أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني بقلم سماء أحمد

 عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني بقلم سماء أحمد

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني بقلم سماء أحمد

الفصل الثاني

جلست عشق أمام الغرفة تضع يدها على جبينها، حاولت منع دموعها وتمثيل دور الثبات أمام الجميع، خرج الطبيب بعدما فحصه فاتجه الجميع له وظلت عشق جالسة لا تقوي على الوقوف 

تحدث ياسين بلهفة وخوف : هو كويس؟ طمني علية يا دكتور لو سمحت 

هز الطبيب رأسه ثم قال : ايوة هو كويس بس ذاكرة المريض مش كويسة 

سأله ياسين باستغراب : بمعنى؟ 

الطبيب وهو يشير للداخل : ادخلوا الوقتي ونشوف رد الفعل، يا ريت يكون أشخاص يعرفهم من زمان وأشخاص يعرفهم قريب 

وقفت عشق واتجهت للداخل مع ياسين كذلك يوسف وأدم ابنه، نظر رعد باتجاههم ثم ارتكز بنظرته على عشق، عاد ينظر باتجاه ياسين ثم قال : جلنار فين يا ياسين؟ هي كويسة صح؟ 

واحد 
اثنان 
ثلاثة 
وهنا انفجرت عشق قائلة بغضب : مين يا حبيبي؟ سمعني كدة تاني بتسأل على مين؟ 

عقد رعد حاجبيه باستغراب ثم سأل ياسين : مين دي؟ 

ضربت كف بآخر وهي تستغفر ربها فاردف ياسين بتنهيد : رعد أنت آخر حاجة فاكرها ايه؟ 

مرر يده على جبينه ثم قال : كنا راجعين البيت أنا وجلنار وعملنا حادثة بالعربية 

وضعت عشق يدها على وجهها ثم قالت بسخرية : يا حبيبي وكمان كنتم مقضينها بالعربية 

نظر رعد باتجاه ياسين وسأله مرة آخرى : فين جلنار؟ هي كويسة؟ 

صرخت عشق بجنون قائلة : أنت لسه بتقولي اسمها! رعد بقولك ايه هي مش ناقصة! وأنا مش هقدر وضعك ده عايز تفقد الذاكرة أفقدها على بعضها مش تفتكر الهانم، أنت عارف أنت عندك كم سنة الوقتي! 

نظر باتجاهها ثم تساءل باستغراب : كام؟ 

عشق بحدة : واحد وأربعين يا استاذ وأنا المدام تمام، ودا ابنك الكبير وفي غيره أربعة 

نظر باتجاه ياسين الذي هز رأسه بتأكيد ثم قال : أدم 

اقترب الطفل منه ثم وقف أمامه قائلاً بحزن : أنت بجد مش فاكرني يا بابا؟ 

نظر رعد باتجاهه ثم باتجاه عشق التي خرجت تغلق الباب بغضب، جلس ياسين أمام رعد يتحدث معه هو وأدم بالعقل بينما خرج يوسف خلف عشق، سألهم رعد بحزن : فين بابا؟ 

أدم وهو يمسك يده : بابا أنا مقدر وضعك والوقتي وفاهم اللي بيحصل، بس جدو آدم ميت من سنين هو ونينا علياء كمان انا مشوفتش حد فيهم 

رعد بصدمة : والدي مات! 

الصدمة كانت كفيلة بجعله يصمت نهائي وبدأ ياسين يقص له التفاصيل، يوم مر ثم عاد رعد للقصر ولم تتحدث عشق معه نهائي 

بدأ قلبه يخفق بقوة وخرج الأطفال الأربعة فاردف أدم : بابا دا أسد واللي جنبه فهد ودا رعد توأم فهد ودا ريان وهو لسه مكملش خمس سنين يعني ميعرفش حاجة، كمان متعلق بيك اوي 

هز رعد رأسه ثم اتجه لهم، اقترب الأطفال يضموه وبرغم الحزن المرتسم على ملامحهم إلا أنهم تعايشوا مع الأمر، تحدث رعد بدموع : بابا هو أنت مش فاكرنا 

عشق بحدة : رعد كفاية! كل واحد يلا على اوضته 

فهد بلهفة : نقعد معاه شوية يا ماما، بقالنا كذا يوم مش بنشوفه 

اطلقت عشق زفير غاضب ثم قالت : اعملوا اللي تعملوه انا طالعة اوضتي 

واتجهت إلى جناحها ومجرد ما دخلت واستنشقت عبق رعد به انفجرت باكية بحزن، بينما صعد رعد لأعلى بعد ساعة كاملة وحين دخل الجناح ونظر في الأرجاء شعر بالضيق 

دخل الغرفة وجدها تجلس على طرف السرير وقد خلعت الحجاب وظهر خصلاتها السوداء الكثيفة تصل أسفل كتفها، ترتدي قميص قصير ذو كت رفيع وتتدلى قصتها على عيناها 

عشق فائقة الجمال وخاطفة لأنفاس رعد من نظرة واحدة حتى لو هو بألف ذاكرة، وقفت قائلة بعدائية : قولي البسي حاجة طويلة وعيب اقعد قدامك كده 

رعد بلوم واضح : أنتِ ليه مش مقدره موقفي 

عشق بغضب : عشان التقدير مش شغلتي أنا فاهم! التقدير شغلة حضرتك 

اطلق تنهيدة بسيطة ثم قال : مفيش اوضة تانية غير دي! 

اتسعت عيناها بصدمة ثم اقتربت قائلة : أنت مش بتتكلم جد صح؟ رعد أنت هتسيب الأوضة 

هز رأسه بتأكيد ثم بحث عن غرفة الملابس واخرج ملابسه، تحدثت بهدوء : استنى، أنا اللي هسيب ليك الجناح بس خليك هنا، أنت مش بترتاح غير هنا 

رعد بهدوء : ملوش لازمة 

لم تجب واتجهت تبدل ملابسها ثم احضرتها وخرجت إلى غرفة آخرى، جلس رعد ينظر باتجاهها وهي تخرج وهنا قد شعر بالقليل من الراحة.. 

مر يومان ورعد يرفض الأختلاط بأولاده نهائي، جلس الأطفال بجانب بعضهم البعض وعشق تحمل ريان الذي يسند رأسه على كتفها 

رن فهد على يوسف الذي أجاب : ايوة يا عشق 

فهد بحزن : أنا فهد يا خالو، ممكن ابعت السواق ياخد سيليا تقعد عندنا يومين 

تفهم يوسف وضع فهد فقال : اكيد يا حبيبي ابعته وخدها براحتك 

بالفعل ذهب السواق واحضرها وقرر فهد نسيان الوضع بها، في حين صعد آدم غرفة رعد ثم دخل له قائلاً : بابا ممكن نتكلم شوية 

رعد بهدوء وهو يغلق الكتاب : تعالى يا آدم 

اتجه آدم وجلس أمامه قائلاً بحزن : يا بابا لو حضرتك مش متعود على الوضع الجديد، فأحنا مش متعودين منك على كده، أحنا متعودين نفطر سوا ونتغدى سوا ونتعشى سوا ومتعودين لينا ساعتين معاك كل خميس بتنصحنا ونحفظ قرآن ونسمع ليك، بتساعد فهد يطور من لغته في الإجازة وريان بينام الصبح في حضنك ساعتين، وبنجري كلنا الصبح بدري تلت أيام في الأسبوع 

