الثأر من الأخوة للكاتبة سماء أحمد
في سرايا أحد كبار العائلات في الصعيد
عم الهرج والمرج عقب ظهور جثة أحد أبناء العائلة، وقام أحدهم بالصراخ بصوت عالي وهو يجري للداخل
" جتله ولد نصار، ولد نصار هو اللي جتل ابويا محي "
هنا قام ابن العيلة الكبير وكان اسمه خالد، طلع مسدسه والدموع ماليه عينه بس منزلتش، وقال :
" العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم "
ابوه وقف يمنعه وقاله :
" أنت متعرفش مين فيهم اللي عمل اكده يا ولدي، صبرك بس نسأل "
خالد راح مسك اللي قال إنه ابن نصار وزقه بعدين قال :
" مين فيهم اللي عمل كده "
" ابنهم الكبير، شدوا قصاد بعض عن الأرض وهو طلع بندقيته طوالي وطخه "
خالد سابه ومحدش قدر يمنعه، طلع بره السرايا وراح لبيت الناس دي وكانوا على قد حالهم، وصل لقى بنت عندها يجي تمنتاشر سنة قاعدة قدام البيت بتعيط وحاطه إيدها على وشها، رفعت وشها واتخضت ورجعت لورا بعدين قالت :
" أنت جاي تقتل اخويا صوح؟ اخويا هرب والله هرب وأنا مليش غير اخويا التاني، احب على يدك متاخدهوش مني "
خرج اخوها التاني وزقها وراه بعدين قال :
" أخويا هرب وأنا اللي هنا "
" هرب راح فين؟ "
" معرفش "
خالد شده من هدومه وضربه في وشه بعدين قال :
" هتنطق ولا اجتلك دلوقيت ؟ "
البنت اتفتحت في العايط بعدين مسكت قلبها وقعدت تطلع صوت ازيز كده، اخوها بصلها بخوف بعدين جري وخدها في حضنه وقال :
" فريدة أنا زين يا حبيبة اخوكي، فريدة كلميني "
" هياخدوك مني واني مليش غيرك، والله ما ليا غيرك "
خالد بص للبنت ومعرفش هو ليه كان زعلان عليها بالشكل ده، بعدين بص لاهله وقرايبه اللي اتلموا حواليه وكلم عمر اللي حاضن اخته ومش عارف يسيبها فسأله تاني :
" فين اخوك؟ "
" معرفش "
" أنت بتداري عليه "
" والله ما اعرف هتداري عليه ليه، وبعدين انا لو اعرف كنت روحت ليه انا واختي بدل ما احنا واقفين ومحطوطين في الموقف ده "
اتكلم واحد من قرايب عمر بسخرية :
" شايفني عيال اياك هتضحك علينا بكلمتين "
" انا مش بضحك على حد، انا راجل واديني اهو قدامكم اللي عايزين تخلصوه من اخويا يخلصوه مني "
فريده مسكت هدوم اخوها وعيطت اكثر بخوف فابو خالد اتكلم :
" اسمع يا ابني اخوك قتل اخويا وهرب هو مخافش عليكم، واحنا كمان مش هنخاف عليكم .. هتقولنا اخوك فين يا هتيجي بكفنك زين الكلام "
فريده اتكلمت بعايط :
" والله العظيم اخويا ما يعرف هو فين، وانا مليش غيره.. ربنا ميرضاش بالظلم "
" أنتِ قولتيها ميرضاش بالظلم، ليه اخوكي قتل اخويا "
" معرفش ومش ذنبنا احنا بعدين مفيش حاجه بتحصل من الباب للطاق "
" أنتِ تقصدي ان اخونا اللي مات غلطان "
" ماقصدش وميهمنيش الوقت غير اخويا اللي معملش حاجه، وانتم جايين تاخدوا مني انتم الف انما انا لوحدي ... مستكترين عليا اخ "
ابو خالد زعق فيها بحدة :
" واخوكي استكتر عليا اخويا "
" روح قوله الكلام ده متجيش تقولوا قدام بيتي لناس ملهاش ذنب "
" اسمعي يا بنت العين بالعين والسن والسن والبادي اظلم "
فريدة ردت عليه بتحدي مخالف لضعفها من شوية :
" البادي بقى روح قوله اخويا لا اذى ليكم عين ولا كان ليه علاقة بيكم "
خالد مكنش بيتكلم كان بيتابع بس، دفاعها عن اخوه اتحول نهائي من شخص كان بيسعى للخلاص لشخص بيسمع وبيشوف، عمر اتكلم وقال :
" أنا هاجي لكم بكفني بس تضمنوا ليا انكم ترعو الغلبانه دي "
اتكلم واحد من أعمام خالد بزعيق :
" شايفنا دار ايتام عاد، هنرعي اختي القتاله "
اتكلمت فريده بعصبية :
" انا لو اخويا حصل له حاجه هموت وأنتم عايزين راس قصاد الراس، انا اللي هقدم الكفن "
" احنا مبنقتلش حريم "
" بس بتشردوهم صح وتاخدوا اللي حيلتهم يانا يا تمشي وتنسوا امر القصاص ده لحد ما تلاقوا اللي قتل ابنكم "
عمر قال لفريده :
" اطلعي من الموضوع انا هتصرف "
" هتتصرف أزاي؟ هتسيبهم ياخدوك يا عمر "
عينها كانت كلها دموع بعدين كملت كلامها :
" انا هموت لو روحت يا عمر ليهم، عمر اتكلم او اتصرف دول مفيش في قلبهم رحمة "
عمر طبطب عليها وسكت فخالد اتكلم :
" أحنا مش ظالمين، تيچي أنت وخيتك تشتغلوا خدامين عِندينا لحد ما تصعبوا على أخوك ويجي "
" موافقة "
" لا اختي مش هتشتغل .... "
خالد برق ليه بمعنى يسكت وهو مكنش فاهم خالد عمل كده ليه، كلهم مشيوا وعمر دخل مع اخته اللي سألته :
" أنت محستش في حاچة غلط "
" ايوة ومش فاهم هو ساعدنا ليه! مع إنه أول واحد چيه ياخد بتاره، أنا معتش فاهم حاچة "
" ولا أنا كمان بس مش مهم المهم إنك بخير "
خالد كان في دفنة عمه والكل بيبصله وعايز يعرف عمل كده ليه، هو مكنش مهتم غير إن البنت ملهاش حد غير اخوها وهو مش عايز ياخد منها أخوها، خلصت الدفنة والكل اتجمع وخالد وسطهم، اتكلم عمه :
