أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل التاسع وعشرون

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل التاسع وعشرون



الفصل التاسع وعشرون


" جربت إحساس إن الدنيا تضيق بيك، كل حاجة تبقى وحشة، كأنك في اوضة ضلمة مع ناس مفيش في قلبهم رحمة، أنت مش شايف وهما مش شايفين غيرك، ضرب وإهانة وذل، تقعد بالأيام من غير أكل، في لمسات بس مش صافية، بينتهكوا عرضك وروحك وكل أما تقاوم يكون من نصيبك الضرب، في علامات محدش واخد باله منها بس أنت شايفها، متشوفهاش إزاي وهي أكبر دليل على قهرك "


هذا ما قالته هي ثم ابتسمت قائلة : وفي يوم قولت هنا النهاية، هنا الحاجة الوحيدة اللي بتحارب عشانها ابن حرام هياخدها منك وينتهكها، وفجأة ظهر فهد الشافعي، فهد يومها كان نقطة النور اللي سحبت آيسل من الضلمة، فهد يومها انقذ شرفه وعرضه هو


تسألونها لما تعشق فهد بجنون، لما حين يخصه أمر تكاد تُجن، تسألوها ولا تعلموا أنه النور الذي أتى لها بعد أيام معتمة


لا ذنب له فيما حدث لها، هي لا ترى منه أي أذى حتى لو بلغ أذاها السماء والأرض


أما هو
لأول مرة يكون هناك من قادر على سلب تفكيره، توقف أنفاسه للحظات عديدة، السبب في تغير دقات قلبه، غزى الخوف حينها قلبه وبات يشعر أنه سوف يكون الخاسر الوحيد من الحكاية


جلس على طرف السرير يضع رأسه بين يديه، عن اي غيرة تتحدثون وهو يجدها لا حول لها ولا قوة بين يديه، الغيرة أنانية في الصعاب وكان هو أناني فيها لكنه ليس أناني في حقها


دخلت عشق الغرفة وجلست بجانبه قائلة : متقلقش هي هتبقى كويسة، والحمد لله إنها جات على قد كده


نظر باتجاهها واردف : هي حصلها كده بسببي، أنا كنت هفتح قبري بإيدي بجد


نفت برأسها قائلة : مش بسببك، أحيانًا التراكمات بتعمل اكتر من كده


تحدث بزهول : وأنا فين يا ماما؟ أنا ليه مكنتش سبب إنها متفكرش، معقول أنا وحش للدرجة دي، معقول أرواح ناس تتعلق بيا وابقى قادر على كل حاجة والإنسانة الوحيدة اللي مني مبقاش قادر قدامها، هي عملت ايه ليا غير كل خير، معقول!


فقط ما يفعله هو الزهول من كل شيء حوله، ضم عشق وكانت الوحيدة التي لها الحق في رؤية ضعفه، لو كانت آيسل مستيقظة لم يكن يتمكن من إظهار كل هذا..


وفي المستشفى
انتهت الطبيبة من فحص عشق ثم خرجت بعدما أعطت لها محلول، كان رعد هو الآخر يجلس وجهه بين يديه خائف لدرجة أنه يرتجف من الداخل


تحدثت الطبيبة : دكتور رعد


رفع عيناه لها فأكملت : الوضع ميطمنش، أنا شايفة ينزل أفضل بعدين نعالج الرحم وارد تحمل تاني


وقف قائلاً : طمنيني على وضعها الوقتي


هزت رأسها بالنفي فأكمل : جهزي العمليات، هينزل الوقتي


فتحت عشق الباب واستمعت لجملته هذه، اردفت بتعب : مين اللي هينزل؟ انا ابني مش هينزل


أردف رعد بحدة : لو سمحتي يا دكتورة ذي ما قولت


صرخت عشق وهي تضع يدها على بطنها بحماية : أنا قولت ابني مش هينزل


كاد يقترب منها فدفعت يده قائلة : ابعد يا رعد متقربش مني، مش هنزله والله لو هموت كده ما هنزله فاهم؟


حاوط وجهها بحماية هامسًا : أنا خايف عليكي يا غبية، مش عايز اخسرك


عشق بانفعال وبكاء : الوقتي مش عايز تخسرني، وكل حاجة عملتها فيا كانت ايه؟ انا بقى عايزة اخسرك ومستعدة اخسر الدنيا، انا عارفة انا هعيش لابني


حاوطها بين ذراعيه واردف : خلاص..


