أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني وعشرون الجزء الثالث

 عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني وعشرون الجزء الثالث
عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثاني وعشرون الجزء الثالث

في برج يوسف 
دخلت تيا غرفة زاد تفتح الشبابيك وتجذب الستائر بجانب بعضهم، بدأت تجمع اغراضه المتناثرة واتجهت تضعها في مكانها بينما وضع الوسادة فوق رأسه، عادت تسحبها 

تحدث بحدة : ماما كفاية 

تيا بمرح : أنا مش ماما أنا بابا، يا صباح الخير والجمال على أجمل عيون 

رد زاد وهو يعطيها ظهره : لو مطلعتيش أنا هقوم اضربك 

اتجهت للناحية الآخرى تمسك اطراف شعرها وبدأت تمررها على أنفه، شعر بإبهامها على لحيته وتُقبل وجنته هامسة : بحبك يا زاد، بحبك فوق ما تتصور

فتح عيناه فأكملت بمرح : أنت مش هتتجوزني بقى، والله راضيه معاك بالأوضة دي ومش هطمع 

رد زاد ببرود : أحنا بنتخنق من السهلة 

وقفت قائلة بجنون : اعمل ايه؟ بحبك، بحبك، بحبكككك 

اعتدل جالسًا ثم قال : مين اللي هنا؟ 

انحنت أمامه قائلة بمرح : معتش غيرنا والشيطان تالتنا 

ضحك بخفة ثم جذبها لحضنه قائلاً : اعرفك عواقب إنك جيتي هنا لوحدك؟ 

ردت تيا بضحك : اة خليني اخليهم يغصبوك تتجوزني، وتدبس فيا بقى 

رد زاد بثقة : محدش يقدر يدبسني في حاجة، بعمل اللي عايزه وباخد اللي عايزه 

تيا وهي ترفع يديها : يا رب ابقى حاجة من اللي عايزها بقى 

تيا ملامحها جميلة مثل تالا تمامًا، اعين بنية قاتمة وبشرة بيضاء كذلك ضحكة جميلة، شعرها ليس بالطويل ولا القصير، تذيب من تنظر له لبرائتها وهنا اقترب يُقبل طرف فمها وفجأة تجاوز الحدود معها وبدأ ينهل من شهدها ثم وضعها على السرير وتطور الأمر لكنه فاق في آخر لحظة، فجأة وجدته يدفعها بعيدًا عنه 

شهقت بصدمة فاردف بحدة : قومي امشي 

سألته باستغراب : أنا عملت ايه؟ 

هدر بها بغضب : قومي بقولك من هنا 

ابتلعت ريقها بتوتر سرعان ما انفجرت باكية وهي تقول : أنا .. أنا مش فاهمة أنت متضايق ليه؟ 

خلع دبلته ووضعها في يدها قائلاً : أنا مش عايز اتجوز واحدة رخيصة، عارفة انا لو موقفتش كان حصل ايه! 

نظرت للدبلة بزهول سرعان ما قالت : لا يا زاد متعملش كده، أنت عارف إني مقصدش حاجة وبعدين أنا .. 

هدر بها بغضب وجنون : أنتِ واحدة رخيصة يا تيا وأنا مقدرش اعطيكي اي أمان، أنا مش بحبك وعمري ما هعرف أحبك وكنت بقول على اساس بتحبيني ومحترمة بس أنتِ مش محترمة 

وقفت ثم وضعت الدبلة على الكومدينو قائلة : أنا عارف إنك مش بتحبني بس والله ما هي سهلة عليا، فكر تاني وصدقني انا عمري ما هعمل كده مع غيرك 

رد زاد بقسوة : اللي تعمل كده مع واحد غريب عنها تعمل كده مع ألف 

ظل يلقي على مسامعها كلمات قاسية ثم مسك يدها واتجه قائلاً : اطلعي بره واعتبري اللي بينا انتهى فاهمة؟ 

اغلق الباب خلفها وذهبت تجر بقايا كرامتها، على الجانب الآخر يصرخ ياسين في وجه ابنه أمام أبناء اخواته كلهم، نظر باتجاه ابنه الصغير الذي شرع بالبكاء بانهيار وهي يخفي وجهه في حضن ليلة 

تحدث بيبرس بهدوء : تيام خايف، لو سمحت مش وقت نقاشك ده 

ياسين بغضب : أنا مش بناقشك، أنت أزاي ليك عين تعمل فيا كده ومفكر إن دا مش خيري وتعبي اللي سرقته 

رد بيبرس بغضب : لا مش خيرك، الشركة أنت لو مديها ليا وهي على السلم الأول فأنا خليتها بمجهودي على العشرة، أنا مأمنتش ليك واتوقعت منك الغدر 

