اسكريبت قسوة مُحب للكاتبة سماء أحمد
في يوم من الأيام
كانت بطلتنا قاعدة وعمالة تبص للدبلة اللي في أيدها وبتفكر، فقير زائد فقيرة هيساوي ايه؟ سؤال عمال بيجي ليها من فترة بس هي بتنهيه تحت مسمى بحب الفقير بس هي بدأت تزهق من الفقر، سمعت اختها بتقولها :
" لسه بتفكري، دا أنتِ غبية اوي، حد يجيله مازن بيه ويسيبه "
" بس أنا بحب إياد "
" الحب مش كل حاجة، لو كل حاجة مكناش عيشنا في الفقر ده يا شمس "
فعلاً باباه كان بيحب مامتها ونتج أطفال عايشين في فقر معاهم وبيعانوا ذيهم، بس في الأول والآخر هي بتحب إياد اوي ... اتكلم بتفكير :
" بس اللي مهون على ماما إنها بتحب بابا "
" شمس بطلي تفكيرك ده، مهون اة بس مخلينا دايمًا عايزين، وايه فايدة الحب بدون فلوس بعدين احنا بنطلع قدام مش بنرجع ورا "
شمس رجعت تفكر بعدين قررت تنهي الخطوبة دي خالص، الحب فعلاً مش هيأكلها في المستقبل .. خدت شبكتها وحالها ونزلت اديته لإياد اللي كان مصدوم وسألها :
" ايه ده! "
" الشبكة، خلاص يا إياد كل واحد يروح لحاله، أنا مش هقدر اعيش عيشة اهلي ولا اتحمل عمر فوق العمر في فقر "
" مين قالك هعيشك في فقر؟ "
" أنت عايش في ايه! وانا عايشة في ايه! "
" يا شمس أنا بحبك "
" وأنا كمان بحبك، بس مش هقدر اتحمل اكتر "
سابته ومشت وهو خد دا حافز كبير يكون غني، في حين هي راحت تاني يوم شغلها، سألتها واحدة من صحابها :
" فين دبلتك يا شمس؟ "
" فسخنا الخطوبة "
وفي لحظات الكل عرف ووصل للمدير بتاعهم إن شمس فسخت خطوبتها مع خطيبها اللي بتحبه، مازن ما صدق دا حصل وراح ليها يقولها :
" شمس أنتِ بجد فسختي؟ "
" ايوة "
" ممكن تاخديلي معاد مع اهلك "
هي فكرت شوية بعدين هزت راسها، ولما روحت كلمت اهلها اللي كانوا رفضين الفكرة، باباها قالها :
" يا بنتي طيب اديني سبب مقنع يخليكي تفسخي مع إياد "
" يا بابا لو سمحت مش حابه اتكلم في الموضوع، مازن كويس وانا موافقة عليه "
" يعني أنتِ مُصره؟ "
" ايوة يا بابا "
قالتها والدموع ماليه عينها، دخلت اوضتها وبعدين بدأت تعيط، فتحت صورة ليها هي وإياد وبعدين حضنتها، أختها قالتلها بإبتسامة :
" اة يا نكدية! يا بنتي بتعيطي ليه بس! دا أنتِ يا بختك اوي، خطوبة اتفسخت امبارح خطوبة هتتنفذ النهاردة "
" لو سمحتي يا علا اطلعي بره "
علا طلعت وشمس نامت، بعد اسبوعين مازن جيه وطلب ايدها بس كان جاي لوحده، وطبعًا محدش سأله ايه السبب، وافقوا عليه وبعدين قرأوا فاتحة ..
