طباخة للايجار للكاتبة سماء احمد
البداية
في يوم من الأيام
بطلنا عمر كان قاعد عمال بيفكر في طريقة يحاول يقنع بيها اخوه انه ميرجعش المانيا ويفضل قاعد جنبه في مصر، هو شايل شركة والده لوحده ومتعلق باخوه جدًا ونفسه يقعد معاه يشوف الدنيا فيها ايه ويساعدوا بعض، سمع صوت اخوه بيقوله :
" اللي واخد عقل عمر بيه؟ "
" حضرتك لو تريح قلبي وتقعد هنا هرتاح ومفيش حاجة هتاخد عقلي "
" يوووه نفس الموضوع أنت يا ابني مبتزهقش، انا مكاني مش في مصر، انا مجرد ما بشوف مصر بحس بإحباط وقلق من كل حاجة "
" دا على اساس لما الروح تطلع للي خالقها، هتدفن فين بالظبط؟ "
" في مصر جنبك يا حبيبي طبعًا "
" دمك سم .. تقوم نتغدى بره؟ "
" هتعزمني يا عمور؟ "
" أيوة قوم، ربنا يهديك "
وفعلاً خرج عمر مع اخوه اللي اصغر منه بسنة واحدة بس، تقريبًا المعظم مفكرهم توأم، اتغدوا سوا بعدين نزلوا يتمشوا وعمر كان بيحاول يقنعه ميسافرش تاني ويسيب عيلته، بس اخوه خالد كالعادة مُصر ورافض فكرة الاستمرار في مصر، لحد ما خالد وقف فجأة وقال :
" ايه ده! بص كدة يا عمر "
بص بطلنا عمر مكان ما خالد شور، لقى بنت واقفه بتلاعب قطة مع بنوتة صغيرة، كانت فعلاً حلوة، رجع يبص لاخوه لقاه بيقوله بهزار :
" أهي دي الاسباب اللي تخلي الواحد يقعد في مصر "
عمر ما صدق اخوه قاله كده، وشافه سبب حلو يمنعه يسافر بره مصر، اخوه بيحرك ايده قدام وشه وقاله :
" عمر أنت معايا ؟ روحت فين يا ابني؟ "
" أنا هنا اهو، بقولك اسبقني أنت على البيت وأنا هاجي وراك، في حاجة افتكرت اني لازم اعملها "
" اجي معاك نعملها سوا؟ "
" لا روح أنت عشان ماما متقلقش "
" أنت حر، متتأخرش بقى "
خالد مشي وعمر ما صدق لقاه اختفى وبعدين راح يشوف البنت دي، لقاها داخلة مطعم فدخل وراها يسأل عليها اي حد، في واحد قاله :
" هي عيونها رمادي كدة، اة دي تاج طباخة في المطعم "
" طيب هي لسه قدامها كتير عما تخلص "
" لا هتلاقيها بتغير وماشيه "
هو وقف واستناها لحد ما جات خارجة، راح وراها وبدأ ينادي عليها :
" لو سمحتي "
وقفت وبصت ليه بعدين شورت على نفسها وقالتله :
" بتنادي عليا انا! "
" ايوة ممكن تديني من وقتك عشر دقايق "
احترام عمر كان جابرها تقف وتكلمه، قالها بصراحة ووضوح غريب :
" بصي بصراحة كدة انا عرفت انك طباخة، انا عمر مهران "
" عمر مهران بجد! "
" اكيد مش عمر مهران بهزار يعني .. عايزك تيجي تشتغلي في الڤيلا بتاعتي أنا وأهلي، هديكي مرتب خيالي مع شغل بسيط زيادة "
" ايه هو؟ "
" اخويا خالد شافك وواضح انه اعجب بيكي، المطلوب منك بس تيجي وتقربي منه كصديقة مش هقولك حُب وتقنعيه انه ميرجعش المانيا، هي تذكرته بعد شهر وبعد ما يعدي تقدري تكملي شغل معانا مش عايزة وعايزة مرتب ثابت بدون شغل انا موافق "
هي اتصدمت في البداية يعني المفروض احنا في زمن الأخ بيسعى عشان ياخد حق اخوه، إنما دا بيسعى عشان اخوه يفضل جنبه وميسافرش تاني، قالتله :
" طيب أنت مش عايزة يسافر ليه ؟ "
" كده يشوف حاله وحقه في الشركة كمان يفضل جنبي، احنا ملناش غير بعض، موافقة تساعديني وصدقيني هديكي المبلغ اللي عايزاه "
فكرت شوية وافتكرت إن وضعها المادي بشع جدًا كمان ليها أخت اصغر منها بتدرس وهي عايزة تكفي مصاريفها، لقيتها فرصة حلوة عشان كدة وافقت
دا كان بالنسبة لعمر اكبر انتصار ف اليوم، وفعلاً راحت واشتغلت في بيته
أول يوم
كان واقف معاها في المطبخ وعمال بيحفظها هتعمل ايه، هي كانت بتضحك وقالتله :
" مش عارفة ليه حسيت أننا في مسلسل حب للايجار "
" لا مفيش ورث في الحوار متقلقيش، المهم تدخلي تتصرفي بعفوية والدادة هتقول انك جارتها "
" هنبدأها بكدب، اقولك على حاجة فكسان مش هيقعد، خدها نصيحة مني ووفر فلوسك "
" حرام عليكي يا شيخة اتقي الله واعملي اللي بقولك عليه "
" أنت حرة "
راح قعد جنب اخوه اللي كان عمال بيلعب في التليفون، تاج خرجت وهي شايلة القهوة وقالتله :
" اتفضل يا بيه "
