اسكريبت شيخ سكن القلب للكتابة سماء أحمد
شاب متدين جدًا اسمه خالد كان طالع من المسجد بعد صلاة الضهر، واحد كبير ماشي جنبه وعمال بيحاول يقنعه بفكرة الجواز بس هو رافض الفكرة تحت حجة ملقتش بنت الحلال، خالد مخلص هندسة وشغال في الأوقاف بجانب شغله كمهندس متدين جدًا بيراعي ربنا في كل حاجة
وقف والراجل قعد يقترح عليه، لقى بنت جايه عليهم وقالت :
" بطل رغي دو دو دو ايه ودنه يا عم "
" يلا يا جزمة من هنا "
" اة منك يا حلو أنت "
" كلي بعقلي حلاوة، قولي عايزة ايه من الآخر؟ "
بصت على خالد بعدين للراجل وقالتله :
" عادي "
ضحك واكد براسه فمسكت دراعه وقالتله بنظرة بريئة يغلبها الشقاوة في نفس الوقت :
" عايزة اطلع رحلة، اقنع بابا يا عمي بالله عليك، يا رب ربنا يحبك اكتر، يلا قول اة "
" لما اروح هقوله حاضر، يلا روحي وبطلي تمشي مع اللي رايح واللي جاي "
" بس كده! أنت تؤمر عيوني ليك يا حلو "
فريدة مشيت من قدامهم وعمها ضحك بعدين بص لخالد وكمل كلامه :
" كنا بنقول ايه؟ "
" مين دي يا شيخ محمد "
" دي بنت أخويا الصغير فريدة، عيلة ايه عسل شقاوة الدنيا كلها فيها، تشوفها تديها روح ست سنين بس ميغركش دي مقفله العشرين، أنا واخواتي روحنا فيها "
" ما تكلملي والدها يا شيخنا "
" بتتكلم جد يا خالد! بس استني فريدة مش اللي تتعايش مع دماغك، فريدة عاملة ذي الطير ومش عايزة حد يقيدها "
" كلمه بس واللي فيه الخير يقدمه ربنا "
" ونعم بالله "
فريدة جرت لحد ما وصلت عند البيت بعدين بصت وراها على خالد وحطت إيدها على قلبها، طلعت جري على فوق بعدين دخلت اوضة اختها تقولها :
" فاطمة شوفته يا فاطمة "
" مين ده؟ "
" شيخ خالد، جيت لقيت عمك بس طبعًا عملتي نفسي مش شايفاه، خدت بالي كان بيبص عليا، يا رب بقى سمعت إن عمك بيدور ليه على عروسة، يا رب أنا اهو يا رب "
فاطمة قعدت تضحك على أختها اللي واقعة على بوزها من أول مرة شافت فيها الشيخ خالد، بعدين من اللي سمعته من عمها عن أدبه وأخلاقه واحترامه، بتحلم بيه كتير وباليوم اللي ربنا هيجمعها بيه على خير
طلعت بيت عمها بليل لقيته قاعد مع باباها، حطت ودنها على أساس تسمع كلمة كده ولا كده عنه، سمعت بس حاجة خليتها تتحبط :
" يا أحمد يا اخويا خالد عايز واحدة هادية لا بتهش ولا بتنش، اللي ذي فريدة متعيشش معاه ولا تحب عيشته، فريدة ذي الطير وخالد قفص عايز اللي تدخل حياته تتحمل "
هي سندت على الحيطة ودموعها نزلت وقالت لنفسها :
" هو بيعقدني فيه ليه ؟ استني هو بيحكي لبابا دا معناه إن خالد جالي، يعني أخد باله مني، والله ما هسكت ولا هسيبه "
ودخلت الصالون عليهم بعدين قالت :
" أنا سمعت كل حاجة، اتفضل كده قولي أنت بتطفش العريس ليه؟ "
" مش بطفش حد، لسه بكلم ابوكي عليه بس دا معهوش كلية وصنايعي، مش على أساس عايزة واحد .... "
" استني بس مقصدش ده! ارجع كده في عريس تاني مش شبهي "
" الشيخ خالد "
" أيوة عليك نور يا عمي الشيخ خالد، هو دا المطلوب أنا نفسي موافقة، عندك مانع يا بابا "
عمها بص لباباها وشور عليها بعدين قال :
" بنتك هتفضحنا، والله هتعملنا فضيحة قدامه "
" ليه بس يا عمي؟ هبقى هادية ومؤدبة والله وهخليه يجي ويقولكم أنا بشكركم على الملاك اللي ادتوها ليا دي، وافق يا بابا بالله عليك عشان خاطري "
باباها اتنهد وبص عليها بعدين على عمها وقاله :
" خلاص يا محمد قوله يجي واللي فيه الخير يقدمه ربنا "
فريدة ردت بحماس وهي بتصقف ذي العبيطة :
" ونعم بالله، مدد يا رب "
محمد واحمد قعدوا يضحكوا عليها والاتنين قلقانين من اللي المجنونة دي ممكن تعمله، الشيخ محمد كلم خالد وقاله يجي يوم الجمعة، خالد فرح لأنه بصراحة اعجب بالبنت بس خاف من عبطها الزايد ده
جيه يوم الجمعة وجم اتقدموا وبدأوا يتفقوا سوا، فريدة وقفت ورا الستارة تبص عليه وتعمل نفسها بتزرغط بدون صوت، خالد رفع عينه شافها حاول يمنع ضحكته بس خرجت منه خفيفة، بصت عليه وشهقت بخضة لما شافته شافها وقالت :
" يا مصيبتي، اتفضحت "
خالد شور بعينه على عمه اللي قاعد جنبه ورجع رفع راسه بمعنى ادخلي، اختفت ورا الستارة وهو ابتسم بعدين قالوا :
" يلا نقرا الفاتحة "
