اسكريبت عشق ظالم للكاتبة سماء أحمد
تبدأ حكايتنا بشاب وبنت كانوا واقفين قصاد بعض، والضحكىة مرسومة على وشهم، بعدين هو قالها :
" هنفضل صحاب؟ "
ردت عليه بتأكيد وقالتله :
" لطول العمر "
دا اللي افتكرته بطلتنا وهي واقفة قدام قبر صديقها الوحيد من الطفولة، كانت بتبص على القبر وبتعيط وجواها نار بتزيد مع الأيام مش بتقل، اتكلمت بصوت قوي :
" وعد عليا يا صاحبي، حقك هيجيلك، وهنتقم من اللي عمل فيك كده والمرة الجاية هاجي ليك وأنا بقولك مات اللي قتلك "
سابته ومشيت وجواها عزيمة تعرف مين اللي حق قلبها على صاحبها الوحيد، رجعت بيتها وبدأت تدور على الأسباب
١. كان بيحب أخت رجل أعمال مشهور
٢. البنت دي ماتت في حادثة
نقطتين مهمين والتالتة بتاعتهم هو موت صديقها، رنت على مامت صاحبها دي وكلمتها :
" الو ازيك يا طنط "
" الحمد لله ازيك يا تولين؟ "
" الحمد لله، بقولك يا طنط هو ايه اللي حصل في التحقيق في قضية يحيى "
" القضية اتقفلت يا تولين خلاص، دم ابني راح هدر واللي قتله هيعيش حر، دا جزاء انه حب خلاص ضاع شبابه وضاع حقه "
وقعدت مامت يحيى تعيط، وتولين زاد الغل جواها اكتر واكتر، راحت بنفسها تعرف مين السبب وعمل كده ليه، ف ظل بحثها اكتشفت اسمه فقط
" سليم محي الدين "
رجل أعمال مشهور وهو نفسه اخو البنت اللي كان يحيى بيحبها، سمعت من مامت يحيى واتقال انه مخدش لحظة سجن واحدة ف يحيى بسبب نفوذه وسلطته، واسمه اللي معروف في عالم الأعمال .. سألت نفسها " يعني ارواح الناس هينه قدام النفوذ، لازم يتاخد الحق بالإيد كدة "
راحت الشركة بتاعته وقدمت على شغل السكرتيرة وجواها عزيمة على الانتقام بدون فهم الحكاية، سألها :
" اسمك ايه؟ "
" اسمي تولين، حضرتك دا الـ CV بتاعي "
سليم ملامحه حادة وواضح جدًا انه صارم وشديد في التعامل ودا اللي سمعته عنه، بيعمل كل اللي يخصه بنفسه ومش بيتهاون بسهولة ودا اللي سمعته عنه، اتكلم ببرود :
" اوكى تقدري تبدأي شغل من بكره "
ابتسمت إبتسامة خبيثة وبعدين طلعت رجعت بيتها، وقررت تبدأ الخطة بتاعتها وأول حاجة تتقرب منه، راحت الشغل وكانت قاعدة في مكتبها، دخل وقالها :
" حصليني على المكتب "
" اوكى "
وقفت وراحت وراه، الحقيقة اول حاجة ساعدتها ملامحها الجميلة ودا لفت انتباهه ليها، قالها :
" اول حاجة لما ادخل المكتب تقفي، بعدين القهوة بتاعتي تيجي بلاك، مش بحب الريست وسط الاجتماعات يكونوا ورا بعض وكل اجتماع ميزدش عن ساعتين "
قعد يقول ليها تعاليم كتيرة وهي تهز راسها بقلة اهتمام، دا استفزه بس قرر يجيب اخرها وقالها :
" لو في اي تأثير في حاجة، هتترفدي "
" وش كدة! "
" نعم! "
" احنا مش آلات عشان منغلطش، انا جايه اشتغل ايوة بس مش جايه عبده، زمن العبودية خلاص انتهى "
" اعتبريه منتهاش ولو مش عاجبك، الباب مفتوح ويجي غيرك كتير "
" بس ميجيش ذيي، وإلا مكنش السكرتيرات اللي قبلي مطولوش كتير "
" ومين قالك انك هتطولي كتير، الحكاية وما فيها شهرين بالكتير "
