أخر الاخبار

ابنة الخادمة للكاتبة سماء احمد

 ابنة الخادمة للكاتبة سماء احمد

ابنة الخادمة للكاتبة سماء احمد

البداية

في يوم من الأيام 

فتح خالد عينه على حركة في اوضته، لقى فريدة بتفتح الستارة والنور ملى الأوضة، طبعًا محدش يجرؤ يعمل الحركة دي غيرها هي وبس، لفت وشها وابتسمت ليه بعدين قالت : 

" صح النوم، قوم هتتأخر على الشغل، نسيت إنك قولت لباباك هتبدأ تشتغل معاه في الشركة "

رد خالد بنوم : 

" فاكر بس مش قادر " 

" ما أنت لو مش سهران تحبلي في واحدة طول الليل مكنش دا وضعك " 

خالد ضحك ومردش عليها لأنها تقصد نفسها، جات تخرج شد إيدها وبعدين قعد وخلاها تقعد جنبه، اتكلم بإبتسامة : 

" أنتِ عارفة أنا بعمل كل ده عشان مين؟ " 

" عارفة وربنا يجمعنا على خير " 

" لما يشوفوا حبي ليكي اللي خلاني اتغير بجد، اكيد هيجمعونا .. بحبك يا فريدة " 

" وأنا كمان يا خالد، يلا فوق كده وهقول لماما تجهزلك الفطار " 

" تمام " 

نزلت جري وبلغت الخدامة تقول لمامتها لأنها لو قالت لمامتها إنها كانت فوق مش هتخلي اليوم يعدي، دخلت اوضتها وقفت قدام المرايا وضحكت بسعادة بعدين لفت حوالين نفسها وقالت : 

" هانت وهطلع من الفقر اللي أنا فيه، شوية صغيرين وكل حاجة هتبقى حلوة، هاكل أحسن الأكل وهلبس أحسن لبس وهبقى من الطبقة المخملية وربنا هيتوب عليا " 

وهنا نعرف الهدف من قربها من خالد وهو تخرج من مستنقع الفقر اللي هي فيه مش حبًا في خالد أبدًا، خالد نزل قعد مع أهله وباباه استغرب بعدين قال :

" غريبة دا أنت قومت بجد! " 

" أنا مش قولت لحضرتك إني هبدأ اشتغل معاك، وبوريك جديتي أهو " 

" فكرتك كالعادة هتقول وتكسل تقوم من النوم " 

مامته ردت وقالت بود ومحبة لابنها الوحيد :

" خالد أنت مش مضطر تشتغل وتتعب نفسك، أنت لسه يا حبيبي صغير، استمتع بشبابك واخرج مع صحابك والشغل كده كده جاي " 

" لا يا ماما أنا هبدأ من الوقتي وأثبت نفسي عشان لما اطلب حاجة محدش يقف في وشي "

هما استغربوا من كلامه اوي بعدين باباه قال : 

" محدش يقدر يقف في وشك وأظن أنت عارف دا كويس اوي، أحنا مش مأثرين في حاجة ليك ولا بنتأخر في طلب منك " 

" عارف يا بابا وربنا يخليك ليا بس في أمور كده محتاج أثبت إني قدها، الموافقة عليها مش هتكون من القلب غير لما تشوفوني بنفسكم " 

مامته اتكلمت بإبتسامة :

" أحنا مش عايزين نشوف لأننا عارفين مربين ابننا على ايه! " 

فطر مع اهله بعدين راح الشركة مع باباه، وعشان هو بيحب فريدة وهي مش من مستواه قرر يقرب من شغل باباه ويثبتله إنه صح في اختيارته، بيقنعه بفريدة بطريقة دبلوماسية ... مامته كان حاسه في حاجة في موضوع الشغل ده بس مرضتش تلفت انتباه باباه خالص 

وفي يوم كانوا قاعدين سوا فخالد اتكلم وقال :

" يا بابا أظن انت شايف فيا أمل صح؟ " 

" بخصوص الشغل ايوه طبعًا "

مامته سألت باستغراب :

" لا استنى هو محددش، تقصد أمل لأيه يا خالد؟ " 

" عايزين الصراحة وعلى طول " 

" أكيد " 

ردوا في نفس الوقت فاتكلم بإبتسامة :

" أنا عايز اتجوز " 

ردت مامته بفرحة وإبتسامة : 

" دا يوم الهنا يا حبيبي يوم جوازك ده، ومين بنت الحلال دي؟ مين اللي قدرت تخطف قلب ابني " 

" رد يا خالد متسبناش بفضولنا "

" فريدة، فريدة بنت الدادة " 

هنا باباه بص لمامته والاتنين اتصدموا مكنوش مصدقين، باباه قال بزعيق :

" بنت الخدامة! " 

" متقولش خدامة يا بابا لو سمحت، فريدة إنسانة زينا " 

مامته اتكلمت هي كمان بنرفزة :

" بس إنسانة طمعانه فيك يا خالد! إنسانة الجشع مالي عينها " 

فريدة كانت واقفة على الباب شايلة العصير، دموعها نزلت وقتها مامته خدت بالها منها فقالت بحدة : 

" واقفة كدة ليه يا بت أنتِ "

" يا ماما لو سمحتي " 

وقف وفريدة دخلت حطت العصير وجات ماشيه مسك إيدها وقال : 

" أنا بحب فريدة ومش هستغنى عنها، أنا اتغيرت عشانها ولو بتحبوني هتوافقوا عليها "

" مستحيل نوافق على دي " 

مامته قالت كده وباباه كمل وقال :

" على آخر الزمن هنجوز ابننا لبنت خدامة " 

هي بعدت ايده وطلعت تجري، خالد زعق فيهم : 

