عشق الرعد الجزء الثالث الفصل السادس بقلم سماء أحمد
في مستشفى الشافعي
جلس بسام أمام غرفة جميلة التي تم وضعها على الأجهزة، لمعت الدموع داخل عيناه حين وجد رعد يجلس بجانبه ويده على كتف بسام، في حين تجلس تسنيم تبكي بحزن وبجانبها أسد يحاوط كتفها بحزن واضح عليها
تحدثت ببكاء : أنا خايفة ماما تموت يا أسد
هز رأسه بالنفي قائلاً : بإذن الله مش هيحصل كدة، ربنا عايزنا نظن فيه خير يا تسنيم عشان يبعته لينا، ظني في ربنا خير
نظرت باتجاهه قائلة بحزن : مش عارفة اقول ايه!
ابتسم بخفة قائلاً : قولي الحمد لله
تسنيم وهي تمسح عيناها : الحمد لله
الوضع أصبح أكثر من سيء فيما يخص جميلة، خرج الطبيب يحرك رأسه بأسف ثم قال : منقدرش نخليها تفوق لأن اي مجهود على القلب هيخلي الوضع يتحول من أسوأ لمفيش
تحدث بسام بانفعال : يعني ايه مفيش؟
نظر باتجاه رعد الذي قال : طب وايه الحل؟
رد الطبيب بهدوء : زرع قلب بس للأسف مش هنعرف نعمله عشان العضو مش متوفر حاليًا ومش سهل نلاقي متبرع، هنضطر نسيبها على الأجهزة لحد ما ربنا ييسر
عاد بسام يتساءل بسلبية : ولو حصل وملقناش
اطلق تنهيدة ثم استغفر قائلاً : لما نفقد الأمل هتعرف يا سيد، عن اذنكم
وتركهم وغادر المكان وهكذا تمر الأيام على الجميع، جلس رعد في منزله وسط أولاده ماعدا أسد الذي يجعل الموضوع أسوأ عليه، فرغم أخذه الحرية الكاملة من رعد إلا أنه لن يتركه هكذا حين يبلغ الطفلين، جلست عشق على طرف كرسيه تحاوط عنقه
عشق بمرح : شايل هم الدنيا وأنا فيها، دا عيب في حق قرمط
ابتسم رعد قائلاً : ماشي
ضغطت على أنفه قائلة بمرح : لا بقولك ايه متبصش ليا بعيونك دي كدة، أنا بدوب
لم يجب وعادت تنظر باتجاه الأولاد قائلة : متخيل هيجي يوم ويقعدوا حوالينا هما ومرتاتهم كده، اضرب أربعة في خمسة كدة يااااه عشرين، دا احنا هنبقى عزبة مش عيلة
ضحك رغمًا عنه وهو يستغفر ثم قال : ما نخليهم أربعة وعشرين بيكي
نظرت باتجاهه بحدة فعاد يضحك لتردف بضيق : وولادي يورثوا ايه؟ هاا رد يعني أما أنت من واحدة جبت ستة بحالهم، هتعمل ايه لما تتجوز تلاتة؟
قَبل باطن كفها ووقف رعد الصغير قائلاً : يا بابا
نظر رعد له باهتمام رغم انه يعرف ما سوف يقوله، تحدث بعبوس : أنا زهقت من الدراسة ومش حابب أفضل مضغوط، اشمعنا فهد مش بيذاكر كتير ذيي
أشار فهد له قائلاً بضيق : سيب فهد في حاله
وقف ريان واتجه يجلس بجانب فهد قائلاً بحزن : أنت زعلان يا فهد؟
هز رأسه بالنفي وهو يُقبل حبين أخاه، أكمل ريان بطفولية : أجي أنام جنبك عشان متزعلش وسيليا متوحشكش
فهد بإبتسامة بسيطة : تعالى طبعًا
أشار رعد الصغير بيده بمرح : أنت مش توأمي، لا يمكن تكون جابتنا بطن واحدة، أنا ابن الشغالة
عشق بغيظ : حيوان، طب دا أنت الوحيد اللي شبهي بالمللي
أشار رعد بيديه قائلاً بغيظ : للأسف، شايفة أخواتي واحد عينه زرقا لا خضرا لا عسلي وأنا ابن البطة السودة، حتى ريان قمر يحل عن حبل المشنقة، عيل سُكر
تعالت ضحكات عشق وهي تقول : طب خليك فاكر عشق الوحشة دي وقعت أبوك
نسى رعد وجود أباه واردف : قلب أمه مخدش باله وهو بيمضي، وبعدين دا بيجاملك صحيح ما أنتِ كل سنة تجيبي ليه عيل، بقينا جيش
أشارت بيدها قائلة : الله أكبر في عينك، بتحسدك أنت وأخواتك يا غبي
أشار رعد على نفسه قائلاً : أنا غبي! دا أنا الوحيد في أخواتي اللي بطلع الأول، بكره هفكرك هبقى دكتور رعد الشافعي الأول على كلية طب المنصورة وأحسن جراح في العالم، بكره الأيام تثبتلك يا عشق الشافعي
ردت عشق بضيق وهي تقف : الشرقاوي، أخت يوسف وعمار الشرقاوي ومرات رعد الشافعي ميز يا بابا
التقط رعد كتاب ثم فتحه يقرأ فيه، فبالتأكيد عشق لن تنتهي من نقاشها مع ابنه كثير الكلام، ليس مثل باقي إخواته هادىء فهو قطعة من عشق في كل شيء، نظر رعد باتجاه أولاده وفهد الذي يحضن أخاه ويتحدث معه ثم ابتسم بخفة فأكثر ما يقوم بزرعه داخلهم هو حبهم لبعض..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في منزل يوسف
تمدد يوسف على الأريكة يضع رأسه على فخذي سيلا ويقرأ كتاب، في حين تلعب سيلا في خصلاته وهي تشاهد التلفاز بصمت، طرقات بسيطة على الباب واتجه يعقوب يفتحه، ظهرت خلفه صغيرة جايدا وهي جوان تلك القصيرة صاحبة أعين والدتها والخدود المكتنزة
ضحك يعقوب وهو ينحني يحملها فاردفت : جاثمين فين؟
صرخ يعقوب بمرح وهو يعض خدها بخفة ثم قال : ايه ده بجد! دبدوب
عبست ملامحها بطفولية وهي تقول : متعضش وش جوان عشان مقولش لمامتك
عاد يضحك بمرح وهو يعضها بخفة، وصل عند أباه الذي نظر للفتاة وابتسم ثم أشار له، انحنى يعقوب فقبل يوسف خدها وذهب
سيلا بإبتسامة : خدودها بتفكرني بالدبدوب، عسولة اوي مش كدة يا يوسف
همهم بهدوء فأغلقت الكتاب قائلة : خليك فيا وسيبك من الكتاب
ابتسم بخفة وهو يقول : عايزة ايه يعني؟
ظهر الضيق على ملامحها وهي تقول : لازم اقول يعني، تمام عايزة حضن كبير اوي
اعتدل جالسًا وهو يضمها له بقوة يُقبل جبينها ثم عاد للخلف وهي في حضنه، فتح الكتاب مرة آخرى قائلاً : كدة اقرأ يعني
هزت رأسها بتأكيد وهي تنظر له قائلة : قولي بتقرأ ايه؟
بدأ يشرح له ما يقرأه بإبتسامة بسيطة وهي تقبل وجهه كل حين وآخر في حين تقف جايدا في المطبخ تطهو الطعام وبجانبها زياد الذي يتحدث معها بخصوص عمله وما ينوي فعله في المستقبل لأولاده، ظهر الحماس على ملامحه وهو يتأكيد من إنشاء مستقبل يليق بهم بنفسه
تحدث بحماس : جوان هدخلها مدرسة خاصة وكمان كلية خاصة وهشتري لزاد عربية ذي ولاد خالاته، ومش هيبقى أقل من حد كمان شاوري أنتِ بس على اللي عايزاه
نظرت باتجاهه قائلة بإبتسامة : أشاور يعني!
