أخر الاخبار

مِلكٌ للسيف للكاتبة سماء أحمد

 مِلكٌ للسيف للكاتبة سماء أحمد

مِلكٌ للسيف للكاتبة سماء أحمد

البدايه 

في يوم من الأيام 
كان قاعد في الصالون مع مامته، مراته فوق في اوضتهم وطبعًا عارف لو سمعت الكلام ده مش هتتردد تعمل فضيحة، مامته قالتله :
" يا سيف محدش هيعرف والله، خالتك طلبت مني الطلب ده خايفة على بنتها وأنا مش بقولك اتجوزها وهاتها تعيش هنا، اكتب عليها وسيبها لأهلها "
" مينفعش يا أمي لا أنا متجوز وحرام في حق اللي فوق دي "
" يعني حرام في حقها ومكنش حرام وهي بتخونك " 
هنا داست على جرحه بدون قصد، هو أصلاً لولا إنها حامل مكنش سابها على ذمته لحظة واحدة، اضطر يكمل حياته مع خاينة والوقتي مضطر يتجوز من واحدة الله اعلم اهلها عايزين يقتلوها ليه! اكيد عملت حاجة، قالتله بأسف :
" مقصدش حاجة يا ابني بس برضو دي بنت اختي والله البنت كويسة بس نعمل ايه ف اهلها! قولت ايه يا سيف؟ " 
" هي فعلاً بقت محصلة بعضها، يعني واحدة خاينة والتانية لا تعنيني بس تعنيكي أنتِ، تمام يا ماما موافق بس هكتب كتاب وهرجع " 
" اللي يريحك يا حبيبي " 
وفعلاً قام طلع اوضته، لقى مراته نايمة على ضهرها بتلعب في التليفون، غير هدومه وبعدين نزل قالها :
" يلا انا جاهز " 
وفعلاً راح معاها طلب ايد بنت خالته، وبدأ يتكلم مع جوز خالته وقاله :
" كدة أنت مش مضطر تأذي البنت، انا هكتب عليها وفترة ونقول كل شيء قسمة ونصيب " 
" قسمة ونصيب أزاي وهي هتفضل في بيتي " 
" أنا واحد متجوز واكيد مش هاخدها تبقى ضرة على مراتي، دا الحل الموجود عاجبك تمام مش عاجبك انا هطلع من هنا ابلغ عنك في قسم شرطة وأنت شوف " 
باباها اتوتر من كلام سيف بعدين قال بضيق :
" تمام هنكتب امته؟ " 
" انا جاهز، الوقت اللي جاهز ليك نكتب فيه " 
وبدأ يتفق مع باباها على كل حاجة، في حين هي كانت قاعدة في اوضتها عماله بتعيط على حظها المايل، دا ذنبها انها حبت واحد وادت ليه الأمان، افتكرت من ست شهور لما واحد من كليتها دخل كلمها وهي بكل سذاجة ردت عليه :
" ممكن نتعرف، انا رامي معاكي في الكلية يا رؤية " 
" اها عرفتك، ازيك يا رامي " 
" الحمد لله، معلش دخلت ليكي برايفت بس كنت محتاج منك محاضرة دكتور احمد لو مفهاش ازعاج " 
" عادي هبعتها " 
متعرفش انه في البداية كانت واخدها استغلال بعدين اتحول الاستغلال لرغبات شيطانية، وفي يوم كانت قاعدة بتحاول ترن عليه مردش، قلقت وفضلت ترن لحد ما كلمها :
" ايوة يا رؤية " 
" أنت فين يا رامي؟ ومش بترد ليه؟ " 
" أنا تعبان ومش قادرة اتكلم، تعالي يا رؤية ماما مش في البيت وانا مش قادر اتحرك "
" لا مش هعرف اجي " 
" لا هتعرفي عشان خاطري، انا بحاول اقوم اجيب مايه مش عارف وجعان كمان " 
بدأ يتمسكن عليها وهو صعب عليها فعلاً وقالتله بعد محايلة :
" تمام انا جايه! " 
متعرفش إن باباها كان واقف بيسمع كلامها، باباها شخص شديد جدًا من اصول صعيدية، مبيحبش الغلط ودايمًا مركز على تصرفات ابنه وبنته الوحيدة، مكنش عايزها تكمل تعليم بس مع اصرار مامتها وافق ... 