اطلق رعد تنهيدة بسيطة ثم قال : أنا مش فاكر حاجة من كل ده 

لمعت الدموع في عيناه ثم قال : أنا فاهم وأسد فاهم بس ريان لسه صغير ومش فاهم، فهد ورعد فاهمين بس مش سهل يتعودوا وماما مش سهل تفهم، يا بابا ماما بتحبك اوي وبعد ما جدو أحمد مات أنت ليها الأب والأخ والصديق والحبيب والزوج وكل حاجة، كمان أحنا ابسط حقوقنا في وضعك تنزل تصلي معانا تحت جماعة وتقعد معانا على الأقل ساعة في اليوم 

رعد بهدوء : حاضر، هغير وانزل 

ابتسم آدم بخفة ثم اتجه لأسفل... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في منزل بسام 
وقفت جميلة في منتصف الليل بالمطبخ تحضر طعام له، فهي عرفت بما حدث لرعد وبالتأكيد كل شيء وقع على عنق بسام زوجها، زوجها؟ هذا مضحك فما بينهم لم يتجاوز أخت زوجته برغم مرور خمس سنوات 

بسام بإبتسامة : مساء الخير، عارف إن عملت ليكي قلق في الوقت ده 

نظرت باتجاهه ثم قالت بإبتسامة : ولا يهمك، روح خد دش كدة عما احط ليك الأكل 

وكالعادة طبع قُبلة بسيطة على كتفها ثم قال : تسلم إيدك 

تلك القشعريرة التي تسير في جسدها كلما فعل هذا لا تتوقف أبدًا، اطلقت تنهيدة بسيطة حارة ثم وضعت الطعام له وجلست 

أتى بسام وبدأ يتناول طعامه ثم قال : تسلم ايدك بجد أنا مكلتش أحلى من اكلك لحد الوقتي 

جميلة بلهفة : بجد! 

هز رأسه بتأكيد وبدأ يعيد الأطباق معها، وقفت تجلي الأطباق وهو خلفها يُحضر السكر، التفتت قائلة باستغراب : في ايه؟ 

نظر باتجاهها وهو لم يتمكن من منع نفسه من أخذ حقه بها، انحنى يطبع بضع قبلات صغيرة وهي لا تقوي على الحركة ثم قاطعها بطريقته 

ابتعد قائلاً باحراج : انا اسف مـ معرفش عملت كدة أزاي! 

جميلة باحراج : ولا يهمك، أنا هعمل القهوة واطلعها ليك 

اكتفى بهز رأسه ثم خرج بينما وقفت تضع يدها على فمها ولم تصدق أنه أخذ هذه الخطوة معها ... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

توالت الأيام على الجميع وفي يوم قرر يوسف أخذ عائلته والذهاب للمنصورة يومين لتغيير جو، جلس بجانب عشق التي تحمل ريان وتُقبل وجنته كل حين، ربط على كتفها قائلاً : تعالي معايا أنتِ والولاد 

حركت رأسها بالنفي ثم قالت : خد فهد ورعد ويا ريت محدش يعرف حاجة، هما مضغوطين خليهم يغيروا جو 

سيلا وهي تمسك يدها : عشق أنتِ مش كويسة أنا عارفة 

عشق بتنهيد : لا أنا كويسة بس زعلانة على الولاد، خلي بالك منهم وبالذات رعد يا سيلا عشان خاطري 

حركت رأسها مؤكدة وبالفعل عادوا للمنصورة مع الأطفال، نزلوا من السيارة وصعدوا لأعلى في حركة مشاغبة وانطلق يعقوب للداخل قائلاً : أنا جيت يا جدو، وجيت يا نينا 

بدأت سيليا تصفق بمرح وهي تجري للداخل مع توأمها وخرجت زهرة قائلة بسعادة : يا روح نينا نورت المنصورة كلها

خرج جلال جد عشق ثم حمل ابن يوسف الصغير يُقبل جبينه، وفي ظل السلامات والسعادة تحدث يعقوب باستغراب : ماما زينة 

نظروا باتجاه الباب وجدوها هي وزوجها كذلك الأطفال، ظل يعقوب كما هو ينظر لها بفتور واضح فاردفت سيلا : روح سلم على ماما يا يعقوب 

هز رأسه واتجه يضمها سريعًا بينما قال محمد بمرح : بسم الله ما شاء الله، ايه كل ده يا يوسف 

تعالت ضحكات يوسف ثم قال : كان معمول offer على الأطفال فخلفنا تلاتة توأم

محمد بضحك : تبارك الله دول تمانية يا ابني 

أشار يوسف على أطفاله الخمسة : دول ولادي، ودول توأم عشق ودي ليلة هانم الأسيوطي الصديقة المقربة للأستاذ يعقوب 

أشارت زينة على غيث ثم قالت بسخرية : دا ابنك دمك يا يوسف؟ 

حمل يوسف غيث الذي ضحك ثم قال : والله يا بنت عمي دا أغلاهم وأول القايمة 

ردت بسخرية وهي تنظر باتجاه ابنها : والأخير يعقوب صح؟ 

يوسف بتأكيد : حقيقة فعلاً صح يا يعقوب؟ 

أشار يعقوب بيده ثم اتجه يضم سيلا قائلاً : أنت جوز أمي أصلا مش ابويا لا 

ضحكت سيلا وهي تضمه ثم قالت : هو واخد غيث وأنا يعقوب والتوأم ذي اليتامى مشردين، هيدعوا علينا لما يكبروا بسببك 

زهرة بإبتسامة : سيبيهم وملكيش دعوة بس 

اقترب يوسف منها قائلاً بمرح : ما تسيبك أنتِ من الحاج جمال وتعالي عيشي معانا 

ضربه جمال وعمت الضحكات قي منزل الجد، جلس الأطفال وزينة تنظر باتجاه ابنها الذي لم يترك سيلا أبدًا ويتهامس معها 

بدأت تُقبل وجنته تدريجي بقوة وهو يضحك، صدح صوت أذان العصر فوقف فهد مشيرًا برأسه لأخاه ثم قال : نينا زهرة هو الحمام منين؟ 

وقف يعقوب هو الآخر فاردفت : من هنا يا حبيبي تعالى 

اتجه يتوضأ وخلفه اخواته ثم خرج قائلاً : ممكن سجادتين ومكان فاضي نصلي 

رفع الجميع وجوههم ثم ابتسمت زهرة قائلة : يا حبيبي تعالو ربنا يبارك فيكم يا رب 

واتجهت بهم وبدأ ثلاثتهم يصلوا، خرجت زهرة قائلة بعدم تصديق : ايه ده! 

يوسف بإبتسامة : تربية رعد وخلي يعقوب كدة يعدي فرض، والله مرة تعب وبرضو قام يصلي وحافظ الوقتي ستاشر جزء 

تحدثت أمنية بصدمة : أنت بتهزر! يعقوب ابنك؟ 

سيلا بإبتسامة وتأكيد : ايوة يعقوب ابننا وغيث كمان بدأ يحفظ السور الصغيرة مع ريان وسيليا من قعدتها مع فهد بقت تحب تقلد اللي بيصلي 

خرجت سيليا تبكي ثم اتجهت سيلا قائلة : الاثدال يا ماما فهد نثاه 

يوسف وهو يحملها : هنزل اشتري للأميرة سيليا أحلى إسدال بس متعيطيش

مسحت دموعها بظهر يدها ثم خرج الأطفال، جلس فهد ثم اجتمعوا على الطعام وكالعادة وقفت سيليا على كرسي بجانب فهد الذي يتحمل دلعها ويصبر عليه 

خرج يوسف مع الأطفال الخمسة وترك التوأم مع سيلا التي جلست مع زهرة تتحدث عن أحوالها ..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في منزل زياد 
تمددت جايدا ورأسها على فخذ زياد تتابع أحد المجلات في إندماج بينما يقرأ زياد أحد الكتب ويده تمر على شعرها، دقائق واغلق الكتاب ثم بدأ يتابعها بإبتسامة بسيطة 

جايدا وهي تقلب الصفحة : شايفاك على فكرة 

زياد وهو يداعب أنفها : بعمل جريمة يعني وأنا مش واخد بالي 

جايدا بمرح : إنك تقعد تبص لواحدة متجوزة مش جريمة، على فكرة أنا بحب جوزي اوي 

اعتدلت جالسة فاردف بمرح : يا بخته 

كادت تجيب لولا الصغيرة التي أتت واندفعت باتجاهه، حسنًا هذه ضرتها لا محال ومع عشق كل الحق ألا تحب إنجاب الفتيات، والآن بعدما كان انتباه زياد لها تحول تلقائي لعدوتها الصغيرة جوان 

جايدا بزفير : الصبر من عندك يا رب ..