هز رأسه بتأكيد فاقتربت تحاوط عنقه قائلة : عايزاك أنت وفي كل لحظة
حاوط خصرها بيد والآخرى على وجهها يرتب خصلاتها قائلاً بإبتسامة : يا وش السعد والهنا والفرح في حياتي، يا حظي الحلو وعوضي عن إني يتيم
ابتسم بخفة ثم قالت : خليني اقولك إني بحبك يا زياد اكتر من اي حد في الدنيا، بحبك اكتر من ولادنا ومن اهلي ومن الدنيا
عاد يبتسم وهو يُقبل جبينها ثم قال : مش أكتر مني يا عوض ربنا ليا، أنا شوفت السعادة معاكي وشوفت النصر منك وشوفت كل خير معرفتش اقابله غير بالشر
نظرت لأسفل بحزن ثم قالت : ما بلاش الماضي ده وبعدين المفروض البطل مش بيقلب فيه
زياد بإبتسامة : أومال البطل بيعمل ايه؟
نظرت باتجاهه تضحك بخفة فاقترب يقاطعها بطريقته وضمها بقوة كأنه يحاول دفنها بين أضلاعه، في حين تجلس لارا في حضنه تعبث في اللاب توب الخاص به كأنها تريد استفزازه بأي شكل من الأشكال، نظر حوله يستغفر ربه فهو لا يريد إفراغ غضبه بها
تعالت ضحكاتها المرحة وهي تقول : يا أدهم أنا راحة مع وليد شهر عسل ومش هبقى فاضية للشركة
عض على شفاه يمنع ذاك اللفظ من الخروج، فقبل عدة سنوات تزوجت نورهان من ذاك رجل الأعمال رغمًا عن أنف الجميع ورغم أن أدهم لم يعترض إلا أن تصرفاتهم تستفزه وبشدة
تحدث أدهم بضيق : لارا وحياة ولادك كفاية عشان أنا على أخري
لارا بضحك : ليه بس يا حبيبي! والله لُطاف اوي سوا وعمو وليد قمر
رد أدهم بغيظ : دا راجل شايب
وضعت يدها على وجنته قائلة : يعني لما نكبر شوية هتبطل تبقى رومانسي كدة ومش هنخرج ولا هنسافر سوا
نظر باتجاهها قليلاً ثم نفى قائلاً بمرح : هتكوني كبرتي بقى، هروح أدور على واحدة تجدد شبابي معاها
بدأت تضربه بعشوائية وهو يضحك ثم دفن وجهه في عنقها يُقبله قائلاً : هحبك اكتر بكتير اوي، وهندم إن ربنا مبعتش لينا كمان طفل
ردت لارا بإبتسامة : ربنا يبارك في ليلة وليث بس
أعاد رأسه للخلف قائلاً بغيظ : متفكرنيش ببنتك اللي ماشيه ورا يعقوب، معتش ورانا غير يعقوب وبعدين تعالي هنا مش هي أكبر منه بكذا شهر
حركت كتفها بلامبالة : وايه يعني! هي حرة وبعدين كفاية إن يعقوب ابن يوسف
ضيق عيناه فأكملت بمرح : اقصد شخص طيب اوي وسيلا كمان، بعدين اوعى تجبر بنتك على حد او حاجة
رد أدهم باستنكار : عشان تيجي تقول ليا أنت اللي عملت فيا واللي اختارت، لا مليش دعوة انا ليا اربيهم واعلمهم وابقى البنك بتاعهم، غير كده مش شغلي
ربطت لارا على وجنته قائلة : براڤو عليك
غمز أدهم بطرف عيناه قائلاً : مليش هدية بقى
لارا بمرح : اعتبرني متغلفة وعليا فيونكة
تعالت ضحكاته وهو يحملها صاعدًا إلى غرفته ولم ولن يقل عشقه لها مهما حدث، في حين تجلس چيلان وتلعب في خصلات ابنتها صاحبة الجمال المميز أليس، نظرت الفتاة لها فاقتربت چيلان تُقبل وجنتها، أتى مالك ودخل يجلس بجانبها محاوط عنقها ثم قَبل جبينها
تحدثت بإبتسامة : مالك؟
رد مالك بإبتسامة بسيطة : بتحبيهم عني، اللي مصبرينك عليا صح؟
هزت رأسها بالنفي ثم قالت : يعني بذمتك حد يتجوزك وميقعدش معاك بدون سبب، بالله قمر يا اخواتي
أشار مالك إلى أليس التي خرجت فاردفت چيلان بضيق : في ايه يا مالك! البنت تركز معانا كدة
رد مالك بطريقتها المرحة : عايز ابوس، مبوسش يعني ولا ايه!
عادت تضحك بصوت عالي ثم وقفت ترتمي عليه قائلة بمرح : يلا بوس اهو
تعالت ضحكات مالك وهو يقف ويحملها يدور بها عدة مرات، دخلت يارا قائلة بمرح : اوعى المراهقة المتأخرة
نظرت چيلان باتجاهها قائلة بشك : أنتِ حرباية يا بت
ردت يارا بغيظ : أنا كل أما اصفى ليكي ترجعي تمليني من نحيتك، عيلة باردة اوووف
قلدتها چيلان قائلة بضيق : أوووف الله يرحم المرحوم كان بيشرب الشوربه بخرطوم الغسالة
وضع مالك يده على فم چيلان قائلاً : يارا بالله عليكي بلاش چيلان، لسانها كافي يخليكي تاخدي تذكرة ذهاب بلا عودة
تحدث جاسر بمرح وهو يدخل : أنت بتكبت رغبات لسان الجيران ليه؟ فك عنها كدة
عادت چيلان تضحك ثم عضت يد مالك الذي تركها قائلاً بغيظ : اة يا عضاضة
قرب وجهها يُقبل وجنتها بقوة ثم ضمها كذلك جاسر يارا، في حين يجلس ياسين يحمل كلتا الفتيات وكالعادة عشق تنظر باتجاه بيبرس ولديها غيرة تولدت من طفولتها ناحية أختها، تركت والدها واتجهت تجلس في حضن بيبرس الذي ابتسم ثم حاوطت وجهه
تحدثت بطفولية : بيبلث " بيبرس "
رد وهو يُقبل أنفها : نعم
ابتسمت بخفة قائلة : أنت بتحب عشق؟ قد ايه؟
ابتسم بخفة قائلاً : قد الدنيا كلها، بحبها اكتر من بابا ومن ماما وبس
عبست ملامحها وهي تقول : ومن نول " نور " صح؟ حبني كتيل اوي
ضحك بخفة وهو يهز رأسه بتأكيد ثم قَبل وجهها، عاد يضمها وهو يدفن وجهه في عنقها الصغير، وقفت نور واتجهت ترفع وجه بيبرس ثم قالت بعبوس : أنت بتحضن عشق لوحدها ليه؟
عاد يضحك وهو يحملها فبدأت الفتيات بالنقاش بحدة، وكلاهما تضم أخاها وتقبله وتحدثت نور : بتحبني أنا ولا عشق اكتر؟
ردت عشق : عشق، هو مش بيحب نول خالث
بيبرس بضحك : هتطلعي كيادة اوي
وقفت جمان خلف ياسين تحاوط عنقه ثم انحنت تُقبل وجنته، كان ينظر لأطفاله ثم قال : البنات بيحبوه عني
ردت جمان بمرح : ما يا البنات يا أمهم
نظر باتجاهها قائلاً بمرح : أمهم طبعًا
