اسكريبت أخت زوجتي للكاتبة سماء أحمد
" البقاء لله، سهى ماتت "
دا اللي قالته مامت خالد بعد ما اديته بنته، فريدة صوتت وجرت على جوه تشوف اختها بس كانت خلاص الروح طلعت للي خالقها، خالد قعد على الكرسي يبص قدامه ودموعه بتعبر عن اللي خسره
اخو خالد قعد على ركبته قدام اخوه وحاول يهديه بكلامه :
" قدر الله وما شاء فعل يا خالد، ربنا يرحمها ادعيلها "
هو مكنش عارف يقول ايه وقلبه بيتقطع على حبيبته اللي بتصوت جوه على أختها، وقف على الباب لقاها بتحضنها اوي وقلبه بينفطر عليها، عيونه دمعت بس مقدرش يتكلم
عدت أيام الميتم على الكل ودموعها مش بتخلص، فارس دخل الأوضة ليها واتكلم :
" وبعدهالك يا فريدة، حرام عليكي نفسك كده، البنت عايزة تحس بحنان وكده مش هتحس عمرها "
" قلبي بيوجعني اوي يا فارس، اللي راحت مش اي حد، دي أختي ونور عيني "
" عارف بس هي أكيد مش هتبقى فرحانة بعايطك ده، هي محتاجة تشوفك ضهر لبنتها "
فريدة حضنت بنت أختها ورجعت تعيط، فارس بص عليها بزعل ومتكلمش، هو بيحبها من أول ما اخوه خطب اختها وحس أنها كمان بتبادله نفس الشعور، فريدة شقية بطيبة كده مزيج جميل يخطف القلوب
شهرين ونص عدوا وكل حاجة بدأت ترجع تدريجي، فارس راح يشوف بنت اخوه لقى فريدة بتلعب معاها فقال :
" يا بختك "
" فارس! مين دي ؟ "
" اكيد مش أنتِ، الزقردة دي اللي واخدة اهتمامك وحبك ومخلياكي مش شايفة غيرها "
" حصل "
" وبتقوليها في وشي، طيب هاتي بنت اخويا دي كده "
وشال البنت منها وطلع يجري، هي جرت وراه وبتنادي عليه :
'' فارس يخربيت جنانك، هات البنت واعقل يا ابني، حاسب هي مش قد الهبد دا كله، فااارس "
وفجأة خبطت في خالد وكانت هتقع، هو مسكها قبل ما تقع بصت عليه واتكلمت بلهفه :
" خالد انت جيت "
" اه ازيك يا فريده "
" الحمد لله ازيك أنت، فارس هات مسك خالد يشوفها "
وفعلاً شالت البنت وخالد قرب يشوفها، كان نسخة منه بس واخدة عينين سهى وفريدة، بص على فريدة واتنهد بعدين قال :
" معلش يا فريدة زهقتك بيا وبيها "
" أنت بتقول ايه يا خالد! دي بقت بنتي ومقدرش اعيش من غيرها "
فارس فكر في نفسه إن ممكن ياخد النقطة دي في صفة ويتجوزها عشان تبقى جنب بنت اخوه، في نفس الوقت والد فريدة كان واقف وفكر في حوار تاني خالص، فريدة قالت :
" بقولك ايه! ما تيجي نلعب سوا مع الكتكوتة دي واحكيلك عنها "
" يلا "
فريدة خرجت مع خالد وفارس يلعبوا مع البنوتة، خالد حضنها وافتكر مراته حبيبته وكان زعلان من قلبه وهي كمان زعلت عليه، فريدة كانت بتحب حب خالد لأختها واتمنت في يوم ربنا يبعتلها نفس الحب ده، خالد بص على فريدة اللي سرحانة فيه وهي لفت وشها وضربت فارس اللي ضحك وقال :
" دا أنتِ باردة "
" أنتم لسه بتناغشوا بعض؟ "
" من فرحكم أيوة لسه، أنا مش بطيقه أصلاً "
" ولا أنا ... من القلب للقلب رسول "
كلهم ضحكوا وفارس شد شعر فريدة فخالد زقه وقال :
" متزعلش فريدة يا ولد "
" حبيبي يا خالد "
ووسط الجو دا كان والد فريدة رنوا على أهل خالد، وهما جايين شافوا فريدة وخالد بيهزروا وخالد بيضحك ودا فرحهم جدًا وبدأ دماغهم ياخد ويدي، دخلوا لأهل فريدة اللي قابلوهم بترحاب، والد فريدة قال :
" دي حصلت لينا الف البركة يا ابو خالد، ايه النور ده! ولا عشان سهى راحت يبقى خلاص النسب ضاع "
" أنت بتقول ايه يا ابو سهى، لا والله مش القصد بس خسارتكم كبير واحنا لو جينا مش هنصبركم دا أحنا هنزيد عليكم "
" بتهيألك والله، دا أحنا يوم اما بتيجوا تشوفوا مسك بتخففوا عننا كتير، عامل ايه؟ "
" الحمد لله اهي ماشيه، عامل ايه أنت؟ معلش عارف إننا مهملين في حق مسك "
" مسك في رعاية خالتها، تقدر تسألها هي "
" أنا جيت وعايز اكلمك في الموضوع ده، وصدقني والله رأيك لا هيغير صحوبيتنا ولا اللي بينا "
والد فريدة حس إنه عايز يكلمه على نفس الموضوع بس سابه يجيب أخر، والد خالد قال :
" خير يا ابو خالد "
" فريدة بنت، لو ينفع نجوزها لخالد ابني، مش هلاقي حد أحن على مسك من خالتها ولا أحسن من فريدة لخالد "
