حب الروايات وعشق الواقع للكاتبة سماء أحمد
في يوم من الأيام
كانت واقفة في نص الطريق عمالة بتكلم صحابها وبتضحك بصوت عالي، لسه بترجع بضهرها في نفس الوقت جات عربية وهي مكنتش واخدة بالها منها، في نفس الوقت ابن خالتها كان معدي بظروفها ولسه هيشور ليها اتفاجىء
وبدون اي رد فعل جرى عليها زقها وهي وقعت على الرصيف وهو اتخبط مكانها ...
صرخت بصوت عالي بخوف :
" عمر "
مسكت راسها وهي كمان اغمى عليها، اسبوعين عدوا عليهم ورجع عمر اتحسن وبقى كويس، مامته دخلت عليه المستشفى وقالتله بحدة :
" أنت بقيت كويس، أنا عايزة افهم ايه اللي عملته في نفسك ده! "
" لو سمحتي يا ماما مش حابب اتكلم في الموضوع ده "
" لحد امته يا عمر هتفضل تجري وراها، وهي ولا معتبراك في الحياة "
" لحد ما تحس بيا يا ماما ولحد اليوم ده محدش يعتب على تصرفاتي "
خرجت تقعد بره الاوضة لأنها لو فضلت مع ابنها في مكان واحد هتنفجر فيه، عمر بيحب بنت اختها من تلت وجايز اكتر بس الكل عرف من تلت سنين، بس هي واحدة متهورة ومبهورة بس بالروايات والحكايات وعايزة البطل يجي ليها على حصانه
عمر بدأ يتعافى تدريجي ويرجع شغله، هو مهندس وفاتح شركة هو وصاحبه المقرب، طبعًا ناس كتيرة حذرته من صاحبه ده بس هو مش مُقتنع .. دخل مكتبه لقى صاحبه قاعد وقاله :
" دا ايه النور ده يا بشمهندس عمر "
" نورك يا فايز .. عامل ايه والشغل؟ "
" كان وحش اوي يا عمر، جالنا كذا شغل بس الأسعار وحشه "
" مش مشكلة المهم نشتغل "
" همتك معانا يا هندسة "
وفعلاً بدأ عمر يشوف الشغل ويصمم التصاميم، وطبعًا ملوش دعوة بأي حاجة تانية، وفي يوم من الأيام تاج بنت خالته وحبه الوحيد كانت راحه ليه الشغل لمصلحة كالعادة
لسه هتدخل مكتب السكرتيرة سمعت شريك عمر بيزعق ليها وبيقولها :
" ممنوع فاهمة يا أسماء إياكي يعرف نص كلمة "
لسه هيخرج شاف تاج قدامه، هي اتوترت من بصته وهو اتضايق وفضوله كان عايز يعرف مين اللي جايه مخصوص لعمر، قالها بحدة :
" أنتِ مين؟ ومين اللي بعتك هنا؟ "
" انا ... أنا ... "
" ردي!! "
" تاج بنت خالة عمر "
هو ما صدق قالت كدة وابتسم بخبث، بعدين قالها بقلة اهتمام :
" اوكى "
هو مشي وسابها وهي اتضايقت جدًا انه تجاهلها، دخلت وطبعًا مهتمش بالسكرتيرة ودخلت لعمر، قالتله بإبتسامة :
" عمووور حياتي "
رفع عينه وابتسم بعدين قالها :
" تعالي يا تاجو دا ايه النور ده! وحشتيني يا اروبه "
" وأنت كمان، بقولك وبدون مقدمات كده عايزة اطلع رحلة ومعيش غير الصحة والستر، اقنع خالتك وهات فلوس "
" الفلوس اللي معاكي خلصت؟ "
" أنت هتهزر يا عمر! من زمان يا حبيبي أنت نسيت انك كنت في وادي تاني "
" اها معلش يا حبيبتي نسيت، حاضر هحطلك فلوس، حاجة تانية "
" تؤ .. اة لو مفهاش غلاسه تقوم توصلني "
" حاضر "
من حبه فيها كان بيتجاهل امر استغلاله ده، الكل كان بيقول ليه بصوت عالي " تاج بتستغلك يا عمر " بس هو رد فعله الطبيعي والمعتاد " لا هي شايفاني سندها "