إياد عرف إنها اتخطبت تاني وخمن إنها كانت بتخونه، اكيد مفيش حل تالت لكده، طبعًا دا سبب ليه اذى نفسي كبير بس لأنه كان بيحبها بدأ يشتغل بجد على نفسه وفتح شركة صغيرة بدأ فيها صح، بيسعى عشان يرجعها
وفي يوم كان واقف تحت بيته لقاها جايه مع خطيبها في العربية وكانت بتضحك، عن شعوره وقتها وخنقته اللي خلته يطلع يحبس نفسه في اوضته، مامته دخلت وقالتله :
" انساها يا حبيبي مش نصيبك "
" لا نصيبي وهترجع ليا "
" متعاندش يا إياد هي مش بتحبك "
" بس انا بحبها وبعمل كل ده عشانها، اة مش هنسى بس مش هتكون لغيري "
" ربنا يهديك "
بعد فترة زمنية
شمس كانت بتبص للخاتم بتاع مازن اللي لبسه ليها، هي ما زالت مُصرة تكمل شغل في الشركة، هي مش بتتحمل اي حاجة من مازن لأنها للأسف مش بتحبه، زمان لما إياد كان يتعصب عليها كانت تعدي عشان بتحبه، الوقتي بتتعامل مع مازن بحساسية زايدة
بدأت تفكر الفرق بين الدبلة والخاتم ايه؟ ما الاتنين رمز خطوبة، والفرق بين اللحمة والسبانخ والبطن مش بتفرق أصلا المهم تشبع، وقفت وراحت مكتب مازن تديله ورق سمعته بيزعق :
" مش عايز اشوفها، متقوليش أمي هي مش أمي، لما تسيب ابنها وهو طفل وتروح مع راجل تاني دا يبقى ايه! "
هي استغربت كلامه وهو بدأ يزعق بصوت أعلى :
" ولما هو يسيب ابنه وهو عنده خمس سنين عشان مراته سابته يبقى ايه! دول مش أهل يا تالا "
شمس رجعت لورا والوقتي فهمت مازن ليه جيه ليها من غير أهل، هو عايش في عيلة مذبذبة وشكله أصلاً مترباش وسط عيلة، في حين ربنا اة شال منها الفلوس بس أداها عيلة كبيرة .. دخلت ليه لما هدى وقالتله :
" مازن أنت كويس؟ "
" اة كويس، في حاجة يا شمس "
" ايوة عايزة اكلمك في موضوع وبكل صراحة، انا سمعت مكالمتك مع حد "
" دي تالا .. "
" مش مهم المهم تسمعني، أنا لما سيبت خطيبي الأول كان عشان هو فقير وانا مش حابه أكمل حياتي في فقر "
" وبعدين؟ "
" أنت ما صدقت فسخت وجيت ليا، دا السبب الوحيد اللي خلاني اوافق عليك يا مازن، بس انا مش قادرة اتخطى إياد لأنه كل حاجة حلوة حصلت ليا، انا اكتشفت اني بحبه حب مش طبيعي وحبي ليه هيهون عليا حاجة كتيرة انا مش قادرة اتخطاها معاك، ولو كملت في الجوازة دي ابقى كدة بظلمك "
مسك أيدها وخلع الخاتم بعدين قالها بإبتسامة :
" مش بتظلميني واعرفي إن ربنا شال منك حاجة وشال مني أنا كمان حاجة، متزعليش وارجعي للي بتحبيه، الحب دا هو اللي بيهون كتير فعلاً ويا ستي بجد يا بخته بيكي، روحي يلا "
هزت راسها بتأكيد من كلامه، سابت الخاتم ورجعت بيتها قالت لأختها علا :
" انا فسخت يا علا خطوبتي، أنا بحب إياد وهرجع ليه "
علا اتصدمت ووقفت تزعق ليها :
" أنتِ اتجننتي يا شمس، في حد يسيب مازن ويرجع للفقر "
" أنا مش قولتلك الحب مهون على بابا وماما كتير، أهل مازن مش جنبه وهو كان مفتقد شعور العيلة، وايه لازمة الفلوس بقى .. انا راضيه بالفقر مع إياد هيهون عليا كتير "
" هتندمي يا شمس، مفكرة إياد بسهولة هينسى ويقولك يلا نرجع "
" اة هيقول كدة عشان هو بيحبني "
" مفيش راجل بيحب، كلهم بيحطوا كل حاجة اولويات ليهم واحنا في اخر القائمة "
" لا إياد بيحبني .. "
كان عندها اصرار غير طبيعي، ونزلت من بيتها راحت لإياد اللي كان قرب يحقق حلمه، هي وصلت قدام بيته وفضلت واقفة لحد جيه من بره، سألها باستغراب :
" بتعملي ايه هنا؟ "
" أنا بحبك يا إياد "
ضحك باستهزاء بعدين سألها :
" هو سابك وخلع ولا ايه؟ "
هي زعلت وكانت هتمشي مسك ايدها يمنعها، فضل يبص ليها شوية يفكر في اللي عملته فيه، وفكر كمان أنه مش هيعديه بالساهل بعدين شدها لحضنه، هي اتصدمت وحاولت تبعد بس هو مسمحش ليها ..