" اقرأوا الفاتحة يا عيال، اقرأوها تلت مرات يلا "
ضحكوا عليها وهي قرأتها بعدين قالوا تدخل تقعد مع خالد، مسكت ضحكتها بالعافية وهو قالها :
" ازيك يا فريدة؟ "
" الحمد لله، ازيك أنت كويس صح وأنا كويسه يا رب دايمًا "
غصب عنه ضحك وهي كمان بعدين قالت :
" بص أنا هادية بس قبل ما ادخل ادوني حباية صراصير بس أنا بأمانة بأمانة هادية، مني لله استغفر الله العظيم هطفشك صح؟ اسكت يا لساني "
هو حط إيده على دقنه وبيبتسم بهدوء، اتكلم براحة :
" عندك اي سؤال ليا؟ "
" الخطوبة طويل ولا هتطفش؟ قولي بس عشان يكون عندي خلفية "
" لا مش هطفش ... أنا شايف إن كل حاجة تمام "
ضحكت وهزت راسها بتأكيد بعدين هو قام ولسه هيمشي قالتله :
" خالد "
" نعم "
" متاخدش عني فكرة وحشة، أنا بحب الهزار "
" لو في فكرة وحشة مكنتش جيت "
هي ابتسمت وخرجت ليهم، كم يوم واتخطبوا بس خالد رفض فكرة الأغاني والحفلة ويكون موضع أنظار وكده، فريدة احترمت رغبته وجايز حبها ليه غطى على النقطة دي
في فترة الخطوبة بقى تقريبًا ملل اكتر من كده ملقتش، مش بيتكلم معاها في الفون كتير ولا بيروحلها، مش بيعمل حاجة من اللي بتشوفها وبتسمع عنها من صحابها، اتنهدت وهي سمعاه بيقول :
" لا يا فريدة مش هتلبسي فساتين من دي، لا سمكة ولا ارنب "
" يا خالد الفستان عاجبني وحلو "
" لا "
وطالما خالد قال لا يبقى غصب عن الجميع لا، اتنهدت وهي بتسمعه بيقفل كلام معاها وقفل ونام، اختها دخلت واتكلمت بهزار :
" هو لحق يقفل، ايه يا بنتي بتكلميه في ايه يخليه مش طايقك "
" وهو لو مش طايقني ايه اللي يخليه يكمل أنتِ كمان "
" بهزر يا بنتي متقفشيش "
" متهزريش وتصبحي على خير "
ونامت فريدة في حين كان خالد بيصلي وبيستغفر ربنا، هو وجهة نظره إنه بيتعلق بيها اوي وخايف مشاعره تاخده إنه يقولها كلمة كدة ولا كدة يشيل عليها ذنب فربنا يخلص الذنب دا في علاقتهم، كان عايز ربنا يبارك ليهم في حياتهم
كلمها تاني الصبح وقالها :
" صباح الخير "
" صباح النور ... نازلة الجامعة عايز حاجة؟ "
" شكلك متضايقة بس تمام هاجي أوصلك واصالحك "
مردتش عليه وقفلت السكة فركب عربيته وراح ليها، ركبت معاه من غير ما تتكلم على غير العادة فوقف وجاب ليها علبة كبيرة من ورا وحطها على رجليها، قالت باستغراب :
" ايه دي "
فتحت العلبة اتفاجأت إنه جايب ليها فستانين مش واحد، حلوين جدًا وينفعوا للمحجبات، حمحم قبل ما يقول :
" آخر حاجة في الدنيا تهون زعلك "
" شكرًا يا خالد، الاتنين يجننوا، ذوقك طلع حلو اوي "
" ايوة منا اختارتك "
قلبها بدأ يدق بشكل كبير وملحوظ، اتكسفت وبصت جنبها لحد ما وصلوا، سابت الصندوق في عربيته ونزلت، استغفر ربنا ومشي
قابلت واحدة من صحابها اسمها إيمان، إيمان شافت خالد وقالتلها بهزار :
" متقوليهاش دا الشيخ خطيبك "
" ايوة "
" بت هو عينيه زرقا بجد ولا أنا مش مركزة ولا ايه! "
" عينه ملونه يا إيمان وسيبي خطيبه في حاله "
" هو ايه اصله ده، طب على فكرة خطيبي أحلى، كفاية مش قفل ذي جماعة وبياخد وبيدي، دا حتى أمبارح قالي عايزين نعجل الفرح يا مونه مش قادر أعيش من غيرك، ولا يوم الخطوبة رقصنا سلو سوا وشالني واتدوخ بيا "
جات واحده صاحبتهم اتكلمت وقالت بهزار :
" الكلام على ايه! "
ردت إيمان بحالمية :
" فترة الخطوبة "
" دي أحلى فترة في حياة كل واحدة يا فريدة، معتز عليه حضن يا بت إنما ايه! حاجة كريتيف "
فريدة استغفرت ربنا بعدين قالت :
" هو الحرام معدش عليكم! "
" مش هيبقى جوزي؟ يبقى حلال يا حبيبتي يحضن ويبوس كمان، صحيح مرات الشيخ خالد هنتوقع منها ايه! حاجة آخر ملل، تلاقيه بيقولك ازيك يا أخت فريدة "
دا اللي ايمان قالته بتريقه قامت صاحبتهم سها كملت تريقة وقالت :
" يبقوا ميعرفوش حاجة عن المشاعر ويجوا يتنظروا علينا، بلا هم اهو دا اللي ناقص "
فريدة اتنرفزت عليهم وقالت :
" أنتِ بتكلميني كده ليه أنتِ وهي؟ احترموا نفسكم "
إيمان ردت وقالت :
" أحنا منقصدش حاجة يا فريدة بس الفكرة إن خالد دا بهت عليكي، بجد هتندمي على الأيام دي، متعرفيش شعور إن خطيبك يمشي جنبك وهو ماسك ايديكي مثلا، ولا لما يقرب ويحضنك، او تتصوروا، قوليلي يا فريدة اتصورتوا قبل كده "
