أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الرابع وعشرون

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الرابع وعشرون 

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الرابع وعشرون

الفصل الرابع وعشرون

بدأت صحة يوسف تتحسن تدريجي عقب العملية لكن سيلا وضعها كما هو، يعقوب يجلس بجانب جوان التي تتسلل يدها ببطء واستقرت في يده، نظر باتجاهها ثم قال : أنتِ عايزة ايه؟ 

حركت كتفها قائلة بلامبالة : مش عايزة حاجة خالص، أنا بس قلبي عليك وبقول أزاي تعتمد على واحدة سايباك في شدتك، بص حواليك وشوف مين اللي معاك 

رد يعقوب بإبتسامة : أنتِ بتحاولي توقعي الدنيا في بعضها لو انا مش غلطان 

ردت جوان وهي تقترب منه : أنا بحاول اخد حاجة ليا من الأصل، أحمد طلب ايدي وأنا كنت لسه هوافق بس اكتشفت إني مش عايزة غيرك، مش متخيلة نفسي لحد تاني ولا حد يقرب مني غيرك 

نظر لشفاها قليلاً بشرود ثم قال : أنا قولتلك اللي فيها 

اقتربت منه اكثر وهي تقول : قولي اللي فيها تاني كده عايزة اسمعه 

رد يعقوب بتوتر : جوان ابعدي 

قالها وهو يُقربها له بلهفة وهنا فاق على صوت ريهان قائلة بحدة : يعقوب.. 

أما جاسمين كانت تقف أمام الشباك شاردة الذهن في والدها، لقد اشتاقت كثيرًا لحنيته ولديها رغبة قوية في النعيم في حضنه، فاقت على ضمة من ليث الذي بدأ يصدر أنين خافت دلالة على تعبه 

التفتت جاسمين قائلة بلهفة : قومت من مكانك ليه؟ ارجع لو سمحت 

رد ليث وهو يمسح دموعها : يعني اعملك ايه عشان تفرحي، لو ينفع كنت اتبرعت بروحي 

ابتسمت بخفة ثم قالت : أنت الجواز منك حلال اوي، احبك اكتر من كده أزاي؟ 

انحنى أمامها قائلاً بمرح : أنا مش هرضى بأقل من عشق 

حاوطت عنقه بيديها وهنا اعتدل واقفًا بها، ورغم جرحه والألم العاصف الذي شعر به إلا إنه استمتع بقربها وكاد يهشم عظامها بين يديه .. 

وهناك آيسل التي وصلت للكلية مع فهد للتو تنتظر منه اي رد فعل سوا ان يقف وينتظر نزولها، ضغطت على الكتب بأناملها ولم تعد تتحمل بروده معها، لا يوجد لهفة العرسان ولا ود الأزواج حتى 

تحدثت آيسل بغيظ : يا اخي أنا لو اتجوزت واحد مكحكح في التمانين كان هيعاملني بشكل أحسن من كده، أنا مراتك والله العظيم مراتك 

رد فهد ببرود : انزلي يا آيسل أنا مش فاضي 

ردت آيسل بغضب : يا أخي ربنا ياخدني من وشك خليك ترتاح 

نزلت من السيارة تغلق الباب بقوة وهنا سار متجه لوجهته بلامبالة، أطلقت زفير يليه استغفار واتجهت لكليتها تطلع إلا نتيجتها، نظرت باتجاه مادة الفارما واردفت : الدرجات ذي الزفت ويعتبر انا أعلى نتيجة بس مش دا اللي انا عايزاه، اكيد مش هسكت .. هروح استلقط حد من صيدلة يساعدني 

واتجهت إلى كلية صيدلة تحديدًا الإكلينيكية، بدأت تنظر باتجاه الفتيات وتسأل عن الأوائل حتى وجدت واحدة فاتجهت لها قائلة : لو سمحتي أنا اسمي آيسل تانية تمريض، كنت عايزة مساعدة في مادة الفارما 

ردت الفتاة ببرود : يعني انتهت مواد صيدلة كلها وهشرح لواحدة في تمريض، لا 

تركتها مكانها تنظر خلفها بزهول واحراج ثم قالت : ما هو بالغش، لو بمجهودك مكنتش اتكلمتي كده يا حلوف 