وقفت وراح وصلها لحد البيت وبعدين رجع تاني، وبرغم إن دا كان اكبر إرهاق ليه خصوصًا انه طالع من حادثة بس مهتمش، في حين هي كانت بتفكر في صاحب عمر اللي تجاهلها، فتحت مقال ولقت صورته جنب عمر وركزت في ملامحه
وسيم وشكله مش مسالم ذي عمر، فضولها حواليه بيزيد ودايمًا تسمع عن اسلوبه الحاد والبشع مع الموظفين
كانت عبيطة اوي لدرجة فكرت إنها هتغيره وتعيش رواية من الروايات، ودي كانت نتيجة الخيال على المراهقات والأحلام اللي ممكن تستمر للنهاية
لقت مسدج جايه ليها بتفتحها لقيتها من اللي اسمه فايز ده، اتصدمت وقلبها بدأ يدق بسرعة، لقيته بيقولها :
" سوري كنت غلس معاكي النهاردة، ودخلت عشان عمر ميعرفش ويزعل "
ابتسمت وبعدين ردت بسرعة :
" أنت مين فكرني بيك كدة! "
" احنا فينا من كدة، اوكى ولا كأني بعت "
" استنى بهزر معاك، عادي ولا يهمك "
وقتها هو ابتسم بخبث وحس قد ايه هي بنت ساذجة وعايزة واحد تقيل وخلاص، هو عارف إن صاحبه بيحب البنت دي اوي وعرف شخصيتها وحس انه هيعرف يجيب معاها سكه واهو نجح ف اول خطوة
وخطوة ورا خطوة وهو بيكلمها وهي بكل سذاجة فرحانة بتقله اوي
وفي يوم كانت قاعدة في أمان الله لقت اختها داخله عليها، قالتلها بهزار :
" قفشتك بتعملي ايه؟ "
" اقعدي هحكيلك "
وبدأت تحكيلها عن فايز وطبعًا الكلام معجبش اختها اللي قالت :
" طب وعمر يا تاج؟ "
" عمر اخويا يا تسنيم "
" لا مش اخوكي يا حبيبتي عمر ابن خالتك، وكلنا عارفين انه بيحبك، اكيد مش بيعمل دا كله عشان سواد عيونك "
خدت نفس بعدين قالتلها :
" مش عايزاه، انا لقيت نفسي مع فايز ولو سمحتي سبيني اصالحه "
" انا مش هقولك دا غلط عشان المفروض انك كبيرة وعارفة، انا هقولك بس خفي روايات شوية، البطل اللي بيسلخ في الحقيقة بيفضل يسلخ للنهاية "
حركت كتفها بكل سذاجة وقالتلها :
" يعمل اللي هو عايزه، بعدين انا بحبه "
" أنتِ حرة مترجعيش تندمي "
تجاهلت كلام اختها ولسه هترن على فايز حست بصداع صعب، تجاهلت وقالت ترتاح شوية ونامت، قامت لقيته باعت فويسات وبيزعق ليها، بدأت تحاول وتصالحه ودا زاد إرهاقها
في حين تسنيم كانت بتكلم عمر وبتقوله :
" أنت لازم تاخد خطوة يا عمر، كفاية كدة هي عشرين سنة صغيرة "
" خالتك يا تسنيم بتقولي مش عايزاني وأنا بصراحة خايف اخسرها خالص "
" تخسر ايه! لا اكيد مش هتخسرها، حد بس خطوة واقولك على حاجة "
" قولي "
" حذر من اللي اسمه فايز ده يا عمر، انا مش مرتاحة ليه "
" كل مرة نفس الكلمتين، يا بنتي فايز دا مفيش اطيب منه، هو بس منفعل شوية "
" استغفر الله العظيم، دا أنت وقعتك وقعة "
ضحك وقفل معاها بعدين كمل شغله، في حين تاج صرخت بتعب :
" خلاص يا فايز ارحمني، قولتلك آسفة كنت نايمة، كفاية ضغط بقى دي بقت عيشة تقرف "
وقفلت السكة في وشه في نفس الوقت عمر رن عليها، اول اما شافت اسمه ردت وهي بتعيط :
" ايوة يا عمر "
" تاج مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟ "
" عندي صداع صعب اوي ومش قادرة "