صرخ ياسين قبل أن يصفعه : غدر ايه يا حيوان أنا أبوك 

الانكسار 
هذا ما شعر به بيبرس ثم اتجه يحمل ابنه وجذب يد ليلة التي شرعت في البكاء ثم خرج، وصل إلى منزله وقد نام ابنه فوضعه في سريره وخرج يجلس يفكر بشرود 

جلست ليلة بجانبه تُقرب وجهه لها وبدأت تُقبل وجنته التي صفعه ياسين عليها، تحدث بيبرس : شكلي ايه وأنا الكبير؟ هعرف بليل احط عيني في عين أعمامي وولادهم؟ أنا بكرهه يا ليلة اوي، أنا بكرهه لدرجة خايف ادعي عليه ابني يدعي عليا في يوم بس أنا ... 

وضعت يدها على فمه قائلة : هششش هو هيفضل باباك 

جعلته يصمت وداخله ألم أكبر منه هو شخصيًا، يريد إفراغ غضبه وهذه اللحظة أكدت له أن فعلته هي الأصح في مثل هذه الظروف 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

وصلت آيسل منزل يوسف واتجهت لأعلى سريعًا، فتحت الشقة وجدت سحاب تتمدد على الأريكة في الصالة اتجهت بجانبها تصرخ بصوت عالي، انتفضت سحاب جالسة ثم قالت : ربنا ياخدك يا بغلة 

آيسل بضحك : اللهم واياكم، هاتي حضن عشان وحشتيني اوي 

ضمتها سحاب التي فرت دموعها ثم قالت : لقيت شيخة بتعمل أعمال، لو عرفتها قبل ما تتجوزي كنت بوظت عليكي الجوازة ومش عشان فهد لا عشان القاعدة من غيرك وحشة 

تعالت ضحكات آيسل وهي تقول : والله لو أعرف إنك هتبقي سو رومانتك كده كنت اتجوزت من زمان، دموع فين؟ 

وقفت سحاب ترفع شعرها قائلة : تحت عند نينا هدى وأنا كنت برتاح شوية، قليتي راحتي بس مش مهم قوليلي الجواز ايه نظامه؟ 

نظرت آيسل باتجاهها وفكرت قليلاً ثم قالت : أنا بحب فهد اوي وبالنسبة ليا دا الجواز 

ربطت سحاب على كتفها قائلة : غصب عنه هيحبك يا آيسل صدقيني 

آيسل بنفي : معتقدش، فهد طلع صعب اوي في تعامله، عارفة لو بيتكلم او بيتعصب سهلة بس هو ... بصي الأمور تمام وأنا تمام 

تحدثت سحاب بحزن : محتاجين سند قصاد الزوج صح؟ 

ردت آيسل بلهفة : أنا محتاجة حضن دافي يا سحاب، الفتور اللي بيني وبين فهد كأننا متجوزين بقالنا ميت سنة، أنتِ فاكرة أنا حبيت فهد ليه، أنا ... مقهورة والله مقهورة 

شعرت سحاب بالشفقة عليها وأكملت آيسل بدموع تنهمر : أنا عايزة أحس بالأمان يا سحاب، أنا فكرت إني هلاقيه في حضن فهد بس هو أصلا مش بياخدني في حضنه، أنا محتاجة أب 

انهت حديثها من هنا ودق جرس الباب، اتجهت تفتحه وجدت يوسف أمامها يقول : الحلو اللي نور البرج كله، على أختك كده

آيسل بلهفة وإبتسامة : عمو يوسف وحشتني اوي، ياااه يا عمو والله وحشني السلم والقاعدة معاك، ياما نفسي اخدك حتة حضن 

تعالت ضحكات يوسف الذي قال : وأنا والله، وحشني صوت ضحكتك ورغينا سوا، اخدك الفهد 

جلست تتحدث معه دون ملل حتى ذهب ثم اتجهت تفتح صندوق كبير واردفت : النهاردة فرح عشق وأنا عايزاكي تيجي وتتعرفي على العيلة، وعارفة انك هتقولي معنديش فستان اهو فستان جديد ومن مالي الحر والله والهيلز كمان في اكسسورات ليه، اي خدمة 

ردت سحاب بإبتسامة : أنتِ طيبة اوي يا آيسل 

ضمتها آيسل قائلة : أنتِ اختي 

اة خافتة خرجت من سحاب التي اتجهت في المساء للفرح، علمت قيمتها الحقيقية لدى آيسل هي وأختها رغم انهم لا يحملوا نفس الدماء 

ارتدت الفستان وكم كان ذوق آيسل رفيع، خرجت فوجدت يعقوب يقف ويتحدث في الهاتف، أشار لها بالوقوف حتى ينتهي 

أنهى حديثه ثم قال بمرح : ايه القمر ده! أنا مقابلتكيش بقالي كم يوم ومعرفتش اكلمك في فرح آيسل 