هو استنى اي رد فعل من والد فريدة إلا ابتسامته الواسعة وترحابه الشديد بالفكرة :
" دا عين العقل يا ابو خالد، هو دا نفس اللي أنا فكرت فيه والله بس مكنتش عارف اجيبها ليك أزاي "
" بجد يا ابو سهى! حيث كده بقى نقرا الفاتحة بعدين نفاتح الولاد "
وفعلاً قرأوا الفاتحة هما الاتنين وبعدين ابو خالد خد ولاده وروح البيت، فريدة كانت بتلعب مع مسك وفرحانه اوي بيها بعدين تليفونها رن، ردت :
" عايز ايه يا بارد؟ "
" عايز اكلم بنت اخويا مش رانن عليكي "
" يا سلام! "
" خليها تعيط كده عشان اسمع صوتها "
" صحيح ما أنت لو بتتعب في سكوتها مش هتقول كده، اقفل يا فارس دا أنت بارد اوي "
" مقبولة منك عشان قمر بس "
" مهزء بالله، ايه اللي مصحيك للوقتي "
" والدي يا ستي قال عايزني أنا وخالد في حاجة، واديني نازل ليه اهو، يا رب يكون جايبلي عروسة ذي القمر واسمها بيبدأ بحرف الفاء "
" حرام هيبقى ذنبها ايه تقع في الواقعة دي! "
" ليه بس يا ستي دا أنا ذي القمر "
" أنت خالد ولا ايه؟ "
" تعالي اجوزهولك ولا تزعلي نفسك "
" ومالوا يلا معنديش مانع "
" دمك سم يا بت "
" اهو أنت "
فارس وصل وقفل معاها بعدين دخل الصالون، لقى خالد قاعد سرحان فقعد جنبه وقال :
" ركز كده معايا، ايه اللي واخد عقلك، يكونش واحدة نسوان "
" أنت هتعقل امته؟ "
" لما اتجوز، هاا هتكلم ابوك يجوزني "
" اسكت بقى يا فارس، مصدع ومش قادر "
والده دخل وقال :
" خف عن اخوك يا فارس، وأنت قوم خد مسكن وفوق ليا كده "
" في ايه؟ "
" كل خير يا خالد، الوقتي مسك بنتك مش هتفضل في بيت نسايبك كتير "
" البنت متعلقة بخالتها يا بابا وأنا كده هظلمها واظلم فريدة معايا "
" يعني أنت مستعد تكمل عمرك من غير بنتك "
" مش سهلة يا بابا بس اعمل ايه! "
" فريدة تيجي هنا "
" ازاي يعني؟ "
فارس بص لباباه وتقريبًا فهم قصده ايه، فكر إن كله خد باله من حبه لفريدة وباباه قرر إنه يجوزها ليه بس اتفاجأ إن باباه بيقول :
" تتجوزها يا خالد، أنا كلمت أهلها ومكنش عندهم اعتراض، ابوها هيكلمها ولو وافقت ميبقاش ليك حجة "
" بس يا بابا دي لسه بنت وأنا اتجوزت قبل كده، أنتم كده بتظلموها اوي وربنا ميرضاش بالظلم "
" يا ابني أنت راجل بعدين دي بنت أختها مش حد غريب، وأنت مش كبير وبظلمها بيك بالعكس بعدين هي فريدة قدامك ايه؟ هي اصغر من سهى اربع سنين بس "
" اة وفرق بيني وبين سهى سبع سنين، عارف فرق بيني وبين فريدة كام؟ "
" اتكلم يا فارس قول حاجة "
فارس مكنش عارف يقول ايه بس عارف إنه مخنوق، يعمل ايه؟ يقنع اخوه إنه يتجوز حبيبته ولا يعترف بحبه ليها ويبقى ظلم بنت اخوه، قال بحزن :
" اللي فريدة تشوفه، بعدين بناءًا عليه نتكلم "
في حين فريدة كانت بتسمع كلام باباه، قال :
" عمك ابو خالد يا بنتي طلب إيدك مني "
" بجد! "
" ايوة عشان مسك، هي حقهم يا فريدة وصعبان علينا كلنا تبعد عنك، بكفاية خسرت أمها ومستحيل واحدة غريبة تبقى احن عليها منك "
فريدة الدموع ملت عيونها بعدين نزلت تدريجي وقالت :
" معاكم حق "
باباها طبطب عليها بعدين قال :
" يا فريدة لو مش موافقة قولي، محدش هيغصبك على حاجة صدقيني، دا مش طلب دا اقتراح "
" يا بابا انا موافقة ومفيش حاجة "
" عيطي ليه؟ "
" يا بابا بدون سبب، جايز اتخضيت من كلامكم "
" طيب "
رن على والد خالد اللي كان قاعد معاهم، رد وكان منتظر رفضه بس هو قال :
" فريدة وافقت "
والد خالد قالهم بإبتسامة :
" فريدة وافقت "
خالد بص لفارس اللي بصله، خالد مكنش يعرف إن أخوه بيحب فريدة فكان بالنسبة ليه عادي، تاني يوم راح البيت يتكلم مع فريدة، لقاها قاعدة في الحديقة شايلة بنته وسرحانة، قعد جنبها وقال :
" عاملة ايه؟ "
" خالد! أنت جيت "
" لسه فيكي الطبع ده؟ "
" فيا ايه مش فاهمة! "
" أنت جيت، أنت خالد، أنا "
قعد يقولها ردود غبية بتستخدمها وهي ضحكت بعدين قالت :
" دا أنت مركز بقى! "
" طبعًا، بس قوليلي وافقتي ليه؟ "
" وموافقش ليه؟ "
" فريدة "
" مسك بنتي يا خالد ومفيش حد هيبقى أحن عليها مني كمان حرام احرمها منك "
" مش عارف اقولك ايه "
" متقولش يا خالد! "