إياد رجع لشمس تاني وبعدين هي اتفاجأت باللي عمله في فترة فسخ الخطوبة، إياد دخل عالم الأعمال .. اتجوزها بعد اقل من سنة وعاشوا في بيت كبير.
عدى ست شهور على الجواز، إياد كان معاها اسوأ ما يكون، بس كانت بتهون على نفسها إنها بتحبه، وفي يوم كانت بتطبخ قالها بتريقة :
" هو أنتِ مش هتنسي حياة الفقر دي أبدًا! "
" يعني حرام اعملك اكل بإيدي يا إياد "
" لا معلش وفري ايدك انا مش بحب الأكل من ايدك اصلاً "
هي اتصدمت من كلامه ورفعت ايدها من الأكل تلقائي، خرجت وقعدت في الصالون وهو نده ع الخدامة تعمله قهوة، طلع وقعد قالها :
" مش حبيب القلب خطب "
" حبيب القلب مين؟ "
سألته باستغراب فرد عليها ببرود :
" اسمه ايه؟ اة مازن اللي سبتيني عشانه بس الظاهر عرف انك كلبة فلوس وسابك "
هي اتصدمت من تعبيره وسألته :
" أنا كلبة فلوس يا إياد! أنا ... "
مبقتش حاسه بدموعها اللي نزلت وهو سابها ومشي راح اوضته، اتضايق اوي من نفسه وحس انه زودها بس هو مش قادر يتخطى انها سابته عشان خاطر الفلوس، دخلت الأوضة وزعقت :
" لما أنت شايفني كدة وافقت تتجوزني ليه؟ رد يا إياد "
" عشان حضرتك نجحتي تلفي حبالك حواليا "
" طيب كفاية تجريح بقى! انا بقالي ست شهور متحملة وصدقني مش هتحمل اكتر من كدة "
" صحيح الطلاق مني الوقتي بمبلغ فسهل خالص، وتروحي للي سبتيني من الأول عشانه "
زعقت فيه بانهيار :
" أنت واحد مريض والجواز منك كان اكبر غلطة "
" أنتِ اللي عملتي كل ده فينا، ودا جزاء افعالك وانانيتك وحبك للفلوس "
" أنا مش بحب الفلوس، انا كان نفسي اعيش بس حياة كريمة "
" وعيشتيها؟ "
" انا عيشت في سواد وغم وقرف وبطفح تمن الحب اللي حبيته "
" اطلعي بره "
هي فعلاً طلعت وقعدت تعيط بانهيار، طول الليل عماله بتعيط ومن قسوته مهتمش أصلا، لما نامت قام وراح ليها يبوس راسها ومسح آثر دموعها، قسوته عليها وهي صاحيه بتتحول لتراب لما بتنام، عاتبها بنظرته وقال :
" ليه يا شمس تعملي فينا كدة! ليه دا انا حبيتك اكتر من نفسي "
وقف وراح المطبخ طلع من الاكل اللي عاملاه وقعد ياكل، ضحك براحة لأنه اة بيقولها كدة بس بيعشق الاكل اللي بتعمله .. رجع وفضل قاعد جنبها وقت طويل بعدين رجع ينام في الاوضة
عدى الليل عليها وقامت الصبح دخلت الأوضة، لقاها بتفتح حبوب وبتاخد فضحك بتريقة :
" حلو اوي أنك بدأتي تتعايشي مع اوامري، واقتنعتي اني مش عايز اجيب طفل منك "
هي رجعت تعيط ومتردش عليه، بقت حاسه إنها عايشه معاه مضغوطة، يا ريت يرجع أيام الفقر اللي كانت عايشاها مع أهلها ولا يوم من أيام إياد
وفي يوم جيه قعد جنبها وقالها :
" زهقتي يا شمس ولا تعبتي؟ "
" تعبت من كل حاجة "
كان شكلها منطفي اوي فقالها بإبتسامة :
" هو امر واحد اتقبلتيه هعاملك حلو، وكل حاجة هتتعدل "
" أمر ايه؟ "
" انا قررت هتجوز عليكي يا شمس، وقريب اوي هتتعرفي على ضرتك "