" طيب اجهزي هاخدك اكشف عليكي، كفاية عياط مش هتأخر "
" طيب "
وفعلاً أقل من نص ساعة كان عندها وخدها يكشف عليها، طول الطريق ساندة راسها لورا ومش بتتكلم، وصل قدام المستشفى وبعدين نزل وكان بيسندها لحد ما دخل كشف عليها وعمل اشاعات بعدين خدت مسكنات وروح بيها، سألها :
" أول مرة يحصلك؟ "
" لا بس اول مرة يبقى صعب كده "
" ومقولتيش ليه يا تاج! مش حرام عليكي نفسك! "
" مجاش في بالي يا عمر، هتنزل ولا ايه "
" اة هنزل عايز اتكلم معاكي في موضوع "
" تمام "
وفعلاً نزل معاها وبعدين سندها لحد ما طلع، قعدوا في الصالون سوا وبعدين قعد جنبها ومسك أيدها وقالها :
" تاج في موضوع عايز اكلمك فيه من فترة، الحقيقة كنت شايفك صغيرة ومش جاهزة بس شخص عزيز عليا قالي الأفضل اقولك "
" لو سمحت يا عمر جيب من الآخر "
" أنا بحبك يا تاج، بحبك وعايز اتجوزك "
سابت ايده وقالتله بتوتر :
" لا يا عمر أنت اخويا، حب ايه بس! أنا بعتبرك ذي اخويا، انا ربنا مبعتش ليا اخ ولد وغير كدة أنت مش نوعي المفضل "
رد عليها باستنكار واستغراب :
" نوعك المفضل "
" اة نوعي المفضل، أنت مسالم اوي وانا مش عايزة واحد مسالم ولا واحد يتمنى ليا الرضا ارضى، أنت بجد بالشكل دا يا عمر عمرك ما هتتجوز، احنا البنات ذوقنا اتغير خالص "
" ذوقكم اتغير لدرجة المحترم معتش مفضل، تمام ربنا يهديكم "
ووقف وخرج من بيت خالته، جواه مكنش زعلان من كلامها لأنه كان شايف أنها لسه صغيرة اوي بالنسبة لكلامها، رجع البيت وقعد سرحان يفكر في كلامها، بالرغم انه كلام متلغبط ملوش معنى بس كان ليه هدف معين
في حين تسنيم دخلت على اختها وقالتلها :
" قولتي ايه لعمر زعله يا تاج "
" بيعترفلي بحبه، عبيط دا ولا ايه! دا اخويا يا بنتي وبعدين بصراحة الواحد يعيش ذي الروايات مش يعيش مع واحد اقوله عايزة نجمة من السما يطلع يجيبها "
" أنتِ بجد غريبة وعقلك متركب غلط "
" متفهميش أنتِ الحاجات دي، مش هقولك غير اقرأي روايات "
" الروايات حاجة والواقع حاجة تانية خالص يا تاج، لما تتعبي وتقعي بطل الرواية مش هيشيلك لأن الطبع غلاب "
" لا هيشيل لأن اللي بيحب بيتغير وهو هيتغير "
" هو مين ده اللي هيتغير؟ فايز تقصدي احب اقولك لا، كفاية عارف إن صاحبه بيحبك ودخل كلمك وعلقك بيه، اللي ذي فايز حلال فيه الحريقة "
" تسنيم لو سمحتي عشان منخسرش بعض متغلطيش فيه "
" منخسرش بعض! هي وصلت للمرحلة دي يا تاج! لا مبروك احنا فعلاً خسرنا بعض وخليه ينفعك "
سابتها ومشيت وهي رنت على فايز مردش، دخلت اوضتها ترتاح وفعلاً نامت ... تاني يوم فايز برضو مرنش ولا رد أصلاً على رناتها الكتير، رنت على صاحبتها تحكيلها عن تعبها قالتلها :
" اشمعنا الوقتي بترني عليا يا تاج، ولما كنت برن عليكي بالساعات تقوليلي اصلي بكلم فايز، خلي فايز ينفعك "
قفلت في وشها وتاج قعدت تعيط، مش عارفة تكلم مين ومخنوقة ومصدعة كمان عمر اكيد زعلان منها، في حين عمر كان في المستشفى بيشوف النتيجة بتاعتها، خدها ودخل للدكتور فقاله :
