عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الرابع عشر بقلم سماء أحمد
نزل يعقوب من منزل محمد وليس في نيته مقدار ذرة غدر واحدة، فهو أراد أن يتحدث مع أحدهم ولا يلومه ولم يكن هناك أقرب من رعد له، رعد صديقه ورفيق دربه الذي بقى معه أربع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، وحين عاد إلى هنا لم يكن يفارقه
نزل رعد من سيارته فاردف يعقوب : كويس أنك جيت، كنت عايز ...
لم يعطيه رعد المجال ولكمه بعصبية، ارتد يعقوب للخلف قائلاً باستغراب وصدمة : في ايه يا رعد؟
رعد بعصبية : يا خاين يا زبالة يا ناكر للجميل، أنت ملكش خير في هدومك عشان يبقى ليك خير فيا
وانقض عليه يضربه دون رحمة لكن يعقوب لم يفعلها، تحدث وهو يمسح الدماء من انفه : كفاية يا رعد وكلمني
جذب رعد الصغير ملابسه قائلاً : كفاية! دا أنا هشرب من دمك
وكاد يلكمه مرة أخرى لكن يعقوب مسك يده قائلاً : أنت مفكرني مقدرش ارد عليك، لا يا رعد أنا اقدر بس أنت قبل ما تكون صاحبي تبقى أخويا، مش أنت اللي أمد ايدي عليه
صرخ رعد به بجنون : لا مد لو كنت راجل وأنا اعرفك، يلا يا يعقوب
بالتأكيد يعقوب لن يفعلها، دفع رعد بيديه قائلاً : أنا مش ذيك
فتح هاتفه ثم وجهه له فاردف يعقوب بلهفة : أنت فاهم غلط يا رعد، انا عمري ما ...
صرخ رعد به : مش عايز اسمع منك حاجة يا خاين
جذب يعقوب كتفه قائلاً : يا رعد أنت تصدق دا فيا، طب على الأقل لو حقيقة هتسيب حاجة تفرقنا
دفعه رعد بكلتا يديه ثم اتجه يركب سيارته وذهب، صعد يعقوب لأعلى احضر مفاتيحه وهاتفه واردفت زينة بلهفة : أنت رايح فين؟
نظر باتجاه زينة التي شهقت قائلة : مين عمل فيك كده؟ أنت جايب المشاكل لحد هنا ويا ترى بقى مسكت في مين
نظر لها بحدة ثم اتجه لأسفل يقود سيارته وعاد لمنزله، دخل وجلس بتعب ينظر لأعلى ولم يفكر في اي شيء سوا حزن رعد منه، خرجت سيلا من غرفتها ثم فتحت النور
شهقت قائلة : يعقوب! مالك يا حبيبي؟
واتجهت سريعًا تحاوط وجهه وعادت تبكي، أحضرت الاسعافات الأولية وبدأت تمسح دمائه وتضمد جروحه ثم ضمته بقوة لها قائلة : حصل ايه يا ابني؟ تتكسر ايده اللي عمل فيك كده، عرفني مين بس
حاوط خصرها يضمها بقوة هامسًا : أنا اسف يا ماما، جايز لو سمعت كلامك مكنش حصل ده..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في قصر الشافعي
جلس فهد في الصالون يضع يده على جبينه يستغفر ربه، لم يتوقف عن الاستغفار منذ عودته وبجانبه أسد يتمدد ويسبح ربه أما ريان فكان ينام ورأسه على فخذ فهد، نزلت عشق من جناحها تاركة رعد يصلي قيام الليل
جلست بجانب أسد قائلة : ابوكم دا زهقني اوي والله، أنا مسلماه ليكم مزاجه رايق ترجعوه كده
رفع فهد عيناه قائلاً : زعلان مني، أحسن من يجعله فخور بيه بعدين يخليه حاسس أنه فشل في التربية
ردت عشق بغيظ : اة منك أنت ورعد وشغف، عملت ايه؟
رد فهد بضيق : يا ماما أيًا كان اللي عملته بابا حرق دمي خلاص، وفوق كل ده زعلان مني
عشق بخبث : تستاهل، رعد مجاش ليه؟
فهد بلامبالة : هتلاقيه راح عند يعقوب...
على الجانب الآخر
تجلس عشق في غرفتها على سريرها تنتظر عودته، رنت عليه أول مرة لم يجيب فأعادت الثانية ثم الثالثة، أما هو يجلس في سيارته وقد لمعت عيناه بغل وهو يجب
تحدث بحدة : عايزة ايه؟
ردت عشق باستغراب : أنت فين يا رعد؟ حرام عليك والله كل ده عشان ترد، رعد
أجاب بزفير : نعم!
عشق بقلق : مالك يا حبيبي؟ حد زعلك ولا ايه؟
فكر قليلاً ثم قال : أنا قدام القصر تعرفي تيجي، عايز اشوفك
ردت عشق بحماس : فوريرة جايه بس تعالى عند الباب الخلفي
وبالفعل اتجه عند الباب الخلفي دقائق وأتت له تفتح السيارة ثم ركبت بجانبه، ضمته وكيعقوب لم تتوقع منه ذرة غدر، اغلق زجاج السيارة هامسًا : عشق أنتِ عارفة اني بحبك صح؟
عشق بإبتسامة : وأنا بموت فيك
أعاد الكرسي للخلف وانحنى عليها يُقبلها فبدأت تبادله ثم قالت بضحك : مش على أساس عيب وحرام وكده
وضع إصبعه على شفاها هامسًا : هششش متتكلميش
وكأي شاب يرى أن استسلام الفتاة له رخص، ورغم أن رعد لم يفعل معها علاقة إلا أنه اقترب بشكل مُهلك وصور كل هذا فيديو، لم تكن تعطيه ذرة غدر وكان كل الغدر منه، تمدد على كرسيه ينظر لأعلى ورغم انه كان ينوي على أكثر إلا أنه خشى أن يكمل عصيان ربه..