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

عاد رعد إلى العمل مرة آخرى، وبالطبع ليس من السهل تغيير روتين حياته والتأقلم مع أطفاله، اليوم اتجه إلى منزل أهله وجده كما هو عليه، وفي نفس الدرج وجد ذكريات جلنار كلها 

جلس بجانب آدم الذي يقرأ في المصحف، بينما تتابع عشق أحد المسلسلات التي تم إصدارها واسمه هو " دموع في حضن الجبل " 

بدأ تتر المسلسل وهي تتابع بإبتسامة بسيطة وهي تحمل ريان الذي ينظر باتجاه رعد بخوف، وأسد يقرأ أحد الكتب التي احضرها من المكتبة 

" وللشموع دموع وللمشاوير رجوع
أنا بابكى من الغربة، لا من عطش ولا جوع
أحبابي يا أحبابى دقوا على بابى
ياللى انتوا حواليا فى حضوري وغيابي
وحسكم مسموع " 

رفع رعد عيناه ينظر باتجاه صورة والديه الذي يشعر أنه خسرهم في لحظة، أغمض عيناه لبرهة يتذكر والدته صاحبة الأعين الخضراء وهي تجري منادية عليه : يا رعد استنى يا حبيبي هنا، يووه يا رعد بطل بقى أنا مش طفلة بجري وراك 

وقف ونظر باتجاهها قائلاً : يا ماما حرام بقى أنا مش طفل، انا بقى عندي تمنتاشر سنة ومش هاخد سندوتشات، والله عيب في حقي 

ربطت على وجنته قائلة بإبتسامة : كلها في السكة يا حبيبي عشان خاطري، يعني ينفع تكسر بخاطر مامتك 

مسك يدها يُقبل باطن كفها ثم قال : يتكسر عمري كله قبل ما اعملها يا ست الكل 

" انتوا الونس لو طال عليا الليل
ولو وجعت انتوا تشيلونى شيل
مهما قسيتى يا دنيا واتجبرتى
مهما عليتى علينا واتكبرتى
لينا املنا وحسنا مسموع
وللشموع دموع وللمشاوير رجوع
أنا بابكى من الغربه لا من عطش ولا جوع
جلبى اتفتح يا أحباب تعالوا طلوا
الدنيا مره وانتو بتحلوا " 

عاد يغمض عيناه يتذكر والده الذي كان يقف بجانبه يتحداه من الأقوى، وكالعادة اظهر آدم مدى ضعفه أمام ابنه حتى لا يحزن 

رعد بانزعاج : يا بابا بطل حركاتك دي بقى! على فكرة أنت أقوى بس مش بتبين عشان مزعلش 

آدم باستغراب وهو يمثل الضعف : يعني أنت بتقول كدة عشان انا مزعلش؟ على فكرة أنت قوي واقوي مني وانا معترف 

رعد بزفير : يا بابا بقى! 

ضم آدم رعد له ثم قال وهو يُقبل جبينه : أنا فعلاً أقوى بس عشان أنا قوي بيك، إنما أنت وحيد ومش قوي بحد 

رفع رعد عيناه متسائلاً باستغراب : يعني ايه يا بابا؟ 

آدم بإبتسامة : لما تبقى أب هتفهم.. 

" نقول لبعض اللى ما بنقولهوش
ونسيب ورانا اللى مابنحبوش
دانتو الدواء لقلبنا الموجوع " 

اطلق تنهيدة بسيطة وهو يتذكرها تتحرك في الجامعة بعشوائية وتصرخ بصوت مرتفع، فتحت ذراعيها وهي تدور حول ذاتها 

جلنار بصوت صارخ : بحبك يا رعد، بعشقك، رعد ملك جلنار سامعين؟ فاهمين وعرفتوا هو يخص مين؟ 

جذب يدها قائلاً بإبتسامة بسيطة : كفاية يا مجنونة فضحتينا 

حركت كتفها بلامبالة ثم قالت : وايه يعني؟ عايزة الكل يعرف إنك تخص جلنار واللي تبص ليك أنا انسفها ... 

" وللشموع دموع وللمشاوير رجوع
أنا بابكى من الغربه
لا من عطش ولا جوع " 

بدأت الحلقة وعشق تشاهد بهدوء والدموع تلمع داخل عيناها، يجلس في جانب بعيد عنها ولا يأخذها في حضنه، أعادت شعرها للخلف وهو ينظر لها كل قليل 

تحدثت بهدوء : هتلاقيك بتسأل نفسك ايه اللي شدني ليها! 

نظر باتجاهها وشعر بوجود ألف سبب وسبب يستحق، بداية من جمالها الفائق والذي يجعله غير قادر على رفع عيناه عنها حين يكون معها 

سألها بهدوء : وايه اللي ميشدنيش ليكي؟ 

توترت ملامحها وعادت تنظر أمامها وهي تعيد خصلاتها للخلف، نظر آدم باتجاه والده بعدما صدق ثم قال : جواز صالونات، وافقت عشان ترضي جدو عتمان بعدين حبيت ماما على طول وجيت بيها هنا القاهرة، في الأول كنتم عايشين في بيت جدو بعدين عملت القصر الكبير دا عشاني أنا وأخواتي 

رعد باستغراب : أنا حبيت 

أكد آدم برأسه ثم قال : اوي 

عاد رعد يشاهد التلفاز وبدأ أدم يقرأ في المصحف ولم يرد ترك أهله وحدهم حتى لا تفتعل عشق أمر متهور مثلها، نظرت عشق باتجاه رعد ثم دفنت وجهها في كتف ريان تحاول منع دموعها.. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

جلس يوسف يتابع التلفاز وبجانبه سيلا التي تسند رأسها على ذراعه، بدأ يمرر يده في شعرها واقتربت هي تضمه اكثر، زينة جلست يومان هنا بحجة أنها سوف تجلس مع ابنها وطبعًا تحدث يوسف مع محمد وأقنعه بالبقاء حتى لا تبقى تحت بطش أمنية وسمها 

نظر باتجاه الساعة ثم قال : يااه دي بقت اتنين، قومي ننام أحسن عشان الولاد هيصحونا الصبح 

رفعت وجهها له قائلة : ما تيجي ننزل نتمشى أحسن؟ 

هز رأسه بتأكيد ثم قال : فكرة حلوة بس أنتِ اللي هتدفعي تمنها 

وقفت تسحب يده قائلة بإبتسامة : قوم بس 

وقف يوسف واتجه معها إلى الأسفل، بدأ يسير على المشاية السفلية معها وهو يمسك بيدها ثم قالت بحماس : تيجي نجري 

