صاحب المستشفى للكاتبة سماء أحمد
في يوم من الأيام
وقف وسط صحابها تسمع التعليمات من دكتورة في المستشفى وواضح إنها من فترة، طبعًا هي لما عرفت المستشفى دي بتدي شهادة خبرة كويسة تدعمها إنها تسافر وتشتغل بره قدمت بسرعة واتقبلت، الدكتورة اتكلمت :
" طبعًا الغلط هنا حسب حجمه بس اغلبها مش بيدققوا عليها غير بالتحذير بس لو زاد عن حده بياخد استمارة رقم ستة.. عرفتوا؟ "
هزوا رأسهم بتأكيد فكملت كلامها بحدة واضحة :
" اللي ماسك المستشفى هنا شاب والفرق بينه وبينكم
مش كتير، تحذير بقى لو واحدة دماغها قالها ومالو أعذب تعرف إنها لا هتطول شغل خاص ولا حكومي "
تهديدها كان واضح وبدأوا شغل وطلعت حقيقة منتشرة، إلا هتحاول تقرب من المدير او هيبقى ليها تصرف غير لائق هيبقى في تصرف صعب ليها
بدأت شغلها وهي مش مُهتمة بده كله، لحد ما في يوم كانت بتغير جرح لحالة، واحد وقف وراها وقالها :
" مش كدة، امسحي حوالين الجرح كمان "
بصت ليه وهزت راسها بعدين بدأت تنفذ كلامه، بدأ يشرح ليها ولما خلص قالتله :
" شكرًا بس يا ريت تاخد بالك إن المريض ممكن ياخد فكرة إني مش بفهم "
" إن معدلتش عليكي وقتها مش هتفتكري، واسكتي "
" هو ايه اللي اسكتي! أنت اسلوبك وحش وميلقش بمستشفى محترم ذي دي "
" اكيد مش هتعلميني الأسلوب يا ... تمريض "
" لا لما تبقى غلطان اعلمك وتتقبل تعليمي طالما غلطان "
هو ضحك بتريقة وسابها ومشي وهي قالت :
" قليل الأدب "
خلص الدوام ونزلت عشان تروح، للأسف هي مش مصاحبة حد من المستشفى وكمان دي منطقة مقطوعة، الدنيا بدأت تشتي وهي خافت وكانت لابسه خفيف .. عربية سودة وقفت قدامها ونزل الازاز
" اركبي يا كتكوتة "
" هو بعد كتكوتة دي هركب، أنت بتحلم ولا ايه! "
ضحك وقالها :
" المكان مقطوعة والمنطقة دي بليل مش بتبقى أمان، وأنتِ حرة لو مش عايزة تركبي "
" بتقولي كدة عشان مركبش، تمام امشي "
" فكري "
" نعم! "
" هتندمي وترجعي تقولي يا ريتني ما ركبت "
مقدرتش تسيطر على ضحكتها ومشيت، هو مشى قصادها بعدين قالها :
" بطلي عناد واركبي بقى "
هزت راسها وركبت جنبه وهو ابتسم بعدين شغل أغنية تركيه، ضحكت وقالتله :
" هي الولاد بتسمع تركي زينا "
" اة وبنحب الممثلات كمان التركين، لو اتضايقتي النهاردة فأسف أنا مقصدش اللي فهمتيه "
" أنت تمريض؟ "
بص ليها شوية بعدين هز راسه بمعنى لا وقالها :
" دكتور جراح "
" تعرف مدير المستشفى؟ "
" احم أيوة طبعًا "
" عايزة اشوفه عشان اشوف وسامته اللي مقويه قلبه ومخليا الكل يحذرنا من قربه، قال هنتقرب من السفير يعني! "
" جايز عشان هو محل اطماع من البنات "
ضحكت بصوت عالي وهو بص ليها بطرف عينه وابتسم، افتكر إن واحد صاحبه قاله '' الضحكة كافية توقع أجدع قلب "