وخالد مخادش باله، عمر شور ليها عشان ترفع صوتها، قالت بصوت أعلى :
" اتفضل يا بيه "
برضو مخدش باله فقالت بصوت عالى اوي وهي بترزع القهوة :
" اتفضل يا بيه "
عمر مقدرش يسيطر على ضحكته، وخالد اتفزع وقالها :
" في ايه؟ ايه ده! هو دا أنتِ .. بتعملي ايه هنا؟ "
" أنا تاج يا بيه الطباخة الجديدة "
خالد بص لاخوه وبعدين قاله :
" هي مش كانت الشغالة الجديدة ؟ "
عمر رد عليه :
" لا يا حبيبي مؤخرًا بقت الطباخة، دي تبقى جارت الدادة ويا حرام بتدور على شغل فمامتك شغلتها "
" اهاا أهلا وسهلاً بس يعني تاج وطباخة "
" الزمن يا بيه والواحد محتاج، نعمل ايه بقى اكل العيش مُر "
دا اللي تاج قالته فعمر رد عليها بغيظ :
" هو ايه اللي مُر؟ دا أنتِ بتاخدي مننا مبلغ قد كدة! "
" مفهوش بركة يا بيه طول ما بناخده بدون نفس راضية "
خالد مقدرش يسيطر على ضحكته، وعمر وقف وقالها :
" بنفس راضية والله يا ست بس النية اللي بتاخده مش سالكة "
" احنا برضو اللي نيتنا مش سالكة، ما أنتم لو تفكوها من على قلبكم كمان شوية، واحد ذيك ربنا بيبعت ليه في اليوم ملايين ايه يعني لو فك عن نفسه شوية "
" الله اكبر في عينك يا ام قلب اسود كحل "
تاج بصت لخالد وقالتله :
" طيب انا راضية ذمتك أنت يا بيه، لو معاك طبق كشري كبير وانا خدت منه معلقه هتحس؟ "
خالد رد بصعوبة وسط ضحكته وقالها :
" لا "
" قول لاخوك والنبي "
عمر قالها بغيظ وهو بيشور بإيده :
" أنتِ حسادة يا بت ولولا ما احنا محتاجينك كنت خرجتك بطيارة "
" وكمان معاك حق طيارة! "
" وعندي هليكوبتر والحسد مش بيجي معانا، وفري كلامك لنفسك "
شورت على نفسها بعدين قالتله :
" أنت مفكرني بحسد! إيڤر نيڤر دا انا نيتي صافية صفاء الحليب "
سمعت صوت مامت عمر بتنادي عليها :
" تااج عايزة قهوة "
" فوريرة يا مدام "
مشت من قدامهم وخالد وعمر ضحكوا بصوت عالي، بدأت الايام تعدي وعمر واقف مع تاج على الواحدة وهي كمان ما بتصدق، بيبقوا ناقص يشدوا في شعور بعض
الكل ما بيصدق يتقابلوا ويفضلوا ناقر ونقير، في مرة خالد كان قاعد بيقرأ كتاب هي حطت العصير وقالتله :
" استاذ خالد ممكن نتكلم شوية "
" اقعدي يا تاج "
قعدت وحطت الصنية على رجليها بعدين قالتله :
" على فكرة عمر بيه بيحبك اوي "
" عارف هو اخويا أصلا "
وضحك بهزار فخدت نفس عميق بعدين قالتله :
" مقصدش كدة، انا اقصد انه متعلق بيك، بص انا ليا اخت اصغر مني بسنة برضو واسمها فريدة، انا اة مش بقعد مع اختي دايمًا بس مش بتخيل ادخل البيت وملقهاش بحكم المُعتاد ... عمر بيه .. "
" تاج جيبي من الآخر في ايه؟ "
" عمر بيه كلمني عشان اجي واتقرب منك ونبقى صحاب واقنعك تقعد معاه هنا في مصر، هو قال انك شوفتني واعجبت بيا، اة منكرش انه عرض عليا مبلغ كويس بس انا وافقت لأني شوفت ف عينه حبه ليك .. أنت أزاي عندك اخ كدة وجاهز تخسره "
هو بص ليها وكان بيفكر في كلامها، عمر جيه وهي وقفت وقالتله :
" هو جيه متقولش ليه إن انا قولتلك حاجة "
" اوكى "
عمر وصل وسألهم باستغراب :
" كنتم بتقولوا ايه يا حلوين ؟ "
" يا عمر بيه في مثل بيقول من تدخل فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه "
" أنتِ أزاي تقوليلي كدة يا بنت يا بسيطة يا طباخة أنتِ "
عمر قالها كده فردت عليه :
" هو عشان يعني ربنا مديك فلوس قد كده، وبتكح فلوس هتذل اهل الكورة الأرضية "
مامته جات تتفرج عليهم اول اما لقيتهم بيتكلموا، وهو قال ليها :
" يا حسادة يا حقودة خفي شوية بقى، هتقصري اكتر من كدة تروحي فين "
" أنت اللي هتطول اكتر من كدة تروح فين، دا انا بتلغبط بينك وبين عمود النور "
مامته وخالد ضحكوا وعمر رد عليها بغيظ :
" عمو النور احسن من لمبة الجاز "
" انا !! أنا لمبة الجاااز انا!! وبعدين أنت يا غني يا رجل الاعمال تعرف منين لمبة الجاز؟ ولا شكلك بتاع اعمال مش رجل اعمال "
" ايوة انا بتاع اعمال ولو مسكتيش هحولك قردة مع إن يعني كدة هظلم القرود "