جذبت يده حتى يقف وتركت أولادها معًا يتحدثوا، أتت ليلة جريًا عليهم وابتسم بيبرس باتساع، ضمت نور كذلك عشق قائلة : وحشتوني اوي
ردت نور بإبتسامة : وأنتِ كمان يا ليلة
نظر بيبرس باتجاهها فاقتربت تحاوط عنقه تضمه، قبلت وجنته قائلة : عامل ايه؟
رد بيبرس بإبتسامة : كويس لما شوفتك ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في المستشفى
جلس بسام في الغرفة يقرأ مذكرات جميلة التي تستحضر فيها معاناتها في وقتها والدموع ترتسم على الصفحات، ربما تحدثت معه سريعًا ولم توصف كم معاناتها كما تصفها الكلمات هنا، نظر باتجاه جميلة والدموع تلمع في عيناه ثم اقترب منها
همس بجانب أذنها : بحبك
فتحت جميلة عيناها ببطء وابتسمت له وهي تنظر باتجاهه، تحدث بخفوت : نامي تاني يا جميلة
ابتسمت بخفة واقتربت يطبع قُبلة بسيطة على ذقنها، همست بشيء لكنه لم يسمع فاقترب لتردف : عايزة ولد وبنت منك
ضحك بخفة وهو يقول : ولد وبنت بس؟ انا عايز نص دستة ولاد ونص بنات منك
عادت تهمس له : بحبك
قرب وجهه منها وعادت تغمض عيناها ولم يعرف نهاية حكايته حتى الآن .. دخل الطبيب الغرفة ثم قال : عندي ليكم خبر حلو اوي
نظر بسام له بلهفة فأكمل : في متبرع توفى من ربع ساعة، وأهله وافقوا مقابل مبلغ مالي يعني رعد باشا دفعه ليهم وهنبدأ التحاليل
نظر بسام لأعلى قائلاً : يا رب ..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
وبعد مرور عدة أشهر
" أميرة عيلة الشافعي وصلت الدنيا "
هذا ما قاله يوسف بمرح وسادت الضحكات المكان، نظر رعد باتجاه ابنته وهذه المرة لا يميز سوا أن عيناها تشبه أعين والدتها، وتملك ذقن والدها وانفه، لون خصلاته أيضًا
اقترب يوسف يُقبل وجنتها ثم نظر باتجاه رعد قائلاً : تتربى في عزك يا رعد، البنت بتبقى زينة البيت
رد رعد بإبتسامة : أنا زينة بيتي هي عشق يا يوسف
ويا ليتها موجودة حتى تستمع إلى هذا، دخل الغرفة بعدما فاقت وعدلها حتى تجلس فاردفت بدموع : أنا تعبانة اوي ومش قادرة يا رعد
ربط على ظهرها وهي تستند على صدره، بكت بتعب واضح وهنا علم مدى ظلمه لها حين جعلها تنجب كثيرًا ولم يعبء بها، كانت المتعة له والألم لها كذلك الدموع والصراخ والتهنئة له، لكن يقسم اليوم أن الحب كله لها منه ومن أبنائه
لم تقوي على رؤية ابنتها وعادت تنام وهنا خرج رعد فاردف يوسف : في ايه؟
اطلق تنهيدة بسيطة ثم استغفر ربه قائلاً : عشق تعبانة اوي يا يوسف، ربنا يستر
انتشر الخوف بين الجميع وطلب رعد أكثر من طبيبة لها، جلس رعد بجانبها قائلاً : يا رب أنا عمري ما اعترضت على قضائك، ودايمًا بحمدك وبشكرك، وعهد عليا لو عشق قامت منها سليمة هاخدها كل سنة نحج لحد ما نموت
عهد أخذه رعد على ذاته واقتربت يُقبل جبينها، ساء الوضع أكثر وانتقلت إلى غرفة العناية المركزة، جلس أدم بجانبه أسد كذلك فهد ورعد ثم ريان، جلس رعد على ركبته أمامهم قائلاً : في ايه يا جيش الرعد؟ هتقعدوا كدة كتير حاطين ايدكم على وشكم
مسح رعد الصغير دموعه كذلك ريان، ففتح رعد يده قائلاً بإبتسامة : هاتوا ايدكم في ايدي كدة
وضع الأطفال يدهم في يد والدهم الذي أغلق يده فوق أيديهم ثم قال : أنتم ذي الايد الواحدة ولما بنضمها بتبقى قبضة، نقدر نحمي بيها نفسنا صح؟
هز رؤسهم بتأكيد فأكمل : عايز وعد منكم تفضلوا إيد واحدة لآخر لحظة، ابن خالك وابن خالتك اخوك على عينك وعلى راسك بس الأخ الحقيقي أخ، يا ولاد لما واحد فيكم يقع قولوا أخ أوعى تقول اة، افتكر إن في ضهرك أربعة غيرك، خليكم سند وضهر بعض، افضلوا لآخر نفس جيش الرعد
رد فهد بحزن : هنفضل يا بابا بس خليك أنت وماما جنبنا، والله العظيم لو حصل ليكم حاجة أنا هروح وراكم
ربط على وجنته قائلاً : أحنا هنفضل جنبكم وأنا عايز منكم حاجة هتكون سبب بإذن الله وبعد ربنا إن ماما تقوم وترجع معانا
تحدث رعد الصغير بعفوية : يا بابا الرسول قال " داووا مرضاكم بالصدقة "، انا افتكرت واحنا ممكن نطلع كلنا ونعمل كدة
ربط رعد على شعره قائلاً : هنعمل كدة يا رعد ودا اللي انا عايزه منكم، بس الأول اعرفوا يا ولاد أحنا ربنا باعت لينا رزق كبير اوي، ربنا مراضينا في الدنيا بكل حاجة، الصحة والفلوس والمسكن وكل حاجة، الصدقة اللي هتطلعوها دي من الله لله مش مننا احنا فهمتوا؟
هز الأطفال رأسهم بتأكيد فأكمل : وقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ "
ابتسم أولاده فوقف قائلاً بإبتسامة : انتشروا يا جيش الرعد، العربية فيها اللي هتوزعوه واتوكلوا على الحي الذي لا يموت
وقف أولاده واتجهوا حيث أخبرهم والدهم في حين دخل رعد يجلس بجانبها وليس له قلب لفراقها، ساعات مرت عليه وهو يملأ عينه من وجهها وملامحها وتذكر أول لقاء بها
كيف سحرته من نظره وكانت هي من كسرت حاجز رعد، ابتسم بخفة وهو يتذكر حديثه معها حين كانت تبكي
رعد : أهدي أنا مش هأذيكي، أهدي واسمعيني
زاد بكائها وهي تستند على كتفه وبدأت تصدر صوت دلالة على صعوبتها في التنفس ثم تتحدث بحروف مبهمة وتسعل
رعد بقلق : مالها دي كمان
وضعها في سيارته وبدأ يسند رأسها على جنب للخارج ثم قال : أهدي
عشق : بخا.بخاختي
رعد بعدم فهم : بخاخة ايه ؟
عشق : أزمة
رعد : عندك أزمة تقصدي...