" ومالها فريدة! مش إنسانة اتخلقت من طين ذينا، وبنت آدم وحوا، ليه تكسروا بخاطرها وبعدين مش ذنبها إنها جات في ظروف غير ظروفها " 

مامته زعقت فيه :

" بس دي إنسانة طماعة يا خالد فاهم! جشعها بيبان في عينها بس مراية الحب عمياك " 

" اة عمياني ومش هتجوز غيرها " 

مشى وراح عند اوضة فريدة اللي كانت مفتوحة في العايط، خبط على الباب وقالها : 

" ديدا افتحي الباب خلينا نتكلم، أنا أسف اعتبريني أنا الغلطان " 

" لو سمحت امشي من هنا يا خالد "

" طب لو سمحتي افتحي الباب أنتِ بقى " 

" لا وامشي بقولك عشان مزعلكش "

" مرة واحدة! طيب أنا عايز ازعل " 

" أنا مش بحبك عشان سمعت كلام وحش بسببك " 

سكت شوية وهي قربت من الباب، فتحته فقال بهدوء :

" زعلت فعلاً "

حضنته واتأسفت ولسه هتبعد مامتها جات وزعقت وقالت :

" ايه اللي بيحصل ده! ابعد عنها " 

فريدة اتوترت اوي بعدين اتكلم بصوت متقطع :

" يا ماما أنا ... يعني هو ... يا ماما "

خالد قاطعها واتكلم بطريقة مباشرة : 

" أنا بحب فريدة يا طنط وعايز اتجوزها "

وقتها سمع اهلوا بيقولوا :

" واحنا مش موافقين، ولو آخر واحدة في الدنيا مستحيل تتجوزها " 

فريدة رجعت تعيط وخالد مسك إيدها وقال :

" لو في مليون واحدة غيرها مش هتجوز إلا هي، فريدة وبس برضى اي حد او غصب "

فريدة اتوترت اكتر وحست الوضع بيروح لجهة تانية خالص بيها هي وخالد، لقت باباه بيقول :

" هي بقت كدة، طيب يا أم فريدة لو عايزة تكملي شغل هنا بنتك تمشي او أنتم الاتنين "

" فريدة مش هتمشي يا بابا ولو مشت رجلي على رجليها " 

مامته اتكلمت وقالت :

" اعقل يا خالد دي مش من مستواك "

" هو ايه اللي مش مستوايا، ولو أنتم شايفين كده فانا شايف ان مفيش واحده غيرها هتبقى مراتي "

فريده اتكلمك بتوتر :

" خلاص يا خالد اسمع كلام مامتك وانا همشي " 

" لا مسمعش كلام حد، والوقتي حالا لو مش موافقين انا هاخدها وامشي "

باباه قال بحدة وزعيق :

" أنت بتلوي دراعنا يا خالد! " 

" اعتبروها زي ما تعتبروها طالما انا طلبي مرفوض "

باباه بص لمامته وبعدين بصوا لفريده اللي كانت حاطه وشها في الارض وبعدين باباه اتكلم بمغزى :

" لو انت هتختارها يبقى ملكش مكان في البيت " 

خالد قال بنرفزة :

" أنت كده مش بتلوي دراعي ومش حبي لفريده اللي هيتقاس بالبيت والفلوس والشركه والعربيه "

بعدين بص لفريده اللي حست ان الحوار خد طريق هي مش عايزاه وبعدين قال :

" فريده تيجي معايا ونكمل مشوارنا سوا "

ومد ايده لفريده اللي بصت لايده بعدين ليه ولمامتها ومامته وباباه، خدت نفسها ومع شويه تفكير حست انه ممكن يكون ده اختبار ليها، فحطت أيدها في ايد خالد وقالتله :

" هكمل معاك "

هم كلهم اتفاجئوا ومامتها قالت "

" بت أنتِ اتجننتي، أنتِ عايزه تروحي فين؟ وبعدين أنتِ عايزه تبعدي واحد عن اهله "

ردت بهدوء :

" انا بحبه يا ماما وعايزاه، واهله هم اللي مش موافقين وهو مستعد يضحي عشاني... ليه انا كمان مضحيش "

خالد كان مبسوط بيها اوي وفخور بحبه ميعرفش اللي وراه ، وبعدين شد ايدها ومشي 

مشي من غير اي حاجه معاه فريده بس حتى ما اخدش هدوم لنفسه ولا ليها، ودا كان لقطة كفيلة تثبت ليهم إنه مكتفي بفريدة وبس مش عايز غيرها .... 

طلع من عند المأذون بعد ما كتبوا كتابهم ولأنها كانت بالغة مكنتش محتاجة وكيل، قعدوا سوا في الشارع وقالتله :

" أنت ناوي على ايه؟ " 

" في شقة باسمي في حي كويس هنروح نقعد فيها "

" وبعدين؟ " 

سكت ومردش في حين هي كانت بتفكر إنها لو سابته هتثبت ليهم صحة كلامهم بس هي عايزة تثبت العكس وكدة كدة هما مستحيل يتخلوا عن ابنهم الوحيد كتير، راحوا الشقة وكان حجمها متوسط لا كبيرة ولا صغيرة ... لسه بتفكر في اللي عملته لقيته مسك ايدها وبيقولها :

" بالنسبة ليا مش مقامك، بس معلش الظروف مش حكماني الوقتي " 

" مش مشكلة يا حبيبي المهم احنا سوا " 

وفعلاً بدأت حياة جديدة معاه، الحقيقة انه كان زعلان عليها لأنها بدأت تعاني معاه، شغله مكنش بيجيب فلوس كتيرة وبالتالي مكنش معيشها العيشة اللي هي 

اهله كانوا قاعدين سوا بيتكلموا فمامت خالد قالت لباباه :