يوسف بمرح : هي حركة عبيطة شوية بس تحت أمر سيادة سيلا هانم 

انفجرت ضاحكة وهي تجري بسرعة معه، تعالت ضحكات الإثنان ثم وقفا يحاوط خصرها وسند جبينه على جبينها، اطلق تنهيدة قوية ثم قال : ياما وقفت هنا واتمنيتك، في كل نفس كنت بتنفسه اتمنيتك، سافرت وعملت حج وعمره وطلبتك من ربنا في بيته الحرام وقدام قبر الرسول يا سيلا، صعب عليا افكر إنك كنتِ ملك واحد تاني بس الأصعب يا سيلا بعدك، بحبك ويا ريت الكلام يجي حاجة قدام اللي بحسه

لمعت الدموع في عيناها ثم احتضنته بقوة، فرت دموعها وهي تربط على ظهره قائلة : أنا جنبك وما هيفرقنا غير الموت، وبرضو وقتها والله ما هسيبك معاك في القبر ودنيا وآخرة يا يوسف 

بَعد وجهها عنه قليلاً يُقبل جبينها ثم عاد يضمها بقوة، مر الوقت عليهم ثم عادوا بعد ساعة وكلاهما يضحك بسعادة، تحدثت بمرح : ولا كأننا ورانا خمس أطفال وهم كبير اوي 

يوسف وهو يُقبل يدها : والله يا حبيبتي على أتم الاستعداد إني اجيب ليكي خمس دادات ولا اضيع التفاصيل دي 

وقفت تنظر له فجذبها لحضنه يُقبل وجهها، رنت ضحكاتها بالعمارة وهي تقول : يوسف كفاية 

يوسف وهو يجذب عنقها : الكل نايم الوقتي، خليكي فيا أنا 

وضعت يدها على فمه قائلة : برضو لما نطلع وبعدين افرض البواب بيصلي، كفاية وبطل شغل المراهقه ده

عاد يضحك وهو يُقبل باطن كفها ثم انحنى يحملها قائلاً بمرح : أنا عارف إنك مش قادرة تطلعي السلم 

سيلا وهي تحرك قدميها : لا شيلني عسل يا طماطم وبلاش

عقد حاجبيه باستغراب فأردفت : على ضهرك يا يوسف ركز، يلا نزلني 

ابتسم وهو ينزلها ثم انحنى لها، تعلقت بعنقه من الخلف وبدأ يصعد وهو يضحك، مسكت فكه تدير وجهه وتُقبل وجنته بشقاوة اعتادها منها 

يوسف بإبتسامة : يا بت كفاية بقى هقع بيكي 

سيلا وهي تعض أسفل وجنته : ببوسك أنا غلطانه، دقنك بتشوك شيلها خالص عشان انا بتضايق 

يوسف برفض قاطع : انسي 

مر من أمام شقة جده الذي كان يقف خلف الباب ويبتسم، وضعت سيلا يدها على فمه قائلة : اسكت معدين من قدام شقة جدك وشكلنا وحش 

يوسف وهو ينظر للباب : تخيلي يفتح الباب ويلاقي حفيده شايل مراته على ضهره كده ذي العيلة الصغيرة 

سيلا بتهديد : هتطلع بسرعة ولا انكد عليك واخليها ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا 

صعد وهو يضحك بينما فتح الجد الباب ثم قال بإبتسامة : ربنا يسعدك يا يوسف ويبعد عنك وعن عيالك كل شر، ويخزي الشيطان اللي خلاني اخرب على ابني 

وتنهد بحسرة متذكرًا أحمد بينما كان يوسف يضحك صمت وهو يجد زينة تجلس على السلم تبكي، الحجاب يتدلى وتظهر خصلاتها فأشاح يوسف بوجهه وأكمل صعود

انقلبت معالم سيلا وشحب وجهها تمامًا ثم نزلت أمام باب شقة أهله ودفعته بغضب، سألها باستغراب : في ايه؟ 

لم تجب واتجهت للداخل ومنها إلى الغرفة، بدأت تبدل ملابسها وهو يضحك قائلاً : ليكي حق منا وقفت وبلمت وبصيت وركزت و ... 

سيلا بانفعال وهي تنظر له بغضب : تقدر أصلا؟ 

نفى برأسه وهو يمسك ذقنها ثم قال : بقى ربنا يبعت ليكي عيون فيروزية، وضحكة بتدوبني ومشوفتش في جمالها، وملامح وشعر طويل، أيقونة جمال من الآخر وابص لأي واحدة 

حركت كتفها قائلة بضيق : الله اعلم ما جايز بتحن 

حاوط خصرها قائلاً بهمس : أنا فعلاً بحن بس تعالي اقولك لأيه! .. 

في حين فتحت سيليا عيناها فوجدت نفسها بين جاسمين توأمها وليلة، وهناك نور خافت قامت سيلا بإشعاله في الغرفة حتى لا يخاف ايًا منهم، اتجهت تنزل ثم وقفت أمام الطاولة الصغيرة تأخذ الكوب 

وضعته أرضًا ثم أخذت الزجاجة وفتحتها تملأ الكوب وشربت، أعادت كل شيء مكانه في حركة ذكية وجميلة ثم خرجت

وقفت أمام الغرف تفكر وهي تنظر لغرفة أهلها فهي تعرفها ثم قالت : فهد 

اتجهت تفتح غرفة آخرى بصعوبة ثم دخلت وجدت غيث ينام مع يزن على سرير، ورعد وحده على سرير فهو كأخاه يكره أن يشاركه احد فراشه 

خرجت واغلقت الباب ثم اتجهت للغرفة الآخرى تفتحها، وجدت فهد على سرير ويعقوب على الآخر، اتجهت حيث فهد تنادي عليه : فهد، فهد 

وضعت يدها على وجنته فانتفض مستيقظًا، ابتسمت بطفولية قائلة : أنام جنبك 

نظر باتجاه الباب قائلاً : طيب اقفلي الباب وتعالي 

اتجهت تغلق الباب بهدوء اعتادته منه ثم اتجهت له، حملها وجعلها تتمدد بجانبه ثم أخذها في حضنه تنام على ذراعها ولف الغطاء الخفيف حولها 

سيليا بعبوس : أنا حلانه " حرانه " اوي 

قَبل جبينها ثم قال وهو يضمها : التكيف شغال وشوية وهتبردي وأنا مش هحس، خليكي كده أحسن ونامي يلا 

سيليا وهي تحاوط عنقه بيدها : حاضل " حاضر " 

تحدث فهد بضحك : كدة هتخنق يا حبيبتي 

زادت من ضمه وضحك رغمًا عنه ثم نام كذلك هي بعمق وهذه المرة في حضن فهدها.. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في صباح يوم جديد 
خرج بسام من غرفته وكالعادة تطل جميلة طلتها المميزة وتضع طعام الإفطار، وقف خلفها يحاوط خصرها بيد والآخرى يأخذ قطعة خيار يتناولها، رفعت وجهها له قائلة : اقعد كُل ذي الناس 

بسام بإبتسامة وهو يقرص أنفها : صباح النور، فين الولاد؟ 

ابتسمت بخجل ثم قالت : صباح الخير الأول، الولاد بيغيروا هدومهم وتسنيم متضايقة اوي يا بسام 

عقد حاجبيه متسائلاً باستغراب : اشمعنا؟ 

حركت كتفها بلامبالة ثم قالت : عايزة تخرج، خدها معاك الشغل النهاردة تغير جو بعدين القصر جوه حلو اوي

بسام بنفي : لا بلاش الجو متوتر مش ناقص 

جميلة بلهفة : عشان خاطري 

ابتسم بخفة ثم هز رأسه، بدأ يمرر إبهامه على ملامحها وقاطعه صوت الأولاد، ابتعد وجلس يتناول الطعام معهم ثم أخذ ابنته للقصر