" أنت عملت كده ليه؟ هتضيع حق عمك يا خالد "
" شكلنا ايه! وعمي مرمي في البيت وأحنا بندور على تار، انا روحت جيتوا ورايا ليه؟ وسيبك من ده كله احنا كبار البلد يرضيك يتقال علينا ظالمين "
" لما ناخد حق اخويا نبقى ظالمين؟ "
" ايوة لما تاخده من اخو القاتل والقاتل عايش نبقى ظالمين وسمعتنا هتبقى والوحل واحد "
" نقوم نجيبهم بيتنا، استنى فهمت دماغك أحنا هنذلهم "
" ابنك جتل يا عمي اخويا الصغير، ذلناك عاد؟ "
" بس أنا لحمك "
" كلنا ولاد آدم وحوا في الآخر يا عمي لا تقولي دم ولا مايه "
كلهم بصوا ليه وبدأوا يتكلموا واجتمع معظمهم إن خالد معاه حق خصوصًا إنه كبيرهم بعد ابوه، في اليوم التاني خالد بعت رجالة جابوا عمر واخته البيت، جم وعمر كان واقف حاضن اخته اللي كانت خايفة من كله، ما هو مش سهل عليها ولا عليهم تبقى أخت القاتل وعايشه وسطهم
خالد نزل وراح لعمر اللي كان بيبصله بهدوء، خالد اتكلم :
" أنت وظيفتك اصطبل الأحصنة، تأكلهم وترعى صحتهم وبس، أخت هتدخل المطبخ "
" أختي عندها القلب ومش حمل شغل، اعمل فيا اللي عايزه بس هي لا "
" القلب! متقلقش عليها يا ... "
" عمر "
" متقلقش يا عمر، أختك هتبقى في يد أمينة ووقت ما تعوز شوفها "
" متشكر يا بيه "
باس راس اخته بعدين قالها :
" خدي بالك من نفسك، واي حاجة تعاليلي يا فريدة "
" حاضر "
فريدة راحت المطبخ ومعاه قلب اخوها اللي راح يشوف شغله، خالد كان مريحه في الشغل ومش بيعمل حاجة غير يأكل ويشرب الأحصنه، أما فريدة فكانت عماته بيمسكوها كلام وشغل، عمته الكبيرة قالت :
" امسحي الأرضية دي يا بت كويس، حساها مش بتلمع، يلا يا بنت قتالين القتله "
" حاضر "
وبدأت تمسح لحد ما سمعت صوت حاد :
" مش خالد قالكم محدش يشغلها يا حرمة منك ليها "
فريدة وقفت واتفتحت في العايط، راحت الست اخدتها في حضنها وطبطبت عليها :
" معلش يا بنتي أنا ام خالد .. واللي تشغلك بعد كده قوليلها لا "
" هو ايه اللي مش هنشغلها امال احنا جايبينها هنا ليه؟ هو احنا بنلم ولا ايه "
مامت خالد بصتلها بحدة وبعدين قالت :
" ده ميخصكيش يا حكمت، ده يخص خالد "
" لا ميخصش خالد، اللي يخص خالد عنده انما دي تخصنا احنا وهننتقم منها احنا "
" خلاص ماشي هنشوف الكلام ده دلوقتي، يا خالد يا خالد "
نزل خالد على صوت امه ودخل المطبخ وقال :
" في ايه ؟ وبعدهالك يا عمة حكمت، اكيد اي مصيبه في الدار دي من وراكي "
" ايوه يا ابني من وراها ماسكه البنت شغل والبنت مهيش قادره "
" أنت مش قلت محدش يشغلها "
" ايوه "
" قلت ازاي تشغلوها من ورايا وانت اقعدي يا فريده لما حد يقولك اشتغلي قولي مش هشتغل، وانا اللي بقولك اهو "
حكمت ردت بكل غيظ :
" امال انت جايبها لينا هنا ليه؟ هو احنا بنلم ولا ايه! "
" ده شيء ميخصكيش واما تكون بتاكل من جتتك ابقي اتكلمي، انتم كلكم هنا عايشين في خيري واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل "
" بتكلمني انا كده يا خالد!! "
" اه بكلمك وبعد كده اللي اقوله يتنفذ "
فريده مسحت دموعها اللي كانت نزلت من غير ما تحس بعدين قالت لخالد بدون صوت :
" انا متشكره يا خالد "
هو هز راسه وبعدين طلع فوق قعد في اوضته يفكر هو ليه بيعمل كده، بس في الاخر اكتشف اجابه واحده بس وهي " فريده "
في حين عمر كان بيعتني بالحصان الاقرب لقلبه، كان حصان اسود وهو سماه ريحان، فضل واقف عمال بيطبطب عليه وبياكله لقى بنت داخله الاسطبل عليه وقالت :
'' ممكن ادخل "
" هو أنتِ داخله بيتي ما تدخلي "
" أنت بتكلمني كده ليه يا جدع انت! "
" اتكلم زي ما اتكلم "
خد نفسه وبعدين كمل كلامه :
" هو أنتِ مين؟ "
" انا تاج "
" تاج اهلا يا تاج تقربي ليهم ايه؟ "
" انا اخت خالد الصغيره وكنت في الكليه بتاعتي... انا هفهمك انا في كليه طب القاهره تمام وعلشان انا كنت شاطره في دراستي خالد اقنع بابا ان انا اروح اكمل دراستي هناك وانا بكمل الوقتي في سنه تانيه طب وعايزه اكون دكتوره اعصاب بس بابا عايزني اكون دكتوره قلب، وخالد عايزني اكون دكتوره مش عارفه ... مش فاكره، المهم أنت عمر صح؟ "
" ده أنتِ وصل ليكي الاخبار بقى "
" ايوه علشان هم مش بيخبوا عليا حاجه "
" وليكي رأيك في الموضوع "
" هفهمك دي كمان خالد هنا الكل في الكل يعني هو حتى رايه بيغطي على رايه بابا فلما قال حاجه انا لا كلامي هيقدم ولا هياخر ولا كلام ماما ولا بابا ولا عمامي ولا اي حد "
" ايوه فهمت "
" المهم قولي يا عمر "
" اقولك يا عمر ليه؟ "
بصت ليه وضحكت هو كمان ضحك بعدين قالت :
" انت بتعمل ايه عند حصاني؟ "
" اصلا ... هو ريحان حصانك ؟"
" ايوه حصان واسمه برق مش ريحان يا أستاذ عمر، أنا بحب اسم برق اوي "
