أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثالث عشر بقلم سماء أحمد

 عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثالث عشر بقلم سماء أحمد

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثالث عشر بقلم سماء أحمد
الفصل الثالث عشر 

وفي أحد الأيام 
جلس بيبرس في مكتبه يتابع عمله بانشغال، وكل نص ساعة يأتيه منبه يذكره بالرن على حبيبته ليلة، أجل لقد منعها من ممارسة عملها وعزلها في منزل خاص بهما، وأحضر لها خادمة كذلك دادة حتى لا تنشغل بابنهما، لكن كل هذا تبريره عند بيبرس هو الحب 

رغم أن ليلة أحبت بيبرس إلا إنه خائف من اختفائها من حياته، يحلم كثيرًا أنها تغادر وتتركه هكذا دون شيء فهو يراها كل شيء له، لذلك يحتفظ بها لذاته ولا يخبرها بأي ثقل يشعر به سوا نادر 

ظنت انه تعافى من أفعال والده لكن كيف وهي ما زالت مستمرة، والآن فتح ياسين الباب قائلاً بغضب : أنت منعت ليلة تروح بيت اهلها؟ 

رفع بيبرس عيناه ثم قال بهدوء : أهلاً وسهلاً يا بابا اتفضل 

رد ياسين بغضب : أنا بكلمك ترد عليا فاهم؟ هو سؤال ورد غطاه أنت منعت ليلة؟ 

وقف بيبرس قائلاً بثبات : أظن دي أمور تخص بيتي ومفيش حد يتكلم معايا فيها ولا ايه؟ 

اتجه ياسين له وحاوط فكه قائلاً بغضب : أنت هتكبر عليا ولا ايه يا زفت أنت، اعرف إنك لولا فلوسي وشغلي ولا تسوى اي حاجة، أنا اللي عملتك وعملت ليك قرش وقسمًا بالله لو ما اتعدل حالك مع البنت لهخليها تطلق منك 

تحدث بيبرس بهدوء : يعني أنت شايف دا الصح 

دفعه ياسين قائلاً : غصب عنك 

وهنا لم يبدي بيبرس اي رد فعل أمام ياسين سوا انه تركه يفرغ غضبه، ذهب ياسين وكالعادة كان في حسبان بيبرس اي غدر لذلك خصص عمل حر خاص به، ينتظر ذاك اليوم الذي سوف يأتي ويكتب كل شيء لنور وعشق ويكون من نصيبه هو وابنه لا شيء 

دخلت السكرتيرة التي ترتدي بنطلون يكاد يتمزق من ضيقه، وبلوزة ذو كت رفيع ثم اتجهت تضع يدها على ذراعه قائلة : هتيجي النهاردة؟ 

رد بيبرس بجمود : شيلي ايدك الزبالة دي وقابليني الساعة تلاتة 

لمعت عيناها وهي تقول : ماشي ... 

وفي تمام الساعة الثالثة التقى بها في شقة خصصها لكلاهما، ظل معها قرابة الساعتين ثم خرج واتجه عائدًا إلى منزله، وصل في بهو المنزل يبحث عنها وكالعادة تجلس عند حمام السباحة تقرأ كتاب 

همس في أذنها : وحشتيني 

رفعت وجهها فانحنى يُقبل طرف ذقنها ثم جذبها لتقف، نظر حوله قائلاً بمرح : فين القرد الصغير؟ 

ضربته براحة يدها قائلة بضيق : متقولش على ابني قرد، وهو جيه بدري من الحضانة مش ذي باباه وأكل ولعب شوية بعدين عمل الـ home work بتاعه ونام 

تساءل بيبرس بمرح : طب وباباه ليه home work هو كمان ولا ايه؟ 

اغلقت الكتاب ثم وضعته وحاوطت عنقه قائلة : ليه big home work يخص ليلة اللي بتبقى ناوية تزعق ليه وتنكد عليه وأحيانًا تقول هسيب ليه البيت بس بتلاقي نفسها ريلاكس أول اما بتشوفه وعايزة تحضنه بس 

لمعت عيناه ثم قال : أنا قولت ليها اني بحبها 

تساءلت بإبتسامة : هي مين دي؟ 

انحنى يحملها ثم قال بمرح : هعرفها نفسها بس فوق مش هنا... 

وما يخفيه بيبرس عنها لم يغيره مقدار إنش معها، هو لها بكيانه وجسده وقلبه وكل ما يخصه ملك لها فقط ليلة، ورغم أنها تعرف أن هناك آثر إلا أنها حين وجدته يتعايش مع الأمور بدأت تتعايش هي الآخرى مثله.. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في قصر المهدي 
رغم أن عدد العائلات كثيرة والأطفال أكثر لكن يخلو من كل شيء يبنيه رعد، كل واحد يسعى لبناء الأفضل إلى أبناءه ولا يبحث عن الآخرين، هنا تجلس عشق بجانب أختها واحدة تتحدث مع آيسل شات والآخرى تبحث في اكونت أسد الذي يخلو من الصور له وحده، فقط صورتين واحدة له هو وتسنيم من زفافهما والأخرى له ولأخواته 

وعلى الجانب الآخر تجلس أليس وتتحدث مع تيا شات، رغم أن الثلاثة في نفس المنزل إلا انهم لا يجتمعوا من الأساس، وهنا يجلس أحمد يتابع عشق ابنة عمه بداية من شعرها الذي ينسدل منه قصة على عيناها، وتلك الأعين الزرقاء 

فجأة ضحكت عشق وبالتأكيد تفعل كارثة فاردف أحمد : ناوية على ايه يا عشق؟ 

رفعت عيناها قائلة بمرح : ولا حاجة يا ابني! انا بنوي على غير الخير 

أحمد بمرح : وأنتِ من امته بتنوي على خير أصلاً يا زقردة، قد النمنمة بس عاملة مشكلة 

عشق بتأكيد : دي حقيقة 

وعادت تنظر للهاتف وهي تفتح صورة تجمعها مع رعد الصغير، ورغم رجولته الطاغية بداية من طوله وعضلاته إلا أن ملامحه تظهر مدى شقاوته، يليق بها وهي تليق به وبجنانه 

أما يحيى ابن جاسر فهو في وادي آخر لم يزره احد فيه حتى الآن.. 

وهذه حياة عائلة المهدي.

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

على الجانب الآخر حيث منزل زياد
عائلة بسيطة جميلة يملأها الحب الذي لا ينتهي بداية من الأب للأم، يجلس زياد على رأس الطاولة وعلى يمينه جايدا حبه الأوحد وبجانبه جوان تلك التي تحمل طيبة العالم وحنية الكون وأمل الدنيا، وعلى يساره ابنه بجانبه خطيبته تيا 

اختار زاد إدارة الأعمال تحديدًا الاستيراد والتصدير وكان له اسم في المجال، تيا ابنة تالا وكرم المشتركة أتت للعمل معه كمتدربة لكنها عزمت أمرها على الإيقاع به وحدث 

تحدثت جوان بمرح : بس جامدة يا بت يا تيا، جبتي اخويا على بوزه 

ردت تيا بمرح : لما نخلص أكل قوليلي وانا اديكي الوصفة 

وغمزت في آخر حديثها كمؤشر أنها تليق بهم، فعائلة زياد تمتاز بجوها المرح وكثرة الهزار من جوان وليس الكثير يتقبل هذا 