هو من بدأ في هذا الطريق، فالغالي ينتظر فتاة غالية يكمل معها حياته في رضا ربه، تحدث بهدوء : انزلي يا عشق ونتقابل بكره
اطلقت تنهيدة بسيطة ثم اقتربت تُقبل وجنته قائلة : ماشي، بحبك
كادت تنزل لكنه مسك يدها ونظر باتجاه ملابسها القصيرة قائلاً : أنتِ بتمشي في القصر كده
عشق بنفي : لا بس كلهم نايمين وأنا جايه من ورا ف متقلقش محدش شافني
هز رأسه ثم تركها تنزل والتقط الهاتف يحفظ الفيديو، شاهده مرة وكم استحقر ذاته لكن لابد من هذا تجاهها، عاد للقصر وجد أخواته يجلسوا فجلس هو الآخر
تساءلت عشق باستغراب : كنت فين؟
رعد بهدوء : كنت بتمشى، تصبحوا على خير...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في منتصف الليل
نزل يعقوب بعدما تأكد أن سيلا نامت وارتاحت، وكالعادة تجلس جوان عند مدخل البرج تأكل الاندومي فاتجه يجلس بجانبها، شهقت برعب سرعان ما هدأت وهي تتأمله بإبتسامة بسيطة
تحدثت بلهفة : يعقوب ايه اللي عمل فيك كده؟ والنهاردة أنت كنت متضايق اوي
أنزل وجهه قائلاً : أنا النهاردة أسوأ يوم في حياتي بجد يا جوان
رفعت ذقنه قائلة : مالك؟ حصل ايه كلمني؟
اخبرها ما حدث بينه وبين سيلا كذلك رعد ورد فعل زينة كذلك رد فعل سيلا ثم قال بحزن : بالعافيه خليتها تنام ولما قولتلها متزعلش قالت مش زعلانة، أنا حسيت إن اللي حصل بيني وبين رعد ذنب أمي يا جوان، زعلان اوي من نفسي
ابتسمت بخفة قائلة : متزعلش نفسك طنط سيلا طيبة اوي، وأنت ورعد قريبين ومش مشكلة اللي تفصل بينكم
رد يعقوب بحزن : يا جوان أنا فعلاً ارتبطت بعشق بس والله ما حصل بينا اي تجاوز، أنا مكنتش بمسك ايدها حتى بس كنا بنتكلم كتير، أنا لا قدرت احبها ولا هي عرفت تحبني ومن البداية قالت إنها معجبة برعد
جوان بتأكيد : مصدقاك والله وهقولك على حاجة أنت جيت حامي من عند طنط زينة ف انفجرت ف طنط سيلا تمام؟ بعدين هديت وندمت واحنا كلنا كده وبعدين طالما معملتش حاجة غلط خلاص
ورغم انها تصغره بسبع سنوات، ورغم أن علاقته بها لا تتخطى أمر المرح، إلا أنها تمكنت من تهدئته وتطيب جروحه، وضعت يدها على وجنته تلمس جرح على طرف شفاه قائلة : بيوجعك اوي
يعقوب بمرح : رعد دغدغني بس مهنش عليا اضربه بطرف صوابعي
ضحكت بخفة ونظر هو لعيناها ثم ابتلع ريقه، همست له : ادعي عليه يعني، يهون عليك
همس باسمها واقتربت هي منه تُقبل الجرح البسيط، همس مرة آخرى : جوان ابعدي
همهمت وهي تعيد تقبيل طرف فمه، وكادت تبتعد لكنه لم يعطي لها المجال، دقائق وكلاهما لا يشعر بأي شيء حتى تحدثت جاسمين بحدة : يعقوب
انتفض مبتعدًا عن ووعت جوان لنفسها، نظرت باتجاه جاسمين سرعان ما وقفت وصعدت سريعًا على السلم تجري، وقف يعقوب ومرر يده في شعره قائلاً : نعم
تركته وضغط على زر الأسانسير ثم صعدت وتولد داخلها غضب كبير تجاه أخاها قبل جوان، فور وقوفها أمام الشقة جذبت ذراعه تصرخ به : أنت مبتخافش ربنا، مش بتخاف عليا انا!
رد يعقوب بهدوء : أنا معرفش ده حصل أزاي
ردت جاسمين بانفعال : متعرفش الحرام بيتعمل أزاي ولا بتعرف جرح الناس أزاي، أنت أحسن تحذف اليوم من من حياتك يا يعقوب لأنك مكنتش اخويا اللي بيخاف عليا من افعاله مع الغير، وبيخاف على الست اللي ربته
فتح يعقوب الباب قائلاً : تصبحي على خير يا جاسمين
انفجرت باكية فعاد لها متسائلاً : بتعيطي ليه؟
جاسمين بانفعال : أنت بعد ما كسرت صورتك قدامي تقولي بتعيطي ليه!