" اعتبره تحدي، بحب التحديات "
" وأنا بحب البنات القوية، حلو اوي الشهر اللي هتتحمليه هتاخدي ضعف المرتب "
" حلو اوي، عن اذنك معاد قهوتك قرب يفوت "
إبتسامة بسيطة ابتسمها، وبعدين وقعت عينه على صورته هو واخته الوحيده " همس "، كانت بنته قبل ما تكون اخته وحبه ليها فاق كل الحدود، وفي يوم جات ليه قالتله :
" سليم ممكن اتكلم معاك شوية؟ "
" تعالي يا حبيبتي اكيد اتفضلي "
دخلت مكتبه في البيت وقعدت جنبه، كان واضح انها متوترة وهو عشان يوقف توترها مسك أيدها وقالها :
" تعرفي تهدي "
" حاضر، بص في موضوع هقوله ليك بس لو سمحت متتعصبش وخد مشاعري على محمل الجد، سليم أنا بحب واحد "
حاول يحافظ على هدوئه بعدين سألها :
" واحد مين؟ "
" اسمه يحيى هو شغال عندنا في الأمن، هو كويس والله يا سليم وبيحبني اوي، حاول تتعرف عليه مرة "
" في الأمن؟ لا يا همس مش هتعرف عليه وانسي "
" ليه بس يا سليم؟ والله هو كويس وأنت لو عرفته هـ ... "
" قولت لا يا همس "
هي طلعت جري على اوضتها وهي بتعيط، بعدين مسكت تليفونها ورنت على يحيى اللي رد بلهفة :
" هااا عملتي ايه يا حبيبتي؟ "
ردت عليه بصعوبة لأنها كانت بتعيط على اخرها :
" رفض يا يحيى مش عايز يتعرف عليك، حاولت معاه بس اللي في دماغه في دماغه، اتصرف يا يحيى "
" أهدى يا همس وكفاية عياط، وأنا والله هتصرف ومش هسيبك، خلي عندك ثقة فيا "
" حاضر "
قفلت معاه ويحيى راح يكلم سليم في المكتب، سليم خلاه يدخل وطبعًا سليم كان معروف بملامحه الباردة اللي ممكن تخلي اللي قدامه يبقى عايز يقتله، يحيى اتكلم وقال :
" أنا بحب همس وعايز اتجوزها، انا مش اي سبب يخليك ترفض تقابلني، كلمني واحكم عليا، الفلوس مش كل حاجة "
" مين قالك اني رفضتك عشان الفلوس ؟ "
" اومال رفضتني ليه؟ "
" روح دور ورا نفسك بعدين ابقى كلمني "
نجح سليم يستفز يحيى وخلاه جواه رغبة قوية يهجم عليه يضربه، يحيى حاول يستخدم ثباته الإنفعالي وقاله :
" معلش لو مش هتعب حضرتك الفت انتباهي "
طبعًا سليم كان مركز مع كل ردود افعال يحيى، وقاله باستفزاز :
" لحد قبل ما اشوفك كانوا سببين بقوا تلاتة، يا ريت تتفضل على شغلك قبل ما يبقوا اربعة "
" بلا شغل بلا زفت، أنت عايز تستفزني وخلاص، أنت متعرفنيش علشان ترفض تقابلني، اديني فرصة "
اشار سليم بأربعة من أصابعه وزاد استفزاز يحيى اللي كان عايز يهجم عليه يضربه، يحيى خرج ورن على همس اللي ردت وقالتله :
" عملت ايه؟ "
" اخوكي دا كتلة استفزاز، خلاني قعدت ازعق يا همس، بجد إنسان مش طبيعي "
" ليه يا يحيى؟ مش المفروض أنت عارف اخويا على ايه والمفروض برضو هو مديرك "
" اعمل ايه يا همس؟ انا مبقدرش اسيطر على رد فعلي لما بتعصب "
" اقفل الوقتي "
قفلت معاه وبعدين حاول تفتح الموضوع مع اخوها، مرة يرفض ومرة ميردش عليها لحد ما قربت تزهق، وفي يوم قالتله :
" يا سليم لو سمحت "
" همس انا عارف مصلحتك اكتر "