فريده حاولت تفتكر اكتشفت انه حتى ما لبسهاش دبله الخطوبه وده زعلها اكتر فضلت تسمع صحابها شويه كتار لحد ما زهقت بعدين قررت تسيبهم، وتروح تقعد لوحدها لحد ما خالد جالها تاني بعد الشغل، ركبت جنب خالد في العربيه وفضلت ساكته لحد ما روحوا سالها :
" مالك "
هي قالت ان ما فيش حاجه، اتغدت مع اهلها وما اتكلمتش على غير العاده، وبعدين صاحبتها رنت عليها وكلمتها وقالت :
" ايه يا بنتي انت زعلانه مننا ولا ايه "
" لا مش زعلانه هزعل ليه "
" علشان يعني انا وايمان زودناها معاكي شويه حسيت كده "
" لا ولا زودتها ولا حاجه المهم حضرتي اخر محاضره لو حضرتيها ابعتي ليا اللي اخذتوه "
بقلم سماء أحمد
" تمام ماشي هبعت لك "
سهى حست ان فريده بتحاول تغير الموضوع وفريده حاولت تقفل الكلام معاها بدري، وبعدين نامت
ثاني يوم لقت مامتها بتصحيها وبتقول لها :
" أنتِ نسيتي فساتينك مع خالد امبارح "
" تقريبًا "
" طيب هو برة تعالي شوفيه "
هي طلعت تشوفه وكانت ناسيه تلبس حجاب وبالبيجامة، هو وقتها لف وشه واتحرج وده ضايقها اكتر بعدين قال :
" فريده لو سمحتي بعد كده لما اجي ما تطلعيش من غير حجاب واتمنى ما يكونش ده بيحصل مع حد غيري "
" لا معاك انت بس بعدين ما تنساش انك هتبقى جوزي "
" بس لسه ما بقتش جوزك "
" يعني انت شايف كده "
" اه شايف كده "
" تمام ماشي يلا روح عشان ما تتاخرش على شغلك "
" تمام خدي بالك من نفسك "
" وأنت كمان "
خالد حس ان فريده متغيره بس ما اتكلمش، وسابها تجيب اخرها .. يومين وهو بيرن عليها مره تتجاهله ومره ترد بجفاء على غير العاده يعني، فتأكد ان في حد مكلمها وقايل لها حاجه
في يوم راح لها الجامعه لقاها واقفه مع اثنين من صحابها ندى عليها مسمعتهوش، فنزل وراح سمعهم بيقولوا ليها :
" ده مش طبيعي، وبيضيع منك فترة الخطوبه اللي بتبقى احسن فتره ... سيبيه "
هو ندى وقتها على فريده لان محبش يفضل اكبر قدر ممكن يسمع كلامهم، حس ان هو كده بيتصنت ودي مش من صفاته، فريده راحت ليه وكانت مخنوقه وزعلانه بس حاولت متبينش
خالد وصل قدام بيتهم بعدين بص ناحيتها بس تعمد ميبص لها هي، بعدين قال :
" فريده انا عايز اعرف بكل صراحه انت متضايقه مني في ايه؟ "
" مش متضايقه منك انا متضايقه من تصرفاتك، أنت مش حاسس ان كل حاجه معايا بحدود، المفروض ان الفتره دي مش هتتكرر في حياتنا وانت بعيد "
" بعيد ازاي يعني، ما احنا بنتقابل وبنتكلم "
" انت بتسمي ده مقابله وكلام انت تقريبا متعرفش ملامحي شكلها ايه، وحتى انا مش عارفه أنت بتحبني ولا لا "
سكتت شوية بعدين كملت كلامها وقالت :
" خالد انا بحبك "
رد بجفاء واضح وقال :
" مش وقته "
" هو ايه اللي مش وقته "
ده كان ردها بعصبيه، رد هو عليها بنفس العصبيه :
" زي ما قلت مش وقته "
" امال وقته امتى "
" وقته لما تبقي على ذمتي مراتي "
هو أنت بالشكل ده مديني فرصه ان انا ابقى مراتك، ارحمني "
" انا مش عايز افهمك غلط "
" لا افهمني غلط يا خالد، انا عايزه اعيش زي ما زمايلي بيعيشوا مع اللي مخطوبين ليهم، مش كل حاجه كده .. كلام ممنوع.. تيجي البيت ممنوع .. انا معدتش فاهمه حاجه ولا حتى فاهمه أنت من البدايه خطبتني ليه، انا بدات افهم كلام عمي لما قال ان احنا مش شبه بعض وان احنا مشروع فاشل للجواز "
" أنتِ قصدك ايه ؟ "
" قصدي اللي انت فهمته "
" يعني ايه ؟! "
" يعني كل شيء قسمه ونصيب "
لاول مره تلاقيه بيبص لها فعلا وبيدقق في ملامحها وده خلاها تلقائي تعيط، زعل اكتر وقال :
" ممكن افهم بتعيطي ليه ؟ "
هي كانت عايزه تقوله ان هي مش عايزه تخسره بس اكتفت انها قلعت دبلتها واديتها ليه، نزلت من العربيه تجري وطلعت على بيتهم، فضلت تعيط لحد ثاني يوم بعدين عرفت اهلها ان هي وخالد سابوا بعض، طبعا الكل زعل بس عمها الشيخ محمد كان متاكد ان ده اللي هيحصل في الاخر حتى انه قال لها :
" متزعليش يا فريده انا شايف ان كده احسن مش بقلل منك ولا بقلل من خالد بس انتم مش شبه بعض ولا كنتم هتكملوا في جواز ..كنت حابب اوقفها من الاول بس أنتِ كنت مصره على خالد "
هي راجعه تعيط وبعدين قالت له :