رؤية راحت ليه البيت، ولسه بتدق الجرس لقيته فتح قالتله باستغراب :
" أنت ... " 
" ادخلي "
وشدها وقفل الباب بالمفتاح، هي اتخضت وبعدين قالتله بتوتر :
" أنت قفلت الباب ليه؟ رامي عدي كدة انا همشي " 
" تمشي تروحي فين؟ هو دخول بيت رامي ذي خروجه " 
وشدها لجوه وهي بدأت تصرخ، وتزعق ليه :
" ابعد يا رامي سبني، والله ما هتقدر تاخد مني حاجة فاهم! ابعد " 
" من زمان وانا مستني اللحظة دي " 
بصت لقت في سكينه على طبق الفاكهة، شدتها وخبطته في ايده، بعدين جريت على الباب تفتحه وهو وراها، لقت باباها قدامها ودي كانت اكبر صدمة في حياتها، دموعها نزلت واتفتحت في العياط ... رامي لسه هيقفل الباب وميعرفش انه والدها اندفع ونزل ضرب فيه، كان هيموته لولا ايد رؤية اللي قالتله بانهيار :
" كفاية يا بابا " 
شد ايدها ورجع بيها البيت ومجرد ما دخل ضربها بالألم على وشها، هي وقعت على الأرض وقعدت تعيط فقالها : 
" أنا هقتلك، معتش ليكي عيشه في الدنيا دي، بتجبيلي الفضيحة، دي آخرة تربيتك وتعليمك انا هشرب من دمك " 
مامتها طلعت وقعدت تصوت، وهو مرحمش رؤية من الضرب وبعدين دخل جاب سكينه وكان هيقتلها، مامتها من الخوف حبست بنتها فقالها بزعيق :
" افتحي الباب احسن ما اشرب من دمك أنتِ " 
" اعمل اللي تعمله فيا بس مش هتشوف بنتي " 
" بنتك مش سليمة " 
" قطع لسان اللي يقول كدة، بنتي اشرف من الشرف " 
" هقتلها برضو، ابعدي من قدامي " 
" أنت متعبتش فيها عشان تخاف عليها، انا اللي تعبت ومش هتأذيها دا حقي انا " 
" جابتلي الفضيحة وأنا طول عمري ماشي جنب الحيط، ديتها عندي سكينة في نص قلبها، يا تطلع بره البيت من غير فضيحة " 
" حاضر أنا هتصرف بس ابعد عنها " 
وكانت بتكلم اختها وبتعيط وتشكي ليها، صعبت على اختها خصوصًا انها حضرت مواقف كتير من شدة جوزها فقالتلها :
" أهدي يا ام رؤية كدة، هو مش قالك انه تطلع من البيت من غير فضيحة، وانا بقى هخلي سيف ابني يجي يخطبها ويكتب كتاب " 
" لا استني، سيف مش متجوز " 
" ايوة وانا مش بقول يتجوز رؤية بحق وحقيقي، هو بس هيكتب كتابه عليها فترة وبنتكم في حضنكم طالما مش راضي يكشف عليها " 
" هينفع يعني! " 
" هينفع يا حبيبتي بس متزعليش نفسك ولا تقلقي عليها، سيف ابني اكيد هيحل كل حاجة " ..