وفي منزل بسام
وقفت جميلة خلف ابنتها التي ترتدي ملابسها على عجلة بعدما عرفت ما أصاب صديقتها، خرجت تخبر بسام الذي قال بصدمة : ايه؟ راحة بيت مين؟


جميلة بزفير : بقولك بيت الشافعي يا بسام، مرات فهد تعبانة


اتجه للغرفة واردف بانفعال : واحنا مالنا بمرات فهد ولا مرات زفت يا ست تسنيم


ردت بهدوء : دي صاحبتي يا بابا


تحدث بغضب : البيت دا بالذات لا ليكي فيه صاحب ولا ليكي فيه حبيب فاهمة؟


نظرت باتجاهه قليلاً واردفت : للأسف ليا فيه الصاحب والحبيب يا بابا، انا كل سعادتي محبوسة هناك بس متقلقش أنا مش هطلعها


رد بانفعال : البيت دا عمره ما كان بيتك، سهل اوي تعدي اللي عملوه


اردفت بانفعال : هما عملوا ايه يا بابا؟ ايه يعني أسد اتجوز طب ما الواحد مراته بتبقى عايشه وبيتجوز ولا هنعلق ليه المشنقة بقى


ضحك ساخرًا فأكملت : يا بابا أنت اتجوزت بعد ما ماما ماتت على طول ولا هو حلال ليك وحرام لأسد


أجاب بحدة : بس انا اتجوزت عشانك بالذات وأنتِ عارفة


حركت رأسها بخفة قائلة : اعتبر أسد اتجوز عشان اهله، اللي ملوش خير في أهله ملوش خير في اي حد ولا حتى ولاده


بسام بغضب : أنتِ لسه بتحطي ليه العذر، أنتِ ايه في دماغك يا تسنيم ولا كان عاملك غسيل دماغ، أنتِ اتجوزتي أسوأ واحد فيهم


ردت وهي تثبت نقابها : أسد مش وحش ولو وحش خلاص اللي حصل حصل، الوقتي أنا مخطوبة وهتجوز وهو مستني ابنه


أطلق زفير غاضب ثم قال : يبقى تطلقي


ردت وهي ترتب أغراضها بعدما أخفت عيناها أيضًا : لما يخلف ابنه واطمن أنه جيه بالسلامة، أنا مش هظهر في حياته الوقتي والغبطه ولا هكون سبب لتعب مراته، أنا ما صدقت ربنا هيرزقه بالخلف اجي أنا واكون سبب دماره


نظر باتجاه جميلة التي منعت ضحكتها، أردف صارخًا : يعني عاجبك كده؟ بتضحكي على ايه؟


جميلة بضحك : أصلها بتفكرني بيا اوي، كنت مفكرة إني لوحدي اللي بحب بغباء


رفعت تسنيم عيناها قائلة : متقلقش يا بوب أسد مش هيشوف تسنيم خالص الوقتي، وأعرف أنا راحه بيت شوفت منه خير وأيام انا معيشتش ذيها، سلام


خرجت تسنيم ترتدي حذائها وحين ارتفعت كادت تقع، مسكت في الحائط وضغطت على رأسها قائلة : احنا هنخيب ولا ايه! فوقي كده..