وقفت تزعق ليه وقالتله :
" دي حياتي وانا حرة فيها أنت مش هتحكمني، انا عايزاه ولو أنت مخدتش راجع ليك انا ههرب معاه يا سليم فاهم؟ "
" تهربي! هي وصلت لكده يا همس "
" اة يا سليم "
هي دي نفسها اخته اللي فنى عمره كله عشان يعملها حياة كريمة، اللي كان بيفضلها على نفسه شخصيًا، وقف وقالها :
" ملوش لازمة تهربي يا همس، خليه يجي ويتقدم رسمي وانا هوافق واتجوزيه بس اعرفي اني مش راضي عن الجوازة دي واللحظة اللي هتطلعي فيها معاه مش هترجعي غير يوم وفاتي تاخدي حقك من ولادي "
سابها وطلع اوضته وهي اتفتحت في العياط، زعلت اوي من نفسها لأنها زعلته، طلعت وراه ودخلت اوضته لقيته قاعد هادي خالص ملامحه مش باين عليها حاجة، قالتله :
" سليم انا مقصدش والله "
" حصل خير يا همس "
" لا محصلش خير، انا عارفة انك زعلان مني بس أنت عارف لما بنفعل مش بقدر اسيطر على نفسي "
" عارف وقولتلك حصل خير، كلميه خليه يجي النهاردة "
" لا مش هيجي، قولي أنت رفضته ليه الأول؟ مش جايز ارفضه "
" هو بيشتغل هنا يا همس وسمح لنفسه يرفع عينه ويبص على واحدة المفروض إن وظيفته يحرسها فقط يعني خان الأمانة، تاني حاجة اتكلم معاكي او أنتِ اتكلمتي معاه وسمح لنفسه برضو يرد يعني اتطاول مع حرمة بيتي، تالت حاجة عصبي وربنا خلقك عشان اكرمك واديكي للي هيكرمك، رابع حاجة مش مُحترم، خامس حاجة ودي الأهم محترمش كلام ولي امرك وكان بيرد عليكي وبيكلمك "
رجعت تعيط بصوت عالي وهي بتفكر في كلام اخوها، جايز اي حد يشوفه غرور زايد بس هو عززها وكان عايز يسلمها للي يعززها، معقول الأهل كده
طلعت جري ونزلت تركب عربيتها وخرجت وهي منهارة، اخوها رن عليها فردت :
" ايوة يا سليم "
" ارجعي يا حبيبتي متسوقيش وأنتِ بتعيطي، وهعملك كل اللي أنتِ عايزاه، عارف اني قسيت عليكي بالكلام واحنا تحت بس انا والله ما ليا غيرك "
" أنا أسفة يا سليم، سامحني، انا هرجع وهسمع كلامك بس متزعلش مني "
" ارجعي بس "
قفلت معاه لقت يحيى بيرن عليها، ردت وقالتله :
" الو "
" أنتِ فين يا همس؟ "
" انا راجعة البيت اهو، سليم يا يحيى اخويا مش .. أنا .. سليم "
عيطت اكتر وبدأت تقوله بصوت متقطع :
" اخويا .. مش .. عايزك .. انا .. مصلحتي .. هو .. "
وفجأة صرخت لأن عربيتها اتخبطت في عربية تانية، سليم فاق على صوت تولين وقالها بتوتر :
" بتقولي ايه؟ "
" القهوة "
راحت تحطها قدامه لقيت صورة ليه هو واخته، ومكتوب عليها بقلم اسود " أنا والله ما ليا غيرك " هي مكنتش عارفة مين اللي كاتبها للتاني، ركزت في ملامح البنت هي فعلاً تشبهها ذي ما يحيى قالها مرة
اتكلمت بهدوء :
" دي أخت حضرتك صح؟ "
" أيوة ربنا يرحمها "
" واضح إن حضرتك بتحبها اوي "
هو ضحك بتريقة وبعدين فتح ملف وقالها :
" حضري ليا جدول النهاردة، وبطلي تضيع في الوقت كله من المرتب الكبير "
" أنت مفكرنا بنشتغل عشان الفلوس ولا ايه؟ "
ضحك ومردش عليها وهي قالتله بحدة ودفاع عن موقفها :