في حين كان أسد يجلس في الحديقة وفي يده سيارة لعبة، جرت تسنيم في القصر كالطائر الحر تفتح ذراعيها بمرح ثم دارت حول نفسها، وقفت تنظر باتجاه أسد ثم اتجهت حيث هو 

تسنيم باستغراب : أنت زعلان ايه؟ 

رفع وجهه لآية الجمال التي تقف أمامه ثم ابتسم بخفة قائلاً : أهلا يا تسنيم نورتي، اقعدي 

جلست بجانبه ثم قالت : نورت من غير حاجة ساقعة حتى، خلاص هنقول غني وبخيل مش مشكلة 

ابتسم بخفة ثم عاد ينظر أمامه، التقطت السيارة منه قائلة : بتحب العربيات؟ انا بحبهم اوي الصراحة وعندي شغف بيهم بس أنت معاك لعبة ليه؟ هي دي بس ولا في غيرها 

رد أسد عليها بهدوء : تسنيم افصلي شوية خليني الحق ارد 

تحدثت بتذمر طفولي وهي تنفخ خديها : حاضر اهو 

وضعت يدها على فمها فابتسم قائلاً : اة بحب العربيات وعندنا عربيات كتيرة حقيقية بس لسه معرفش اسوق، ومعنديش غير دي لعبة وبس 

سحب يدها فاردفت بإبتسامة : دي بس وبتحبهم؟ انا هحوش واجيب ليك عربيات اكتر 

رغمًا عنه ابتسم ثم قال : هستنى 

بينما تقف عشق على بلكون غرفتها ثم قالت بانزعاج واضح : هما ولادي عمالين بينسوا الوضع ببنات ليه؟ فهد بيجري ورا سيليا العيلة اللي يدوبك بتنطق والوقتي أسد بنت بسام وربنا يستر على البداية المبشرة 

عادت للداخل ثم فرت دموعها وهي تنظر في أرجاء الغرفة، هي هنا وهو هناك مثلما في حملها بابنها أسد، قبل هذه السنوات كان الأمر إلى حد ما سهل إنما الآن هي تموت ببطء حقيقي فهي اعتادت على وجوده كثيرًا .. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في صباح يوم جديد 
استيقظت زهرة واتجهت تطمئن على الأولاد في البداية، شهقت بخفة حين لم تجد سيليا وفكرت تخرج تبحث عنها، بدأت تتجه للحمام ثم المطبخ والصالون وغرفة الإنتظار والحمام الثاني، اتجهت إلى غرفة الأولاد وقررت ترك غرفة يوسف للآخر ثم الغرفة الآخرى وجدتها في حضن فهد 

ابتسمت بخفة وهي تمسد على شعر الصغيرة ثم خرجت ونزلت لأسفل، وجدت أمنية تقف في المطبخ فوقفت تحضر الفطار معها 

نزلت زينة تساعدهما فاردفت أمنية : هي سيلا لسه نايمه؟ 

زينة بضيق : مش هيقوموا الوقتي، راجعين امبارح من بره الساعة تلاتة ونص 

زهرة باستغراب : هما طلعوا بره! انا سيباهم الساعة واحدة قاعدين قدام التلفزيون واتأخرت عما نمت كمان 

أمنية بضيق واضح : هما مالهم عاملين ذي المراهقين كدة ليه، الوقتي الولاد ينزلوا وهما لسه نايمين ومنعرفش نسيطر على الوضع كمان هدير وايمان جايين 

زهرة بضيق منها : أمنية الولاد هاديين اوي، مفيش غير غيث ويزن 

أمنية وهي تضع يد على الآخرى : ايوة ومين غيث دا كمان! 

" اخويا "
رد يعقوب بحدة واضحة وهو يتجه للداخل، ثم نظر باتجاه أمنية قائلاً : على فكرة نينا هدى مامت ماما سيلا مش بتعاملني كدة ولا بتقول عليا انا مين! وأنا محبش تلمحي كدة يا نينا 

زهرة بحدة طفيفة : خلاص يا يعقوب مكنتش تقصد 

نظر يعقوب باتجاهه ثم قال : هي ماما لسه مصحتش 

مسكت أمنية ذراعه قائلة بحدة : اسمع يا ولد أنت، مامتك هي زينة اللي واقفة دي وبس اللي فوق مرات أبوك مش اكتر 

دفع يعقوب يدها ثم قال : مامتي هي سيلا وماما زينة هي اللي خلفتني بس ومهمتها خلصت أول دقيقة شوفت فيها الدنيا 

زهرة بتنهيد : خلاص يا يعقوب وعيب يا حبيبي 

يعقوب بحدة : هو ايه اللي عيب! أحنا جايين يومين نشوفكم ولا نسمع كلامكم ده، يعني هتبقى مبسوطة لما ماما تزعل؟ 

أمنية بصوت عالي وانفعال : مامتك هي زينة وبس، فاهم يا ولد؟ 

كانت زينة تتابع وتبكي بحزن فالطفل الذي كان يتوق لحضنها لم يعد فور إحضار يوسف واحدة تحل محلها، تحدثت بانفعال : يعقوب باباك هو اللي رفض يرجعني اعيش معاكم عشان سيلا 

يعقوب بحدة : ورفض تاخديني معاكي صح؟ 

زينة بحزن : ما أنت في كل الحالات كنت هتتحرم من واحد فينا، كنت هتبقى من غيره وهو السبب في كل ده واللي عيشته 

يعقوب بإبتسامة ساخرة : أنتِ كدة مش بتشوهي صورته في عيني يا ماما، هو فضل جنبي حتى لو بيسافر فترة وخلاني مع ماما عشق وبابا رعد ومع أخواتي، أنا عندي عشر سنين إلا حاجات بسيطة وحافظ القرآن وبصلي وبصوم رمضان كامل واي أيام سنة وحافظ أحاديث وشاطر في الدراسة اوي وبطلع من الأوائل ومبسوط ماديًا ونفسيًا كل ده السبب الأول مين؟ بابا يوسف عرف يحطني في المكان الصح وعرف يجيب ليا الأم الصح ومش بيأثر في حقي ومش مضطر ارن على أمي اتذلل عليها اكلمها عشان عايش معايا أمي اللي لما بخبط عليها بليل تقوم تقعد معايا، الحمد لله ربنا باعت ليا كتير، الحمد لله على كل حاجة حصلت ليا، الحمد لله على بُعدك والحمد لله على بُعد بابا والحمد لله على تعبي والحمد لله على تربيتي والحمد لله على نعمة الاخوات والأهل 

شعر بمن تضمه من الخلف ثم بدأت تُقبل وجنته عدة مرات قائلة : الحمد لله على وجودك يا بير اسراري 

ضحك بخفة ثم رفع وجهه قائلاً : أسف يا نينا أمنية على اسلوبي مش كلامي طبعًا وأنا بجد مش قليل الأدب 

نظرت سيلا باتجاههم ثم قالت : لو اعرف نتيجة الماضي يعقوب والله ما كنت ازعل أبدًا، صباح الخير صحيح 

ردوا عليها وزينة تنظر باتجاهها بغضب ولولا محمد لم تكن تترك ابنها وسطهم، بدأت سيلا تهمس ليعقوب ببعض الأشياء وهو يبتسم ثم قالت : مبسوطة وكنت عايزة اصحيك احكيلك 

ضحك يعقوب فهو اعتاد أن تقص له كل التفاصيل، إن غضب او حزنت او فرحت من شيء، بات يعلم مدى عشقها ليوسف وقصت له كل شيء عن الماضي 