" مش احسن ما نظلم عماويد النور "
وكالعادة مبطلوش غير فين وفين، وبعدين راحت تكمل شغلها وكل شوية تضحك بدون سبب، رجعت بيتها ولسه بتفتح الباب وبتنادي :
" ديدا انا جيت يا حبيبتي "
دخلت لقت اختها مغمى عليها، جرت عليها بخوف وحاولت تفوقها بعدين طلبت ليها الاسعاف، اختها دخلت المستشفى في حمى شديدة
قعدت جنبها بخوف ماسكة ايدها، اختها فاقت وهي قالتلها :
" أنتِ كويسة يا فريدة؟ مرنتيش عليا ليه اول اما تعبتي "
" قولت مش هشغلك اكتر ما أنتِ، وأنتِ كدة كدة جايه "
" متعمليش كدة تاني، أنا خوفت عليكي اوي، انا مليش غيرك "
" حاضر "
تاني يوم مراحتش الشغل وعمر راح شغله وهو راجع استغرب انه ملقهاش، راح لمامته وسألها :
" ماما هي تاج في المطبخ؟ "
لسه هترد خالد جيه ورد عليه بخبث :
" تصور النهاردة زودتها مع ماما وطردتها "
عمر اتكلم بصدمة وقاله :
" ايه! طردتها ليه؟ يا ماما حرام عليكي دي غلبانة اوي "
مامته ردت عليه بخبث :
" واما هي غلبانة اوي بتتعب فيها ليه؟ ولا أنت مترتحش غير لما تزهقها كدة "
" بصراحة اة .. محدش معاه رقمها "
مامته قالتله :
" يا حبيبي هي اختها تعبت واتنقلت على المستشفى وخدت إجازة ، يومين كدة وهترجع "
" لازم اطمن عليها هي واختها .. هاتوا رقمها "
خالد بص لمامته والاتنين ضحكوا على عمر جامد، المفروض انها جايه تقنع خالد يقعد قامت وقعت عمر في شباكها وهو ذي الغلبان مش حاسس على نفسه
هو وصل لرقمها وفعلاً راح ليها المستشفى، كانت لسه طالعة خبطت فيه، بصت ليه وقالت بصدمة :
" عمر! "
" اختك عاملة ايه النهاردة؟ "
" الحمد لله، مكنتش متخيلة انك هتيجي "
" وجيت قوليلي عاملة ايه؟ لو تحبي انقلها مستشفى تانية مش هتأخر "
" لا تسلم يا عمر، فرحانة اوي اني شوفتك "
" ايه عمر دي؟ انا عمر بيه يا بنتي "
" دا في الشغل ف بيتك يا حبيبي إنما هنا الواد عمر كمان "
" هزعلك جامد على فكرة "
ضحكوا هما الاتنين بعدين قعدوا جنب بعض، وعدى اليوم وجيه يوم تاني برضو كان جنبها وهي كانت ممتنة لوجوده اوي
عمر طيب اوي وعفوي ومش مغرور برغم إن ربنا مديله كتير اوي، دخل يشوف اختها اللي كانت حلوة ذي تاج، قالتلها :
" دا عمر يا فريدة، اللي انا شغاله في بيته، جاي يطمن عليكي قال يعمل اي عمل خيري قبل ما يتكل "
فريدة ضحكت وعمر قالها :
" حمد لله على سلامتك يا فريدة، شدي حيلك كدة، مش عارف ازاي اخت تاج ومعندكيش ربع صحتها "
" الله اكبر "
فريدة ضحكت بتعب وتاج بصت لعمر وابتسمت، قعد يهزر مع فريدة بعدين روح بيته، لقى مامته قاعدة وجنبها خالد والاتنين بيبصوا ليه بصة مش تمام، عمر قال :
" انا مش مرتاح للبصة دي، هو في ايه؟ "
" اتكلم وبصراحة وبوضوح كنت فين؟ "
مامته سألته فرد عليها بهدوء :
" عند تاج بطمن على اختها عادي هي طباخة هنا وتعتبر من العيلة "
خالد اتكلم بخبث :
" هي مش تعتبر من العيلة، هي شكلها هتبقى من العيلة "
" يوووه أنت مسكتني يا خالد اوعى تسبني بقى .. انا طالع اوضتي "
وفعلاً سابهم وطلع قعد في اوضته، كان عمال بيفكر في تاج والإبتسامة على وشه، بعدين افتكر هي من الاول جات هنا ليه، ملامحه اتغيرت كليًا وقال :
" طلعها من دماغك يا عمر وبطل تفكير فيها "
هي رجعت الشغل من اليوم الجديد، كانت واخدة اختها معاها تقعد جنبها، خالد لسه داخل المطبخ وبيقول :
" يا دادة عايز ... "
فريدة رفعت وشها ومتكلمتش، خالد حرك راسه وسأل الدادة :
" مين دي؟ "
" فريدة أخت تاج الصغيرة، قولي عايز ايه؟ "
" قهوة .. حمد لله على سلامتك "
" الله يسلمك "
خد نفس عميق وبعدين طلع، قعد جنب مامته وقالها :
" بتحبيني يا ماما؟ "
'' اكيد يا حبيبي "
" اطردي تاج بالله عليكي، وقعت ابنك واختها وقعتني من بصة وكدة حرام، انا عايز اسافر "
تاج لسه داخلة سمعت جملته الأخيرة، سألته بحدة :
" تسافر لمين؟ يبقى عندك مامتك واخ ذي عمر وتقول هسافر، أنت ربنا مديك نعم لو ربنا مديني نصها هقعد اربعة وعشرين ساعة في البيت مع اختي .. أنت أزاي كدة وبعدين انا قولتلك الحكاية وما فيها انت ازاي لسه مُصر تمشي "