" على فكرة دي حقيقة، يعني حضرتك بتشتغل عشان الفلوس "
" حاليًا لا زمان كان اة "
" وايه الفرق؟ "
بص على الصورة ومردش عليها، هي قالتله بانفعال مقدرتش تسيطر عليه :
" على فكرة انا بكلم حضرتك "
" وعلى فكرة انا مبحبش اللي معندهمش ثبات انفعالي، العصبية دي مبحبش اشوفها "
" عن اذنك "
سابته وخرجت وهي متغاظه منه اوي، كمل شغله في صمت تام هي بس اللي كانت بتقطعه، طبعًا دا كان بيستفزه بس كل اما بيبص ليها بيفتكر همس لأنها كانت بتعمل كده، عدى عليها شهر كامل واستغربت إن مفيش منه اي غلاسة، هي نفسها استغربت انه مسالم بالشكل ده واتفاجأت انه زود المرتب ليها، سألته باستغراب :
" حضرتك المرتب نزل على الفيزا وكان الضعف "
" مش كملتي الشهر؟ "
" بس ... "
" مفيش بس، واتفضلي كملي شغلك "
" هو أنت ليه غامض، على فكرة انا بكلم حضرتك وغلط متردش، يعني تستفزني وتقولي متتعصبيش "
لأول مرة تشوفه مُبتسم ليها، هي استغربت وقالتله :
" أنت مش بتبتسم ليه على طول؟ "
" أنتِ بترغي ليه؟ اطلعي شوفي شغلك "
" يا نهار ابيض دا انا اطردت، عيشنا وشوفنا حتة مدير شركة بيطرد سكرتيرة جامدة من مكتبة "
" جامدة!! اطلعي يا ... "
" والله ما واخد بالك أنا اسمي ايه؟ يا نهار ابيض انا تولين "
هو ضحك بصوت عالي وهي اتفاجأت وفعلاً سرحت في ملامحه، وعت على نفسها وخرجت بسرعة تحط أيدها على قلبها وعماله بتزعق لنفسها :
" أنتِ أزاي تسمحي لنفسك يا تولين تبصي ليه، اوعي تنسي أنتِ جايه هنا ليه وهدفك منه ايه، فوقي لنفسك "
بس مكنتش قادرة تسيطر على مشاعرها، سمعت كتير وكتير عن سليم بس اكتشفت إن الحقيقة غير كده، كانت بتحاول تقاوم مشاعرها نحيته لحد ما في يوم وقف قدامها في مكتبها وقالها :
" تولين "
وقف تبص ليه فقالها :
" أنا بحس بمشاعر غريبة نحيتك، يا تقربي يا تبعدي "
قلبها بدأ يدق بسرعة ومعرفتش تقوله ايه، سابها ودخل مكتبه وهي قعدت وحطت وشها بين ايديها وقالت لنفسها :
" مش دا اللي أنتِ عايزة توصلي ليه من الأول يا تولين، خلاص وصلتي ليه "
طلعت تليفون من شنطتها وبعتت ليه رسالة على رقمه الخاص، قالتله :
* طلع ليك نقطة ضعف جديدة، استنى تحصل اللي قبلها *
سليم ساعة اما شاف المسدج خاف اوي على تولين، خرج يطمن عليها بعدين خرج بره يسأل الأمن عن مين اللي كان هنا، هو ادى ليها أمان كبير ومشكش فيها ولا لحظة
رجع ليها وقالها :
" انا هعين سواق ياخدك ويرجعك، ورني على المهندس اللي ماسك الكاميرات، خليه يجبلي تسجيل من ساعة للوقتي "
" حاضر يا سليم بيه "
عملت كده ولقى كذا شخص بس كلهم موظفين عاديين، ممكن يكون جاسوس للي بيهدده ده، هي بدأت تتقرب منه اكتر وفي نفس الوقت تبعت رسايل تهديد ليه، كانت قاصدة تخليه يلف حوالين نفسه
وفي يوم كان قاعد في بيته ماسك صورة اخته، افتكر لما جاله خبرها أزاي إن الدموع مقدرتش تعبر عن حزنه، دخل عليها وهي نايمة مكنش فيها اي حاجة او اي تغير، قالها :