طبطب على إيدها وسكت بعدين أخد بنته منها حضنها، فريدة بصت عليها وبدأت تأقلم دماغها من اللحظة دي إن خالد وبنته بقوا حياتها
وبعدها بأسبوع واحد كتبوا الكتاب وفريدة راحت بيته بسكات احترام لأختها المتوفية، فريدة دخلت البيت مع خالد ومحاولتش تفكر في فارس نهائي ولا تبص عليه، طلعت أوضه غير أوضة اختها قرر خالد ينقل فيها احترام لذكرى مراته وحبيبته الأولى، فريدة قالت :
" شكرًا يا خالد "
" على ايه يا فريدة "
" أنك احترمت ذكرى أختي وكمان أنا مكنتش هرتاح في اوضتها وهحس إني بخونها "
" مرة واحدة كدة، ومحدش قالك إن دا برضو حلال ربنا "
" أيًا كان "
هو حط مسك في سريرهم في النص، ونام جنبها كمان فريدة راحت نامت من الجهة التانية، خالد اتنهد وقال :
" هو سؤال متأخر شوية بس أنتِ حبيتي او بتحبي "
" أنت قولت متأخر بس أحب اقولك محبتش حد اكتر من مسك "
مد إيده وطبطب على إيدها بعدين مسكها، كتمت عايطها بالعافية وقربت من مِسك ونامت وإيدها في إيد خالد، تاني يوم نزلت معاه تحت لقت خدامة عملت الأكل وقعدوا يفطروا، والد خالد قال :
" البيت نور يا فريدة يا بنتي "
" منور بيكم يا عمي "
" عم ايه بقى! قوليلي بابا ذي سهى الله يرحمها "
" حاضر يا بابا "
فارس وقف وقال :
" عن اذنكم "
خالد وقف مع بنته وراح يقعد يهزر معاها، قعد يدلع فيها ويبوس في خدودها لحد ما فريدة راحت ليها، خالد حط مسك جنبها وقال :
" واخدة خدود ماما فريدة "
" ومالها خدود ماما فريدة يا أستاذ خالد "
" ذي القمر ... بقولك تيجي نخرج سوا "
" هو أنت بتحاول تفك عن نفسيتي ولا أنا بتهيألي "
" بحاول يا ستي، حاسك هادية وغريبة عن الدنيا دي بس حابب أقولك مش عارف جوازنا هيدوم قد ايه بس لحد اليوم ده، دا مكانك وبيتك، اتصرفي براحتك وبحريتك "
" بحاول بس غصب يا خالد، أنا حاسه إني بحشر نفسي مكان اختي "
" الله يرحمها هي مكانتها ذي ما هي، أنتِ بقى اعمليلك مكانة يا فريدة "
" هحاول "
حط شعرها ورا ودنها وقرص أنفها وهي ابتسمت، قضت اليوم مع خالد في هزار وخرجته من الاكتئاب اللي كان فيه وهو كمان بدأ يكسر الازاز اللي حواليها من نحية المكان، خالد فضل كم يوم معاها هي وبنته اربعه وعشرين ساعة وفارس ساب البيت خالص بعدين خالد بدأ يرجع شغله، فريدة قالتله :
" وبس اة وهاتلي اتشوكلت يا خالد بليز "
" حاضر، مسك محتاجة حاجة "
" لا خد بالك من نفسك "
باس خدها ومشي ودي كانت عادة تلقائية فيه زمان، هي حطت إيدها على خدها وابتسمت، عدى اليوم في ملل لحد ما جيه وجرت عليه بلهفة وقالت :
" فينك يا خالد كل ده! اليوم ممل اوي من غيرك "
" عشان تعرفي قيمتي "
" عارفاها والله، متروحش الشغل بقى "
اتفتح في الضحك وهي كمان بعدين راحوا على اوضتهم، قعد يحكيلها عمل ايه وطريقة شغله أزاي وهي تتناقش معاه، ونزلوا ياكلوا سوا فقالها :
" مأكلتيش ليه معاهم؟ "
" وأنت تاكل لوحدك ليه؟ عليك ذنب "
" فينك من زمان يا بنتي، العيلة دي كانت بتظلمني "
ضحكت وخلصت أكل بعدين رجعوا الأوضة يرغوا وهي بتأكل مِسك لحد ما نامت، نسى امر عيلته اللي كانوا قاعدين بيتكلموا بإبتسامة :
" خالد من ساعة ما جيه وهو قاعد مع فريدة، شكله بدأ يتأقلم معاها "
" ايوة يا ابو خالد، ربنا يهدي سرهم ويفتح قلبه ليها "
" أمين "
فارس اتضايق اوي من كلامهم وسابهم ومشي، وهو طالع اوضته سمع صوت ضحكة خالد وفريدة ودا ضايقه اكتر وخلاه يروح فوراً على اوضته، خالد قال :
" والله عملت كده، كان معدي على وفاة سهى اسبوعين ودي تقولي واخيرًا اترملت ومعتش في واحدة معاك "
" وبعد ما اتجوزتني "
" لسه مفجأتهاش، افرضي عملتلنا عمل على ديل معزة "
" سهى كانت دايمًا تقولي إنك فكاهي اوي بس اول مرة اعرف كده "
" منا كنت بهزر معاكي يا بنتي "
" هو أنت ليه دايمًا تقولي يا بنتي يا بنتي "
" منا كنت اخلفك، دا في فرق حداشر سنة يعني كنت أيامها بحب بنت الدادة "
" ايوة ولو كان باباك وافق كنت خلفت قدي "
الاتنين ضحكوا سوا وفضلوا ساعات يرغوا لحد ما ناموا، تاني يوم خالد قعد على طرف السرير قدامها يبوس إيدها اللي على وشها تلقائي بعدين شالها وقال :