" كانسر يا بشمهندس "
عمر حس انه سمع صوت تكسير قلبه، كانت في مثابة القشة اللي كسرت ضهر البعير .. قاله بتعب :
" أزاي كانسر هي لسه صغيرة، هي في عز شبابها "
" يا ريته بالسن مكنش حد غُلب، المهم هي المفروض تيجي نكمل تحاليل ونحدد معاها هنبدأ منين "
قام وقف عشان يمشي وكان بيمشي ببطء كأنه عاجز، وصل لعربيته وبعدين بيتها ومعرفش أزاي ... خبط على الباب وهي راحت تفتح لقيته قدامها
" عمر!! "
شدها لحضنه وهي ما صدقت عيطت وهي بتحضنه، كان خايف عليها اوي خوف مش طبيعي، دخل معاها الصالون وقالها :
" أنا عايزك تهدي كدة ومتتوتريش، كل حاجة هتبقى كويسة "
" في ايه يا عمر؟ "
" التحاليل طلعت وطلع عندك سرطان "
" سرطان!! انا عندي سرطان يا عمر!! سرطان!! "
رجعت تعيط تاني وهو حضنها وقالها :
" أهدي يا تاج خلاص والله هتبقي كويسة، وانا هفضل جنبك، ليه مقولتيش ليا يا حبيبتي من الأول على الصداع اللي بيجي ليكي "
هي عيطت كتير اوي واهلها اتلموا حواليها، وبعدين دخلت قعدت في اوضتها وعمر جنبها هو وتسنيم لحد ما نامت، تاني يوم خدها وراح المستشفى يشوف بروتوكول العلاج
قرروا هتبدأ كيماوي على طول، هو خلص ليها كل الورق وهي قاعدة بتحاول ترن على فايز ... رد عليها آخر اما زهق وقالها بزعيق :
" في ايه؟ نازله رن رن رن هو أنتِ موركيش شغل، أنتِ مبتفهميش ولا مر عليكي أمر الفهم ده! مش برد يبقى مش عايز اكلمك "
هي اتفتحت في العياط وبعدين قالتله :
" رنيت عشان اقولك كشفت وطلع عندي كانسر "
" ما تولعي بعيد عني، اما تبقي تحسني اسلوبك تبقى تعرفيني، غوري يلا "
قفل في وشها وهي حطت التليفون جنبها وقعدت تعيط، معقول الروايات بالقسوة دي في الواقع، أزاي الواحدة تحس مرة بإن كرامتها اتهانت وتقدر ترجع، أزاي اللي بيتكسر بيتصلح، وأزاي الكلام بتنسى
عمر جيه عليها وقعد جنبها بعدين قالها بقلق :
" بتعيطي ليه بس؟ متخافيش أنا جنبك وبعدين انا مش قولتلك واحنا جايين ممنوع العياط وممنوع الزعل خالص "
" مقصدش بس ... "
" مفيش بس ومفيش سبب يستاهل، قوليلي اعمل ايه عشان افرحك "
مسحت دموعها وقالتله بإبتسامة :
" اقترح "
" أممم هجبلك شوكولاتة كتيرة اوي، وكمان لو تحبي مصاصات "
" دا اخرك يعني، ادخل في الجامد يا عمر "
مسك تليفونها وبعدين قالها :
" نغير الايفون ١٣ ونخليه آيفون ١٤ وكمان لما تخفي خالص هجبلك عربية "
" هطلب عربية تبيعك اللي وراك واللي قدامك "
" اطلبي اللي عايزاه بس ارجعيلي ذي الأول "
" أنت بتعمل كل ده ليه؟ "
قرب وشها يبوس راسها بعدين حضنها، بدأت تاج الكيماوي وهو معاها لحظة بلحظة، بعدت عن التليفون واختارت تقعد في المستشفى وفي أول زيارة من أهلها، كانوا قاعدين وعمر نزل يجيب ليهم حاجة يشربوها، مامتها قالت :
" شوفتي عمر وعمايله عشانك، امته يبقى عندك دم وتحسي بقى "
تسنيم ردت على كلام مامتها وقالتله :
" هو أصلا لسه هيبص ليها بعد اللي عملته، شوفتي ربنا بعد ما تعملي فيه كده يرده بكده، صحيح فين اللي اسمه فايز ده؟ "