" I don't care "
" يا سلام! طيب ابعد إيدك عنه بقى كده "
عمر شال إيده فعلاً وساب الحصان ومشى، بصت وراه وقالت بغيظ :
" وكمان تقيل "
عدت الأيام عليهم كلهم وأصبح شهر كامل على الوضع ده، فريدة طلعت فوق تجيب حاجة لمامت خالد، شافته واقف بيكلم قريبته وبيقول :
" عيب يا بت الناس ميصحش كده، بكفاية بقى "
" أني بحبك يا خالد وأنت عارف اكده، متسبنيش اروح لغيرك "
" قسمًا عظمًا لو ما مشيتي من هنا لأكون عامل فضيحة، أنا اكتفيت منيكي "
البنت اتفتحت في العايط ونزلت جري، دخلت فريدة وقالت بحزن :
' حرام عليك، كسرت بخاطرها ليه! "
خالد كان متعصب اوي وقالها :
" معتش ناقص غير أخت القا.تل تنصحني "
دي كانت اول مرة فريدة تفتح معاه كلام وآخر مرة، خالد زعل من نفسه اوي بس معرفش يقول ايه، فريدة راحت الإسطبل لقت اخوها قاعد مع بنت فيه، سابته ورجعت المطبخ، عمر قال لتاج :
" وكان بيحب وهج بنت الراجل ده، المفروض من رفضه اتفقوا يهربوا بس .... "
" هو أخوك يقـ.ـتل يا عمر ؟ "
" مش عارف يا تاج، مكلمتوش نهائي، أنا عرفت إنه هرب وجالي إنه قتل ابو وهج "
" يعني معقول هيقتل ابو وهج وتهرب معاه، وهج صعبة يا عمر اوي وقوية معتقدش اخوك يقدر يمنعها كمان حنينة على أهلها ... لا أخوك مقتلوش "
عمر فكر شوية بعدين استحقر نفسه اوي، أزاي هو يقتنع بكلام تاج الغريبة جات ونفته كليًا ... في حين فريدة كانت قاعدة حاطة إيدها على خدها لحد ما سمعت عمته بتقول :
" بدل ما أنتِ قاعدة لا شغلة ولا عاملة، قومي وريني نفسك كده واعملي شغلانة "
فريدة مردتش عليها ودا غاظها اكتر وخلاها تمسك وشها وتقولها :
" أنا بكلمك ردي "
" اقول ايه؟ "
" اخوكي فين القاتل ده؟ خد بنت اخويا وراح على فين؟ ردي عليا "
" معرفش "
حكمت زعقت ليها وهي بتخبط راسها في الترابيزة كذا مرة :
" لا تعرفي... تعرفي ... تعرفي "
سابت فريدة اللي سندت راسها على الترابيزة ومقدرتش تاخد نفسها، خالد دخل وقال :
" فريدة "
هي مردتش فدخل عندها وبيكلمها مردتش بس جسمها بيرتعش، بيرفع وشها لقاه غرقان دم، اتفزع وقال :
" فريدة ... رنولي على دكتورة ... فريدة "
جم على صوته وهو من خضته حضنها وبدأ يزعق فيهم، شالها وطلعها على أوضته فوق وكلهم مش مصدقين اللي بيعمله، جات الدكتورة وهو جنبها بعدين قال :
" هقتل اللي عمل فيها كده، هو دا كلامي؟ نادولي أخوها "
الدكتورة بدأت تضمد جروحها وهي بتبص على خالد اللي ماسك إيدها، الكل خرج إلا خالد وهي بتعيط من غير صوت، قالها :
" حقك عليا أنا .. زعلتك صوح؟ "
نفت برأسها وخرجت الدكتورة بعد ما قالتله تعليماتها، باس إيدها وقال :
" مين عمل فيكي كده؟ حكمت صوح؟ "
اتفتحت في العايط وعمر دخل جري ووراه تاج، عمر حضنها وطبطب عليها وهو بيقول :
" عملوا فيكي ايه؟ حقك عليا أنا سيبتك ليهم "
" الف سلامة عليكي يا فريدة "
" الله يسلمك "
تاج بصت لأخوها بمعنى سيب إيدها، خالد ساب إيده وخرج يتصرف معاهم، عمر قال :
" قومي هاخدك من هنا "
تاج وقفت جنبه وقالت :
" أهدى يا عمر مش بالطريقة دي "
" يعني ينفع يا تاج؟ "
شورت ليه فسكت وفريدة ابتسمت بعدين قعدت تسند على أخوها، عمر قال :
" فريدة هو فارس أخونا يقتل؟ "
فريدة بصت ليه بعدين لتاج اللي نفت براسها، عمر وقف ونزل لخالد اللي كان واقف بيزعق :
" معملتيش ليا احترام، واذيتي ضيفتنا، تطلعي برة السرايا دي ومشوفش وشك "
" اروح فين يا ابن اخويا؟ "
" لولادك .. معتش ليكي عندي مكان هنا "
ابوه وقف ومسك كتفه وقال :
" مينفعش يا خالد اللي بتقوله ده، هتطرد عمتك عشان اخت القاتل ده ''
" كانت زمان أخت القاتل، دلوقتي هتبقى خطيبتي "
" أيه!!!! "
كلهم بصوا لبعض ومكنوش مصدقين اللي خالد قاله حتى عمر، خالد لمح عمر وراحله قال :
" أنا طالب إيد فريدة أختك "
" أنا .... أنا أخويا مقتلش حد، أخويا ميقتلش "
ردت حكمت بغيظ منه :
" اومال العصفورة هي اللي قتلت اخويا، أنت بتستغل إن ابن اخويا عايز أختك "
تاج نزلت وقالت :
" يا خالد اخو عمر بيحب وهج بنت عمك، يعني بالعقل أنت بتحب واحدة هتقتل أبوها "
" عشان ياخدها "
" وهي هتقبله يا عمة بعد ما يقتل أبوها بالعقل، أكيد في حاجة "
" ايوة وأنا مشوفتش اخويا يومها غير قبل اللي حصل، قالي إنه هياخد وهج ويهرب بس سمعت إنه قتله "
" سمعت ... طيب يا عمر أنت مردتش على اللي عايزة، أنا طالب إيد أختك "
" مش هعرف ارد هنا لأن في حاجات كتيرة لازم نتكلم فيها يا خالد بيه "
" تعالى "
خالد مشي هو وعمر والكل بص على تاج اللي اتوترت ومكنتش عارفة تقول ايه، هي دافعت عن اخو عمر بقلب جامد ودا لأنها فعلاً معجبة بعمر، مشيت من قدامهم وطلعت لفريدة تقعد معاها.