قالتله بضحك :
" اطماع ايه بس يا دكتور ... اسمك ايه؟ "
" مالك وأنتِ؟ "
" حور .. وبعدين المفروض الأطماع دي تبقى فينا أحنا مش فيكم أنتم، تصدق بكره هروح مخصوص اشوف الوسيم ده "
" هو مش حلو اوي، شايفاني كدة "
" ذي القمر يعني! "
حطت أيدها على بوقها واتكسفت اوي، هو ضحك وقالتله باحراج :
" متاخدش عني فكرة وحشة، انا مشكلتي في الحياة إني تلقائية ولساني طويل شوية "
" وإنفعاليه، عنوانك ايه؟ "
قالتله عنوانها وهو وصلها بعدين رجع بيته، طول الطريق بيفكر فيها ومبتسم، واول اما وصل ابتسم بعفوية وهي كمان ومقدرتش تشيله من بالها
تاني يوم راحت المستشفى وكانت بتدور عليه، وهو اول اما وصل راح يلف على المرضى، لقاها واقفه عند نفس الحالة قالها :
" يا أنسة ياللي مبتعرفيش حاجة "
المريض بصلها بخوف وهو ضحك وقاله :
" بنرفزها، هي اشطر مس ف المستشفى"
حور ضحكت بخفة ولفت الجرح ليه بعدين قالت :
" ودا بقى افشل جراح في المستشفى، متحاولش تخليه يعمل عمليه ليك نصيحة "
" ازاي بس دا .. "
مالك شور ليه يسكت وهو ابتسم بعفوية، حور مشت ترجع الحاجة مكانها ومالك كان جنبها بيتابعها، قالتله بضيق :
" في ايه! روح شوف شغلك "
" بقيتي شغلي على فكرة "
" استنى أنا مش مدير المستشفى ولا ورايا مال الدنيا والآخرة، ولا يكونش عشان أنا تمريض لا بقولك ايه أنا مش موضع أطماع الأغراب "
" أنا غريب يا حوري! اخس عليكي "
" اخس عليا أنا! ماشي يا سي الأستاذ دكتور مالك "
" ياسمين عز عاملة شغل عالي معاكي "
ضحكت بهزار وقالتله :
" فرعوووني "
هو ضحك وبعدين وقف يناغش فيها شوية، راح مكتبه يشوف اللي وراه وكل شوية يتقابلوا وفي يوم طلبها مخصوص عمليات معاه، اتكلمت بخضة :
" عمليات ايه! لا انا بخاف "
" أنتِ مجنونة يا بنتي، بتخافي أزاي بعدين دكتور مالك نفسه اللي طلبك "
" دكتور مالك! احم ماشي "
راح تجهز مع الفريق ولما دخلت كانت واقفه لقيته داخل، قالها :
" تعالي أنتِ امسكي الأدوات "
راحت مسكت الصنية ووقفت والعملية بدأت، كان شاطر اوي ومتمكن بشكل واضح، بياخد المقص وبيبص ليها غمزت ليه ومنعت ضحكتها، عرفت انه بيضحك من عينه وكمل شغله
خلصوا وخرجوا بعدين كانت مروحه استناها وخدها بالعربية، طبعًا كل مرة بتتوتر بس كان جواها ثقة من نحيته، بدأت تقرب منه وحست إن جواها مشاعر من نحيته
بعد اسبوعين
كانوا واقفين بيتابعوا الغروب سوا وبعدين قالها :
" حور أنا بحس بمشاعر من نحيتك "
" حسيت "
" يا سلام على التواضع، طب ايه رأيك دي مشاعر اخويه "
" أهي مشاعر وخلاص "
" في حاجة عايزة اقولها ليكي بعدين تقابلي أهلي "
" اكيد مش الوقتي عشان عايزة استمتع بالغروب "
احترم صمتها وفضل معاها لحد ما الغروب خلص بعدين وصلها، قبل ما تنزل قالها :