هي من الصدمة مقدرتش تنطق نص كلمة، دموعها نزلت وفضلت خمس دقايق بتحاول تستوعب بعدين وقفت وحركت راسها بالنفي وقالت :
" لا مش هعيش ولا هتحمل لا .. لا أنت مش هتعمل فيا كدة، أنا معملتش فيك حاجة لكل ده، يا ريتني ما رجعت ليك يا ريت كان ربنا خدني قبل ما ارجع ليك، محروق ابو الحب اللي يعمل فينا كدة، أنا همشي "
" امشي مع ألف سلامة "
هي دخلت تلم هدومها وفعلاً خدت شنطتها ورجعت بيت أهلها، مامتها قابلتها وقالتلها بصدمة :
" في ايه؟ "
" انا هطلق خلاص معتش قادرة اتحمل "
" بعد ست شهور أنتِ بتهزري، مش دا اللي كنتي مُصرة عليه يا شمس، اتحملي نتيجة غلطك ومتخلناش نشيله احنا، حرام عليكي هي مش ناقصة ارجعي بيتك قبل ما ابوكي يجي ويحصله حاجة "
لسه هتتكلم علا طلعت وقالتلها بتريقة :
" قولتلك هتندمي، قولتي لا بيحبني "
شمس تجاهلتها وقالت لمامتها بدموع :
" رايح يتجوز عليا يا ماما "
" مش هيعملها جايز بس بيهدد، ولو هيعملها عيشي يا شمس ومترجعيش لهنا، احنا ما صدقنا هم واحدة فيكم انزاح "
" أعيش؟ هعيش حاضر "
إياد كان قاعد وعمال بيفكر لو مرجعتش، هو معقول زودها عليها اوي كدة، بس هي السبب وهي اللي متحملتوش وقت فقره وضعفه يبقى متستاهلش تكون جنب الوقت اللي مبسوط فيه ماديًا
لقاها بتفتح الباب وداخلة، مينكرش انه فرح اوي من جواه بس مبينش ده وقالها باستهزاء :
" شايفك رجعتي "
" ماما قالتلي عيشي، وانا جايه اعيش "
دخلت اوضتها والمرة دي فعلاً معيطتش، طلعت قعدت في المطبخ تاكل بصمت بعدين طلعت قعدت في الصالون معاه ومتكلمتش، هو عشان يضايقها رن على البنت اللي خاطبها وقالها :
" ايوة يا حبيبتي عاملة ايه؟ "
سمع رد البنت بتقوله :
" الحمد لله يا حبيبي، فينك كدة "
" في البيت، وأنتِ؟ "
" في البيت ما تيجي لو مش وراك حاجة "
" أجي!! ماشي هاجي "
وقف ودخل غير لبس طقم كويس وبعدين طلع لقى شمس قاعدة ذي ما هي، قرب منها وقالها :
" رايح بيت خطيبتي، تحبي اجيب ليكي حاجة وأنا جاي "
حركت راسها بالنفي وبعدين خرج وقفل الباب وراه، فضل واقف شوية يسمع صوت عياط بس هي معيطتش، ودا كان مخليه قلقان اكتر ... فضل يلف في الشوارع واكيد مراحش بيت التانية وبعدين جيه ودخل عمار بيصفر، دخل الأوضة لقاها نايمة صاحية كدة فقالها :
" اهي دي فعلاً الستات اللي تستاهل المعافرة للجواز، انا مش عارف دماغي كانت فين، والوقتي طبعًا لو طلقتك مصيبة ليكي صح؟ يلا هخليكي ينوبني ثواب "
قامت قعدت على السرير وبدأت تمشي أيدها على جسمها، هو قلق وقالها :
" أنتِ كويسة؟ "
هزت راسها بتأكيد ووقفت تمشي شوية، هو افتكر لما كانوا مخطوبين الخطوبة الأولى وهو عاكس بنت قدامها، متكلمتش فسألها باستغراب :
" مش سامع صوتك يعني "
بدأت تمشي أيدها على جسمها وقالتله :
" مفيش "
هو قلق ومسك أيدها وقالها بخوف :