" ديدا اجبلك حاجة وأنا جاي "
" تؤ .. براحه عشان مِسك متصحاش "
" حاضر... يعني أكيد مش عايزة حاجة ''
" لا بس متتأخرش "
باس خدها بعدين مشي من قدامها، هي ابتسمت ومعملتش رد فعل بعدين كملت نوم لحد الضهر، قامت على عايط مسك سكتتها وعملتلها أكل بعدين نزلت بيها
" مساء الخير "
" مساء النور يا حبيبتي، اقول للدادة تعملك اكل "
" لا هستنى خالد ناكل سوا "
" يعني هتفضلي كل يوم كده "
" خلاص اتعودت ناكل سوا وهو مش بياكل في الشغل "
فارس فتح فونه وهو بيحاول يطنش كلامها بس قلبه وجعه جدًا، خالد جيه وهما قاعدين وقال :
" سلام عليكم "
ردوا السلام بعدين راح باس خد فريدة وراس بنته، مامته ضحكتها بقت من الودن للودن وفريدة قالتله :
" اقول للدادة تعملنا أكل "
" ايوة بس تعالي اغير الأول "
شال بنته واداها لمامته بعدين اخد فريدة قدامهم، كلهم فهموا غلط بس هو قعد يحكيلها يومه وعن صفقته الجديدة والحماس كان واخده، فريدة فضلت تبصله وجواها حاجة اتحركت، خالد طيوب وحنين كمان كاريزما في نفسه طول بعرض حليوة وملامحه حلوة اوي، قالها :
" هتيجي معايا صح؟ "
" هاجي طبعًا بس مسك "
" ماما هتاخد بالها منها متقلقيش "
" أوكى جايه طبعًا "
نزلوا سوا ياكلوا ويهزروا بعدين خرجوا الحديقة يتمشوا بعد الأكل ومِسك كانت نايمة، هو مسك إيدها وجري وهي معاه وقعدوا يضحكوا بعدين غم عينها ولعبوا سوا شوية كتير، حياتهم كانت جميلة وبجد مكنوش قادرين يعيشوا من غير بعض.
يوم الحفلة
وقفت قدام المرايا بعد ما لبست فستان ازرق طويل بس كان كب، بص عليها وهو بيلبس الساعة بعدين قال :
" فريدة اقلعيه "
" ليه مالو يا خالد؟ دا براند وعاجبني اوي "
" عريان من فوق اوي، اقلعيه مش هتروحي بيه كده "
" أنت بتعقدها ليه بس! "
" مش بعقدها والله بس زايد عن حده، يلا بقى ربنا يهديكي "
بوزت وهي بتغيره لواحد أسود تاني، كان محتشم جدًا بس هو ريأكشناته كانت متضايقة، قالتله :
" متقفل اهو متبصش كده "
" هو متقفل بس هتبقي موضع أنظار يا فريدة، الفستان حلو "
" تقصد أنا اللي حلوة صح؟ "
هو ضحك وهز راسه بمعنى ايوة، راحت عدلت ليه لياقة القميص وبعدين الجاكت وقالتله :
" ناخد صورة بقى "
اتصوروا سوا وعملتها خلفية على طول، هي كانت حابه تشوفهم سوا كل أما تفتح الفون، نزلوا سوا وفريدة باست مسك كمان خالد بعدين مشيوا
وصلوا الحفلة وكانوا فعلاً محل أنظار للكل، خالد كان ماسك إيد فريدة طول الوقت وبيهزر معاها كتير حتى إنه لف إيده حوالين رقبتها وباس راسها، قالتله :
" أول مرة اروح حفلة كده، قولي بقى هي أنهي واحدة ''
'' اللي لابسه اصفر "
" شبهها يعني "
خالد ضحك من قلبه وهي كمان بعدين قالت :
" هروح الحمام "
سابها تروح لقى البنت جات عنده وقالت بسخرية :
" هما ست شهور كافين ينسوا الشخص حب سنين؟ "
" قصدك ايه؟ "
" قصدي نسيت اوام اوام مراتك، حتة عيلة تعمل فيك كده وتخليك مش مكسوف، فرق السن واضح أصلاً والناس بتنتقدك "
" ينتقدوني ليه؟ مش مراتي "
" مراتك اة مراتك قد بنتك، اللي يشوفها يقول قاصر بعدين أنت مفكرها هتبصلك، أنت تليق بينا الناضجين مش عيلة وتخلي شكلك قدام الكل كده "
كلامها بدأ يلعب في دماغ خالد وبدأ يبص لفريدة بمنظور تاني، فريدة جات وحاوطت وسطه بعدين قال :
" خالد هنمشي امته معتش قادرة "
" يلا يا فريدة "
فعلاً مشيوا ورجعوا البيت، هو متجوز فريدة من اربع شهور وشوية بس فعلاً اتعايش وحب الدنيا تاني، بيعترف إنها غيرته بس مش حابب سبب التغير دا كله ... تعامله مع فريدة بدأ يتغير كليًا ويتحول لإهمال تام، فريدة اتكلمت :
" مالك يا خالد؟ من ساعة ما سيبتك وروحت الحمام وأنت متضايق، حد قالك حاجة؟ "
" محدش متشغليش بالك، تصبحي على خير "
هي استغربت إنه فعلاً نام فورًا، مطمنش حتى على بنته .. فكرت إن اكيد حد قاله حاجة، خلصت تغير وراحت نامت جنبه وحضنته اوي، هو كان صاحي بس معملش رد فعل
تاني يوم راح الشغل من غير ما يصحيها ويعرفها وهي قامت زعلانة ومرضتش تاكل لحد ما جيه، خالد كان طالع اوضته ندهت عليه :
