عشق من الماضي للكاتبة سماء احمد
البداية
في يوم من الأيام
رنت بطلتنا على الشخص اللي بتحبه وبعدين فضلت تعيط في انتظار سماع صوته، دقايق ومردش فرجعت ترن عليه تاني كذا مرة لحد ما رد عليها، قالتله بزعيق :-
" انا برن عليك بقالي ساعة، أنت مش بترد ليه يا آدم؟ "
" يا بنتي في الشغل، في ايه اهدي كدة! "
" الحقني يا آدم هيجوزوني، خلاص قرروا .. اتصرف عشان لو مجتش هتجوز ومش هقدر اقول لا "
" مش هتقدري ازاي يعني! أنتِ بتتكلمي بجد! "
" ايوة بتكلم جد، اتصرف يا آدم عشان انا والله ما هعرف اقولهم لا وأنت حر، لو جاهز تخسرني متجيش يا آدم "
" أنتِ بتهدديني ولا انا بتهيألي "
" خدها ذي ما تاخدها المهم تيجي والنهاردة يا آدم عشان مروحش من إيدك فاهم؟ "
هو بدأ يزعق فيها وقالها بعصبية هي اعتادتها منه :
" أنا مبتهددش فاهمة يا سلمى، مش انا اللي اتهدد ولا انا اللي يتلوى دراعي يا سلمى فاهمة ويوم ما يتلوى انا اقطعه "
بدأ يزعق فيها وهي أصلا مكنتش ناقصة فقعدت تعيط وتحاول تهديه بس هو نهى كل حاجة لما قال :
" روحي اتجوزي، ولا تفرقي بالنسبة ليا "
التليفون وقع من ايدها وصوت بكائها اختفى، بدأ صوت شهقات متتالية، حركت راسها يمين وشمال وقعدت تقول :
" لا مش هتجوز غيره، مستحيل مش هقدر اتجوز غيره، لو مجاش النهاردة أنا هموت نفسي "
وبعدين قعدت على الارض جسمها كان بيرتعش، حضنت نفسها وفضلت تعيط وتبص للساعه في انتظار اللحظه اللي هيجي فيها وهيغير رأيه
الليل جيه وهو برده لسه مجاش، فضلت تعيط اكتر من ساعتين لحد ما تعبت ونامت، جيه تاني يوم فاقت على صوت مامتها بتقولها :
" اصحي يا حبيبتي وعرفيني فين المحروس بتاعك؟ مش على اساس هيجي امبارح، لا جيه ولا نيل بنيلة وباعك بالرخيص، اتفضلي بقى دلوقتي جهزي نفسك علشان ابن خالك جاي اخر النهار وهيقرأ فاتحه "
وقفت وبدأت تزعق والدموع نازله من عيونها، قالت لمامتها بانهيار :
" لا مش هجهز ومش هتجوز حد غير آدم، ولو ضغطوا عليا انا هموت نفسي، والله ما هتسمى لواحد غير آدم فاهمة! "
مامتها وقتها زعقت فيها وقالتلها :
" وهو فين آدم ده! سابك من اول مطب عشان تعرفي انه مش راجل "
" لا هو راجل غصب عن اي حد يا ماما راجل وهيجي ومش هيسبني يا ماما، عمره ما هيسبني "
وقتها انهارت في البكا ومامته طلعت من الاوضة متجاهلاها بعدين سلمى قعدت تفكر لحد ما جابت اخرها وقامت فتحت دولابها وطلعت شريط برشام منه وبلعت كذا حبة
اختها دخلت لقت العلبة في ايدها وبتعيط جامد، صرخت بصوت عالي :
" يا ماما الحقي بنتك، يا ماما بنتك بلعت برشام كتير "
مامتها جات وهي بصت ليهم وبعدين قالت :
" انا قولتلكم يا هو يا بلاش وانتم مختارتوش بس انا اختارت "
ووقعت على الأرض، مامتها صوتت وباباها جيه، حالة من الفزع مسكت الكل وخدوها على المستشفى عملوا ليها غسيل معدة وبعدين نقلوها على اوضة تحت الملاحظة
فضلت تعيط وبعدين قالت لاختها :
" هاتيلي تليفوني ارن عليه تاني، يلا عشان خاطري "
" ماما خدته عشان محدش فينا يديه ليكي، وحسن ابن عمتك جيه وقروا الفاتحة "
صرخت صرخة طلعت من قلبها وبعدين رجعت وعيط بانهيار تام، عدت الايام ورجعت البيت وبقوا محاوطينها من كل نحية، مش عارفة تكلم آدم ولا تخلص نفسها من الجوازة دي
قعدت تعيط وافتكرت يوم من ايامهم سوا، كانت في الجامعة قاعدة من صحابها وبعدين جيه من وراها معاه بوكيه ورد، بصت ليه وضحكت ضحكتها الشائعة اللي بتخليه عايز يخبيها من الناس كلها، قالتله بصوت واطي :
" بحبك "
" بعشق أمك "
ضحكت بصوت عالي وهو برق ليها فسكتت، اتفاجأت بيهم حددوا كتب كتابهم من غير ما يسألوه .. بكائها معتش ليه لازمة ولا رفضها ولا صوتها ولا اي حاجة
في حين آدم كان قاعد في اوضته، عيونه حمرا وتكاد تنطق من قهرته، فجأة رن تليفونه فرد
" ايوة "
" انكتب كتابها "
جملة من كلمتين كانت كفيلة تجعله ينهار كليًا، رمى التليفون ومسك الدولاب يهزه بجنون ويصرخ بأعلى صوت، كأنه مش هو اللي عمل في نفسه وفيها كده