مامتها ردت بحدة وقالتلها :
" حقا كنتي بتكلمي فايز ده، لو كنت اعرف بس هي وصلت قلة الأدب للدرجة دي ومع واحد تصدقي بالله نسخة منك ما تتجزأ نفس الاستغلال والأنانية "
لسه هيكملوا كلامهم عمر دخل، شد كرسي وقعد جنب تاج اللي كانت بتعد الثواني عشان يمشوا، ولما مشيوا قالتله :
" امنع عني الزيارة مش عايزة اشوف حد "
" ليه يا تاج؟ "
" لو عايزني كويسة متخليش حد يجي ليا، لو سمحت يا عمر "
" حاضر اللي يريحك "
وفعلاً منع عنها الزيارة نهائي وفضل هو جنبها، الكيماوي خد منها حاجات كتيرة اوي وكان بيحصلها اعراض وحشه كتير، وجود عمر كان مهون عليها كتير اوي وكان بيتحملها وبعد كل جلسه مكنش بيسيبها لحظة
وفي يوم كان قاعد على كرسي جنب سريرها ساند راسه على مخدتها، فضلت تبص عليه شوية وجواها استغراب أزاي هو كده .. تليفونه رن ولسه هتاخده لقيته هو خده وبيبص على الاسم معاها لقاه " فايز " رد عليه :
" الو سلام عليكم "
" أنت فين يا عم عمر؟ كل ده مختفي وكل اما ارن متردش، سايب الشركة تضرب تقلب والشغل اللي علينا يولع وقاعد مكان ما قاعد "
" انا قولتلك تاج تعبانة وانا اللي قاعد بيها "
" ما تموت تاج اهلها عندها، كأن انا اخسر تعب سنين عشان خاطر الست تاج "
عمر اتصدم من جملته كمان تاج اللي سمعته، عمر وقف وخرج يزعق ليه :
" أنت عارف أنت قولت ايه، يولع الشغل ويولع الشركة يا اخي وتولع دي شراكة، اقولك على حاجة والله عشان خاطر جملتك دي والله لاصفي الشراكة دي خالص "
" يا عمر اسمع انا مقصدش "
" تقصد ولا متقصدش وبعدين أنت مش مهندس، حملك على كتفك بقى "
فايز اتنرفز وبعدين زعق لعمر :
" اللي أنت محموق عليها اوي دي، اعرف إنها كانت بتحفى عشان تكلمني، وكانت بتلف عليا... اقابلك يا صاحبي بكره في الشركة "
" منا فعلاً هقابلك "
قفل في وشه ودخل لقى تاج سرحانة، قعد جنبها وقالها :
" بتفكري في ايه؟ لو سمعتي فايز سيبك دا حمار وأصلا بناقص شخص ذي ده في حياتي "
" دا صاحب عمرك "
" وأنتِ عمري "
" هتخسره عشاني؟ وشغلك وحلمك كمان، وتعبك السنين اللي فاتت "
" أنا اخسر الدنيا عشانك "
وكأنه مسمعش كلام صاحبه، ولا فاكر كلامها اللي قالته ليه، معقول في حب من ده، معقول حب مقرأتوش في الروايات أصلا، زعلت اكتر من نفسها بعدين قالتله :
" عمر في حاجة انا لازم اقولك عليها "
" سامعك "
حكت ليها عن فايز واللي حصل كله، هو صدقها هي مصدقش صاحبه بس مينكرش إنها قدرت تخلي الحزن يستولى عليه اكتر من يوم رفضها ليه، خد نفس عميق بعدين قالها :
" تاج خلي كل الكلام ده لما نطلع "
" أنت زعلان مني صح؟ اتكسرت من عينك "
" مقدرش اقولك لا هبقى كداب بس كلامك برضو ميغيرش إنك مش حاسه من نحيتي بحاجة "
" مين قال كده يا عمر؟ أنا ... "
" أنتِ حاسه بامتنان اني جنبك، بس صدقيني لو مشاعرك مجرد رد جميل هتكوني بتأذيني اوي "
" لا دا مش ... "
" سبيها لحد ما نطلع من هنا "
" حاضر "