" جاهزة تسمعي الوقتي "
" مش قدام البيت، عشان انا ف منطقة شعبية واكيد مش هتحب ابقى مصدر شبهة وكلام "
" تمام نتقابل بكره "
نزلت وهو رجع البيت، دخل لقى باباه قاعد بيتعشى هو ومامته بعدين قعد وقالهم :
" مساء الفل ع أحلى أهل "
باباه اتكلم بحدة واضحة :
" كنت فين يا مالك؟ برن عليك مش بترد، انت هتفضل بالشكل دا كتير كدة "
" في ايه يا بابا! انا مش طفل صغير عشان تقول كدة "
مامته اتكلمت مع جوزها بحدة طفيفة :
" في ايه يا أحمد! ابنك صغير والكلام ده غلط ف حقه "
" ماشي افضلي دافعي عنه كده لحد اما نشوف آخر ده "
مالك ساب ليه المكان وقام وقف طلع اوضته بدون أكل، رن على حور اللي ردت :
" أنت لحقت "
" اتشاكلت مع والدي، زهقت منه، تيجي اتجوزك واسيب البيت "
" ههههه ومالو حاضر يلا نتجوز الوقتي "
" والله انا مجنون وممكن اجيب المأذون واجي، باباكي فين؟ "
" الله يرحمه، انا عايشه مع ماما بس وهي صحتها على قدها "
" ربنا يشفيها ويعافيها، لما نتجوز هاخدها تعيش معانا "
" حيلك حيلك أنت شوية وهتسمي العيال "
" حصل والله بدأت افكر فيهم "
ضحكوا هما الاتنين وفضلوا يتكلموا لحد ما ناموا، تاني يوم قرر انه هيقولها الحقيقة، هي كانت واقفة مع صاحبتها وجات الدكتورة اللي اتكلمت معاهم اول مرة وقالتلها :
" حور "
" نعم "
" تعاليلي المكتب حالاً "
هي راحت ليها وكانت متوترة لأنها عارفة إن هي مش بتطلب حد غير إن حصل مصيبة، مجرد ما دخلت الدكتورة دي بدأت تزعق :
" أنتِ واحدة حيوانة وطالعة من بيت مش محترم، أنا مش حذرت من اول يوم إن مدير المستشفى محظور للكل ولا لازم التصرفات اللي بتدل على التربية دي "
حور كانت مصدومة ومكنتش عارفة ترد تقولها ايه، عيطت بانهيار وقالتلها :
" أنتِ بتقولي ايه! "
" اللي سمعتيه يا غبية أنتِ، عماله بتتلزقي فين مدير المستشفى ذي الرقصات وتلفي حواليه والكل شاهد عليكي، أنتِ مطروده ومنشوفش وشك تاني، دا مستشفى محترم مش بيلم الزبالة "
حور ضربتها بالألم وطلعت تجري، مالك كان لسه داخل المستشفى خبطت فيه، رفعت وشها وكانت بتعيط قالها بقلق :
" مالك يا حور؟ "
" ابعد من وشي، كله منك وبسببك، أنا عمري ما سمعت الكلام ده ولا حد قدر يغلط فيا كده "
لسه هتمشي مسك أيدها وقالها :
" ايه اللي حصل بس، كلميني "
" ابعد عني ومعتش ليك دعوة بيا، لو شوفتي ميته متقربش مني "
" اهدي بس وعرفيني مين زعلك "
عيطت بانهيار وهو شدها وراح المكتب، دخل وقفل الباب بعدين فتح الكمبيوتر، هي كانت عماله بتزعق عشان تخرج وهو مش بيبص ليها حتى، شغل التسجيلات وعينه كانت بتطلع نار .. رجعت تعيط لما سمعت كلامها فقالها :
" ماشي قوي معايا "
وشد ايدها وخرج ف ساحة المستشفى، ناد عليها ف المايك وخلى الدكاترة تتجمع، قالها بانفعال :
