردت منه .. مكان ما تكون فريدة يكون خالد "
" يا خالد استنى هفهمك "
خالد سابه ومشي بعدين راح لفريدة يشكي ليها همه، فريدة قالتله :
" مكنش المفروض تزعل ابوك يا خالد، احنا عايزين نبدأ برضا الكل "
" واما ارجع اخسرك تاني ابقى مزعلوش صح "
" خلاص قدر الله وما شاء فعل "
" ونعم بالله، مقولتليش احلويتي كدة امته "
" دول سبع سنين يا خالد "
" احرقي قلبي اكتر بجملتك "
" تستاهل عشان حرقت قلبي وزعلتني، كل دا من اعمالك "
" أنتِ من امته قلبك اسود يا بت كدة!! "
" من يوم ما زعلتني وقليت من شأني، انا كنت بحبك اوي يا خالد "
" كنتي!! "
" وما زلت برغم كل حاجة حصلت، فكرت كتير اوي ارجع ليك بس الف حاجة وحاجة كانوا بيمنعوني، من ضمنهم اني فكرت انك اتجوزت واكيد كملت حياتك وكنت بقول انك اكيد ارتاح في بعدي "
" اة يا بنتي ارتاحت لدرجة لفيت حوالين نفسي كل السنين دي، حرام عليكي دا انا منمتش ليلة على بعضها ذي باقي البشر "
" انا راضيه ذمتك مش تستاهل اللي انا عملته دا كله "
" من نحية استاهل فأنا فعلاً استاهل، استنى جايبلك حاجة "
وطلع من جيبه عليه قطيفة في سلسلة على هيئة فراشة بعدين لبسها ليها، سألته باستغراب :
" ايه المناسبة! "
" كنت جايبها ليكي بعد امتحان تالتة ثانوي، عشان اصالحك واقولك اني مقدرش اعيش من غيرك واني غلطان "
" بجد!! "
" والله دا اللي كان في نيتي "
" يلا قدر الله وما شاء فعل وعشان تعرف بعد كدة قيمتي وتعمل حساب لكل تصرف معايا مستقبلاً "
" بتعلميني الادب يعني "
" لا أنت مش محتاج أصلا، كفاية اوي اللي حصلك "
" محصلكيش حاجة يعني؟ في كل السنين دي "
" تؤ او اة خصوصًا اني كنت ماشيه صوتي رايح بس كله عدى في ظل عوض ربنا وانتهت بيك "
" بحبك يا فريدة، فوق ما تتصوري "
" وأنا كمان يا هدف سعيت ووصلت ليه، يا جايزة ربنا ليا على صبري "
ضحك وبعدين شدها لحضنه جامدة وهي بادلته، وفعلاً بعد شهر اتجوز خالد وفريدة في فرح كبير اوي، ابوه حاول يصالحه كتير بس هو مرضاش
وجيه اليوم اللي ينتهي فيه صبر خالد وينول حبيبته فريدة بعد سبع سنين .. وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-