أخر الاخبار

زواج مصلحة للكاتبة سماء أحمد

زواج مصلحة للكاتبة سماء أحمد 

اسكريبت زواج مصلحة للكاتبة سماء أحمد

البداية

في يوم من الايام 
اتجمع اتنين من كبار عائلات البلد وطبعًا النقاش على نفس الأمر من شهور كتيرة وهي قطعه الارض، قطعه الارض دي مكنتش كبيره اوي بس كانوا بيتشاكلوا عليها كنوع من انواع العناد قصاد بعض، اتكلم واحد من شيوخ البلد :
" كلنا عارفين إن انتم مش بتتشاكلوا عشان قطعه الارض قد ما انتم بتتشاكلوا عناد في بعضكم، بس انتم كده بتولدوا عداوة للاجيال اللي جايه "
اتكلم عبدالله الزناتي اللي هو كبير عيلة الزناتي وقال :
" احنا مش بنولد عداوة ولا حاجه... احنا بس عايزين ارض جدودنا اللي خدوها غصب عننا "
رد جمال التهامي كبير عيلته وقال :
" احنا مخدناش حاجه غصب، احنا دافعين تمنها لصاحبها ومش هنديكم حاجه "
" انت قد الكلام ده يا جمال يا تهامي "
وقتها وقف جمال وقال :
" اه انا قد الكلام ده "
عم الهرج والمرج في الاوضه ومحدش كان قادر يسيطر على الوضع، حصل هجوم على البابين بتوع المجلس من اهل دول ودول، خالد الزناتي وقف ومنع شباب عيلته كمان عمر التهامي رفع إيده ومنعهم بس كلهم كانوا جاهزين إن هما يتشاكلوا مع بعض، الشيخ وقف وبصلهم هم الاثنين بعدين بص للشباب اللي واقفين وقالهم :
" يعني انتم عاجبكم كده بدل ما تكونوا امان البلد، بقيتوا مصدر مشاكل وخراب، ذنبهم ايه الشباب دي.. واحد يضرب التاني يموته ويتعدم، ذنب الامهات اللي قاعده في البيت ايه؟ ذنبنا احنا اهل البلد ايه؟ " 
بصوا لبعض وكل واحد بدأ يحس إن الشيخ معاه حق بس بوقهم رفض ينطق ويقول كده، اتنازل اخيرا كبير عيله الزناتي وقال :
" معاك حق يا شيخنا وعشان كده احكم بالعدل... احنا عايزين أرضنا؛ لان دي وسط حقنا، يتمنوها في حق يومها وياخدوا فلوسها "
رد جمال بزعيق :
" لا احنا مش عايزين فلوس، احنا عايزين الارض "
الشيخ بص الاثنين بعدين قال بحكمة شافها صح من وجهة نظره :
" الموضوع مش موضوع ارض، لو موضوع ارض كان زمانكم حليتوه من زمان ... الموضوع موضوع طار من سنين وانا عارف والناس عارفه ان انتم واخدين ده حجه "
الاتنين بصوا لبعض بعدين سكتوا فالشيخ كمل كلامه :
" يا عبدالله الزناتي أنت عندك ولد وبنت وانت كمان يا جمال عندك ولد وبنت ... لو ترضى بحكمي تعملوا بدل وتبقوا نسايب اللي هيوافق ويقرأ الفاتحه دلوقتي يبقى عايز كل ده يتحل "
جمال اتكلم وقال بحدة :
" بس ده ملوش علاقه بالأرض، احنا كلامنا مش في العداوه، احنا كلامنا على الارض "
الشيخ اتكلم وقال :
" الأول تبقوا نسايب بعدين يتحل أمر الارض ... العداوة لو انتهت الارض هتبور لان لا ده يرضى ياخدها من ده ولا ده هيرضى ياخدها من التاني، إكرام للنسب، موافق يا عبدالله؟ "
" انا ابني خالد يا شيخ المفروض انه متكلم على بنت عمته ومينفعش، انا مش هزعل ابني وبنت اختي علشانهم "
خالد بص ليهم وتقريبًا ما صدق مسك في الكلمة وقال :
" احنا مش هنسلمهم بنتنا وبنتهم مش عندنا عمرهم ما يعملوا خاطر لبنتنا ... انا هتجوز بنته "
الشيخ حس بأمل في تغيير الاتنين فاتكلم وقال :
" كده اتفقنا فريده لخالد وتاج لعمر اقرأوا الفاتحه "
الكل قرأ الفاتحة وخالد بص لعمر اللي غمزله، الاتنين صحاب من سنين بس طبعًا مقالوش كده للعيلتين لأنهم عارفين رد الفعل، عمر طلع تليفونه وبعت لخالد رسالة قاله فيه :
" يا نسب " 
خالد حب يعمل شو ويبين إن في عداوة وعدم قبول فقال :
" أنا بحذركم، متفكروش إن بنتنا عندكم تقدروا تكسرونا بيها "
" حمش " 
عمر قال كده وخالد حاول يكتم ضحكته على قد ما يقدر، اتفض المجلس وكل واحد راح بيته، تاج أخت خالد كانت بنوتة متدينة منتقبة هادية، حياتها للعبادة فقط في حين فريدة أخت عمر كانت شقية وبتحب الهزار وعمل المقالب، كلها حيوية 