وصلت قصر الشافعي وحين أخبرتهم أنها صديقة آيسل سمحوا لها بالدخول، خرج فهد مع عشق التي رحبت بها : نيمو صح؟ اتفضلي يا حبيبتي البيت بيتك


اقتربت تسنيم تضمها بعفوية، اتجهت للغرفة تطمئن على آيسل سرعان ما بكت وهي تجدها مستيقظة لا تتحدث، قَبلت يدها قائلة : آيسل سمعاني يا حبيبتي


فرت دموعها وهي تضغط على يد تسنيم، ساعدتها تسنيم حتى تعتدل ثم أخذتها في حضنها تربط على ظهرها، دخلت عشق الصغيرة قائلة : آيسل


رفعت عيناها بلهفة واندفعت تضمها وتبكي، بدأت تسنيم تهدأ من روعة الفتيات، عادت عشق تطمئن عليها ثم قالت : باباكي عايز يشوفك وأسد ورعد وآدم كمان .. عشق كفاية عشان اللي في بطنك


ردت عشق ببكاء : أنا امي تموت وآيسل لا يا ماما والله


عشق بحدة : مو ينفخك


عشق الصغيرة بضيق : انا اقصد جمان يا ستي مش أنتِ مع إنكم واحد


جذبتها عشق الكبيرة من شعرها قائلة : أنتِ هتسكتي ولا ابيتك عند أمك على طول


أشارت عشق الصغيرة لتسنيم قائلة : اوعي تتجوزي واحد يبقى ابن امه، كلهم هنا ولاد امهم


عشق الكبيرة بغيظ : أنتِ كنتِ تطولي يا بت


نفت برأسها قائلة بمرح : الإنتاج هنا جودته عاليه اوي، شباب لوز اللوز لو جيتي بدري شوية كنا ادينا ليكي آدم أو أسد المعقد


تسنيم بإبتسامة : أنا فعلاً اتأخرت، ربنا يسعدهم مع نصيبهم


عشق الصغيرة بضيق : محدش مبسوط والحمد لله


ضحكت آيسل بتعب كذلك تسنيم وعشق الكبيرة، ساعدتها تسنيم في ارتداء ملابسها ثم أتى رعد الكبير يطمئن عليها، جلس أمامها يمسك يدها ويربط عليها، حاولت تسنيم النظر لها لكن إن رفعت وجهها ربما يعرفها هو أو أسد


أردف رعد الصغير بمرح : آيسولة مين الدكتور البريفكت اللي انقذك


ضيقت رزان عيناها قائلة : طب استنى لما أخرج بعدين اتكلم يا دكتور


رعد الصغير بضحك : دا أنتِ اللي دكتور


تحدث أسد بهدوء : حمدلله على السلامة يا آيسولة


نظرت له وهزت رأسها بخفة مبتسمة، نظر باتجاه تسنيم ولاحظت هي هذا ثم مرر إصبعه على أنفه وعاد مكانه، بحثت عن فهد وسطهم لكن لم يكن له وجود..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


عادت الأيام تمر
جلس رعد الكبير بجانب آيسل التي تجلس في الحديقة تتابع اللاشيء، ربط على يدها سرعان ما عادت تبكي دون صوت، حاوط كتفها يجذبها لحضنه وقد شعر بالحزن الدفين تجاهها


فهد يتابعها من بعيد دون حركة، تحدث رعد : وبعدين معاكي؟ عايزة ايه يعني اكتر من كده؟ مين مزعلك للدرجة دي، فهد؟


هزت رأسها بالنفي فأكمل : أنا عارف أنه فهد، وعارف انك بتحبيه بس مش عايزة تزعليني منه، أنا مبزعلش من ولادي


رفعت عيناها تعتذر له بنظرتها فاردف : مبزعلش من بناتي كمان، اقولك بصراحة بزعل من الولاد شوية بس البنات دول عمري كله، أنتِ وشغف وتسنيم و ... شوفتي انا كمان مبنساش ولادي


عقدت حاجبيه وقد تذكرت صديقتها، تسنيم! تخلت أخيرًا عن صمتها واردفت : هي تسنيم كانت بتحبك أنت وماما


رد بإبتسامة طفيفة : بتحب كل الناس، بشوفها فيكي نفس طيبتك وعفويتك وحبك لينا ولفهد كمان تحملك بس كان فيها طبع