سيلا بانزعاج وهي تدفعه بخفة من حضنها : يلا يا ولد مهمتك خلصت، امشي من هنا 

يعقوب بمرح : أصيلة 

ثم خرج واتجهت تضم زهرة التي قالت بضحك : في ايه يا سيلا على الصبح؟ 

سيلا وهي تُقبل وجنتها : بحبك يا ست ماما أنتِ 

ضحكت زهرة وهي تضغط على وجنتها قائلة : والله بنتي اللي ما خلفتها واعز 

في حين 
وقف يوسف يغسل وجه وأسنان ابنته التي تقف على حافة الحوض، اردفت الصغيرة بعبوس وهو تراه يغسل اسنانه : بابا ثلي " صلي " 

يوسف وهو يغسل وجهه : مبصليش لا فجر ولا صبح يا حبيبة بابا 

أشارت على نفسها قائلة : أنا ثلي الثبح " صلي الصبح " 

عض يوسف على شفاه قائلة بخجل : يخربيت كسفة الدم اللي حصلت ليا، بقى أنتِ يا زقردة عايزة تصلي وأنا راجل طول بعرض بقول لا 

قَبل وجنتها الممتلئة بمرح فضحكت ثم بدأ يتوضى وجعلها تتوضأ وخرج يجعلها ترتدي الإسدال الذي اشتراه لها من هنا، بدأ يصلي وكالعادة هي لكنها لا تعرف ما تقول، تؤدي حركات عشوائية حتى انتهى 

بدل ملابسها ثم نزل معها لأسفل، وجد محمد يخرج من الشقة مع ابنته الصغيرة فاردف : صباح الخير يا محمد 

ابتسم محمد وهو يداعب وجنة الصغيرة : صباح النور يا جو، عاملة ايه يا قطقوطة؟ 

سيليا بإبتسامة : الحمد لله 

ضحك محمد وهو يُقبل وجنتها بسعادة، نزل يوسف مع محمد ثم سلم على جده وابيه واتجه للمطبخ، تحدث بمرح : يا صباح الخير يا صباح الجمال على عيون ست الكل أمي 

سيلا بغيظ : موا ينفخك يا بعيد 

سيليا بطفولية : ثباح الخيل " صباح الخير " 

زهرة وهي تُقبل وجهها : صباح والفل والجمال يا نور عيني 

ضحكت سيليا وكادت سيلا تقترب منها ابتعد خطوة للخلف قائلاً : لا متقربيش أنا متوضي 

سيلا بغيظ : هبوس بنتي مش هاجي نحيتك يا بارد 

يوسف بإبتسامة : وانا هبوسك لما تقربي 

نظرت باتجاه زينة وأمنية بخجل ثم له بغيظ واضح، ضحك بخفة وهو ينظر باتجاه سيليا : بوسة لبابا يا سيليا 

رفعت أمنية عيناها وابتسمت للطفلة تلقائي، قبلت سيليا يوسف من فمه فاردفت سيلا بصدمة : أنتِ عملتي ايه يا بت؟ بتبوسيه منين؟ 

عادت القبلة ليوسف فاردفت وهي تجذب ذراعها بانفعال : سيليا عيب متعمليش كدة تاني 

ضحك يوسف وهو يبعد يدها : براحتها وبعدين ما الحب إلا للحبيب الأول وأنا أول حبيب ليها 

سيلا وهي تضربه : حبك برص 

يوسف بغيظ : يا بت متوضي بقولك 

بدأت تضربه بعشوائية وهو يضحك، ضحكت الصغيرة وهي تعيد ما تفعل حتى تزيد غضب سيلا، صرخت سيلا بانفعال : سيليا متعمليش كدة 

بدأت الطفلة تعاندها ولمعت الدموع في أعين سيلا وهي تشعر بالغيرة، اشاحت بوجهها تحاول منع بكائها، جذبها يوسف من عنقها له

يوسف بضحك : اة يا عبيطة هتعيطي 

زهرة بحدة : كفاية يا يوسف ينفع كدة تزعلها

ضحك بكل صوته وهو يحضنها بقوة، رفعت وجهها قائلة له بحزن : أنا متضايقة منك 

قبل فمها فعادت تضربه ثم ضمته بقوة، دخلت جاسمين قائلة بطفولية : بابا 

ابتعد يُقبل صغيرته من فمها كأنه ما صدق التمس شيء يجعل سيلا تغير، أكملت إحضار الفطار ثم اخرجته وهي تتوعد له، وقفت بجانب زينة التي تغسل الخضار فاردفت بهدوء : زينة أنا مراعيه إن دا بيتك بس لما يوسف يبقى موجود البسي حجاب 

زينة بحدة : وأنتِ مالك؟ 

سيلا بثبات : لا مالي، لما تبقي سامعة صوتنا وتقعدي ونص شعرك ورقبتك باينه وكمان لابسه بيجامه نص كم وقدام جوزي فلا، لو أنتِ مش محترمة جوزك دي مش مشكلتي بس قدام يوسف لا ومتقوليش ابن عمك 

اتجهت تخرج فاردفت زينة بخبث : أنتِ خايفة الماضي يرجع ولا ايه! ولا مش واثقة في حب يوسف 

سيلا ببرود : والله الأعمى يحس بالأمور 

خرجت سيلا وقد افرغت ما بداخلها، جلس يوسف على الطاولة ينظر باتجاه فهد بغيظ فابنته ذهبت له، تحدثت زهرة بمرح : سيليا بتحب بابا اكتر ولا فهد 

نظرت سيليا باتجاه يوسف الذي عبست ملامحه، ثم نظرت باتجاه فهد الذي همس لها : قولي بابا يا سيليا 

يوسف بانفعال : شوفت الواد بيعمل ايه! 

سيليا بإبتسامة : بابا 

شعر يوسف بالانتصار ثم ابتسم لفهد وعرف ما قاله، انحنت سيلا تهمس في أذنه : يعني أنا احبك اكتر من بابا وماما والدنيا ويعقوب وباقي ولادنا، وفي الآخر مستني بنتك كمان تحبك اكتر 

ابتسم يوسف بخفة ثم قال : هي سيلا دي دعوة مين ليا؟ ورضا مين عليا؟ 

ضحك الجميع واردف الجد : دا حظ يا حبيب جدك 

نفى برأسه قائلاً : لا والله دعوة من قلب راضي عني بكل حاجة 

جلست سيلا بجانبه وبدأوا تناول الطعام... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

مرت الأيام بسلام وعادوا إلى القاهرة 
جلست عشق تضع يدها على رأسها بتعب واضح، بدأ الصغير يتحرك بعشوائية ويشاغب حولها وه‍ي تغمض عيناها بقوة، أتت الخادمة لها 

الخادمة : مدام عشق جناح الباشا عايز يتنضف وحضرتك كنتِ مانعة حد يدخله غير بإذنك 

عشق وهي ترفع وجهها : هقوم الأول اطلع بعدين اقولكم 

عقدت الخادمة حاجبيها بقلق ثم قالت : أنتِ كويسة؟ 

عشق بتأكيد : ايوة كويسة 

كادت تقف لكنها عادت تجلس بتعب، مسكت الخادمة ذراعها قائلة بقلق : حضرتك مش كويسة، أنادي لآدم بيه طيب؟ 

نفت عشق برأسها ثم وقفت واتجهت لأعلى، فتحت الباب ثم دخلت وهي تشعر برائحته في كل زاوية، اتجهت تجلس على سريرهم ومررت يدها عليه 

وقفت تلتقط ملابسه تستنشق رائحتها واتجهت تفتح أحد الأدراج تبحث عن صورة كانت موضوعة هنا، وجدت ظرف فأخذته تفتحه وكانت الصدمة 

بدأت تفرغ محتواياته بغضب وتقرأ الرسايل ثم بدأت تمزقها، تحدث رعد بحدة : أنتِ بتعملي ايه؟ 

لم تجب واكملت إفراغ غضبها بقهر ثم بكت بقهر، اتجه يسحب منها صورة كادت تمزقها ثم قال : دي حاجات تخصني يا عشق 

عشق بصراخ وهي تسحبها : أنت واحد خاين، دول بيعملوا عندك ايه فهمني؟ 

لم يجب واكملت تمزيقها ثم صرخت : أنت عمرك ما حبيتها، جاي الوقتي تبين كدة يا رعد 

رعد بانفعال : مين قالك كدة؟ 

عشق وهي تدفعه بيديها : أنت يا رعد! لو نسيت افكرك ولو مش عايز تفتكر يبقى تسمع وتسكت 

حرك رأسه بالنفي ثم قال : أنتِ واحدة مجنونة واكيد مش أنا اللي هحبك بجنانك ده، أنتِ مش شبهي ولا اللي اتمنيتها ولا اللي عايزها، أنا عمري ما جذبني الجمال الخارجي أزاي اتجوزك عشان شكلك! 