عمر بطبعة كان شديد اوي وصارم أما خالد كان هادي ورزين اوي قدام الناس بس لما بيبقى مع حد يعرفه بيتحول، خالد اجتمع مع صاحبه وكل واحد بيحاول يفهم التاني طباع اخته، عمر اتكلم باستغراب :
" أنت مقولتش ليا قبل كده إن عندك أخت " 
" مكنتش بحب اجيب سيرة تاج، عمر تاج ملاك وصدقني مش بأڤور، أنت شديد ولو الحوار بقى في إيدي صدقني عمري ما هجوزها بس أنا هودعك أختي أمانة عندك بعد ربنا " 
" عيب يا صاحبي أختك أختي " 
انفجر خالد ضاحكًا ثم قال :
" مش لدرجة تبقى سوسن يا عمي " 
" اتلم ياض، بإذن الله سنة بالكتير وهيبقى في إيدك ابن أختك " 
" أما نشوف، بقولك ايه؟ وصي أختك عليا عشان أنا قلبي ضعيف وبخاف "
" ذنب ايه عملته في حياتك عشان ربنا يبليك بفريدة " 
" أنت كده بتطمني يعني، طيب على فكرة أنا بضرب "
" وانا بشتم حلوه اوي برضو "
" معتقدش ان هيبقى مع تاج "
" اشمعنى ملاك؟ " 
" ايوة ملاك وبجد لو زعلتها انا هزعلك جامد يا صاحبي، ايًا كان صداقتنا، أختي حاجة تانية وأنا خايف عليها "
" خلاص يا عم في ايه؟ حيلك حيلك هو أنت شايفني بضربها مثلا او هضربها، أنت عارف إني بهبل بس مش للدرجه دي يعني إن انا اعمل كده في بنت الناس "
" مش بنت الناس دي اختي "
" خلاص مش لدرجه اعمل كده في اخت خالد صاحبي "
" ايوه كده اتعدل ومتقلقش اختك امانه عندي وفي عيني " 
" والله يا ابني انا خايفه عليك من اختي مش خايف عليها خالص "
" أنت بتوترني ليه بس؟ هي مش ناقصه "
" لا لا متقلقش فريده طيبه "
" ما هو واضح، ده شكلي انا اللي طيب "
الاثنين ضحكوا بعدين كل واحد رجع بيته يتكلم مع اخته، كانت تاج قاعده على سجاده الصلاه بتسبح ربنا، خالد فضل باصص شويه بعدين قال لنفسه :
" والله خساره فيك يا صاحبي، بس نعمل ايه حكم القوي ... تاج "
" نعم تعال اتفضل يا خالد "
" ممكن نتكلم شويه؟ "
" اه تعالى "
راح وقعد جنبها على الارض بعدين قالها :
" بابا كلمك في اللي حصل في المجلس "
" ايوه كلمني "
" وأنت رايك ايه؟ "
" اللي تشوفوه يا خالد انا مليش رأي "
" مينفعش يا تاج لازم لو مش موافقه تقولي "
" لا مش هتكلم لو ده هينهي حاجه وحشه "
" وايه يعني يا تاج .... اللي هتتجوزيه عمر صاحبي "
" عمر افتكرته تمام ماشي، المهم بس يا خالد يتقي ربنا فيا "
" غصب عن عين امه هيتقي متقلقيش"
" انا مش قلقانه بس مش لدرجه غصب عن عين امه، هو يتقي ربنا فيه عشان بيخاف ربنا "
" انت بتتكلمي عن مين! "
" ايه؟ "
" مفيش متقلقيش وبعدين حد يبقى معاه تاج وميتقيش ربنا فيها "
ابتسمت وبعدين طبطبت على إيده وقالت :
" تسلم يا خالد "
في حين عمر دخل ملقهاش فريدة في الاوضه، لسه هيخرج لقاها بترمي في وشه كوبايه ميه سقعانة، اتكلم بغيظ وقال :
" حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة، أنتِ يا ذنب بيخلص يا بلاء من ربنا حشى لله نعترض ولكن تعبنا "
" اخص عليك يا موري، ده انا بضحك معاك "
" متضحكيش يا اختي المهم قوليلي ابوكي كلمك على حوار العريس "
" ايوة العريس بتاع حتة الارض، كلمني يا ناس يا جعانين "
" وبعدين "
" سألت سؤال وبناءًا عليه وافقت "
"  ايه هو ؟ " 
" قلتله الولد حلو قالي زي القمر قلتله موافقه "
عمر اتكلم بزهول ومش مصدق رد فعل اخته :
" طيب والأدب والأخلاق والاحترام ؟؟؟ "
" حبيبي انا لا هتجوز ادبه ولا اخلاقه ولا احترامه، انا هفضل ليل نهار ابص في سحنته، فلازم تكون حلوه " 
" سبحان الله تصدقي بالله؟ "
" لا اله الا الله "
" هو خساره فيكي "
" حبيبي يا اخويا كل ده في قلبك "
" قومي غوري يا بت من هنا "
" أنت قاعد في اوضتي ولا نسيت؟" 
" ماشي انا قايمه اغور اهو "
" جاتك البلا يجيلك يا قلب اختك "
" حبيبتي يا ديدا "
" قلبي يا اخويا " 