مامت رؤية كدبت عليها ودخلتلها بطريقة إني سيف ابن خالتها عارفها وبيحبها وطلب ايدها، قالتلها :
" هو ما صدق فتحنا باب الخطوبة واتقدم وعايز يكتب كتاب على طول "
" طيب هو يعرفني منين يا ماما! " 
" يعرفك يا حبيبتي مش بنت خالته، بيقول شافك زمان في الكلية وعجبتيه، بس هو متدين شوية وعايز كتب كتاب ع طول " 
" مينفعش اقعد معاه مرة بس يا ماما، أزاي هيتكتب كتابي قبل ما اعرفه " 
طلعت صورة ليه وقالتلها :
" شوفي دي صورة ليه، وهو طيب ومحترم ومش بيسيب فرض " 
وبدأت تجمله في عين بنتها اللي كانت بتسعى عشان تخرج من بطش باباها، بدأت تعلق نفسها بسيف وكان بالنسبة ليها طول النجاة
وادي سيف قاعد قدام جوز خالته بيكتب الكتاب، ورؤية قاعدة جوه بتحاول تمنع دموعها، هي مش زعلانة على طريقة اللي بيحصل قد ما هي مقهورة أنها كانت عايزة نعيش الذكريات دي 
سيف متعبش نفسه حتى وبص على صورة العروسة، ولما خلص خد بعضه ومشي، في حين رؤية سألت مامتها :
" سيف مشي؟ " 
" ايوة يا حبيبتي، متزعليش نفسك بكره يجي يشوفك، هتلاقيه وراه حاجة مهمة " 
" هو مهانش عليه يدخل يشوفني، انا مشوفتش ليه غير صورة وانا مش وحشة يا ماما والله ولا استاهل دا كله " 
" ملوش لازمة يا رؤية والله، بكره هتتعدل " 
هزت راسها ودخلت اوضتها تعيط بقهر، معقول هي بعد ما قالت كل حاجة هتبقى كويسة تقول تتقفل في وشها اكتر 
.
.
.
تلت شهور مستنية خبر من اللي اسمه سيف ده مفيش، لسه متجوزة ومتعلقه لا طايلة سما ولا ارض، وفي يوم كانت قاعدة بتقلب في تليفون مامتها، طبعًا ممنوع عنها التليفون نهائي، لقيت خبر مكتوب : 
" شاهد الاحتفال بأول طفل لرجل الأعمال المشهور سيف الدالي وزوجته البلوجر سينا الدالي "
وشافت صورة ليه خليتها تعيط وهي مش مصدقة، مامتها جات فورتها التليفون وقالتلها :
" ايه ده! " 
مامتها معرفتش ترد تقول ايه، فرؤية زعقت :
" ردي عليا يا ماما " 
" سيف جيه هنا بناءًا على طلبي انا وخالتك، وكتب كتابه عليكي عشان باباكي ميقربش منك، انا لو كنت قولتلك كنتي هتعندي وأنا خايفة عليكي " 
" خايفة عليا من ايه! أنتِ دمرتيني وخلتيني احب واحد متجوز وابني عليه احلام، مش كفاية اللي حصلي من اللي قبله يا ماما بس دا كان طوق النجاة خليتي الطوق دا يخنقني حرام عليكي " 
دخلت اوضتها وانهارت في البكاء لحد ما نامت مكانها، صعبت على مامتها اوي بس مكنش في ايدها حاجة، رؤية لما قامت بدأت تدور على رقم سيف لحد ما وصلت ليه بعدين رنت عليه، رد بصوت باين عليه متضايق :
" الو " 
" سيف أنا رؤية مراتك، فاكرني " 
بدأ يزعق فيها بسخرية : 
" ايوة طبعًا الخاينة التانية ودي تتنسى، جبتي رقمي منين ومين سمح ليكي ترني عليا أصلا ولا عشان دارينا على غلطتك وبلوتك بقينا مجال للكلام معاكي، لا اوعي يا شاطرة تنسي نفسك " 
هي اتعصبت اوي بعدين قالتله :
" ولما أنت راجل اوي كدة وافقت تداري على بلوة غيرك ليه! " 