" لأني بحب خالد يا عمي، بس أنا مشوفتش منه الحب وارجع واقولك هو كان أول وآخر حب حتى لو مش نصيبي "
عمها اول مره يشوفها متقصره للدرجه دي، وصعبت عليه .. فضلت فريده شهرين كاملين تعيط مش قادره تتخطى فكره انها اللي فسخت وبعدت
في يوم اتقدم ليها واحد وكان مناسب، فريده كانت رافضه الفكره بس اهلها كانوا شايفين انه مناسب جدا وكأي اهل شايفين ان افضل حل عشان البنت تنسى واحد يبقى بواحد
فريده رفضت الفكره تماما وقالت لهم ميفتحوش موضوع الخطوبه معاها، دخلت اوضتها وقعدت لوحدها لقت الباب بيخبط فقالت :
" مين "
" انا يا فريدة عمك محمد "
" اتفضل ادخل يا عمو محمد "
دخل وراح قعد جنبها على السرير بعدين قال :
" سمعت انك رفضتي العريس اللي جاي "
" ايوه ومش عايزه حد يفتح ليا الموضوع ده ثاني "
" حتى لو قلتلك ان خالد خطب "
هي في فضلت بصاله شويه ومبلمه، بعدين عيطت قال لها :
" لما أنتِ بتحبيه اوي كده فسختي ليه ؟ "
" عشان حسيت انه مش بيحبني "
" هو قالك "
" لا "
" امال أنت خمنتي يعني "
" مش عارفه "
" هو ايه اللي مش عارفه، باباك على اخره بلاش تخسريه زي ما خسرت خالد "
" يعني اعمل ايه ؟"
" توافقي على العريس وتدي نفسك فرصه ثانيه "
هي حست انهم مش هيسيبوها غير اما توافق فقالت :
" يعني انتم شايفين كده؟ "
" ايوه "
" تمام "
هي اضطرت تقعد مع العريس وتقريبا مكاش ليها رأي لأنهم وافقوا وقراوا الفاتحه ... اكتشفت ان الولد اللي هي مخطوبه ليه بيحبها من زمان ومتابعها بس هي مكنتش واخده بالها، هي كمان مكنتش حباه بس كان صعبان عليها ان هو يعيش اللي هي عاشته
يوم الخطوبه رفضت تعمل خطوبه كبيره وقررت تلبس دهبها في المحل، مامتها مكنش عاجبها الفكرة واتناقشت معاها
" يا بنتي أنتِ في خطوبتك الأولى عملتي مشكلة بسبب الحوار ده، جايه المرة دي ترفضي بنفسك "
" ماما لو سمحتي سبيني على راحتي، أنا على آخرى وبتلصم ولو عايزة الخطوبة دي تتفسخ قولي "
" وعلى ايه الطيب أحسن "
وفعلاً مامتها سكتت ووافقوا على طلبها، يومها في المحل رفضت فكره ان هو يمسك ايدها ويلبسها الدبله حتى برغم ان مرة خالد، خالد هو اللي كان رافض وبالعافيه لبسها الدبله .. هنا هي رفضت اي لمس نهائي
بعد الخطوبه كان بيرن عليها كانت ايام تطنشه وايام ترد بس مكنتش بتحب جرئته معاها، دايما كانت بتحط حدود ليه حتى في الجامعه كانت بترفض فكره ان هو ياخدها يعرفها على اصحابه او يجي يقف معاها او يحاول يلمسها بشتى الطرق ذي المخطوبين
وقتها فريدة حست ان الفكره انها مش عايزه تعيش تفاصيل الخطوبه نفسها مع اي حد هي بس كانت عايزه خالد
" يا فاطمة مش قادرة اتخطاه، أنا ندمانة ولو رجع بيا الزمن لحظة عمري ما هسيب خالد "
" احنا فيه سيبي خطيبك وكلميه "
" يعني خالد اللي كان مش بيكلمني فترة خطوبتنا، هيكلمني وأنا مخطوبة لغيره؟ دا أنتِ طيبة اوي "
" أنتِ صعبانة عليا "
" أنا مقهورة يا فاطمة والله "
ليالي كثيره بتقضيها عماله تفكر وهي مش قادره تتجاوز فكره ان هي فسخت، اكثر من سنه عماله بتتابعه وبعد ما خلاص خطبها هي سابته ... فريده اتغيرت كليا وبدات تروح المسجد تصلي وتطلبه في صلاتها من قلبها
كلمت اهلها كذا مره عشان تفسخ خطوبتها وقالت :
" يا ماما عشان خاطري كلمي بابا، أنا مش حابه اللي اسمه فارس ده "
" باباكي على آخره منك والمرة دي بجد مش هيسمح تفسخي "
" هو غصب؟ "
" اعتبريه غصب واسكتي، أنا مش عايزة اتشاكل معاه بسببك "
هي اة عيطت بس رفضت تستسلم للأمر الواقع، وقعدت تزن عليهم تفسخ اكتر من مرة لحد ما في يوم لقيته واقف في محل مع واحده، هي راحت قصد مكنتش عارفه هي بتجرح نفسها ولا بتجرحه هو ولا بتعمل ايه
" السلام عليكم "
" عليكم السلام "
رد هو واللي معاه والراجل بتاع المحل بعدين سألتها البنت اللي كانت ملامحها جميلة فعلاً
" أنتِ فريده صح "
" ايوه انا فريده "
" انا خطيبه خالد الجديد هو كان بيحكي لي عنك واضح ان هو كان بيعزك جدا "
فريده بصت لخالد اللي مكنش بيبص لها اصلا ولا كأنها موجوده فعيونها دمعت بعدين قالت :
" هو خالد كده بيشوف كل الناس حلوين، شخص ايجابي بجد ما تخسريهوش "
" سمعت انك اتخطبتي "
" اه "
" الف مبروك ربنا يتمم على خير يا رب "