هي بتصرخ في بيتها وبتعيط وهو هنا هيتجنن، أزاي حب اربع سنين يروح في لحظة وبسهولة كدة .. اة من الوجع لما يتملك القلب
دموعه نزلت وقعد على الارض يحط وشه بين ايديه وميتكلمش، في حين هي كانت ساكته بتبص قدامها وبس وبتفتكر لحظات كتيرة حلوة عاشتها معاه
ضحكتها ودموعها جنبه، أزاي كان بيطبطب عليها وأزاي كان بيقسى اوقات، غيرته عليها وبصته اللي بتقولها بوضوح عمري ما شوفت أحلى منك
" يا خسارتك يا آدم "
مامته دخلت وزغردت بعدين قالت :
" الف مبروك يا عروسة عقبال الفرحة الكبيرة "
رفعت وشها لمامتها وبعدين قالتلها :
" الف مبروك على ايه؟ أنا ممضتش على قسيمة الجواز، انا مضيت على ورق جنازتي، أنتم عملتوا فيا كده ليه؟ ظلمتوني ليه؟ "
مامتها اتعصبت عليها بعدين قالتلها بحدة :
" علشان اللي اسمه آدم ده مش بتاع جواز وأنتِ هتظلمي نفسك معاه وبعدين أعمامك شايفين انه مش مناسب "
" اعمامي ولا اخواتك يا ماما؟ بقى بتفضلي سعادة ابن اخوكي على بنتك، الجحود دا عندك من امته؟ مفكراني هنسى "
" اة مع الايام هتحبي حسن وهتنسي اللي اسمه آدم ده، وهتيجي تشكريني "
وقفت وقعدت تصرخ وهي بتلطم :
" انسى ايه ولا ايه؟ انسى حبه ليا ولا لهفته ولا خوفه ولا الأمان اللي ملقتوش وسطكم، انسى وجع القلب اللي سببتوه ليا ولا قلة الاختيار اللي كنتم السبب فيها، ردي عليا انسى ايه يا ماما! دمرتوني وقضيتوا عليا "
رجعت تقع على الارض وتهز جسمها بجنون، اتكلمت بقهر :
" دمرتوني، قضيتوا عليا خلاص، سلمى ادمرت "
مامتها طلعت وطنشت وضع بنتها، بعدين سلمى اتجوزت حسن ابن خالها، آدم كان ساكت يوم فرحها مش بيتكلم ولا بيدي رد فعل، اخوه دخل ليه وطبطب على كتفه وقاله :
" خلاص يا ابني قول الحمد لله، واتأكد انها مش نصيبك "
" بقالي اربع سنين مستني يوم ما يجمعنا بيت واحد، انا اديتها كل حاجة في قلبي ومسبتش حاجة ليا، انا عايش على نفسها في الدنيا بس هي باعتني "
" لو فعلاً باعتك يبقى متستاهلش كل ده "
" لو هي متستاهلش مين يستاهل؟ محدش يستاهل كل ده غيرها "
قام وقف وأخوه كمان وقف وقاله بلهفة :
" أنت رايح فين يا آدم؟ اعقل يا ابني ربنا يهديك "
" اشوفها بالفستان، اشوفها آخر مرة "
ومن حالته اخوه مقدرش يمنعه، وفعلاً راح ليها القاعة يشوفها، دموعه مكنتش قادرة تقف وهو شايفها جنب واحد تاني بالفستان
في حين هي كانت بتدور عليه بين الحضور، نفسها ربنا يعمل اي حاجة ويرجعها ليه، مش قادرة تستوعب إن جوزها واحد تاني ولا قادرة تتصور انها بعد ساعتين هيتقفل عليهم باب واحد، كل تفكيرها انها ملك آدم وبس .. دموعها نزلت في الفرح وفكروها متأثرة بفراق اهلها بس الحقيقة هي كانت متأثرة بفراق حبيبها
كانت بتبص لمامتها بلوم وعتاب، ولما طلعت مامتها تحضنها هي زقت مامتها بعيد عنها وراحت قعدت، لأول مرة تبقى مش حابه وجود مامتها
الفرح خلص وخلص معاه أخر أمل في رجوعهم ... رجع بيته وطول الليل يحلم بكوابيس ويقوم مفزوع يصرخ باسمها، لحد ما عدى
فتح عينه الصبح ورفع تليفونه تلقائي يشوف رسالتها بس افتكر انها معدتش هتبعت، عيونه دمعت وبعدين بص على الخلفية اللي كانت صورة ليهم وافتكر إن كدة اكبر غلط، وانه لو مكان جوزها مكنش يسمح لحد يعمل كده مع مراته
خد نفس عميق بعدين قعد اخد ميموري كان عاينه، في حاجات كتيرة تخصهم بعدين رن على اخوها اللي كان اكبر شاهد على حبهم لبعض
" الو سلام عليكم "
" وعليكم السلام، ازيك يا آدم "
" الحمد لله، في حاجة لسلمى معايا قابلني وخدها اديها ليها "
" الوقتي!! سلمى اتجوزت أمبارح "
" عشان اتجوزت خدها يا أحمد، ومتفتحهاش المفروض محدش يشوفها غيرها عشان تخصها، وصدقني مش حاجة تدمر حياتها لو هتفكر كده "
" لا يا آدم في ايه! اكيد قلة الثقة مش فيك للدرجة دي، متزعلش يا آدم وبكره ربنا يرزقك خير منها "
" ههه ضحكتني، والخير دي ايه اللي يخليها خير! خلاص الخير كله خلص مع اختك يا أحمد "
" انا مش عايز نفتح في المواضيع بس متنساش أنت اللي بيعت "
آدم وقتها اتعصب وقاله :
" مش انا اللي بيعت، هي اللي كانت عايزة كدة وخدت كده "