" فعلاً خيرًا تفعل شرًا تلقى، وكمان قليلة الأدب " 
" ما حد قليل الأدب غيرك وأنت واللي مأحسنش تربيتك، وحياة أغلى حاجة عندي هوريك، بس اصبر " 
وقفلت في وشه بعدين عملت بلوك محترم، هو كان هيتجنن من وقاحتها بس لما فكر شوية بعقلانية حس انه زودها معاها واللي قالته رد فعل طبيعي، فقرر يتجاهلها وينسى ... رؤية راحت لباباها وقالتله : 
" أنت عملت فيا كدة ليه! ظلمتني ليه؟ " 
" وأنتِ قليتي ادبك وبقى ذيك ذي واحدة رخيصة ليه؟ ووصلت تروحي بيت واحد كمان! أنتِ عارفة لو عليا كنت قتلتك وخلصت "
" كنت قتلتني ولا ترميني لواحد متجوز " 
" هو الوحيد اللي رضى بيكي " 
" رضا بأيه حرام عليك انا اتقهرت بسببك، بس اقولك على حاجة انا مش هسكت وهاخد حقي من كل الناس واولهم الزبالة اللي جوزتوه ليا " 
" هو معملش حاجة واعرفي لولاه كنت خلصت عليكي " 
تجاهلت كلام باباها وبعدين راحت اوضتها تقول لنفسها :
" هو حرق قلبي وقهرني بس، والتاني خان ثقتي واستغلني، وأنت يا بابا مقدرتش تستوعب اني بنتك والغلط وارد " 
تاني يوم راحت من وراهم تراقبه، بدأت تسجل كل تحركاته ودا طبعًا لأنها معندهاش مؤهل كامل يخليها تدخل شركته ... رجعت بيتها لقت باباها قاعد وزعق ليها :
" كنتِ فين؟ " 
" متقلقش مكنتش بعمل حاجة غلط، انا مخنوقة ومن زمان مخرجتش " 
" هعديها عشان عارفة اللي بتمري بيه " 
دخلت اوضتها وبعدين بدأت تبص للي كتبته عنه، حطت دايرة تحت حاجة معينه وفكرت لو كررها هتقدر تتعرف عليه، وهي انه بيقعد في مكان ساعتين لوحده بدون اي حد ... تاني يوم راحت ليه وفعلاً قعد في نفس المكان فراحت قعدت جنبه وقالتله :
" الوحدة حلوة صح؟ " 
بص عليها وهي كمان، طلع مش عارفها!! قالها :
" أنتِ مين؟ " 
" واحدة معديه عادي لقيتك قاعد وحيد وانا اكتر حد عنده دكتوراه في الوحدة " 
" وايه اللي يخليكي وحيدة! " 
" عادي مش بحبها بس مفروضة عليا، قولي اسمك ايه؟ " 
" سيف وأنتِ " 
" رؤى " 
" رؤى .. اسمك حلو فكرني بشخص معرفوش " 
وضحك في آخر كلامه فقالتله :
" مش عايزة اقولك اسمك بيفكرني بتالت ذكرى سيئة في حياتي، قاعد لوحدك ليه؟ " 
" كل حاجة في حياتي مرهقة اوي، بحب كدة اخد وقت بدون تفكير " 
" وانا جيت ازود تفكير على تفكيرك، قوم تعالى معايا " 
" هاجي فين؟ "
" قوم بس " 
وقفت ومسكت ايده وبدأت تجري، هو تلقائي جرى معاها وبعدين وصلوا لحديقة جميلة اوي، وقفت وقعدت تصرخ وتضحك، قالتله : 
" تعرف الحديقة دي من خمس سنين كانت من أجمل الحدايق في مصر كلها، والوقتي بقت خرابة بس انا مش قادرة اشوفها غير جميلة " 
" هي فعلاً خرابة " 
اتضايقت اوي وقالتله : 
" لا مش خرابة على فكرة، هي حلوة واوي كمان " 
" ماشي " 
قعدوا سوا فيها ساعتين وبعدين هي رجعت بيتها وهو كمان، مجرد ما وصل سمع صوت عياط ابنه الصغير، راح اخده من الدادة وقالها :
" مامته فين؟ " 
" خرجت يا بيه مع صحابها وسابته " 