" لا يا رب "
"نعم مفيش ما تاخديش في بالك "
خالد غصب عنه ضحك وحس إنه حقيقي فرحان وبرغم إن خطيبته بنت محترمه وزي ما اتمنى بس القلب وما يريد
فريده رجعت بيتها واول حاجه عملتها اتشاكلت مع باباها وهي حاسمة امرها هتفسخ الخطوبة يعني هتفسخ
بقلم سماء أحمد
" انا مش عايزاه هو شخص مهزء ومش محترم "
" ما كان معاكي المحترم ومكنش عاجب "
" محدش ليه دعوه "
" احنا لو مشينا بمزاجك مش هتتجوزي "
"للدرجه دي اكلي مزعلكم "
"لو على اكل وبس فعادي انما انت تصرفاتك واسلوبك مزعجين وشايفه ان كل الناس غلط وانت اللي صح وعايزه الكون يلف حواليك "
"لا مش عايزه الكون يلف حواليا بس عايزه الزمن يرجع وما اعملش اللي عملته، عايزه خالد "
" ما كان قدامك ولا الحاجه لما بتبعد بتبقى حلوه "
" محدش هيفهمني "
" فهمينا طيب "
" مش انتم اللي المفروض تفهموا الشخص الوحيد اللي من حقه يفهم مش موجود واه بحبه ثاني وثالث وعاشر ولو مش عاجبكم، لكم ان تتخيلوا اللي انا هعمله "
باباها فعلا اتوتر وعارف بينته عناديه وممكن تعمل اي حاجه عشان تحقق اللي عايزاه، فريده فعلا فسخت خطوبتها وكان بالنسبه ليها يوم عيد بس طبعا كان عيد ناقص
في يوم كانت خارجه من المسجد شافته واقف بتكلم مع واحد فضلت بصه عليه فتره وهو لاحظ بس لف وشه عشان الناس متاخدش بالها
بعد ثلاث ايام اكتشفت انه بقى شيخ المسجد بيجي كل يوم جمعه يخطب للنساء ويرد على اسئلتهم ده طبعا خلاها تحس بغيره كبيره بس فرحت ان هي هتشوفه وبقت تحضر اليوم ده وتبقى من اول الناس اللي بيروحوا، اخر الناس اللي بيمشوا هو كان ملاحظ وبيكتفي انه يبتسم فقط ... كان في واحده منتقبه دايما على نقاش معاه وبتساله كتير
" ما شاء الله عسولة من غير النقاب وتستاهل الشيخ، شوفي ضحكتها حلوة ازاي! "
" ايوة، سمعت إنه فسخ خطوبته التانية، هي البنات جرالهم ايه؟ بقى دا يتساب "
" الأولى عرفت إنها سابته بس التانية هو اللي سابها، البنات حابه الواد المايع اللي يقولها بحبك وبموت فيكي، إنما الراجل اللي بجد بقى يع "
فريدة قرفت من نفسها بجد بعد كلامهم ده، وبعدين بصت للبنت المنتقبة وفي نفس الوقت سمعت واحدة بتقول :
" أهي دي اللي تستاهله "
مكنتش عارفة تفرح إنه فسخ ولا تزعل إن الناس شايفينها من وسط البنات اللي ميستاهلوش الشيخ خالد، اتنهدت وبدأت تستغفر ربنا، خالد دخل والقى السلام بعدين قعد، فريدة استغربت إنه لسه لابس دبلة، وفضولها المعتاد كان مخليها هتموت وتسأله، لقت المنتقبة دي بتسأله :
" يا شيخ عايزة اعرف ضوابط الخطوبة في الإسلام "
" مع إني محبش اتكلم في الموضوع ده، بس هقول بعض النقاط، أول حاجة إن الإسلام يمنع الخلوة بين الخاطب ومخطوبته تحت أي مسمى، وكذلك من الأمور المنهي عنها عدم ظهور الخطيبة بزينتها أمام الخطيب، وهنا تعليق بسيط إن بنات المسلمين بقوا يظهروا قدام كل الناس بزينتهم "
ضحك الكل وفريدة بصتله بحزن، حست إنها لما فسخت الخطوبة مطلعتش بالمعروف، دي طلعت بكسفه، خالد كمل كلامه :
" أن تتعامل الخطيبة معه كأجنبي حتى يعقد قرانه عليها "
" هو حرام يقولها بحبك يا شيخ "
" النقطة دي عليها خلاف بس أنا شايف لو بيحب خطيبته بجد يحتفظ بيها لحد أوانها "
فريدة وقتها اتكلمت بعفوية، مكنتش عارفة إن كله عارف إنها خطيبته الأولى، فقالت :
" بس أنا قرأت على النت إنها مش حرام يا شيخ، وعلى فكرة ممكن تكون الخطوبة كلها معتمدة عليها "
" مش كلمة اللي تحدد مصير الخطوبة يا أخت فريدة "
" أنا مش أختك "
الكل بصلها فيهم اللي ضحك وفيها اللي منع ضحكته بالعافية، خالد استغفر ربنا وسكت وهي كانت بتولع حرفيًا من الكسوف، عدى اليوم وجيه الجمعة اللي بعدها، كانت قاعدة مستنياه وبتسبح ربنا
سمعت البنت المنتقبه بتكلم واحده وبتقولها :
" لما الشيخ يجي هساله "
فريدة اتكلمت بصوت واطي وكلها غيرة وغيظ :
" شيخ في دماغك يا بعيد، هي معتش وراها غير الراجل اللي حيلتي "
البنت المنتقبة سمعتها بتتكلم فبصت عليها وقالت :
" بتقولي حاجه يا فريده؟ "
" لا مبقولش "
خالد خبط بعدين دخل المسجد وقال السلام، كلهم ردوا وفريدة قعدت في المقدمة كعادتها، البنت اتكلمت وقالت :