" خالد استنى، رايح فين؟ "
" طالع اوضتي "
" مش هناكل "
'' أكلت "
هي زعلت اوي بس مبينتش ليه وطلعت اوضتها وراه، مكنتش حابه إنه يطنشها واتأكدت إن جواها مشاعر كبيرة من نحيته، فضل على الحال ده أسبوع لحد ما في يوم دخل لقاها بتعيط وجنبها شنطة، سأل بهدوء :
" ايه دي يا فريدة ؟ "
" شنطة هدومي، أنا هرجع لأهلي "
" اشمعنا ''
" تعبت يا خالد ومعتش متحملة "
" كتير خيرك على اللي فات، أنا هوصلك يا فريدة ''
هي مصدقتش كلمته ووقفت تقوله بزهول :
" توصلني! هو دا تمسكك بيا يا خالد؟ فين اهتمامك اللي مات بس هو سؤال واحد بس اللي كلمك في الحفلة قالك ايه عليا، قالك ايه وصدقته وبعدت يا خالد "
" محدش قال حاجة "
فريدة زعقت فيه بغيظ :
" كذب يا خالد، أنت بتكذب بس عايزاك تعرف إنك لما سمعت كلامه بتخسرني أنا يا خالد "
" فريدة متنسيش إني متجوزك عشان مسك "
هي اتنرفزت بعدين زعقت فيه :
" أيوة من يجي خمس شهور كنت متجوزاك عشان مسك يا خالد بس النهاردة عايزة افضل معاك بس مش بسببها، عايزة افضل عشان ... "
" خلاص يا فريدة يلا هوصلك "
" أنت هتوصلني بس بعد ما اقول اللي عندي، أنا ... أنا مش عايزة اخسرك عشان اللي حسيته معاك جديد ومختلف، أنا اكتشفت إنك الحاجة الصح اللي حصلت معايا "
وقفت وخدت شنطة كتفها وكملت كلامها :
" يلا يا خالد "
" لا مش يلا يا فريدة، خليكي "
هو قال كده بس وهي جرت حضنته، شبك إيديه عليها وابتسم، هو كمان حاسس وفاهم كل اللي بتقوله بس محاولش يبين قدامها ده اكتفى بكلمتين بسيطين، هو خدها لعالم تاني يومها.
فارس كان كل يوم زعله بيزيد ورغبته في التمرد على اللي بيحصل بتزيد، مش سهلة عليه سعادتها مع اخوه بجد الموضوع بيخنق اكتر، لقاها نازله مع خالد مبسوطين وإيدهم في إيد بعض فقرر يتكلم، قال بهزار وراه غل كبير :
" حسيت جروحك كلها لمت يا خالد، معقول الحب بيهون في ثانية، أومال الواحد مش قادر ينسى حبيبته ليه؟ "
" مفيش حد بينسى بالساهل يا فارس "
فريدة قلبها وجعها وبصت ليه بحزن، معنى كلامها إنه منساش سهى لحظة ودا معناه إنه واخدها بديل ليها، فريدة قعدت ومتكلمتش بس بتسمع كلامه وتجريحه هو وأخوه، خالد جاله مكالمة وقام وفارس استغل الفرصة :
" اتأكدتي بقى إنه منساش سهى "
" مطلبتش إنه ينساها يا فارس على فكرة "
" ولو طلبتي، طلبك هيتحط في الزبالة وهو هيفضل على حبه، اقولك على حاجة يا فريدة أحنا الرجالة جوانا غريزة أحيانًا بتغطي على الحب بس في الاول والآخر بنحب مرة واحدة وبس "
" أنا مطلبتش قلب خالد "
خالد كان لسه داخل لقاها بتقول الجملة دي، وقف لقى فارس بيكلمها بحدة :
" بس أنا طلبت قلبك يا فريدة وكنت مستعد اديكي كل الحب اللي في الدنيا "
" لو سمحت يا فارس أنا الوقتي مرات اخوك "
" بس قبلها كنتي حبيبتي، فريدة أنا لسه بحبك ومتأكد إنك بتحبيني ''
فريدة قامت وزقت الكرسي عشان تمشي فارس كمل كلامه بسرعة :
" استني يا فريدة، كلمي خالد وعرفيه مش هيقول حاجة لأنه مش بيحبك أصلاً بس أنا والله حياتي وقفت عليكي "
" أنت اللي عملت في نفسك كده "
" بس أنتِ بتحبيني أنا عارف "
" كان زمان "
" كدابة وأنا متأكد إن كل ده عشان خاطر مسك مش اكتر بس صدقيني هتظلميني وتظلمي نفسك مع واحد عمره ما هيحبك، قولي لخالد وتعالي نرجع يا فريدة "
طنشته ولسه هتمشي شافت خالد، فارس بص لقى اخوه بس الحقيقة مكنش مهتم قد ما هو مهتم يرجع حبيبته ليه، خالد سابها وطلع اوضته وهي وراه بتنادي عليه، وصلوا الأوضة ومسكت دراعه تقوله :
" خالد اسمعني لو سمحت، متفهمش على مزاجك، كل دا كان زمان وأنا لو بحبه بجد كنت كملت معاه او رفضتك واتجوزته إنما أنا بحبك و ... "
" فريدة أنا مستعد اطلقك "
وفر عليها كتير اوي لما قال كده لدرجة سابت دراعه، راحت الدولاب خدت الشنطة وبدأت تلم هدومها، دموعها مبردتش نار قلبها ولو بنسبة واحد في المية بس وهو فضل يتابعها وجواه عايز يحضنها ويمنعها بس رفض يتنازل