" حرام عليك ابنك شغال في محل ذي اي حد، عايزها رجعه ويتجوزها وخلاص، بكره يعرف وضعها ايه ويطلقها او يزهق " 

" ابنك مش هيزهق وخالد طالما متمسك بحاجة مش هيسيبها، وبعدين باين بيحبها " 

" يحبها ياخدها ولا يبعد عننا لحظة، عشان خاطري رجعه لحضني " 

" لا أنا مش هسمح البنت دي تعيش عندنا وهي من مقامنا " 

بيبص لقى مامت فريدة واقفة بتبصلهم بحزن، استغفر ربنا بعدين مامت خالد قالت ليها :

" هو ميقصدش يا ام فريدة، متزعليش " 

" مش زعلانة يا هانم، عايزة حاجة مني تانية؟ "

" لا تسلمى " 

في حين فريدة كانت واقفة في المطبخ بتحضر غدا لخالد اللي المفروض بعد شوية هيجي، خدت نفس عميق وبعدين قالت لنفسها :

" دا يا فريدة اللي كنتي بتفكري تطلعي منه، اهو بقى اسوأ من عيشتك، ولو حصل واتكلمتي هتثبتي صحة كلامهم ومامتك هتخسر شغلها، وخالد هيخسر ثقته في الناس "

استغفرت ربنا ولسه طالعة لقت خالد في وشها مبتسم، قالها بهزار : 

" اللي كان واخد عقلك يتهنى بيه " 

" أنت على فكرة " 

" دا يا بختي بقى " 

ابتسمت باصطناع وبعدين حطت الأكل ياكلوا سوا، قعد شوية معاها بعدين قالها :

" انا هروح اكمل شغلي بقى عشان صاحب المحل ميزعقش " 

" طيب " 

" فريدة متزعليش والله كل حاجة هتتحل وهتبقى احسن، وهعوضك عن كل ده بس خلي في ثقة فيا " 

" حاضر " 

هو كان بيصعب عليها اوي وحبه ليها مخليها مش قادرة تبعد، هو مقربش منها وقالها مش هيعمل كده غير لما يعملها فرح يليق بيها 

في حين خالد عرف قيمة القرش كويس وقيمة الشغل، حس إن ربنا عمل كده عشان يخليه يشوف الحياة من جهة تانية ويقدر قيمة اهله وقيمة الشغل 

كان فرحان من الوضع بالنسبة ليه بس كان زعلان عشان خاطر فريدة، حس انه قلب حياتها وعكر الصفو اللي كانت عايشه فيه 

عدى تلت شهور ووضعهم المادي بيسوء اكتر عن الأول، كانت قاعدة بتعيط لأن مفيش اكل في البيت، هو عشان ميحسسهاش قالها تاكل الموجود وهو هياكل مع صحابه، مش عارفة هي زعلانة على نفسها ولا عليه 

خالد اللي مكنش بيعيد الطقم الوقتي بقى بيكح تراب عشانها، وهي كمان بدل ما كانت قاعدة فايقة لدراستها بقت مضطرة تعيش عيشه ... وفي يوم كلمت مامتها :

" عاملة ايه يا ماما؟ " 

" الحمد لله يا حبيبتي عاملة ايه أنتِ " 

" طالع روحي يا ماما وتعبت، مش دا اللي انا كنت عايزة اوصل ليه ولا دي العيشة اللي انا حلمت بيها .. خالد يا ماما بيشتغل ليل نهار تصوري مش عارف يأكلني، انا من البداية اختارته عشان اروح لعالمه مش ياخدني وينزل لعالم اسوأ " 

خالد كان داخل البيت سمعها بتتكلم مع مامتها، فضل واقف مكانه متصنم مش عارف يعمل ايه ولا يقول ايه، وهي كملت كلامها بانفعال :

" يا ريتني ما كنت طمعت، كنت عيشت عيشتك وخلاص يا ماما " 

بعدين اتفتحت في العياط وخالد زعل لما لقاها بتعيط بالشكل ده، مفكرش إن كل اهله صح قد ما فكر إنه فعلاً ظلمها معاه، بدل ما تتحالف بأيامه هي بقت تتمنى أيام ما كانت عايشه مع مامتها وهي خدامة 

خبط على الباب فقالت بسرعة :

" هكلمك بعدين يا ماما "

فتح الباب ودخل وملامحه كانت في غنى عن اي كلام عايزة تقوله، قعد جنبها وقالها بهدوء :

" عاملة ايه؟ " 

" الحمد لله، أنت كويس؟ حساك مش تمام، اقوم اجبلك اكل، انا لسه مكلتش " 

" لا مليش نفس " 

قلقت عليه لأن وشه مكنش محتاج كلام، قربت منه وحطت ايدها على وشه وقالتله :

" خالد أنت كويس ؟ " 

هز راسه وبعدين وقف وقالها :

" انا عايز انام " 

دخل الاوضة وفعلاً نام، هي رنت على مامتها اللي ردت وقالتلها :

" في حاجة ولا ايه؟ " 

" خالد جاي وشه اصفر ومش بيتكلم، انا قلقت عليه اوي يا ماما، دي مش عادته ... اقفلي كده هدخل اشوف ماله " 

وفعلاً قامت ودخلت تشوف ماله لقيته نايم، فضلت قاعدة جنبه لوقت طويل لحد ما قام من النوم وكان باين عليه التعب، سألته بقلق :

" أنت كويس يا خالد؟ في حد قالك حاجة ولا زعلك، اتكلم متسكتش " 

" مفيش أنا رايح الشغل " 

وقام وقف لسه هيتحرك خطوة وقع على الارض، صرخت بفزع وجرت عليه تشوفه ماله، بدأت تهزه وتنادي عليه برعب، هو مكنش حاسس بأي حاجة 