" أنتِ عارفة إن انا جيت على الدنيا دي عشانك، وظيفتي كانت اني اسعدك بس، ارجعي وانا مش هرفض ليكي اي طلب، عايزة يحيى هجوزك يحيى وهكتبلك كل حاجة، وهعملك فرح كبير اوي بس ابقى شايفك قدامي، يبقى نفسك في الدنيا يا همس "
وطى عليها ودموعه نزلت وقالها :
" ارجعي دا انا والله ما ليا غيرك "
شهر كامل مش بيطلع بره البيت، وقف شغله وحياته على اخته اللي ماتت، ليل نهار في اوضتها لحد ما في يوم سمع صوت زعيق جامد وحد بيقول :
" يا سليم، قتلتها يا سليم وارتاحت، أنت مفكرني مش هقدر اوصلك، انا في نص بيتك اهو ومحدش قدر يطلع يقف في وشي، يا سلييييم "
سليم نزل ولقاه يحيى، وقف قدامه وقاله بهدوء :
" متزعقش دا مش بيتك، انت جاي هنا تعمل ايه؟ "
" أنت قتلتها وحرقت قلبي عليها، كل ده عشان هي كانت عايزاني، لآخر لحظة كانت بتكلمني وبتلومك "
سليم افتكر كلام اخته ليه، فضلته على اللي واقف قدامه، فعلاً هو المُذنب لأنه سابها .. سليم اتكلم بهدوء :
" اطلع بره "
يحيى هز راسه وقاله بتأكيد :
" هطلع بره طبعًا بس مش بعد ما اطلع روحك، واخد حق حبيبتي منك، مش قبل ما ابرد النار اللي جوه قلبي "
وطلع مسدس وحطه في وش سليم اللي كان بيبصله ببروده المعتاد، قرب من يحيى اللي قاله بحدة :
" متقربش عشان مخلصش عليك "
" يا ريت تخلص عليا "
" أنت مفكرها بالساهل كده، أنا هخليك تتمنى الموت بعدين هديه ليك على طبق من دهب "
وقرب من سليم يضربه، سليم كمان هجم عليه وضربه بكل عصبية لأنه كان السبب الاساسي في اللي حصل من البداية، سليم كان بيضربه وبيقوله :
" احنا كنا عايشين مبسوطين، أنت السبب إني اخسر اللي ليا، أنت السبب إن قلبي لسه محروق على اختي، كله منك "
يحيى وقع على الارض وخد المسدس وضرب سليم، الرصاصه جات في كتف سليم وسليم هجم عليه، المسدس كان ما بينهم وسليم كان بيلفه وفجأة خرجت رصاصة طايشة استقرت في نص قلب يحيى ...
سليم وقع على الأرض والأمن جيه على صوت الرصاص، البصمات كانت بصمات يحيى وكان في كاميرات مراقبه عشان كدة سليم مخدش يوم في يحيى ورجع لحياته، مش ذي الأول بس رجع
سمع صوت تليفونه بيفتحه لقى رسالة بتقوله :
* احنا مستنين عشان كل اما هتتعلق كل ما حرقة القلب هتكون اكبر *
هو حط أمن قدام بيت تولين، ومستني اللحظة اللي هتعترف بحبها وقتها هيجيبها عالمه ومش هيخليها تفارقه
سليم من النوع اللي لما بيحب بيحب من كل قلبه، رن عليها يسمع صوتها قالتله :
" مستر سليم مرة واحدة، دا انا فوني كان بيرقص ومش مصدق، عامل ايه؟ روحت فين سامعني "
" سامعك، اتكلمي "
" أنت رنيت عشان انا اتكلم "
" ايوة اتكلمي عايز اسمع صوتك "
" اقول ايه؟ تعرف انا وانا صغيرة كنت تخينة اوي، ومرة كنت ماشيه في الشارع الولد اتلغبط بيني وبين الكورة القفر وقام شايطني انا "
هو ضحك وهي كملت كلامها :
" ومرة برضو كنت نايمة بابا جيه يشيلني مفكرني البطانية مطبقة "
" أنتِ بتقولي ايه! "