في القاهرة
وهج فتحت عينها على إيد فارس اللي بتمشي على شعرها، ابتسمت ليه وقعدت تحضنه بعدين قالت :
" صباح الخير "
" قصدك مساء الخير، كل ده نوم! "
" هقوم اعمل ايه؟ أنت في شغلك وأنا بزهق فبنام "
" جيت اهو، وحشتيني "
ضحكت بخفة بعدين قاموا يعملوا أكل وياكلوا سوا، قالتله :
" فارس رنيت على اخواتك يا حبيبي، كلمهم يجوا يقعدوا معانا بقى الدنيا اتظبطت هنا "
" هرن النهاردة بإذن الله ... مش عايزة تكلمي حد من أهلك "
" لا بكفاية بابا كان هيقتلك، مش عايزة اتواصل معاهم أنا بس خايفة خالد يتدخل في الموضوع ويلاقينا "
" محدش هيقدر ياخدك مني، أنتِ مراتي "
" حلوة أنتِ مراتي دي "
والاتنين ضحكوا ومش عارفين ايه اللي حصل وراهم، في حين عمر وقف في الاسطبل بيفكر هيلاقي اخوه أزاي، خالد وعده إنه هيلاقيه ومش هيتصرف معاه قبل ما يتكلموا ويفهم الدنيا فيها ايه، تاج دخلت الاسطبل جري بعدين وقفت قدامه تضحك وقالت :
" هنبقى نسايب يا صاحبي، شوفتني وانا بدافع عنكم؟ "
" أنا متشكر جدًا يا تاج، حاسس ربنا بيفتحها تدريجي وهتتعدل بقى "
" بإذن الله ... هتوافق على خالد؟ "
" اللي فريدة تحبه طبعًا، مش هحب اغصبها على حاجة "
" خالد طيب وكويس اوي "
" عارف ومقدر ده بس ايًا كان مش هغصب اختي على حاجة "
" أممم عقبالك "
" اول اما الأمور تتعدل هطلب إيد سهى بنت عمتي، ي ريت بس ميعطلوش الدنيا قصاد اللي بيحصل دا كله "
هي معرفتش ترد تقول ايه وكانت مصدومة من كلامه، زعلت بس مبينش وقالتله :
" هروح اذاكر شوية "
" ماشي ربنا معاكي "
" متشكرة "
مشت من قدامه ومجرد ما راحت اوضته اتفتحت في العايط، كانت حاسه إنه ممكن يكون بيحبها بس للأسف مطلعش بيبادلها مشاعرها، عمر تليفونه كان بايظ وفارس حاول يرن عليه كذا مرة معرفش يوصله
عدى اسبوعين عليهم وتاج كانت بتروح امتحاناتها وترجع لحد ما في يوم لقت وهج بنت عمها بتشتري حاجة من سوبر ماركت، ندهت عليها :
" وهج .. يا وهج "
وهج مشيت وتاج حاولت توصلها معرفتش.