مسح دموعها ثم أخذها في حضنه قليلاً حتى هدأت، واتجه إلى غرفته ينام لعل الغد أفضل ويمكنه تصليح افعاله فيه..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
عقب صلاة الفجر
أنهى رعد صلاة الجماعة وخرج العاملين بالقصر عقب إنتهاء الصلاة من المسجد، وقف رعد وبدأ يُصلي وحده وأولاده خلفه هناك من يُصلي وهناك من يُسبح والآخر يستغفر
التفت رعد لهم قائلاً : قربوا
اقترب أولاده الخمسة منه، فهد يرفض النظر له كذلك رعد الذي يشعر أن والده مراياته، بدأ رعد يتلو القرآن بصوته العذب : بسم الله الرحمن الرحيم " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا "
صمت قليلاً ثم بدأ : اللي بيتقي ربنا في امره، وبيبعد عن معصيته، وبيمشي بما يرضي الله مهما الدنيا تضيق بيه بتفرج وبتتعدل، طالما بعدت عن حدود الله يا ويلك من ربك الذي لا يغفل، بسم الله الرحمن الرحيم " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ "
لمعت أعين رعد بحزن ورفع فهد عيناه فأكمل رعد : طالما قلبك جامد وعصيت ربك يا ويلك منه، أنا مش همشي وراكم على طول ولا هقعد اجس اخطائكم بس ربنا مبيغفلش عنكم، هو شايف وشاهد واعرفوا مهما يكبر عقاب رعد الشافعي، ميجيش في عقاب ربنا حاجة
بث الرعب داخل أولاده ثم أشار لهم قائلاً : اتفضلوا ناموا شوية قبل الشغل
وقف آدم خلفه أسد ثم ريان ورعد، بقى فهد الذي بدأ يُصلي كوالده وبعد ساعة كاملة وبجانبه فهد وما إن انتهى تحدث فهد : أنا أسف يا بابا، عارف إني غلطان بس بالله عليك بلاش تتجاهلني، انا اعترفت بغلطي ومش هعيدها كمان حاسس الإجازة دي مكنتش خير عليا، انا هقطعها النهاردة وهرجع
رد رعد بهدوء : بتفرحوا اوي بحرقة قلب امكم عليكم صح؟
هز فهد رأسه بالنفي قائلاً : لا والله بس أنا مش كده ولا من طبعي ابص لواحدة وافكر فيها، مش دي هدفي ولا ..
قاطعه رعد قائلاً : ليه؟
صمت فهد فأكمل رعد : يا فهد أنا باجي هنا اصلي بكل العمال جماعة، الأكل اللي بناكل منه كل اللي في القصر بولادهم بياكلوا منه، أنا عمري ما قولتلك أنت أعلى من فلان عشان تقول مش هدفك
فهد بنفي : لا يا بابا أنت فهمتني غلط، أنا مش حابب اضعف ومش عايز اعيش تجربة أسد
ربط رعد على كتفه قائلاً : تسلمني الأمور؟
أكد فهد برأسه ثم قال : المهم متزعلش مني
ربط رعد على وجنتيه وابتسم، قَبل فهد يده قائلاً : ربنا يديمك نعمة في حياتنا ويجعلنا الولاد الصالحين ليك يا بابا
رعد بإبتسامة بسيطة : ربنا يهديكم يا ولادي
وقف فهد وخرج مع والده وداخله رضا تام بعدما ارضى والده عنه، وقفت عشق واتجهت لحضن زوجها فاردف فهد بإبتسامة : خدته مزاجه رايق ورجعته مزاجه رايق اهو عشان متزعليش
ضحكت عشق واردف رعد : يلا عايز ارتاح شوية قبل معاد الشغل
قَبلت وجنة فهد ثم صعدت مع زوجها ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
وفي اليوم التالي
الوضع بالنسبة ليعقوب لم ينتهي بعد فكان يجلس على الطعام وملامحه شاحبه، البارحة يسجل في التاريخ بالنسبة له كأكثر يوم كارثي حدث، كلما يكاد يوسف يتحدث تضغط سيلا على يده حتى لا يضايق يعقوب
نفذ صبر يوسف ثم قال : خلاص يا سيلا في ايه؟ أنت يا ابني مين عمل فيك كده؟
رفع يعقوب عيناه قائلاً : يا بابا لو قولت مين هتكبروا الموضوع وأنا مش عايزه يكبر، اللي عمل عمل بقى وأنا كويس عادي
ضيق يوسف عيناه ثم قال : طب عمل كده ليه؟
رد يعقوب بهدوء : لحظة غضب عادي يعني وياما بيحصل بين الأخوات
وقف يوسف ثم طرق على الطاولة قائلاً بغضب : يبقى رعد الشافعي الصغير طالما الكلام كده بقى، ماشي
غادر المكان وخلفه يعقوب ينادي عليه لكنه تجاهل، تحدثت جاسمين بغيظ هامسة : أومال لو عرف باقي اللي عملته، استغفر الله العظيم
قاد يوسف سيارته متجه إلى قصر الشافعي، وحين وصل اتجه للداخل وجد الجميع يتجمع على طاولة الطعام يفطر، وقفت عشق ترحب به وأخذها في حضنه يُقبل جبينها
نظر باتجاه رعد الصغير قائلاً : ما تقوم يا رعد نتكلم سوا شوية
عشق بتوتر : في ايه يا يوسف؟
رد يوسف بإبتسامة : مفيش حاجة يا حبيبتي، هتكلم معاه في موضوع وهيرجع
وقف رعد الكبير ثم وضع المنديل قائلاً : تعالى يا يوسف نشرب قهوة في المكتب، وأنت يا دكتور ورانا
نظر رعد الصغير باتجاه أخواته واردف يوسف : يا رعد أنا هتكلم مع رعد في كلمتين بس
أشار رعد الكبير دون حديث ووقف رعد الصغير اتجه خلفهم، جلس يوسف كذلك رعد الصغير واردف الكبير : في ايه؟
رعد الصغير بهدوء : ضربت يعقوب امبارح بليل يا بابا
وقف رعد الكبير وطرق على المكتب بيديه قائلاً : ليه كنت مين؟ مين سمح ليك تعمل كده؟
وقف رعد الصغير فاردف يوسف : يا رعد استنى الموضوع بينهم بس ...
رعد بحدة : يوسف لو سمحت! ايه اللي بينهم يخلي اخ يمد ايده على اخوه؟
رد رعد الصغير بحدة : هو مش اخويا
وهنا وقف يوسف قائلاً : خلاص، أنت جبت الخلاصة وليك مني لو يعقوب قرب منك تاني تقتله ومحدش هيقولك عملت ايه
خرج يوسف من المكتب واتجهت عشق خلفه تنادي عليه : يوسف، يا يوسف
لم يجب عليها وركب سيارته يغادر القصر، عادت عشق باتجاه كلتا الرعدين ثم قال بدموع : أنتم زعلتوا اخويا ليه؟ يوسف مردش عليا
صرخت بهم : أنتم قولتوا ليوسف ايه؟
نظر رعد الصغير للأرض واردف رعد بهدوء : عشق أنا هتكلم معاه بس أهدي
عشق بانفعال : أهدى أزاي يعني دا اخويا! انا مش هقعد لحظة طول ما اخويا طالع من هنا زعلان، أنتم عايزيني اخسره صح؟ عشان انا مليش غيره يعني
وقف أولادها خلفها والجميع يعلم مدى حساسية عشق اتجاه يوسف، صعدت لأعلى تخرج إدناء وخلفها رعد زوجها الذي جذب ذراعها قائلة : أنتِ راحة فين؟
دفعت يده قائلة : راحه لاخويا يوسف
رعد بهدوء : هوصلك طيب ..