ضحكة خافتة خرجت من آخرى منتقبة ثم وقفت قائلة : أنا ممكن أساعدك 

تحدثت آيسل بلهفة : أنتِ كويسة في الفارما؟ 

ردت الفتاة بود : ايوة الحمد لله، أنا أصلا اكبر منهم تلت سنين والمثل بيقولك اللي اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة 

ظهر الحماس على وجه آيسل وهي تقول : معاكي حق، اشطا اديني رقمك واكلمك ونتفق تشرحيلي وتبسطي الأمور وانا جاهزة لأي حاجة عايزاها حتى لو مُقابل مادي

تحدثت الفتاة وهي تمد يدها : مش عايزة اي حاجة، نتعرف أنا تسنيم تقدري تقوليلي نيمو 

التقطت آيسل يدها قائلة بإبتسامة : وأنا آيسل قوليلي يا آيسولة .. 

وهذه عشق المهدي التي تقف بين رزان ونور وكلاهما تتحدث للآخرى بغضب، أغمضت عيناها بندم لأنها لم تذهب مع آيسل للكلية وكانت هذه النتيجة، ارتفع صوتها وهي تقول : كفاية، يا رزان عشان خاطري أنتِ الكبيرة 

ردت رزان بحدة : يعني دا اسلوب يا عشق، لولا خاطرك بس 

تحدثت نور بانفعال : أنتِ تقصدي ايه يا ... 

هدرت عشق بها بغضب : يا نور ارحمي دماغي، أنا مليش أحل بينكم وبجد أنا تعبت، خلاص أنا اسفة ليكم أنتم الاتنين 

وغادرت المكان بعدما ذهبت رزان ثم جلست تضع يدها على جبينها وبكت، تحدثت ببكاء : يعني يا رب الاقيها منين ولا منين، مش كفاية رعد وهرموناته اللي شغاله عليا

جلست شغف بجانبها قائلة : والله صعبانة عليا، اقولك على حاجة اطلقي أحسن 

هدرت عشق بها بغضب : قومي يا شغف من جمبي، انا لحقت ياللي منك لله دا لسه اخوكي بيتكسف لما بيبوسني

شغف بضحك : يا حرام يا بنتي، حظك مايل وقعك في رعد اخويا، ثانية بس أنا كل أخواتي كده أصلا 

عشق باندماج : والله دي حقيقة، مفيش حد هاززها شوية غير آدم 

هزت رأسها بتأكيد ثم قالت : بس اقولك رعد بيجي بالإغراء، هاتي بدلة رقص مشخلعة وشغلي اغنية دلعني في حبك دلعني بس ابوس ايدك متقوليش لحد إني نصحتك، عشان بابا لو شم خبر هيخليني في خبر كان 

تحدثت عشق الصغيرة بزهول : أنتِ جبتي منين الكلام ده كله؟ والنصايح؟ 

ردت شغف بضيق : اومال أنتِ مفكراني هفأ ذي الجيل بتاعكم، لا يا بنتي أنا وسيلين وشادن خبرة أصلا واقولك على حاجة كمان الرجالة بتيجي باللبس المقفل على بعضه، شغل الشفاف ده مبيأكلش عيش اسألني يا أنا 

وهنا التقطت عشق الوسادة قائلة بغيظ : امشي يا قليلة الأدب، إن ما خليت بابا يقطع عنك النت و ... شغف أنا مبعرفش ارقص بجد 

رفعت شغف رأسها بشموخ قائلة : تعالي ورايا اعلمك تلت اربع خطوات ويا رب يطمر في اهلك 

عشق بغيظ : جزمة بس الحوجة وحشة ... 

ونعود للمستشفى حيث تيا التي تهز جسدها بخطوات رتيبة تفكر سرعان ما وقفت وخرجت تسير محدثة نفسها، دخلت تالا وهنا شهقت بصدمة قائلة بلهفة وخوف : إياس، كرم الحقوني تيا مش موجودة، يا كرم! 