" دكتور سهى المحترمة اللي بتشتغل ف مستشفى المفروض انه محترم واللي جواها بيعكس اللي فيها "
" يا دكتور مالك "
" اخرسي واتفضلي اعتذري حالاً لمس حور على الكلام اللي قولتيه، يلا بسرعة "
" أنا اسفة يا حور "
" مس حور هي متقلش عنك، بالعكس هي بتفهم عنك في المجال ومتربية عنك ومحترمة عنك دا لو تعرفي حاجة عن الاحترام أصلاً "
عيونها دمعت وبصت حواليها باحراج فقالها بانفعال :
" مكسوفة ومكنتيش مكسوفة لما شتمتي زميلتك وقليتي من كرامتها، شوفتي الإهانة بتوجع وتزعل أزاي ... من هنا ورايح حور كرامتها من كرامتي والجدع فيكم يرفع عينه فيها وأنتِ يا دكتور سهى مطرودة مع استمارة ستة ذي ما بيقولوا "
عيطت وبدأت تعتذر منه، حور زقت ايده ومشت بعد ما رد ليها كرامتها، رفضت ترد على مكالماته او تخرج من البيت لما بعتلها إنه تحت
بعت تسجيل وقالها :
" حور والله لو ما نزلتي وركبتي العربية بسكات، هطلع وهفضل اخبط عليكم لحد ما الجيران يطلعوا "
بعتت رساله ليه بحدة :
" مش عايزة اشوفك ولا اكلمك يا كداب "
" أنتِ حرة "
هي خافت من الفضيحة، نزلت بالبيجامة تحت وهو اول اما شافها زعق فيها :
" اطلعي غيري القرف اللي لبساه ده! "
" مش هغير حاجة وشيء ميخصكش "
زعق باسمها وهي طلعت جري على فوق، نزلت بعد شوية وركبت معاه العربية ومشي، نزل ف مكان هادي هو وهي بعدين بدأت تضربه وهي بتعيط :
" بتكدب عليا وفهمتني انك دكتور عادي، مقولتش إنك أنت وكانت النهاية اتهان من واحدة زبالة من اللي تعرفهم "
" أولاً انا مقولتش ليكي كدة، أنتِ اللي فهمتي كدة ودا مش ذنبي، ولو تفتكري امبارح قولتلك عايز اقولك حاجة بس أنتِ مدتنيش فرصة .. أنا بحبك ي حور وعايز اتجوزك "
" وأنا مش بحبك ولا عايزاك "
" طيب "
" يلا رجعني البيت حالاً ومعتش ترن عليا ولا ... "
شد ايدها وقالها بحدة :
" بجد مش بتحبيني يا حور! "
" ايوة مش بحبك "
" عيني ف عينك كده، قولي والله ما بحبك يا مالك ولا عايزاك "
" ابعد يا مالك "
" اتكلمي "
عيطت وبعدين حضنته وهو باس راسها وقعد يتأسف ليها، خدها وروحها في الآخر بعدين رجع بيته وهو بيمثل انه متضايق لأن عارف إن باباه اكيد عرف، باباه قاله بانفعال :
" ممكن تفهمني مين البنت دي، وأزاي اصلاً تسمح ليها تقرب ليك ''
" لو سمحت يا بابا مش حابب اتكلم في الموضوع ده، وبعدين دكتور الشوارع دي بأي حق تطلع علينا السمعة دي وتقول الكلام ده لواحدة عندنا، هتبقى مبسوط لما يطلع الصبح خبر بيقول إننا أهانا تمريض عندنا "
باباه بدأ يفكر ف كلام ابنه واكتشف إن دا الصح فعلاً، فكر شوية بعدين قال :
" معاك حق، بس اعرف انا مش هسمح للبنت دي تدخل بيتي "
" تصبح على خير يا بابا "