نزلت عشق أمام أولادها ولم تتحدث من أيًا منهما، خرجت من القصر واوصلها رعد حيث تريد في حين يقود رعد الصغير سيارته بغضب واتجه للمستشفى
كانت عشق تقف مع آيسل ويتحدثا بمرح ثم قصت لها عشق ما حدث بينها وبين رعد، تحدثت آيسل بتوتر : ليه كده يا عشق! تمام رعد محترم ومن عيلة وكل ده بس في الأول والآخر هو شاب
قاطعتها عشق قائلة : رعد يختلف وبعدين أنا مستحيل اندم حتى لو حصل بينا حاجة
وقبل أن تتحدث آيسل مر رعد من أمامهما وتجاهل كلتا الفتاتين، اغلق الباب بقوة سرعان ما استمع الجميع لصوت كسر، اتجهت عشق فتحت الباب ودخلت تغلقه
تحدثت بقلق : مالك يا رعد في ايه؟
صرخ بها بغضب : كله بسببك، طلعتي واحدة رخيصة للكل
شهقت عشق بصدمة وخشت أن يسمعه أحد، أتى فهد ووقف بجانب آيسل ثم قال : أنتم واقفين تتفرجوا، كل واحد على شغله
ذهب الجميع إلا آيسل التي نظرت له بقلق كذلك هو وعاد ينظر للباب، اتجه رعد يجذب ذراعها قائلاً : أنا كان عقلي فين لما دخلت واحدة ذيك حياتي! كان ديني فين واخلاقي ومبادئي
وضعت آيسل يدها على فمها ودفعته عشق قائلة بعصبية : أسأل نفسك وبعدين ايه اللي رخصني؟ أنت عارف ومتأكد إن أنت أول واحد في ...
فتح هاتفه قائلاً : والصور دي؟ يعقوب بيعمل ايه معاكي
نظرت للصور ثم توترت ملامحها واردفت : أنا ويعقوب كنا ..
نهرها رعد بغضب قائلاً : كنتم ايه يا خاينة يا زبالة، أنتِ سمحتي ليا اقرب واكيد كان يعقوب ذيي
شهقت عشق بصدمة ونفت برأسها ثم هدرت به : ولما أنت شايف كده مطلع عفاريتك ليه؟
ضرب رعد الحائط خلفها ثم صرخ : عشان بسببك خسرت اعز صاحب وزعلت ابويا وخالي وامي مني، أنتِ ذنب كبير في حياتي وبقيت مكسوف ابص في المرايا، بصلي وأنا مش قادر اواجه ربنا باللي عملته
ردت عشق بتحدي : وكان فين إيمانك ده وأنت معايا امبارح بليل في العربية، كان فين وأنت بتقرب مني ومش مرة دا كذا مرة
قبض رعد على عنقها ثم دفعها للحائط صارخًا : ما قولتلك أنتِ ذنب وأنا هخلصه
من شهقة عشق انقبض قلب آيسل التي اتجهت تفتح الباب، وهنا دفعه فهد قائلاً : أنت اتجننت يا رعد!
ضمت آيسل عشق صارخه به : أنت تعبان في دماغك، عايز تخلص ذنب موت نفسك مش تيجي على صاحبتي وبكفاية لحد هنا
وجه رعد حديثه لعشق قائلاً : مشوفش وشك في مكان أنا فيه فاهمة؟ تبعدي عن بيتي وعيلتي وكل اللي يخصني
رفعت عيناها قائلة بغل : وأغلى حاجة عندي ما هعديها ليك يا ابن الشافعي، ويانا يا أنت
رد رعد بتوعد : لو ابوكي راجل وريني
مسكت فازة زجاجية والقتها به بغضب لكن فداه فهد بذراعه، صرخت آيسل بصدمة : فهد
نظر فهد ليده وبدأت الدماء تدفق منها فاردف : الله يحرقك ويحرقه يا شيخة
انهمرت دموع آيسل وهي تتجه تمسك فاردف صارخًا : أنتِ بتعملي ايه أنتِ كمان!
ردت آيسل ببكاء : أنا عملت ايه؟
هدر فهد بها بغضب : بتمسكي دراعي ليه؟ هي ناقصة ذنوب أنتِ كمان
ونفض ذراعه فأكملت بصراخ : يعني أنا غلطانة إني قلقانة عليك!