وقفت تيا تغسل يدها واردفت جوان : يا زاد حرام عليك أنت مش بتتكلم مع البنت نهائي 

زاد بضيق : ارحميني، انا خايف اكح قدامكم اقولي بتكح قدام أمك واختك ليه؟ 

ضحكت جايدا قائلة : الغيرة حب يا عبيط 

أشار بيده قائلاً : بلا حب بلا زفت يا ماما الواحد اتخنق 

هذا ما قاله ورغم أن تيا استمعت له إلا أنها تجاهلت الأمر، لقد تجاوز عشقها له الحد المطلوب الذي يجعلها تأخذ موقف وتبتعد، جلست بجانبه وهنا نظر زياد باتجاه ابنه 

تحدث زياد وهو يقف : سفرة دايمة، خلص يا زاد وحصلني على المكتب 

زياد بطبعه ما زال قليل الحديث ويرفض رؤية الخطأ، أجل ينشغل في عمله لكنه لا يترك أمر أبناءه بالكامل إلى جايدا، فهو يتابع كلتا الفتى والفتاة ويترقب تصرفاتهم 

ترك زاد المنديل بتوتر ثم قال : ربنا يستر 

ردت جايدا بحدة : تستاهل يشرب من دمك 

وقف زاد واتجه خلف والده الذي ينظر من خلال الشباك للخارج، تحدث بهدوء : أنت مبسوط من نفسك؟ 

رد زاد بتوتر : عادي يا بابا هي مش بتزعل 

نظر زياد باتجاه ابنه قائلاً : ليه معندهاش مشاعر؟ تخيل أنا اقول نفس الكلام لمامتك كده 

زاد بانزعاج : أنا قولت ايه يا بابا! على فكرة المفروض محدش يتكلم معايا عشان انا مكمل في الخطوبة دي غصب عني 

رد زياد بحدة : ليه كان حد غصبك على حاجة يا أستاذ يا محترم، أنت الظاهر مبقتش تراعي مشاعر حد وبجد خسارة الكلام فيك 

اطلق زاد تنهيدة بسيطة ثم قال : خلاص أنا أسف يا بابا وفعلاً محدش غصبني على حاجة.. 

خرج مع والده وجد تيا تجلس بجانب جوان وكلاهما يتحدث ويضحك، اطلق تنهيدة بسيطة وجلس هو الآخر.. 

تحدثت جوان بمرح : ادعي ربنا اخرج من البيت قبل ما تيجي عشان أنا حرباية 

ردت تيا بمرح : حرباية عبيطة اوي، والله بحبكم وهفرح اوي بوجودكم 

ردت جايدا بإبتسامة : طيبة ذي مامتك يا تيا، ربنا يحفظك.. 

وكان هذا مختصر علاقة زاد مع تيا، هي تحبه وهو لامبالي. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وفي منزل يوسف 
تصرفات جاسمين مع خطيبها تذكر يوسف بعلاقته في فترة الخطوبة مع زينة، لكن الفرق أن جاسمين ابنته كما أراد أن يجد في زينة ذات يوم، فهي مستقلة بذاتها لا تستمع إلى حديث أحد، لا تجعله يمل وفي نفس الوقت تضع حدود له لا يتجاوزها، جاسمين مثل يعقوب ويزن الثلاثة أكبر فخر ليوسف، يعقوب لم يأخذ شيء من والدته زينة فهو نسخة منه، وجاسمين ويزن اكتسبوا صفات ابويهم 

تحدثت جاسمين في الهاتف مع ماجد : لو سمحت يا ماجد مش كل كلمة تقول ماما، لو عايز علاقتنا تستمر متجبش سيرة ماما لا بخير ولا بشر فاهم؟

رد ماجد بغضب : ما هي السبب، اكيد هي اللي بعداكي عني ومش بعيد تكون طلعت عليكي ناس عشان نبعد عن بعض

جاسمين بعدم استيعاب : أنت عارف معنى كلامك ايه؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي أمك زينة، قولها تشيل أمي من دماغها عشان هي مش في دماغ حد فينا أصلا 

ماجد بعصبية : أنتِ أزاي تتكلمي عن امي كده 

جاسمين بانفعال : ذي ما أنت اتجرأت واتكلمت عن ماما وصدقني المرة الجايه ليا تصرف تاني 

وأغلقت بوجهه سرعان ما انفجرت باكية، أتى غيث يضمها قائلاً بسخرية : في حضن اخوكي يا قلب امك، عيطي عيطي 

صرخت به بغيظ : بارد.. 

على الجانب الآخر يجلس شخص وينظر لكم الصفحات التي فعلها وأرسل لها طلب صداقة منها لكنها لم تقبل، كذلك على تطبيق الانستاغرام أرسل لها طلبات مراسلة لكنها لم تجيب 

تحدث بغضب : مش هسيبك يا جاسمين، أنتِ ليا لوحدك 

ونعود لمنزل يوسف حيث يتمدد يعقوب عقب قدومه من العمل، تحدث بصوت عالي : يا ماما انا جعان اوي حرام عليكي 

تحدث يزن الذي يقرأ بعض أوراقه : اديك فخداية مني تاكلها يعني ولا ايه؟ 

رد يعقوب بضيق : لا فخدتك صغيرة ومعضمة، انا عايزة حاجة تشبعني بجد 

رفع يزن عيناه سرعان ما انفجر ضاحكًا، فاردفت سيلا وهي تخرج : هو باباك هيتأخر؟ رنيت عليه تليفونه مقفول 

نظر يعقوب باتجاه يزن ثم اعتدل جالسًا واردف : هو قالي اعرفك بس والله نسيت، هو مسافر تلت أيام تركيا عشان شغل ورن عليكي مردتيش 

اكتفت بهز رأسها ثم عادت للمطبخ تبكي، دقائق ومسحت دموعها ثم رنت عليه نت فيديو فأجاب : ايوة يا سيلا 

نظرت له بعتاب ولم تجب، ابتسم قائلاً : تلت أيام وبعدين أنتِ لسه فاكرة ترني، دا أنا وصلت وخلصت شغل وراجع ارتاح 

تحدثت بحدة : أنت لا خدت أكل ولا ... 

قاطعها يوسف قائلاً : في ايه يا سيليو دي تركيا! متقلقيش راجع 

سيلا بضيق : أنت بقيت جاحد يا يوسف وبقيت أهون عليك اوي 

ظل ينظر باتجاهها فأغلقت بوجهه، اكملت تحضير الأكل وخرجت قائلة : يعقوب احجزلي تذكرة على تركيا .. 

وهكذا سيلا تعيش بجانب يوسف غاضبه وبعيد عنه مشتاقة، علاقتهم لم تعد بقوة ما كانت عليه لكن العشق لم يتزحزح إنش، تحدث يزن بمرح وهو يحمل الحقيبة : كده الحاج يوسف مش هيقعد تلت أيام، دا هيعملها شهر عسل 

يعقوب بإبتسامة : طبعًا أنتِ عارفة أني مش هقدر اوصلك، عشان لو روحت هحلف ما أنتِ مسافرة 

سيلا بضحك : عارفة، هات حضن 

اتجه يضمها بقوة ثم حملها بمرح، تحدثت بخفوت : هتروح تشوف زينة براحتك بس ممنوع البيات هناك فاهم؟ 

يعقوب بمرح : حاضر يا ماما وهاخد الـ lunch box بتاعي، في ايه يا ماما بقى! 