" يا عم اضحك محدش واخد منها حاجة، مش ناوي تكلمني عن اختك "
" في الوقت المُناسب، كلميني عن عيلتك "
" في الوقت المناسب "
هو ابتسم وقعد يتكلم معاها وقت طويل، حس انها انتشلته من ظلمته ووحدته وهي كمان حست انه جالها بعد سنين من البحث، وفي يوم كانت قاعدة مامت يحيى رنت عليها فردت :
" ايوة يا طنط "
مامته كانت بتعيط وبتشكي ليها :
" يحيى جالي يا تولين وكان بيعيط، وشه كان وحش وانا خايفة عليه اوي، معرفتش اكلم مين بس اعمل ايه عشان حقه يجي يا تولين، قلبي محروق على ابني "
تولين رجعت افتكرت لما قالها :
" هنفضل صحاب؟ "
رد بصوت واطي وهي بتكلم مامته :
" لطول العمر "
بعدين قالت بصوت يوصل لمامته :
" متزعليش يا طنط حقه هيجي ليه، وعد انا هجيبه ليه "
" هستنى يا تولين، هستنى روح ابني ترتاح "
وقتها الغل من نحية سليم اتولد وزاد اكتر، كانت مخنوقة وقررت تنهي الحكاية قبل ما تزيد وتتعلق بيه ووقتها فعلاً مش هتقدر تاخد حق صاحبها، بعتت رسالة ليه :
* لو عايز تنهي الموضوع قابلني بكره ورا المقابر، بس لوحدك يا سليم عشان مخلصش عليها *
وسحبت الخط كسرته بعدين رنت على سليم وقالتله :
" سليم نسيت اقولك تصبح على خير "
" وأنتِ من اهله، بقولك بكره مش جاي الشغل لأني رايح المقابر "
" لوحدك؟ "
" اة لوحدي، في حوار كده هخلصه، بصي متروحيش بكره الشغل وخليكي هاجي اشوفك قبل ما اروح "
" حاضر، انا حابه اجي معاك يا سليم "
" هنشوف بكره "
وفعلاً تاني يوم راح ليها بيتها، فتحت الباب وقالتله بإبتسامة :
" ادخل "
دخل فعلاً وبعدين مسك ايدها وقالها :
" في رسايل تهديد كانت بتيجي ليا والنهاردة رايح لوحدي اشوف مين اللي باعتها "
" انا خايفة عليك "
" حلوة الجملة دي بس متخافيش كل حاجة هتبقى كويسة، وانا هبقى كويس وأصلا دا شخص ضعيف لأن لعب الكبار تنفيذ "
" طيب انا هاجي معاك "
" لا خليكي هديكي حاجة تقرأيها عما اجي "
وطلع دفتر واداه ليها بعدين قالها :
" دا حياتي كلها واسراري، أنا بحبك يا تولين "
هي مصدقتش اللي سمعته، قرب وباس راسها بعدين سابها ومشي، هي خدت الدفتر ونزلت راحت وراه، اتأكدت انه فعلا لوحده
في حين هو كان واقف بيدور على اللي بعت ليه، سمع صوتها بتقوله :
" سليم "
لف وشها ليها لقاها واقفه وف أيدها مسدس مسلطاه على وشه، بص للمسدس بعدين ليها وقالها :
" في ايه؟ "
" في انك قاتل، رسايل التهديد من البداية كانت مني، احب اعرفك بنفسي انا تولين صاحبة يحيى المقربه واللي هتخلص حقه من ظالم ذيك، لعب بفلوسه ومخدش عقابه "
" قرأتي اللي أنا كتبته في الدفتر "
" لا ومش مستعدة اقرأ حاجة تخص واحد كداب ذيك، او ممكن اقرأه قدام قبر يحيى واضحك بعد ما روحك تطلع "
بص على قبر اخته وابتسم بعدين بص ليها وقالها :
" خلصي "
" الأول تكتب رسالة انتحار، انا مش مستعدة اخد فيك يوم واحد "
رمت ليه دفتر وهو كتب رسالة فعلاً وبعدين رمى ليها الدفتر، قالها بهدوء :
" أنا موثقتش في حد غيرك بعد همس، خلصي ومتخلنيش افكر كتير "