" يا شيخ ممكن تقولنا حكم اللبس بتاع اليومين دول "
خالد رد على سؤالها وفريدة سمعت هز فونها، خدتها وفتحته لقت رسالة من خطيبها الأولاني من رقم غريب بس هي عرفت من محتوى الرسالة :
" أنتِ بتاعتي وليا يا فريدة، لو هقتله مش هتكوني لحد غيري "
هي قلبها اتقبض وحست برعشة خفيفة لكنها طنشت، خالد بيبص بعفوية لقاها متابعاه بعينيها ودموعها بتقع من غير ما تحس او حد يحس بيها، هو ابتسم وقال :
" فصبرًا جميل "
هي غمضت عينيها وعيطت بدون صوت، بقالها شهور مستنية لحد ما تعبت، أنتهى خالد وهي قامت مشت على غير العادة كانت بتستناه لحد ما بيخرج، ماشيه في الشارع جيه خطيبها الأولاني قدامها :
" فريدة "
لسه مطنشاه وهتمشي منعها وقالها :
" أنا بكلمك اقفي كلميني "
" عايز ايه يا فارس؟ أنا مش قولتلك مفيش كلام بينا "
" لا في يا فريدة، ارجعيلي لو مش عايزاني أأذيكي "
" تأذيني أزاي يعني؟ مبخافش وأعلى ما في خيلك اركبه "
لسه هتمشي مسك دراعها في الوقت ده خالد شافه وجيه زقه عنها بهدوء عكس العاصفة اللي كانت جواه لأن الشاب مسك حاجة متخصوش، فارس زقه وقال :
" ابعد يا جدع أنت عشان مزعلكش مني "
" سيب بنت الناس في حال سبيلها عشان انا اللي مزعلكش مني "
بدون مقدمات فارس ضرب خالد، فريدة حطت إيدها على بوقها وقالت بلهفة :
" خالد! "
خالد اتعدل بعدين ضرب فارس في وشه مرتين، الناس بعدتهم عن بعض وفارس اتكلم بزعيق :
" هو دا بقى خالد! هو دا الحب الكبير، هو دا اللي فضلتيه عليا يا فريدة، دا اللي قطعتي نفسك عشانه واتغصبتي بسببه، ردي يا فريدة "
فريدة عيطت من الكسوف ومكنتش عارفة تقول ايه، حست إن كل الناس بتنتقدها ببصتهم وأولهم خالد، طلعت تجري وروحت بيتها تعيط وبس.
خالد قعد في بيته سرحان وكلام فارس مش راضي يطلع من دماغه، افتكر كلامها اللي قالته آخر ليه قبل ما تقلع دبلتها، حس إن مش هو اللي بيتعذب بالعكس جايز نار قلبه مش حاجة قدام نارها
فضل مستني يوم الجمعة بفارغ الصبر مع إن ألف حاجة جواه قالتله فريدة مش هتيجي، راح المسجد والقى السلام بعدين قعد واتفاجىء إنها هي كمان قاعدة مكانها
فريدة مكنتش عايزة تيجي بس قلبها جابها ليه، مهتمش بكلام الناس ولا بصت السيدات في المسجد ليها قد ما اهتمت تشوفه، خالد بدأ يتكلم ففريدة سألته :
" يا شيخ ممكن اسألك سؤال "
" اتفضلي "
" أنت المرة اللي فاتت قولت فصبرًا جميل صح؟ "
" أيوة "
" لحد أمته؟ "
خالد معرفش يرد وصعبت عليه اكتر لما دموعها نزلت، حس بوجع كبير في قلبه وبقهرة عليه بس لف وشه وقال :
" لحد ما ربنا يؤمر "
خالد خلص وخرج من المسجد، شاف عم فريدة الشيخ محمد فوقف معاه يكلمه :
" سلام عليكم يا شيخ محمد "
" أهلاً بالشيخ خالد، اتفضل نعملك شاي او اي حاجة "
" تسلم يا شيخنا بس كنت جاي قاصدك في امر واتمنى تقف جنبي "
" خير يا ابني "
" خير بإذن الله، هو يخص بنت أخوك فريدة "
" عملت حاجة لا سمح الله "
" معملتش بس كنت عايزك تكلملي الأستاذ أحمد ارجع أنا وهي لبعض، بس المرة دي عايز نكتب الكتاب في الخطوبة "
" يا خالد يا ابني بنت اخويا معزهاش عليك بس صدقني الجواز بينكم أمر مستحيل، فريدة مش شبهك "
" عارف يا شيخ محمد بس فريدة تخصني، اللي بيني وبينها ربنا بناه والأيام مش قادرة تهدمه، أنا هقدر اعيش مع دماغها وتصرفاتها بس صدقني إني أعيش من غيرها صعب "
دي كانت أول مرة خالد يعبر عن اللي جواه قدام حد، الشيخ محمد قاله :
" اعذرني يا خالد بس لو اتطلقتوا بنتنا اللي هتتأذى، ايًا كان أنت الراجل ومفيش عليك لوم "
" أنت ليه تفرض الوحش بس، افرض الخير ربنا يجيب الخير يا شيخنا، بإذن الله معدتش هتوصل للدرجة دي بس كلملي والدها وخليها كتب كتاب "
" أنا هحاول اقنعه "
" جزاك الله خير "
فريدة نزلت وقعدت قدام بيتهم مع مامتها واختها فاطمة، كانت سرحانة وبتفكر ففاطمة اتكلمت :
" كل ده عشان عينه ملونة، أومال لو كنت اشقراني "
فريدة معلقتش على كلامها، جيه عمها الشيخ محمد وقعد على كرسي جنبها بعدين قال :
" أحمد فين يا ولاد "
فاطمة ردت عليه :
" فوق يا عمي قاعد بيحسب حاجات ومشغول، اطلع ساعده "
" هطلع، عاملة ايه يا فريدة ؟ "
" كويسة "