ردت سيلا بحدة : يعقوب! عايز تبات مع مامتك هاتها وبرضو اخواتك ميكونوش في الشقة 

هز رأسه بتفهم واتجهت جاسمين تضمها ثم قالت : لولا ما انا عارفة إن علاقتك مع بابا مش قد كده كنت قولت اجي معاكي 

حاوطت سيلا وجهها قائلة : تعالي يا حبيبتي 

هزت رأسها بالنفي فاردفت سيلا : طب فكري بس وملكيش دعوة، يلا هخلي اخوكي يحجزلك 

جاسمين بنفي : لا عشان الكورسات وكده، خدي بالك من نفسك 

وعادت تُقبل وجنتها ثم خرجت سيلا بعدما ضمت غيث، نظرت باتجاه شقة آيسل وكادت تتجاهل لكنها اتجهت تدق الجرس، فتحت آيسل الباب وابتسمت قائلة : اتفضلي يا طنط تعالي 

دخلت سيلا واغلقت الباب قليلاً فرفعت آيسل النقاب قائلة : حظك حلو، عاملة كيكة صغيرة ومش عايزة اطفح سحاب منها 

ضحكت سيلا قائلة : هتأخر على معاد الطيارة بس جيت اسلم عليكي 

تحدثت آيسل بتوتر : رايحة فين؟ 

ردت سيلا بإبتسامة : يوسف سافر تركيا الصبح وهيقعد تلت ايام، مش عايزه اسيبه لوحده 

اندفعت آيسل تضمها بقوة وكالعادة دقات سيلا تزداد، ابتعدت واتجهت سريعًا للمطبخ ثم عادت بالكيكة قائلة : اتفضلي دوقي عمايل بنتك 

تذوقتها سيلا ثم قالت : تجنن بس سكرها قليل شوية 

دارت آيسل حول نفسها قائلة : عشان بنتك بغلة قد الدنيا 

ضحكت سيلا وعادت تضمها ثم ودعتها وذهبت، فكرت آيسل ثم رنت على الفتيات فيديو كول، أجابت جاسمين بعدها عشق ثم جوان التي قالت : آيسل أنتِ لو تفيتي بس احنا هنسمعك والله 

جاسمين بمرح : ولو بصت من العين بتاعت الباب هتشوف وشي 

ردت آيسل بانزعاج : عارفة، بقولكم بما إن طنط سيلا سافرت ايه رأيكم نبات سوا، تعالوا عزماكم على العشا 

تحدثت جوان بمرح : هي عشق المهدي مبوزه ليه؟ 

ردت آيسل بمرح : بتغير عليا موت 

اغلقت عشق بوجههم وتعالت ضحكات الفتيات، وكالعادة عشق لا تحب أن يشاركها أحد في صديقتها، على الجانب الآخر كان يوسف يتمدد في سريره الخاص في شقته هناك، فاق على يد تداعب وجهه 

فتح عيناه قائلاً : اكيد مش حقيقة 

انحنت تُقبله بخفة فابتسم قائلاً : افرضي بخونك تقومي تقفشيني 

ردت سيلا بمرح وهي تقرص انفه : هو في واحدة تبص ليك الوقتي! خلاص كبرت 

جذبها يديرها قائلاً بمرح : تعالي نشوف الحوار ده 

وكالعادة ينسى يوسف وسيلا كل الأمور في دقيقة، عاد يضمها وهو يتأمل ملامحها ثم مرر إبهامه على ذقنها قائلاً : بتبعدي عني ليه؟ 

ردت سيلا بعتاب : يعني أنت واخد بالك اني ببعد ومش واخد بالك من تصرفاتك 

أغمض عيناه لبرهة ثم ضمها قائلاً : الحياة فيها ايه يا سيلا؟ انا كبرت وأنتِ بتكبري وخلاص ... 

وضعت يدها على فمه قائلة : الاحباط ده مش ليك يا يوسف، طول ما احنا كويسين يبقى صغيرين 

عاد يحاوطها بقوة وهي تُقبل فكه فاردف بمرح : متوهيش مني يا بت أنتِ وقولي كان مالك 

ردت سيلا بحزن : في الأول قولت إنك بقيت تميل لآيسل وشغل خيانة بقى وكده 

يوسف بصدمة : منك لله، دي اصغر من ولادي يا شيخة اتقي الله 

ضحكت بخفة ثم أكملت : منا اكتشفت كده بس لقيتك بتقرب وتفضفض ليها هي و ...

رد يوسف بغيظ : ويعني سيادتك مش بتعملي كده مع يعقوب، دا أنتِ يا قادرة بتقعدي تقلبي في الماضي معاه وقد ايه أنتِ لسه مجروحة 

هزت رأسها بتأكيد قائلة : اة لسه مجروحة 

لمع الخبث في أعين يوسف وهو يقول : ما تحددي مكان الجرح وأنا اداويه، ابوسه، اي حاجة 

ضغط على وجنتيه عكس بعض قائلة : اعقل واكبر شوية بقى، يا ساتر منك 

عاد يضحك وهو يضمها بقوة، صرخت قائلة : يوسف هتكسرني كده على فكرة! 

زاد من ضمها وهو يقول بمرح : أنا حر ... 

أما يعقوب ورغم انه يظهر تخطيه للماضي إلا أنه يعجز عن هذا، ليلة لم تكن حب أيام او ارتباط اشهر فقد كانت حب طفولي، كبر على حبها وتألم على فراقها وعانى معها ظروف أهلها 

حاول أن يتجاوزها كثيرًا وكانت محاولته الوحيدة هي " عشق المهدي " ارتبط بها فترة ليست قصيرة واكتشف انه عاجز أمام فكرة تخطي ليلة

والآن " جوان زياد " تسعى سيلا منذ زمن إلى لم شمله معها لكنه لم يرى بها الزوجة، أجل يمزح معها كثيرًا ويفرض سيطرة غريبة لكن يرى هذا بدافع الأخوة لا أكثر 

خرج من الأسانسير وجدها تجلس وتتناول اندومي كالعادة، جلس بجانبها قائلاً : مستنية مين؟ 

لفت الشوكة بالإندومي ثم رفعتها له فأكله لتردف هي : عشق المهدي جايه عشان مامتك سافرت ف قولنا نعمل قعدة بنات في شقة آيسل 

تحدث يعقوب : الأندومي ده مش عمايل ايدك 

جوان بتأكيد : يس، أنا لسه واكله ولو عملته ماما هتنفخني ف اشتريته من بره، بتاعي أحلى صح؟ 

هز رأسه بتأكيد وبدأ يأكل معها ثم قال : بتقولي عليا مفجوع، وأنتِ افجع مني 

جوان بتأكيد مرح : دي حقيقة، بحب الأكل اوي، كنت رايح فين أصلا؟ 

حاوط كتفها قائلاً بمرح هامس : هقولك بس متقوليش لحد، هسهر أنا ورعد الشافعي الصغير سهرة شباب 

نظرت له بشك قائلة : فيها مشروب؟ 

نفى برأسه فأكملت : طب بنات 

رد يعقوب باستغراب : لا والله يا بنتي، ليه الشك ده طيب اتقي الله! احنا بنسهر عادي في مكان فيه اغاني ندردش نضحك شوية وخلصت الحكاية 

جوان بهدوء : طيب متتأخرش عشان اخواتك لوحدهم وأنت الكبير، كمان اتقي الله 

يعقوب بإبتسامة : حاضر، عايزة حاجة؟ 

ردت جوان بإبتسامة : سلامتك 

قرص وجنتها بخفة ثم خرج ونظرت خلفه بإبتسامة قائلة : يخربيت حلاوتك عسل يا أخواتي، دا أنت يوم ما تتجوز هموت نفسي .. 