ابتعد خطوة للخلف قائلة : يعني عشان تقلقي لازم تلمسي، مينفعش القلق من بعيد لبعيد
انفجرت باكية وهي تجد الأرض امتلئت بالدماء في حين قالت عشق بتوتر : أنا اسفة يا فهد مقصدش تيجي فيك
تحدث رعد بخوف : آيسل الإسعافات بسرعة بالله عليكي وكام محلول
اتجهت بسرعة تحضر ما يريد هي وعشق، وجلس فهد بندم لأنه أتى يرى أخاه، خلع فهد جاكته ثم القاه بعشوائية وفتحت آيسل المحلول تفرغه على يده ثم قالت : بتوجعك صعب؟
هز رأسه بالنفي فأكملت : في ازاز داخل في دراعك
رفع عيناه قائلاً بضيق : يا آيسل
أول مرة ينطق اسمها وكلاهما انصدم فأكمل : استغفر الله العظيم
عشق تجلس وتحاول استيعاب من فعلت هذا بها، بينما تحدث رعد بعملية : آيسل امسكي دراعه خليني اطلع الازاز واخيط
بَعد فهد ذراعه قائلاً : لا متمسكش انا هفضل رافعه اهو
واعاده مكانه وارتدى رعد الجوانتي ثم مسك الملقاط وبدأ يسحب الزجاج، قبض فهد على طرف خمارها فنظرت باتجاهه وعادت تنهمر دموعها، ارخى يده وانزلها على فخذه فبدأت تتساقط دموعها على كفه، انشغل بدموعها ثم رفع وجهه لها
همس بخفوت : انا كويس
ظلت تنظر له وانتهى رعد ثم ضمد يده أخاه، رفع عيناه وجد والده أمامه فاردف بتوتر : بابا
تراجعت آيسل للخلف ولم تجرؤ على النظر باتجاه رعد ولا تعرف لما، وقف فهد هو الآخر فاردف رعد : ايدك مالها يا فهد؟
وقفت عشق وبدأت تلملم خلف رعد وفهد بينما نظر آيسل للأرض بتوتر، تحدث فهد : حادثة بسيطة، اتفضل يا بابا
خرجت عشق مع آيسل واغلقوا الباب خلفهم، خرج فهد هو الآخر وجد آيسل عائدة مع قطن مبلل ثم قالت : امسح ايدك
بدأ يمسح ثم شكرها فاردفت بإبتسامة خافته : بتعرف تقول شكرًا عادي، إنما أسف صعبة صح؟
فهد بهدوء : شوية، هو رعد كان في حاجة بينه وبين عشق؟
آيسل بهدوء : ارتباط عادي يعني، هو مقالش ليك
فهد بلامبالة : كنت فتنت عليه عادي يعني
توترت آيسل وهي تقول : أنت الوقتي هتقول لباباك؟
هز رأسه بالنفي ثم قال : الحوارات كتيرة الوقتي ومش وظيفتي، يلا روحي شغلك
أجابت آيسل بانزعاج : يا ساتر منك، أنا مش عايزة امشي
منع إبتسامته بصعوبة وكالعادة يحرمها من نظرته فهو يتحدث معها وعيناه بالأرض، عادت عشق للمنزل دون إخبار آيسل وما زالت تفكر فيما حدث، رنت على يعقوب أكثر من مرة وفي النهاية أجاب
يعقوب بغضب : عايزة ايه؟ انا عايز افهم هدفك من دا ايه؟ مش كفاية اخوكي دمرني مرة جايه تبعدي عني صاحبي
ردت عشق بصدمة : يعني مش أنت اللي بعت الصور
رد يعقوب بحدة : أنتِ عبيطة يا عشق، انا الصور دي اصلا مش معايا وبعدين انا هخسر صاحبي أزاي وأنا عارف انه بيحبك
عشق بعدم استيعاب : مين ليه مصلحة؟ محدش يعرف باللي كان بينا غير أنا وأنت وآيسل وجاسمين بس
يعقوب بنفي : لا جاسمين أصلا متعرفش ارتباطك برعد، وآيسل متعملش كده
صرخت عشق بغضب : أومال مين؟ مين يخلي رعد يصدقه كده ويبين إن علاقتنا جديدة يا يعقوب
يعقوب بحزن : مش عارف ...
أغلقت معه وفي نفس الوقت كانت نور تقف، اتجهت تجلس على طرف سرير أختها ووضعت عشق وجهها بين يديها تبكي بانهيار، شعرت نور بالقلق عليها ثم اقتربت تضمها
نور بقلق : مالك يا عشق بتعيطي ليه؟
عشق ببكاء : مش عارفة مين معايا ومين ضدي يا نور، أنا ارتبطت فترة بيعقوب بس الكلام دا من زمان وبعدنا ومحدش كان عارف والوقتي لما بقيت مرتبطة برعد وبحبه اكتر من نفسي تيجي واحدة ولا واحد منه لله يكشف اللي بيني وبين يعقوب ويبين لرعد اني بخونه
ورغم زهول نور بتاريخ عشق السيء إلا إنها قالت : مين يعرف بارتباطكم؟
مسحت عشق دموعها قائلة : آيسل وجاسمين بس وطبعًا مش دول اللي يأذونا
فكرت نور قليلاً ثم قالت : هي جاسمين الكل عارفها يعني وبعدين هي ملهاش في الحوارات دي وفي حالها
عشق بتفكير : هي أصلا متعرفش إني مرتبطة برعد، وآيسل؟ لا آيسل اقرب ليا من نفسي
ردت نور بضيق : بالنسبة ليكي بس في ألف حاجة وحاجة تخلي آيسل تدمر عليكي كل حلو
هزت عشق رأسها بالنفي قائلة : مش آيسل يا نور، دي طيبة اوي و ...