" انا حر وبعدين حد يبقى قدامه المانيا ومصر ويختار مصر "
" أنت بجد الكلام ليك مُتعب للنفس وخلاص "
سابته وخرجت اتقابلت مع عمر اللي كان لسه جاي من الشغل بعدين سالها
" مالك في ايه حد قالك حاجه ولا ايه "
" لا محدش قال لي حاجه بس بخصوص الحوار اللي انت اصلا جايبني من البدايه عشان "
" حوار ايه اه تقصدي على حوار خالد وكده هو حصل حاجه ولا ايه "
" انت مش قولتلي خليكم صحاب وحاولي تقنعيه .. انا بقى مش هخليني صحاب "
هو حاول يستوعب قصدها ايه وهي ابتسمت بخبث بعدين قالتله :
" هخليه يحبني وعشان هيحبني هيفضل في مصر ومش هيسافر "
" لا يا تاج انا مش هسمح بكده .. لا تحبيه ايه ويحبك ايه!! لا مش الـ .. لا "
هي حسيته انه اتلغبط فجأه ودا خلاها تضحك بعدين قالت ليه :
" ملكش دعوه أنت.. انا هتصرف "
" تتصرفي تعملي ايه يعني؟ ما انا عايزه افهم "
" بص انا هقولك تعمل ايه بعد كده وانت تنفذ وخلاص "
" ربنا يستر "
عمر بدأ يتوتر وخاف اللي هي ناوية عليه يقلب بجد، كان متوتر وتوتره كان واضح من نظرته، فعلاً من يومها تاج بدأت تتقرب من خالد اللي كان حاسس بحاجة مش مظبوطة ... كان قاعدة في مرة وهي جات تتغالس عليه وسألته :
" قولي بس أنت برج ايه؟ "
" السرطان "
" ايه الصدفة دي! انا كمان السرطان تعرف أننا في الابراج متوافقين اوي "
" طيب خدي بالك عشان عمر لو سمعك هيزعق، بيستحرم الكلام فيهم "
" هو أنت ليه كل حاجة تقولي عمر! "
ابتسم ومردش عليها لأنه شايف المشاعر المتطورة اللي بينها وبين عمر، قامت وراحت لعمر وقالتله :
" اخوك دا بارد، كل اما اقوله حاجة يقولي عمر، دا لو أنت عريس وهو اخويا مش هيجمل فيك كدة "
" عملتي ايه؟ "
" معملتش واحد قفل، بقولك انا هروح ليه وهعمل نفسي وقعت وهو هيجي يشوف مالي وأنت تعمل نفسك اتصدمت فينا "
" دماغ ٢٠٠١ يا شيخة ايه ده! ماشي يا تاج انا هجيب اخرك "
وفعلاً راحت الحديقة وعملت نفسها وقعت، خالد راح يشوف مالها ومسك رجليها، عمر كان واقف واتضايق جدًا لما اخوه مسك رجليها .. خالد لسه بيرفع عينه شاف عمر فسابها وقاله :
" تاج وقعت وانا كنت ... "
عمر مسمعش كلامه ومشي، خالد راح وراه يشوفه وساب تاج اللي كانت متغاظة منه اوي، عمر قعد وقاله :
" متناديش بتنادي ليه؟ "
" أنت زعلت ليه؟ هي بس وقعت وانا ... "
" متبررش يا خالد ملوش لازمة "
خالد سابه ومشي راح يشوف تاج، وهي اصلا كانت مستخبيه بعدين مجرد ما خرج دخلت وقالت لعمر :
" أنت بوظت الخطة بقمصتك دي! هو في ايه؟ أنت مش جايبني هنا عشان اخوك "
" مفيش يا تاج لو سمحتي سبيني لوحدي "
" طيب بقولك بص انا جبت آخرى، الراجل ميلفتش انتباهه غير لفت الانتباه "
" يعني ايه برضو؟ "
" يعني أنا هقول لخالد اني بحس بمشاعر نحيته، بحبه يعني "
عمر وقال وزعق فيها :
" نعم يا ختي!! "
" بجد معتش حل غير كدة وانا عايزة اخلص وامشي، انا تعبت "
" تعبتي من ايه يا تاج؟ "
بصت ليه ومردتش، هي اكيد مش هتقوله تعبت من المشاعر اللي بتحسها نحيته واللي بتزيد يوم عن يوم، كمان هو فين وهي فين! اة هو طيب ومش اسلوبه يبص للناس بتعالي بس برضو هي مجرد طباخه دا هي معهاش كلية حتى
عيونها دمعت وسابته وخرجت راحت المطبخ، رنت على اختها اللي ردت :
" ايوة يا فريدة عاملة ايه؟ "
" كويسة، هتيجي امته؟ وحشتيني "
" انا عايزة اجي اصلا انا مخنوقة اوي "
" مالك يا تاج؟ حد زعلك؟ "
عيطت وهي بتكلم اختها، بعدين خدت شنطتها ومشت، في نفس الوقت عمر كان نازل من على السلم واتخبط دراعه اتعور ... راح المستشفى ولفه بعدين رجع وكان عمال بيبص عليها ملقهاش فقال لاخوه :
" فين تاج؟ "
" روحت واهدى متظهرش نفسك كدة "
" طيب "
طول ما هو قاعد بيستغفر ويبص على المطبخ، في حين هي كانت نايمة واختها جنبها مستغربة وضعها، خدت نفس عميق وقعدت وقالت :
" انا هخلص الحوار ده ومعتش راحة "
" هتقدري "