آيسل باستفهام : ايه هو؟


تحدث رعد الكبير بعدما ضغط على أنفها : هادية اوي ولسانها مش اطول منها، كمان بتقابل البرود ببرود مش عصبية وزعيق وجنان، خافي على نفسك يا آيسل


ردت آيسل بحزن : أنا عايزة حد يخاف عليا، بابا اقولك على سر


تحدث رعد بهدوء : عارف، بس اللي متعرفوش إن الأمور من نظرتك غير الواقع


وقفت آيسل قائلة : مش عايزة اسمع حاجة عنهم، أنا كرهتكم واتمنيت ميكونوش عيلتي، بكفاية لحد هنا


تركته وغادرت عائدة إلى منزلها، بدلت ملابسها وتمدد على السرير، وقف فهد أمامها فتجاهلت الحديث معه، اتجه يتمدد فوقها ودفن وجهه في تجويف عنقها، اردفت بهدوء : أنا عمري ما حبيتك يا فهد


رفع يده يعبث في شعرها ولم يعطيها المجال للحديث، دفعته قائلة : ابعد متقربش، أنا مش هضعف قدامك


لمعت عيناه بخبث وهو يمرر أنفه على أنفها، أغمضت عيناها بتوتر واردفت : أنت ليه بتبقى قاصد تبين ليا إن ثباتي مش حاجة


تمدد على ظهرها وجذبها لحضنه يحاوطها باهتمام، دفنت وجهها في تجويف عنقه واردف : نامي


همست له : كانت تراكمات يعني مش أنت السبب


حاوطها جيدًا ومسك يدها فاردفت : أنا بخاف منك، بقيت خايفة اديك اي أمان، خلينا نطلق يا فهد لو سمحت


تحدث بهدوء : مش عايز


كادت تلقي كلمات قاسية على مسامعة لكن تظل آيسل، آيسل التي لو قست على العالم كله لن تتمكن من فعل هذا مع فهدها، أكمل : مكنتش هتجوزها ومكنتش هبرر موقفي لبابا، أنا كنت عايز أقوله بس إن خاطر آيسل عندي بقى بالدنيا


رفعت وجهها له واردفت : هو أنت ليه بتحب تعاند فيا؟


ضغط على أنفها بمرح فأكملت : تستاهل عشان بعد كده تبطل عناد فيا، ما تجيب بوسة بقى عشان الجملة اللي قولتها من شوية


نفى بخفة : تؤ


وبعدها مُباشر عاد يأخذ ما له ودفنها داخل أحضانه، بعد وقت خرج معها يتناول الطعام وكالعادة صامت وضعف حديثه بشكل مخيف، تجمع الكل في المكان المخصص لهم


رن هاتف فهد أكثر من مرة لكن كل مرة يكتمه، تحدث أسد : ما ترد يا ابني جايز حاجة مهمة


رد بهدوء : مش عايز ارد


عاد يرن مرة آخرى فاردف آدم : أنت مبتصدعش، رد خلينا نخلص


مسك الهاتف والقاه في الحائط، شهقت آيسل واردف هو : اهو خلصنا


وقف أسد قائلاً : مش ناقصة عفاريت، هجيب ورق وجاي


أتت عائلة يوسف كلها إلا يعقوب وهنا وقفت آيسل واتجهت للداخل، وجدت أسد يقف أمام جناحه يتأمله بلهفة وحنين، اردفت آيسل : ادخل طالما نفسك كده


رد أسد بهدوء : خدت عهد على نفسي طالما مفيش تسنيم مش هدخله


تساءلت آيسل بفضول : هي ماتت إزاي؟ اقصد يعني شوفت جثة ليها


ظل صامت دقيقة كاملة واردف : مش فاكر، في لحظة كانت كل حاجة حلوة وفجأة جيه ليا إتصال إنها ماتت بعدها معرفش ايه اللي حصل


بدأت آيسل تربط الأمور ببعضها، حديث تسنيم، نظرتها لأسد، ظهورها فجأة، زواجها السابق، تحدثت آيسل : هي اسمها ايه يا أسد كامل