سحاب بتوتر : خير؟ 

رد يعقوب بإبتسامة : خير بإذن الله، آيسل كلمتني على أساس تدفع إيجار أكبر للشقة عشان مقولش ليكي حاجة طالما اتجوزت، وانا جاي اطردك 

اتسعت عيناها بصدمة فانفجر ضاحكًا قائلاً : بهزر يا بنتي! انا عايز اقولك بس إن آيسل بتحبك اوي والله وأنا الوقتي ذي اخوكي بالظبط، احتاجتي اي حاجة كلميني وهجيبها ليكي تمام؟ 

لمعت دموعها وهي تؤكد برأسها فأكمل : بطلي دراما، يلا بقى هوصلك في طريقي واي خدمة يا ستي 

ابتسمت بخفة وقد شعرت بتأنيب كبير، لا تعرف مَن عليها إخباره وكيف! 


الجميع أتى على أكمل وجه 
آيسل كادت تصرخ من التعب فقد شغلتها عشق كثيرًا وكأنها ليست عروسة هي الأخرى وانتهى الأمر مع فهد الذي نهرها بغضب على انشغالها 

ها قد احضره رعد الكبير مخصوص لها كذلك نقاب أبيض ذو نقشات رائعة من التي ترتديه عشق في المناسبات، نظرت باتجاهه فهد الذي ما زال غاضب منها ولا يعطي رد فعل مطمئن بمرور الليلة 

وقفت أمامه قائلة بمرح : ايه رأيك اروح الفرح كده؟ 

رفع حاجبه باستنكار فكانت ترتدي فستان ابيض قصير عليه رسومات فراولة متفرقة، وجهها شاحب يدل على ما كانت تفعل، تحدث بحدة : عاجبك شكلك يعني الوقتي؟ أنتِ هتقدري تقفي باقي الليلة 

حاوطت عنقه بيديها قائلة : متقلقش عليا، انا لسه مفصلتش شحن بس ممكن تديني بوسة حلوة ذيك ترفع البطارية شوية 

 اقترب منها وظنت انه سوف يُقبلها إلا إنه انحنى يُقبل عنقها وقد بدأ يضمها له، حملها واتجه للسرير دون مقدمات يذهب بها لعالم خاص 

وبعد وقت 
ذهبت مع فهدها الذي يمسك يدها في يده ثم تطلع إلى أخواته الذي لم يتفق أحدهم مع الآخر في اللبس، نزلت عشق الكبيرة وما إن رأها أولادها حتى صفر ريان بإعجاب واتجه كل واحد يضمها له قليلاً 

ثواني ونزلت ثلاثة فتيات ألا وهم شغف وشادن وسيلين، فتحدث صقر : ايه القرف اللي على وشك ده، امسحي يا شادن 

ضحكت شغف بشماتة قائلة : قولتلك بلاش 

نظرت سيلين باتجاه ريان الذي يتحدث مع رزان وكلاهما يضحك بمرح، بينما ينظر صقر باتجاهها واقترب قائلاً : دي مش حلاوتك، دي حلاوة الفستان 

شغف بحدة : أنت كداب يا صقر عمار 

نظر حوله يتأكد ان لا أحد ينظر لهم ثم قال : متعرفيش تقولي صقر بس 

حركت رأسها باستفزاز فأكمل : جدعة، لو في مرة قولتيلي صقر بس أنا هبوسك 

ضيقت عيناها ثم قالت : تيجي نشوف رأي بابا في الكلام ده 

رفع حاجبه ثم قال : لو جدعة نشوف يا قطتي 

جزت على أسنانها بغيظ واتجهت تقف بجانب أخاها، غمز لها بخفة ثم اتجه الجميع للقاعة التي تعتبر من أكبر وأفضل قاعات مصر، وكالعادة الكثير يحاول مجاملة رعد الشافعي وابنائه، هنا رجال الاعمال والضباط " جيش وشرطة " والأطباء وبعض من فئات الدولة المهمين، والمهندس والمحامي وكل شيء.. 