" لا افضل واستنى لما يدخل يوم بحبيبته ويتجوز واربي ليه ولاده صح ؟ "
فريدة ضحكت وتاج طنشت بعدين نامت، قامت تاني ولما راحت ولقيته قاعد في الصالون قالتله :
" مالك؟ "
" أنتِ مشيتي امبارح قبل معادك ليه؟ "
" تعبت شوية عادي، في حاجة ولا ايه! "
" لا مفيش بس بعد كدة متمشيش غير لما الدادة تقولك "
" اقسم بالله ما هي ناقصة، هما يومين وهرجع مكان ما جيت وتخلص "
" اللي يريحك يا تاج، أنا تعبت "
" وأنا كمان تعبت، أنت دراعك ماله؟ "
" وقعت "
قعدت جنبه ومسكت دراعه بعدين عيطت، خد نفس عميق بعدين قالها :
" بتعيطي ليه؟ عشان دراعي ولا عشان زعلانة ولا ... "
" عشان كل حاجة، انا النهاردة هقول لاخوك اني بحبه وخلصت، عشان انا عايزة اقعد "
" لا مش هتقولي لحد حاجة "
عذرًا بس المرة دي مش بمزاجك لأني هقول براحتي "
" متعانديش يا تاج "
" انا مش بعاندك بجد، انا هروح واقوله يا خالد أنا .."
خالد جيه وقالها لما سكتت :
" أنتِ ايه؟ "
بصت لعمر ووقفت فعمر وقف وشد ايدها بايده السليمة وقالها :
" متتكلميش "
" لا هقوله بص يا خالد ... "
عمر شدها وزعق فيها جامد وقالها :
" قولتلك متتكلميش فاهمة! "
هي استغربت انه زعق كدة وخالد اتفاجىء من اخوه، وقال :
" أهدى يا عمر، لو قصدها على حوار انك جبتها عشاني فأنا عارف واكيد مفيش واحدة في الكون هيبقى ليها تأثير عليا اكتر منك يا عمر "
" بص يا خالد أنا مكنتش اقصد وعملت كده عشان ... " .
" ملوش لازمة تبرر يا عمر وهي معاها حق، يعني معقول تكون أنت في حياتي وكمان بتسعى اني اقعد بأي شكل من الأشكال وانا امشي، دا حتى ابقى معنديش دم "
تاج ضحكت وعمر قاله بلهفة :
" بجد يا خالد! يعني مش هتسافر "
" لا يا عمر مش هسافر واسيبك يا اخويا "
عمر حضن خالد وكان فرحان اوي بعدين تاج بتقوله :
" اي خدمة يا عمر بيك، كدة مهمتي خلصت على خير واقدر اقول ... "
" استنى هنا أنتِ راحة فين؟ عمر عايز يقولك حاجة "
عمر اتوتر وهي كمان بعدين قالت عشان تغطي على الموقف :
" لا يقولي ولا اقوله، انا هروح بيتي معززة مكرمة، سلام عليكم "
لسه هتمشي عمر شدها من شعرها وهي صرخت، بعدين عضت ايده وقالتله :
" عشان تبقى تحاسب وتعرف أنت بتتعامل مع بنوتة "
" هي فين البنوتة دي!! دا أنتِ ارجل مني شكلاً "
رفعت حواجبها بغيظ وقالتله :
" هي بقت كدة! تمام اوي يا سي الاستاذ عمر بيك "
ولسه هتمشي شد شعرها تاني وقالها :
" استني عايز اقولك على حاجة! "
" وانا مش عايزة اسمع منك حاجة، خلصانة بشياكة يا زميل "
خالد رجع يضحك عليها بعدين سابهم ومشي، عمر اتنهد وقالها :
" طيب أنتِ هاخدك حفلاتي أزاي بلسانك ده! هتفضحيني وهتخليني معرفش ارفع وشي ف حد، اتعلمي من اختك شوية شكلها هادي وعاقل "
" روح اتجوز اختي لو مش عاجب "
خدت بالها قالت ايه وحطت ايدها على بوقها ضحك وقالها :
" يعني فهمتي انا عايزك ليه صح؟ "
حركت راسها بالنفي وقالتله بتوتر :
" لا انا مفهمتش حاجة "
" هتروحي النار "
" هاخدك معايا لو روحت، المهم انا مروحة "
" تاج استني "
تجاهلته وكانت ماشيه نحية الباب لقيته بيقولها بصوت عالي :
" تاج انا بحبك "
هي حست انها بقت عاجزة عن الحركة، عيونها دمعت وبعدين قالتله :
" متشكرة "
" يا بنتي بقولك بحبك، الله يخربيت الصدف اللي جمعتني بواحدة نص عقل ذيك "
" أنت كمان هتغلط، تمام اوي انا ماشيه "
راح وسحب أيدها عشان تبص ليه، بعدين قالها بإبتسامة :
" تتجوزيني "
مكنتش مصدقة انه طلب الجواز منها، لسه هتتكلم افتكرت اختها ووضعها والعالم اللي هي فيه، حركت راسها بالنفي وقالتله :
" آسفة لا ده وقته ولا زمنه، جايز في يوم يكون بينا نصيب بس الاكيد مش هيبقى الوقتي، أنا آسفة "
" ليه؟ "
حركت راسها ومشت، خالد خرج وراح لاخوه وسأله :
" تاج فين؟ "
" مشت يا خالد، قالتلي آسفة "
" طيب مش عايز تعرف ليه! "
" هي رفضتني "
وطلع اوضته يجمع شتات نفسه، مامته جات ووقفت جنب خالد وسألته :
" ايه اللي حصل؟ "
" رفضته " ..