أسد بتنهيد : تسنيم بسام، هي بنت عمي بسام مدير الأمن بتاع بابا


بدأت تجمع الخيوط مع بعدها سرعان ما تأكد ظنها بنسبة تسعين بالمئة..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في نفس اليوم
ذهبت ليلة مع يعقوب إلى أحد الأطباء النفسيين، ظل الطبيب يحاول معه بأكثر من طريقة لكن ما باليد حيلة، ضغط على زر الاسانسير وهو يهز رأسه بحركات بسيطة


أردف بعد تفكير : أنا عرفت الحل فين


تحدثت ليلة بلهفة : انطق


رفع عيناه قائلة : هي بوسة من البت جوان هتحل مشاكل الأرض بعدها كلها


تصاعدت ضحكاتها كذلك هو ثم قال : بس زعلانة مني


ركبت السيارة معه بعدما خرجت وقاد هو عائدًا لمنزله حيث سيارتها، اردفت بإبتسامة : أنا فرحانه إنك قدرت تتخطى الماضي وحبيت مرة تانية


رد هو بهدوء : مينفعش تحبي بيبرس وتكوني نصيبه وأنا افضل متعلق بهامش، ربنا اكيد مرتب الأمور عنده وأنا واثق إني لو ظالم هتعاقب، لو مظلوم ربنا مش هيرضى ليا بالظلم


تحدثت ليلة بمرح : بقيت معجبة بيك


عاد يضحك وظل يمزح معها حتى وصل أمام منزله، كان بيبرس ينتظرها داخل سيارته أمام منزل يوسف، تابعها حين نزلت ونزل هو الآخر فاردف يعقوب : بيبرس هنا اهو، مش قادر يصبر لحد ما ترجعي


اتجه بيبرس لهم وسلم على يعقوب، أردف : عملتوا ايه؟


حرك يعقوب رأسه بالنفي قائلاً : ولا اي حاجة، شكلي فقر الفقر وهعيش في السجن


أخذ الورق من ليلة وبدأ يمرره فاردف يعقوب بمرح : مش صفقة يا بيبرس، دي تقارير قضية


كادت ليلة تسحب الورق لكنه جذبه قائلاً : استني كده، إزاي في شهادة البنت بتقول الحادثة الساعة ستة وأنت بتكلم آيسل من ستة لسبعة ونص وكمان على معاد قفل المكالمة من الشركة مش منكم


ليلة بعدم استيعاب : بس آيسل قالت إنهم اتكلموا دقيقة أو دقيقة ونص


وقف بجانبها قائلاً : ساعة ونص وكم ثانية اهي يا ليلة، لو في خاصية تسجيل تلقائي في تليفون آيسل تبقى اتحلت


هزت رأسها بالنفي قائلة : مش هيبقى كفاية


يعقوب بضيق : على الأقل اعرف ايه اللي حصل، يلا


اتجهوا ثلاثتهم لقصر الشافعي، نادت رزان على آيسل التي أتت وبدأ يعقوب يتحدث معه، مدت يدها بالهاتف إلى ليلة وأتى فهد متسائلاً : في ايه؟


ليلة وهي تعبت في الهاتف : بشوف تليفون آيسل بيسجل المكالمات ولا لا عشان هي نست الخط مفتوح مع يعقوب


فهد بتأكيد : بيسجل أيوة


مدت يدها بالهاتف لفهد قائلة : مستني ايه، اتفضل طلع المكالمات بسرعة، هي مكالمة ساعة ونص


آيسل بخجل : انا كل مكالماتي ساعة ونص أصلاً، والنبي خد بالك عشان متفضحش


ضحكوا جميعًا وبدأ يحاول احضار المكالمة فاردفت : فهد محدش يسمع اول دقيقة لو سمحت


هز رأسه بتفهم وبالفعل وصل للمكالمة وقام بتشغيلها، ظل يستمع لما حدث كذلك ليلة وفهد وبيبرس وآيسل، تحدث بصدمة : يا بنت الكلب