تاني يوم راح وفعلاً فض الشراكة مع فايز اللي كان هيتجنن، وآخر حاجة كان يتوقعها تخلي عمر عنه، بدأ يزعق ويقوله :
" أنت متعملش فيا كدة يا عمر، أنت صاحبي كأن غلطة بسيطة تعمل فيا كدة "
" أنا عايز افهم أنت دخلت كلمت تاج ليه وأنت عارف إني بحبها يا صاحبي "
" أنا .. أنا مقصدش وبعدين هي اللي ... "
" إياك تكدب يا فايز، كنت بتقولي المشاريع بسعر وتاخد من الزبون سعر تاني وانا اعرف واسكت، تهدد اسماء لو قالتلي حاجة وانا اطنش، ترمي كل الشغل عليا كأني الوحيد اللي مخلص هندسة وأنت يدوبك تاخد الفلوس وفوق كل ده جاي تاخد مني البنت الوحيدة اللي انا حبيتها "
" أنا ... "
" أنت ايه يا فايز؟ أنت ايه يا صاحبي؟ كلهم حذروني منك بس أنا ذي الغبي قولت لا دا صاحبي، اثبت ليا إن أهلي كان معاهم حق في كل حاجة "
" وفي تاج كمان يا عمر، قولها واعترف لنفسك بس تعرف حاجة أنت تستاهل كل ده لأنك دايمًا عامل نفسك الطيب الحنين اللي مفيش منه، والحقيقة يا عمر أنت بتاع مظاهر وكرهتني في كل حاجة، دايمًا أنت الأحسن في الكلية وفي الشركة وكمان في حياتك، مكنتش عايزك تتهنى بتاج ونجحت "
" براڤو عليك يا فايز، شاطر يا صاحبي بقى جواك غل عمرك ما هتطلع خطوه منه قدام، جدع "
ولسه هيمشي فايز جرى ومسك دراعه وقاله :
" استنى يا عمر، أنا أسف ومقصدش أنت عارف لما بتعصب "
" ابعد .. ربنا يهديك "
سابه ومشي رجع المستشفى لقى تاج قاعدة على السرير بتعيط وفي من شعرها واقع بين ايديها، قعد جنبها يطبطب عليها بعدين قالها :
" متزعليش كُل حاجة وحشة هتعدي، ودا كله في ظل انك ترجعي مش حاجة "
" هو دا ذنبك وربنا بيخلصه مني "
" انا مليش ذنب لأني عمري ما شيلت منك حاجة "
" أنا كنت بستغلك يا عمر، وبدور على اللي في الروايات ومتجاهلاك، كنت أنانية ولقتني لوحدي شوهت نفسي، أنا ندمانة اوي "
" متندميش على حاجة يا تاج وفكري في بكره، بعدين بطلي تأذي نفسك بكل ده "
" هبطل بس خليك جنبي "
ضحك بخفة وفعلاً فضل مكمل جنبها لحد ما في يوم كانت قاعدة مستنية عمر يجيب ليها اكل، طبعًا الوضع كل ما بيسوء اكتر وعمر قاعدة معاها والماسك على أنفه، ممنوعه من كل الناس
لقت الباب بيتفتح بس كان فايز مش عمر، دخل وقالها بلهفة مصطنعة :
" تاج حبيبتي، عاملة ايه الوقتي؟ أنا أسف أني اتأخرت عليكي "
" أنت بتعمل ايه هنا؟ اطلع بره "
" انا عارف انك زعلانة مني وليكي حق بس انا ... "
" بقولك بره، وجودك بيتعبني يلا بره "
هو وقتها اتنرفز واتغير ١٨٠ درجة وبدأ يزعق فيها :
" أنتِ نسيتي نفسك! دا أنتِ كنتي بتحفي عشان تكلميني، وبعدين مش بتبصي لنفسك في المرايا دا لو واحد عنده سبعين سنة يقرف يبص ليكي .. مفكرة عمر هيقبلك بشكلك ده! لا دا هتلاقيه بيحمد ربنا انه شافك كده قبل ما يدبس فيكي "
فجأة عمر جيه وشده من هدومه وبدأ يضربه، بعدين طرده من المستشفى قدام كل الناس والتاني قعد يشتم ويزعق ذي المجنون، عمر اول اما دخل هي قعدت تعيط وهو حضنها فقالتله :
" حقا شكلي وحش يا عمر "
" هتاخدي على كلام المخبول ده "