عقب إصرار عشق الكبير على أخاها
وقف رعد الصغير على الاستيدج ينتظر قدوم زوجته مع أخاها بيبرس الذي كانت تحاوط ذراعه وهو يضغط على يدها بأنامله، سلم رعد على بيبرس بود ثم استلمها منه وهنا عاد هو بجانب زوجته 

وقف ينظر للجميع بجانبها وهو ممسك بيدها، ثم أشارت لآيسل التي ابتسمت ونظر هو باتجاه أخواته ثم جعد جبينه في حركة بثت الضحك لهم وقد تذكروا جملته 

" في يوم فرحك انا وقتها هزغرد حتة يا زغرودة يا رعد تطلع من قلبي كده، كمان هطلع معاك نرقص على أغنية سوا، هعمل فيها أم العريس وهلبس عباية فراشة " 
ابتسم بخفة وهو يتذكر كلمات تسنيم له ثم نظر باتجاه أسد الذي كان هو أيضًا يتذكر مدى حماسها لزفاف رعد وريان، استغفر ربه وهو يحاول تجاوز الأمر 

بيبرس يعد الثواني والدقائق حتى يفر هاربًا من الحفلة كلها، يتجه إلى تلك التي يفرغ غضبه وجنونه بها بعدما لم تسمح ليلة له بالحديث فقط، كان مُحق حين فكر أنها سوف تفر من عصبيته وغضبه 

وقفت عشق الكبيرة بجانبها رزان من جهة وآيسل من الآخرى كلاهما يضموها، تحدث يوسف : أنا كنت قلقان من رزان دي اوي بس باين عليها طيبة 

همهم رعد بتأكيد ثم قال : بطمن لوجودها في البيت، حاسس إن دي فعلاً اللي كنت أتمناها لآدم 

رد يوسف بمرح : بس برضو تفضل آيسل المفضلة عندي 

تحدث رعد وهو ينظر لزوجته : المهم راحة عشق يا يوسف بوجودهم، أنا خايف عليها وحاسس إنها بدأت تاخد كل حاجة على أعصابها وتسكت 

ظهر القلق على ملامح يوسف وهو يقول : وأنت ساكت ليه ما تتكلم معايا 

رعد الكبير بتنهيد : تعدي الليلة دي بس.. 

فاق يعقوب على يد ريان التي وُضعت على كتفه، نظر باتجاهه ثم باتجاه رعد الصغير واردف ريان : أنت مركز مع جوان جامد ليه؟ أنا سمعت إن أحمد عايز يخطبها 

رد يعقوب بحدة : خطبته عقربه يا أخي، هو أي واحدة والسلام كده! شوية عشق ولما اتجوزت هيلف على جوان 

رد ريان بضحك : اتجوزها ونشوف مين التالتة، التالتة تابته.. 

تحدثت آيسل بمرح : تعرفي يا بت يا عشق يا ماما 

ردت عشق بحدة : أنتِ مش هتجبيها لبره في الليلة دي، اقفلي بوزك يا آيسل مش ناقصة 

عبست ملامح آيسل قائلة : ايه كبت الآراء ده! طب على فكرة كنت هقول حاجة عادي خالص 

عشق بإبتسامة : قولي العادي خالص 

نظرت آيسل باتجاه فهد قائلة : أنا لما بشوف ابنك فهد بفتكر أغنية ابوس الايدين ولا ابوس العينين مع إني والله ببقى عايزة ابوسه من بوقه على طول 

انفجرت رزان ضاحكة يليها عشق التي باتت تستغفر ربها وتحاول أن تهدأ، تحدث آدم باستغراب : ايه اللي حصل؟ 

بالتأكيد لن يخبرهم فهد ما يعانيه مع سليطة اللسان هذه والتي لا تكف عن إلقاء كلمات صادمة، عادت عشق تضمهم لها ثم قالت : آيسل أنتِ لو اتكلمتي الليلة دي تاني أنا هروحك مع سيلا 

هدرت آيسل بأذنها : اةة شايفة الناس من ورا نضارتي ناس غاوية تفاهه، م اللي حصلي كرهت مرايتي معتش طايقاها، أسفة يا قلبي عشان سلمتك لحماة مش بتحس

اخفت رزان وجهها ولم تعد تتمكن من الوقوف، أشارت عشق باتجاه فهد الذي أتى فاردفت آيسل لعشق : أوعى، شاهد زوجة تفعل فعل فاضح مع وسيم عيلة الشافعي عشان حلاوته زايده، اقسم بالله ابنك دا قمر

تحدثت عشق بحدة : اتقلي 

آيسل بضيق : أتقل ايه؟ دا أنا بشوفه من هنا ببقى عايزة اغتصـ ـبه من هنا 

وصل فهد واردف : في حاجة ولا ايه؟ 

عشق بضيق وهي تلقي آيسل عليه : خدها بعيد عني، فضحتني وأنا مبقدرش اسيطر على ضحكتي معاها 

فهد بحدة : هو دا وقته 

آيسل بحدة لعشق : هو صحيح دا وقته 

عشق بحدة : وقت ايه يا جزمة؟ 

اقتربت آيسل من عشق هامسة لها : تحدفيني عليه بحلاوة أمه دي! ترضي الوقتي افضح العيلة كلها وانا بتحمرش بابنهم 

عشق بصدمة : أنت متجوز دي أزاي؟ يا حبيبي يا ابني ظلمناك بجد 

رزان بضحك : دي عسل، اقولك عملت معايا ايه يوم الفرح يا ماما؟ 

جز فهد على أسنانه وهو ينظر حوله، لقد مَّل من كل أفعالها رغم مرور عدة أيام فقط، تركهم وغادر فاردفت عشق بقلق : في حاجة ولا ايه؟ 

آيسل بنفي : لا .. هو بيتكسف بس ما هو أصل مش معقول أبقى أنا وهو بجحين يعني! 