وهنا بدأت الحكاية بالنسبة له واكتملت حين التقى بها في منزل أهله في الصعيد، وهنا تذكر ذاك اللقاء
رعد : أنتِ كويسه؟
تلك البحة التي في صوته جعلتها تبدأ في الهدوء فاردف : بتعيطي ليه؟
لم تجب وعادت تبكي ليقترب منها بضع خطوات حتى استقر أمامها، بدأت بالسعال وتعالت أنفاسها السريعة والسطحية وهي ترفع وجهها له لتصدر صوت مع كل شهيق تأخذ وزفير تخرجه
رعد بصدمة : أنتِ!
ابتسم رعد بخفة ثم عاد يتذكر يوم أن تمم زواجه بها، بالنسبة له ميزها عن باقي نساء الأرض بهذا، فهو يومها عاهد نفسه أن تكون عشق وكفى بها، لم ولن تكون سواها في حياته وله
عشق واة من عشق الفتاة التي لم تملك صفة واحدة مما رغبها، كان يريدها في زوجته الهدوء وكان من عشق الجنان، كان يريد فيها العقلانية ووجد منها التهور، أراد أن يجد فيها البرائة وقابلته بالجرئة، وجد فيها ما لم يراه او يسمع به
عدم تفهمها لوضعه وأموره كان بمثابة دافع لحرصه عليها وأن الألم لم يخلق لأجل عشق، ضحكتها التي يسعى لهدوئها كانت بمثابة حضن دافئ لحزنه من أي أمر، عيناها وأنفها وشفاها وكل إنش يجعله يستعجب خلق الله، يشعر أن الله وضع مقاييس الجمال كلها في عشق صاحبة الأعين القاتمة والحاجبين الثقيلان والخصلات التي تتعمد قصها فتزيدها جمالاً فوق جمالها، أنفها وفمها كذلك ذقنها التي تزينها غمازة بسيطة
الغرور خُلق لأجل عشق، الجمال وُضع كله في عشق، الحنية التي يقابلها قسوة، والمحبة التي يقابلها كراهية، والتكبر الذي يقابله تواضع، والتهور الذي يقابله عقلانية، الضحكة التي تقابلها دموع، القوة التي يقابلها ضعف، الفراق الذي يقابله رعب منه، واة من عشق التي اجتمع فيها صفات الأرض..
مرر يده على وجنتها وهو يقول : عملتي ايه يخليني أحبك الحب دا كله يا عشق، من حبي فيكي دخل الخوف قلبي وأنا مكنتش اعرف عنه حاجة، هويتك وعشقتك وكنت شغوف بيكي ووصلت معاكي للهيام يا عشق
طبع قُبلة بسيطة على جبينها يليها فتح عيناها ببطء، بعد وجهه عنها وابتسم فاردفت بدموع : شغف فين؟
ابتسم بخفة وهو يقول : طب اسألي عني
ردت عشق بمرح طفيف : ولادي بعدين ابوهم
وضع يده على وجنتها قائلاً : عشق وبعدين الدنيا بما فيها ولادي
فرت الدموع من ركن عيناها وهي تقول بخفوت : أنا كدابة يا رعد، أنت وبعدين الدنيا كلها وأنا أصلا مش عايزة اموت عشانك، عايزة اعيش مليون سنة جنبك
ضغط على أنفها بخفة فأكملت : شغف فين؟
رد رعد بإبتسامة : مع يوسف ومراته
تحدثت بلامبالة مرحة : لو على قد يوسف الأمور سهلة، يوسف طيب وسيلا طيبة، ربنا لا يوقع ولادي في همس مرات اخويا عمار، ولا يوقعنا في ولاد زينة
وضع يده على فمها قائلاً بإبتسامة : عيب كدة
ازاحت يده قائلة بضيق : البطل مش بيسكت البطلة كدة، بيبوس ولا أنت مبتعرفش تبوس
ضحك بخفة وهو يقترب منها يأخذ ما هو حق له، وكان من نصيبها الحديث الكثير ومن نصيبه الصمت والاستمتاع بكل شيء تفعله عشق وتقوله..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
عند الأولاد
رن الهاتف واجاب الحارس ثم اعطاه حيث آدم الذي يتبرع لرجل كبير، نظر الأولاد بخوف باتجاه آدم الذي هز رأسه ببطء ونظر باتجاه أخواته، توترت ملامح الأولاد ومسك ريان يد فهد
تحدث آدم بسعادة : ماما فاقت يا أخواتي
صرخ ريان وهو يحضن فهد الذي ضحك، خرجت سيليا من المحل وهي تمسك يد سحاب، رفعت وجهها ثم صاحت بسعادة وصرخت : فهد
نظرت سحاب لها فاردفت الصغيرة بلهفة وهي تترك يدها : فهد عبيبي اهو، فهد
مسكت سحاب يدها بخوف ثم قالت برعب : لا دا مش فهد، يلا نرجع البيت عشان بابا ميضربنيش
صرخت سيليا وهي تنفي بوجهها : دا فهد عبيبي، اروح لبابا ثيبي ايدي يا ثحاب عشان خاطري، فهد
وانفجرت باكية وهي تنادي عليه وتشير له، سحبتها سحاب رغمًا عنها وهي تصرخ وتبكي، كم رغبت في إكمال حياتها مع أهلها الحقيقين، في حين فهد فتح السيارة لأخاه يدخل ثم دخل هو الآخر واغلق باب السيارة
فتح الزجاج ونظر للخارج وداخله فراغ كبير تركته هي، تذكر ذات يوم كان يسير على البحر وهي بجانبه تجري وتضحك، حمل سيليا ودار بها بمرح قائلاً : تنزلي معايا البحر؟
نظرت لأسفل قائلة بحزن : انا بخاف من الماية
قَبل جبينها قائلاً بخفوت : همسكك ومفيش مايه هتيجي عند وشك، انا عايزك تنزلي معايا ومتخافيش
هزت رأسها بتأكيد وهي تحاوط عنقه ثم قبلت وجنته بقوة، لمعت الدموع في عيناه سرعان ما أخفاها والسيارة تسير من جانبها وهي تبكي بانهيار ..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
تجمع الأطفال حول بعضهما البعض، أولاد رعد الشافعي كبيره هو آدم ويعتبر أكبر الأولاد يليه أسد ثم فهد ورعد وريان ويليهم شغف، وأولاد يوسف كبيره يعقوب الذي هو من سن فهد ويعتبر أحن الأولاد يليه غيث ثم الثلاثي يزن وسيليا وختم الأولاد بجاسمين، وأولاد أدهم أميرته الكبيرة ليلة يليها ليث، وأولاد ياسين كبيره بيبرس ويليه نور ثم عشق رمز الغيرة والحنان في آن واحد، وأولاد آدم كبيره تميم يليه جوانا، وأولاد عمار صقر ثم رماح، وأولاد زياد ابنه زاد ويليه جوان التي تعتبر أفضل الأطفال، وأولاد مالك أحمد وأليس، كذلك أولاد كرم اكبرهم إياس ابن تالا ويليه تيا، وختامًا ابن جاسر وهو يحيى...