" أنت بتهزر يا آدم! بقى سلمى بعد الحب دا كله هتبقى عايزة كده! أنت تبيعها وتقولي عايزة كدة "
" انا مبيعتش حد، هي هددتني لو مجتش هتتجوز وانا مش بتهدد يا أحمد "
" تهديد ايه يا متخلف، هي عملت كده عشان ادوها فرصة ليك حرام عليك ضيعتها وضيعت نفسك "
آدم غمض عينه ودقات قلبه عليت وحس بخنقة كبيرة .. قفل مع اخوها وفضل قاعد يفكر مش مستوعب انه ضيعها، ولو تهديد ايه ف الدنيا يستاهل يخسر اللي كان بيبحبها الا لو مكنش راجل
خد نفس عميق وبعدين استغفر ربنا وقابل اخوها اداها الميموري، قفل الصفحة هنا بس مقدرش يخرجها من قلبه ولا ينهي الذكريات اللي بينهم
في حين هي كانت بتعيط ليل نهار ، وكرهها للشخص اللي معاها بيزيد يوم ورا يوم وبرغم انها عارفه ان تفكيرها في ادم خيانه الا انها مكانتش قادره تسيطر على تفكيرها
وعدت الايام عليها واتحولت لسنه كاملة جواز سنه ومقدرتش تتخطى الماضي ولا تتعايش مع الحاضر وبرغم ان ربطها بالراجل اللي معاها طفل صغير الا انها برضو مكانتش طايقاه بس اللي كان مهون عليها الايام هو ابنها الصغير
الحب لو كان عايز يجي من ناحيته كان جه من الاول بس طالما وصلت للمرحله كانت واثقه ومتاكده انها عمرها ما هتحبه وفي يوم من الايام كانت رايحه بيت اهلها وركبت وسيله مواصلات اتفاجئت بقى اخو الشخص ده بيقولها :
" خلي علينا يا ست سلمى"
" محمد "
باين عليها الصدمه وهو ضحك وبعدين دفع وبص ع الولد اللي على ايدها وقالها :
" ده ابنك "
" ايوه ابني "
" ما شاء الله ربنا يخلي شبه مامته خالص "
ردت عليه بهزار وقالت :
" ما هو ابني "
سكتت شويه وهو كمان مكنش عارف يقول ايه بعدين قرر يسألها عن احوالها :
" المهم أنتِ عامله ايه والدنيا عامله معاكي ايه "
" الحمد لله كل مر سيمر وادينا في المر مستنيين انه يمر "
" الجواز علمك حكم "
ضحكه وكانت عايزه تسألوا على آدم بس جواها شيء بيقول ليها ده غلط... ايا يكن مش هيكون اكبر من الغلط اللي حصل ليها وليه بعدين قالتله :
" ادم عامل ايه "
" الحمد لله مسافر اهو بقى له سنه مشفناش وشه تقريبا مش ناوي ينزل "
" ليه يعمل كده يعني "
بص ليها وبعدين ضحك وهي فهمت قصده ايه، خدت نفس عميق وبعدين قالت :
" ربنا يهديه ويعوضه خير "
" نفس عوضك "
عيونها دمعت ومعرفتش تقول ايه بعدين هو احترام سكوتها وفضلوا بدون كلام لحد ما وصلوا ... ولما روح بيته رن على اخوه اللي رد بهدوء :
" سلام عليكم "
" شوفت سلمى النهاردة، بقى معاها ولد ذي القمر "
هو حس روحه بتنسحب كأنها لسه متجوزة امبارح، وكأن معدش سنة على جرحه، بس اتكلم بهدوء :
" ربنا يخليه ليها "
" يا رب... أنت اتضايقت ولا ايه؟ "
" المفروض ارقص يعني! "
" مقصدش اكيد يا آدم، المهم مش ناوي ترجع "
" سبني الوقتي فترة كدة وربنا يحلها، ورايا شغل الوقتي عايز حاجة؟ "
" برضو! سلامتك يا آدم وعلى رأيها ربنا يهديك "
" يا رب يا سيدي "
عدت الأيام واتحولت السنة لاتنين، بعدين هو رجع لأهله، كانوا فرحانين بيه اوي ومامته ما صدقت رجعت وقالتله :
" آدم انا لقيت ليك عروسة بنت حلال وقمر، ايه رأيك نشوفها "
" تاني ياما أنتِ مبتتعبيش، لا يا ستي مش هشوف حد "
" يعني هتفضل كدة كتير من غير جواز "
" اة لحد ما اموت "
" لحد ما تموت ولا لحد ما سلمى تطلق، أنت ابني وانا اكتر واحدة في الدنيا فاهماك ، بس اللي عايزاك تعرفه لو جوزها بيسلخها وبيعذبها كده محدش من اهلها هيخليه يطلقها "
وقف وقعد يزعق ليها بعصبية :
" ارحميني ياما أنتِ عايزة تحرقي دمي وخلاص "
هي كمان زعقت وقالتله بحرقة قلب عليه :
" لا عايزة افرح بيك وعايزاك تنساها، هي معدتش تخصك ولا عمرها ترجعلك، افتكر اني كنت هبوس رجلك عشان نروح ليها نطلب أيدها أنت اللي عندت وحرقت قلبها مرتها والنهاردة جاي تحرق قلبي، أنت اللي بتعمل فينا كده، أنت السبب في كل حاجة يا آدم "
هو دخل اوضته وقفل على نفسه، وجع قلبه وحرقته عليها وعلى نفسه خلته كسر دولابه وقعد يصرخ من قلبه، هو فعلاً اللي عمل كده وهو اللي قاعد بيحصد نتيجة عمايله ..