أما تيا كانت تجلس بجانب جايدا التي تبتسم بفرحة متمنية ان يكون الزفاف القادم زفاف ابنها، نظرت باتجاه الشباب ووقعت عيناها عليه فأشاح بوجهه عنها 

بدأت الرقصة السلو يليها صعود الفتيات إلا آيسل التي جلست بجانب عشق، سألتها باستغراب : مبتطلعيش ليه؟ فهد قايلك حاجة؟ لو قايلك ... 

آيسل بنفي : لا بس انا مبعرفش ارقص غير ببدلة رقص، ومعملتش حسابي 

ضحكت عشق وهي تضمها له، أتت سيلا قائلة : آيسل هتاخدك مني ولا ايه؟ 

آيسل بإبتسامة : أنا اقدر.. 

وقف أسد خلف عشق يحاوط عنقها ثم انحنى يُقبل وجنتها عدة مرات، ابتسمت قائلة : اطلع جنب أخوك متسيبهوش 

تحدث بانزعاج طفيف : أنا ودني بتصرخ من الأغاني دي 

آيسل بفخر : اقتراحي، اعتبروه فرحي عشان أنا اللي مختارة كل حاجة 

رد أسد بضيق : بلوة 

وقف أسد واتجه لأعلى بجانب أخاه الذي لا يوصى هو ويعقوب، كأنهم ما صدقوا هذا الاقتراح أما عشق الصغيرة نظرت حولها وعادت تنظر للمعازيم وأشارت لآيسل التي صعدت لأعلى

وقفت آيسل بجانب سحاب تحاوط كتفها وتهتز بخفة، أطلق فهد زفير غائظ منها فهو إلى الآن لم يفهمها، مر وقت ثم اتجهت عشق تبدل الفستان ومعها آيسل وجاسمين ونور ورزان، عادت بفستان اروع تمسك يد آيسل التي قالت : سبيني بقى هتفضحينا 

عشق بنفي : والله ما يحصل، بقولك اسيب رعد ونطلع سوا 

ضحكت آيسل رغمًا عنها واتجهت تقف مع الفتيات على السلم، خرجت عشق والبنات تغني ثم نزلت لرعد الذي قَبل وجنتها وذهب معها 

نزل رعد وصعد ياسين يمسك يدها ثم بدأت أغنية " بنت ابوها " ابتسمت بخفة وهي تحاوط عنقه وبدأت تهتز بخفة وتغني له، وقفت جاسمين تجري باتجاه يوسف تجذب يده قائلة : يلا بسرعة أجري 

تصاعدت ضحكته وهو يسير معها 

جذب أدهم يد ليلة التي ابتسمت كذلك مالك أليس وكرم تيا وزياد جوان، نظرت شغف باتجاه رعد ولم تجرؤ على طلب هذا، اتجه يمسك يدها فصرخت بحماس جعله يضحك 

وضعت عشق يدها على وجنتها وهي ترى كل واحدة ترقص مع والدها، تذكرت والدها وبدأت تغني : 

" صوت رنة المفتاح في الباب ساعة اما توصل 
ومكالمة نص اليوم لما من غير داعي تسأل " 

كانت جاسمين تغنيها ليوسف وتبكي رغمًا عنها، مسكت شغف يد رعد قائلة : أنا فخورة إنك بابا اوي 

قَبل جبينها وضمها لحضنه، كل واحدة تغني لأباها من قلبها :
" والزعيق من ورا قلبك لما اصالحك وتتقل 
وحضنك اللي بنسى ليه كنت بزعل "
وقفت جاسمين تبكي وهنا ضحك يوسف كذلك سيلا التي سرعان ما بدأت تبكي، يوسف كان أعظم اختيار لها ولأولادها، بدأت شاشة كبير تعرض صور للفتيات مع أهلهم وكان الأمر أكثر من رائع 

سألت سيلا آيسل : أنتِ اللي عاملة كل ده؟ 

آيسل بتأكيد : ايوة، كنت عايزة الحتة دي تبقى مثالية لكل البنات 

ربط يوسف على كتف رعد يعطيه جاسمين ثم نزل يُحضر آيسل ورزان، صعدت الفتيات وبدأت آيسل تبكي وهنا ادخل يعقوب صورهم، فقرة أجمل ما يكون 