هو اتضايق وطلع اوضته بابنه، افتكر كلامها معاه لما قالها هيطلقها :
" هتطلقي هاخد ابنك منك ومش هتشوفه فاهم! وأنت حر لو جاهز تسمع خبر وفاته بقى " 
" ف الاول قولتي هتنزليه والوقتي بتقولي هتاخديه ''
" دا اللي عندي لو كان عاجب " 
" ماشي يا سينا " 
اتنهد ورجع يفتكر رؤى، لأول مرة يحس انه مرتاح وعلى طبيعته كمان يحس انه محتاج علاقة مش مرهقة ذي دي، تاني يوم راح نفس المكان وهي جات وقالتله :
" لسه في وحدتك " 
" ايوة، كويس انك جيتي كنت بفكر فيكي " 
" تفكير حلو ولا وحش؟ " 
" حلو طبعًا هو انا شوفت منك وحش، اقعدي يا رؤى " 
قعدت جنبه بعدين بدأوا يتكلموا سوا وكان بيفضفض ليها شوية عن الشغل، رؤية كانت بتريحه بالكلام وبدأ يتعرف عليها اكتر وإذ فجأة بقى ينتظر اليوم بيومه عشان يقابلها ويكلمها ... 
وفي يوم كانوا قاعدين وسألته :
" أنت متجوز " 
" ايوة اتنين، سينا و ... رؤية تقريبًا الله اعلم " 
" غريبة! متجوزها ومش عارف اسمها كويس " 
" هي بنت خالتي والمفروض انها غلطت او الله اعلم حصل ايه بس كل اللي اعرفه انها صغيرة متستحقش، كتبت كتابي عليها والمفروض هنطلق بعدها يعني بحيث لو في حاجة يبقى اسمها متجوزة " 
" وقبلت كدة عادي " 
" قولتلك صغيرة الدور والباقي على اللي كبيرة وواعيه وبتخون جوزها " 
قال كلامه بدون وعي وهي تقريبًا فهمت فقالتله :
" تقصد مراتك التانية صح؟ " 
" احم لا مقصدش حد بعينه " 
" اتكلم يا سيف، المفروض أننا بنفضفض لبعض صح؟ " 
" هي بنت عمي وكان جواز مصالح، جالي صور ليها وهي بتخوني ولما راقبتها اتأكدت بس للأسف كانت حامل " 
" معلش في الكلمة ومين قال انه ابنك! " 
" ابني يا رؤى، ولو مش ابني مكنش يستاهل يموت، عشان متنزلوش اتحملتها وعاملتها بالمعروف لحد ما جيه، ولما جيه للأسف يعني بتهددني هتاخده والطفل ابني فلسه مُستمر " 
" بس هي بتخونك يا سيف " 
" الطفل يا رؤى وبعدين الشخص اللي متخان الفضيحة ليه اكبر وأنا رجل اعمال وليا اسمي "
" اسمع أنت مفكر انها هتسكت على كده، بص لو سيبت لواحد خطوة من ملكك اتأكد انه هياخده حق مكتسب وهيطمع في كل الملك، مش معاك صور هددها بالفضيحة "
" هي عارفة اني مش هقدر اعمل كدة "
" بس أنت تقدر يا سيف، أنت محسسني انك الخاين الوحش " 
" بنت عمي يا رؤى " 
" طالما اللي قدامك مقدرش احترامك ليه إياك تحترمه، هي واحدة مهزءه والمطلوب تقابل قليل الادب بقلة الأدب " 
وبدأت تقوله يعمل ايه وهو قرر يمشي المرة دي كمان بدماغ رؤى، وفعلاً مجرد ما روح لقى سينا بره فقعد يستناها لحد ما جات، قالتله بإبتسامة :
" ازيك يا حبيبي، فين ابنك؟ " 
" ابني اة ما هو فعلاً ابني، اقعدي يا سينا نتكلم " 
" لو بخصوص حوار الطلاق تاني متحاولش ولا تتعب نفسك عشان أنا مش هعيد كلامي " 
رمى صور قدامها وهي مع واحد تاني وقالها :
" في اسوأ من دول بكتير اوي، لو حضرتك حابه تتفضحي انا معنديش اي مانع، دا اول حل والتاني لو تحبي يعني نتطلق بهدوء وتتنازلي عن ابني " 