أجابت نور بهدوء : بس مش من عيلة المهدي، ومنالتش فرصة إن واحد من ولاد الشافعي يحبها يا عشق، في فرق كبير بينك وبين آيسل والف سبب وسبب يخليها تغير منك، دا غير إن محدش معاه الـ Gmail بتاعك والـ password وكل حاجة تخصك غير آيسل
آيسل! مستحيل يكون الغدر منها! حقًا آيسل! ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
وفي منزل يوسف
تجلس عشق في الصالون النقاب يخفي وجهها الباكي، كذلك يخفي الدموع التي لا تكف عن الإنهمار بحزن وألم، رنت سيلا على يوسف أكثر من خمس مرات وهو يجلس في سيارته ينظر أمامه بصمت
رد أخيرًا بحزن : عايزة ايه يا سيلا؟ حرام عليكي عايز اقعد شوية مع نفسي
سيلا بحدة وصوت منخفض : أنت مبتردش ليه؟ عشق هنا بقالها ساعتين ومش مبطلة عياط يا أستاذ
يوسف باستغراب : عشق! طيب أنا جاي
وعاد للمنزل سريعًا وفي ظرف ربع ساعة كان يفتح الباب، رفعت عشق وجهها بلهفة وحين وجدته يوسف وقفت، اتجه يجذبها لحضنه وبدأت هي في البكاء بصوت
تحدث بانهيار : أنت زعلان مني ليه؟ طب لو هما زعلوك انا مالي يا يوسف؟ حرام عليك
رفع نقابها يمسح دموعها ثم قال : يا عبيطة محدش زعلني أنا بس اتضايقت شوية، ليه كل العياط ده؟ يا نهار ابيض عليكي يا عشق يا اختي
ضمها داخل أحضانه بقوة وبدأ يهدأ من روعتها، فكرة أنها تخسر يوسف ليست بالسهلة او التي تمر مرار الكرام، ورغم وجود زوجها وأولادها إلا أنها تفضل وجود يوسف وحسه معها ..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في المستشفى
حاولت آيسل الرن على عشق أكثر من عشرين مرة لكن لا إجابة، ورغم أنها تريد استغلال وجود فهد بالبقاء معه إلا أنها على يقين أن الأصدقاء بالمواقف، اتجهت تبدل ملابسها لآخرى وعادت أمام الغرفة المغلقة
في حين يجلس رعد الكبير وينظر أمامه في صمت تام بث رعب داخل ابنه الصغير، تحدث بهدوء : لآخر مرة هسألك ضربت يعقوب ليه؟
حين لم يجب هدر رعد به : أنت مفكر نفسك ايه؟ يعقوب ابني ذيه ذيكم بالظبط يا رعد ولو صداقتك سهلة للدرجة دي عمرك ما تعمل صاحب بجد
رد رعد بهدوء : اخواتي يكفوا
تحدث الكبير بحدة : أنت مكنتش باقي على واحد فضلته على أخواتك، هتكون باقي على اخواتك نفسهم! أنا عارف إن مخبي حاجة ومش هدور وراك بس صدقني على حجم الخطأ ضيف عليه موقف يعقوب وخالك يوسف وهتشوف
كلمات بثت الرعب داخل رعد الذي سَّب اللحظة التي اقترب فيها من عشق، وقف رعد وفتح باب الغرفة وجد على يمينه فهد يجلس ونفس الفتاة تقف، وقف فهد بجانب الفتاة ونظر باتجاه والده
القى رعد نظرة بسيطة ورؤية ابنه معها كانت بالنسبة له كمهدئ لأفعال رعد، غادر المكان دون حديث واردف رعد بقلق : ابوك هيموتني يا فهد دون تردد
فهد باستفزاز وشماتة : تستاهل، عشان المشي البطال سكته زفت على دماغ صاحبه
غادر رعد المكان بغضب من توأمه الذي يعجز على مواساته..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في الجامعة
جلست جوان في الحديقة تطرق بالقلم على الدفتر متذكرة ما حدث البارحة بينها وبين يعقوب، الخطأ ابتدى عندها واستمر منه، هي لا تشعر بالندم بقدر ما تشعر بالخجل من جاسمين التي شاهدت كل شيء، لدرجة انها أتت للكلية بدونها ولم تجرؤ على التحدث معها
جلست جاسمين بجانبها قائلة : عديت عليكي الصبح طنط جايدا قالت إنك مشيتي
هزت رأسها بتأكيد ثم قالت بخجل : مش قادرة ابص في وشك بعد اللي حصل امبارح
ظلت جاسمين صامته بعض الوقت ثم قالت : عملتي كده ليه مع يعقوب وأنتِ عارفة إنه بيحب ليلة، وعارفة كمان إنه لو عايز يتجوزك كان اتجوزك من زمان
ردت جوان بحزن : مفيش غلط عليه يا جاسمين، أنا اللي قربت منه الأول
جاسمين بحدة طفيفة : منا بسألك أنتِ
لم تجب جوان فأكملت جاسمين : أنتِ المفروض بتصلي وعارفة ربنا وعارفة أنه بيبقى شاهد على النفس اللي بنتنفسه، بلاش أهلك وبلاش اهلي وبلاش انا مخوفتيش من ربنا يا جوان؟ يعقوب مش مضمون وهو اة اخويا بس صدقيني ذيه ذي كل الشباب اللي بتفكر إن البنت وافقت وقربت تبقى رخيصة
لمعت دموع جوان التي قالت : أنا مش عارفة عملت كده أزاي
لم ترحمها جاسمين واردفت بحدة : بس أنا عارفة يا جوان إنك مش صغيرة ومفيش اي شيء بينك وبينه يخليه دافع لكده، أنتِ عارفة إن معظم مشاكلي مع ماجد بسبب كده ودا لأني لسه مش مدياه الأمان في الجواز، هو اة جوزي على سنة الله ورسوله ودا مش حرام بس انا مروحتش بيته وبحبه مش مجرد جار ليا وواحد أنا عارفة انه بيحب واحدة تانية
ردت جوان بحزن : جاسمين أنا مش أنتِ ولا تفكيرنا واحد، يعقوب اكتر من مجرد جار ليا وصدقيني لو حصلت ليا فرصة هعيدها بدون ندم، هو حاجة كبيرة و ..