وفعلا عدت الايام 
كتبوا كتاب خالد وفريده، وعمر وتاج ... البنتين كانوا قاعدين في اوضه سوا كل شويه فريده تبص لتاج اللي رافعه النقاب، فريدة قالت :
" بسم الله ما شاء الله لا واضح أنا متجوزه ايه! "
بعدين ترجع تبص قدامها، وترجع تبص لتاج وتقول :
" الله اكبر بسم الله ما شاء الله، ويقوم ربنا مدي واحد كل الجمال دا وتيجي واحده بخلقتها العكرة ذيي تتجوزه يا سبحان الله، لك حكمه يا رب "
تاج بصت ليها بعدين اتكلمت وقالت :
" أنتِ بتقولي حاجه؟ "
" لا مبقولش يا حبيبتي، حتى  صوتك قمر "
" ايه؟ "
" متاخديش في بالك، المهم قوليلي أنتِ مرتبطه؟"
" ها ايه ؟"
" مرتبطه؟؟"
" يا بنتي انا مرات اخوكي، لو مأخدتيش بالك "
" اه افتكرت يا بخته "
" مين ده؟ " 
لسه هتتكلم لقت الباب بيتفتح فتاج نزلت نقابها فورًا، خالد قال :
" دا أنا يا تاج متقلقيش "
" خالد " 
وقفت وراحت تحضنه ففريدة قالت :
" مش دا جوزي! يعني أملاك خاصة، هي بتحضن ليه؟ " 
" ادخل يا عمر "
عمر فتح الباب ودخل لقى فريدة بتبصله وبتشورله على خالد بعدين على إيدها، فقال :
" اة يا اختي جوزك " 
خالد بعد عن تاج وراح سلم على فريدة اللي ابتسمت وهزت راسها، تاج كانت محروجة اوي واتصدمت لما والدها دخل وقال :
" كل واحدة هتروح مع جوزها " 
" هو مفيش فرح " 
فريدة قالت كده فهز راسه بمعنى لا، وقفت وقالت :
" أنتوا جيبيني هنا تهزقوني، أنا عايزة فرح مليش دعوة، عايزة ارقص "
كلهم بصوا عليهم وهي قالت :
" اوووف بتبصولي ليه! "
عمر اتكلم وقال :
" اهدي بقى فضحتينا "
" هو انا عشان عايزه افرح ابقى فضحتكم، بقولك ايه يا ولد أنت... هقوم خاربه ليك الجوازة، أنت عارف أنا ولية قادرة واعملها "
" أنتِ عبيطه يا بت! "
" مش أخت عمر بقى، هبقى ايه "
خالد بص لباباه وعينه بتقول : ايه المصيبة دي. 
" عندك اي تعليق يا تاج يا بنتي "
" لا يا بابا اللي تشوفوه "
عمر بصلها وحرفيًا حس إنها خسارة فيه، واقفه وبتسبح ربنا بالمسبحة اللي في ايدها، وقتها اتكلم بحسره :
" بقى دي الملاك، قصاد برعي اللي احنا مودينه "
عبدالله قال لفريدة اللي بتحرك بوقها :
" يرضيكي ايه يا فريده يا بنتي ؟ "
فريدة عينها لمعت وقالت :
" ده ايه القمر ده! أنت مراتك زيك كده "
" زيي ازاي؟ "
" طيبه أنت شكلك طيب اوي، انت هتعملي فرح صح؟"
عبدالله ضحك وقالها :
" أنتِ بعد الكلمتين دول بتسألي، هعملك فرح طبعًا، تاجي؟ "
اتوترت وبصت لباباها وكانت عايزه تقول حاجه بس اتكسفت، عمر اتكلم هو :
" أنتِ عايزه تقولي حاجه؟ "
بصت عليه ومردتش فخالد قال لباباه :
" هي اكيد مش حابه تعمل فرح ''
" اشمعنى؟ "
" بتستحرم الاغاني وكده "
فريده حاسه ان هي هيبقى مش عندها دم لو قالت تعمل وتاج معملتش فقالت :
" خلاص اللي تاج تشوفه " 
" فريدة لو حابه تعملي، اعملي مش شرط أنا "
" لا خلاص يا قمر مش حوار، فرحة العروسة بعريسها وخصوصًا لو حلو "
عمر حط إيده على وشه من الكسوف وأتمنى لو يموت اخته ويخلص من لسانها ده، خد مراته وروح وخالد خد فريدة ومشي 