طلبت الإسعاف ونقلته المستشفى، قالوا هبوط حاد في الدورة الدموية وبدأت تجري من هنا لهنا تعمل ورق وتجيب علاج، حصله حمى شديدة فجأة ومكنش حد فاهم ليه حاجة، فريدة كانت بتلف حوالين نفسها حرفيًا ومكنتش عارفة تعمل ايه 

راحت باعت حلقها عشان تجيب ليه علاج، وكمان باعت تليفونها عشان خاطره، هي من خوفها تخسره مكنتش بتتحرك من قدام المستشفى وكل شوية يطلبوا منها حاجة، مكنتش عايزة ترن على اهله عشان ميقولوش هي السبب 

وقفت قدام باب العناية واستنت لحد ما الممرضة خرجت، سألتها بلهفة :

" جوزي عامل ايه يا أبلة؟ طمنيني عليه " 

" ادعيله يا حبيبتي هو بإذن الله يتحسن " 

رفعت أيدها وقعدت تدعي ليه وهي بتعيط، بعدين قالتلها : 

" ينفع اشوفه يا ابلة خمس دقايق بس، مش هطول عليه "

" هسألك الدكتور الأول "

فضلت واقفة مستنية يرجعوا ليها، وفعلاً رجعت وقالتلها تدخل وهي دخلت تطمن عليه، مسكت ايده وقربت تبوس جبينه بعدين قالتله :

" خالد اصحى يا حبيبي انا جنبك .. قوم يلا خلينا نرجع بيتنا، متسبنيش يا خالد انا والله اختارتك ومعتش ليا غيرك " 

حطت أيدها على وشه وهو فتح عينه براحه بص عليها، قالها بهمس :

" فريدة " 

" ايوة فريدة يا حبيبي، حاسس بأيه؟ " 

فضل يبص عليها شوية بعدين رجع نام ومردش عليها، هي عيطت بخوف عليه بعدين خرجوها، الممرضة جات ادتها روشته تانية وقالتلها :

" عايزين العلاج دا ليه واة الدكتور بيقولك تروحي تكلميه "

" حاضر "

خدت الروشته وراحت تجيبها من الصيدلية، يدوبك على قد الفلوس اللي معاها وهي معدتش عارفة تبيع ايه تاني، استغفرت ربنا ورجعت تكلم الدكتور اللي قالها :

" هو المفروض ليه عملية الزايدة، ولازم يعملها عشان متنفجرش " 

" الله اكبر لا اكيد بعيد الشر عنه " 

" ايوة المهم عايزة تعمليها هنا ولا تعمليها في عيادة خارجية، انا شايف هي بره احسن وصدقيني هبقى كويس في السعر " 

هي اتصدمت من تلميح الدكتور الصريح، دا مش دكتور دا انسان ف قمة البجاحة، قالتله بضيق : 

" هو هيفوق امته يا دكتور؟ " 

" هو فايق بس العلاج هو اللي بيدوخه، المهم فكري وكلميني "

" تمام." 

خرجت ومكنتش عارفة تعمل ايه، خايفة تقول يعملها هنا وتتصرف يتأذى ولو بره هي مش ضامنة انها المفروض تتعمل ولا لا لأن واضح انه دكتور فلوس 

عيونها دمعت وبعدين فكرت معتش حل غير تروح لأهله، وفعلاً راحت دقت الجرس مامتها فتحت وقالتلها :

" فريدة يا ضنايا، مالك فيكي ايه؟ " 

" مامت خالد هنا يا ماما؟ لو سمحتي عايزة اشوفها "

" هو كويس يا بنتي؟ من يومها معتيش بترني عليا " 

" يا ماما مش وقته، خليني اكلمهم " 

وفعلاً مامتها خليتها تدخل تكلمهم، لقت مامته وباباه قاعدين واول اما شافوها وقفوا، مامته قالتلها :

" ابني كويس، انطقي عملتي في ابني ايه؟ " 

هي عيطت وبصت للأرض وقالتلهم :

" هو تعب اوي وانا نقلته على المستشفى "

مامته وقفت وبدأت تهزها وتقولها بجنون :

" قوليلي ايه اللي حصل لابني، انطقي " 

" بيقولوا المفروض يعمل عملية الزايدة وأنا خايفة عليه، انا بعت حلقي وتليفوني عشانه ومستعدة ابيع هدومه عليه بس انا خايفة اخد قرار ااذيه فيه، تعالوا ساعدوه ولو عايزين تاخدوه مني خدوه بس اعملوا ليه الصح " 

ابوه قالها بلهفة :

" هو في مستشفى ايه؟ " 

قالتله اسم المستشفى وفعلاً راحوا بيها بسرعة المستشفى، نقلوه لواحدة تانية خاصة افضل وكشفوا عليه كشف كامل، بدأوا يتابعوه بعناية اكبر 

كل اما مامته تقول لفريدة تروح ترتاح ترفض، مكنتش عارفة ليه حاسه إن ليها يد ف اللي حصله، كان في عملية فعلاً لخالد وعملها وبعدين بدأ يتحسن 

في يوم فريدة كانت قاعدة جنبه بتساعده يقعد، اتعدل وقعد بعدين قالها : 

" اقعدي هنا كدة " 

" في حاجة ولا ايه؟ " 

" ايوة في " 

هي مكنتش عارفة ليه حاسه انه ممكن يكلمها بخصوص الطلاق، مسكت ايده وقالتله :

" اتكلم " 

بص على أيدها بعدين عليها وقالها : 

" سمعتك يومها وأنتِ بتكلمي مامتك " 

عيونها دمعت فقالها :

" محبتنيش ولو للحظة حتى؟ يعني محستيش مرة نحيتي بحاجة " 