همست عشق الكبير بقهر وهي تبكي : 
" يا حبيبي يا رب خلي صوتك العمر كله " 
قهرتها على والدها لم تقل إنش، ورغم أن هناك من يسعد بالأغنية إلا إن هناك ما تسبقه دموع القهر قبلها، نزلت الفتيات خلف بعضهم إلا جاسمين التي تتعلق به 

همس لها بحدة : يا بت هضربك وابوظ الأغنية 

" بحبك " 
قالتها وهي تُقبل وجنته عدة مرات، رد عليها بمرح : وأنا بحب سيلا 

ضربته بخفة على ذراعه فأكمل : هاتيلي بقى سيلا وعشق كده 

انفجرت ضاحكة واتجهت تنزل ثم تحدثت مع يعقوب، اتجه يأخذ سيلا وآدم عشق التي نظرت باتجاه رعد فوافق، صعدت لأعلى في البداية وهنا ضمها يوسف له ثم مد رعد يده لها فاتجهت تمسك يدها وتضمه 

أشار يعقوب بمعنى لا لن يعطيه سيلا، رفع يوسف حاجبه ثم قال : هضربك وهيبقى شكلك وحش 

يعقوب باستفزاز : وأنا هخلي أمي تطلق على المسرح برضو، صح يا سيليو هتطلقي؟ 

سيلا بتأكيد : طبعًا يا حبيبي لو دا هيريحك 

وهنا اقترب يوسف من يعقوب الذي تركها وفر هاربًا، تصاعدت ضحكات الجميع وعادت الأغنية لهم الأربعة فقط ولأول مرة يسمح رعد ان يكون موضع أنظار، يكتفي بالنظر لها وهو يمسك يدها بيد والآخرى تحاوطها 

رفع يدها يُقبلها ثم همس : أنا أثرت في حاجة؟ 

نفت برأسها فأكمل : لا أثرت وإلا مكنتش دموعك نزلت، مكنتش خليت ولادك جايبين أسباب فيهم جزء من قهرك، مكنتش طنشت ولا اتكلمت معاكي لحد الوقتي، أنا آسف 

احنت رأسها وهنا رفع ذقنها يضمها له، ابتعدت تغني له من قلبها :
" صوت رنة المفتاح في الباب ساعة اما توصل
ومكالمة نص اليوم لما من غير داعي تسأل 
والزعيق من ورا قلبك لما اصالحك وتتقل " 

وقفت آيسل بجانب فهد تسأله : هو أنت محتاج كم سنة عشان تبقى كده؟ 

رد فهد بهدوء : متستنيش

صمت قليلاً ثم أكمل : بابا متجوز ماما بقاله اكتر من تسعة وعشرين سنة وأول مرة يطلع على استيدج بيها 

نظرت له قائلة : مش عايزة اطلع على استيدج معاك، ولا عايزة فرح ذي ده رغم إن اللي حواليك أحلامي أنا مش حد تاني، برضو مش عايزة ولا عايزة شهرتك وفلوسك وتُقلك ولا اي حاجة، انا عايزة كلمة واحدة 

رد فهد ببرود : ينفع اقول حاجة مش حاسسها 

تحدثت آيسل بهدوء : أنا مش خايفة من النهاردة، أنا خايفة من اللي جاي مش أكتر 

لم يحب كالمعتاد منه فأكملت : أنا معتش ليا غيرك يا فهد، خليك حنين عليا، عايز أكتر من كده، بقيت بطلبها بنفسي؟ 

ترك كلماتها مُعلقة وذهب وهنا شحب وجهها كليًا، اتجهت جاسمين لها قائلة : أنتِ كويسة؟ 

ضمت جاسمين بقوة وبدأت تبكي دون أن يلمح أحد، ضمتها جاسمين بلهفة وحين استمر بكاء آيسل بكت هي الآخرى وهنا تحدثت زينة : البنت دي لازم تطلع من حياتهم او يطلع أملها خالص، دي بقت قريبة منهم اوي.. 

حرك بيبرس رأسه ولم يعد يحتمل غضبه، غادر المكان دون شعور أحد نهائي ثم اتجه سريعًا حيث سيارته يركبها ويذهب 

لمحه يعقوب الذي كان يسعل ثم رفع عيناه قائلاً باستغراب : هو دا راح فين؟ 

عاد للخلف ينظر باتجاه شيء ولم يلمح السيارة التي أتت باتجاهه، سمع صوتها والتفت في نفس الوقت صرخت جوان : يعقوب 

طرقت السيارة بجسده... 