في بيت عمر 
دخل هو ومراته وبعدين هي قعدت بتوتر، خلعت النقاب وهو كعادته مبهور بيها، اتكلمت بتوتر : 
" هو أحنا ممكن نصلي سوا، بحيث نبدأ حياتنا بشيء بنور "
" اكيد طبعًا " 
اتوضت وصلوا جماعة بعدين قعد جنبها ومسك أيدها وقالها : 
'' أنا عارف إن ظروف جوازتنا غريبة بس اللي اكيد إننا مش حابين تتحسب علينا جوازة بدون محاولة، وجايز المحاولة تنجح " 
" بإذن الله تنجح طالما ربنا حطنا في طريق بعض واحنا نصيب بعض " 
في حين خالد دخل الأوضة مع البلوة اللي اتجوزها وهي بعبطها كانت بتسقف وتغني وتقول : 
" وأخيرًا اتجوزت ومعتش ناقصني حاجة، محدش له كلمة عليك ولا حد له عندي حاجة، وهيمسك ايديا براحته وانا همسك ايديه " 
" مكنتش عارف اني بلم بور واحدة " 
" نعم! نعم! نعم! فشرت واتنشرت على حبل غسيل من رجلك، دا انا قمر " 
رفع حاجبه باستنكار فقالت : 
" بالستر، اديني فرصة اكمل كلامي " 
" ما هو بالستر فعلاً " 
هي اتغاظت وبعدين حركت راسها وقالت : 
" الرد على اللي ملوش لازمة بيعمله لازمة " 
" عيب تتكلمي عن نفسك كدة " 
" يخربيت الغلاسة، أووووف " 
" عليكي " 
بعدين كل واحد راح في نحية، غيرت هدومها وجات تنام لقيته نايم على السرير، قالتله بغيظ : 
" أنت هتستهبل، قوم من على سريري " 
" سرير مين يا ام سرير! " 
" هي الرجولة والجدعنة تتجوز بنت الناس وبعدين تنيمها على الأرض وتنام أنت على السرير!! أين النخوة يا أخي! " 
" أنتِ قولتيها تتجوز، يعني أنتِ مراتي يعني تنامي على نص السرير التاني " 
" أوووف " 
وراحت فعلاً نامت على طرف السرير لأنها اكيد مش حمل نوم الأرض بعدين قالتله بتوعد :
" أنا وأنت والزمن طويل يا اسمك ايه! " 
" ومالو " 
عدى الليل عليهم بعدين تاني الصبح، قامت ونزلت تحت تشوف مامته، كانت فعلاً ست طيوبة اوي ولأن فريدة شقية وحيوية مامت خالد حبيتها اوي، فريدة قالتلها :
" حماتي يا حياتي جبت الرز اهو " 
" يا بنتي استهدي بالله واطلعي لجوزك، هتفرجي علينا الناس " 
" ابنك مخمود هطلع اعمله ايه " 
" صحيه " 
فريدة فكرت شوية بعدين صقفت بحماس وقالت : 
" اشطا " 
وفعلاً طلعت لخالد بازازة مايه كبيرة سقعانة، دخلت الأوضة بتشوفه صحى ولا لسه وفرحت لما لقيته لسه نايم، بدأت تقول : 
" لودي، يا لودي .. واد يا خالد " 
مصحاش ففتحت الازارة ووقعت الماية عليه، قام مفزوع ياخد نفسه بصعوبة وهي اتفتحت في الضحك، زعق فيها :
" حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة، هببتي ايه! يعني ينفع كدة!! " 
" مقصدش يا حبيبي صدقني " 
" حبك برص يا شيخة ويكون اعور مبيشوفش كمان " 
" اهو أنت يا ابو قلب اسود " 
وسابته ونزلت وهو قعد يستغفر ربنا بعدين رن على عمر صاحبه اللي كان لسه قايم من النوم، عمر رد :
" الو سلام عليكم " 
" وعليكم السلام ، أنتم مجوزني ايه يا عمر! حرام عليكم يا أخي هي دي ايه! اقسم بالله ما يدفع فيها جنيه دا دي يدفع عليها فلوس " 
عمر اتفتح في الضحك وبعدين قال :
" دا مش نصيب يا خالد دي نوايا يا حبيبي، وأنت نيتك واضحة جامد يعني " 
" دا على كدة فيك حاجة لله عشان تقع في تاج اختي " 
تاج كانت بتصلي وعمر فضل يبصلها شوية بعدين قال :
" دا شيء اكيد، ربنا يقدرني واسعدها واكون شبهها " 
" عمر متطلعش عفاريتك عليها عشان خاطر ربنا، هي تبان هادية اوي بس الحقيقة دا ضعف وهي مش بتتحمل " 
" بإذن واحد أحد يا خالد مش هزعلها، وأنت فوت لفريدة كتير اصلاً شقاوتها هتخليك كم يوم ومتقدرش تعيش من غيرها " 
" لا اقدر خدها وملكش دعوة " 
الاتنين ضحكوا بعدين خالد قام خد دش اتوضى وصلي ونزل تحت، لقاها قاعدة مع مامته باندماج بتحكيلها حاجة ومامته مش مبطلة ضحك 
" سلام عليكم " 
ردت مامته بإبتسامة واسعة :
" وعليكم السلام، صباحية مباركة يا عريس " 
" الله يبارك فيكي يا أمي، نزلت وفرجت علينا البيت باللي فيه " 
فريدة ضحكت بصوت عالي ومامته كمان، بعدين قعد جنب فريدة وقالها :
" قومي حضريلي الفطار " 
" ربنا مديك اتنين ايدين واتنين رجلين، ودماغ ربعين ومش عارف تقوم تعمل لنفسك " 
المرة دي ابوه اللي ضحك بصوت عالي، خالد قالها بغيظ : 
" فرحتي علينا البيت وارتاحتي، عايز افهم ذنب ايه عملته وربنا رده ليا فيكي، يا شيخة مني لله، مكنش القلم اللي بمضي بيه على القسيمة يتكسر " 
فريدة وقفت وسألت ابو خالد وقالتله :
" حقا يا بابا طب بذمتك لو كنت جوزت خالد ابنك ده كل يوم كنت حبت في حلاوتي " 
" لا يا بنتي والله " 
" يا حاج حرام عليك بتضحك عليها ليه بس!! " 
بدأت فريدة تغني بعبط :
" غيري مني ولعي صعب جدًا تلمعي استحالة تقابلي ستك ... " 
خالد من صدمته قعد يضحك وهما كمان، فريدة كانت فرحانة بيهم اوي وبصراحة جواها كان متوقع إن العيلة دي ما هتصدق تيجي ليهم وينتقموا منها على المشاكل الكبير بين العيلتين بس الحقيقة أنهم اطيب ما يكون ... 

⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩

في حين تاج نزلت لمامت عمر اللي أصلا مكنتش طايقاها، وقالت بتوتر :
" سلام عليكم " 
" وعليكم السلام، ما لسه بدري يا سنيورة كنتي خليكي فوق احسن " 
" أنا أسفة يا طنط بس كنت بصلي وبقرأ الورد " 
" لا يا حبيبتي دا مش عندنا، تعملي كدة في بيت اهلك هنا ابقي قومي بدري خلصي والساعة تمانية تكوني عندي "
" حاضر " 
قلبها وجعها اوي وخافت من معاملة مامت عمر، عمر نزل وقال : 
" في حاجة ولا ايه! " 
" هي لسه نازلالي ليه؟ يعني ينفع من مراتك كدة من اولها " 
" وهي تنزل ليه ياما مش لسه عروسة، وبعدين عندك الخدامة تعمل الأكل مراتي يدوبك تنزل تاكل وتقعد ان كان ليها مزاج " 
" ومالو قويها علينا من الأول يا عمر " 
مامته مكنتش فاهمة ان تاج أضعف من كدة بكتير، عمر وقف وشد ايدها بعدين راح في جنب، قالتله بتوتر :
" عمر أنت بتكلم مامتك كده ليه؟ كلمها بأسلوب افضل " 
هو ابتسم تلقائي بعدين كملت كلامها : 
" ولما تدخل على حد تقول سلام عليكم، دا حتى السلام لله " 
" احنا هنبدأها تعديل من الأول " 
" بص عشان نتفق أنا وأنت لما حد فينا يعمل غلط، التاني ياخده على جنب وينصحه بالهداوة " 
" حاضر يا ستي، يلا روحي اقعدي وأنا هطلع اشوف حاجة وراجع ... خدي تليفوني رني على رقم خالد طمني أهلك عليكي " 
" حاضر " 
طبطب عليها بعدين سابها ومشي، رجعت تقعد جنب مامته اللي زعقت ليها وقالتلها : 
" أنتِ هتقعدي قومي روحي اعملي ليكي ولجوزك فطار " 
" حاضر " 

⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩

فريدة وقفت جنب الخدامة وهي بتحضر الفطار لخالد بعدين جاتلها فكرة وهي بتعمل الشاي فسألتها :
" هو خالد سكره كام معلقة؟ وبيحب يشرب ايه اكتر؟ " 
" هو بيحب الشاي اوي بس بيقرف من القهوة، وسكره تلت معالق " 
" تمام هعمله الشاي " 
وبعدين وقفت قدام برطمانات الفلافل والسكر والملح بعدين شدت برطمان الملح وحطت تلت معالق، صبت الشاي ليه وطلعت تطلعله الأكل .. قعدت جنب مامته تبص عليه وهو بياكل بعدين شرب الشاي وقام تفه وقعد يكح بعدين زعق :
" مين اللي عمل الشاي ده؟ " 
وقفت فريدة وقالت بحماس :
" أنااا " 
حطت ايدها على بوقها وهو قال بغيظ : 
" يا بنتي هضربك، أنا بجيب اخري منك " 
مامته سألته باستغراب:
" في ايه يا ابني؟ بتزعق ليها ليه؟ " 
" شوفتي ابنك يا ماما بيعاملي أزاي، انا متحملاه عشان خاطرك أنتِ وبابا بس " 
" خالد اتلم "
" حطالي ملح في الشاي " 
" اكيد متقصدش، بطل ظلم وارحم بنتي " 
" هي بنتك وأنا ابن الجيران، جبت اخري من اول يوم " 
فريدة سألته بسماجة :
" مش هتقولي جبته بكام " 
هو كان عايز يولع فيها وهي قعدت تضحك قاصدة تستفزه، عدى اليوم وبعده كم يوم وهي مبطلتش مناغشة فيه، في حين تاج كانت بتتحمل بصعوبة معاملة أهل عمر ليها 
وفي يوم كانت قاعدة بتعيط وهي بتصلي، عمر لسه داخل وكان متضايق من شغله فقالها :
" تاج ... تاج " 
هي مردتش لأنها كانت بتصلي ودا استفزه اكتر، خلاه راح شدها من دراعها خرجها من الصلاة وهي اتصدمت، سلمت وقالتله :
" في ايه؟ " 
" أنا مش بنادي عليكي " 
" أنا بصلي... أنت مش شايف!! " 
" لا شايف وبرضو بنادي عليكي، التجاهل دا مش شغال معايا فاهمة؟ ولا بتعملي ايه لو قولت يا زفتة تردي " 
هي مردتش فهزها وزعق :
" بكلمك تردي عليا " 
" حاضر " 

⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩

خالد لسه قايم من النوم وقعد على السرير، بص حواليه ملقاش فريدة فحمد ربنا ولسه هيقف اتزحلق ووقع، بدأ يزعق بصوت عالي :
" فريدة ... أنتِ ياللي اسمك فريدة " 
جات من جنب ودنه وقالتله بصوت عالي : 
" نعم يا خالد! " 
اتخض منها وبعدين شورت على تليفونها وقالتله : 
" بكلم عمر تاخد تكلمه " 
" يا شيخة يخربيتك ويخربيت عمر وبيخربيت اللي شار بأم الجوازة بنت ستين جزمة دي " 
وشد التليفون رزعه في الحيطة، هي اتصدمت وبعدين اتفتحت في العياط، قعدت على السرير تعيط فصعبت عليه جامد، كل اما يحاول يقوم يتزحلق، خد نفس عميق بعدين سند ووقف جنبها وقال :
" أنا أسف يا ستي متزعليش " 
" أنت عملت كده ليه؟ أنت عارف انا بحب تليفوني قد ايه!! " 
" يعني يرضيكي اللي عملتيه؟ " 
" أنا بهزر معاك وأنت لازم يعني تزعلني، مش قابل هزاري قولي مش قابل هزارك " 
" أنا فعلاً مش قابل هزارك " 
" وأنا ههزر معاك برضو " 
حاول يكتم ضحكته بس فعلاً ضحك، وقفت وقالتله : 
" بقولك عايزة اروح لماما اشوفها " 
" حاضر هاخد دش عما تغيري وهوصلك " 
" هييه هيييه أنت فعلاً طرحة اخرها فرحة " 
" ايه مش فاهم! " 
" متشغلش بالك " 
وفعلاً خالد خد دش بعدين خدها يوصلها بيت اهلها، نزل معاها عشان يشوف اخته واول اما شافها حضنها .. عمر كان نازل لقى اخته وقفه جنب خالد فقال بلهفة : 
" فريدة " 
جرت تحضن اخوها بعدين خالد سأل تاج : 
" عاملة ايه؟ " 
" الحمد لله، وحشتني يا خالد وماما وبابا مجوش ليه؟ كل اما اقولهم يقولوا هنيجي ومش بيجوا " 
" الظروف دي يا تاج، بس انا هكلم عمر اخليه يجيبك تقعدي عندنا يومين " 
سمع صوت والدة عمر، ووضح ليه قد ايه هي شديدة : 
" يبقى بنتنا تيجي تقعد يومين يا ابن الزناتي " 
فريدة ردت بحدة وقالتلها : 
" اسمه خالد يا ماما وبعدين منا جيت اهو حد فيكم فكر يودي تاج تشوف اهلها " 
" مطلبتش " 
مامته قالت كده وهي بصت لعمر بعدين لخالد اخوها وسكتت، هي فعلاً طلبت من عمر وكان بيرفض، خالد مشي وتاج راحت المطبخ بعدين فريدة قعدت مع مامتها، مامتها سألتها :
" فين تليفونك يا فريدة؟ برن عليكي مقفول " 
" الاستاذ اتنرفز مني فكسره " 
" كسره!! " 
مسألتهاش اكتر هنا استنتجت إنهم بيعاملوا بنتها وحش، قضت اليوم مع اهلها وبعدين خالد جيه اخدها وروحت معاه، وهما في العربية طلع ليها تليفون جديد وقالها :
" اتفضلي يا ستي " 
" دا ليا!! بجد يا خالد " 
" تسلميلي يا خالد، أنت حبيبي " 
وحضنته جامد وكانت مبسوطة اوي بالتليفون، روحت واول اما شافت مامته حضنتها اوي وقالتلها :
" والله وحشتيني اكتر ما مامتي وحشتني لما جيت هنا " 
" شوف البكاشة بقى اللي بتاكل بعقلي حلاوة " 
" بتخونيني يا ماما " 
مامت خالد قالت بصدمة :
" بخونك !! " 
وبعدين قعدت تضحك وفجأة لقت صوت بنت بتقولها :
" خلصت يا مرات عمي " 
" تعالي يا سهى... دي سهى بنت عمة خالد يا فريدة ودي مرات خالد يا سهى " 
" خطافة الرجالة صح؟ " 
" بتقولي ايه؟ " 
" هو ابوكي مقالكيش إننا كان مقري فتحتنا وعشان نسكته جوزناكي ليه " 
مامت خالد قالت بحدة : 
" عيب كدة يا سهى ! " 
" لا عيب ولا حاجة مش دي الحقيقة يا مرات خالي " 
فريدة اتريقت عليها وقالت :
" يعني هو مش نصيب تؤ تؤ انا خطافة رجالة، ربنا يشفي "
وسابتها وطلعت لخالد تمسك فيه، وخالد مكنش مستوعب سبب المشكلة ولا فاهم كلامها :
" اة صحيح منا جبتك من بيت اهلك وقولتلك غصب عنك تتجوزني، اصلك عيل صغير لسه مولود، بس تصدق هي فعلاً لايقة عليك، مخبولين ذي بعض ربنا يشفي " 
" في ايه يا بنتي اهدي مش بالشكل ده!! " 
" متقوليش اهدي انا مش بشد في شعري " 
" في ايه طيب فهميني؟ " 
قعدت تزعق وتصوت لحد ما جاب اخره وراح شايلها من هدومها من ورا ورفعها، هي اتصدمت وقعدت ترفس برجليها وتقوله :
" نزلني، بقولك نزلني يا خالد " 
ضحك ومرضاش ينزلها بعدين قالها : 
" أهدي الاول وقولي هديت " 
" مش ههدى فاهم! وهعرفها بنت الجزمة دي!!! سيبني بقولك " 
" هي مين؟ " 
" الست سهى " 
سابها وقعد يضحك وهي بدأت تضربه بعشوائية وغيظ، لحد ما جاب اخره منها وقالها :
" يا بنتي استهدي بالله .. دي غيرة " 
" اة غيرة مش أنت جوزي وحقي أنا " 
" حلوة دي بس لو تعرفي انك نجدتي جوزك أصلا من الجوازة دي، مفيش توافق بينا ومش مهتم " 
" بس شكلها بتحبك "
" تحبني هي حرة! المهم أنا بحب مين " 
" وأنت بتحب مين؟ " 
" مبحبش حد " 
" كداب "
" حصل " 

⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩⁦♡⁩

في حين عمر كان واقف قدام تاج بيزعق ليها وهي بتعيط بدون صوت، قالها بحدة : 
" أنتِ مش هتروحي طالما أنا مش عايز وشغل انك تقولي لخالد دا لا، اهلك عايزينك يجوا ليكي " 
مسحت دموعها وقالت بتوتر :
" أنت بتعمل كدة ليه! اختك في بيتنا وبيعاملوها بما يرضي الله، أنت مش بتعاملني بما يرضي الله ليه؟ " 
" عشان أنتِ تخنقي دولة فاهمة!! أنتِ مش ذي فريدة ولا هتبقي ذيها " 
هزت راسها وبعدين قعدت على السرير، هو حس انه زودها عليها اوي فراح قعد جنبها وقالها :
" تاج أنا ... " 
" يوم فرحنا أنت قولتلي هنحاول، وأنا قلت ليك باذن الله هننجح بس الظاهر ان فعلا هي مجرد محاولة " 
" يعني ايه؟ " 
مردتش عليه فطبطب عليها وقالها بزعل من نفسه :
" متزعليش، أنا مشكلتي اني عصبي اوي وبطلع ضيقتي في اي حاجة، عايزة تروحي لأهلك روحي بس متتأخريش لأنك بقيتي جزء من كل حاجة في حياتي، أنا لما بتعود على حاجة مش بحب حد ياخدها مني لحظة " 
" أنا مش لعبة ليك ولأهلك، أنا تعبت وفي الآخر تقل مني وتقولي عشان متعلق، لا خلاص يا عمر أنا فاض بيا " 
وقتها اتنرفز تاني وقام يزعق بعدين قال : 
" فاض بيكي على ايه! بنموتك ولا انا بضربك هاا! ردي يا هانم .. أنتِ الظاهر متجوزة ناوية على دلع ونكون تحت رجل سيادتك " 
وبعدين كمل كلامه :
" طالما اللين مش جاي معاكي يبقى خلاص، أنا اصلاً جبت اخري منك، حاسس اني متجوز حيطة لا بتتكلم ولا بتتنفس بتعيط بس " 
هي حست انها مضغوطة اوي ولسه هتقوم اغمى عليها، عمر جري عليها بلهفة وخوف، شالها وحطها على السرير بعدين بدأ يفوقها، لما مفاقتش ندا عليهم من تحت 
فين وفين عما فاقت وهو طلع بره عشان حس ان وجوده هيضغطها، مامته مسكتها :
" أنتِ جايه تدلعي عندنا، الدلع ده عند اهلك مش هنا .. بت اتلمي عشان ملمكيش بكفاية غصبونا عليكي ذي المعيوبة " 
هي عيطت بصوت عالي وبعدين خبت وشها في ايدها، في حين خالد قاعد تحت لقى فريدة قاعدة في امان الله بتشرب، جيه من وراها فتح ازازة مايه وفضاها عليها 
باباه زعق ليه :
" أنت مجنون يا ابني! " 
وقفت وقالتله بغيظ : 
" هطلع روحك يا ابن ام خالد " 
وجرت وراه وهو قعد يجري ويضحك، وقفت لما مسكها بعدين قالها :
" يا مقرفة الناس يتشرب من الكبايات مش الازايز " 
" تقوم تعمل كدة، هطلع روحك " 
قعدوا يهزروا سوا وبعدين طلعت تغير هدومها ونزلت لقيته بيقلدها فراحت ضغطت على الازازة شرق وقعد يكح وهي تضحك بعدين قعدت تخبط على ضهره 
" تستاهل عشان متبقاش تهزر مع ملكة المقالب " 
مامته ضحكت وقالت بإبتسامة :
" اعقلوا المفروض احنا بنعد الأيام عشان نشيل ولادكم، هتبقوا عيال شايلين عيال " 
" اة يا ماما قولي لابنك الكلام ده " 
كانوا قاعدين مبسوطين وخالد وفريدة بيتفرجوا على التليفون لحد ما تليفونه رن، خالد رد وفريدة كانت بتشد منه التليفون وبتقوله :
" بتكلم مين؟ اشوف اشوف " 
" يا بنتي اعقلي دا اخوكي " 
" خالد " 
" تاج حبيبتي دا أنتِ " 
" تعالى خدني يا خالد عشان خاطري، الوقتي حالاً " 
خالد وقف وقال بقلق وتوتر :
" في ايه يا حبيبتي مالك؟ حد زعلك في حاجة! تاج " 
" تعالى " 
خالد قام يغير هدومه وفريدة جهزت وراحت معاه، وصلوا البيت لقى اخته قاعدة بهدوء وقدامها عمر، فريدة قالت بقلق :
" في ايه يا عمر؟ " 
" مفيش شدينا سوا شوية وهي محتاجة ترتاح من ضغوطتنا " 
والدة عمر طلعت وقالت بانفعال :
" هياخد اخته يسيب بنتي هنا، الاتنين ميقعدوش هناك فاهمين؟ " 
" ليه يعني يا ماما بياكلونا هناك! انا اقعد هنا بمزاجي وبرضا جوزي مش بدل في كله وبعدين انتم مزعلين تاج ليه؟ " 
خالد طبطب على اخته وقال :
" يلا يا تاج، يلا يا فريدة " 
فريدة انفعلت وقالت :
" استنى الأول نفهم في ايه؟ أنت شايف اختك معيطة ازاي، مين السبب؟ " 
والدها خرج وهو اصلاً مكنش ليه كلام نهائي مع تاج، ومراته معاملتها وحش، وعمر بيطلع عصبيته فيها، هي مشافتش منهم حاجة عدلة، مامتها اتكلمت بانفعال :
" محدش السبب هي اللي مقضياها عياط وعايزة تقعد اكل ومرعى ومحدش يقولها اعملي حاجة، مفكرة نفسها في بيت أهلها ولو حد كلمها نص كلمة بتزعل، احنا اتخنقنا منها... عايزة شغلتها تقعد بس والأكل يجيلها " 
" ما تقعد يا ماما براحتها، مش عندكم خدامة وأنتِ كمان بتعملي يبقى تقعد، هي مش جايه تطبخ ليكم ولا تخدمكم وذي ما أهلها كرموني كلكم تشيلوها فوق راسكم .. اتكلمي يا تاج "
تاج اتفتحت في العياط بعدين قالت لاخوها :
" عايزة اتطلق يا خالد، معتش قادرة اتحمل العيشة دي، أنا تعبت وكرهت الجواز .. ربنا يسامحكم على اللي عملتوه فيا يا خالد " 
خالد بص لعمر بعدين قال : 
" هي دي أمانتي يا صاحبي " 
" خد امانتك وسيب بنتي ومع الف سلامة " 
مامت فريدة قالت كدة ففريدة ردت بانفعال وقالت :
" هي سايبه ولا ايه! مش هفضل ولو تاج هتسيب عمر انا مش هسيب جوزي، ولو أنتم مقدرتوش تصونوا بنت الناس فهما صانوني وشالوني على رأسهم لدرجة مش عايزة ارجع هنا " 
جمال بحدة : فريدة اللي امك قالته صح
عمر وقف وقال بهدوء : 
" أنا مش هطلق يا خالد، أنا خليتها تكلمك عشان تاخدها تروق نفسها بس انا بحبها وعايزها " 
" كلامكم مع ابويا، يلا يا فريدة "
فريدة مفكرتش مرتين قبل ما ترجع مع خالد، تاج طول الطريق بتعيط وفريدة من زعلها عيطت عليها ، تاج وصلت وحضنت مامتها بعدين اغمى عليها تاني 
فين وفين عما فاقت وبعدين نامت وارتاحت، خالد كان جنبها وفريدة قاعدة جنبه بتقوله : 
" اهدى كل حاجة هتبقى كويسة، متزعلش هي بس رهيفه ومش حمل امي " 