سابه وطلع وهو متأكد إن باباه مستحيل يغير مبادئه ولا تفكير العقيم ده، بدأ يفكر انه اول خطوة هيسند نفسه ويشوف بيت كويس بعدين يحطهم تحت الأمر الواقع
تاني يوم
حور جات المستشفى بس مكلمتش مالك نهائي وهو كمان وطبعًا كان عارف الكل مراقبه، لما جات مروحه وقف بعربيته قدامها وقالها :
" اركبي يا حور "
ركبت بعدين وقف ف مكان هادي وقالها بزعل :
" أنا عارف انك اكيد متضايقه لأني محاولتش اكلمك بس الحقيقة انا بحبك يا حور أنتِ عارفة صح؟ "
" ايوة "
" والدي لما حذر الكل يبعد عني كان بسبب انه بتاع مظاهر ومش عايزني احب اي حد، عايز فضائية لابنه الوحيد طبعًا وما زال بتاع مظاهر وهيرفض علاقتنا، مشاكلي معاه كتيرة "
" والمطلوب ابعد يعني صح؟ "
" لا يا حور المطلوب تفضلي جنبي وتوعديني بده فاهمة؟ انا الوقتي بظبط شقة لينا حلوة وكبيرة وبعدين هحطهم قدام الأمر الواقع، انا هاجي معاكي اكلم مامتك يا حور وصدقيني انا جاهز لكل حاجة معاكي إلا أني اخسرك "
هي هزت راسها وبعدين عيطت، مكنتش فاهمة دي دموع الفرح ولا الحزن، اتنهدت وروح معاها فعلاً كلم مامتها وفهمها وضعه وقالها هو بيحبها قد ايه
بدأوا يتقابلوا ف السر بس قدام الناس مش بيحبوا بعض والأمور عادي خالص، كمان باباه فكر انه صرف نظر عن البنت دي لحد ما ف يوم كان قاعد تليفونه رن فرد :
" ايوة "
" مالك بيه اشترى بيت كامل وبيجهزه يا باشا وكمان اللي بيراقبه عرف إنه بيقابل البنت دي كل يوم "
" طيب اقفل الوقتي "
وفعلاً قفل وقام راح بيت حور وجواه نار بيحاول يسيطر عليها، حور فتحت وقالت :
" ايوة مين اتفضل "
" أحمد نصار ابو مالك "
" احم اتفضل حضرتك "
دخل جوه لقى مامتها قاعدة بص عليهم الاتنين وقالها :
" بصي انا جاي اكلمك بالعقل وبدون رد فعل وحش، ابني مالك ابعدي عن طريقي لأن أنتِ لا مستواه ولا هو في فقرك وأنا مش هسمح اللي بنيته يروح لواحدة ذيك "
" حضرتك بتغلط فيا وف بيتي "
" بيتك اللي انا ممكن اطربقه فوق دماغك الوقتي، بصي انا بكلمك بالعقل لأن المرة مش هتكلم وافعالي هتخليني اخليكي متلاقيش حيطة تقفي وراها "
متنكرش إنها خافت منه اوي وكانت بتعد اللحظات عما يمشي، مجرد ما مشي رنت على مالك وكانت بتعيط بخوف، اتخض وسألها :
" ف ايه؟ "
" باباك كان هنا وهددنا، انا خوفت منه لأن كان واضح انه بيتكلم بجد يا مالك، بجد اترعبت وخايفة اوي "
" متخافيش انا هتصرف بس بطلي عياط عشان مامتك متقلقش "
" حاضر "
هو راح البيت واول اما شاف باباه زعق فيه :
" أنت أزاي تعمل كدة! "
" اوام رنت عليك تعرفك يعني، بس يكون ف بالك دا مش تهديد وبمزاجك او غصب عنك هتبعد عنها يا مالك "
" انا مش هبعد عنها ولا هسيبها يا بابا، خلاص حور بقت حياتي وأنت مش هتقدر تبعدني عنها "