" لما تشوف النجوم في عز الضهر يا سيف الدين الدالي " 
" أنتِ قد كلامك " 
" أعلى ما في خيلك اركبه " 
ولسه هتطلع لقت باباها جاي، وبيقول :
" سلام عليكم "
ردوا السلام وقبل ما تلم الصور سيف منعها، عمه مجرد ما شاف الصور كان هيحصله حاجة، وسيف اتكلم ببرود : 
" بص يا عمي انا اتحملت بنتك من اول حملها لما عرفت بس خلاص، الوقتي يا تتنازل عن ابني وتطلع بالمعروف يا هفضحها " 
" تفتح بنت عمك يا سيف! دي أخر صلة القرابة " 
" وكانت فين دي وبنتك بتخوني يا عمي، كانت فين لما قالتلي هتنزل ابني وبرضو كانت فين لما بتهددني هتاخده مني، بنتك طالق وبالتلاتة ويا تجيب ورقة الحضانة بكره الصبح يا هفضحها وحضانة ابني هتكون ليا بفلوسي وسمعتي " 
" مش هتقدر يا سيف ومش هسيبه ليك ولا هخليك تتهنى ومتنساش انك اتجوزت عليا من ورايا " 
سيف استغرب انها عرفت وهي ضحكت باستهزاء وقالتله :
" مفكرني معرفتش، لا عارفة وسبتك بمزاجي " 
عمه ما صدق سمع الخبر ده وقاله بتوعد :
" اتجوزت عليها يا سيف! وليك عين ... " 
" اتجوزت في الحلال وبعد الخيانة، كل ده بتواريخ يا عمي ولو مش عاجب وحابب تدخل معايا في اللعبة أنت حر والكسبان هيتعرف من اول جولة " 
عمه اتكلم بحدة :
" بنتي مش هتطلع من هنا يا سيف، واللي قادر عليه اعمله "
سيف ضحك وهز راسه بعدين طلع اوضته اخد ابنه في حضنه ونام، تاني يوم صحى وبعدين نزل لقى سينا قاعدة بتفطر مع مامته ببرود، اتكلم بضحك :
" دا أنتِ قلبك جامد بقى! " 
تجاهلت كلامه وهو رن على واحد وقاله :
" نفذ " 
وبعدين قعد يفطر مع مامته اللي قالتله :
" خالتك كلمتني النهاردة، وبتقول جوز خالتك فرحان من تطور علاقتكم اوي " 
هو مخدش باله من الكلام وفكر مامته تقصد يعني تغيظ سينا، شوية وجيه اشعارات كتيرة على تليفون سينا ولسه بتفتح لقت صور ليها هي واللي بتخون سيف معاه وصحابها بيسألوها ازاي تعمل كدة! واحدة بتقولها :
" بقى سيف يتخان " 
دموعها نزلت وبصت لسيف اللي وقف وقالها :
" انا حذرتك بس الظاهر انك خدتي طيبتي ضعف " 
" مش هتسلم مني يا سيف " 
" برة بيتي، والمليون جنية اللي عرضتهم عليكي عشان الطلاق خلاص طاروا " 
طلعت بره وهي بتتوعد ليه، هو راح لنفس المكان ومجرد ما شاف رؤى جرت لحضنه، هو استغرب واتحرج جامد منها، ضحكت وقالتله :
" معلش انفعلت " 
" ولا يهمك بس استغربت، تعالي كده "
شد أيدها وقعدوا بعدين قالها :
" عايز اعرفك على والدتي، وابني كمان واتعرف على اهلك "
" اشمعنا! " 
" قولي انك مش واخدة بالك! رؤى انا بحبك وبجد مقدرش اعيش من غيرك "
" متقدرش ايوة بس يا سيف الحقيقة إن انا متجوزة " 
هو اتصدم ومكنش عارف يقول ايه، قالتله بهدوء :
" وبحب جوزي اوي، هو اة مش بيحبني بس نعمل ايه! "
" أنتِ مش قولتي انك عايشه مع اهلك "
" ما عشان هو مش راجل ولا حتى اداني فرصة، خد كله بذنب بعضه مع إن لو كان اداني فرصة كان حبني " 