مامته شهقت بصوت عالي وقالتله بحضة :
" ليه كدة يا خالد؟ في حاجة ولا ايه! "
" مش عارف ولا فاهم حاجة، ابنك زعل اوي "
" ليه بس كدة يا تاج! يا عيني عليك يا ابني "
في حين تاج مجرد ما طلعت من الڤيلا قعدت على الارض تعيط من قلبها، حست انها دمرت سعادتها وسعادة شخص ملوش اي ذنب بإيدها ..
بصت على الڤيلا وبعدين قالت بحزن :
" أنا أسفة يا عمر، بس والله كتير عليك اوي كل ده! "
هي مكنتش عايزاه يشيل هم فوق همه وكمان هي وراها مسئوليات كتيرة اوي عشان كدة مترددتش ترفض الجوازة دي برغم إنها كانت حلمها
لما اعترف بحبه ليها هي مكنتش مصدقة، وكملت بطلبه للجواز بس الظاهر مكتوب على قصتهم النهاية التعيسة عشان هي تاج اللي وراها مسئولية كبير اوي ولازم تكون قدها ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في بداية الدراسة
خالد مش بيعرف يقعد من غير دراسه، وعشان كدة قرر يكمل دكتوراه وراح يشوف في الكلية الاجراءات، لسة داخل المبني خبط في بنت فقالها بضيق :
" مش تحاسبي "
" حاسب أنت! "
" فريدة! مش فاكراني "
حركت راسها بالنفي وهو اتحرج، بعدين قرر يمشي افتكرته فقالت :
" خالد "
" أيوة خالد، تاج عاملة ايه؟ "
" بخير، عمر عامل ايه؟ "
الاتنين بصوا لبعض بعدين ضحكوا وقالها :
" تيجي اعزمك على قهوة، عصير اي حاجة "
" يلا "
ودخلوا مقهى شربوا قهوة وقعدوا يتكلموا شوية عن عمر وتاج، عمر رجع لشغله عادي وتاج كمان شافت شغل ومكمله في حياتها دون تفكير في الفرصة اللي ضيعتها، اتنهدت وهي بتسأل نفسها معقول حد يدخل حياته عمر ويرفضه
حطت العصير قدام زبون وبعدين كانت ماشيه لقت واحد بيقولها :
" لو سمحتي واحد قهوة سادة "
لسه هترد لقيته عمر، ابتسمت ليه وقالتله :
" حاضر "
" يحضرلك الخير يا رايق "
راحت تجيب ليه القهوة وبعدين رجعت وهي بتحطها ليه غصب عنها عيونها دمعت، سألها :
" ابعتيلي حسابك ابعتلك الفلوس ومعتش ليه لازمة تكملي في اللي بتشتغلي فيه ده "
" انا معملتش حاجة "
" خالد قالي انك كلمتيه اكتر من مرة واعتقد هو مقتنعش غير من كلامك ودا حقك "
" مش عايزة حاجة، إيدك عاملة ايه؟ "
ضحك بخفة وقالها :
" لسه فاكرة دي طابت واتجرحت وطابت واتجرحت "
" في ايه يا عمر مش تلت شهور يا حبيبي "
" حبيبك!! "
سابته وراحت كملت شغلها، هو قعد حوالي ساعتين يتابعها بعدين رجع البيت، لقى اخوه كان قاعد جنب مامته والاتنين عمالين بيتكلموا، قعد بلامبالة واخوه قاله :
" شوفت فريدة أخت تاج النهاردة "
" انا شوفت تاج نفسها، قول حاجة جديدة يا اخويا "
مامته سألته بلهفة :
" وعملت ايه؟ كلمتها صح؟ اكيد عتبت عليها "
رد خالد بضحكة بسيطة :
" لا هتلاقيه سلخها وسلقها وروقها وخطفها وغصبها "
" تاج!! لا مش للدرجة دي طبعًا ... المهم عملت ايه مع فريدة دي "
" عزمتها على قهوة و ... "
لما شاف باباه سكت، جيه والد الاتنين وقعد قالهم بحدة :
" كملوا كلامكم يلا، واحد بيحب طباخة والتاني بيجري ورا اختها، طيب اختها معقولة ولخالد إنما أنت يا عمر، قاعد تعمل اسم وسمعة وبقيت تتحط ف قائمة افضل رجال الأعمال وتحب ليا طباخة "
" لو سمحت يا بابا يعني أنت شايفها وافقت اوي وبعدين ايه يعني طباخة هي مش شتيمة ولا هي بتاجر في الممنوع "
" أنت كمان هتبجح فيا عشانها "
عمر اتضايق اوي بعدين قام طلع اوضته، خالد راح وراه لقاه قافل على نفسه وعرف انه مش عايز يكلم حد، تاني يوم راح بدري المقهى اللي هي شغالة فيه بعدين قعد لحد ما جات فضل شوية متابعها وهي كل شوية تضحك ليه وتكمل شغلها ... وقفت قصاده وقالتله :
" أنت مطول معانا ولا ايه! "
" رفضتيني ليه يا تاج؟ "
" عادي مش جاهزة للجواز الوقتي "
" ايه اللي ناقصك وعايزاني اجهزه ليكي، صدقيني ولا يوم هتندمي على جوازك مني بس وافقي "
" أنت ليه مصر تصعب علينا الأمور يا عمر، شيلني من تفكيرك وشوفلك واحدة تستاهلك، أنت لو تعرف قيمتك بس .. "
" انا قيمتي أنتِ يا تاج، لو تعرفي أنتِ عندي ايه مش هتعذبيني كدة، تاج انا بحبك "
سابته ومشيت دخلت جوه تعيط، حرام تظلمه وتخليه يشيل همها وهم اختها معاها، عمر اطيب ما يكون، وابعد كل البعد عن الاستغلال، هي رفضته في وقت بس فضل مصر وقبل كدة كان بيعمل المستحيل عشان اخوه
عمر قام راح شغله وبدأ يعتزل الكل من زعله، لقى صفقة تستدعي السفر عشان يتابعها افضل اختار يسافر
اسبوع كامل بيروح ليها كل يوم لدرجة هي اتعودت عليه، وبعدين سافر ...