" لو كلامه كدب، هنسى بصته ليا أزاي ؟ "
" اهي دي الاشكال اللي حبتيها لينا ولو مسكتيش هجبلك تسنيم اختك تروقك بكلامها "
" لا خلاص .. جبت اكل "
" اة يلا ناكل بعدين هرن على تسنيم تسمعك كلمتين "
" شكرًا هاكل وانام "
ضحك وعدت الأيام ومشاعرها اتجاه عمر بتزيد، بدأت تتحسن تدريجي وطلبوا منها عمليه وفعلاً عملتها، وبعد فترة طلعت من المستشفى وبدأت تتعافى، كان مزعلها إن عمر معتش بيفتح حوارهم معاها وتقريبًا ما صدق حرجت واتجه لشغله يبدأه من اول السلم، تسنيم اختها دخلت الاوضة تقولها :
" بت يا تاج تعرفي فايز الواد اياه "
" يوووه يا تسنيم سمي بدني يلا بكلمتين "
" لا كنت راحه اقولك دخل مستشفى المجانين، دا تعبان يا بنتي وبصراحة كل اما افتكرك بتقولي هيجيلي القاسي يتغير عشاني اضحك "
" شماتة "
" مش شماته بس الحقيقة يا تاج غير، خدي اللي يحبك ويصونك ويكون ضهر ليكي دي الاولويات بعدين اي عيوب تيجي وراها تتقبليها بس المهم فيه الأصل ... الروايات بتحصل اة بس مش كله بيتغير، كل ميت واحد واحد بس اللي بيتغير للأحسن وباقي المية بيفضلوا على عيبهم .. كمان الحب اهتمام وغيرة مش شك وتُقل وعكننة، هو سند وقت الحاجة مش قسوة وجبروت، الشخص اللين مش ضعيف والقاسي مش تقيل هو بشع "
كل كلمة كانت بتقولها تسنيم كانت تفتكر موقف لعمر لحد ما خلصت، تاج بصت ليها وقالتلها :
" تسنيم انا بحب عمر، انا بجد بحب عمر ومش قادرة اعيش من غيره، الاسبوع دا صعب اوي وانا عايزة اكمل معاه عُمر كامل "
" وأنتِ بتقوليلي انا الكلام ده ليه؟ روحي قوليه لعمر "
هي فعلاً قامت ولبست هدومها بعدين راحت ليه مكتبه الجديد بعد ما خدت العنوان من اختها، دخلت وهو وقف وقالها :
" تاجو دا ايه النور ده! "
" نورك يا عمر، بقولك فاكر لما قولتلي في المستشفى هتجيب ليا عربية لما ابقى كويسة "
" اكيد طبعًا فاكر وحاضر هجيبها ليكي بس استني عليا فترة "
" انا جايه بقى اقولك اني مش عايزة عربية، انا حاجة تانية وفورية "
" لو في ايدي هجيبها اكيد "
" في ايدك، عايز اللي هيجبلي العربية نفسه "
هو اتصدم وهي كملت كلامها :
" ودا مش رد جميل، انا مبردش جميل لحد وأنت عارف يا عمر، أنا بس اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك، ودا مش بمزاجك الرفض او القبول لأن أنت عارف تاج لما بتحط حاجة في دماغها "
" بس الاكيد مش أنا صح؟ "
" لا أنت يا عمر من ضمن الحاجات، وبعدين أنت تقدر ترفضني "
ضحك وهي قربت ووقفت قدامه بعدين قالتله :
" يبقى متقدرش طالما ضحكت، أنا بحبك يا عمر "
هو استغرب الكلمة اوي وهي رجعت عادتها فقالها :
" بتحبيني! تاج بتحبني! أنا بعشقك "
" كان زمان الوقتي صدقني عمره ما هيكون اكتر مني "
حضنه وهو شالها ولف بيها وكان فرحان اوي، دا كان اسعد يوم في حياته وحياتها وبعدين عمر اتجوز تاج واكتشفت إن " عشق الواقع افضل من مرة من حب الروايات " وعاشوا في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.