سيف زعل اوي بشكل مزعلوش لما عرف خيانة مراته، واتأكد انه بيحبها فعلاً ... قالتله :
" متزعلش، ربنا يبعتلك نصيب احسن " 
" هو أزاي ميدكيش فرصة يا رؤى، معقول حد ربنا يرزقه قلبك ويبعد " 
" هو قهرني "
" اديني فرصة انا يا رؤى " 
ضحكت بصوت عالي، كانت بتضحك مع قهرها وتعبها، بعدين قربت منه وقالتله :
" بحبه هو ومش هقدر اكون لغيره " 
قالتله في ودنه :
" اتعلم إن قهر القلوب مش سهل يا سيف " 
سابته ومشت وهو قعد مكانه، لأول مرة يحس بالخنقة دي ويحس إن الدنيا دي ضيقة اوي بالشكل ده، في حين هي كانت راجعة البيت لقت رامي واقف مع واحد وبياخد منه كيس كده بعدين فتحه يشوفه كان شيء ابيض واداله فلوس ومشت، هي خمنت انه ممكن يكون بودرة عشان كدة ما صدقت وبلغت عنه، على الاقل يتربى يومين 
الشرطة جات فعلاً واخدته وكانت مخدرات ... 
رجعت البيت ولقت باباها قاعد في الصالون، متنكرش انها استغربت انه مش بيعلق على خروجها بس تجاهلت التفكير، باباها قالها :
" سيف طلق مراته عرفتي؟ " 
" عرفت وبإذن الله يطلقني واخلص " 
" مش على اساس كويسين سوا "
" أنت بتراقبني بقى، بس لا انا قربت بهدف اقهره وقهرته والحكايه خلصت " 
" عملتي كدة ليه! هو ذنبه ايه؟ " 
" وانا ذنبي ايه يا بابا! انا عندي واحد وعشرين سنة انا مش كبيرة بالشكل اللي اتحاسب فيه على كل حاجة، محدش فيكم رحمني ليه! " 
" هو يعرفك " 
" ايوة ميعرفنيش ياخدني بذنب مراته ليه؟ بس اقولك على حاجة يا بابا انا مش زعلانة عليه ولا منه ولا منك، انا انتقمت منه ومن رامي بس انتقم منك ازاي يا بابا " 
" أنتِ اللي خونتي ثقتي يا رؤية " 
" معاك حق " .. 
شهر كامل وهو دايمًا سرحان وبيروح نفس المكان مش بتيجي، زعل اوي على نفسه وحس انه فعلاً ملوش حظ ف اي حاجة، مامته جات وقعدت جنبه وقالتله : 
" سرحان ف ايه؟ اللي واخد عقلك يتهنى بيه " 
" قوليلي عاملة ايه؟ " 
" أنت بتوه في الكلام ليه؟ عايزني يعني مقولش ليك هتجيب رؤية هنا امته؟ " 
" قصدك هطلق رؤية امته؟ هو انا اعرفها يا ماما عشان اجيبها " 
هي حاولت تستوعب كلامه بعدين ضحكت وقالت :
" أنت هتهزر يا سيف! أزاي يعني متعرفهاش "
" ههزر ف ايه يا امي أنتِ كمان! انا اعرف رؤية دي منين هو انا عمري شوفتها، دا انا حتى مخدتش بالي من صورتها في القايمة " 
ضحكت وقالتله :
" يعني مش أنت اللي كنت بتقعد معاها بالساعتين في الحديقة اياها، دا ابو رؤية شايفكم بنفسه يا ابني " 
" لا دي مش رؤية دي رؤى واحدة اتعرفت عليها و ... استنى أنتِ بتقولي ايه! وهي تعرفني؟ " 
" اة ما اللي حصل إن خالتك عشان توافق على الجوازة فهمتها انك بتحبها وهي يا قلب امها كان معاها صورة ليك وبدأت تبني احلام عرفت حقيقتها لما اتجوزت " 
هو فهم كلامها الوقتي وافتكر كلام مامته واكتشفت قد ايه هو غبي، أزاي مربطش الكلام ببعضه وخده على انه عناد في سينا واصلا دا مش اسلوب مامته ... 