ميعرفش إن في واحدة قاعدة بتعيط بعد ما حضنت نفسها وبتطبطب عليها لأن مفيش ايد تقولها حقك عليا او متزعليش، الايد اللي معاها في البيت مبتعرفش تعمل حاجة غير تضرب بس وتهين وتقلل من شأنها، سمعته بيخبط عليها الباب وبيقولها :
" افتحي يا سلمى، بقولك افتحي، أنتِ مفكرة لما تقفلي على نفسك أنا هرحمك، فرحانة بخلقتك اللي ماشيه بيها قدام الناس بس انا هشوهها ليكي خالص، هعلمك الأدب، ما أنتِ لو كان اهلك علموه ليكي مكنتيش حبيتي واحد في الحرام "
هي انهارت من العياط، كانت عايزة تصرخ وتقوله يا ريتها هربت، وانه ارجل منه لأنه عمره ما كان هيمد ايده عليها بس خوفها منه خلاها تسكت، ساعات عما فتحت الباب من الخوف على ابنها، دخلت اوضته لقيته نايم ومش حاسس بكل اللي بيحصل، اتكلمت بوجع :
" والله ما مهون عليا كل ده غيرك "
صرخت فجأة لما جيه جوزها ومسك شعرها، بعدين قال :
" وأخيرًا طلعتي ليا، بتقفلي على نفسك مفكرة هتفضلي لحد امته؟ "
" أنت كدة راجل يعني "
ضربها بالالم بعدين قالها :
" راجل غصب عنك يا زبالة يا بنت الـ .... "
وفجأة سمع صوت جرس الباب، طلع يفتح اتفاجىء بعمته وجوزها، سلمى طلعت وهما اتصدموا لما شافوا شكل بنتهم، لسه هيتكلم ابوها ضربه بالألم تلت مرات بعدين قاله :
" بتضرب بنتي يا تربية الشوارع، أنت مفكر نفسك ايه دا انا هطلع روحك "
سلمى كانت بتبص ليه ودموعها بتنزل بس حاسه ان حقها بيرجع منه، كانت مبسوطة اوي من اللي بيحصل ليه، وبعدين ابوها خدها بيته وقال بحسم :
" هيطلقها !!! "
في حين آدم طلع لامه وقرر معتش يتصرف بدماغه ويعاند اكتر من كده، فقال :
" متزعليش مني ياما، واللي يريحك عايزة تخطبيلي اخطبيلي "
" انا مقصدش اغصبك على حاجة يا ضنايا "
" عارف ياما بس برضو معاكي حق، انا السبب ولازم اتعلم وابطل اللي بعمله، شوفي عايزانا نروح امته للعروسة "
" هكلم اهلها ونروح النهاردة "
" اللي يريحك "
خلاص هو راحته راحت مع اليوم اللي اتكتب اسمها على اسم واحد تاني، فعلاً والدته اتكلمت مع اهل البنت وراحوا يومها بليل يطلبوا ايدها
جات البنت وقعدت معاه وهو خد نفس عميق بعدين قالها :
" عاملة ايه؟ "
" الحمد لله، عامل ايه أنت؟ "
" الحمد لله اهي أيام وهتعدي، اتفضلي اسألي "
" مش عارفة هو المفروض اسأل عن ايه؟ تعرفني "
" لا الحقيقة ماخدش بالي، تعرفيني أنتِ؟ "
هزت راسها بتأكيد وبعدين قالتله بتوتر :
" كنت بشوفك مع سلمى، أنا وهي دفعة واحدة "
" سلمى!! يعني عارفة اللي فيها "
" ايوة "
" حيث كدة بقى بصي يا بنت الناس، انا جاي هنا وكلي يقين اني قادر ادوس على الماضي واكمل بس مش هنسى لأن محدش فينا بينسى، هترضي بيا هتاخدي عهد مني عمرك ما اظلمك بس الماضي بما انك عارفاه تقفلي صفحته نهائي ونبدأ سوا بداية جديدة .. قولتي ايه؟ "
" قولت لا اله الا الله "
" محمد رسول الله "
ابتسم ثم هزت راسها مؤكدة فابتسم هو كمان، جيه والدها ووالدته واخوه لأن والده متوفي، وبعدين قريوا الفاتحة اللي كانت بالنسبة لسلمى اول اما عرفت على روحها مش لخطوبة آدم
قعدت عن أهلها بتسمع أخباره من اخوها والقهر في قلبها، في يوم كانت راحة مشوار مع اخوها وابنها معاها، ركبت العربية لقيته قاعد هو وخطيبته .. اول مرة من يوم فرحها يشوفها وكان بالنسبة ليه بمثابة سكينة جامدة حد غرسها في قلبه بدون رحمة، عيونها اتملت دموع وبعدين قعدت جنب اخوها، كلم اخوها :
" ازيك يا محمد؟ عاش من شافك يا اخي "
" الحمد لله، عاش من شافك أنت، السعودية خدتك مننا خالص "
" اديني رجعت اهو لمكان ما بدأت، خلي علينا بقى "
" لا خلي أنت علينا "
" خلاص انا حاسبت ليكم "
سلمى رفعت عينها وجات في عينه، خطيبته خدت بالها وقالتله :
" آدم شوف كده اللون دا لاوضة النوم "
" مش وقته يا مروة "
هي اتضايقت اوي منه بس قررت متبينش، محمد شور لآدم بمعنى مين دي فقاله بهدوء :
" خطيبتي، عقبالك "
" بجد! الف مبروك وربنا يتمم على خير "