فريدة بتفتح علاج القلب بتاعها لقيته خلصان، اتنهدت بزعل ودموع لأن عمر اكيد معهوش فلوس يجدده ليها من الهم اللي هما فيه، خالد دخل المطبخ وقعد قصادها بعدين قال :
" سرحانة في ايه؟ حد ضايقك تاني واصل "
" أنت شوية تتكلم قهراوي وشوية صعيدي، أنا معتش فاهمالك جرة "
" أنت عايزاني اتكلم كيف "
" اي حاجة ولا محدش ضايقني... عمر كلمني في اللي طلبته "
" دا ايه اللي معاكي؟ "
" علاج القلب، المفروض عمر لسه مقالش ليك بس أنا عندي القلب ومكنش في المخطط أمر جوازي ده، كمان معايا دبلوم وسمعت إنك معاك هندسة واحنا محلتناش حاجة واصل "
" أقولك على حاجة؟ "
" قول "
" أنا كرمت الدنيا عشانك بس، هتقوليلي كل ده والله ما هو فارق "
" أنت عايز مني ايه ؟ "
" عايز اتجوزك سهلة اهي "
" وافرض فارس طلع هو اللي قاتل عمك "
" أنا طلبتك قبل ما اسمع كلام عمر "
" تفتكر هقدر اتجوزك لو اذيت اخويا "
هو سكت ومعرفش يقول ايه، عيونها دمعت وقالت :
" أظن وصلك ردي "
" مش هأذية يا فريدة صدقيني "
" أنا مش فاهماك، أنا بجد منفعكش "
" بتهيألك "
اتنهدت وسكتت فأخد علاج القلب لقاه فاضي، قالها :
" هو خلصان "
" ايوة هديه لعمر يجيبه "
" طيب أنا رايح ليه هاخده "
" لا استنى أنا هبقى اخده عشان اشوفه، سيبه "
" ما تشوفيه براحتك يا فريدة "
هي اتوترت ومعرفتش تقوله ايه وهو اخد العلاج كله ومشي، جابه ليها فورا كله واداه ليها بعدين سمع صوت تليفونه بيرن فرد :
" الو "
" خالد أنا شوفت وهج بنت عمك هنا بس ضاعت مني "
" فين بالظبط؟ "
" هقولك "
تاني يوم خالد راح القاهرة يدور عليها، تلت أيام كاملين لحد ما فقد الأمل ورجع البلد، فريدة كانت قاعدة في يوم جنب اخوها اللي صلح تليفونه وفكر إن ممكن اخوه يحاول يوصلهم، تاج جات واتكلمت بهزار :
" قفشتكم بتعملوا ايه؟ "
" بحاول اوصل لفارس، اقعدي يا تاج "
فتح الفون وبعد نص ساعة بالظبط رن عليه فارس، عمر رد :
" الو سلام عليكم "
" عمر "
" فارس!! "
تاج وفريدة بصوا ليه بعدين فريدة اخدت الفون وقالت بلهفة :
" فارس أنت فين ؟ أنت كويس؟ أنت عملت كده ليه؟ "
" كويس يا فريدة، ما أنتم عارفين إني بحب وهج يا فريدة "
" تقوم تقتل ابوها "
" نعم!! مين اتقتل ؟ "
بدأت تحكيله اللي حصل وهو كان بيبص لمراته بعدين قال :
" يعني أنا قتلت ابو وهج؟ "
" ابويا! أمته؟ "
" هو ايه اللي امته؟ أنا سيبتك يا بنتي "
" ابويا مات بجد! "
" والله مات وبيقولوا أنا قتلته، قومي البسي يا وهج هننزل البلد "
" لا يا فارس خليك لحد ما نكلم خالد، لو نزلت هيقتلوك يا اخويا "
دا اللي فريدة قالته فرد عمر :
" ايوة يا فارس، المهم أنت مقتلتوش "
" أنت عبيط يا عمر، أنا يوم اما اقتل هيبقى ابو وهج "
التلاتة بصوا لبعض وعمر كان بيبص لتاج بامتنان كبير، فريدة قامت وطلعت جري عند خالد لقت نفس البنت بتكلمه وبتقول :
" يا خالد متسبنيش، أنا رايداك يا ولد خالي .. احب على يدك متكسرش بخاطري "
" أنتِ معندكيش كرامة؟ تنزلي وعلى دار أهلك مشوفش وشك في السرايا تاني .. أنا واحد خاطب وبحب خطيبتي "
" أنت تقصد أخت القاتل دي، لا تليق بيك ولا بتحبك ذيي "
" مين قال أكده؟ "
خالد والبنت بصوا على فريدة وهي دخلت وقالت :
" زمان قولتله كسرت بخاطرها ليه بس الوقتي بقول كويس إنه عمل معاكي كده .. ملكيش دعوة بخطيبي ولو بتحاولي تقلي مني فهو راضي بيا كده "
خالد ابتسم واستنى لحد ما خلصت كلام ومشيت البنت وقال :
" اعتبر دي موافقة مبدئية "
" فارس رن علينا وقال مقتلش حد، وعايز يجي هو ومراته بس أحنا خايفين يأذوه "
" خلوني اكلمه "
" يلا ننزل تكلمه "
وفعلاً نزلوا وعمر رن عليه يكلم خالد، فارس جيه يومها هو ووهج وواجه كل أعمام خالد وأهله وقالهم :
" أنا مقتلتش حد وبنته تشهد، أحنا اتشاكلنا فعلاً وهو رفع عليا السلاح وضربني، جات في دراعي بعدين أنا اخدت وهج وهربنا، ودا اللي حصل "
" أومال مين اللي قال إن فارس قتله "
" أنا عارف مين "
خالد رد وقال كده بعدين طلب اللي قال كده وقاله :
" لو مقولتش الحقيقة ديتك عندي طلقة، واخلص "
هو اتوتر وكان هيعيط بعدين قال :
" ابن عم وهج هو اللي عمل كده وقالي اقول على فارس عشان يقتلوه ويتجوز وهج "
المجلس فضل ساعتين واكتر لحد ما عرفوا هيعملوا ايه بعدين خالد خرج هو وفارس لقى فريدة اترمت في حضن اخواتها وقعدت تعيط، وهج كانت خايفة منهم فوقفت ورا جوزها اللي قال :
" عايزني ارجعك لأهلك يا وهج "
" وهترجعني يا فارس؟ "
" هو أنا لقيتك في الشارع ولا ايه! "
كلهم كانوا فرحانين بعدين خالد جيه تاني يوم يروح ليهم البيت لقاهم سابوا بيتهم وسافروا، هو مكنش عارف بيت فارس فين عشان يروحله، دور على فريدة كتير بس ملقهاش.