" أنت وهي اختارتوا قابلوا بقى "
مالك بدأ يزعق ف باباه وكان ذي المجنون بعدين راح ليها يطمنها وتاني يوم لقت حد بيخبط على بيتها، فتحت دخل ناس وزقوها تقع على الأرض بعدين قعدوا يكسروا ف بيتها .. هي انهارت وحضنت مامتها وكانت مرعوبة
في نفس الوقت والد مالك دخل مكتبه في المستشفى ومالك اتضايق وكان لسه هيخرج، باباه قاله :
" خليك ذي ما أنت .. عايز اقولك كلمتين بس تحطهم في دماغك وتفكر فيهم كويس "
" حور انا مش هبعد عنها "
" مش هتبعد عايز تتجوزها أنت حُر، المستشفى ف الأول والآخر باسمك والبيت كله ليك وكل حاجة تخصني بتاعتك بس اعرف حاجة البنت دي بتلعب عليك "
" لا حور مش كده ولا ذي اي واحدة "
" أنا هثبت ليك حالاً "
دخل البنات اللي اتعينت حور معاهم، وبعدين اتكلمت واحدة فيهم :
" يا دكتور احنا كلنا جايين وعارفين إن حضرتك مدير المستشفى دي، دكتور سهى ورت لينا كلنا صورتك عشان التحذير يبقى واضح "
ردت واحدة بتأكيد :
" ايوة يا دكتور دا اللي حصل، وحور كمان كانت من اول اللي واقفين قدام وعارفين حضرتك، كمان هي ضحكت بتريقة يومها ودكتور سهى زعقت ليها "
رجعت واحدة تضيف :
" وانا ف مرة سمعتها عاملاك تحدي قدام واحدة من زمايلنا "
" ايوة دي انا يا دكتور وقالتلي هتوقعك كمان "
واحدة فيهم كانت واقفه عيونها بتدمع ومتكلمتش، ما صدقت أحمد قالهم يخرجوا وخرجت بسرعة بعدين أحمد قاله :
" عايز تتجوزها أنت حر بس انا كان صعبان عليا متعرفش حقيقتها .. الف مبروك "
مالك حس انه اخد اكبر صدمة ف حياته كلها، باباه ضاف :
" انا مهددتش انا قولتلها تبعد عنك بس، ومتأكد إنها الفت ليك كلام وهتيجي وهتكمل تأليف كمان "
مالك قعد على الكرسي ومكنش قادر ينطق، باباه لسه هيخرج حور زقت الباب وقالتله بزعيق :
" انا برن عليك مش بترد ليه؟ "
رفع وشه ليها وهي بصت لباباه وقالتله بصراخ :
" حسبي الله ونعم الوكيل فيك، أنت دمرت بيتي وحياتي حرام عليك، انا معنديش غير الشقة دي "
" أنتِ بتقولي ايه يا بت انتِ! اقفي معوج واتكلمي عدل "
" هو هد شقتي يا مالك ومعتش تصلح لأي حاجة "
لسه أحمد هيرد مالك اتكلم بجمود :
" امشي اطلعي بره، خلاص كل حاجة بانت وتمثيلك "
" أنت بتقول ايه! يا مالك والله .. طب اقولك تعالى شوف الشقة "
وقف وشد دراعها وبعدين زقها وقال بزعيق :
" بقولك اطلعي بره بقى، أنتِ معندكيش دم.. معتش عايز اشوف وشك تاني فاهمة؟ اخرجي "
" في ايه! "
مدهاش فرصة وقفل الباب ف وشها وهي مشيت معيطة، راحت لمامتها اللي بتبص لحاجة بيتها بحسرة بعدين قالتلها بقهر :
" أنا أسفة يا ماما على كل حاجة، أنا اللي عملت فيكي كدة "
" فداكي المهم سعادتك "
" معتش في سعادة، مالك خلاص طردني يا ماما وكل حاجة أنتهت، وبنتك انتهت "