قاطعتها جاسمين قائلة بحدة : تمام أنتِ جبتي الخلاصة وعشان كدة هما نقطتين، الأولى يعقوب هيفضل شاب والشاب ذي الكلب اللي بيترمى ليه عضماية يفضل يعضعض فيها شوية وبعدين يسيبها ومش عشان اخويا أنا بقولك كلهم كده، والنقطة التانية حتى لو طلع غيرهم ربنا مش بيبارك في علاقة بدأت وكان أساسها حرام، وهتعرفي دا قدام وأنتِ حرة
وقفت واتجهت إلى المحاضرة الخاصة بها، ورغم أن جاسمين لا ترتدي الحجاب إلا إنها متدينة وقنوعة كثيرًا، لديها الجمال الداخلي والخارجي الذي يجعل أحدهم يتوق إلى ربع نظرة منها...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في حين يجلس يعقوب يؤدي عمله بانشغال واضح، يحاول عدم التفكير في كل ما حدث بشتى الطرق، اغمض عيناه يسترخي قليلاً سرعان ما تذكر تلك جوان الذي اخذته به لحافة الهلاك، ورغم الحب الكبير تجاه ليلة إلا إنه لم يفكر في فعلها معها قبل الزواج
تحدث بغيظ : منك لله أنتِ كمان، اليوم كمل بيكي
رن على سيلا التي أجابت : ايوة يا حبيبي
وكالعادة صوتها بات يجعله يتألم، تحدث بأسف : حقك عليا يا نور عيني وحياتي كلها، أنا اسف يا ماما
ردت سيلا بإبتسامة : يا ربي منك يا يعقوب، أنت مبتزهقش منا قولت حصل خير يا حبيبي
يعقوب بلهفة : بالله عليكي ما تزعلي مني تاني ولا تغضبي عليا، يوم واحد خلاني الف حوالين نفسي
سيلا بإبتسامة حنونة : يا حبيبي والله ما غضبت أنا اة زعلت شوية منك بس اكيد متمناش ليك اي حاجة وحشة، أنت نور عيني يا يعقوب
أغمض عيناه لبرهة ثم قال : والله بكره نفسي، وكل اللي حصل ده ما تاعبني غير إني زعلتك وجرحتك، مكنش ربنا ياخدني قبلها
سيلا بلهفة : بعيد الشر عنك يا يعقوب، حرام عليك يا ابني توجع قلبي كده
وكالعادة تطيب سيلا جروحه، كل ساعة يرن عليها يعتذر وهي بطيبة قلب وخاطر تجيب وتحلف له أنها لم تعد حزينة منه..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في الشركة
دخل بيبرس مكتب آدم الذي ما زال عقله في المنزل ويشعر بتوتر الحال بين الجميع، وضع كهذا غريب على آدم وأخواته لكن بيبرس يعيش فيه فاعتاد عليه، أشار بيده أمام آدم الذي قال : في ايه؟
رد بيبرس باستغراب : في ايه أنت؟ بقالي ربع ساعة قاعد وأنت ولا هنا
أجاب آدم بضيق : الوضع متوتر اوي في البيت بسبب رعد وماما اتقمصت وطبعًا لما ماما تتقمص عينك ما تشوف غير النور
سأله بيبرس باستغراب : ورعد عمل ايه؟
آدم بإبتسامة بسيطة : ضرب يعقوب، تخيل بقى
تحدث بيبرس بمرح : لا دا هيجي ويعمل تحالف معايا بقى، بس أقولك بصراحة مش فاهم ليه ورغم كل حاجة يعقوب طيب ومش مؤذي يعني
رد آدم بتفكير : ما دا اللي يزعل وكمان خالي يوسف جيه والظاهر رعد قال حاجة قدامه، الفكرة إن يعقوب عبيط يعني لو روحت قولت ليه معلش اللي هو خلاص أنت شخص كويس وتستحق الفرصة بس خالي يوسف وماما بقى
أكمل بيبرس بمرح : قمة الأوڤر عارف؟
ابتسم آدم بخفة وطرقات بسيطة على الباب ثم دخلت رزان، اتجهت له قائلة : مستر آدم في ورق محتاج يتمضى كمان صفقة إنجلترا خلاص اتحددت والمفروض حضرتك هتسافر أسبوع بعد يومين او بيبرس بيه
رفع بيبرس يديه قائلاً : اعفيني لو مش عايز اخوك يتخلع
آدم بضحك : الثبات على المبدأ أهم حاجة، خلاص يا أنسة احجزيلي تذكرة
لمع الخبث في أعين رزان وهي تقول : تمام المفروض مع حضرتك مرافق على علم أكبر بالصفقة ...
قاطعها آدم قائلاً : محمود
ردت رزان بينها وبين نفسها بغيظ : هو دا معقد ولا شاذ منا عايزة افهم! هو ايه اللي محمود وبعدين انا ملفتش انتباهه بمللي
أكملت قائلة : محمود بيه وراه اجتماع مع وفدين و ..
قاطعها صوت رنين هاتفه فأشار لها بالصمت ثم أجاب : الو سلام عليكم
أتاه صوت جومانة قائلة : وعليكم السلام ازيك يا آدم؟
آدم بهدوء : الحمد لله، ازيك يا جومانة، ريان عامل ايه؟
جومانة بإبتسامة : الحمد لله، رنيت عليك عشانه أصلا لأني مسافرة أسبوع وعايزاك تاخده
فكر آدم قليلاً ثم قال : تمام بإذن الله، شوفي هتسافر امته وعرفيني
ردت جومانة : بعد يومين
آدم بتفكير : ماشي
اغلق معها ثم نظر باتجاه رزان قائلاً : خليهم تذكرتين، طفل خمس سنين كمان و.. أنتِ ليكي في التعامل مع الأطفال
قررت استغلال الفرصة فاردفت بلهفة : ايوة
آدم بعملية : تمام تعالي أنتِ وعلى السفرية مكافأة
إن قالت أنه يوم حظها لا تكذب، بدأ يقرأ الملفات واردف بيبرس : ما تردها يا ابني بدل مرمطة الولد دي بينكم
أشار آدم له بالصمت ثم قال : مماطلة على الفاضي وبعدين أنا شرطي الأساسي ترضى تعيش في القصر وهي رفضت خلاص، بلاش كل شوية ادي ابني أمل على الفاضي
تحدث بيبرس وهو يقف : ولاد الشافعي اة بس حظكم مايل، واحد طلق والتاني مراته ماتت والتالت بقى ايه؟
آدم بإبتسامة : مراته هتخلعه ..