تحدث يعقوب بمرح : ناوين على ايه يا اخواتي؟
رد رعد الصغير بحزن : أنا فضيحتي بقت بجلاجل وشنبات، هدخل طب غضب
رد آدم بإبتسامة : الكبير لازم يبقى ضهر أبوه وأنا هبقى ضهر أبويا وفدا لأحلام أخواتي
نظر أخواته باتجاهه ثم ابتسم أسد قائلاً : أنت روحنا يا آدم وضهرنا
ابتسم بخفة وتحدث يعقوب : واشمعنا ابويا، انا كده كده هبقى ضهره
رد يوسف بضيق : غور ياض انا هحرمك من الورث أصلاً
رد يعقوب بضحك : علاقتي بأبويا علاقة هيعجز العلماء في تفسيرها، أنا غلطان يا ابو يعقوب
حاوط يوسف وجهه يُقبل جبينه ثم قال : يا ولاد احلموا وحققوا أحلامنا، خسروا اهلكم تعبهم واحنا والله ما هنزعل، المهم تكونوا مبسوطين
دخل رعد مع زياد الذي قال : الكلام على ايه!
زاد بإبتسامة بسيطة : على إن الكبير بيكون ضهر ابوه، طب والوحيد
ابتسم بخفة قائلاً : الوحيد يحقق حلمه وينسى أهله نفسهم، يكون مبسوط بس
دخل الأباء جميعًا للغرفة ورعد في المنتصف، رن احد الحراس عليه فاستجاب له ووقف ثم صعد لأعلى، دخل الغرفة وجد عشق تقف أمام المرآة ترتب خصلاتها بتعب واضح
تحدثت بتعب : كويس إنك جيت، ممكن تساعدني البس الطرحة عشان مش قادرة، وبعدين عدى شهر على الولادة ايه لازمتها العزومة
وقف أمامها يمرر يده على وجنتها بحنية قائلاً : مينفعش تكشري وشك قدامهم كده وبعدين دا عدى شهر، المهم مش موضوعنا
عقدت حاجبيها متسائلة : اومال ايه موضوعنا؟
فتح الحقيبة ثم اخرج عبوة منها، تحدثت بمرح : ماس ولا لؤلؤ؟
فتح العبوة فشهقت بصدمة وتساقطت دموعها قائلة : دا أحلى من الماس واللؤلؤ، خلاص
هز رأسه بتأكيد قائلاً : ايوة خلاص وأن الأوان عشق وكل حتة فيها تبقى لرعد وجيشه واميرته
بكت بفرحة وهي تضمه بقوة ثم ابتعدت وبدأ يساعدها في ارتداء النقاب، هي تحدثت معه في الموضوع أكثر من مرة وهو وجد أن هذا هو الوقت المناسب، نزلت مع رعد وهنا كانت الصدمة للجميع والفخر لأولادها
اتجه آدم لها يُقبل كفها المغطى بجوانتي قائلاً : الملكة مينفعش اي حد يشوفها، ربنا يثبتك يا ماما وما يحرمنا منك أبدًا وتفضلي لينا أحسن أم في الدنيا
اقترب يوسف قائلاً بمرح : احضن عادي؟
هز رعد رأسه بتأكيد واقترب يوسف يضمها قائلاً : ربنا يثبتك يا نور عيني
تحدثت سيلا بمرح : اتكسفت على دمي يا عشق منك لله
ضحكت عشق بخفة ثم ضمتها بقوة قائلة : ربنا يهديكي
عمت السعادة وسط الجميع ورن محمد على يوسف كالعادة يطلب منه شيء، هذه المرة ذهب لكن مع سيلا التي اصرت على الذهاب
دقائق ووصل كلاهما ثم أخذهم إلى مستشفى رعد، ساعتين وتصاعد بكاء طفلة صغيرة، خرجت مع الممرضة التي قالت بإبتسامة : مبروك بنوتة ذي القمر
حملها محمد يُقبل جبينها ثم اعطاها ليوسف قائلاً : ممكن تأذن في ودنها
بدأ يوسف يؤذن واردفت سيلا بمرح خافت : دا ايه الموقف الزبالة ده! واقفة مع جوزي وشايلين بنت ضرتي من واحد تاني
حاول منع ضحكته واردف محمد بمرح : ما تقترحوا عليا اسم بسرعة قبل ما تخلينا نسميها أمنية وتطلع انا ابوها مبقاش طايقها
تصاعدت ضحكات سيلا ويوسف كذلك محمد واردفت سيلا بخبث : تخيل بعد ما تتكتب أبقى أنا اللي مسمياها، والله هعملها فيها واهو حقي
تحدث محمد بقلق : يلا اقترحوا
ردت سيلا بحماس : ايه رأيك في اسم سيلين؟
رد محمد بعفوية : جامد! عجبني والله ويا أهلا ويا مرحبًا بسيلين...
وبالنسبة لسيلا كان هذا أكبر وأسوأ انتقام في حياتها، سعادتها ذاك اليوم جعلت يوسف يسعد كثيرًا من كونه استجاب لنداء محمد، وبعد مرور شهرين رُزق عمار هو الآخر بفتاة صغيرة تدعى شادن وكانت من سن شغف وسيلين..
الأيام تمر والآن أبطالنا
الكبير أدم وإياس
يليه أسد وأحمد وبيبرس وتميم
يليهم ليلة
يليهم فهد ورعد ويعقوب وصقر ويحيى وزاد
يليهم رماح وجوانا
يليهم غيث وريان ووليث ونور
يليهم يزن وسيليا وجاسمين وعشق ووجوان وأليس وتيا
يليهم شغف وسيلين وشادن
الأطفال يكبروا تدريجي والفراق يزداد أكثر بين الجميع، اليوم تقف بطلتنا في سنها الحادي عشر أمام المرآة ترتب خصلاتها وتنظر إلى جسدها الذي بدأ يمتلأ
وقفت سحاب خلفها قائلة بضحك : قلبوظة
ردت آيسل بحدة : قلبوظة بس عليا جوز عيون طلقة، وشعر احمر ناري وجامدة، بصي على نفسك يا سودة يا مقشفة
شهقت سحاب بصدمة ثم قالت : اتقي الله، مكنتش كلمة يا آيسل يعني!
حركت رأسها بلامبالة ثم قالت : أنا عايزة افهم جسمك ضعيف، وبابا رفيع وماما الله يرحمها عاملة ذي سلاكة السنان، أنا قلبوظة لمين؟
قالتها بنحيب ثم صرخت بغيظ وحركت يديها بعشوائية، تعالت ضحكات سحاب وخرجت آيسل تجري في الشوارع تحاول تخسيس جسدها، طرقت في فتاة وارتدت للخلف فاردفت الآخرى بغيظ : أنتِ عامية يا بت أنتِ
ردت آيسل بغيظ : ما أعمى إلا أنتِ واللي خلفوكي كمان
شهقت عشق ياسين بصدمة ثم صرخت : أنتِ متعرفيش أنا مين يا بتاعة أنتِ
ردت آيسل بعفوية : بتاعت الملامين هاهاها لول
نظرت عشق لها بصدمة سرعان ما انفجرت ضاحكة كذلك آيسل التي اردفت بهدوء : أنا أسفة بس الظاهر وانا بتولد شدوني من لساني
نظرت عشق لها من أعلى لأسفل ثم قالت : أنتِ بكبوظة بس قمر يخربيتك، أنا عشق
مدت يدها باتجاه الفتاة التي قالت : وأنا آيسل، ايه اللي جايبك هنا يا بنتي! دا أنتِ شكلك بنت ناس اوي
أعادت عشق خصلاتها للخلف قائلة : بصراحة توهت وفوني فصل شحن، تاخديني تشحنيه ولا هتخطفيني وتطلبي فيا فدية
غمزت آيسل بمرح قائلة : عيلتك تقيلة ولا ايه!
حاوطت عشق ذراعها قائلة بمرح : دي حكاية طويلة اوي، تعالي احكيها ليكي يا صاحبتي
آيسل بضحك : صاحبتك وش كدة! احكي ..