في حين خالد كان قاعد بيتكلم مع فريدة ويهزر، كل يوم يروح الجامعة يشوفها وفعلاً اتولد إعجاب منه نحيتها، قالتله :
" وبس ماما ماتت وقتها وقعدت انا وفريدة، طبعًا كان يا أنا يا هي نكمل تعليم وعشان هي الكبيرة ضحت، وخدت دبلوم "
" مسكينة اوي "
" أيوة وطيبة اوي اوي، لما حكت عن عمر اخوك واللي عايزه انا تلقائي شوفته فيها، حسيته في طيبتها اوي "
" فعلاً وبصراحة هو حبها بس انا استغربت هي رفضته ليه؟ عمر كان مستعد يعمل كل حاجة عشانها "
" رفضته عشاني يا خالد، هي مكنتش حابه تزيد نفسها وأنا هم على عمر وقالت إن أنا وهي أولى بكتير بيها من عمر .. عشان يعني منكونش تُقال عليه "
خالد ما صدق عرف السبب وبعدين قالها بلهفة :
" يعني هي رفضت عمر عشان كدة! "
" أيوة هي في الحقيقة بتحبه "
هز راسه ومرضاش يبين ليها حاجة، بعدين سألته :
" صحيح عمر كان بيروح ليها المقهى كل يوم مراحش من يومين "
" لأنه سافر في شغل، تقريبًا بيهرب من كل حاجة "
" صعبانين عليا اوي "
" وعليا .. ربنا يهديهم "
في حين مامت خالد وعمر كانت بتحاول تقنعهم باباهم بتاج وبتقوله :
" أحنا من امته وبنفرق في امر الفلوس يا ابو عمر، طول عمرنا قريبين من ربنا وفاهمين، هتيجي أنت الوقتي وتعترض على قضاء ربنا على البنات "
" مقصدش يا ام عمر بس عمر ابنك طيب وحنين ودي واحدة مخلياه يلف حوالين نفسه من قبل اي حاجة "
" تعرف والله لو اتعرفت عليها هتستغرب ازاي هي شبه عمر كدة، البنت فيها من طيبته اوي يا ابو عمر .. وبعدين فرضًا وحشه خلينا ورا الكداب للآخر "
" اديني مُهلة افكر "
خالد دخل وبعدين قال بهزار :
" ابشروا عرفت تاج ملففة عمر حوالين نفسه ليه، البنت طلعت بتحبه والدنيا حلوة بس مش عايزاه يشيل مسئولية اختها، قال عمر اللي عمل كل ده هيعجزه تاج واختها، تفكير عقيم نفس تفكير ابنكم بالظبط "
مامته بصت لجوزها وضحكت بعدين قالت :
" واد يا خالود ما تيجي نتفق على خطة سوا نجمع فيها القلوب "
ابوه اتكلم بضيق :
" انا قولت لسه هشوف، أنتم ليه على طول مستعجلين اوي كدة! "
بدأوا يتناقشوا ويضحكوا لحد ما عمر رن عليهم، خالد كلمه :
" فايتك عمرك كله، ابوك ابو عمر قاعد معانا ومزاجه في العالي اوي اوي "
" ربنا يسعدكم، ماما عاملة ايه؟ "
ردت عليه بإبتسامة :
" انا كويسة يا حبيبي، هتيجي امته يا عمر؟ "
" مش ناوي يا ماما، الشغل هنا كويس وبفكر افتح فرع هنا واتابع من هنا "
التلاتة بصوا لبعض بعدين خالد بدأ يزعق :
" يعني أنت جبتني هنا عشان تروح أنت تقعد هناك يا عمر "
" أهدى يا خالد ومتزعقش، انا هقفل الوقتي ورايا شغل "
" كل ده عشانها يا عمر! "
" لا يا بابا مش عشانها، عشان مصلحة الشغل .. سلام مؤقت "
قفل معاهم والتلاتة بدأوا يفكروا، تاني يوم تاج كانت قاعدة في شغلها بتستريح شوية، لقت واحد واقف قدامها فاستغربت ووقفت، سألها :
" أنتِ تاج؟ "
" ايوة انا، في حاجة؟ "
" أيوة أنا والد عمر وجاي اتكلم معاكي بخصوصه، طبعًا أنا في البداية مكنتش موافق على الجوازة دي بس طالما سعادة ابني ف ايدي فانا هجيبك ليه بأي تمن "
" انا مش ماشيه بمزاج حد وعمر صدقني انا مجرد فترة وهيتخطاها وهو أصلا يستاهل شخصية احسن مني بكتير "
" بس هو عايزك أنتِ ومصر عليكي أنتِ عشان كدة انا جاي اطلب ايدك ليه "
عيونها دمعت وملامحها بان عليها الحزن بعدين سألته :