فتحت فمها قليلاً تستعجب حديثه، اشاح بوجهه عنها فهو حين ينظر لها لا يعرف ما يصيبه، اقتربت منه تمرر إبهامها جانب فمه ثم قالت : أول سبب إن كل الناس كانت شايفة رعد الوسيم يتجوز عشق أزاي، إلا أنت كنت شايف عشق أحلى واحدة في الكون في كل حاجة

وقفت على اطراف أناملها تمرر أنفها على أنفه ثم همست بخفوت : دا مؤشر حلو 

أغمض عيناه بقوة ثم قال : عشق لو سمحتي 

قبلت طرف فمه وهي تهمس بكلمات لم يفهمها، ليست لعدم وضوح حديثها إنما لتوتره الذي ازداد بقربها، شعر انه سوف يفقد السيطرة أمام صاحبة الأعين البنية التي تدمره من نظرة

رعد وهو يبعدها عنه : عشق كفاية، أنتِ غريبة عني وقربك هيخليني أعمل حاجة انا شايفها حرام حتى لو هي حلال 

لمعت الدموع في عيناها ثم بدأت بدفعه بغضب : حرام قولتلي حرام، ومش حرام تحتفظ بذكريات واحدة ميته وأنت متجوز، ولا الحرام اللي يخص عشق بس رد عليا! 

بدأت تمزق كل ذكرى تخص جلنار وهو لم يحاول منعها، يعلم أنها شعرت بإهانة في كرامتها بسببه وتريد الثأر لذلك فلتفعل

تركت الجناح كله واتجهت لأسفل تبكي، بكت كما لم تفعل منذ سنوات كثيرة مرت ... 

وكالعادة ولأن عشق عنادية بدأت ترتدي الحجاب أمامه، ولم تعد تظهر إنش في وجوده وتعاملت معه كالغريب تمامًا عنها 

استعجب هو رد فعلها لكنه كالعادة لم يبدي رد معين، دخل الصالون وجدها تجلس وتسمع نفس المسلسل، تضم أرجلها باتجاه صدرها وترتدي بنطلون واسع وبلوزة كم وعلى رأسها حجابها 

تلك الإبتسامة البسيطة التي تجعله يذوب فيها أكثر، لمعت الدموع في عيناها وهي تستمع لنفس الأغنية التي غناها يوسف لسيلا 

تذكرت نظرة رعد لها في ذاك اليوم، شعرت للتو بأنها تفتقد رعد حقيقي من كل النواحي، رعد غير موجود نهائي منذ فترة 

وقف آدم أمامها قائلاً بقلق : أنتِ كويسة يا ماما 

هزت رأسها بتأكيد ونظرت باتجاه أولادها ثم مسكت يد آدم قائلة : تعبت صح؟ 

نفى برأسه قائلاً : أنا كويس، بس عايزك كويسة قدامي 

وقف رعد الصغير واتجه يمرر إبهامه أسفل عيناها ثم قال : يا حبيبتي يا ماما بقى عندك هالات ووشك أصفر 

آدم بقلق : وجسمك بارد، أنا هرن على خالو يوسف يجي يشوفك 

هنا رد رعد بحدة واضحة : ليه يا آدم ابوك اللي قاعد مات، ولا مش مالي عينك؟ 

نظر آدم للأرض ثم قال : العفو يا بابا ربنا يديك طولة العمر، أنا مقصدش 

وقف رعد واتجه يسحب يدها حتى تقف، شعرت بدوار قوي في رأسها ثم بكت بتعب قائلة : دايخة ابعد خليني اقعد 

حاوط خصرها يسندها قائلاً : لا تعالي نمشي نروح المستشفى 

عشق بعناد وهي تدفع يده : لا ابعد وبعدين أنت بتحط ايدك عليا ليه؟ 

نظر لها بحدة ثم للأولاد واردف : الأولاد قاعدين 

دفعته عنها قائلة بانفعال : وايه يعني الولاد قاعدين، مش كفاية سوء النفسية اللي سببته ليهم 

ابتسم رعد بخفة ثم قالت : أنتِ حتى وأنتِ تعبانة مش قادرة تبطلي عناد وزعيق 

عشق بانفعال وغضب : اة مش هبطل لحد ما اموت، وابعد بقى عشان عفاريتي متطلعش عليك 

نظر الأطفال باتجاه آدم الذي ابتسم يطمئنهم، نظر رعد باتجاههم وشعر ببداية خوفهم مما يحدث، يبدو انهم لم يعتادوا منه على هذا 

رعد بهدوء : خلاص بقى مش وقته، كفاية الولاد بدأوا يخافوا 

عشق بضيق : ملكش دعوة بالولاد خالص 

رعد بإبتسامة بسيطة : دول ولادي على فكرة 

حركت يدها قائلة بصراخ : لا دول ولادي لوحدي مش ولادك فاهم؟ 

ضحك بخفة ثم قال : ولادك لوحدك أزاي وبعدين بتصرخي ليه؟ 

لمعت الدموع في عيناها وضغطت على رأسها بيدها، ثم قالت : أنا اعمل اللي عايزاه وبراحتي، آدم قوله يسيبني في حالي او يسيبني خالص 

ابتسم بخفة ثم رن على بسام الذي اجاب : بسام جهز العربية بسواق، رايحين المستشفى 

جلست عشق بتعب واضح ثم سندت رأسها على يديها، جلس على ركبته أمامها قائلاً بقلق واضح : عشق 

رفعت يدها ونظرت له ثم اقتربت تسند رأسها على كتفه، دقيقة وشعر بثقل جسدها ووقعت يدها، نظر باتجاه الأولاد قائلاً : هاخد ماما تكشف وهنيجي، متخافوش 

نظر فهد للأرض وشرع رعد الصغير بالبكاء، حمل رعد عشق وخرج بها وهنا جلس آدم قائلاً بحزن : ماما كويسة، شوية وهترجع، ماما ... 

لم يكمل حديثه وفرت دموعه فوضع وجهه بين يديه.. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

في قصر المهدي 
جلس بيبرس في الحديقة وحده يتابع أحمد ابن خالته وهو يلعب مع يحيى ابن عمه، أتت عشق أخته وصعدت أعلى المقعد الذي يجلس عليه ثم ضمته، ربط بيبرس على ظهرها وهو يُقبل وجنتها 

عشق بإبتسامة : أنا بحبك قد الدنيا دي كلها يا ... 