ضحك بيبرس ثم اتجه إلى مكتبه وجد السكرتيرة تتأمله بنظرات غير مريحة، وقف أمامها قائلاً : عايز ملف آخر صفقة تاني
ردت بدلال مقصود : أنت تؤمر يا بيبرس بيه
وهنا تحدثت ليلة بحدة : هو طبعًا يؤمر بس اتكلمي عدل
التفت بيبرس لها ثم فتح ذراعيه، اتجهت تضمه ثم رفعت وجهها قائلة : وحشتني
جذبها داخل المكتب واغلق الباب فاردفت بغضب وغيرة : أنت مردتش قدامها ليه؟ أنت قاصد صح؟
عقد حاجبيه متسائلاً باستغراب : قاصد ايه مش فاهم! انا دخلت المكتب عشان ...
قاطعته قائلة بحدة : متبررش وبعدين أنت طالع ليها بتاع ايه تطلب الملف ولا أنت قاصد تشوفه
بيبرس بعفوية : لا والله كنت عند آدم وبدل ما ادخل وانادي قولت اقول بالمرة واخلص
مسكت فكه تديره وجهه كلتا الجهتين قائلة : أنا مش مطمنة ليك ولا ليها، قولي كده بتعمل ايه من ورايا؟
بيبرس بمرح : يا ساتر عليكي، أنتِ جايه ليه يا ليلة؟
دفعته على الأريكة متحدثة بدلال : وحشتني
اعتدل بيبرس جالسًا واردف بضحك : يا خبيثة وحشتك برضو، قوليلي بقى ليه؟
جلست في حضنه تحاوط وجنته هامسة : بشك فيك أنت والبومة اللي بره دي، وغيرانة عليك اوي كمان، حاجة تانية؟
ظل يتأملها لوقت ثم ابتسم، طرقت السكرتيرة على الباب فاردفت ليلة بقصد : ادخل
دخلت السكرتيرة وهنا شحب وجهها وهي ترى ليلة في حضنه، ضحك بيبرس رغمًا عنه ثم اخذ الملف منها واردفت ليلة : ممكن يا اسمك ايه تطلبي لينا بيتزا
السكرتيرة بضيق : تمام
ليلة بخبث : خدي الباب في ايدك
وحين خرجت تعالت ضحكات بيبرس الذي قال : قادرة بس بتعجبيني...
في حين
تخيلت رزان أن الذي أمامها فهد ثم رفعت مسدس ممتلىء بالسلاح وافرغته كله برأسه، فاقت على يد آدم وهو يمد يده بالملف لها، التقطته قائلة : حاجة تانية يا آدم بيه؟
آدم بنفي : لا اتفضلي أنتِ
بارد كالثلج مع جنس حوا، ألا يرى جمالها الذي يجعل اي رجل يذوب أمامه! ألم يلفته ملامحها او حتى ضحكتها كما فعلت مع غيره من الرجال، حقًا الموضوع أصعب ما يكون أمام هذا الآدم..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
نزلت الطائرة التي تحمل كلتا الشابين، الأول هو الطبيب صقر الشرقاوي والثاني رجل الأعمال ليث الأسيوطي، أهلاً بعودتهم على أرض الوطن مع إضافة على قصتنا، وقف كلاهما مقابل الآخر وسلموا على بعض
تحدث صقر بإبتسامة : اتشرفت بصحوبيتك والله يا ليث
رد ليث بإبتسامة : وأنا كمان، وبإذن الله نتقابل تاني قريب
ابتسم صقر له وغادر كل واحد لوجهته، في حين تجلس شغف تتحدث في الهاتف مع سيلين ويظهر عليها الغضب والانزعاج من أفعال والدتها التي تراها طفولية
تحدثت شغف بغيظ : مفكرة نفسها لسه طفلة عندها عشر سنين وقعدت تزعق عشان خالو يوسف، انا بجد اتخنقت منها ويا ريت تفضل هناك
ردت سيلين بحزن : يا شغف عيب تتكلمي عن مامتك كده وبعدين يعني إن مزعلتش عشان أخوها مين يزعل، دا الأخ
ردت شغف بغضب : يعني احنا كلنا عندها مش مكفين يا سيلين، دي أنانية بجد! كلهم بيحبوها وزعلوا على زعلها وهي ولا هنا
سيلين بضيق : شغف أنتِ بدأتي تنسي إنها مامتك على فكرة مش واحدة معانا في المدرسة، وبعدين أحمدي ربنا بجد!
قالتها بحزن وداخلها لا يتوقف عن المقارنة، تحدثت شغف بغيظ : بتفكريني بريان اخويا يا ساتر عليكم الواحد ميعرفش يفضفض من برودكم، يلا طيري أنتِ
واغلقت بوجهها وهكذا الفتيات
في سن الطفولة يزداد تعلقها بوالدتها
وحين تكبر قليلاً تكون مدللة والدها
وفي البلوغ تقترب من امها اكثر
وفي المراهقة تبدأ بالتحدي والتعامل كأن الأم عدوة
من ثم ينتهي الأمر أنه لا يوجد لها سوا أمها
وكالعادة فاقد الشيء يتمناه بحسرة وهكذا كان الوضع مع سيلين التي تنقسم إلى شطرين، واحد يذهب مع والدتها للطبيب ومتابعة الفحوصات وغيره، والآخر مع والدها في نفس المهمة وكأنهم انجبوها لهذا
وصل صقر القصر ولم يطاوعه قلبه أن يتجه لمنزل أهله الأول، كانت شغف تتمدد على الأريكة تقرأ كتاب وتحرك قدمها بدلال تدندن بكلمات أغنية، شهقت وهي تنتفض جالسة حين لمحته
تحدثت بغيظ : أنت مين يا جدع أنت؟
رد صقر باستفزاز : وأنتِ مالك! فين ماما عشق؟
ردت شغف بضيق : مامت مين يا شحط أنت، انا امي مخلفتش غيرنا
تجاهل قائلاً : انا هطلع ارتاح عما يجوا، كبرتي وكبر برودك بلا قرف عيلة عرسه
تحدثت شغف صارخة : صقر عمار أقف عندك..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كدة الفصل الرابع عشر خلص
بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★