في حين فريدة مكنتش حابه يتدبس فيها وهي تعبانة فقالت لاخواتها ياخدوها من وراه لحد ما تتعالج، وفعلاً سافرت معاهم وبدأت تتعالج لحد ما تبقى جاهزة ترجعله
فريدة بصت على الأشعة وابتسمت هي أخيرًا بعد ست شهور فراق بقت كويسة، لو كانت قعدت واتجوزته مكنتش هتصلح تبقى مراته وأم ولاده لأنها تعبانة، فارس باس راسها بعدين قال :
" نرن على خالد نقوله عروستك جاهزة "
" مخطبش يا وهج "
" لا يا فريدة لسه بيدور عليكي، قفلت مع تاج وقالتلي لسه مروح من القاهرة النهاردة "
وفعلا تاني يوم خدوا بعض ورجعوا الصعيد، في حين خالد قرر يخطب بنت عمته لما فقد الأمل في رجوع فريدة، حس إنها هربت لأنها مش حباه، تاج قالت :
" يا خالد أنت كده بتظلم نفسك، أنت مش بتحبها ولا شكلك مش بتحب فريدة "
" بحبها يا فريدة بس .... "
" تاج "
" معلش يا خيتي انا مش مجمع، بقولك فريدة لو كانت رايداني كانت فضلت بس هي طفشت ودا معناه إنها محبتنيش واصل، خلاص أنا هسيبها لحال سبيلها واشوف حالي "
" أنت عندك وجهة نظر بس يا خالد ... "
" مفيش بس "
تاج فكرت ترن على وهج بس قالت في نفسها :
" هما كده كده جاين، يتصرفوا بنفسهم "
فريدة كانت قاعدة جنب اخوها وبتفتكر وقفته جنبهم وكلامه كمان، خوفه عليها واهتمامه، وصلت بيتهم وعمر قال :
" أنا قررت هروح اخطب بنت عمتي، واتجوز مع فريدة "
" بنت عمتك! هو أنت مش بتحب تاج يا عمر "
دا اللي قالته فريدة فبص عليها وقالها :
" لا دي ذي أختي، مش بحبها "
" فكرتك وقعت، وبصراحة غريبة اوي يعني حد يبقى جنبه تاج وميحبهاش "
" ولو حبيتها هتجوزها أزاي؟ "
" هي دكتورة وأنت دكتور بيطري "
" مش على كده، أنت نسيتي هي بنت مين، أنتِ تتجوزي خالد عادي إنما أنا صعبة شويتين "
" أنت اللي شايفها صعبة بس هي مش صعبة خالص .. وبصراحة يا عمر شكلها بتحبك "
" مين دي ؟ "
فارس سأل بعد ما دخل هو ومراته، عمر وفريدة بصوا على وهج بعدين فريدة قالت :
" تاج ... اخوك عايز يخطب سهى "
" مش على اساس بيحبها، ما يخطبها "
" مبحبش حد بس شايفها مناسبة "
" بعت لتاج إننا وصلنا يا فارس "
فريدة مسكت في كلمة وهج وقالت :
" تاج ايوة اخطب تاج يا عمر "
حد من جيرانهم عرف إنهم جم وعرف خالد، وخالد قال لتاج وخدها وجيه ليهم، عمر قال :
" والنبي اسكتي مش ناقصاكي ''
" ليه بس؟ يا فارس قول حاجة "
" ملناش دعوة، كل واحد يتجوز على مزاجه عشان منجيش بكره نعاتب بعض "
" يعني أنت مش هتعاتب حد "
فارس حضن وهج وقال :
" دي حبيبتي يا بنتي أنتِ بتقولي ايه! ''
" عقبالي يا رب "
ولسه بتلف لقت خالد في وشها هو واخته، فضلت تبصله وهو قال :
" سلام عليكم "
" عليكم السلام "
" عرفت إنكم جيتوا، حصلت الف البركة نورتوا بلدكم "
" الله يبارك فيك، اتفضل يا خالد بيه "
" ايوة تعالي يا تاج "
تاج بصت لعمر اللي قالها تعالي هو كان فعلاً واحشها بس حاولت متبينش، خالد اتكلم بهدوء :
" وقت تاني بإذن الله، جيت اسلم عليكم بس لأن عقبال عندكم رايح اخطب "
فريدة اتصدمت وبصت لأخواتها بعدين ليه واتكلمت :
" ألف مبروك ... أنت تستاهل كل خير "
" الله يبارك فيكي، عقبالك "
هي سابتهم ودخلت اوضتها مردتش، اتفتحت في العايط وخالد سابهم ومشي، تاج قالتلهم :
'' هو مفكر فريدة مشيت عشان مش عايزاه "
" ومقولتيش له الحقيقة ليه؟ "
" عشان مش هيصدقني يا عمر ودا مش حقي، عن اذنكم "
تاج مشيت وعمر طلع وراها ينادي عليها، منعها تروح وقالها :
" استني أنا بكلمك "
" عايز ايه ؟ "
" مش عايز، وحشتيني "
حست قلبها هيقف لما قالها كده والغريب إن مش من عادتهم يتكلم كده بس اتكلم، بصت حواليها بعدين قالت :
" مش عيب يعني "
" وهي وقفتك جنبي كانت عيب "
" هناك مملكتي "
" وهنا مملكتي، متزعليش "
" عتاب الندل اجتنابه "
" يعني أنا ندل؟ "
هزت راسها بمعنى ايوة وهو ضحك وقال :
" مقبولة منك يا ست تاج، عاملة ايه؟ "
" كويسة .. هنفرح بيك امته ؟ "
" والله بدور على بنت الحلال "
" مش كنت بتحب بنت عمتك "
" أنتِ قولتيها كنت، إنما الوقتي بدور على بنت الحلال "
" ماشي ربنا يبعتلك "
" هو بعت بس أنا في كذا نقطة متردد فيهم ومش عارف "
" ذي ؟ "
" ذي إنها دكتورة بشري وبنت عيلة وكده، وأنا دكتور بيطري على قد حالي، مش عارف هيفرق معاها ولا لا بس أنا رايدها "
" إنك عايزها دي حاجة وإنك بتحبها دي حاجة تانية خالص "
" مينفعش الاتنين "
" كلم أهلها "
" عايز اكلمها الأول واقولها إني الوقت اللي قضيته بعيد كان وحش ومش سهل، وإن الكلمة منها كان بتطيب الف خاطر، وإن فكرة تكون لغيري مش سهلة "