صمتت وهي تعجز عن نطق اسمه فاردف بإبتسامة : بيبرث

قَبلت وجنته مرة آخرى وهي تقول : أنت حبيبي، يلا نلعب ثوا ضلب " ضرب " 

ونظرت باتجاه يحيى وأحمد كأنها تريد تعويضه عن وحدته، قرص وجنتها بخفة قائلاً : مش هينفع عشان هتتعوري يا لمضة بسببي 

عشق وهي تحرك كتفها : عادي مش هعيط خالث 

أتت نور ووقفت أمامه ترفع ذراعيها له فحملها ووضعها بجانب عشق، نظرت عشق باتجاه نور بغيرة واضحة ثم قالت : نزلها اقف لوحدي قدامك 

بيبرس بإبتسامة : أختك 

وضعت نور يدها على وجهه قائلة : بيبرس تيجي نلعب سوا ذي أحمد ويحيى، ومش هنقول ل بابا عشان ميزعقش ليك خالص، قولت ايه؟ 

وقف بيبرس أمام كلاهما ثم ضم الاثنان قائلاً : أنا بحبكم اوي 

أتى ياسين مع جمان وجلس كلاهما مع الأطفال، جلس بيبرس بأدب أمام والده ونظر أمامه، كذلك نور بجانبه بينما وقفت عشق خلفه تحاوط عنقه وتطبع قُبلات طفولية على رقبته 

جمان بحدة طفيفة : عشق انزلي اقعد جنب اخواتك 

هزت رأسها بالنفي وهي تزيد من ضم بيبرس الذي قال : هتخنقيني يا عشق كفاية 

ياسين بحدة : يعني هي غلطانة أنها بتهزر معاك، خلي قلبك نضيف وخليك حنين على اخواتك وبطل غبائك ده

بيبرس بهدوء : حاضر

اتسعت أعين عشق وهي تنظر باتجاه والدها ثم عبست ملامحها، وقف بيبرس واستأذن ثم ذهب من أمامه، رن على هاتف ليلة التي لم تجيب، بالتأكيد تتحدث مع يعقوب.. 

ونعود لوقت سابق حيث كانت جمان مع ياسين في المستشفى وتمر الأيام عليهم، وذات يوم كانت تقف تتحدث مع الطبيب فاتجه لها قائلاً : في ايه؟ 

أشارت له ثم اكملت : تمام يا دكتور متشكرة اوي لذوق حضرتك، وبإذن الله هاخد بالي 

ذهب الطبيب وسحب ياسين يدها ثم دفعها باتجاه الغرفة قائلاً بانفعال : أنتِ تروحي تكلميه بتاع ايه! فرحانة بلمة الرجالة حواليكي 

جمان بحدة وهي تدفع يده : أنت عبيط! دا دكتور بنتي يا ياسين 

ياسين بعصبية : هو دا مبرر! مش شايفة كل اما تقفي مع واحد بيبص ليكي أزاي، فرحانة بيهم حواليكي اوي 

هزت رأسها بتأكيد واردفت بحدة : ايوة لما جوزي يبص على الرايحة واللي جايه وكل هدفه ميبصش لمراته لدرجة مش مميز عينها يبقى الطبيعي افرح بأي حد عنده رغبه فيا 

رد بانفعال واضح : يا سلام! طب والله لو لمحت طيفك بس جنب راجل ما هيحصل طيب 

جمان بغيظ وتحدي : هتعمل فضيحة ولا هتضربني، صحيح ما أنت متعود على الاتنين 

وهنا جذبها ياسين وتحكمت به مشاعره وانهل من شهدها، اتجه يغلق باب الغرفة واقترب منها يأخذ حق له .. 

بعد عدة أيام 
كانت تجمع اغراضها وما زالت تتجاهله وترفض الحديث معه نهائي، ترفض فكرة استسلامها له بهذا الشكل وهذه الطريقة، عادت لمنزل اهلها وهو إلى منزله يفكر فيما حدث، رن على رعد يومها واجاب 

تحدث رعد بهدوء : فينك يا ابني! نور عاملة ايه؟ 

رد ياسين بضيق : سيبك من نور الوقتي وخليك في ابوها، يا رعد أنا كنت خلاص هتفق على كل حاجة مع جمان ونتطلق وهتقدم لجودي وكله تمام 

همهم رعد ثم قال : وبعدين؟ 

توترت ملامح ياسين وهو يقول : أنا حاسس اني غيران عليها يا رعد، انا شوفت فيها حاجات بقالي كذا سنة متجوزها وعايش معاها بس مشوفتهاش 

تحدث رعد بإبتسامة بسيطة : وناوي على ايه؟ 

حرك ياسين رأسه بالنفي كأن رعد أمامه ثم قال : متقوليش ناوي على ايه! قولي دا ايه يا رعد، دي مشاعر كنت بحس بيها نحية جايدا وبس 

رعد بهدوء : أنت قولتها يا ياسين، روح انهي كل لبخ في حياتك واتأسف لمراتك ورجعها بيتك وبعد ما ترجعها اعترف بحبك ليها وعيش مبسوط ذي الكل، كل واحد في الدنيا يستاهل السعادة 

ابتسم ياسين مؤكدًا : حاضر 

وبالفعل اتجه إلى الشركة وجد جودي تجلس مكانها، جلس على الكرسي الآخر ثم قال : احنا محتاجين نتكلم الوقتي حالاً 

اطلقت تنهيدة بسيطة وهي تعدل نقابها : اتفضل 

فكر ياسين قليلاً ثم تحدث : أنا كنت ماشي ادور وسط الناس على حاجة معينه، مكنتش لاقي الحاجة دي في مراتي او الأصح مدورتش عندها، كنت عايز كل حاجة صعبة واعافر ليها ومكنتش عايزها سهلة 

رفعت عيناها قائلة : افهم من كلامك ايه؟ 

حرك رأسه بنفي طفيف : أنا مش هطلق جمان عشان انا اكتشفت اني بحس نحيتها بكل حاجة بس برضو بقول حب، بحس اني غيران عليها وعايزها تفضل على اسمي انا، عايزها ليا وعايزها تتقبل فكرة إني ببص بره بمنتهى الأنانية 

ظهر شبح إبتسامة على فمها أسفل النقاب وهي تقول : وضح 

ياسين بهدوء : انا بحبها يا جودي 

هزت رأسها بتأكيد ثم قالت : فهمت وربنا يسعدك

وقف ياسين ثم قال : انا متشكر لتفهمك 

رفعت عيناها له وهنا راوده شك غريب، كيف إنها نسخة من أعين جمان، دخل مكتبه وبدأ يفكر رغم انها تمكنت من تغيير نبرتها قليلاً لكنها تشبه الأصلية وعيناها و .. تذكر جملة جمان " وكل هدفه ميبصش لمراته لدرجة مش مميز عينها " 

هنا وقف ياسين في حركة متهورة يتمنى عدم الندم عليها، وجدتها تمسك الهاتف بيد خلعت عنها الجوانتي وترتدي خاتمه، اتجه وجذب يدها ثم خلع النقاب وهنا شهقت بقوة وهو حرك رأسه بغيظ 

ياسين بحدة : هي بقت كدة! 

دفعته ثم اخذت حقيبتها وذهبت، ظل ثلاثة أشهر يتردد على منزلها وجايدا تزيد من إشعال ما بينها وبين ياسين حتى أتى يوم وفعل مفاجأة كبير لجمان وجايدا كانت هناك 

جمان بتوتر وهي تنظر حيث توأمها : هاا اعمل ايه؟ 

جايدا بضحك : كفاية عليه كدة، سامحيه وعيشي حياتك وصدقيني عمره ما هينسى الأيام دي 

جمان وهي تقرص وجنة جايدا : شريرة بس قمر 

وهنا سامحته جمان وأكملت حياتها معه بود ومحبة، وعاشوا في سعادة كجميع أبطالنا .. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كدة الفصل الثاني خلص

بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-