بص لسلمى تاني ولقاها بتمسح عينيها، تقريبًا عيطت لما سمعت، خلته ندم انه اتكلم، في حين ابنها كان بيصرخ ويضحك ويبوس خدها، طبطبت عليه وضحكت تاني وطول الطريق في صمت تام لحد ما وصلوا
كلهم نزلوا من العربية وآدم ودع محمد بعدين مشي، خطيبته قالتله بنرفزة :
" شوفتها كانت بتبص عليك أزاي! هي معندهاش دم "
" مروة لو سمحتي "
" بلا سمحت يلا هببت دي معندهاش دم، مش على اساس على ذمتة راجل تاني، هنقول مش عاملاله احترام طيب وأخوها اللي جنبها ده! "
آدم وقف وزعق ليها في نص الشارع بنرفزة كبير وقالها :
" مروة احترمي نفسك وقولتلك الف مرة هترضي يبقى الصفحة دي متتفتحش، هو البص عليه حساب ما أنتِ كنتي واخدة بالك مننا هل دا معناه نحاسبك بقى الوقتي! "
" بس أنت مكنتش خطيبها انما الوقتي انا خطيبتك "
" بس كنت بحبها ودا اعلى من اي خطوبة، الوقتي لسه الناس بتكتشف خطوبتنا بس زمان كان العالم كله عارف اني انا وهي بنحب بعض "
" ما دا من تربيتها فعلاً "
" مروة لو عايزة الخطوبة دي متكملش افتحي السيرة دي تاني "
هي اتوترت وبعدين فضلت تسكت، عدت الأيام وسلمى لسه قاعدة في بيت اهلها، كل اما اللي اسمه جوزها دا يجي عشان ياخدها ابوها يرفض كليًا
لحد ما في يوم اتجمع اخوات مامتها وقلبوها على ابوها وبعدين قعدوا يزنوا تحت مسمى " آخر مرة "
ابوها دخل يقولها :
" سلمى يا بنتي هو بيقول مش هيعيدها وخراب البيوت يا حبيبتي مش سهل "
" يعني يا بابا عشان خراب البيوت مش سهل اطفح انا تراب! أنت مستوعب يا بابا هو عمل فيا ايه طول السنتين "
" معلش يا حبيبتي ياما بيحصل بين المتجوزين، متزعليش نفسك وعديها المرة دي عشان خاطري "
" ولو معدتهاش "
سمعت مامتها بتقول بعصبية وزعيق :
" هيبقى يومك مش فايت وبرضو هتعديها غصب عنك يا سلمى "
هي حست ان الكلام مفيش منه اي فايدة، فاضطرت انها توافق ورجعت لمكان عذابها وغلبها وحزنها الكبير،
وبعد فترة آدم اتجوز هو كمان وهنا هي حطت نقطة لنهاية علاقتهم، وكان بالنسبة ليها الحدوته خلصت ...
.
.
.
بعد تلت سنين
جوزها بدأ يزعق ليها اول اما طلبت فلوس منه عشان تجيب اكل لابنهم الصغير، هي رجعت لورا لما رفع ايده بنية يضربها :
" متطلبيش مني فلوس تاني فاهمه؟ خليه ياكل من الزبالة او ياكل نفسه .. انا معيش فلوس "
" حرام عليك هو لسه صغير ميعرفش حاجة "
" مش عاجبك انزلي اشتغلي واصرفي عليه، بدل ما أنتِ قاعدة اكل ومرعى وانبساط كده، يلا غوري من قدامي "
هي عيطت بعدين هزت راسها وفعلاً نزلت تشوف شغل، في حين آدم كان بيتشاكل مع مراته كالعادة وهي بتزعق بنرفزه كبيرة :
" صحيح قول انك بتعمل كده عشان لسه بتفكر فيها، ما أنت لو مش بتحبها مش هتقولي مش ضروري خلفة "
" يا بنتي الناس اتقي الله حرام عليكي! انا اكيد مقصدش كده بس يعني نعمل ايه؟ "
" نعمل مجهري، مليش دعوة انا عايزة اخلف "
" حرام عليكي انا ظروفي متسمحش "
" يا سلام يعني الوقتي ظروفك متسمحش ولما كنت بتاخدها تجيبها وتوديها الجامعة على حسابك كانت تسمح "
" انا بتحمل معاكي اقصى درجات الصبر عشان لما اجيب اخري محدش يزعل مني "
" انا عارفة انك بتعمل كدة عشان تخلع مني، أنت اصلا مش بتحبني ولا عمرك هتحبني عشان هي لسه في دماغك "
آدم وقتها زعق فيها بنرفزة وقالها :
" كل حاجة هي هي هي ما عشان هي مورتنيش ربع السواد اللي شوفته من ساعة ما عرفتك، خنقتيني وطلعتي روحي يا شيخة "
لسه هترد سابها ومشي، تعب منها ومن حياته ومن وجع قلبه اللي مش بيقل لحظة، خد نفس عميق وبعدين راح شغله
سلمى اخيرًا لقت شغل بيقبل حديثي التخرج، هي اة مخلصه بقالها فترة طويلة بس ذيها ذي اللي اتخرج، سابت ابنها مع مامتها وراحت على شغلها .. المفروض هيجربوها اول اسبوع
تاني يوم جيه عرفت جوزها وراحت
كانت شغالة في الحسابات وقاعدة في امان الله لقت آدم داخل، هي بصتله وكانت مصدومة ومش مصدقة انه موجود، سألت نفسها بيعمل ايه هنا .. لسه بيرفع عينه لقاها ومكنش مصدق، المفروض انه المدير عليهم فقال لواحدة معاهم :