ظل يستمع واردفت آيسل : دا صوت مين؟


يعقوب بصدمة : ريهان، المشي البطال سكته زفت على دماغي


ليلة باستغراب : مين ريهان؟


مرر يده في شعره قائلاً : اللي كانت ماشيه معايا، عشمتها بالجواز وخليت بيها ف انتقمت بضمير بقى .. شكرًا يا آيسل


ردت بعفوية : العفو، احنا أخوات


ليلة وهي تخرج هاتفها : آيسل ابعتي ليا التسجيل ده ويا ريت لو نحتفظ بيه في كذا تليفون


وقف يعقوب ثم ضم بيبرس قائلاً : شكرًا، أنت فعلاً تستاهل لقت أحسن رجل أعمال في الشرق الأوسط


ربط بيبرس على ضهره ومر اليوم، في اليوم التالي كان بيبرس يبحث في بعض الأغراض، وقعت حقيبة ليلة كاد يحملها لكنه وجد ورقة واختبار، حامل!


دخلت ليلة جناحها بعدما تحدث مع القاضي والضابط واقنعتهم بصعوبة على ما ببالها، تحدث بيبرس بسعادة غامرة : أنتِ حامل يا ليلة؟ حامل بجد!


ليلة بعدم فهم : حامل فين؟ أنت كمان بقيت تكدب الكدبة وتصدقها


مد يده قائلاً : الاختبار اهو يا ليلة والتحليل كمان


هزت رأسها بتفهم ثم قالت : شوف التاريخ طيب


نظر للتاريخ فأكملت : أنا كنت راحه افاجئك يوم ما روحت ليها وبعدين لما اكتشفت القرف اللي بتعمله قولت كفاية نظلم تيام مش هيبقى هو وطفل تاني، انا مفكرتش مرتين وأنا بنزله


وقعت الورقة والاختبار منه واتجه يجذب كتفها ويهزها بجنون : ليه يا ليلة؟ ليه تعملي فيا كدة؟ أنتِ مفيش في قلبك رحمة يا شيخة!


دفعته صارخة : كنت عايزني اعمل ايه بعد ما اكتشفت إني متجوزة واحد خاين وسادي، أنا عزلت نفسي عن الدنيا كلها عشانك وفي الآخر عملت ايه؟


صرخ بجنون : كان غصب عني يا ليلة، هو كان بيأذيني وانا مكنتش في حكم نفسي، هو كان بيدمر فيا وأنتِ مقدرتيش إني فضلت واقف وثابت قدامك


ليلة بانفعال : مش مقدرة حاجة ويا ريت لو تطلقني، انا معتش بحبك يا أخي هو الحب عافية


هز رأسه بالنفي : لا مش عافية بس انا بحبك يا ليلة، انا حبيتك حب اهلي وبنتي ومراتي وحبيبتي واختي وكل حاجة، أنا شيلت كل الحب من قلبي نحيته وحطيته ليكي بس


أجابت بحدة : وانا بكرهك يا بيبرس...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


دخلت آيسل مسجد الكلية مع تسنيم التي بدأت تُصلي، كذلك آيسل التي ما إن انتهت جلست أمامها تتأملها، بدأت تسنيم تسبح على يدها بطريقة غريبة تعلمها جيدًا


تحدثت آيسل : تسنيم


تسنيم بهدوء : نعم


أشارت على يدها قائلة : أنتِ بتسبحي بطريقة غريبة اوي، مين اللي علمك الطريقة دي


ردت بعفوية : جوزي


هزت آيسل رأسها ثم قالت : غريبة أنا مشوفتش حد بيعمل الطريقة دي غير فهد ولما سألته قال اتعلمها من باباه، يعني دي طريقة الواحد لما بيسبح على ايد مراته


اردفت تسنيم بمرح : متقلقيش مش متجوزة فهد في السر


ردت آيسل بهدوء : بس عادي تكوني متجوزة حد من أخواته، مثلاً أسد


تجمدت أعين تسنيم فأكملت آيسل : غريبة احنا بقينا صحاب اوي بس لسه لحد الوقتي مشوفتش وشك نهائي، ولما جيتي البيت خليتي النقاب ينزل على عينك مع إن دي مش الطريقة اللي بتلبسي بيها النقاب