وقفت آيسل في أول الطريق للاستيدج تمسك المايك ورغم أنها تعلم بفعلتها لن تمر الليلة مرار الكرام لكنها أرادت فعلها لمن وقفت بجانبها حتى الآن 

" قبل خطوة من النهاية 
قبل آخر وقعة ليا 
بان قصادي شريط حياتي 
كنتِ فيه قدام عنيا " 
ابتسمت عشق ولم تكن تتوقع أن آيسل سوف تتذكرها لكنها لم تكن تعلم أن الليلة لها هي وآيسل، لقد أهدت أحلامها للوحيدة التي شعرت أنها تستحق 
" الأمل كان مات في قلبي 
من معافرة بدون نتيجة 
وأنتِ طول الوقت جنبي 
شايفة أحلامي حقيقة " 
وقفت على أول سلم وعشق أمامها تبتسم : 
" كنت باهت روح وصورة 
والهموم صعبة وتقيلة 
قوتيني وشيلتني عني 
اتقاسمنا جراح كتير " 
أغمضت آيسل عيناها واردفت :
" قولتلك الخوف كسرني 
شكلها الواقعة الأخيرة 
قولتي مش هقبل سامعني 
لسه سكتنا طويلة " 
ابتسمت وهي تهز رأسها : 
" أنتِ نور غير كياني 
مستحيل هتهد تاني 
أنتِ نور غير كياني 
مستحيل هتهد تاني " 
اقتربت عشق ووقفت أمامها تبكي وهي تسند جبينها على جبين آيسل التي قالت : 
" فاكرة لما الحزن صابني 
والوجع غير في شكلي 
كنت محبط ضهري محني 
من همومي ومن مشاكلي 
كل سابني اتخلى عني 
كنت تايه وسط غلبي 
قلبي كان مقسوم وجعني 
قولت قوم كمل بقلبي 
دنيا ودت ناس وجابت 
وأنتِ ثابتة من البداية 
طول طريقي عليكي ساند
مهما يحصل معايا 
قولتلك الخوف كسرني 
شكلها الواقعة الأخيرة 
قولت مش هقبل سامعني 
لسه سكتنا طويلة " 
مسكت عشق المايك تخبرها : 
" أنتِ نور غير كياني 
مستحيل هتهد تاني 
أنتِ نور غير كياني 
مستحيل هتهد تاني " 
ضمت آيسل تعيدها لها مرارًا وتكرارًا فاردفت آيسل : أنا أسفة يا عشق وشكرًا على كل حاجة، شكرًا إن من وقت ما كان عمري تلاتاشر سنة ملقتش جنبي غيرك، أسفة إن عتبت عليكي من غلط واحد بس ونسيت كل حاجة 

تركت المايك يقع وضمتها بقوة تبكي معتذرة لها : آسفة يا آيسل، أنا والله غلطت في حقك عارفة 

تتيقن آيسل ان أنقى قلب وسط الجميع على الإطلاق هي عشق صديقتها، كل واحد لديه نسبة خبث في دمائه إلا عشق المهدي فهي تخلو من كل قطرة دماء غير صافية 

تحدث يوسف بضيق : يا اخي دا مش فرح، دي مناحة والله العظيم، وشوية هتبدأ فقرة الأخ ويقعدوا يعيطوا والمعازيم تعيط، وبعدها على طول فقرة الأم وهي تعيط وامها تعيط واحنا نعيط وفي الآخر نقول فرح 

ضحك رعد الكبير بخفة واردف زياد : دي رسوم أفراح لازم ولابد منها، كله من آيسل بس حلو إن رعد جمعهم في بيت واحد، ربنا يحفظ ولادك يا كبير 

ربط رعد على كتفه فاردف يوسف : بس ارجع واقولك أختي ثم أختي ثم أختي 

رزان كانت كالطفلة التائهة او المركب التي لا تحمل شراع ومن حسن حظها وجدت مرسى 
آيسل بها حنية تكفي عالم، وروحها مرحة، تتجنب أذية أي أحد حتى لو على حساب ذاتها 
عشق تمتلك صفاء ابنه رعد، كلاهما لا يعرف ما الصواب من الخطأ وذو تهور لكن لا نكران لصفائهم 
قلقه كان وبات من نور التي أيقن انها أتت وكل تفكيرها أن أولاده لا شخصية لهم أمام عشق، لكن الحقيقة أنهم تأسسوا على محبة عشق.. 