وهنا بدأت صداقة عميقة بين الفتاتين دون العلم بالصلة التي تربط كلاهما، في حين تقف جاسمين وبجانبها جوان التي تحاول تكوين صداقة معها لكن الآخرى تصدها بحدة
تحدثت جوان ابنة زياد : يا بنتي تعالي نروح الرحلة سوا
ردت جاسمين بغيظ : أنا مش هروح أي رحلة فاهمة؟
عبست جوان بحزن ثم قالت : بس أنا نفسي اطلع ومعنديش صحاب
عادت جاسمين تقول بضيق : أنتِ بتكدبي ليه! مش عندك أليس بنت خالتك چيلان
عضت جوان على شفاها ثم قالت بتوتر : بس أليس مصاحبة تيا بنت عمو كرم عشان هما في نفس الفصل، خليكي صاحبتي
تحدثت جاسمين بغيظ : أنا مش عايزة اصاحب حد يا جوان، افهمي
ردت جوان بسماجة : وأنا برضو هصاحبك ومش هيأس
دخل يعقوب في نفس الوقت قائلاً : أم خدود عندنا يا محاسن الصدف
ردت جوان بغيظ : والله ما هتجوزك برضو!
تعالت ضحكات يعقوب وخرجت جوان فاردف بصوت مرتفع : هتجوز ليلة يا بت، مش بتجوز البومة أم خدود
عبست ملامحها بضيق ثم طرقت بيوسف الذي ضحك قائلاً : جايدا الصغيرة عندنا، ايه النور ده!
ابتسمت الصغيرة قائلة : نورك والله يا عمو يوسف يا قمر أنت، قولي يا عمو أنت ولادك طالعين باردين لمين؟
ربط على شعرها قائلاً بمرح : لأمهم يا قلب عمو
فاق على يد سيلا التي ضربته على صدره، تعالت ضحكاته وابتسمت جوان ثم قالت بعفوية رائعة : قولي لبنتك يا طنط مفيش حد في العيلة قدي غيرها، واحنا ساكنين في برج واحد، عشان كدة صدقيني انا والله هصاحبها غصب عنها
حاوطت وجهها قائلة بإبتسامة وهي تُقبل كلتا وجنتيها : يا روح قلبي وهي مش هتلاقي أحسن منك
ابتسمت جوان وغادرت المكان ...
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
في قصر الشافعي
نتيجة السنة الثالثة من الثانوية العامة وتوترها الذي يعيشه رعد للمرة الثالثة لكن هذه المرة الأمر مزدوج، بالتأكيد هو لن يظهر أمام أولاده ما يشعر به، كالعادة أتت شغف التي في الثامنة من عمرها تجلس في أحضان والدها
خرجت عشق قائلة بغيظ : أنتِ ضرتي يا بت، قومي من على رجل جوزي حبيبي
رفعت شغف وجهها قائلة : هاتي بوسة
انفجرت عشق ضاحكة وهي تنحني تُقبل ابنتها على شفاها بمرح، وقفت شغف تضم عشق بقوة قائلة : بحبك اوي اوي يا ماما
نظر رعد باتجاه عشق التي قالت بتراجع : بنتي حبيبتي عادي
نظرت شغف باتجاهها قائلة : ما تيجي نعمل كيكة يا ماما سوا ونطلع من توتر النتيجة دي، وكمان عايزة احكيلك على حاجات
عشق بإبتسامة وهي تتجه للداخل : حاضر يلا
وعكس ما توقعت عشق فشغف أصبحت قطعة من روحها، لا تعلم ما إن سوف يدوم هذا حين تكبر أم لا لكنها الآن سعيدة بأنها أحضرت فتاة لحياتها
أتى أسد غرفة الجلوس وجلس بجانب والده، ابتسم رعد قائلاً : هي عندها كم سنة؟
نظر لأسفل قائلاً بحزن : لسه مكملتش خمستاشر سنة يا بابا
رد رعد بإبتسامة بسيطة : منا عارف، شوفت لو كنت حفظت نظرك وقلبك لأوانه كنت هتبقى مرتاح أزاي
نظر أسد باتجاه والده ثم اندفع داخل أحضانه، في حين يجلس رعد الصغير في غرفته وأمامه اللاب توب الخاص به، دخل فهد قائلاً : في ايه يا ابني؟ النتيجة لسه هتطلع بكره يعني
هز رعد رأسه قائلاً : ايوة بس انا متوتر إني مجبش طب، بابا هيزعل اوي مني يا فهد وبجد مش عايز اكسر أمله فيا، هو طول السنة بيذاكر ليا وكان بيعطل شغله عشاني حتى أيام الإمتحانات كان بينام معايا
رد فهد بمرح طفيف : تفرقة عنصرية جامدة، متخافش وبعدين ربنا بيقول أنا عند ظن عبدي بي، يعني يا رعد لو ظنيت خير في ربنا رزقك الخير ولو ظنيت شر متزعلش وقتها بقى
هز رعد رأسه بتفهم ودخل ريان قائلاً : يا ولاد تعالوا نقعد سوا بقى شوية، دي اجازه وبعد كده كل واحد هينشغل في كليته
رد فهد بإبتسامة : عمري ما انشغل عنك يا ريان، يلا ننزل
نزل فهد مع اخواته ورغم أنه لا يعبء بالنتيجة إلا أنه خائف من القادم، أتى آدم هو الأخر كذلك عشق وشغف التي تحمل الكيكة قائلة بإبتسامة : عمايل ايدي انا وماما، بتزيل التوتر على فكرة طالما ماما هي اللي عاملاها
تحدث ريان بضحك : حددي وجهة، أنتِ ولا ماما؟
ردت عشق بإبتسامة : احنا الاتنين، يلا كله هياكل
جلست شغف بجانب عشق تضمها بقوة وتتحدث معها : اقولك على حاجة يا ماما
رتب عشق خصلاتها قائلة : قولي يا حبيبتي
ردت شغف بعفوية وخفوت : مش سيلين وشادن ولاد زينة وهمس الحربايات
وضعت عشق يدها على فمها تمنع تكملة حديثها لكنها ازالت يد عشق قائلة : بس هما طيبين اوي
ضحكت عشق ثم قالت بخفوت : متخليش بابا يسمع عشان ميزعلش
هزت رأسها بتأكيد وعادت تضحك بخفوت، وفي الليل كالعادة تجمع الكل اليوم في منزل رعد، فهو الجمعة وغدًا السبت، جلست ليلة بجانب يعقوب تحاول إزالة توتره وهنا تذكرت السنة الماضية حين كانت في ثانوية عامة
لقد تعبت ليلة كثيرًا وقت الإمتحانات وحصل لها إنهيار عصبي، لم تكن تعلم ما عليها فعله وأكثر من مرة يغمى عليها، أنتهت تلك الفترة وأتى يوم النتيجة حيث كانت تجلس وتبكي