" دول حديثي التخرج "
" ايوة يا مستر آدم، سلمى وجميلة واماني ومحمد "
" أهلاً وسهلاً "
هي هزت راسها وملامحها كانت متوترة اوي، بدأ يتكلم معاهم ومن اسلوبه حست انه ناسيها أصلا .. خدت نفس عميق وبدأت تستمع ليه بانتباه لحد ما خلص
لما قعدت على مكتبها راح ليها وقالها :
" بتعملي ايه هنا؟ "
" هكون بعمل ايه! بشتغل يا آدم "
" هو الشغل ليكي! "
مردتش عليه واتنرفزت فقالها بتمتمة سمعتها :
" اكيد متجوزة حمار، ما اللي يخليكي تشتغلي مش بني آدم طبيعي "
هي لفت وشها وضحكت، حست انه نفسه آدم اللي كان من خمس سنين، بدأت بحكم شغلها تختلط بيه تاني، بس طبعًا مقالتش لجوزها عشان ميشغلش هبله عليها
جوزها من بجاحته اول اما اشتغلت قعد في البيت، راحت لمامتها في يوم فباباها قالها :
" عاملة ايه يا سلمى؟ "
" الحمد لله، فين آسر؟ "
" نايم خديه من جوه "
مامتها قالت كدة وهي دخلت تاخد ابنها، وهي طالعة قالت لمامتها بتريقة :
" الراجل اللي جوزتوه ليا قعد من الشغل وبقى معتمد انا اصرف عليه، مش هقول غير ربنا يسامحكم "
مامتها اتكلمت بنرفزة وقالت :
" وايه يعني ما هو بقاله خمس سنين بيصرف عليكي "
هي اتنرفزت ووقفت تزعق لمامتها :
" خمس سنين بخدمه صح؟ خمس سنين من الضرب والإهانة والذل وكله بسببك، أنتِ اللي اختارتي ليا الجوازة الزفت دي وبرضو تقولي ومالو، انا كرهت اجي البيت ده بسببك وبسبب اللي عملتيه فيا ... منا لو في ضهري راجل كنت اتسندت عليه واتطلقت "
ابوها اتصدم من جملتها بس مقدرش يقولها المرة دي حاجة، لأنهم شايفين وقابلين اللي بيحصل فيها،
في حين آدم رجع يتشاكل مع مراته تاني، نفس الموضوع وهو تعب من كل ده .. زعق ليها بصوت عالي :
" أنا تعبت منك وزهقت، عايزة تعملي المجهري هعمله ليكي بس لو فشل تبقي طالق "
هي اتصدمت ومصدقتش كلامه في حين سلمى حضرت الاكل وقعدت تأكل ابنها فجوزها حسن قالها :
" سلمى حطيلي اكل "
" هات فلوس اجيب حاجات اعملك اكل "
" نعم يا حيلة امك! ادخلي بدل ما اقوم اكسرك "
" قولتلك هات فلوس اجيب اكل، انا مش هأكلك الاكل اللي بجيبه لابني "
قام ضربها قدام ابنها، وهي لانها ضعيفة مقدرتش تقاومه بعدين عدى الليل عليها بتعيط، تاني يوم راحت الشغل وكان في كدمة جنب عينيها
آدم دخل وقالهم :
" سلام عليكم "
ردوا السلام وبيبص بظروفها على سلمى، قرب وقالها :
" مال وشك؟. "
" مفيش كنت طالعة من الاوضة اتخبطت "
هز راسه وبعدين طنش وراح مكتبه، هي خدت نفس عميق وكملت شغلها وفي نص اليوم اتفاجأت بجوزها قدامها في الشغل، معرفتش هو عرف مكانها منين، قالها :
" هاتيلي فلوس "
" أنت بتعمل ايه هنا! امشي هتفضحني "
" مش ماشي الا اما تجبيلي فلوس والا هعملك فضيحة كبيرة، يلا "
هي بصت حواليها وبعدين هو بيرفع وشه شاف آدم، اتصدم وبعدين بدأت يشتمها ويزعق ويقولها :
" بقى يا خاينة هو هنا وبتشتغلي معاه، دا انا هطلع روحك "
وبدأ يزعق والكل اتفرج عليها، رفع ايده يضربها لكن آدم مسك ايده وضربه في وشه، آدم رن على محمد اخوها وشهده على اللي حصل
رجع البيت وهو مش قادر يبطل تفكير في اللي حصلها، وجع قلبه رجع ذي الاول واصعب، لسه داخل لقى مراته بتقوله :
" معادنا بكره "
" تمام "
دخل اوضته ينام بس مجاش ليه نوم، كان قاعد عمال بيفكر في سلمى، الغبي ميعرفش ان في واحد بيتعذب من خمس سنين ليل نهار عشان ضافرها وهو هناك بيهينها
سلمى قعدت عن اهلها تاني بس المرة دي اخوها اللي وقف في وش جوزها، زعق لأهله عشانها وقالهم :
" بكفاية كده فرج عليها الناس والبجح بيقول روحت لقيتها واقفة مع آدم والكل قال كداب "
" ما يمكن هما اللي كدابين "
مامتها قالت كدة وسلمى اتصدمت مكنتش مصدقه، دخلت اوضتها قعدت مع ابنها اللي كان بيعيط ومفزوع من صوت الزعيق اللي حصل ... حضنت ابنها ونامت
بعدها بكام يوم جوزها جيه بليل قدام البيت وقعد يزعق ويعمل ليهم فضيحة كبيرة، بدأ يقول :
" لما قفشتها معاه في حضنه بقيت انا الخاين، انضربت واتهانت عشان واحدة اهلها جوزوها ليا وهي معيوبة "