وهناك غيث الذي يحاول الوصول إلى رقم شغف الجديد، تحدث مع سيلين أخت يعقوب ولم تعطيه إياه، وعاد يتحدث مع شادن عمار ولم تعطيه إياه، اطلق زفير غاضب وهو يلقي الهاتف وكأن الدنيا ضاقت به حتى يحب ابنة رعد الشافعي .. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

ونتجه إلى منزل الشافعي 
عشق تتحدث مع زوجها عن عروسة لأسد، وعلى الجانب الآخر يتحدث فهد مع ريان عما اصابه في حين يجلس آدم متذكرًا نفس الفتاة التي أتت اليوم، شغف تتحدث مع صديقاتها شات عن غيث، وأسد يعبث في ذكرياته مع تسنيم على الهاتف دون توقف 

وفي جلسة كهذه تجلس بجانبه يحاوط كتفها ورغم أن انشغاله كله يكون بها إلا أن انشغالها يكون بالجميع، استغفر ربه مع تنهيدة بسيطة واغلق الهاتف ثم بدأ يسبح ربه 

نزل رعد الصغير قائلاً : انا هروح اقابل يعقوب نسهر سوا شوية في مطعم، عايزين حاجة؟ 

نظر رعد الكبير باتجاهه ثم قال بهدوء : سلامتك يا دكتور

وكالعادة يتوتر رعد الصغير من نظرة والده له، اتجه يُقبل وجنة عشق ثم همس : قوليله يخف عني شوية، وربنا أنا مرعوب 

انفجرت ضاحكة وذهب رعد من أمامهم فاردفت عشق : براحة عليه شوية

رد رعد بغموض : في من ولادك محتاجين شدة حلوة يا عشق عشان حالهم معتش عاجبني 

رفعت شغف عيناها سرعان ما انزلتها وهي تجد والدها ينظر لها، ابتلعت ريقها بتوتر وخوف وتحدث ريان بمرح خافت : ابوك شكله قالب على رعد وهينفخه 

ضحك فهد قائلاً : يستاهل، الفكرة إن بابا حب يزرع فينا حاجة بشكل حلو وأحنا نكمل، رعد حط خوف من بابا فوق كل حاجة ف بالتالي متزرعش فيه نفس الفكرة 

سمعته عشق وتحدثت باستغراب : مش فاهمة يا فهد 

رد فهد بهدوء : أحنا بنخاف من ربنا ف بنتقي ربنا في كل حاجة وعرفنا إن ذنبنا على دماغنا احنا، ف بالتالي بنعمل لنفسنا، رعد اخويا مش كده هو مفهمش النقطة دي، هو حط خوف نحية بابا وخوف من زعل بابا ف غصب عنه بيخبي حاجات وبيغلط في حاجات، لو كان حط الخوف من ربنا أول اولاوية ليه كان بقى ذينا عادي

تحدث أسد بتأكيد : صح، احنا بنحب بابا فبالتالي بنحترم بابا بعدين يجي الخوف من بابا، رعد حط خوفه من بابا بعدين حبه واحترامه 

رد آدم بضحك : بابا عامل فيلم رعب لرعد وشغف 

رفعت شغف عيناها قائلة بخوف : ليه؟ انا مبعملش حاجة غلط عشان ... 

تعالت ضحكات الشباب كذلك عشق وابتسم رعد بخفة، وقف رعد قائلاً : خوف او محبة أنا هفضل مرضاش بالغلط، قوموا نعمل سباق بدل ما احنا قاعدين في وش بعض 

والتقط يد عشق التي صاحت بحماس، تحدث ريان : بابا انا عايز ادخل في مسابقة ملاكمة على مستوى 

ابتسم رعد بخفة ثم هز رأسه بتأكيد، وأكمل فهد : وأحنا لينا حفلة بس في سينا وعايزين حضرتك معانا انا وريان وعايزين اخواتنا كمان بس للأسف ماما مش هتنفع 

عشق بعبوس : احزنتوني بجد بس هتفرج عليكم، هتبقى بث مباشر صح؟ 

فهد بتأكيد وهو يُقبل يدها : أيوة يا حبيبتي 

مسكت يد ريان ووضعت يدها على الأخرى على وجه فهد قائلة : أنا فخورة بيكم اوي 

نظر رعد باتجاه أسد قائلاً : أنا اتكلمت مع اللوا وهترجع من الأسبوع الجاي 

عقد أسد حاجبيه قائلاً : ارجع فين؟ 

رد رعد وهو يحاوط كتف عشقه : والله أنا شايف المحاماه دي مش شبهك، أنت شايف ايه؟ 

نظر الجميع له بانتباه فاردف بضيق : هو انا ينفع اشوف حاجة بعدك يا بابا 

تحدث رعد مرة أخرى : بصوا من الآخر كده انا زهقت منكم، أنت عندك كم سنة يا آدم؟ 

آدم بإبتسامة : تسعة وعشرين 

مسكت عشق يد رعد قائلة بحماس : واحنا اكتفينا منكم، عشان كده اتكلوا على الله وكل واحد يشوف ليه عروسة، أنا عايزة افرح بولادكم بقى ويتقالي يا نينا يع ايه نينا دي اقصد عشق 

انحنى رعد يحمل عشق قائلاً : أنتِ رغاية اوي 

انفجرت ضاحكة وهي تحاوط عنقه قائلة : اتعلموا الرومانسية من ابوكم، متبقوش قفل 

انزلها رعد عند سيارتها ثم اتجه يفحصها لها بنفسه، أمر فهد بإخلاء المكان وخرج كل واحد بسيارته، وكالعادة يرفض رعد سباق جماعي 

تحدثت عشق بضيق : أنا مش هتسابق معاك يا رعد

داعب وجنتها قائلاً : خليكي مع آدم وأسد، وأنا مع فهد وريان بس تاخدي بالك من نفسك 

عشق بانزعاج : يا ساتر 

اتجهت تجلس في سيارتها ورعد يتأكد من كل شيء، بدأ يملي تعليماته عليها وثبت رأسها للخلف، تحدثت بمرح : مش هموت واسيبك الوقتي متقلقش 

قَبلها بإبتسامة فابتسمت هي الآخرى وخرج، وقفت شغف تصيح للبداية وبدأ الجميع، ساعتين ولا يمل اي منهما ثم اتجها يجروا سويًا بمرح ونزلوا الجيم 

تحديات جميلة ورياضات أجمل يفعلوها معًا، جلس فهد بجانب أباه يرتشف الماء ثم مسح وجهه، تحدث رعد بهدوء : عايزك تخطب قبل ما ترجع 

نظر فهد باتجاهه قائلاً : اخطب مين؟ 

رعد بإبتسامة طفيفة : اكيد مش انا اللي هقول ليك تخطب مين 

جلس ريان على ركبتيه أمام والده قائلاً : مش عايزني أنا كمان اخطب 

مرر رعد يده في شعره قائلاً : أنت تعمل اللي عايزه، لسه بدري عليك 

رد ريان بإبتسامة : أنت عارف اني بحبك 

أتت عشق تضم ريان بقوة قائلة : أنت عارف إنك my fav 

بدأت تُقبل وجنته وهو يضحك ثم وقف يحضن عشق ويدور بها، صرخت بضحك ثم قالت : حلاوة الوزن الخفيف 

فهد بإبتسامة : كوني مية وخمسين كيلو وهنشيلك برضو

نظر رعد باتجاهها قائلاً بإبتسامة بسيطة : خليكي مية وخمسين بقى 

رعد يحب الشعر القصير والجسد الممتلىء قليلاً، وهذا ما عرفته عشق بعد معاناة دامت سنوات، جو عائلي يخلو من وجود رعد الذي يجلس مع يعقوب ويتأمل الفيديو بصدمة 