فريدة خدت مسك ومشت لبيت أهلها، عدى كذا يوم وكل يوم فارس بيرن عليها يقنعها تطلق وإن كده أفضل في حين خالد كان خايف يكلمها تقول هتطلق، خالد راح يشوف بنته لأنها فعلاً وحشته وفريدة نزلتها مع مامتها، خالد قال :
" هي فين فريدة؟ كنت حابب أكلمها "
" عايز الصراحة يا ابني "
" ايوة طبعًا "
" هي مش عايزة تشوفك، أنا مش فاهمة ايه اللي حصل بعدين ما أنتم كنتم كويسين سوا يا خالد يا ابني "
" كنا بقى ... على كل حال عرفيها لما تهدى تكلمني لأننا محتاجين نتكلم في حاجات كتيرة "
" هقولها "
مامت فريدة طلعت ليها وهي كانت مستنية على نار، سألتها بلهفة :
" ماما قوليلي هو عامل ايه؟ شكله كويس ولا تعبان، ضعيف مثلاً طيب سألتيه بياكل كويس ولا لا، أنا قلقانة عليه بس اكيد زمانة كويس صح؟ قوليلي يا ماما والنبي سأل عليا طيب قالك حاجة كده ولا كده "
" أهدي يا فريدة هو جننك ولا ايه! "
فريدة عيطت غصب عنها بعدين قالت :
" مكنتش عايزة دا يحصل في يوم يا ماما بس أنا غصب عني حبيته "
" مش غلط ولا حرام يا حبيبتي، هو برضو جوزك "
" جوزي بس روحه في سهى يا ماما، أنا مليش ذرة في قلبه، والله يا ماما قلبي واجعني اوي "
وبعدين اتفتحت في العايط وعلى هذا الحال كام يوم لحد ما جيه وأصر إنه يشوفها بأي شكل، فريدة قالت :
" لا يا ماما مش هشوفه، هيقولي نتطلق وأنا مش عايزة "
" يعني هتفضلي كده لحد أمته يا فريدة ''
'' مش عارفة بس .... "
خالد خبط على الباب بعدين قال :
'' هدخل يا فريدة "
فريدة عيطت وهزت راسها لمامتها بمعنى لا، مامتها طلعت وقالتله :
" بلاش يا خالد يا ابني النهاردة "
" لازم نتكلم "
" معلش هي مش كويسه "
'' مالها؟ لو في حاجة انا ممكن اخدها للدكتور حالاً "
" لا سيبها هي هتبقى كويسه لما تبطل تفكير "
هو زعل عليها ومشى بعد ما شاف بنته، فريدة فضلت زعلانة وعماله بتفكر في كل حاجة مش راحمه نفسها نهائي، كلهم زعلوا عليها وفارس حاول معاها كذا مرة بس قفلت بابه لحد ما في يوم جالها حمى
خالد راح يسأل عليها مامتها قالتله :
" تعبانة والله يا خالد "
" كل مرة تقوليلي تعبانة وأنا عايز اكلمها خلينا نخلص "
" مستعجل على الطلاق طلقها، وأحنا مش عايزين منكم حاجة "
" طلاق ايه بس! أحنا محتاجين نتكلم الأول "
" هي جالها حمى ومش هتقدر تشوفها، تعبانة اوي "
" تعبانة! "
خالد دخلها فورًا ولقاها لا حول لها ولا قوة إلا الله، عماله بتهلوس وتفتح عينها وتقفلها، الدكتورة جات كشفت عليها وطلبت ينقلوها على المستشفى، خالد كان مرعوب عليها وجنبها كل لحظة بلحظتها
فريدة كان نفسها تخلص من الدنيا دي بأي شكل، الكل كان زعلان عليها وفارس جيه وعيط خوف عليها، خالد شاف في عين فارس حب هو نفسه مش قادر يقدمه ليها برغم إنه ... بيحبها أيوة خالد حب فريدة وبيعترف بده
أسبوعين كاملين مش بيسيب المستشفى عشانها واكتشف إنه لازم يسعى عشان ميكونش الخسران في الحكاية، وميكتفيش بالحسرة بس، هي مراته الوقتي ودي نقطة ليه، دخلها الأوضة وقال :
" حمدلله على سلامتك يا فريدة "
" الله يسلمك يا خالد "
" يلا نروح بيتنا "
" بيتنا! "
" ايوة بيتنا يا فريدة، أنا عرفت الوقتي بس أنا عايز ايه "
" وأنت عايز ايه يا خالد؟ "
" عايزك يا فريدة، كذا مرة جيت ليكي البيت عشان اسألك بتحبي فارس ولا لا، واقولك إنك لو بتحبيه أنا مستعد اقف جنبك لحد ما توصلي لسعادتك، اقف على قلبي عشانك وكنت باجي عشان اطمنك لحد ما دخلتي هنا، أنا مش مستعد اخسرك يا فريدة "
دموعها نزلت على وشها وهو راح قعد جنبها يمسحهم، طبطب عليها بحنية بعدين حضنها وقال :
" سامحيني على دموعك دي بس صدقيني مش هتقدم ولا هتأخر لأني معنديش استعداد اخسرك لحظة "
اتنهدت وحضنته وسكتت، وفعلا روحت معاه بس لاحظت شك خالد الكبير فيها وبدأ يحاوطها ويلاحظ كلامها مع فارس كمان بيمنعها تقعد معاه خالص، مرة لقاها واقفة بتكلمه وبتزعق :
" يا فارس ارحمني بقى، أنا لو عايزة كنت رفضت خالد من الأول بس أنا فعلاً كنت منجذبة ليك مكنش حب، يا فارس الفرصة جاتلي اتطلق من اخوك وأنا رفضت عارف ليه؟ "
" مش عايز اعرف يا فريدة لأني بحبك، مش هتلاقي حد يحبك قدي صدقيني "