عم الهرج والمرج آثر اختفاء تيا وبدأ زاد يسير كالمجنون يفتح الغرف على المرضى، وقف فجأة في وسط الساحة يخفي عيناه بيده سرعان ما انفجر باكيًا بخوف من خسارتها التي باتت له فيلم رعب 

صعد مرة آخرى يقف بجانب كرم الذي جلس بعجز، دخل زياد غرفة يوسف وجدها تجلس في زاوية بجانب السرير تمسك يد يوسف المتدلية قائلة بشرود : عمو يوسف، عمو يوسف اخد تيا، عمو يوسف مش ذيهم 

خرج زياد قائلاً بحزن : كرم تيا جوه عند يوسف 

وقفت مع عائلته وهنا صرخت تيا قائلة : اطلعوا بره، اطلعوا بره يا مؤذيين بره، اقفلوا الباب 

اقترب زاد منها وهنا زاد صراخها برعب : الحقني يا عمو يوسف، اطلعوا بره سيبوني في حالي، يا عمو اصحى هيموتوني يا عمو 

مسك زياد ابنه وعاد بهم للخلف ثم جذب الباب قليلاً واردف : سيبوها معاه هتهدى، بلاش حد فيكم يشوفها 

جلست تيا على ركبتيها أمام يوسف قائلة : أنا كنت خايفة اوي، هو ربط ايدي ورجلي، حط ايده هنا 

وأشارت على فخذها ثم صرخت وهي تضرب نفسها وتهرش بأظافرها قائلة : انا قولتله اني قد بنته، قولتله حرام ومسكني هنا 

وأشارت على ذراعيها ثم بدأت تمزقهم بأظافرها قاصده جرحهم وقالت : أنا بكرهه وبكره كل الرجالة، كلهم وحشين حتى بابا مجاش خدني، زاد شافني بتخطف مجاش انقذني، احنا بالنسبة ليهم جسم يا عمو مش اكتر

انفجرت باكية وهي تقول : أنت بس اللي جيت ليا، هو اخد مني كل حاجة يا عمو، هو دمرني وقهرني 

دفنت وجهها في ذراع يوسف وهناك فتحت سيلا الباب ودخلت ببطء تعيده وبدأت تبكي، تحدثت تيا : أنا كنت محتاجة اي حد بس محدش جيه، هو وراني ماما وهو بيعتدي عليها وضربني لما غمضت عيني عشان افتحها واشوف، انا اتكسر كل حاجة جوايا يا عمو وملقتش حد يحميني 

عادت تصرخ وتبكي وهي تجذب شعرها بجنون وتمزق جسدها بأظافرها، اندفعت سيلا تحضنها ودخل زياد مع إياس الذي بدأ يقيدها، وقفت كرم كالعاجز وبجانبه زاد وكلاهما لا يتحرك فقط يشاهدوا إنهيارها، صرخت بجنون : ابعدوا سبوني جنب عمو يوسف، يا عمو يوسف قوم ابعدهم عني، يا عمو يوسف 

خرجوا بها وجلست سيلا بجانبه تبكي بقهر وهي تحني رأسها عليه، استمر صراخ تيا ولم يختفي سوا عقب بدء تأثير المهدئ... 

وفي المساء 
فاقت سيلا على يد عشق التي وُضعت على كتفها، رفعت وجهها لترى أن هناك تعب تملك من جسد صديقتها الهزيل، سنوات مرت لم تكبر عشق فيها لتأتي أيام عليها وتضاعف الثقل والعمر، وقفت سيلا تأخذها في حضنها وهنا بدأت عشق تبكي بألم وهي تتمسك بها

تحدثت عشق ببكاء : كل حاجة وحشة وأنا مضغوطة اوي، أنا عايشة خايفة يا سيلا ومقهورة من كل حاجة

مسحت سيلا دموعها من أسفل النقاب ثم تخلت عن صمتها قائلة : القهر مش ليكي، اذكري الله 

خرجت مع عشق وكلاهما بدأت تواسي الآخرى، بينما دخل زياد يفحص يوسف الذي كان استيقظ لتوه، بدأت يفحصه واردف : يوسف أنت سامعني 

همهم بتأكيد فأكمل : هبعت ليك مراتك واختك، هما بره 

خرج زياد ثواني ودخلت عشق مع سيلا التي شرعت في البكاء، ضمته عشق في البداية ثم قالت : أنا هخرج انادي للولاد 

خرجت عشق وجلست سيلا الباكية أمامه تحاوط وجهه ثم قالت : حرام عليك، والله حرام يا اخي، دا انا روحي كانت هتروح وراك 