تحدث يعقوب باستغراب : في ايه؟ 

رعد الصغير بغيظ : بنت المهدي دي أنا هشرب من دمها، البت بعتالي الفيديو وانا ببوسها 

يعقوب بضحك : المهم بتعرف تبوس ولا كاسفنا 

رد رعد بغضب وخوف : تعالى نسأل بابا وهيعرفني البوس اللي على حق، أنت عارف لو شم خبر هيعمل فيا ايه؟ 

صدحت ضحكات يعقوب الذي قال : طب ما تتجوزها 

رد رعد بضيق : مش راضية قال ايه مستنيه نور تتجوز، بقولك ايه ما تتجوز نور وأنا ادعيلك 

مرر يعقوب يده على ذقنه ثم قال : نور المهدي؟ بلاش يا عم دي عيلة قفل بالله وبعدين يعني صريحة وواضحة هي واضح إن عينها من أسد اخوك 

رد رعد بسخرية : أسد! ههه هاهاهااا ملقتش غير أسد عاشق تسنيم، تبقى تقابلني لو حس بفسفوسة إعجاب نحيتها، يلا بقى يا يعقوب شيل أنت 

أشار بيده قائلاً : أنا قاعد مستني الفرج، سبني مستنيه بقى

تحدث رعد بأسف : ليلة تاني؟ 

لم يجب يعقوب ووقف قائلاً : يلا نمشي عشان اخواتي .. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

على الجانب الآخر 
تقف جاسمين أمام المرآة وبجانبها آيسل كلاهما يتصور بشعرهم الأحمر الناري، عشق المهدي تجلس وتتأمل كلاهما بغيظ مكبوت وجوان تقضم سندوتش وتتحدث شات مع صديقاتها، مسكت جاسمين عبوة وفتحتها تضع منها 

جاسمين باستغراب : دا تنت شيجلام صح؟ اورجينال؟ 

آيسل بتأكيد : ايوة بحب الدرجة دي، هاتي كده 

وبدأت تضعها لها ثم قالت : تجنن عليكي عشان أحنا نفس لون البشرة، تيجي احطلك full make up 

صاحت جاسمين بحماس وجلست بينما اخرجت آيسل كنزها الثمين، ضحكت جاسمين قائلة : كل ده عندك؟ أنتِ فعلاً مغرمة بالـ make up 

آيسل بتأكيد : ايوة والبادي كير وكل حاجة، اي حاجة هتلاقي الحل عن آيسل، أصلا يا بنتي سحاب مش طايقاني بسبب كده عشان مضيعة معظم المرتب على الحاجات دي 

جاسمين بضيق : دي غلسه اوي، فلوسك يبقى براحتك 

بدأت تضع المكياج إلى جاسمين وقررت عشق التسليه برعد قليلاً، فأرسلت له الفيديو وبعض الصور التي تجمعهما، عادت تنظر إلى آيسل التي ضمت جاسمين من ظهرها قائلة : ذي القمر تجنني 

ابتسمت جاسمين وهي تضمها ثم وقفت تلتقط عدة صور لنفسها ومسكت آيسل الهاتف تصورها وانزلت جاسمين الصور قائلة : التقطت بأعين من أحب 

ومن ضمن الصور صورة تمسك فيها يد آيسل، جلست مع الفتيات وضمت آيسل عشق وبدأت تغني لها : 
" يمكن في يوم أقصر بس عايزك تعرفي 
أنتِ المعنى ف حياتي أنتِ ضعفي وقوتي
لو بس تشوفي نفسك 
بعنيا هتعرفي إن أنتِ الحياة " 

رفعت عشق وجهها فقبلت آيسل جبينها قائلة : أنتِ الحياة 

تمددت جوان قائلة : آيسل هو أنتم مش هتاكلوا تاني؟ جعانة اوي 

جاسمين بضحك : عاملة ذي يعقوب اخويا لا بيبطلوا أكل ولا غتاتة 

وقفت آيسل واشعلت أغاني ثم اتجهت تحضر اكل لهما، بدأت الفتيات ترقص كذلك آيسل التي كانت موهوبة وعادت بالطعام ترقص، بدأت تتمايل بمرح مع الفتيات ومر اليوم ... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وفي يوم الحفلة 
اتجه رعد مع ابنائه الخمسة إلى سيناء في عدة سيارات وحراسة، كانت حفلة كبيرة قامت بالعمل خصيصًا لضباط الجيش المصري، قاطع ريان وفهد أجازتهم مخصوص حتى يشعر والدهم بالفخر بهم 

أتى اللواء بنفسه يسلم على رعد ويمجد في ابنه فهد، أشار اللواء قائلاً : اتفضل 

جلس رعد بجانبه وعلى الجهة الآخرى آدم بجانبه أسد يليه فهد ثم رعد وفي النهاية ريان

أتى شخص وهمس لفهد ببعض الكلمات، وقفت واستأذن من والده قائلاً : لو سمحت يا بابا عشر دقايق وراجع 

هز رأسه بتأكيد وذهب فهد يتحدث مع أحدهم : ايه الأخبار؟ 

رد الآخر بقلق : يا باشا ريڤا سابت إسرائيل واللي عرفناه عايزة تنتقم منك بأي شكل، انا بعت ليك عشان تاخد حذرك منها ودي المعلومات عنها 

التقط فهد الملف يقلب بين ورقاته ثم ابتسم ساخرًا : للأسف واخد عهد على نفسي مقتلش واحدة، بس لو عملت اللي في بالي الموت نصيبها 

قال هذا بغل واضح ثم التقط صورة لها ونظرة واحدة كانت كفيلة برسم وجهها للأبد لكن هنا كانت ذو شعر اشقر مصبوغ، القى الصورة واردف الشاب : خد حذرك، البنت دي لا ليها دين ولا ملة ولا معروف ليه جنسية لحد الوقتي 

رد فهد بغضب : واحدة كانت بتحب يهودي هتتوقع منها ايه! على العموم كلها اسبوعين وراجع والأجازة هتخلص 

ففهد لا يأخذ أجازته على بعضها، هناك إجازة لأداء الحج مع اهله كل عام، وإجازة في المولد النبوي لأداء عمرة، وإجازة آخرى لعمل عمرة آخرى نهاية رمضان وقضاء العيد مع عائلته، وإجازته هذه فقط وأحيانًا يأخذ يوم حين يغلبه الشوق اتجاه أهله 

عاد يجلس وسط أخواته وغلبه القلق عليهم، على الجانب الآخر تتابعه آيسل في الحفلة عبر الهاتف، تحدثت باستغراب : هو متضايق من ايه يا ترى؟ ..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

على الجانب الآخر 
تجلس سيلين بجانب يعقوب تحاوط ذراعه وكم اشتاقت له، كذلك زينة أمامه تبكي بانهيار وهي تذكره بمدى بعده عنها، لوهلة شعر بالملل لكنه عاد يشعر بالأسف تجاهها ففوق كل شيء هي أمه ولها حق عليه 