تحدثت تسنيم بهدوء : أنتِ عايزة توصلي لأيه يا آيسل؟


هزت رأسها بالنفي واردفت : مش عايزة اوصل لأي حاجة، أنا عايزة اسألك سؤال واحد، هو أسد هان عليكي للدرجة دي، في واحدة جوزها يحبها الحب دا كله ويهون عليها


رفعت تسنيم النقاب وبدأت دموعها بالانهمار ثم قالت : لما تشوفي الأمور من جهة واحدة يبقى دا رد الفعل


شهقت آيسل بصدمة، كادت تقف لكن تسنيم مسكت يدها قائلة : بالله عليكي، بالله عليكي ما تعمليها فيا


دفعت آيسل يدها قائلة بانفعال : معملش ايه؟ أنا شوفت حاجات أنتِ مشوفتهاش


مسكت يديها قائلة : نور حامل ولو انا ظهرت هلغبط ليه الدنيا كمان ممكن تتعب وانا كان حلمي الوحيد في الدنيا ربنا يبعت ليه طفل


هدرت آيسل بها بحدة : على حساب مين؟ أنتِ فين أصلا من سنين؟


مسحت تسنيم دموعها ثم أنزلت نقابها قائلة : أنا جيت يوم فرحه، هحكيلك كل حاجة بس عشان خاطري يا آيسل، وحياة صداقتنا ومعزتي في قلبك ما تقولي لأسد حاجة ...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في قصر الشافعي
الضوء المعكوس على وجهها، ضحكتها البسيطة وهي تستمع لبعض الأغاني كأنها تستغل غياب رعدها الكبير، انحنى يُقبل أسفل وجنتها نزولاً بعنقها ثم جذب الايربودز يلقيها بعيدًا


تحدثت بعبوس : دول اغنيتين، أنا ملحقتش


جذبها حتى تقف ثم دفنها داخل أحضانه قائلاً : ما تيجي اقولك على حاجة اجمل من الأغاني دي


تحدثت بإبتسامة : إذا كان كده ماشي


رفعها بين يديه ووضعها على شيء عالي واقترب يُقبل جبينها ووجنتها، تحدثت بمرح : ايه اللي مروق مزاجك، يكونش اتجوزت عليا وهي مروقة مزاجك


سند جبينه على جبينها قائلاً : انا اقدر؟ النهاردة افتكرت أول مرة شوفتك فيها، مش عارف ليه حسيت إني ضيعت أيام معاكي، كان المفروض اخطفك بعيد اوي فيها


تحدثت بحماس طفولي : أنت عارف أنا كان نفسي ابقى في الجيل دا اوي، وتكون شخص فرفوش ونتجنن سوا نرقص ونضحك ونجري ونلعب، أنا عملت ايه بعقلك أصلا؟


عاد يضحك كذلك هي ثم حاوطت عنقه قائلة : بحبك اوي


ظل صامت دقائق ثم قال : ايه اكتر حاجة بتزعلك مني؟


الرضا أجل هي ترضى بكل ما به، حملها وصعد بها لمملكتهم وعقب صلاة العصر جلس يُسبح على يدها ثم قال : هقولك على سر مؤقت بس يفضل بينا لحد ما قضية يعقوب تعدي


نظرت له بانتباه قائلة : قول


غير مجرى الحديث قائلاً : أنتِ بتبصي ليا كده ليه، المهم بنسبة خمسة وتسعين في المية لقينا بنت يوسف الضايعة


اتسعت عيناها واردفت : هي فين؟ بقى دي فيها تستنى يا رعد حرام عليك، يوسف .. يوسف لازم يعرف


رعد بحدة طفيفة : عشق! مش هتفرق النهاردة من بكره، دا وضع مينفعش نفتح فيه الموضوع ده