" يا بختها "
" يا بختك؟ "
" لا يا بختها هي "
" ايوة يا بختك "
" عمر "
" تتجوزيني "
" ايه! "
" هو غالبًا حب وأنا حابب أكمل حياتي مع شخص يطمني وبصراحة ملقتش حد يطمني غيرك "
" مصلحة يعني "
" أيوة مصلحة عليكي نور "
اتفتحت في الضحك وهو كمان بعدين قالت :
" أنا هعمل نفسي مش واخدة بالي وهقول ... "
" وتقولي ... "
" اة "
" نفسي احضن بس صبري على كتب الكتاب "
ضحكت بكسوف وهو مد إيده مسك إيدها بعدين باس راسها وقال :
" ربنا يرزقني تاج "
في حين دخلت وهج اتكلمت مع فريدة وقالتلها، فريدة اخدت منها رقم خالد ورنت عليه فرد وقال :
" سلام عليكم "
" عليكم السلام، ازيك يا خالد "
" فريدة! "
" أيوة "
هي عيطت بدون صوت وهو انتظر تقول حاجة، سمع صوت شهقة عايط فقال :
" أنتِ كويسة "
" اة "
وقفلت الخط في وشه، خالد اتنهد وراح لابوه قاله :
" عايز اكلمك "
" اتكلم "
" أنا بحب فريدة ولو اتچوزت غيرها والله هظلمها، أنا رايدها "
" أنا عمري ما جبرتك على حاچة واصل، رايدها اطلبها واتچوزها بس متجيش بكرة تقولي حاچة "
" مش هقول "
" خلاص هكلم أنا جوز عمتك، واعمل اللي يريحك "
خالد كلم فارس في التليفون واتفق معاه بعدين رن على مأذون وخده وراح لهم، وقف في البيت ووصله صوت عايط فريدة فخبط على الباب وقالها :
" فريدة "
هي بطلت عايط تتأكد من صوت خالد، رجع قالها :
" يلا قومي البسي يا عروسة، المأذون في الطريق "
" ايه!! "
قامت جرت وفتحت الباب، ابتسم وقالها :
" يلا امسحي دموعك دي "
" أنت ... مش كنت ... "
" يلا يا فريدة مش عايزين نتأخر "
" والخطوبة "
" ما أحنا هنكتب الكتاب بعدين هنتجوز بعدين نتخطب ونتعرف على بعض "
اتفتحت في الضحك وهو راح الصالون، دقايق وجات ليه وتاج نزلت زغاريد، عمر وقف جنبها وقال :
" عقبالنا "
" يا رب "
عمر ضحك وهي كمان بعدين ضربته في دراعه، جيه المأذون وعيلة خالد وكتبوا الكتاب، فريدة كانت قاعدة قدام تاج اللي عماله تناغشها بالكلام، وهج ضحكت وقالت :
" نيالك خالد مرة واحدة "
" بتبقى نوايا "
" نيتها حلوة البت دي، عقبالك يا تاجو "
" قريب قريب بس قولوا يا رب "
عمر خبط ودخل هو وفارس ومعاهم القسيمة، مضت عليها وعمر رفع وشه وقال :
" عقبال قسيمتي يا رب "
عمته كانوا رنوا عليها وجات فقالت :
" امين يا رب يا حبيبة عمتك يا دكتورنا "
تاج اتفتحت في الضحك وعمر بصلها بمعنى اسكتي، سهى جات وقفت جنبه وقالت :
" عمر هي العروسة بتمضي فين؟ "
تاج ردت عليها وهي بتوطي تشوف القسيمة :
" لما تبقي عروسة هتعرفي .. أنا همضي فين يا عمر؟ "
" هو أنتِ العروسة ولا ايه يا اسمك ايه! "
" عما قريب هبقى العروسة يا اسمك ايه "
عمر بص لتاج وغمزلها، ابتسمت ووقفت بعدين عمر دخل مع فارس، بعد شوية فريدة قعدت مع خالد اللي باس راسها وحضنها
بعد كم يوم
عمر اتكلم مع خالد اللي كان جاي يشوف فريدة، قاله :
" بصراحة يا خالد أنا عايز اطلب إيد تاج، قولت الأول أكلمك و ... "
" عمر عايزني اقولك الصراحة "
" اكيد "
" هيرفضوك، أنت كده هتجرح نفسك وتكسر قلبها، متتقدمش "
" ليه يا خالد؟ "
فريدة اتكلمت بعدائية واضحة فقالها :
" فريدة سبيني اتكلم مع عمر لوحدنا لو سمحتي "
" لا مش اسيبك، هو فيه ايه يا خالد "
" خلاص يا فريدة أنا فهمت "
" فهمت ايه يا عمر ... مش قد المقام يعني ماشي طب منا مش قد المقام، وفارس كمان بس دي تاج، تاج اخت خالد بيه "
فريدة عيونها دمعت وخالد اتضايق اوي وجيه يمسك دراعها زقته وقالت :
" ابعد أنت بتلمسني ليه؟ أنت مفكر ايه هتقلوا من اخويا وهحبك، لا "
" أهدي يا فريدة، أنا والله هعمل اللي عليا "
" مش عايزاك تعمل اللي عليك، سيب إيدي بقولك "
اتفتحت في العايط ووقفت تقلع الدبلة ليه، مكنتش عايزة تطلع من إيدها من عصبيتها فعيطت اكتر وبدأت تنهج، خالد وقف وحضنها بعدين قعد يطبطب عليها ويقولها :
" متعيطيش بس واهدي، قوليلي أنتِ عايزة ايه بس! والله هكلم والدي وهقنعه بس متزعليش مني، مقصدش حاجة بس تاج ابوها يحكم عليها مش أنا "
" متكلمش حد وامشي بقولك مش عايزة الجوازة دي "
" بس أنا عايزها "
عمر سابهم لوحدهم وهي بدأت تزوقه وتقوله :
" سبني أنتم ناس أنانين وأصلا اللي بينا ميفضهوش جواز، مش هنسى كلامك "
" اللي بينا ميفضوش حاجة يا فريدة، وكلامي والله خوف على أخوكي بس خلاص، يا فريدة والله لو اخوكي وحش يشفعله إنك اخته "
هي بصتله وسكتت، مسح دموعها وقالها :
" أنا بحبك "
" وأنا كمان والله، أنا بحبك اوي يا خالد "