جلس أسد بجانبها قائلاً : أنتِ زعلانة ليه يا ليلة؟
ردت ليلة ببكاء : عشان انا عارفة مش هجيب حاجة يا أسد، انا فاشلة ويا هعيد السنة يا هضطر ادخل اي كلية والسلام
جذبها أسد داخل أحضانه قائلاً : ودا يستاهل أخت أسد الشافعي تنزل دمعة من عينها
انفجرت باكية وهي تقول : الكل هيبقى شاطر إلا أنا يا أسد، كان نفسي أبقى دكتورة ذي ماما بس والله ما هجيب حاجة وأنا مش عايزة اعيد السنة عشان هيقولوا إني بعمل كدة عشان ابقى قد يعقوب وأنا كده كده اكبر منه، أنا تعبت يا أسد
وانهارت في البكاء وهو يضمها بقوة يربط على ظهرها بحنية، وحين ظهرت النتيجة كان رعد يجلس ويحضرها لهما، تحدثت ليلة : يا بابا هات بتاعت الصبيان الأول لو سمحت
ابتسم بخفة ثم أحضر الأولى وقال : بيبرس واحد وتسعين، براڤو يا بطل
ابتسم بخفة وأكمل : ما شاء الله يا دكتور، أحمد تمانية وتسعين وتسعة من عشرة، براڤو
بدأت چيلان تطلق الزغاريد وبحث رعد عن نتيجة ابنه ثم قال : أسدي سبعة وتسعين يا حضرة الظابط
اقترب أسد حتى يُقبل رعد وجنته ثم ضمه واتجه حيث تقف عشق التي بكت، حملها ودار بها كما فعل أخاه السنة الماضية ثم انزلها وقَبل يدها قائلاً : دعواتك والله يا ست الكل
جلست ليلة بجانب رعد تبكي وهي تعرف ما سوف تنتجه، ظهرت النتيجة وكانت الأسوأ بينهم فانهارت من البكاء، ضمها رعد بقوة وهو يشير للأولاد والجميع للخارج وخرجوا إلا بيبرس وأسد
ظل بيبرس يتأملها دون حراك وتحدث أسد بلهفة : بتعيطي ليه؟
صرخت ليلة ببكاء : سبعين يا أسد أنت متخيل
رفع رعد وجهها قائلاً : أحسن كلية طب اقدملك فيها، يا نهار ابيض بقى بنتي حبيبتي تعيط كده! وعشان ايه؟
هزت رأسها بالنفي فجلس أسد بجانبها قائلاً بحماس : طبعًا الجميلة ليلة مش هتعيد السنة، ولا هتسافر، ولا عايزة حاجة خاص، بس عادي تدخل حقوق مع أخوها أسد ونفتح شركة كبيرة اوي تبقى شركة التوأم للمحماه ومنها حبيبتي ليلة تمسكها وأنا أكمل حلمي
ردت ليلة بحزن : هتضيع أربع سنين عشاني
هز رأسه بالنفي قائلاً : مش أربع سنين، هما سنتين اتنين بس عشان هبقى معايا حقوق والمهم نكون سوا
وهذا ما فعله أسد معها ودخل كلية الحقوق والآن أنتهى من السنة الأولى، ومستمر لأجل ليلة فقط وكانت له الأقرب فهي أخته في الرضاعة وصديقة دربه ..
وفي الوقت الحالي
كالعادة الجميع في منزل الشافعي كما يحدث كل جمعتين، وفي اليوم التالي وكما هو معتاد ان يبحث رعد بنفسه عن نتيجة الأولاد، الضحكة تعم المكان والفتيات تجلس في غرفة منعزلة لأجل عشق المنتقبة، وأيضًا ارتدت سيلا وحورية وجايدا الحجاب وازداد جمالهم جمالاً
تحدثت حورية بمرح : أنا جايه بكره اتفرج على خيبة ولادكم
ردت جايدا بإبتسامة : لا خيبة ولا حاجة، الولاد محددين أهداف بسيطة ومشكلة فهد لسه قدام، كمان صقر ورعد ربنا يستر
ردت عشق بحزن : صقر قال هيدرس الطب بره ورعد قلقان بس لو ربنا جعل ليه نصيب هيبقى في المنصورة
تحدثت جمان بهدوء : مش لازم يا عشق يبعد، وبعدين هيبقى لوحده و ...
قاطعتها عشق قائلة بانزعاج : مليش كلمة، الأستاذ أسد عايز يكمل شرطة وجيت اتكلم رعد قالي حلمه، وفهد اللي ناوي على حربية دي وواخد قراره على سينا على طول، ورعد طاير على المنصورة وريان من الوقتي بيقولي أنا هبقى ذي فهد ولا مش هيبقى على الأرض دا عايز يبقى تبع الدفاع الجوي تقريبًا، اسكتي دا انا جضيت وعايزة اصوت بجد
تحدثت لارا بضحك : ولاد عشق بيدوروا على الموت فين ويجروا عليه
شهقت عشق بخوف ثم قالت : حرام عليكي يا لارا والله قلبي واجعني لوحده، ربنا يطول في عمرهم ويهدي أبوهم قبلهم
وقفت سيلا قائلة : خلاص يا بنات قفلوا على الموضوع ده وتعالوا نقعد معاهم جوه
نظرت عشق لها بشكر فهي تعرف حين يتم الالتفاف حول عشق ما سوف يحدث، دخلوا وجلسوا في جانب بعدما اسدلت عشق نقابها
تساءل ياسين بتفكير : صحيح يا ولاد هي نتيجة الثانوية العامة امته؟
رد رعد الصغير بعفوية : بكره الصبح هيطلع الأوائل واحنا الضهر او آخر النهار
نظر رعد باتجاه ابنه وعضت عشق على شفاها، نظر رعد الصغير لأسفل بحزن وهو يعرف أن أمال والده فيه أكبر، تحدث رعد بهدوء : نتيجة رعد الصبح وباقي الولاد الضهر
رد ياسين بمرح : مكنش ليه لازمة تقول كدة قدامنا يعني، بكره لما ابنك يجيب تمانين في المية متبقاش تتحرج قدامنا
وقف رعد الصغير وتركهم وغادر يجلس وحده في الحديقة ثم انفجر باكيًا، ذهبت عشق خلفه وجلست على ركبتيها قائلة : بتعيط ليه يا حبيبي؟
رعد الصغير ببكاء : خايف يا ماما اخذل بابا بكره، هو مش مستني حاجة من حد من اخواتي غيري، هو متعبش مع حد قدي وحط هدف ليا
مسحت دموعه قائلة : متقولش كده بس وصدقني بكره كلنا هنفرح بيك يا رعد، باباك عارف هو بيقول ايه!