سلمى اتصدمت وبعدين محمد اخوها نزل ضربه في الشارع، آدم كان معدي بظروفها شافهم وبعدهم عن بعض في حين محمد قاله :
" ابعد يا آدم سيبني دا بيقول على اختي معيوبة، الحيوان اللي كان بيبوس رجلينا عشان ياخدها بيشتمها ويغلط فيها "
وقتها آدم دمه فار بعدين قاله :
" هو قال كده؟ "
" ايوة "
" ولسه واقف بتتناقش معايا اضرب "
الاتنين مكنوش عارفين بيضربوه أزاي لحد ما الناس اتلمت وبعدته، آدم رجع بيته وعمل هو ومراته الحقن المجهري وللأسف فشل، هو قالها :
" هنطلق، انا كدة خليت ذنبي منك "
" عشان هي واقفة على الطلاق "
" لا مش عشان كدة، بس اتعلمي إنك متقارنيش نفسك بحد، جايز لو مكنتيش كل شوية تجيبي سيرتها كنت حبيتك وكملنا بس كل لحظة تفكريني بحبي ليها لدرجة مكنتش بتروح من بالي، عودي نفسك متقارنيش نفسك بحد ولا تكوني ذي حد ولا حد ذيك، كمان خليكي راضية وصابرة لأن لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده، أنتِ خربتي بيتنا بايدك وانا مش هقدر استنزف تلت دقايق من حياتي فوق التلت سنين دول، ربنا يهديكي واة لو حصلك نصيب تاني في الجواز قدري ظروف جوزك، يعلم ربنا انا سالف الفلوس دي على شغلي "
هي عيطت واعتذرت بس هو كان اتقفل منها ومن الدنيا، حس إنك ترضي حد بحاجة اسمها الجواز افشل مشروع الواحد يعمله وافشل خطوة في الحياة... مستفدش من الجوازة غير وجع القلب والناس مبطلتش كلام
كان ماشي جنب مسجد دخل يصلي شاف شيخ قاعد بيسبح، فقعد آدم كمان يسبح هو كمان، الشيخ قعد جنبه وقاله :
" ياااه يا آدم من زمان مشوفتكش في المسجد "
" متقلقش بصلي والله بس في البيت "
الشيخ ضحك بعدين طبطب على رجله وقاله :
" ايه احوالك؟ "
" طلقت "
" ليه يا ابني دا ابغض الحلال عند الله الطلاق "
" تعبت يا شيخ والله، انا كنت بحب واحدة من زمان اوي وبعدين ... "
بدأ يحكيله حكايته من الأول، الشيخ طبطب عليه وقاله :
" وأنت الوقتي عارف بكلام الناس "
" عارف بس اعمل ايه! هي الناس ايه غير كلام "
" بص يا آدم جايز البنت اللي بتحبها دي من البداية نصيبك بس أنت دخلت لنصيبك بأفعال مترضيش ربنا وعشان كدة ربنا خلصه منك في الدنيا "
" مش فاهم حاجة "
" هفهمك، احنا مسلمين ودينا الاسلام ليه تعاليم كتير، مشينا عليها ربنا هيفتحها في وشنا، الحب مش حرام بس الحرام اللي احنا بنعمله في الحب، كل الناس شافتك وأنت رايح وجاي بيها وحاطط ايدك على كتفها وغيره، اتجوزت غيرك ودا كان عقاب ربنا والناس مش راحمينك ولا راحمينها ومتقدرش تقولهم كلامكم غلط لأنهم كانوا شايفين وشاهدين "
تقريبًا كل حاجة وضحت قدام عيون آدم والشيخ كمل كلامه وقال :
" يا ابني اللي بيحصل قدام الناس بيخلص قدام الناس واللي بيحصل في السر ربنا شاهد عليه وبرضو بيخلصه، البنت مش وحشه ولا أنت وحش بس ملقتوش اللي يوجهكم "
تقريبًا دخول آدم المسجد كانت فتحة خير عليه من وسع، من يومها وكل فرض بيصليه في المسجد وبقى يخاف ربنا، شارعها دا مش بيخطيه برجله وبقى حاجة تانية
في حين سلمى مكنتش قادرة تطلع من البيت بسبب فضيحة ابن خالها، مش بتكلم اهلها وخلاص عاشت حياتها لابنها
وفي من الأيام
حصل فضيحة جامدة لجوزها وقال إنه اتقفش في شقته مع ستات، واتقبض عليه لما الجيران بلغوا عنه وكانت فضيحة، اللي كدب وقاله عنها ربنا عمله فيه وبالجرم المشهود
سلمى كانت دموعها بتنزل وبتبتسم وبتقول :
" الحمد لله يا رب .. الحمد لله .. خلصت ليا حقي وقدام كل الناس "
وقتها اهلها راحوا ليه وخلوه يطلقها وهو فعلاً من الفضيحة مقدرش يرفع وشه ويقولهم لا
في يوم كان آدم قاعد في المسجد مع الشيخ وبيسبح ربنا، سمع واحد بيكلم صاحبه :
" يا ابني اتطلقت النهاردة، بيقولك جوزها اتقفش في شقة مع واحدة ومش اول مرة، هو اصلاً عيل مش مظبوط "
" اللي انا عايز افهمه حد يتجوز سلمى ويطلقها، دا نص رجالة الحتة كانت بتجري وراها "
" معاك حق والله، هي مكنش ليها الجوازة دي من الأول بجد "