هي عيطت ودا كان ردها اللي خده تأكيد، قرب منها وبعدين قالها :

" هششش خلاص متعيطيش، بابايا كلمني وقالي ارجع بيكي للبيت " 

" ارجع واسمع كلامهم، اهلك مهما يكن عارفين مصلحتك اكتر من نفسك " 

" بس انا عيشت حاجات كتيرة حلوة معاكي، اتعلمت كتير اوي وأنتِ خلتيني اعرف حاجات كتيرة " 

لسه هتتكلم مامته دخلت وقالت بإبتسامة :

" أنت صاحي يا حبيبي؟ " 

" ايوة تعالي يا ماما " 

دخلت وبعدين حطت أيدها على راس فريدة اللي بصت ليها بإبتسامة، مامته اتكلمت :

" جاهز تطلع أنت وعروستك من هنا، أنا مكنتش اعرف انها بتحبك للدرجة دي، باعت حلقها وتليفونها وبتقولي مستعدة تبيع هدومها، باباك فرحان بيها اوي " 

خالد بص لفريدة اللي بصت للأرض بعدين قال :

" ربنا يخليها ليا ويقدرني واغرقها دهب وماس " 

فريدة بصت ليه وهو قرب وباس راسها، مامته لما خرجت قالها : 

" فريدة أنا الوقتي عندي ليكي حل، انا بحبك وأنتِ حابه الرفاهية والراحة وده .. ارجعي معايا وخليكي جنبي هعوضك وانا عوضي في وجودك " 

حركت راسها بالنفي بعدين قالتله :

" مش هقدر يا خالد ابص في وشك " 

" ولا كأني عرفت حاجة، انا عايز وجودك بس " 

وفعلاً اقنعها تكمل معاه، رجع بيت اهله ومعاه فريدة وجاب خدم غير مامتها، كرمها وكرم مامتها وكانوا مبسوطين اوي، كانت قاعدة بتقرأ كتاب وهو جيه من الشغل نام وحط راسه على رجليها، كلمته بإبتسامة :

" عملت ايه النهاردة؟ " 

" صفقتين يا فريدة " 

" بجد!؟ " 

" اة والله، بابا كان فخور بيا اوي النهاردة قدامهم، شكرًا يا فريدة كل دا بسببك فهمت معنى الحياة " 

عيونها دمعت ومردتش فقالها : 

" مقصدش حاجة وحشة والله، بس من البداية نزلت الشغل عشانك و ... "

" خااالد " 

قام قعد لما سمع صوت باباه، دخل وحضنه وقاله قد ايه هو فخور بيه، بعدين قاله :

" خالد مش عايز تسافر تكمل ماجستير في إدارة الأعمال، ولو حابب خد فريدة معاك " 

بص على فريدة اللي هزت راسها وقالتله :

" لا مش هعرف اسافر عشان ماما بس لو أنت حابب ودا لمصلحتك سافر يا خالد " 

" اسافر بجد! " 

هزت راسها بتأكيد وفعلاً خالد بدأ يظبط ورقه عشان يسافر، هي كانت فرحانة ليه خصوصاً لما عرفت فوائد الحوار ده ليه، وكانت بتساعده يجمع حاجته وإبتسامة بشوشة على وشها وبدأت تنصحه :

" خد بالك من نفسك وكُل كويس بعدين متزعلش نفسك مهما يحصل معاك، كل يوم تكلمني وتطمني عليك .. اوعى تبص هنا ولا هنا افتكر انك متجوز " 

ضحك وقالها :

" حاضر " 

يومها وصلته لحد المطار وهو فضل يبص عليها، باس أيدها وراسها بعدين حضنها جامد وقالها : 

" بحبك " 

رفعت وشها وقالتله بس المرة دي حسها من قلبها، مكنش فيها اي تمثيل وكانت بدون ضغط او سبب ، قالتله :

" وأنا كمان بحبك " 

قلبها كان مقبوض ومكنتش عايزاه يسيبها ويمشي، بس خلاص هو مشى وهي دموعها نزلت، مامته حضنتها وقعدت تطبطب عليها بس هي مبطلتيش عياط 

حست إن روحها راحت معاه، الأيام عدت عليها وأهله شاهدين هي بتعاني أزاي ، كانت بتقعد ليالي بدون أكل وكل اما يقولوا هيعرفوه ترفض، وفي يوم مامته قالتلها :

" يا حبيبتي يكمل ماجستيره هنا او اقولك سافري ومامتك في عنينا " 

" لا يا ماما هناك مصلحته وبعدين مش عايزة اعطله بكفاية بقى " 

" مش هتعطليه ولا حاجة دا هيفرح بيكي اوي، صدقيني "

" لا بلاش خليني هنا احسن " 

بصت قدامها ودموعها نزلت، هي مش عايزة تلغبط حياته لأنه بتحس من صوته انه مبسوط هناك، طلعت قعدت في اوضتها وبعدين رنت عليه :

" الو خالد عامل ايه ؟ "

" الحمد لله يا ديدا .. قاعد بحضر اكل اهو " 

" بجد! بتعمل اكل ايه؟ " 

سمعت فجأة صوت بنت بتقوله :

" خالد فين القهوة " 

رد عليها بصوت عالي نسبيًا :

" عندك في الدرج اللي فوق يا سهى " 

بعدين وجه كلامه لفريدة وقالها :

" أنتِ عاملة ايه يا ديدا؟ " 

" الحمد لله، مين دي؟ " 

" سهى زميلتي، قولنا نتغدى سوا النهاردة في البيت بدل خروجات المطاعم، أصلا حكيت ليها عنك كتير وهي عايزة تتعرف عليكي وبإذن الله في الإجازة هتيجي معايا تشوفكم وتتعرف عليكم كلكم " 

" اها تيجوا سوا بألف سلامة، يلا عايز حاجة " 