" مالك يا شمس؟ انا بهزر والله وبحب اناغشك "
" بفهمها اني مش مالية عينك وغصب عني جسمي بيقوم يوجعني لو متكلمتش، أنت ليه بتعمل كدة؟ "
" والله ببقى قاصد اغيظك على اخليكي تغيري بس الحقيقة إن مفيش واحدة في الدنيا دي ملت عيني قدك "
وقفت يومها قدامه ومسكت ايده وقالتله :
" أنا بحبك يا إياد اوي "
" وأنا بموت فيكي "
هو بص لنفسه في المرايا وحس إن اللي بيعمله دا مش تصرفاته ولا هو، معقول غلط واحد يوصلها لمرحلة السكوت خالص، معقول القسوة دي! وعلى مين؟ على شمس حبيبته اللي مكنش بينام ليالي كده في فراقها
خرج لقاها قاعدة وساكته كعادتها، كذا يوم عدوا وهي ساكته مش بتتكلم غير على القد، وفي يوم قالها :
" أنا رايح اخطب النهاردة وعايزك معايا "
" عايزني انا! اروح بايدي اخطب ليك يا إياد، طيب أزاي؟ "
" اة قومي وتعالي معايا "
وقفت ومرضتش تقاوح في الكلام ولسه هتمشي وقعت على الأرض، إياد جرى عليها وشالها وحضنها وبدأ يقولها :
" شمس فوقي يا حبيبتي، شمس حقك عليا قومي بقى، أنا غلطان انا عارف، يا شمس "
دموعه نزلت من الخوف عليها، وشالها وجرى نزل ركب عربيته وراح بيها على اقرب مستشفى، كان واقف قدام الاوضة وحاسس روحه عماله تتسحب منه، الدكتور خرج بعد شوية وسأله :
" هي عندها اي مرض مُزمن، سكر ضغط اي حاجة؟ "
" لا "
" أزاي .. اللي حصلها غيبوبة سكر "
اتصدم ومكنش قادر يستوعب أزاي حصلها كدة، سأله بصدمة :
" أزاي يا دكتور؟ مراتي لسه اتنين وعشرين سنة؟ صغيرة "
" ملوش دعوة بالسن بس اعتقد لو مش سبب عضوي ممكن يكون زعل جامد على فترات متقطعة وهي عليه بقى "
هو قعد وحط وشه بين ايديه، مكنش ليه عين يدخل ليها ولا حتى يرن على أهلها، طلع يقعد في المقهى لما عرف انها نايمة لقى مازن، هو عارفة كويس اوي، مازن قاله :
" أنا بشبه عليك مش عارف ليه! أنت تعرفني! "
إياد كان واضح اوي انه مش طايقه وبعدين قاله :
" ايوة اعرفك للأسف "
" فكرني بيك كدة؟ "
إياد مكنش عايز يقوله بس قرر يقوله من باب إثبات ملكية على حبيبته شمس، فقاله :
" انا جوز شمس "
مازن ضحك وقاله :
" ايوة قول كدة بقى، مش عارفة اقولك يا بختك ولا نصيب بس كل اللي عايز اقوله ليك هي بتحبك فوق ما تتصور، قالتلي اشعار فيك آخر مرة "
إياد هز راسه وبعدين قال بتنهيد :
" ويا ريتني كنت قد الأشعار دي كلها! أنا بقيت مؤذي "
" ممكن اسألك سؤال؟ "
" اكيد اتفضل "
" هو الحب والأذى بيكونوا في قلب واحد، انا منكرش اني حبيت شمس اوي وزعلت لما سابتني بس بجد مقدرتش ااذيها انا بس كنت عايزها تروح مكان سعادتها "
معقول! معقول محبش شمس فعمل فيها كده! بس ازاي وكان كله نار وقدامه هدف يوصل للي عايزاه عشان يرجعها ليه، لولا شمس كان فضل مكانه في الحارة ومبقاش هنا
وقف واستأذن من مازن بعدين وراح ليها اوضتها لقاها نايمة، قعد جنبها وفضل يمشي ايده على وشها لحد ما صحت، ابتسم وقالها :