آدم استغفر ربنا ولسه هيقوم لقى واحد بينادي عليه :
" آدم سلمى اتطلقت من اسبوعين، انا متأكد انك متعرفش "
بص للشيخ وبعدين هز راسه ومشي، هو من فرحته عيونه دمعت، فضل مستني على نار لحد ما عدتها خلصت بعدين دخل البيت من بابه، متكلمش معاها ولا حتى مع اخوها
مامتها كانت رافضه الفكرة بس والدها وافق عشان يصلح الامور بينه وبين بنته، آدم قعد مع اخوه وامه وقاله :
" يا عمي انا جاي ايد سلمى وهي متعرفش، المرة دي انا الجاي البيت من بابه وكلي يقين اني قد المسئولية "
" بص يا ابني احنا غصبنا بنتنا مرة والمرة دي لو علينا مش موافقين عشان كلام الناس بس مش هنغصبها .. سلمى تعالي "
هي بصت لآدم وكانت عينها مليانة دموع، قالها :
" يا بنتي آدم جاي يطلب ايدك، قولتي ايه؟ "
" موافقة "
" بس مفيش جواز يا ابني قبل سنة "
باباها قالها كده فردت :
" ليه طليقي يستاهل اقعد يوم وراه، اللي أنتم عملتوه يستاهل اسمع كلامكم لحظة .. حتى كسرتي من آدم متستاهلش اوافق الوقتي "
آدم زعل من نفسه وهي عيطت بعدين راحت اوضتها، شوية وطلعت قالت :
" لا انا مش موافقة، مش هتجوز .. انا هعيش لابني بس "
وفعلاً آدم رجع بيته بعد ما قابل رفض صريح، سنة كاملة راح ليها فيها سبع مرات وكان بيترفض، لحد ما في يوم كانت طالعة سمعت خالها بيكلم امها وبيقولها :
" هو اتغير اوي وبعدين خسارة الواد الصغير ده يتاخد في الرجلين، حاولي تكلمي ابوها ونرجع سلمى لحسن، وبإذن الله اللي حصل ميتعادش "
هي اتصدمت وزادت صدمتها لما سمعت مامتها بتقول لخالها :
" يعني أنت متأكد انه اتغير؟ "
" وابصملك كمان "
" هي سلمى كدة كدة معدتش عايزة اللي بتحبه ده، والواد حرام يتشرد، خلاص المرة دي اخر فرصة ، انا موافقة وهكلم ابوها "
الدموع بدأت تنزل من عيونها واتفتحت في العياط، بعدين راحت تحضن ابنها وتفكر هتعمل ايه، اكيد مش هتعيش الذل والاهانة دي تاني
في حين
آدم كان قاعد في المسجد مع الشيخ، بيحكيله انه اترفض منها كتير بس مش مستعد يخسرها، الشيخ قاله :
" طالما يا ابني انت عايزها اوي كدة وندمان متقلقش، انا هكلم ابوها وهخليه يقنعها "
" بجد يا عم الشيخ! "
" ايوة بجد .. اطمن مش هسيبك "
آدم دعى من قلبه الامور تتحل المرة دي، وفعلا الشيخ راح كلم ابوها وابوها راح يقولها :
" سلمى الشيخ كلمني النهاردة آدم عايز يا بنتي يجي تاني، الواد باين انه شاريكي "
هي اتوترت اوي وحستها اشارة من ربنا ، قالتله :
" حضرتك رأيك ايه؟ "
" انا عن نفسي عايز سعادتك، وبصراحة انا تعبت للولد "
" تمام انا موافقة "
مامتها فتحت الباب وقالتلهم :
" كويس انكم هنا عايزة اكلمكم في موضوع "
سلمى قاطعتها وقالتلها :
" آدم كلم بابا تاني وانا موافقة "
" ايه! لا استني انا اخويا كلمني النهاردة على حسن وبيقولي اتغير، وهو اولى بيها من الغريب "
لسه سلمى هترد ابوها زعق وقال :
" لا يا ام محمد مش هيحصل، بنتي معدتش هترجعله وطالما وافقت على آدم يبقى تتجوزه "
" بس ..."
" مفيش بس خلص الكلام خلاص "
وفعلاً آدم جيه ليها ووافقت قدامهم، كانوا فرحانين اوي بيهم المقربين وبعدين عملوا كتب كتاب مع الخطوبة وبعدها بشهر اتجوزوا .. ابنها كان معاهم لأن ابوه رفض ياخده وهي اصلا مكنتش هتديه ليها
آدم عامله بما يرضي الله وكان دايمًا بيفكر انه ابن حبيبته قبل اي حد، عملها فرح وناس كتيرة فرحت ليهم وأنهم بعد السنين دي كلها رجع ثنائي الحب
آدم اخد عهد على نفسه عمره ما يزعلها وفعلاً عوضها عن كل لحظة عذاب عاشتها مع غيره، وعن لحظة الخذلان اللي خذلها ليها
وهي كمان حست انها بقت تتعامل المعاملة اللي هي تستاهلها وتستحقها، الأصح اللي بيها
كمان آدم علمها واتعلم معاها يمشي بما يرضي الله، ويعمل حساب لكل حاجة بيعملها وانه ربنا شايفه وشاهد عليه، وإن ربنا بيخلص من كل عبد اللي بيعمله، وعلى كده الزعل والحزن والماضي مرجعش تاني لحياتهم، وعاشوا سعداء
وعاشوا في تبات ونبات وتوتة توتة خلصت الحدوتة 🤍.