" سلامتك خدي بالك من نفسك " 

قفلت دون رد بعدين بدأت تهوي بايدها على انفها، فجأة قعدت تعيط وتعتب على نفسها انها عملت كده فيها، اتقلب كل حاجة واللي كانت بتعمله فيه اتعمل فيها وبقى قلبها هي المحروق عليه والخايف من خسارته، مامته جات وصعبت عليها اوي بس فريدة محلفاها متتكلمش كأنها بتعاقب نفسها على حاجة معملتهاش أصلا 

خالد كان قاعد مع اللي اسمها سهى دي وبيقولها :

" اصلا مجرد ما تشوفيها هتحبيها، ملامحها حلوة وقلبها ابيض و ... " 

" قلبها ابيض وعملت فيك كدة أزاي "

" انا مش مهتم يا سهى لأني بحبها بجد، ولو عليا والله ما عايز منها حاجة غير وجودها، نفسي تحس بيا بس " 

بدأت سهى تفكر بعدين قالت بحماس : 

" واللي تساعدك " 

" تاخد اللي عايزاه " 

سهى اتكلمت بمغزى :

" ما لو اخدت اللي عايزاه كدة مش هترجع لفريدة أصلا، عايزاك تعرف اول حاجة واول سلم لقلب الست هو الغيرة " 

" الغيرة!! " 

" اي نعم خليها تحس انك ممكن تروح من أيدها كده، هتلاقيها بتسعى بكل الطرق معاك وعشانك، فكر معايا بس وخد الحكمة من افواه الحكماء " 

" يا بنتي فهمتي غلط، هي مش بتحبني عشان تغير أصلا " 

" تمام فرضًا مش بتحبك بس بتحب وجودك " 

" عشان الفلوس تقصدي " 

" تؤ تؤ ملهاش علاقة بالفلوس، احنا البنات لما بنتعود على شخص مش بنحب يسيبنا والاكيد انها اتعودت عليك، ولو على الفلوس اعرض وشوف، وافقت أنت اللي كسبان رفضت أنت برضو اللي كسبان " 

بدأ خالد يفكر في كلامها وجواه يقين ورغبة كبيرة انه عايز يعمل كدة، هو بيحب فريدة اوي وبشكل محدش يتصوره لدرجة مستعد يدوس على الماضي ويدوس على كل حاجة او سبب اتجوزته عشانه عشانها هي بس 

بقى يعد الأيام والليالي عشان يرجع ويشوفها، استغرب إن مكالماتها قلت وكمان لما بتكلمه بيكون صوتها تعبان اوي 

رن على مامته اللي ردت بسرعة :

" ايوة يا حبيبي عامل ايه " 

" الحمد لله يا حبيبتي، فريدة عندك " 

" ايوة بترتاح في اوضتها "

" هي كويسة يا ماما؟ " 

" ايوة يا حبيبي كويسة، وامبارح كانت خارجة معايا انا ومامتها وتمام، أنت هترجع امته يا خالد بقى؟ "

" هانت يا ماما شهرين وجاي إجازة وعندي ليكم مفاجأة " 

" بجد! توصل بالسلامة ودي احسن من الف مفاجأة " 

" الله يسلمك " 

وفعلاً عدى الشهرين عليها وفي يوم وصوله راحت المطار مع أهله، كانت فرحانة ومن كتر فرحها دموعها ومكنتش قادرة تسيطر عليها، مامته قالتلها :

" يا حبيبتي اهدي هو على وصول اهو " 

" مش مصدقة اني هشوفه يا ماما، في حاجات كتيرة اوي عايزة اقوله عليها "

" خلاص هانت يا حبيبتي " 

لسه طالع من جوه وبيشور ليها، جريت عليه تحضنه وتعيط، هو كمان حضنها لأنها كانت وحشاه اوي وبعدين بعد وراح سلم على مامته، سهى كانت واقفة بتحاول تخرج الانبهار من فريدة اللي مخليه متمسك بيها اوي كده 

مسك ايد سهى وقالهم : 

" اعرفكم، سهى حبيبتي " 

فريدة بصت ليها ولسهى بصدمة، معدتش قادرة تسيطر على دموعها ودا كان اكبر الم في حياتها، لفت وشها وخرجت تستناه في العربية، مامته قالتله بحدة :

" حسابنا لما نروح " 

كان مستغرب وخرج لسه هيركب في عربية معينه مامته قالتله : 

" لا اركب في التانية، انا هروح مع فريدة في دي " 

" انا عايز اتكلم مع فريدة "

" مش وقته يا خالد " 

طلعت في العربية جنب فريدة اللي كانت ساكته مش بتبدي اي رد فعل، هي اكتفت إنها حضنتها لحد ما وصلوا بعدين فريدة نزلت وطلعت اوضتها على طول، خالد سأل مامته باستغراب :

" فريدة فين؟ "

" طلعت اوضتها تنام " 

" ليه؟ مش هتاكل " 

" متشغلش بالك وفكر هتبرر المصيبة اللي جايبها دي أزاي، حقيقي صدق المثل اللي قال اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب " 

" أنتِ متعرفيش حاجة يا ماما بعدين الحوار مش هيبقى حاجة بالنسبة لفريدة وانا عارف " 

" ماشي يا خالد " 

قعدوا اكلوا بعدين خالد طلع اوضته لقى فريدة نايمة، مكنش فاهم ليها سبب لدا كله او رد فعل يستحق، تاني يوم قامت فريدة من النوم وبعد ما خدت دش وجهزت نفسها نزلت لتحت 

في حين مامت خالد كانت بتزعق ليه على البنت اللي جايبها، وبتقوله : 