أما ليلة كانت تقف بجانب أسد الذي قال : في ايه يا ليلة؟ امشي من جنبي بقى 

ليلة بمرح : عينك فيها حُزن وأنا جايه اطلعه 

ابتسم بخفة وهو يحاوط كتفها، أكملت : أنت عارف إن احنا عايشين في خير 

رد أسد بإبتسامة : الحمد لله، وجودك خير ووجود ماما وبابا واخواتي 

ليلة بهدوء : وموت تسنيم؟ 

أشاح بوجهه عنها وهنا لمح بسام الذي كان يتحدث مع أحدهم ويبتسم، اتجه له فوجده يقول : تمام يا دكتور أتمنى لو في اي مشكلة تبلغني، اعتبرها طفلة وانا ولي أمرها 

ضحك الشخص واردف : لا ما شاء الله تقديراتها كانت كويسة جدًا 

شحب وجه بسام وهو يرى أسد واردف : تمام تمام فهمتك 

تحدث أسد بهدوء : ممكن نتكلم؟ 

رد بسام قبل أن يذهب : ورايا شغل 

تركه وغادر في حين أتت رسالة لها مكتوب فيها :
" تعالي شوفي جوزك وهو معايا، ساب الجمل بما حمل ليكي وجيه لحضني " 
وارسلت لها عنوان جعلها تخرج، كانت جوان تجلس وتبكي تضم يعقوب لها بلهفة قائلة بانهيار : يعقوب رد عليا عشان خاطري، يعقوب كلمني يا حبيبي، يعقوب 

ضمته لها وهي تبكي فاردف : يخربيت الاستغلال، في مينت كده حضنتيني 

انفجرت باكية وهي تقول : حرام عليك، أنت بتمثل عليا 

يعقوب بمرح : الخبطة خفيفة بس لما سمعت صوتك قررت استهبل، بشوف غلاوتي 

ضمته بقوة كذلك هو ثم اعتدل جالسًا واردف : أنا كويس كفاية عياط بقى.. 

اطلقت ليلة تنهيدة بسيطة وهي تراهم ثم فتحت سيارتها واتجهت للعنوان المراد، في حين كان بيبرس يضرب الفتاة ويفرغ غضبه بها، فتحت الباب وهي تستمع لصراخ مكبوت ثم اتجهت للداخل وفجأة انسحبت الدماء من جسدها 

ليس بيبرس! 
أجل ليس هو الذي أمامها! 
ليس الشيطان هذا! 
سادي! 
شهقت وهي تجده ينزل بالحزام فوق جسدها، نظر خلفه وهنا تحدث بصدمة : ليلة 

فرت هاربة من أمامه وخرج هو خلفها لكنه لم يلحقها، عاد للفرح يبحث عنها لم يجدها في اي مكان، كاد يخرج وجد عشق الكبيرة تنادي عليه : بيبرس، اختك زعلانة منك يا حبيبي، مينفعش كده اقف جنبها 

نظر باتجاه عشق التي تلومه بنظرتها، اتجه حيث رعد الكبير ثم قال : الحق ليلة.. 

خرجت تيا خلف زاد بعدما لمحته يخرج من القاعة، نادت عليه : زاد 

التفت لها ولم يتحدث فأردفت : أنت لسه زعلان مني؟ متزعلش دا أنا والله بحبك 

رد زاد بهدوء : تيا خلينا ننفصل، انا مش مرتاح 

ردت تيا بدموع : وأنا مش هقدر اعيش من غيرك 

عاد للقاعة وفجأة استمع لصراخها : زاد 

نظر خلفه وجد رجل يسحبها داخل السيارة، جرى خلفها وفي لحظات خرجت وهو يجري وينادي عليها، عاد يحضر سيارته لكنه لم يلحق بها ... 

ناد على والدها ووالده وعمه رعد الذي أرسل ناس خلفهم، حاولوا عدم جعل من بالداخل يشعروا.. 

بدأت تيا تحاول الفرار منهم لكنهم احكموا قيدها في الكرسي، شرعت بالصراخ بجنون قائلة : أنتم جايبني هنا ليه؟ يا ناس الحقوني 

دخل أمجد قائلاً بإبتسامة : جميلة ذي تالا بالظبط، في يوم خطفت قلبي وبنتها كملت، بصي هنا كده 

وأشار على الحائط فوجدت فيديو أمها نائمة على السرير وهناك من ينتهك شرفها، صرخت وهي تغلق عيناها فنزل بصفعة قوية على وجهها قائلاً : اتفرجي وشوفي اللي هيحصل ليكي، أنتِ مفكرة ابوكي أحسن مني هههه ابوكي عمل الأسوأ من كده في سيلا، بقولك افتحي عينك 

وعاد يضربها حتى فتحت عيناها وبدأت بالصراخ بانهيار وهي تتحرك بعشوائية : ابعد عنها، ابعد، يا ماما .. يا ماما 

جذب شعرها بعنف قائلاً : هي سيلا بتحب يوسف من قليل، نفس اللي عملته عمل أسوأ منها بس الفرق سيلا كانت مراته 

عادت تصرخ ودموعها تنهمر فأكمل : يلا بقى يا عروسة عرفت إنك بنت والليلة ليلتك 

جذبها وهي مقيدة الأيدي ثم دفعها للسرير، حاولت الوقوف لكنه جذب قدميها لتقع على ظهرها و... 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل الثاني وعشرون خلص 

بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-