" أخيرًا "
دفنت وشها في صدره وهو ابتسم وقال :
" وحياتك عندي تاج ما هتبقى لحد غير عمر، كله عشانك "
فريدة سكتت وفضلت حضناه بس، عدى الوقت عليهم وخالد همس ليها :
" أنتِ عملتي فيا ايه! "
خالد فضل قاعد معاها بعدين روح يكلم باباه وذي ما كان متوقع رد فعله، زعق وقال :
" كله إلا تاج لا، اهو دا اللي ناقص البنت اللي حيلتي اديها للشحاتين دول "
" مش شحاتين واللي بتقول عليه دكتور ومحترم وعارف واجبه كويس "
" لا برضو مش اللي ياخد تاج "
" ليه يعني؟ ما تسأل بنتك "
" أنت الظاهر قعدتك في البندر نسيتك عاداتنا وكمان نسيت الأصول، أنت هتبقى بعدي عمدة البلد ولازم يبقى عندك حكمة "
" فين قلة الحكمة في كده، أحنا عايزين واحد يصون اختي مش فلوسه واسمه اللي يصونوها، اسألها وافتكر لولا حكمتي كنا قتلنا عمر وهو واخوه ملهمش ذنب أصلا "
" يعني أنت عايز ايه؟ عايز ترضي الست هانم على قفانا "
" أنت حر بس لما تظلم بنتك متجيش تقولي، اللي قولتهولي وأنا عايز اتجوز فريدة أنا بقوله ليك الوقتي "
خالد سابه وهو ناوي يرجع يفتح الموضوع بس مش عشان عمر ولا تاج، كله عشان فريدة، سبحان الله فريدة اتحرمت من التعليم عشان اخواتها وجالها القلب من وهي صغيرة وكانت خايفة يجي اليوم اللي تبقى فيه عالة على اخواتها بس حصل العكس وجالها اللي صانها وعشانها مستعد يكرم العالم كله
تاج عيونها دمعت وهي بتكلم عمر بعدين اتفتحت في العايط وقالتله :
" أنا عارفة يا عمر إنك مش هتهين نفسك عشاني، وعارفة إنك مش بتحبني بس أنا بحبك اوي والله ولو مش هيكون أنت مش هيكون غيرك "
قلبه وجعه من كلامها وجواه حس إن حبه زاد ليها، قال بهدوء :
" تصبحي على خير يا تاج "
قفل معاها وهي حست إنه بيأكد كلامها بس هو قام وراح على السرايا، قابل الحراس وقالهم :
" عايزة اقابل ابويا الحاج أبو خالد "
" اتفضل "
دخل وفعلاً ابو خالد جاله بس من ملامحه كان باين إنه عرف ورافض الفكرة، ابو خالد قال :
" متتعبش نفسك معايا، مش أنت اللي تاخد تاج "
" اشمعنا؟ فقير وعيلتنا ملهاش اسم بس يكون في علمك مش هتلاقي حد يحبها ادي "
" الحب مش بيأكل عيش اليومين دول ''
'' ادهالي والمرة اللي تيجي فيها زعلانة مني مترجعهاش ليا، لو حسيت للحظة إني مش هصونها خدها، أنا روحي في بنتك لأن محدش خد بإيدي ولا وقف جنبي غيرها، أحنا بنحب بعض وكلمة لا منك مخليه دموعها تنزل ودا مش سهل عليا، أنا هصونها وهملى عينها ومش هخليها تحس بنقص بس متزعلهاش ''
" يعني أنت جاي خوف على زعلها هي؟ "
" اة خوف على زعلها، مش مهم اولع أنا وحبي وكل حاجة بس هي ... هي غالية عليا اوي "
" تعرف يا عمر أنا طول عمري بدعي ربنا يرزق تاج بابن حلال يحبها حب أهلها ليها، ولما شوفت حب خالد لأختك اتمنيت ربنا يبعتلها حب ذي حب اخوها لأختك والنهاردة لقيتك، مبروك علينا فريدة ومبروك عليك تاج "
" بجد! يا تااااج ... تااااااج "
هو قعد ينادي عليها في السرايا ذي المجنون لحد ما خرجت فقال :
" ابوكي وافق، تتجوزيني؟ "
هي حطت ايدها على وشها وكملت عايط، باباها ضحك وقال :
" كلكم معزومين الشهر الجاي ذي النهاردة على فرح خالد وفريدة، وعمر وتاج "
الزغاريد ملت السرايا وخالد رن عليها فردت بهدوء :
" ايوة يا حبيبي "
" دا أنتِ اللي حبيبي يا أجمل عروسة في الدنيا "
" في ايه؟ "
" اخوكي جيه واقنع ابويا وخلاص هنتجوز احنا الاربعة الشهر الجاي ذي النهاردة "
حبت تشاكس فيه فقالت بهزار :
" نتجوز احنا الأربعة أزاي يعني "
" بس يا لمضة، جهزي نفسك بقى "
" حاضر يا حبيبي "
" والله ما حد حبيبي غيرك أنتِ، بقولك بقى وحشتيني "
هي ضحكت وكملت كلام معاه وفعلاً بعد شهر كل واحد اتجوز حبيبته في فرح كبير اوي، وكمان فارس عمل فرحه معاهم والفرحة كانت تلاتة، كان فرح منفصل اة بس يليق بيهم بعدين كل واحد اتجه لحياته
خالد وفريدة كان دايمًا يكرم الناس عشانها، وكان سندها لدرجة الكل كان بيعملها ألف حساب، بيحبها وهي كمان بتحبه اوي وعاشوا في سعادة، فريدة اة كانت بتتنرفز عليه ساعات بس هو كان بيقابلها بصدر رحب
عمر وتاج كانت حياتهم مليانة مناغشة بس كان بيخاف على زعلها اوي، ويتخنق لما يزعق ليها بعدين تقوله إنها بتحبه، حياتهم كانت حلوة وحب تاج حببه في حبها اكتر وكان بيعملها ألف حساب وفعلاً كان عند وعده ومزعلهاش
فارس ووهج مكنوش محتاجين وصف لأن اي حاجة بتحصل كانت بتفكره إنه مخدهاش بالسهل
وكده الكل عاش في سعادة
وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.