" صباح الخير "
لفت وشها عنه ومتكلمتش فقالها :
" الدكتور هيجي ويكتب ليكي خروج وهنرجع بيتنا، بيتنا يا شمس اللي مهما لفينا وزعلنا من بعض ملناش غير هو "
وفعلاً الدكتور كتب ليها على خروج وخرجوا سوا، رجعوا بيتهم وهي كانت متجاهلاه تمامًا، كان جنبها لحظة بلحظة وبيساعدها وبيديها الأنسولين بنفسه
وفي يوم كان قاعد بيعمل شغل، وهي دخلت عليه وقالتله :
" أنت عملت كدة ليه؟ "
" ميجيش منه "
" لا يجي ولازم نتكلم، قول "
" كان جوايا نار، نفس اللي حستيه لما قولتلك هخطب بس بزيادة انك فعلاً اتخطبتي، كنتي فرحانة وأنتِ داخلة وخارجة معاه في الحارة ومفكرتيش لحظة ف الكلب اللي دوستي على قلبه وكملتي "
" مكنش مكفيك اللي عملته من أول جوازنا، حلم سنين كرهتني فيه وخلتني ندمانه ومقهورة على كل لحظة بتعدي جنبك وبتضيع .. أنت شوفت وجعك بس مشوفتش اني اتغيرت عشانك وسيبت حلمي، انا رجعتلك من غير ما اعرف انك وصلت لهنا "
وقف وزعق ليها بصوت عالي :
" انا وصلت لده كله عشانك يا شمس "
" وانا مشوفتش منك لحظة هنا، ولا حسيت دا كله عشاني يا إياد، انا اتراجعت بس أنت فضلت ماشي في الأذى، كلام حاجة وافعالك كانت حاجة تانية افعالك دمرتني "
" أنتِ اللي دمرتينا من الأول "
" وأنت قضيت علينا، انا سبت آثر يا إياد أنت سبت علامه عمرها ما عادت هتروح مني، أنا لسه مشوفتش اول طفل ليا وجالي السكر "
" مكنتش اعرف انها هتوصل لهنا "
" ولو مكنتش هتوصل لهنا يا إياد كنت هتوصل بيا لحد فين؟ مش هتسبني غير لما انتحر صح؟ "
" كل رد فعل بيكون بناءًا على فعل يا شمس "
" معاك حق بس اعرف إن الواحد بيعامل الناس بأصله مش بأصلهم، خليني وحشة كنت ابعد "
" مكنتش هقدر "
" ليه؟ "
" بحبك "
" لا يجتمع الحب والأذى في قلب واحد، بطل بالله عليك مش لايق عليك الدور "
هو وقف وراح مسك دراعها بعدين هزها وبدأ يزعق ليها :
" لما مكنتش بنام الليل بسببك يا شمس مكنش لايق عليا الدور، ولما كنت بشوفك معاه قدامه عيني، ولما كنت بشتغل ليل نهار عشان اوصل ليه وارجعك مكنش لايق عليا الدور ... عشان أنتِ مشوفتيش تدميري بعينك مش حاسه بحاجة يا شمس، الأذى اللي انا اذيته ليكي مطفاش جزء من النار اللي جوايا "
هي عيطت وبعدين بعدت ايده وقالتله :
" يبقى نطلق، معتش بينا عيشة يا إياد "
" ما هي سهلة عليكي اوي، نطلق.. بس انا مش هسيبك يا شمس ومعتش الموضوع في إيدك "
بعدين ساب الاوضة ليها والبيت كله ومشي، هي قعدت تستناه وبعدين لما رجع قعد جنبها ومسك أيدها وقالها :
" أنا أسف، اديني فرصة واحدة وصدقيني هعوضك عن كل حاجة "
" حاضر "
باس راسها ودخل الأوضة يغير هدومه، فعلاً اتغير معاها وبدأ يعوضها بحاجات كتيرة ويخرجها وياخد باله من كلامه معاها ورمى البرشام اللي كانت بتاخده