تحدثت زينة بانهيار : يعني مش كفاية اتحرمت منك وأنت صغير جاي تحرمني منك وأنت كبير

رد يعقوب بحزن : يا ماما أنا الوقتي ماسك شغل بابا معاه ومش فاضي والله 

تحدثت زينة بغضب : مش فاضي لأمك يا يعقوب! ولا سيلا اللي قايله ليك متجيش عندي 

تحدث يعقوب بضيق : لو سمحتي يا ماما متدخليش ماما سيلا في اللي بينا 

صرخت زينة به : لا ادخل لما تمنع ابني عني، وبعدين الشغل اللي أنت تاعب نفسك فيه مش هيجي ولادها يقاسموك فيه، راحت دخلت بنتها هندسة وابنها طب وبياخد في السنة شيء وشويات وسابتك أنت في الهم مع ابوك 

تركت سيلين ذراع يعقوب ثم قالت بضيق : في ايه يا ماما! ما ولاد طنط سيلا أخوات يعقوب بالدم وبعدين هو الكبير ودا واجبه 

مسكت زينة ذراعها قائلة : اخرسي يا بت وقومي من قدامي 

دفعت سيلين يدها ثم اتجهت إلى غرفتها، تحدثت زينة وهي تمسك وجهه : أنا اللي حصلي من سيلا وابوك مش قليل، ولما قولت اخدك رجعت وقفت في وشي، واللي حصل لأخواتك مش سهل يا يعقوب، أنا بقيت مريضة قلب يا ابني متبعدش عني، اعطيني اقل حق وبات عندي ليلة لو كل شهر يا يعقوب، كل اللي بتعمله فيا هيتردلك

لمعت أعين يعقوب وهو يقول : أنا أسف وعارف إني أثرت في حقك بس والله غصب، انا هجيلك على طول يا ماما 

ردت زينة ببكاء : برضو مش هتبات، أنت حر واللي يحمل يشيل يا ابني 

استغفر ربه وعاد يقول : يا ماما حرام عليكي، يعني هيريحك ابات هنا ليلة 

هزت رأسها بتأكيد فأكمل : حاضر، هروح اجيب هدوم ليا وراجع .. 

عاد إلى منزله وفور إخبار سيلا صرخت بنفي : لا أنت مش هتبات عندها يا يعقوب 

وكأنه بين نارين وكلاهما لا يريد تركه حي، تحدث بحزن : يا ماما هي ليلة والصبح راجع، مفهاش حاجة يعني 

عادت تصرخ به : لا يعني لا، والله ما هتروح عندها ولا هتبات 

رد يعقوب بزفير : دي أمي 

عادت سيلا تتحدث بحدة : وأنا امك اللي ربتك وحقي عليك أكتر منها وقولت مفيش بيات عندها يعني مفيش، بكره خد إجازة واقعد معاها طول النهار بس بيات لا 

خرج يزن كذلك جاسمين واردف يعقوب : ليه يعني؟ انا عايز اعرف الهدف 

ردت سيلا بعناد : مفيش هدف ومفيش بيات 

اطلق يعقوب تنهيدة بسيطة ثم قال : بس انا خدت قراري وهبات النهاردة مع ماما زينة 

دفعته سيلا للداخل قائلة : مش هتروح في حتة وأنا قولت كلمة ابقى خليك تكسرها 

بدأ يعقوب يشعر بالانزعاج ثم قال : أنتِ هتمنعيني عن أمي 

صرخت سيلا به : وامنعك عن ابوك نفسه، أنا احق فيك منهم 

تحدث يعقوب بحدة : أنا هروح ابات عند امي زينة ولحد هنا وكفاية، كل واحد لازم يعرف حدوده 

مسك فكه تجعله ينظر لها قائلة : بالظبط وأنا حدودي معاك اكبر منها ولو عملت ايه او قولت ايه أنا مش هسمح تبات هناك 

دفع يدها قائلاً بغضب : بس انا هسمح ومتنسيش دي أمي اللي شالتني تسع شهور، دي امي بالدم، هي اللي امي حقيقي وهي اللي احق فيا مش أنتِ وبطلي تتجاوزي حدودك بقى 

لأول مرة يتحدث يعقوب معها بهذا الشكل، الألم منه فاق الألم الذي سببه يوسف في يوم من الأيام، بكت جاسمين بحزن وهي ترى أمها لا تستوعب واتجه يزن قائلاً بحدة : أنت معاك حق، أنت هتفضل طول عمرك ابن زينة واحنا ولاد سيلا 

وادار وجه سيلا له قائلاً : أحنا اللي ولادك يا ماما يعقوب مش ابنك فاهمة؟ هو قالها ودي الحقيقة 

اتجه يعقوب يفتح الباب وهنا جن جنون سيلا واتجهت تدفعه وتغلقه ثم ألقت المفتاح قائلة بصراخ : والله ما هسيبك تروح ليها 

اتجه وأخذ المفتاح ثم دفعها عن الباب قائلاً : يزن ابعد أمك من طريقي 

وفتح الباب بينما انفجرت باكية وابنها يضمها، خرج واغلق الباب بقوة في حين وقعت ارضًا تبكي قائلة : دا بيقول أمك يا يزن، يا وجع قلبك يا سيلا وسنين عمرك 

اتجهت جاسمين تضمها هي الآخرى وتبكي بانهيار، في حين نزل يعقوب وجد جوان أمامه واردفت بمرح : على فين العزم؟ 

لم يجب وملامحه تفسر عما به، عيناه حمراء كالدماء ووجهه قاتم، اتجه يفتح باب سيارته ثم اغلقه بقوة وانطلق... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وفي سيارة رعد الصغير 
يقود هو بنفسه وحده في السيارة يحاول الرن على يعقوب لكنه لا يجيب، اطلق زفير غاضب ينوي على عمل به العمايل حين يعود، عاد يمسك هاتفه ويحاول التواصل معه ناسيًا أمر عشق سرعان ما تذكرها ووجدها هي الآخرى لا تجيب، رن هاتفه فأجاب 

أتاه صوت والده قائلاً : سيب التليفون من ايدك وفوق للسواقة عشان منزلش افوقك 

رد رعد الصغير بتوتر : أنت تؤمر يا كبير 

اغلق رعد الكبير بوجهه وكاد يترك الهاتف أتى لها أكثر من رسالة، فتح تطبيق الواتساب ووجد جميعهم صوت تجمع " يعقوب مع عشق " واسفلهم رسالة صوتيه، فتحها
" فوق واعرف اللي بتحبها على حقيقتها، هي بتخونك مع صاحبك وعلاقتهم من زمان اوي، متبقاش اهطل وتاخد على قفاك " ..

اوقف السيارة وبدأ يتأمل الصور بتركيز أكبر، عشق ويعقوب! حبيبته مع أغلى صاحب له! مشاعر مختلفة شعر بها بداية من الغل للغضب للكراهية للحزن للقهر للانكسار، الكثير والكثير وفي النهاية الرغبة في الانتقام.. 