" مش عايزة ولو سمحت متخسرش اخوك عشاني، أنا عمري ما هيبقى قلبي عليك اكتر منه، قدر قيمة اللي في إيدك "
" مقدرش ومش عايز حاجة غيرك "
" ربنا يهديك "
سابته ومشيت لقت خالد قدامها، تجاهلته وراحت الأوضة فراح وراها وكلمها دون مقدمات :
" هنسيب البيت "
" عشان ايه؟ "
" مش عشان حاجة "
" قلة ثقة فيا يا خالد صح؟ "
" مش فيكي يا فريدة بس أنا ... "
'' أنت ايه يا خالد؟ رد عليا أنت من امته كده، تعرف احنا لازم نحط النقط على الحروف ويا نكمل حياتنا يا نوقفها هنا وخلصت الحكاية "
" اتفضلي عايزة تقولي ايه؟ "
" عايزة اقولك أنا لو بحب اخوك لا أنت ولا بنتك ولا سهى الله يرحمها هتجبروني اتجوزك تمام، وعايزاك تعرف إن الخيانة مش طبعي و.... "
" اسمعيني بقى "
" لا اسمعني أنت، أحنا كنا عايشين كويسين وأنا لو ناوية على خراب مكنتش سمحت ليك تقرب ليا فاهم؟ أنا اتجوزتك وأنا ناوية على حياة هادية مش عكار، أخوك عمل كده دا مش ذنبي ومش ذنبي إنه لسه بيفكر فيك، ومش ذنبي يتقالي خربتي البيت وأحنا جايبنك تجمعي، أنا مش خاينة يا خالد مش خاينة افهم مش خااااينة "
هي كانت هتتجنن وهي بتقول كده، حضنها جامد وزعل من نفسه اوي بعدين قالها :
" أنا أسف بس أنا لما بتعلق بحد بتحول، أنا معيشتش سهى دا بس مش قادر اسيطر عليه معاكي، أنا خايف تسبيني او تطلعي بتحبيه بحق وحقيقي يا فريدة، أنا محاوطك والله ما قلة ثقة هو بس خوف ودا ضعف جوايا، أنا اتعلقت بيكي اكتر من بنتنا "
" يعني اعمل ايه اكتر من كده؟ "
" خليكي واوعديني تفضلي، حبيني يا فريدة ومش هقولك ننسى سهى بس نتعايش "
" واخوك؟ مش عايزاك تخسره يا خالد بسببي "
" مش هخسره بس اضمني ليا وجودك يا فريدة "
" بضمنه يا خالد "
باس راسها وراح يتكلم مع اخوه في اوضته، خبط على الباب ودخل لقى فارس قاعد سرحان فقعد جنبه، فارس قال :
" أنت عايز ايه؟ "
" عايز ننهي موضوع فريدة ده نهائي "
" طلقها وكده يتنهي "
" أطلقها ازاي واحنا اللي بيربطنا اكبر من الجواز، طيب ما علينا من ده هتقدر تتجوزها وهي كانت مرات اخوك "
" ما أنت قدرت تتجوزها وهي اخت مراتك "
" الأمر يختلف كتير بس أنا مش مستعد اخسر مراتي ام بنتي عشانك، واعرف أنت اللي بدأت تخسر اخوتنا بس برضو اعرف لو مسكت سلوك الكهربا فريدة بقت مرات اخوك "
" أنت هتفضل لحد امته أناني كده "
" لحد ما تطلع مراتي من دماغي، أنا جيت اتكلم معاك بهدوء بس الظاهر أنت مينفعش معاك الهدوء وأنت حر "
خالد سابه ورجع الأوضه خد مراته وبنته في حضنه ونام، تاني يوم قام على إيد فريدة اللي على وشه بعدين باس راسها وقال :
" صباح الخير "
" صباح النور، مزاجك لسه متعكر ذي امبارح؟ "
هو طبطب عليها ومردش فكملت كلامها بهزار :
" أغنيلك طيب ولا ارقصلك "
" ارقصي طبعًا "
ضربته وضحكت وهو كمان بعدين قال :
" حاولت اتكلم مع فارس بس هو ميبس دماغه عليكي "
" وبعدين "
" ولا قبلين، يا ريتك قولتيلي قبل ما نتجوز وكان عندي فكرة، كل اما بفتكر إني ظلمتك او ممكن تكوني اتغصبتي عليا بزعل اوي يا فريدة "
" خالد متفكرش بجد، يلا قوم عشان تروح شغلك "
" هقوم "
باس إيدها وراسها بعدين قام لبس وراح شغله، في طريقه للأسف عربية طلعت وخبطت عربيته خبطة صعبة، هي كانت قاعدة وفجأة قلبها وجعها اوي فاستغفرت ربنا وقررت تروح لفارس، فارس قالها :
" غيرتي رأيك ولا لسه؟ "
" هو تيشيرت يا فارس "
" يبقى لسه "
" فارس أنا عايزاك بس تفكر في نقطة، أنا في لحظة كان معايا اختي وفي التانية أختي راحت مني "
" وسابته يقرفنا في عيشتنا "
" أنا متجوزة راجل وبحبه يا فارس، الفكرة من اللي قولته قدر قيمة اللي في إيدك لأن جايز لما تتبطر ربنا ياخدها منك كمان اخوك باقي عليك لآخر لحظة يا فارس ومش راضي نسيب البيت "
" أنتِ اللي تفرقي بالنسبة ليا "
" أوووف ربنا يهديك يا فارس "
سابته ومشت راحت لمِسك بعدين حاولت ترن على خالد مرنش، شوية ولقت مامت خالد بتصوت نزلت جري قالتلها :
" خالد "
هي برقت ليها فكملت كلامها :
" عمل حادثة وفي الطوارىء "