إياد اتغير عشانها كتير اوي وهي لاحظت ده، وفي يوم كانوا قاعدين بياكلوا سألته :
" إياد هي فين خطيبتك؟ "
" خطيبة ايه دا السكرتيرة وكانت بتحاول توقعني، وهمتها شوية وخلاص "
" مُخادع يعني "
" تؤ مش خداع هي اللي بصت لواحد متجوز ودا غلط "
" والمتجوز كان محافظ على عينه اوي "
هو ضحك وهي كمان بعدين قالها بهزار :
" كل البنات حلوين، كل البنات طعمين "
ضحكت وبعدين حد دق الجرس وهي قامت تفتح لقيتها واحدة، كانت لابسة قصير فسألتها :
" افندم! "
" إياد موجود؟ "
" اقوله مين؟ "
لسه هترد لقت اياد واقف وراها وبعدين اتكلم بصدمة :
" أنتِ! بتعملي ايه هنا؟ "
" أنا جيت اقولك اني انا حامل "
هي كانت قاصدة تيجي تذبذب حياته، وشمس بصت ليه بصدمة وهو سأل باستغراب :
" من مين؟ "
" أنت هتهزر مش وعدتني بالجواز وفي الآخر خليت بيا، وبعدين مين دي؟ "
" أنا المدام يا حبيبتي! "
" المدام!! وكمان متجوز "
شمس كانت بتبص لإياد وهي بينفي براسه، دخلت الاوضة وهو قالها :
" أنتِ اتجننتي! حامل منين هو احنا كان بينا حاجة "
" أنت مش اتخليت عني، اشرب بقى "
" غوري يا شيخة وانا هوريكي بس مش الوقتي "
قفل الباب في وشها وبعدين راح اوضتهم لقى شمس قاعدة وجنبها الشنطة مفتوحة، قالها وهو بيمسك أيدها :
" والله يا شمس ما اعرف حاجة عن اللي بتقوله ده، انا نفسي استغربت كلامها "
" يعني محصلش حاجة بينكم "
" يا بنتي انا أصلا عمري ما روحت بيتها "
" واليوم اياه "
" قعدت الف بالعربية شوية وبعدين جيت، هي مش للدرجة دي يعني، انا برضو متربي ف حارة وعارف الأصول "
" انا هصدقك يا إياد لأن المفروض يكون بينا ثقة، مش اي حد يدخل حياتنا يقول اي حاجة نصدقه "
هو باس ايدها وحس إن الجواز دا ذي السلم وهي حطت رجليها على اول سلمه وهو كمان وراها، اتكلمت بتساؤل :
" قولي صحيح هو انا اكلي وحش "
" لا دا كان من خطة الانتقام، انا اصلا بقرف ومش بحب اكل من ايد حد غيرك "
" بجد! "
" مكنتيش بتحسي اكلك ناقص يعني "
" بفكر انها الخدامة فمش برضى احرجها "
" طيب كويس انك متكلمتش، كنت هطلع بسواد الوش قدامها "
شمس ضحكت من قلبها المرة دي، وهو كمان ضحك وقالها :
" بعد كدة آخر حاجة بينا تسيبي البيت، لما تنتهي حلول الارض "
" حاضر "
رجع الشنطة مكانها وهي كانت بتبص ليه وبتبتسم، اة طلعت بخسارة جزء من صحتها بس كسبت حياتها مع إياد، بعدها بفترة حملت وبرغم خوفها تجيب طفل عنده السكر إلا انه من كرم ربنا جيه الطفل مفهوش اي حاجة .. وزين حياتهم اكتر
عرفوا إن الجواز مش مجرد فرح وهيصة وبعدين هم وتجريح، بل هو مودة ورحمة ولازم يكون فيه أسس كتيرة اوي اولها الثقة، وبعدين التسامح، وكمان الحب شيء أساسي فيه
لما فهموا الحياة على حقيقتها، وعرفوا قيمة بعض، واكتشفوا إن الحب اللي بينهم هيعيشهم بسعادة اكتر عاشوا في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.