ترى من فعل هذا بعشق؟ ولما؟ 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

الظلام يعم المكان 
وصل الجميع القاهرة بسلام وسلك ريان بسيارته طريق آخر، فتح فهد عيناه يحاول التوقف عن التفكير في تلك الفتاة لكنه لم يتمكن، نظر باتجاه ريان ثم للطريق 

تحدث باستغراب : أنت رايح فين؟ 

رد ريان بإبتسامة : مش عايز ندخل البيت بإيدنا فاضيه على ماما، مش كفاية مجتش معانا 

مرر فهد يده في شعر ريان قائلاً : دماغ متكلفة يا برو 

وفي طريقه ظهرت فجأة فتاة ورغم أن ريان ضغط على الفرامل إلا إنه طرق بها، نظر باتجاه فهد وكلاهما توتر ثم فتح الباب ونزل، تحدث كلاهما في نفس الوقت : أنتِ كويسة؟ 

رفعت سحاب وجهها قائلة بدموع : رجلي 

ملامحها مألوفة بالنسبة لفهد واردف ريان بتوتر : ساعدها يا فهد ناخدها المستشفى 

رد فهد باستنكار : أساعد مين يا حبيبي؟ ساعدها أنت اللي خبطها 

هز رأسه بالنفي قائلاً : لا والله اتحرم عليا جنس حوا إلا ماما وشغف ومراتي في المستقبل، أنا مش هلمسها 

ضرب فهد كف بآخر ثم قال : أنا عملتها مرة وخلصت مش هعيدها انا لو فيها روح هتطلع 

نظرت سحاب لكلاهما بزهول ثم تحدثت بغيظ : أنا رجلي اتكسرت بسببكم اتصرفوا 

نظر فهد باتجاه ريان وكلاهما نفس التفكير والدماغ، اخرج ريان الهاتف قائلاً : احنا نرن على الإسعاف 

فهد بتأكيد : كده كويس وهقول انا اللي كنت بسوق، اتفاقنا 

اغلق ريان مع الإسعاف ثم قال : لا معلش كله إلا الكدب وأنت عارف ولا ايه يا فهد؟ 

مرر يده على فمه قائلاً : أنت عارف أنا في الإجازة دي خدت كام ذنب؟ 

رد ريان بخفوت : أنت حياتك كلها ذنوب بس بتداري، تخيل أعرف بابا انك بتشرب سجاير 

مرر فهد يده على ذقنه ثم عاد للخلف، أخرج هاتفه ورن على والده يخبره ما مروا به، اتجهوا للمستشفى وخلفهم رعد الذي قال : معتش ورايا غير المستشفى، انا راضي تودوني القسم بس كفاية 

ضحك ريان وابتسم فهد سرعان ما أنهى رعد الأمور لهم، جلس وبجانبه فهد أما ريان فكان يجلس في السيارة يرتاح قليلاً، تحدث فهد بهدوء : أنا عايز اقولك حاجة يعرفها ريان والبنت اللي هي جارت خالي يوسف شافتني وانا بعمل كده 

رد رعد بهدوء : خير؟ 

رد فهد بتوتر طفيف : مرة كل تلت شهور بدخن سيجارة بقالي تلت سنين 

ابتسم رعد بخفة قائلاً : منا عارف، كل واحد فيكم غصب عنه بيدور على حاجة يكسر المثالية لأننا مش كاملين، بس ازاي تخبوا عليا وأنا أصلا بفحصكم بنظرة كل مرة بشوفكم فيها 

ابتسم فهد بخفة ثم قال : طب وايه ردك عليا؟ 

صمت رعد لوقت ثم قال : تخيل نفسك جاي تدخل من باب الجنة وجيه الذنب ده منعك، تخيل تبقى عامل ذنوب من غير ما تاخد بالك وخلاص الحسنات هتطب يقوم الذنب ده مطبب السيئات 

استغفر فهد ربه فأكمل رعد : التدخين حرام شرعًا واللي بيعيش على شيء بيموت عليه يا فهد، تخيل تبقى بتصلي وتسعى إنك تكون من الشهداء ومن أولياء الله الصالحين وتموت على الذنب ده

وكأن كلمات رعد البسيطة كانت كالخناجر التي تُغرس في صدر فهد، وقف رعد قائلاً : يا خاتم القرآن، ياللي مبتسيبش ولا فرض، ياللي من يوم ما وعيت مفوتش صلاة فجر واحدة، قال تعالى " وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " اتقي الله في مالك وصحتك وكل خير بتعمله 

حسنًا فاليتعلم الجميع من رعد كيفية حرق الدم بطريقة مهذبة، تركه رعد وكاد يغادر إلى سيارته لكنه وقف وقال : يا فهد أنت ورعد أخوك، أنا في الأول بحذر بس ويا ريت منتكلمش في التانية 

تركه وغادر إلى سيارته كذلك فهد الذي ركب بجانب ريان، تحدث ريان باستغراب : كان في ايه؟ 

رد فهد بضيق : روح اتعلم من ابوك أزاي تحرق دم حد بالكلام بس، اقسم بالله سم بدني يا أخي عشان قولتله بدخن مرة كل تلت شهور 

تعالت ضحكات ريان الذي قال : وفكرك باباك مش عارف، أنا بحس انه عنده كذا عفريت مسلط على كل واحد فينا واحد 

رد فهد بخفوت : طلع عارف فعلاً 

عاد ريان يضحك فأكمل فهد : أنا خدت وقعتي خلاص، الدور على رعد ... 

قال هذا ورفع عيناه وجدها تدور حول نفسها، بالتأكيد أتت لأجل أختها ذات النقاب والأعين الساحرة، دار ريان بسيارته فاردف فهد : استنى أنا مش عارف هي هترجع النهاردة ولا لا ومينفعش ترجع لوحدها 

تساءل ريان باستغراب : هي مين دي؟ 

نزل فهد من السيارة واتجه لها وقف خلفها قائلاً : هترجعي النهاردة؟ 

شهقت بصدمة وهي تدور ثم قالت بعدم تصديق : فهد! 

رد فهد بفظاظة معتادة : بيلعب معاكي ولا ايه مش فاهم! ردي 

أغمضت عيناها لبرهة ثم فتحتها قائلة : على حسب لو لقيتها في الكفن هنبات، لو لقيتها ذي القردة هنروح 

رد فهد ببرود : تمام انا مستنيكي تحت تنزلي بيها، هوصلك عشان مينفعش ترجعي لوحدك 

ردت آيسل بحماس : فوريرة 

اتجهت لأعلى سريعًا وهي تقول : يا بركة دعاكي ياما بعد خمس سنين فُرجت وبقى يجي يكلمني، فهد الشافعي اللي مكنش بيرمش نحيتي بقى بيكلمني عادي، طب والله يا ربنا أنت كبير وعظيم وقادر على كل شيء 

دخلت غرفة سحاب قائلة : مالك يا سوسو يا قمر؟ كويسة يبقى يلا نروح 

ردت سحاب بضيق : اروح ليه؟ انا هبات هنا 

ردت آيسل بتوتر : ليه بس دا حتى المستشفى هنا مش أحسن حاجة، افرضي لقطتي عدوى وبعدين انا مش هعرف اقعد بيكي عشان دموع لوحدها خلصانة؟ خلصانة 

تحدثت سحاب بغيظ : هاتي من الآخر يا آيسل في ايه؟ 

توترت ملامح آيسل قائلة : فهد الشافعي تحت وقال هيوصلنا 

ردت سحاب بحالمية : يا حبيبي! اكيد قلقان اروح ازاي ما اصل أنتِ متعرفيش إن اخوه اللي خبطني تمام؟ وهو قلق عليا اوي وشالني لحد هنا وبجد كان لطيف اوي وقلق عليا جامد 

ورغم الحزن الذي شعرت به آيسل، والمرار الذي اصاب حلقها إلا إنها قالت : قلق عليكي اوي وقلق عليكي جامد، طب يلا قومي قلقت عليكي الملايكة خلينا نخلص 

سحاب بغيظ : إن شالله أنتِ لوحدك يا بغلة 

سندت سحاب على آيسل ورمت بثقلها عليها، وكالعادة لو تحدثت آيسل سوف يكون من نصيبها الكلام المسموم، نزلت لأسفل معها وحين لمحها فهد شعر بالأسف ناحيتها وفتح الباب لها 

ركبت كلتا الفتاتين السيارة واغلق الباب ثم اتجه بجانب أخيه قائلاً : على بيت خالك يوسف 