اتفتحت في العايط على أخرها ومامته حضنتها، راحوا المستشفى وهي قعدت قدام باب العمليات تعيط، فارس كان مصدوم ومكنش مستوعب إن كلام فريدة ممكن يتحقق في ثانية، فريدة كانت دايخة وفجأة وقعت على الكرسي، زعقوا باسمها :
" فريده!! "
فارس شالها وداها اوضة تانية، الدكتورة جات وفوقتها بعدين شورت إنها هترجع، راحت الحمام ترجع بعدين خرجت والدكتورة طلبت تفحصها تاني بعدين فحصتها وقالت :
" مبروك أنتِ حامل "
فريدة رجعت تعيط وطلعت ليهم، قالولها خالد خرج وهي طلبت تشوفه، قالت :
" والنبي اشوفه لحظة بس، اكلمه "
" يا بنتي اهدي وشوفيه، أنتِ كده هتتعبيه اكتر "
مسحت دموعها وقالت :
" هديت اهو خلاص "
راحت كلمت الدكتور بعدين راحت ليه، لقيت راسه ملفوف وتعبان اوي فقعدت جنبه، قالها :
" فريدة "
قربت يبوس راسها بعدين اتفتحت في العايط، مسكت إيده وقالت :
" خالد ... أنا حامل "
بصلها وهي قربت وكملت كلامها :
" وبحبك "
" ايه!! "
باست خده وبعدين سندت جنب راسه وغمضت عينيها وهو كمان، فتحوا ليهم الستارة يشوفوه وفارس جيه بالصدفة شاف المنظر ده واتنهد بصوت بعدين راح قعد، الممرضة دخلت وقالت :
" يا مدام المفروض تطلعي الوقتي عشان هو يعرف يرتاح "
" مش هخرج انا هفضل معاه "
" خليها أنا مرتاح وهي موجودة "
" أنا هكلم الدكتور "
هي خرجت وخالد بصلها بعدين قالها :
" وأنا كمان بحبك "
" بجد! ولا بتجاملني "
" اة بجاملك "
" خالد "
" بحبك اوي، أنا اكتشفت إني بغير ومقدرش اعيش من غيرك "
" متتعبش نفسك "
" يا سلام "
" بتكسف يا خالد "
" طيب يا ستي "
فريدة فضلت جنبه اسبوع كامل لحد ما اتعافى وطلع راح البيت، الكل كان ملاحظ اهتمامها وفرحوا إنهم كانوا من نصيب بعض، خالد قعد في الصالون وفريدة جانبه فباباها اتكلم :
" يا بت سبيه شوية، الواد اتخنق منك "
" مقدرش اتخنق منها أبدًا "
حط إيده حواليها بعدين قال :
" عايزين نقولكم حاجة "
كلهم بصوا ليهم وفريدة حبت تهزر معاهم وقالت :
" احنا قررنا نتطلق "
كلهم بصوا ليها ومكنوش مصدقين، خالد مسك قفاها وقال :
" مش هتبطلي حركات العيال دي! "
" أنت واخد بنتنا على عبطها متجيش وتتلصم الوقتي "
" عارف يا ستي، المهم فريدة حامل ومستنين فريدة صغيرة جايه في السكة "
" اة ما أحنا هنعمل ابو البنات، لا بإذن الله عمر جاي في السكة "
كلهم باركوا ليهم بعدين فارس وقف وقال :
" مبروك يا خالد أنت وفريدة، يتربى في عزكم يا رب "
ومشى وجواه يقين إن فريدة معدتش ليه، خالد حضن فريدة اوي وباس راسها بعدين قالها :
" ربنا هيهديكي امته؟ "
" هو انا عملت حاجة يا ابني "
" بحبك "
" مش اكتر من سهى "
" ممكن منتكلمش في النقطة دي يا فريدة "
هي اتضايقت وقامت طلعت اوضتها، وهو طلع وراها عشان يشوفها مقدرش، ناد على فريدة بصوت عالي :
" فريدة تعالي خديني "
نزلت وهي مش طايقة نفسها ولا طايقاه، سندته وطلعوا بعدين قعد على طرف السرير وبصلها وقال :
" أنتِ مقموصة ليه؟ "
" أنا مش مقموصة بعدين اتقارن أزاي بأول حب، ما أنت لو حبتني كنت اتقدمت ليا "
" أنتِ ليه بتبصي للأمور بالشكل ده، طيب ما تبصلها على اساس إننا بقينا بنحب بعض "
" لا مش هبص غير كده "
" سهى اختك "
اتفتحت في العايط وبعدين قعدت جنبه، طبطب عليها وقال في ودنها :
" مكنتش عايز اقولها بس اضطرتيني غصب عني، أنا حبيتك لدرجة مكسوف اروح لسهى وتعرف "
قلبها دق بسرعة اوي وابتسمت ليه فقال :
" ارتاحتي "
" هو اة ومتزعلش مني بقى يا خالد، بحبك والله وحاسه بغيره عليك "
" طيب عرفتي بقى طعم الغيرة وإنها مش شك "
" عرفت وخلاص بقى قلبك أبيض "
" لا مش أبيض، محدش بيحب وقلبه ابيض "
" دا أنت غلس، طيب أنا قاعدة في البيت الدور والباقي عليك ياللي رايح جاي الشغل مع دي ودي، صحيح تطردها "
" أنتِ استلمتيني "
" اة "
" فريدة "
" خالد !! "
" حاضر يا فريدة ".
وقضوا الحياة في مناغشة وسعادة، فارس كمان خطب بنوتة واتجوز بعدها بفترة، كانت هي وفريدة صحاب واخوات ومفتحوش الموضوع قدامها، خالد كل يوم حبه بيزيد لفريدة وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.