اتكلم وهو بيقف :
" ماما اجهزي بسرعة "
" في ايه؟ " 
" رايح اطلب ايد مراتي حالاً، يلا " 
ضحكت وفعلاً جهزت نفسها وقاموا راحوا بيت رؤية، هي كانت قاعدة بتقرأ خبر عن مسك رامي ومعاه عصابة كاملة لتجارة المخدرات، الحوار كان حلو بالنسبة ليها منه انتقام ومنه قضت على سلسلة فساد ... 
سيف اتنهد لما عرف اللي حصل معاها وزعل انه كان آثر سيء كبير على حياتها، دق الجرس وهي قامت فتحت، اتصدمت لما شافت سيف قدامها وخالتها، قالها :
" هي دي اخلاق الصحاب " 
" أنت بتعمل ايه هنا! " 
شدها لحضنه وهي لسه هتبعد منعها، مامتها وباباهم جم وباباها لسه هيتكلم سيف قال بهزار :
" مراتي وانا حر فيها " 
دخلوا البيت وهي كانت متضايقة اوي برغم انه كان واحشها، الأمور اتوضحت قدامها وعرفت إن سيف طيب اوي عشان كدة وافق ولو شخص تاني كان سابها، سيف قال :
" انا جاي اطلب ايد الأنسة رؤية على سنة الله ورسوله "
باباها بص ليها فقالت بضيق :
" لا انا مش موافقة، ومش عشان اني متضايقة لأني انتقمت بالشكل الكافي بس عشان انا مروحش اتجوز واحد يطلعله بنت عمة يروح يستر عليها، انا عايزة واحد ليا لوحدي "
" انا ليكي يا ستي لوحدك ووعد " 
" ادوني مهلة سنتين تلاتة افكر " 
سيف وقف وقالها بصدمة :
" ليه هتكوني نفسك مع التفكير " 
" انا حرة ولو مكنش عاجب الباب مفتوح والف مين يتمناني، انا مبلمش " 
" حرام عليكي يا رؤية دا انا بحبك " 
" منا بحبك، مختلفناش يعني! " 
حطت ايدها على بقها لما خدت بالها قالت ايه، هو ضحك بصوت عالي وكلهم بعدين وقف قدامها وقالها :
" والله عارف انك تستاهلي حد احسن مني بكتير، بس انا بحبك اوي ومقدرش اعيش من غيرك " 
" يعني مش زعلان مني! عشان خدتك بذنب الكل " 
" المهم أنتِ متكونيش زعلانة مني اني خدتك بذنب سينا وزعلتك، انا اكتشفت يا رؤية انك متتعوضيش وبجد لو اعرفك عمري ما كنت فرطت فيكي، أنتِ المأوى بتاعي " 
حضنته جامد وهو كمان بعدين لف بيها ورجع همس في ودنها :
" بحبك " 
" وانا كمان "
وعاشوا مع ابنه في تبات ونبات، ومحدش قدر يفرق بينهم او يهز الثقة اللي اتبت، وحصل سيف على حبه أخيرًا وهي كمان رجعت لحبها الحقيقي وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-