لسه هتضغط على زناد المسدس دموعها نزلت، قالها بإبتسامة :
" كان نفسي اقولك وقفي، بس ثقتي فيكي مش هترجع وكمان انا معتش عندي سبب اعيش ليه بعدك "
" أنا حبيتك "
" وانا كمان حبيتك، خلصي بقى "
هي عيطت وبعدين قالتله بحدة :
" عملت فيهم كده ليه ؟ "
" كل حاجة إجابتها في الدفتر "
تليفونها رن وهي ردت لقت مامت يحيى بتعيط وبتقولها :
" مش راضي يسيبني يا تولين، طول الليل معايا وشه وحش وبيعيط، كل دا عشان حب يا تولين، شبابه راح وعمره راح "
هي قفلت التليفون وقالتله :
" انا اسفة بس دا عهد عليا "
وقربت منه حطت المسدس على قلبه، بص ليها وفجأة شاف اخته جايه عليه ولابسه ابيض، قالها :
" أنتِ اختارتيني عليه، وانا بختارك أنتِ يا همس "
فجأة حس بوجع بسيط للحظات بعدين وقع على الأرض، غمض عينه ولقى اخته جنبه بتقوله :
" يلا .. مش كفاية عيشت اربع شهور من غيري "
" كفاية "
تولين كانت بتبص ليه وشايفاه بيكلم حد، روحها اتسحبت مع روحه وبعدين قعدت على ركبتها قدامه تبص ليه، مسكت ايده وقالتله :
" أنا قتلتك وقتلت نفسي معاك "
وقفت ذي المزهولة او المصدومة وخدت المسدس ومشيت، راحت قدام قبر يحيى وقعدت قالتله :
" خدت حقك .. حقك جيه منه، قتلته يا يحيى .. قتلت الشخص الوحيد اللي انا حبيته "
دموعها نزلت وحطت المسدس وقالتله :
" قالي الدفتر حياته، بس انا مقولتش ليه إن حياتي بدأت من شهرين بس وانتهت النهاردة "
فتحت الدفتر وهي حاسه إن عقلها ضاع، بدأت تقرأ بصوت عالي وهي بتحاول تستوعب قد ايه هو تعب عشان يعمل كل ده لأخته، وبيقول قد ايه تعب عشان خاطر اخته، حياته كانت عبارة عن اخته، كتب كل حاجة لحد ما يحيى مات، اتصدمت وقالت :
" مقاتلوش!! سليم مقتلش يحيى "
لحظة استيعاب يليها جملة :
" هو مات بس كان جوايا أمل كبير إني اللي اجي وراكي، انا عارف مهما طول الحياة يا همس مش هتساوي لحظة سعادتي وقت ما هجيلك ... في انتظار لحظة موتي "
قلبت الصفحة لقيته كاتب :
" بداية الأمل هي تولين "
بداية الأمل هو أخر امنية في الصفحة القديمة، هي من الصدمة قعدت تصوت وتعيط لحد ما وقعت جنب المسدس، حست بقلبها هيخرج من مكانه، شهقت شهقة قوية وهي بتضرب على قلبها وبتقوله :
" ظلمته، ظلمت نفسي، نهيت حياتي بإيدي، هو حقق حلمه وانا قضيت على حلمي "
بصت لقبر صاحبها وصرخت :
" دمرت حياة الاخوات وانا قضيت على حياتي بسببك، انا ... أنا ... "
شهقت بصوت عالي وفضلت تبص للمسدس اللي موجه نحيتها، دموعها نزلت ومعدتش حاسه بأي حاجة ...
ودي كانت نهاية الظلم والحكم السريع وقلة السماع للطرف الآخر .. دي كان نهاية قلة البحث والنظر للظاهر بس وعدم المحاولة في البحث عن اللي بنحكم عليه ... دي كانت نهاية الحكاية
لو كانت سمعت للطرف التاني او لو كانت قفلت ودنها وشغلت عقلها وراحت سألت مكنتش انكتب عليها التعاسة للأبد والمرة دي معشش الأبطال في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.