" أنتِ بتهزري " 
" لا والله بتكلم بجد، أنا امي اصلها قرشانة ووليه قادرة وشرانية " 
هو مقدرش يبطل ضحك، وبعدين حضنها وقالها : 
" لو الدنيا كلها ذيك " 
" اسكت مكناش هنعيش، هطلع اجيب مايه وجايه ومتقلقش هشرب بجد مش هفضيها عليك " 
" اطلعي " 
طلعت ورنت على اخوها اللي كان لسه صاحي، بدأت تزعق ليه :
" منك لله يا اخي، البنت مفهاش حيل لحاجة، هي دي الأمانة يا عمر حرام عليك، دا اصلنا واسلوبنا " 
" والله ما هي نقصاكي يا فريدة " 
" تمام يا عمر " 
قفلت في وشه السكة وعدى اسبوع كامل مفيش خبر لا من دول ولا دول لحد ما في يوم فريدة كانت داخلة اوضة تاج سمعت خالد بيكلمها 
" بصي يا تاج عايزة تطلقي أنا هطلقك من الصبح بس عايزك تعرفي حاجة مهمة، عمر طيب ومحترم واصيل بس مشكلته انه عصبي " 
" هو مش عصبي بس يا خالد، هو بيتعمد يقل من شأني وانا تعبت منه بجد " 
" بتحبيه؟ " 
" لا أنا قلبي عمره ما يحب شخص مؤذي وعمر مؤذي اوي "
" طيب بس لو بتحبيه هو صاحبي وانا بأكدلك هغيره بس اديله فرصة واحدة، أنتِ بتصلي وقريبة من ربنا وعارفة ان ابغض الحلال عند الله الطلاق، فكري "
" واهله " 
فريدة دخلت وقالتلها :
" سبيهم عليا وصدقيني والله ما هسكت غير اما يجيلك بيحفي كده، المهم متخربوش بيتي " 
خالد بصلها وضحك فقالت :
" متضحكش انا راحة لأهلي وهقولهم أنا حامل لو ضايقوني "
" يا كدابة " 
" كدابة كدابة مش هطلق منك أنا فاهم؟ " 
مسك أيدها وباسها فوطت باست خده وبعدين قالتله : 
" هروح لأهلي وبليل هاجي، اوكى "
" حاضر، السواق هيوصلك وخدي بالك من نفسك " 
" حاضر " 
دا اللي تاج كان نفسها فيه، خالد اخوها حنين وطيب اوي وهي طول عمرها عايزة واحدة يشبهله، فريدة راحت بيت اهلها وقعدت مع مامتها تكلمها :
'' ليه يا ماما تعملوا فيها كده " 
" هو مش كسرلك تليفونك، وزمان معاملتهم زفت ليكي " 
" مين قالك كدة؟ يا ماما مامت خالد انا بقولها ماما وباباه بابا من طيبتهم ولأني حاسه الكلمة بجد، تعرفي يا ماما أنا بزهق خالد وبعمل فيه عمايل، مش بياخد الأمور بجد ولا بيزعق او بيزعلني، مرة التليفون دا عشان خليته يتزحلق في الزيت ويومها جابني هنا وجابلي تليفون جديد " 
" بجد يا فريدة! " 
" اكيد يا ماما وفوق دا كله تعرفي خالد لو طلب مني كوباية ماية مامته تقوله قول للخدامة هي مش شغالة عندك، أزاي بعد دا كله تزعلوا بنتهم دا أنا لو عملت في خالد اي حاجة قدام باباه عمره ما قالي غلط او عيب حتى لو هو كده " 
عمر كان سامع كل كلامها وبعدين قعد جنبها وقال :
" أنا بحبها بس مش قادر اسيطر على عصبيتي " 
" خالد اللي أنت معبرتوش هو ولا اخته، كلمها وبيقولها تديلك فرصة أخيرة لأنه اصيل ومتربي ومش عايز خراب .. لو عايزها حاول واحفى عشانها بس عايزاكم تعرفوا لو بين عيلتنا وعيلتهم تار الدنيا والآخرة مش هطلق " 
مامت فريدة كلمت ابنها وقالت :
" قوم يا ابني هروح بيتهم ابوس راس مراتك، احنا فعلاً وحشين وقلالات الاصل " 
وفعلاً قاموا راحوا مع فريدة بيت اهل خالد، واتفاجأوا بوالد فريدة هناك، وقبل ما تعرف ايه اللي حصل قالت : 
" يا بابا انا حامل ومش هطلق ومش هشرد ابني حتى لو ابوه ايه! " 
كلهم بصوا ليها وخالد ضحك، عبدالله قالها بفرحة ':
" حامل بجد يا فريدة! الف مبروك يا بنتي " 
بصت لخالد اللي ضحك بصوت عالي، راحت وقفت جنبه وتاج كانت واقفة على السلم من فوق بتبص ليهم، عمر رفع عينه بعدين طلع وقف قدامها وقالها : 
" أنا وحش ومستاهلكيش بس اديني فرصة واحدة بس " 
" ما علينا من عصبيتك، بتقل مني ليه يا عمر " 
باس ايدها كم مرة وقالها : 
" عشان حمار، سامحيني والله ما هتتعاد وهتغير عشانك " 
" انا لو رجعت هيبقى عشان اللي في بطني يا عمر مش عشانك لأن اللي شوفته منك يخليني لو شوفتك في الشارع الف وشي عنك "
" أنتِ حامل يا تاج! " 
هزت راسها فحضنها وبعدين نزل وقال لابوها :
" حقك عليا يا عمي، انا زعلت تاج كتير بس والله بحبها، لو اتعادت خدها مني "
مامت عمر قالت :
" وانا كمان غلطانة في حقها، كنت مفكرة بنتي هنا عايشه عيشة وحشة بس لما فريدة قالتلي طلع ان بنتكم مكانها فوق الراس " 
خالد حضن فريدة وباس راسها فقالت ليه :
" اللي بيزرع بيحصد يا خالد وأهلك زرعوا " 
" اهلي بيحبوكي " 
" المهم أنت " 
" أنا بحبك " 
" وأنا بموت فيك " 
تاج ادت فرصة اخيرة لعمر ورجعت معاه وفعلاً المرة دي اتغيروا كتير اوي، كانوا بيعاملوها على انها ملكة وعمر كل يوم يتأسف ليها وفعلاً كان ندمان وبقى دايمًا معاها وفي صفها 
في حين خالد كان كل شوية يزل فريدة بانفعالها لما قالت حامل وكانوا عايشين في سعادة كبيرة اوي .. وكل شوية يقولها :
" حامل قال " 
" يا خالد ارحمني "
" يعني لسانك طويل وكدابة " 
" كدابة عشان بحبك " 
" دا انا اللي بموت فيكي " 
وفعلاً بعد فترة صغيرة فريدة بقت حامل، والكدبة اتحولت لحقيقة والكل كان فرحان بيها بس مقدرتش تبطل مناغشة في خالد ولا مقالبها، والعيلتين بقوا يعملوا خاطر لبعض عشان النسب وعشان خاطر البنات 

عمر ربنا اداله ولد ذي القمر وسماه خالد على اسم صاحبه واعتذر منه على تأثيره في حق اخته وتجاهله ليه، ولأن خالد طيب عداها 
وجيه اليوم اللي تاج تدي الأمان الكامل لعمر، كان واقف قدامها بيفتح علبه فيها خاتم هدية، ابتسمت وقالت :
" شكرًا يا عمر " 
" على ايه يا حبيبتي، تاج عايز اقولك حاجة " 
" قول " 
" بحبك " 
سكتت شوية بعدين قالت من كل قلبها :
" وأنا كمان بحبك يا عمر ". 
اخدها في حضنه بعدين عاشوا كلهم في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-