عيطت على بنتها وكمان حور بعدين خدت مامتها وراحت بيت خالتها بعد ما قفلت بيتها، مالك كان حابس نفسه ف اوضته ومامته قالت لباباه :
" ايه اللي حصله! دا كانت حياته كلها هي شغله "
" بكره يرجع احسن من الأول "
" انا حاسه بكره مش هيجي "
مالك كان قاعد ف اوضته دماغه هينفجر، اخر اما تعب رن على حور بس تليفونها كان مغلق، حاول يرن اكتر من مره وبعدين نزل ومامته قالتله بلهفة :
" كويس يا حبيبي انك نزلت، قولي عامل ايه؟ "
" هبقى كويس، بابا انا هروح لحور واصالحها "
أحمد اتنرفز من ابنه اوي وقاله :
" بعد اللي هي عملته "
" اة يا بابا .. انا بحبها بجد ومش هقدر اعيش من غيرها وخلاص اللي حصل، أنت مش وافقت عليها وانا عايزها، انا مش قادر اقعد من غيرها "
أحمد قلبه وجعه على ابنه بعد كلامه ده، ومالك راح ملقهاش في البيت رجع وعيونه مدمعه ومش قادر يتكلم، أحمد سأله :
" عملت ايه؟ "
" مش ف بيتهم وهو مقفول أصلا .. بكره هروح ليها "
طلع اوضته ورجع يحبس نفسه بدون اكل، تاني يوم راح ملقهاش فسأل واحدة من جيرانهم قالت ليه :
" مشيوا يا ابني بقالهم كذا يوم وتقريبًا معدوش راجعين لأنهم عرضوا البيت للبيع "
" ايه! "
رجع بيته وحط وشه بين ايديه، باباه قعد جنبه وقاله :
" عملت ايه! "
" مشيت وعارضة البيت للبيع يا بابا، مش عارف راحت فين "
مينكرش انه زعل على وضع ابنه اوي، وتاني يوم مالك راح المستشفى يحاول يشوف حاجة ف ملفها، لقاه مسحوب من زمان، واحدة من صحابها قالتله بدموع :
" دكتور مالك "
" ايوة "
" بص أنا كنت خايفة على شغلي بس ضميري مسمحش بكده، احنا شغلتنا أصلا كلها ضمير قبل جهد، دكتور أحمد هددنا هيطردنا مع توصية تمنعنا وخلانا نطرد، احنا مكناش نعرف حضرتك وانا لسه شايفك أصلاً يوم ما دخلت المكتب كانت اول مرة، كلهم كدبوا على حوار حور لأنها فعلاً مكنتش تعرفك ولا كلمت حد ولا كانت واقفة قدام ولا علقت "
هز راسه وراح جمع التمريض، معظمهم فكر انه هيشكرهم بس هو قال :
" المهنة دي أشرف مهنة في الدنيا، ولازم تبقى كدة، لازم الصدق والأمانة والضمير يكونوا فيهم وأنتم فشلتوا ف ده وكدبتوا ودمرتوا حياتي بكلمتين، كان ممكن تنكروا قدامي وتقولوا الحقيقة وكنت هتصرف ومش هسمح لحد ياذيكم، للأسف أنتم فشلتوا تبقوا تمريض صالح "
طردهم كلهم إلا البنت وبعدين رجع البيت واول اما شاف باباه زعق فيه :
" أنت عملت فيا كدة ليه! حرام عليك أنت دمرتني "
" عرفت! تمام انا فعلاً اللي كسرت بيتها بس كنت خايف عليها "
" يعني دي كمان عملتها، حرام عليك والله العظيم حرام، أنا بموت كل لحظة بسببك "
" أنا اسف، فكرت مجرد تعلق وهيروح لما تمشي "
" انا قولتلك بحبها وكنت مستعد اسيبكم، رجعها ليا لو مش عايزني اتبرأ منك "