عدت نفس البنت المنتقبة اللي بتبقى في المسجد وقالت :
" سلام عليكم "
ردوا السلام ومامت فريدة كملت وقالت :
" اتفضلي يا رقية "
" شكرًا "
محمد حط إيده على كتف فريدة وقال :
" عرفتي إن خالد هيخطب تاني "
هزت راسها بمعنى لا بعدين قامت طلعت على فوق، فاطمة قالت بزعل :
" ليه كده يا عمي، اهي طلعت عشان تعيط تاني "
" تعيط ليه؟ "
" أعمل نفسك مش عارف واصلا الدنيا كلها عارفة إن بنتنا واقعة على بوزها وبتحب الشيخ خالد، يلا أنا طالعة اشوفها "
وفعلاً فاطمة طلعت ورا اختها والشيخ محمد طلع هو كمان يكلم اخوه عن أمر فريدة وخالد، أحمد استغفر ربنا بعدين قال :
" مخبيش عليك يا محمد أنا عايز خالد يرجع ليها، البنت بتحبه بس أنا خايف عليها "
" سيبها على الله يا أحمد وريح قلبها "
" هكلمها "
" كلمها بس متعرفهاش إنه خالد خليها تتعلم الأدب شوية، وتعرف إنها مخدتوش بالساهل "
أحمد فكر في كلام اخوه ولقاه حل حلو، راح يتكلم مع فريدة اللي عيطت وقالتله :
" لا مش موافقة، أنا مش هتخطب تاني "
" مش بمزاجك، أنا اتكلمت مع الجماعة وخلاص اتفقت معاهم هيجوا "
" أنت بتعمل فيا كده ليه؟ أنا بحب خالد ومش هتجوز غيره، افهمني بحبه "
" عيب يا بنت، أنتِ بقلة أدبك دي مفكرة خالد هيجيلك او هيرجعلك تاني "
فريدة اتفتحت في العايط ومع الأيام فقدت شغفها وحيويتها عشان قلبها، جيه اليوم اللي المفروض خالد وعيلته هيجوا، مامتها دخلت وقالتلها :
" فريدة الناس برة، قومي يا بنتي البسي عيب كده "
" مش هلبس ومش طالعة لحد، عاجبينك جوزي بنتك ليهم إنما أنا محدش ليه دعوة بيا "
" هدي صوتك عيب كده "
" مش مهديه صوتي، خليهم يمشوا هما جايين يعملوا ايه، أنا مش عايزة اتجوز "
أحمد كان قاعد قدام خالد في نص هدومه، محمد ضحك وقال :
" متعرفش إن أنت اللي جاي "
خالد منع ضحكته بعدين رجع رن على المأذون، عمه نزل يجيب المأذون ووالدته قاعدة تضحك لأنها فاهمة فريدة مالها، فريدة جنانها كانت طالعة وصرخت وقالت :
" مش هتجوزه، لو عنده دم يمشي أنا مش عايزاه، أنا مش متجوزة حد "
" اتأدبي يا بت "
" أنا هعرفكم الأدب على أصول "
وطلعت على بره بكل الشر اللي جواه بعدين قالت :
" أنت يا عم تقوم تمشي من هنا، أنا مش عايزاك ومش هتجوزك فاهم؟ قوم يلا من هنا "
" وإن مقومتش "
رفع وشه ليها بعدين وقف، هي اتصدمت بعدين قالت بصدمة :
" خالد! "
الكل ضحك عليها وهو اتكلم بهدوء :
" ادخلي البسي المأذون تحت وطالع، جنانك ده ابقي طلعيه بعد كتب الكتاب "
هي بصت عليهم كلهم بعدين كقطة وديعة دخلت جوه، ضحك الكل ووصل ليها صوت ضحكتها بس صدمتها كانت مغطية على اي رد فعل ليها، طلعت وفعلاً كتبوا الكتاب، فاقت على صوت المأذون وهو بيقول :
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
مرات خالد! كانت بتسمع منهم المباركات وهي مش مصدقة، بص عليها وابتسم بعدين باس راسها وراح قعد مكانه، هي قالت :
" هو أنا بحلم؟ "
" لا مش بتحلمي "
" خالد! "
" نعم "
" أنت اتجوزتني شفقة صح؟ أنا مكنتش وحشة أنا بس كنت عايزة اعيش التفاصيل الحلوة معاك، أنا محبتش قدك ومش هحب غيرك "
" فريدة أنا بحبك "
عيونها دمعت بعدين وقفت وهو كمان وخدها في حضنه جامد، بعدين قال :
" شوفي الحضن الحلال حلو أزاي! الوقتي مراتي وكل حاجة نعملها حقي، متبقيش تشتكي وتقوليلي خف عني معتش ورايا غيرك "
" عمري ما اقول كده يا خالد، أنا مخدتكش بالساهل "
" بحبك يا فريدة "
" وأنا كمان "
الكل عرف إن خالد كتب كتابه على فريدة في المسجد، وطبعًا اتخيب أمال البعض بس هو مكنش عارف ولا كان مهتم، طول ما بيتكلم عينه من حلاله اللي كل شوية تغمز بشقاوة وهو يبتسم، الكل كان ملاحظ تغيرهم وحبهم الواضح، فريدة سمعت صوت تليفونها بتفتحه لقت رسالة من رقم جديد بيقولها فيها :
" أنتِ لو مكنتيش ليا مش هتبقي لغيري، اتشاهدي على روحك يا فريدة "
طبعًا قلبها كان هيخرج من مكانه من الخوف بس حاولت متبينش ده، خلص الوقت وخالد قال :
" خليكي هوصلك "
هي هزت راسها وفضلت واقفة تتسناه يخلص رد على الأسئلة اللي في الآخر واللي البنات بتتكسف تتكلم قدام بعضها، فريدة وقفت تلعب وتلف حوالين نفسها يعني مش بس سليطة لسان دي عبيطة