" مع احترامي لحضرتك مش هتبقى اغلى من عمر، انا مش موافقة "
" لو عشان اختك فأنا جاهز اتكفل بيها وبعدين مش مصاريف كلية تعجزنا، اقولك على حاجة الكم سنة بتوع تعليم اختك اعتبري نفسك جوازك منه شغل وهو بيدفع حقه "
نفت براسها بمعنى لسه مش موافقه فقالها بضيق واضح :
" أنتِ شكلك أعند منه وأنا زهقت، بصي يا بنتي انا ابني سافر ومعتش ناوي يرجع بسببك "
" ايه! هو مش كان مسافر في شغل "
" كلمنا وقال معتش راجع واكيد انا وامه مش هنتحمل كدة، هو سعى عشان اخوه يرجع بمساعدتك والوقتي بعد بسببك، مطلوب منك حاجتين ترجعيه وتتجوزيه "
" هظلمه معايا صدقني "
" يعني انك يسيب البلد كلها ويمشي مش ظلم "
قعدت تفكر شوية وهو مستني ردها لحد ما هزت راسها بمعنى موافقة، هو ابتسم وكان فرحان اوي انه اخيرًا قدر يجيب لابنه سعادته لحد عنده
وفي يوم خالد رن على عمر اللي رد وقاله :
" ايوة "
" الحق يا عمر بابا تعبان اوي وعايز يشوفك "
" خالد أنت بتعمل كدة عشان ارجع "
" استنى هديك ماما "
مامته مثلت انها بتعيط ومش قادرة تتكلم وعمر حجز على اول طيارة، وصل ودخل البيت وبيتكلم بلهفة :
" بابا فين؟ "
خالد ضحك وقاله :
" اقعد كدة وروق دمك بكوباية عصير، يا اسمك ايه تعالي "
تاج طلعت وهي شايلة العصير بعدين عمر كان بيبص لخالد وهاين عليه يهجم عليه يقتله، تاج قالت بصوت واطي :
" اتفضل يا بيه "
عمر مخدش باله فزعقت بصوت اعلى :
" اتفضل يا بيه "
عمر اتخض وبعدين بص ليها بصدمة وقالها :
" أنتِ هنا!! "
" انا تاج الطباخة الجديدة يا بيه "
ضحك بعدم تصديق وخالد قالها :
" دا اخويا وعايز يسافر بره ومُهمتك تقنعيه يقعد "
حطت العصير ووقفت قدام عمر وقالتله :
" المبلغ المرة دي يستاهل ''
" ادوكي كام؟ "
" نص الڤيلا دي ونص الشركة ونص كل حاجة وفوقها أغلى حاجة ف حياتي "
" ايه هي؟ "
" أنت يا عمر "
" تتجوزيني؟ "
" تتجوزني أنت؟ "
مكنتش مصدق ومسك أيدها باس راسها بعدين قالها :
" أنا اطول اتجوز القمر ده كله، انا مش مصدق نفسي والله "
باباه ومامته جم وكانوا فرحانين لفرحة ابنهم، تاج عيطت وقالتله :
" ولا أنا مصدقة يا عمر اننا اخيرًا هنبقى لبعض، متسافرش يا عمر عشان خاطري "
" انا ميت في مصر طالما هتجوزك "
ردت عليه بعد ما حطت ايدها على بوقه :
" بعيد الشر عنك، اوعى تقول كدة تاني، ربنا يطول في عمرك "
وفعلاً بعد فترة صغيرة خالص اتعمل فرح كبير اوي لعمر وتاج، كان فرح يليق بعمر ويليق بتاج بعد اللي عاشته ومرت بيه في حياتها، كانوا فرحانين بيهم اوي وخالد وقف جنب فريدة اللي طلبوا منها تتنقل تعيش معاهم وبعد مناحية طويلة وافقت، خالد قالها :
" حلوين اوي صح؟ "
" ايوة ربنا يكمل فرحتهم على خير "
" امين يا رب، عقبالنا يا فريدة "
" أمين يا رب "
شوية واستوعبت قال ايه فاتكلمت بخضة :
" قولت ايه؟ "
اتفتح في الضحك وهي من الكسوف مشيت، في حين تاج قالت لعمر :
" في حاجة كنت عايزة اقولها ليك "
" سامعك يا حبيبتي "
" بحبك يا عمر "
حضنها على المسرح واكتملت فرحة عمر وتاج، وعاشوا بعدها حياة جميلة بس طبعًا مش خاليه من مناغشتهم لبعض وهزارهم الكتير، ومشاكلهم اللي بتبقى مسلية للجميع، وبعد فترة ربنا كمل فرحتهم بطفل صغير نور حياتهم ... وعاشوا كلهم في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.