أدار السيارة وذهب في حين تحدثت سحاب وهي تمثل التعب : متشكرة اوي يا فهد 

ريان باستنكار : فهد! رد يا فهد 

لم يجب عليها ونظر للخارج، ظلت آيسل تتابعه حتى وصلا ونزلت تستند عليها سحاب بثقلها، تحدث فهد بحدة : أنتِ رجليكي مش مكسورة، خفي عنها 

ردت سحاب ببرود : عادي هي مبتحسش، مش على اساس بغلة وقعدت سنتين في الجيم؟ 

دفعتها آيسل قائلة بانزعاج : طب طلعي نفسك بنفسك بقى، متشكرة يا حضرة الظابط 

اكتفى بهز رأسه وعاد للسيارة فاردف ريان : هي دي؟ 

فهد بهدوء : ايوة هي... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في منزل يوسف 
جلس على السلم قبل الدخول للمنزل ينتظر آيسل حتى تعود، نظرت آيسل باتجاهه ثم اتجهت تجلس بجانبه وعيناها تلمع، عقد يوسف حاجبيه باستغراب وتحدث : مالك؟ 

ردت آيسل بإبتسامة : سحاب عملت حادثة 

ضحك كلاهما ثم أكملت : انا متضايقة اوي يا عمو يوسف والله، هموت من ضيقي 

رد يوسف بضحك : أنتِ شبهي اوي، ببقى هموت من الضيق بس روحي المرحة بتفتكر حاجة تضحك 

آيسل بإبتسامة وهي تضع يدها على خدها : منا بنتك أصلا، عيوني شبه عيونك، هو أينعم أنت ضخم كده على كلك عضلات بس أنا تخينة... 

قاطعها يوسف قائلاً : شبه بعض برضو 

فتحت سيلا الباب وتحدث آيسل بإبتسامة : تعالي يا طنط سيلا جنبي هنا، كنت بختار وجه الشبه بيني وبين عمو يوسف 

جلست سيلا بينهما ثم قالت : عيونك شبه عيون يوسف، وعندك برود غير عادي، وبتردي الكلمة بألف عادي، ودبش كمان في بعض الأحيان 

حاوطت آيسل وجهها قائلة : ومنك ايه يا جميل؟ 

لمعت دموعها وأكملت آيسل : عمو يوسف ما تروح تغير وترتاح شوية صحيح، في حاجة بنات عايزة احكيها لطنط 

رد يوسف بمرح : قوليلي أنا بحب حاجات البنات 

ضحكت آيسل ووقف يوسف يُقبل سيلا قائلاً : مستنيك يا جميل 

اتجه للشقة وفور أن اغلق الباب انفجرت سيلا باكية، خرجت جاسمين وجلست على الجانب الآخر كلاهما تضم سيلا التي انهارت في البكاء، نظرت جاسمين باتجاه آيسل وكلاهما شرع بالبكاء 

مسحت آيسل دموعها قائلة ببكاء : في ايه مالك؟ 

أشارت بمعنى ستهدأ وعادت كلاهما تضمها وفي نفس الوقت مرت سحاب عليهما، ظلت تتابع الثلاثة وفتحت الباب ثم اغلقته وهي تتذكر حين كانت في سنتها السادسة وتنادي على فهد 

فهد! 
وجه الشبه بينها وبين جاسمين! 
أعين يوسف التي تحملها! 
فهد! 
سيليا! اسمها سيليا وليس آيسل! 
لكن ظلوا وقت طويل حتى اقنعوها انها آيسل! 

اتجهت تحضر هاتفها ثم رنت على والدها الذي أجاب بعصبية : عايزة ايه؟ 

ردت سحاب بغضب : آيسل تبقى نفسها سيليا يوسف الشرقاوي يا بابا؟ 

سامي بحدة : اتكلمي بقى عشان تطردي من الشقة وياخدوا بنتهم لحضنهم... 

خرج يوسف قائلاً : فين يعـ ... أنتم بتعيطوا ليه؟ 

واتجه يجلس على ركبتيه أمام سيلا قائلاً : حبيبتي بتعيطي ليه؟ حد زعلك 

نفت برأسها وابتسمت قائلة : سمعت فيلم قصته حزينة، وحكيتها للبنات واندماجنا 

رد يوسف بحدة : والله افصل عنك النت والشاشة وكل حاجة 

ابتسمت وهي تحاوط وجهه سرعان ما اقترب يُقبل وجهها، حملها قائلاً : تصبحوا على خير يا قمامير.. 

دخل شقته وضحكت كلتا الفتاتين ثم قالت جاسمين : بابا لسه مش واخد باله إن ولاده وش جواز وعيب كده بجد! 

ردت آيسل بمرح : عايزه من ده يا حزومبل، هي طنط مالها؟ 

قصت لها ما حدث واردفت جاسمين : طبعًا كله من زينة، يعني أنا عايزة اعرف الست دي دماغها ايه؟ يعني بابا هو اللي رفضها في الآخر وهي رفضت يعقوب، ولما ماما احتواته وبقت تحبه عننا جايه تعكر عليه

آيسل بتوتر : هي هتبقى حماتك بجد؟ 

بدأت جاسمين تفكر ثم قالت : أنا بقيت ببص للأمور من جهة تانية، يا آيسل اللي يزعل أمي او أبويا يبقى خلاص اللي هو أنا اللي ربطني بالدنيا هما 

ردت آيسل بابتسامة : هما طيبين يا جاسمين ولسه بيسعوا ليكم الأحسن ف بجد متزعلوش حد فيهم

ابتسمت جاسمين واقتربت تضمها في حين تقف سحاب وتبكي... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

على الجانب الآخر
يتمدد يعقوب على سريره وبجانبه أخته سيلين التي رفضت تركه بعدما تحدثت مع سيلا، نظرت باتجاه أخاها الذي يتأمل صورته مع سيلا ويمرر إبهامه على وجهها، سيلا فعلت له الكثير والكثير ورد هذا بجرحها 

تحدث يعقوب بضيق : قومي يا سيلين بقى، اكيد مش هتباتي جنبي

سيلين بضيق : لا هبات جنبك ومش بمزاجي، طنط سيلا كلمتني وكانت بتعيط على اخرها، أنت عملت ايه يا يعقوب؟ 

رد يعقوب بحزن : أنا واحد زبالة يا سيلين اوي، أنا كنت شبه اليتيم المتشرد ومبقاش ليا بيت غير بسبب سيلا، هي شالت من حنيتها لولادها وحطيتها كلها ليا عشان متجيش لحظة واقولها مش أمي، كانت على طول تشتكي من جرح بابا وجيت أنا عملت نفس الشيء 

سيلين بحزن وهي تجلس : حرام عليك يا يعقوب بجد، أنت نسيت وضع مرتات الأب بيبقى أزاي وطنط سيلا أزاي

اعتدل جالسًا ولمعت الدموع في عيناه، وجد هاتفه يهتز برنين فالتقطه قائلاً بصدمة : رعد! 

اغلق الآخر فاردف يعقوب : تلاتين رنة ليه؟ 

رن عليه فأجاب رعد ليردف يعقوب : ايوة يا ابني والله لسه شايف التليفون، في حاجة؟ 

رد رعد بجمود : أنت فين؟ 

يعقوب بتنهيد : في بيت امي زينة، الموضوع كبير وأنا عايز اتكلم معاك أصلا 

رعد بتوعد : انزلي تحت هجيلك هناك... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كدة الفصل الثالث عشر خلص

بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-