" بقى مراتك قاعدة مستنياك شهور على نار ويعلم ربنا كان وضعها عامل ازاي وأنت جاي في الاخر تقول بكل برود حبيبتك " 

" يا ماما أنتِ مش فاهمة حاجة، اللي بيني انا وفريدة مش حقيقي والحوار بالنسبة ليها مش هيبقى فارق كتير صدقيني " 

" يا سلام!! تخيل هي جايبه واحد في أيدها تقولك دا حبيبي ايه رد فعلك؟ " 

" أنا هتضايق هي لا .. يا ماما فريدة مش بتحبني "

" مين قالك كدة؟ أنت لو شوفت ... " 

بدأ يزعق بصوت عالي :

" شوفت يا ماما، شوفت وسمعت حقيقة كلامكم كله، انا بيعت الدنيا كلها عشانها ومشيت معاها بس الحقيقة ذي ما قولتوا كانت متجوزاني عشان الفلوس، هي قبلت تكمل معايا لما رجعت عشان اعيشها ملكة ومترجعش للفقر، هي عمرها ما هتحبني هي بتحب فلوسي بس " 

كسر فريدة من نظر مامته وفرح اوي، دا اللي فكرت فيه ودموعها نزلت عليه، المرة دي باباه أتدخل وقاله : 

" دي فريدة اللي حذرناك منها هي نفسها فريدة اللي صانتك في غيابك ودموعها موقفتش عشانك، هي نفسها فريدة اللي مكناش بنحبها واللي علمتك معنى القرش بجد ونفسها فريدة اللي مشت معاك وجريت بيك ومقبلتش تكسرك قدام نفسك او قدامنا، هي نفسها فريدة اللي شالتك اسبوعين من ورانا وشهر قدامنا لحد ما اتعافيت، هي نفسها فريدة اللي خليتك تسافر عشان مصلحتك " 

مامته كملت كلام وقالتله : 

" يا ابني في غلط يتبنى عليه حياة كاملة صح، وغلطة واحدة تدمر إنسان على طول، هي أسست خالد ابننا وخليته يبني نفسه في حين أنت دمرتها بكلمتين وهي بتحبك، البنت لا طلبت مننا جنية ولا طلعت من البيت في غيابك غير مرات معدودة وكمان مبطلتش عياط في غيابك ولا قعدت اسبوع على بعضه من غير ما تتعب، رنها عليك وقلقها مكنش بيوصل ليك من صوتها " 

هو فضل يبص لمامته بعدين سألها :

" محدش قالي ليه؟ " 

" هي محلفانا منخلكاش تقلق عليها وبعدين أنت مشوفتش لهفتها عليك في المطار " 

هو افتكر تغيرها لما سمعت صوت سهى وكمان رد فعلها في المطار، خد نفس عميق ولسه هيلف عشان يمشي لقاها واقعة قدام الباب، اتصدم وجري عليها ينادي :

" فريدة.. الحق يا بابا " 

شالها وطلع بيها ووالده رن على دكتور، جيه الدكتور يفحصها بعدين قالهم :

" هي اتعرضت لضغوطات او حاجة " 

خالد سأله باستغراب :

" في حاجة يا دكتور؟ " 

" ايوة دا انهيار عصبي، واضح انها اتعرضت لضغط شديد، على كل حال انا اديتها مهدىء وهي نايمة الوقتي، لما تصحى محدش يكلمها في حاجة وتمشي على العلاج ده " 

خالد وصله وبعدين ادى الروشته للامن يجيبها، دخل لقى مامته قاعدة جنبها وفريدة في وادي تاني خالص، قعد جنبها وهو زعلان عليها على خايف برضو 


عدى يوم كامل وهي نايمة بعدين فاقت لقت خالد نايم جنبها، قعدت وافتكرت اللي حصل فوقفت وغيرت هدومها ونزلت بنية تمشي، لسه هتخرج من البوابة الأمن وقفها ورن على مامت خالد اللي جات بسرعة :

" فريدة راحة فين يا حبيبتي؟ " 

" انا همشي اروح لماما " 

" ليه يا فريدة انا زعلتك في حاجة يا حبيبتي " 

" لا يا ماما بس انا عايزة امشي، معتش ليا مكان هنا " 

سمعت خالد بيقولها بحدة وانفعال :

" مين قالك كدة يا فريدة؟ " 

هي مردتش عليه وبعدين حضنت مامته وقالتلها بصوت واطي :

" كلامه صح بس يعلم ربنا كله اتحول، ويعلم كمان انا حبيته قد ايه " 

" عارفة يا حبيبتي " 

بعدت عنها ولسه هتخرج خالد مسك أيدها وضغط عليها بعصبية :

" محدش هيمسك فيكي بس افتكري انك اختارتي تمشي وبتمثلي دور الضحية، انا مش همنعك بس كل واحد يتحمل نتيجة غلطه " 

بعدت ايده عنها وجات ماشيه قالها بحدة :

" براحتك يا فريدة واللي يريحك خالص بس اعرفي إن الغدر جيه منك أنتِ " 

طنشته فزعق ليها :

" عادي منا اللي حبيت وانا اللي لازم اضحي يا هخسر، خلاص عرفت وحفظت بس اعرفي مش هزعل عليكي، ومش هتمسك بيكي و ... " 

سكت لما لقاها مش بتبص وراها، رجع دخل جوه بهدوء وقعد زعلان على نفسه اكتر ما انه زعلان من نفسه، كان نفسه تحبه ربع حبه ليها بس للأسف فعلا القلوب مش في ايدنا 

سهى رنت عليه مردش واختار ينعزل عن كل حاجة، وفعلاً انعزل وبقى يقعد في اوضته لا راضي يروح ليها ولا راضي يطلقها، معلقها ومعلق نفسه .. كرامته لا تسمح 