" ورب محمد لا يجتمع الحب والأذى في قلب واحد "
سمعت خالد بيقول كده فوقفت تبصله لحد ما خلص بعدين خرجت معاه، قالتله بضيق :
" أنت قولت إن الحب والأذى مش بيجتمعوا بس الحقيقة غير، أنت اذتني وزعلتني كتير "
" مكنش بمزاجي، كنت حابب ربنا يبارك لينا في الجوازة ويا ستي هانت وهتيجي بيتي ومعتش هيبقى في زعل أو أذى "
" ماشي .. بكره هاخد حقي منك "
" فريدة.... "
سمعوا صوت بينادي عليهم من وراه، لفوا هما الاتنين لقيوا فارس واقف ماسك مسدس مصوبه عليها، قالها بغل :
" أنا قولتلك لو مش هتكوني ليا مش هتبقي لغيري "
خالد في لحظة شدها وقفها وراه وقاله :
" سيب البتاع دا من إيدك وخليك راجل "
" أنت مفكر لما تحطها ورا ضهرك أنا مش هأذيها، فريدة بتاعتي ليا لوحدي، هقتلها ومش هتكون لغيري "
" هي خلاص بقت ... فريدة مراتي ولو مش عايزني أأذيك سيب اللي في إيدك ده "
" فريدة اطلعي من وراه عشان مقتلوش "
فريدة لسه هتطلع خالد ثبتها بحدة، الناس اتلمت وبدأوا يحاولوا يهدوا فارس اللي كان بيهددهم ومش سائل في حد، خالد قرف وعلى غفلة خبط إيده بعدين مسكه من هدومه وقاله :
" مش فريدة اللي تتأذى فاهم؟ والراجل ميطاولش على ست "
وضربه بالبوكس في وشه، فارس طلع مطوة ومسك كتف خالد وخبطه في بطنه، هم الهرج والمرج وفارس حاول يتهجم على فريدة بس مسكوه، فريدة كانت بتصوت وبتعيط وهي بتجري جنت خالد اللي شالوه، كانت هتموت من الرعب عليه
خالد دخل العمليات وهي قاعدة تعيط وتدعيله لحد ما خلص، الدكتور طلع وقال :
" الحمد لله الإصابة مش عميقة، حمد لله على سلامته "
كلهم حضنوا فريدة وقعدوا يهدوها لحد ما خالد اتنقل لأوضة عادية وفاق، فريدة قعدت جنبه ومسكت إيده، هو قال :
" فريدة أنتِ كويسة؟ "
" ايوة يا خالد "
" عمي أحمد والشيخ محمد، لو مفهاش مشكلة أنا عايز اتجوز فريدة بعد شهر "
" مستعجل على ايه يا خالد "
فريدة سألته وهو طنش ومردش عليها فاتغاظت وقالت :
" معلش يا بابا قبل ما توافق أبقى اسأل العروسة لو موجودة "
كلهم ضحكوا وخالد اقنعهم بالفكرة وفعلاً بعد شهر اتجوز فريدة، ايوة واجه مشاكل في البداية بس اتأقلموا وعاشوا والحب هون عليهم حاجات كتير اوي، جوازتهم مفشلتش ذي ما الكل كان متوقع وخالد قدر يتأقلم مع فريدة وهي من حبها فيه مكنتش بتعاند في حاجات كتيرة، وعرفت إن تصرفاته نابعة من غيرته وإنه بيتقي ربنا في كل حاجة تخصها
بعد أقل من سنة ربنا بعت ليهم بنوتة صغيرة جملت عليهم حياتهم اكتر وكانت نسخة من مامتها، برغم إن خالد كان بيعاني مع فريدة الكبير إلا إنه كان حابب فكرة إن في منها نسخة صغيرة بتخليه يعافر، وفي مرة قالتله :
" أنا مش هلبس فستان، خلي ماما تلبسه أنا هلبس بنطلون ذي الولاد، اشمعنا الولاد يلبسوا كده "
" يا حبيبتي أنتِ بنوتة يبقى البسي ذي ما البنات بتلبس "
" أنا مش بنوته أنا ولد بس أنتم بتضحكوا عليا وبتقولوا بنوتة "
خالد وفريدة بصوا لبعض والاتنين ضحكوا بعدين فريدة قالت :
" بلاها هدوم عيد خالص، اقولك على حاجة أنا هخليكي تعيدي في بيجامة "
البنت اتفتحت في العايط بعدين قالت :
" يا بابا حقا هتعملوا معايا كده! "
" لا يا حبيبتي بس اسمعي كلام ماما "
" لا "
فريدة اتنهدت بغيظ من بنتها بعدين قالت :
" أنا مش عارفة البت دي طالعة دماغها جزمة لمين "
خالد دخل الأوضة بعدين طلع وقالها :
" أنتِ اكيد مش هتلبسي العباية اللي على السرير "
" نعم! ملبسهاش ليه؟ أنا هلبسها يا خالد عجباني "
" فريدة متنفعش يا حبيبتي تمشي فيها، لونها ملفت اوي "
" مليش دعوة أنا مش هلبس غيرها ومعرفاك "
" وبتسألي بنتك طالعة لمين! ربنا يجعل كل ده في ميزان حسناتي يا شيخة "
فريدة ضحكت وخالد كمان بعدين استغفر ودخل الأوضة بتاعته.
الخلاصة:- لازم نتبع كل ما يرضي ربنا عشان ربنا يبارك لينا في حياتنا وجوازتنا، ونعرف إن مش كل من قال بحبك يبقى فعلاً بيحبك، ومش كل من هو ساكت يبقى معدوم المشاعر، ونحط في بالنا إن اللي بيتقي ربنا في كل حاجة في حياته أحسن مليون مرة من فياض المشاعر
احسنوا اختيار ازواجكم فإن عليهم جيل كامل وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.