وسابه وطلع لم هدومه وساب البيت، عاش لوحده وسنتين كاملين بيدور عليها ف كل حتة وكل مستشفى بس ملقهاش، لحد ما ف يوم بابه خبط ففتح لقاه باباه قاله :
" نعم "
" دا عنوان خالتها وهي عايشه عندها "
اخد الورقة وطلع جري على عربيته بدون ما يغير هدوم البيت، هو زعل ع حال ابنه اوي وراح وراه، مالك كان بيخبط على الباب بلهفة لحد ما عيلة صغيرة فتحت فقالها :
" دا بيت حور "
" ابلة حور أيوة "
جات خالتها تسألها باستغراب :
" مين يا توتا؟ "
" لو سمحتي ممكن اشوف حور "
هي استغربت وبعدين مامت حور جات، هي طبعًا فاكراه كويس فدخل وقالها بلهفة :
" كويس انك هنا، انا والله العظيم بقالي سنتين بدور عليكم، حور هنا "
" لا يا ابني حور بنتي سافرت بقالها تمن شهور ومش هترجع قبل سبع شهور تانين "
هو اتصدم ومكنش قادر يستوعب وقالها بصدمة :
" سافرت فين؟ "
" الكويت .. الحمد لله ربنا فتحها عليها بعد ما جات بسنة واتقبلت هناك وبعتولها لدرجة التذكرة، بص يا ابني هي شافت منكم كتير لو سمحت شيلها من دماغك "
هز راسه وخرج قعد على الرصيف وباباه قاله بحزن :
" في ايه؟ "
" سافرت خلاص .. أنا استاهل "
قام وركب عربيته ورجع بيته ف بؤس واحباط كبير اوي، باباه قرر ذي ما اخد منه سعادته هيرجعها ليه، ودخل اتكلم مع مامتها بعدين عرف التفاصيل وسافر الكويت لحور، اتكلم معاها وعرفها اللي حصل كله .. اسبوع كامل بيقنع فيها ترجع لابنه وهي قالتله :
" لو سمحت يا دكتور أحمد، انا خلاص لقيت نفسي وحياتي ومش مستعدة اعيد التجربة دي "
" بس مالك بيحبك اوي يا حور "
" وانا بحبه اوي والله بس انت معاك حق، احنا مش شبه بعض، أنا أسفة "
وبعد شهر كامل
مالك كان قاعد في مكتبه بعد ما طلع من عملية مرهقه ليه، سمع صوت نداء ليه ضروري فوقف وخرج، لقى الساحة فاضية وبعدين فجأة الدنيا بقت ضلمة، ناد بصوت عالي :
" يا أمن .. الصيانة .. حد هنا "
" سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا مالك، سنة حلوة يا جميل "
هو اتصدم لما لقاها حور داخلة بتورته وعليها شمعة، وقفت قدامه وقالتله :
" كل سنين العمر واحنا سوا "
فجأة النور اتفتح وبدأ الاحتفال وكانت لابسه فستان ابيض بسيط، باباه ومامته خرجوا كذلك مامتها والكل، بدأوا يسقفوا ليهم وهو عطى التورته لحد من اللي واقفين وحضنها جامد
كلهم ضحكوا وبعدين هي بصت لباباه اللي اقنعها بصعوبة ورفض يرجع بدونها وقالت لمالك :
" باباك رفض فكرة اني مرجعش ليك "
شكر باباه وبعدين قالها :
" تتجوزيني يا حور "
" انا راجعه مخصوص أصلاً عشان اتجوزك، بحبك يا مالك "
" وانا كمان "
وفعلاً بعدها بفترة صغيرة اتجوزوا بفرح كبير اوي، وكانوا ف قمة السعادة وعاشوا في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.