في حين فريدة مكنتش مبطلة عياط وزعلانة اوي انها هانت عليه، كرامتها متسمحش ترجع ليه وكمان مش هتعرف تروحله بعد ما قال انه بيحب واحدة تانية 

في يوم دق الجرس وهي راحت تفتح لقت سهى قدامها، سهى قالتلها :

" ازيك يا فريدة؟ " 

" الحمد لله اتفضلي " 

سهى دخلت وقعدت كذلك فريدة اللي كانت ساكته مش بتتكلم، سهى قالتلها بهدوء : 

" جايه اكلمك بخصوص خالد " 

" لو عشان الطلاق فهو مبعتش ورقتي وانا مستنياها ومش عايزة منه قرش واحد، عرفيه كده " 

" لا يا فريدة مش عشان كدة، بصي انا وخالد مفيش بينا حاجة، احنا اتعرفنا على بعض وبقينا اصدقاء مش اكتر تمام؟ والحقيقة يا فريدة هو بيحبك اوي عشان كدة انا اقترحت نخليكي تحبيه بالغيرة، هو قال كدة عشان تغيري عليه واي حاجة قالها فصدقيني خالد بعيد كل البعد انه يجرحك، أنتِ لو تعرفي بيحبك قد ايه مش هتصدقي .. رجاءًا متظلميش حبكم بالطلاق وتخلوه يفشل، أنتِ لو لفيتي الدنيا مش هتلاقي حد يحبك ربع حبه ويا ستي لو عليا انا اصلا مسافرة بس قولت ابرىء ذمتي منكم واعرفك الحقيقة " 

فريدة عيطت بدون صوت وصعبت على سهى اوي اللي قامت تطبطب عليها بعدين فريدة قالتلها : 

" شكرًا يا سهى انك جيتي وعرفتيني " 

" على ايه يا حبيبتي ربنا يهديكم " 

في حين خالد كان بيستمع لكلام مامته للمرة الرابعة عن وضع فريدة ومكنش عايزها تبطل تقوله، كان زعلان اوي منها لأنها متعبتش نفسها ترن عليه مرة تقوله بتحس نحيته بحاجة 

قعد يفكر شوية بعدين اكتشفت انه بيحبها اوي وانه من غيرها حياته متسواش اي حاجة، فكر انه مستعد يعيش عمر كامل جنب فريدة وهي مش بتحبه احسن ما يعيش لحظة بعيد عنها سواء كانت بتحبه او لا 

في نفس الوقت كل واحد فيه كان بيجهز عشان يروح يصالح التاني لأنهم لقوا الدنيا دي مش مستاهلة خالص يضيعوا منها لحظة، وطالما الحب موجود كل حاجة تهون 

خالد خلص قبلها وركب عربيته وراح بيتها، لسه هيدق الجرس لقاها فتحت الباب، بص ليها وهي اتصدمت، خد نفس عميق وقالها : 

" تحبيني او لا أنا مش مستعد اعيش لحظة من غيرك او الاصح انا مقدرش اعيش لحظة من غيرك، جيت اخدك بيتنا والمرة دي مش هسافر ولا هزعلك لأني مقدرش اخسرك " 

هي عيطت فقرب منها ومسح دموعها وقالها : 

" هششش متعيطيش، البكا مش لعيونك وبكفاية نزلوا كتير اوي بسببي، ودا اخر حاجة انا اسعى ليها يا فريدة " 

" انا زعلانة منك اوي "

" وانا والله زعلان مني اكتر " 

ضحكت فمسك ايدها وباسها بعدين قالها : 

" عشرة مليون كويس " 

" بتوع ايه؟ " 

" تتحمليني عمر كامل، وتتحملي كتاكيت صغيرين ذيي " 

" بس أنت مش وحش " 

" بنفجر ساعات ومبعرفش بقول ايه " 

" مش مشكلة كله يهون قصاد الحب "

" تقصدي ايه؟ " 

" بحبك " 

" يا سلام! حب بجد ولا اي كلام؟ " 

" لا اي كلام " 

" كدابة " 

" اما انت عارف كدة بتقول ليه؟ " 

" بستخف بدمي " 

ضحكت بعدين قرب منها وقال بصوت واطي :

" أنا أسف " 

حركت راسها بالنفي بعدين قالتله بهزار :

" مش مسامحة لا .. أنت زعلتني كتير اوي اوي اوي " 

" وأنا أسف اوي اوي اوي " 

" مش دا اللي انا عايزة اسمعه " 

" بحبك " 

" هو ده " 

ضحك وبعدين حضنها وشالها يدوخ بيها، كان فرحان بس هي فرحتها كانت اكبر لأنه داس على كل حاجة عشانها، اللي كان مفرحها في العلاقة انه عامل خاطر ليها لآخر لحظة وكان دايمًا يبيع الدنيا عشانها، حتى لما بتحصل مشكلة كان بيجي على كرامته عشانها وكل لحظة كانت بتثبت ليها إن خالد وصل لأقصى مراحل الحب معاها، اة هي بدأت الوحش بس كان دايمًا مقتنع انه اللي غلط معاها اكتر فكان دايمًا يحاول يعوضها 

عاش معاها في تبات ونبات بعيد عن اي زعل او دموع، وعوضها عن الفترة اللي سافر فيها وبعد كدة مكنش بيمشي خطوة برة مصر بدونها، بقت شبه ظله بالنسبة ليها ودا كان اكتر شيء مفرحها في الحكاية 

وبعد فترة حياتهم اتزينت بأطفال حلوين، زودها على الأيام جمال فوق جمالها، ونرجع ونقول كل شيء بيحصل لينا وراه خير كبير، وكل حاجة وراها سبب لحاجة اكبر وأجمل بكتير بس وصبرًا جميل يا سادة وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-