رد رعد بغضب : هو عارف بس احنا لا يا ماما، واحنا اللي هنيجي بالنتيجة
جذبته عشق إلى حضنها تمسح دموعه وخرج آدم قائلاً بمرح : شكلك وحش اوي يا رعد، بقيت راجل وبتعيط
عشق بحدة طفيفة : لا يا آدم أوعى، يا حبيبي العياط ملوش دعوة براجل او لا
رد آدم بإبتسامة : بس بابا عمره ما عيط خالص قدامنا صح؟ ولا من ورانا
ردت عشق وهي تحرك رأسها : ابوك معندوش مشاعر أصلا
رد رعد الكبير عليها بإبتسامة طفيفة : مين دا يا عشق اللي معندوش مشاعر؟
عضت على شفاها بتوتر ووقف رعد الصغير ينظر للأرض، جذبه رعد داخل أحضانه قائلاً : قربت تبقى طولي خلاص، كبرتوا يا ولاد
تحدثت شغف قائلة : وبكره هكبر وهبقى اطول من ماما كمان، صح يا ماما
حاوطت عشق وجهها قائلة : هتبقي اطول واجمل واشطر من ماما يا نور عين ماما
عادت للداخل مع ابنتها وجلست بها فاردفت جمان بمرح : اللي يشوف بناتي معايا يقول كنت بعمل في مامتي العجب، واللي يشوف شغف معاكي يقول كنتِ ملاك مع ماما نور
ردت سيلا عنها قائلة : الله أكبر، في ايه يا أخت جمان صلي على النبي كده
تحدثت جمان بضحك : مش هتاخد بنتك لحد من ولادها برضو
ردت عشق بإبتسامة : بتتكلمي في ايه يا جمان! دا يوم الهنا يوم ما بنت سيلا تكون في بيتي او بنتي عند سيلا، الوحيدة اللي بتخاف عليا وقلبها على ولادي وعليا وعلى اخويا، وحنية الدنيا فيها، اسكتي كله إلا سيلا بجد
تحدثت چيلان بمرح : أحنا بنهدي النفوس يا همس بس عشق بتحب مرات يوسف عنك
تحدثت عشق بعقلانية : دي مفهاش نفوس ولا زعل، سيلا صاحبتي من زمان وقلبها عليا وفي تعبي شالت بنتي وخدت ابني عني قبل كدة، لو عندي أخت فسيلا فوق اختي
وهنا جلست سيلا بجانبها تضمها بقوة، وفي اليوم التالي كالعادة الجميع يفطر في منزل رعد، وقفت عشق بجانب سيلا تضع الإفطار وكلاهما يشعر بالتوتر
تحدثت سيلا بضيق : مفيش حاجة بتوجعني قد يوم النتيجة دي، هو احنا هنعيش في ده لحد امته؟
هزت عشق رأسها بالنفي ثم اتجهت تفتح التلفاز فاردفت سيلا : يا عشق بلاش رعد ينزل ويزعل، او توجعي قلبه
ردت عشق بحزن : منامش طول الليل ورعد نزل ينام جنبه، بيقولي فضل صاحي برضو وعمال بيصلي وخلى ابوه يقوم يصلي بيه
كادت سيلا تجيب لولا الفتيات التي اندفعوا وكلاهما يريد مشاهدة الأحداث، حاوطت جايدا كتف عشق قائلة : حلمت إن حد جاي بيزف ليكي خبر حلو، ابشري
ابتسمت بخفة وهي تضم جايدا، في حين في المكتب يجلس يوسف أمام رعد الذي يقرأ أحد الكتب في محاولة للهدوء، رن الهاتف ورفعه يجيب : سلام عليكم
سمع صوت يقول له : حضرتك والد الطالب رعد رعد آدم عتمان
نظر رعد باتجاه يوسف ثم ابتسم بخفة قائلاً : ايوة أنا
عاد الصوت يقول له : أنا حابب اهنيك على ابنك، ما شاء الله ربنا يبارك فيه الأول على الجمهورية، الف الف مبروك
رد رعد وهو يقف : الله يبارك فيك
وقف يوسف وهنا ابتسم ثم حرك رأسه، أشار رعد له ثم اغلق مع الشخص واردف : الأول
اطلق يوسف تنهيدة بسيطة ثم قال : ألف مبروك يا كبير
خرج رعد مع يوسف ينادي على ابنه : يا رعد
خرج الصغير من غرفته كذلك اخواته، تحدث بحدة : الأوائل طلعوا يا أستاذ
همس رعد له بحزن : أنا أسف
جذبه رعد الكبير من عنقه ثم دخل غرفة الجلوس، مسك يوسف الريموت واحضر قناة إعلان الأوائل ثم انتظر الجميع، سمع صوت والده ورفع عيناه بلهفة، صرخ اخواته بمرح ورغم أنهم تجاوزوا السن الذي يسمح بتلك التصرفات إن الفرحة كانت أكبر، بدأت عشق بالبكاء وسيلا تضمها وتضحك
تحدث رعد الصغير بتوتر : كنت عند حسن ظنك يا بابا صح؟ حققت اللي عايزه
حاوط رعد الكبير وجهه قائلاً : مش كله يا رعد، أنا مستني منك يا روح ابوك أكتر من كده بكتير، أنت الوحيد اللي حطيت ليه هدف وصدقني للنهاية أنا في ضهرك
أغمض رعد عيناه وهو يضم والده الذي أشار باتجاه فهد، اقترب فهد يضمه بقوة هو الآخر وعاد يشير حيث يعقوب وصقر الذين اقتربوا يضموه
المجاميع هذا العام أفضل ما يكون، التحق كل واحد فيهم بحلمه وبدأت اختبارات فهد التي كانت في غاية القسوة، ترك رعد مهمته مع ابنه رعد الصغير وبدأ مع فهد
قضى أيامًا معه في جيم القصر يدربه بقسوة، تحدث بحدة : يلا يا فهد أعلى، فهد ركز على النقطة اللي عايز توصل ليها
قفر فهد قفزة قوية حتى وصل فاردف رعد ببرود : عيد يا بطل
وأكمل تدريبه ثم أكمل : يلا ارتاح ساعة وتقابلني في الساحة عشان السواقة
ارتمى فهد بتعب على الأرض قائلاً : حاضر
جلس رعد بجانبه قائلاً : يا فهد أنت هتدخل اختبار اسمه السمات الشخصية، وفي اختبار طبي، وفي اختبار الثقة، واختبار اللياقة البدنية، واختبار كشف هيئة عدي كل ده وتعالى، أنت ليك مني لحد ما تستلم شغلك
نظر فهد له مبتسم ثم قال : أحنا هنفضل نتعب فيك لحد امته
رعد بإبتسامة بسيطة : دا مش تعب، انا حياتي وعمري كله لأمكم وليكم
مسك فهد يده ثم قال بتنهيد : بابا متقولش لماما عشان خاطري، بس أنا لو ربنا جعل ليا نصيب فيها هختار الصاعقة
ورغم أن هذا بعيد كل البُعد عما يريد رعد لكنه لم يعارض اي من أولاده، سعى مع فهد حتى التحق بكلية الحربية ورعد بكلية الطب لكن حيث أراد رعد الكبير وليس الصغير كذلك قام يعقوب بالسفر هو وصقر وكلاهما في وادي خاص به
وقف رعد وسط أولاده قائلاً : الملاكمة، الضرب بالسلاح، السواقة المتهورة، اي حاجة بعلمها ليكم دي لازمة بس لازم تعرفوا امته تستخدموها، ركز واعطي لكل اللي بتحبهم أمان وفي نفس الوقت خده منهم، الرزق من عند ربنا والمال من الله ولازم يرجع لله، اوعوا كل حاجة في الدنيا تنسيك ربنا، اوعى شغلك او الفلوس تنسيك إنسانيتك
أكمل بحدة واضحة : أنا اكبر دعم ليكم بس وقت الغلط مفيش رحمة، اعملوا كل حاجة إلا إنكم تعملوا الحرام، في حدود الله رعد مش هيسامح ...
وكان لهم الأمان كذلك مصدر الرعب، جعلهم لا يخشوا سوا الله، وفي يوم كان كل واحد يقود سيارة سباق في ساحة خصصها لهم ويستخدم اقصى سرعة له، مهارات عجيبة تعلمها الجميع .. وخلف قطبان القصر كان عالم آخر لأولاد الشافعي فعله والدهم لهم، ضحكات لا نهائية ومحبة كبيرة
جملة لم ولن ينساها أولاده : عشق فوق الجميع بالنسبة ليا، وبالنسبة ليكم عشق برضو فوق الجميع وفوقي أنا كمان ..
وربى أولاده على حب لا يُقاس تجاه عشق، زرع الكثير والكثير فيهم وكان أول شيء الخوف من الله، الخوف من غضب الله، الخوف من عصيانه .. وإلى اللقاء في بداية جيش الرعد ..
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كدة الفصل السادس خلص
بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★