رد يوسف بهدوء وهو يدفع يديها : أنتِ مين؟ أنا معرفكيش، فين زينة؟ 

ماذا!!! 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

عاد أسد للمنزل يبدل ملابسه قبل الذهاب للمستشفى للاطمئنان على حال خاله، اخذ حمام بارد وهنا اغمض عيناه وتذكر تسنيم حين خرج أول مرة بعدما اخذه في يوم شتاء قارص البرودة، شهقت بصدمة

تسنيم بزهول : أنت أزاي تعمل كده؟ 

رد أسد بضحك : هاتي هدوم بس عشان مخدش برد ونشوف الموضوع ده 

ردت تسنيم بغيظ : يا سلام يعني هتاخد برد وأنت واقف كده ومكنتش هتاخده وأنت بتستحمى بمايه متلجة 

هز رأسه بالنفي قائلاً : الماية الباردة أصلا بتحفز عمل جهاز المناعة وتحسن الدورة وتقريبًا في تحسين المزاج بس دا بيحصل لما بشوفك 

ضحكت بخفوت فأكمل : كمان لما بتطلعي مش بتحسي بأي برد 

تسنيم بتوتر : عايزة اجرب بس خايفة 

لمع الخبث في عيناه وهو ينحني يحملها قائلاً : لا متخافيش هنجرب سوا 

بالفعل اتجه للداخل وما إن لامس الماء البارد جسدها كادت تصرخ لكنه اصمتها بطريقته، فاق من تذكره على صوت طرقات، خرج من أسفل الماء يرتدي ملابسه وخرج 

تحدثت نور بحدة : أنت لازم تشوف ليك حل مع مرات اخوك دي بقى، بتحاول بأي شكل تـ ... 

رد أسد بضيق : أنا مليش دعوة 

ظهر الغضب على ملامحها وهي تقول : ولو دي تسنيم كان هيبقى ملكاش دعوة 

اطلق زفير غائظ ثم قال : يا بنت الناس ارحمي اللي في بطنك 

نور بقهر وحزن : صحيح ما دا اللي يربطني بيك، أنت أزاي بالشكل ده معايا، مش بصعب عليك لما كنت معاها قدام الكل تبين حبك وفرحان، إنما معايا قالب وشك، بتحبها على هم ايه! والوقتي لو هي اللي بتشتكي كان هيبقى في كلام تاني 

استغفر ربه وهو يخرج الملابس التي سوف يذهب بها، صرخت به : أنا بكلمك 

جذب ذراعها قائلاً بحدة : أنتِ بتزعقي لمين؟ تسنيم اللي بتتكلمي عنها دي عمرها ما كانت بتاعت مشاكل، ما جومانة كانت معاها وكانت اس المشاكل بس ولا مرة جات وقالتلي حصل وعملت، تسنيم دي استحملت مني عصبية أنا لو طلعت ربعها اللي في بطنك هيموت، ودي تسنيم برضو اللي كانت لما أمي بتتعب تبات عند رجليها وولا عمرها مرة كانت سبب في زعل ليها، أنتِ وتسنيم مينفعش تتحطوا في خانة واحدة 

دفعها بخفة قائلاً : عشان بعيد عن الحب يكفي إنها كانت وسط عيلتي عاملالي خاطر واحترام، قصر الكلام هتجيبي سيرتها هتطلعي من الموضوع خسرانة 

اتجه يبدل ملابسه ثم خرج لها وجدها تبكي، اطلق زفير حاد ثم قال : خافي على اللي في بطنك، مش هقول اكتر من كده 

وغادر المكان يقود سيارته سريعًا، شرد قليلاً وفجأة ظهرت أمامه فتاة فضغط فرامل، نزل سريعًا قائلاً : أنتِ كويسة؟ أنا حقيقي مكنتش اقصد 

شعرت تسنيم بالتوتر ثم قالت وهي تحاول تغيير نبرتها : كويسة، ولا يهمك 

تحدث أسد بلهفة : أنا رايح المستشفى اتفضلي معايا نتأكد إنك بخير 

وقفت تسنيم وهي تنظر لأسفل فربما يعرفها من عيناها، وقالت : متقلقش، عن اذنك 

سارت من أمامه ولا يعرف لما شعر بأن شيء يخصه غادر معها، عاد لسيارته واتجه مباشر للمستشفى.. 

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-