أطلقت تنهيدة بسيطة سرعان ما بدأت تبكي، رفع ذقنها قائلاً : عشان خاطري بقى


اردفت ببكاء : عشان خاطري أنا اشوفها طيب، يا قلب اختك يا يوسف أخيرًا ربنا كتب ليك نصيب تشوفها، هي فين؟ خليني اشوفها مرة واحدة بس واخدها في حضني


ظهر شبح إبتسامة على فمه ثم قال : شوفتيها وحضنتيها ومامتها حضنتها وكانت جنبهم، ربنا لما بينزل رحمته العبد بيستعجب


لم تفهم معنى كلماته واردفت بعدم استيعاب : تكونش شغف وأحنا مش عارفين! هو ايه اللي حضناها


ضغط على أنفها بمرح واردف : آيسل يا عشق


شهقت بصدمة وهي تضع يدها على صدرها بصدمة ...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


يوم المحكمة
وقف يعقوب خلف القضبان الحديدية يتأمل الجميع وداخله شيء يقول له لن يخرج من هذا المكان، سيلا تنظر له بندم لأنها لم تنفذ طلب زينة، وقفت أمامه تمسك يده وبدأت تبكي رغمًا عنها


أردف بإبتسامة : ما تبطلي بقى يا ست، سيبت ليكي الجمل بما حمل أنتِ وولادك


سيلا بانفعال : يا ابن الجزمة


رد بغيظ : واي جزمة، المهم طلعت مطلعتش أنا عايز منك حضن محصلش


جذب يدها يُقبل باطنها وعادت مكانها وسط الجميع، بدأت الجلسة ووقفت ليلة وبدأت تملي حديثها بثقة تامة ثم قالت : أنا أطلب من سيادتك السماح للأنسة ريهان مرتضى بالقدوم على مكان الشهود


اتسعت أعين ميار بصدمة واردفت ليلة : أنسة ريهان تقدري تقوليلي حضرتك كنتِ بتعملي ايه في منزل الأنسة ميار وقت حدوث الواقعة


ريهان بتوتر : أنا مكنتش هناك وقتها ومش عارفة ايه لازمة الكلام ده


ردت بهدوء : بس التسجيل الصوتي أثناء مكالمة المدام آيسل وموكلي بتأكد وجودك، وفي علاقة بين حضرتك والأنسة ميار


وبعد محاولات عديدة وضغوطات لا نهائية من ليلة صرخت قائلة : أيوة اتفقت معاها وهو معملش حاجة، خلاص كفاية


وبدأت تقص الأحداث التي تطابقت مع الحديث، صرخت سيلا بجنون : يا ولاد ستين كلب بتتفقوا على مين!


" سكوت "


مسك يوسف سيلا ووضع يده على فمها يمنعها من مواصلة الحديث، تحدث القاضي : يعقوب عندك حاجة عايز تقولها؟


هز رأسه بالنفي فاردف القاضي : أنا بقى عايز اسألك سؤال


يعقوب بهدوء : اتفضل


أردف القاضي بضحكة بسيطة : مين جوان؟ هي موجودة هنا؟


نظر يعقوب اتجاهها بعفوية، رفعت عيناها واكتسى الخجل ملامحها كذلك التوتر، ضحكت آيسل كذلك ليلة التي قالت : موجودة حضرتك


تحدث بإبتسامة : عذرًا عن الخروج عن محتوى القضية بس هستنى دعوة فرحكم بإذن الله، والوقتي الحكم بعد الاستراحة


وبالفعل بعد الإستراحة أصدر القاضي حكمه : حكمت المحكمة حضوريًا ببرائة المتهم يعقوب يوسف جمال الشرقاوي ويحق له رفع قضية تجاه المتهمة ميار محمد وريهان مرتضى، رفعت الجلسة


خرج يعقوب واطلقت جاسمين زغاريد سعيدة كذلك شغف، اتجه مُباشر حيث سيلا يستقبلها في حضنه وانحنى كاد يُقبل قدمها لكنها منعه، قَبل جبينها ويدها قائلاً : ربنا يبارك في عمرك ويقدرني وما ازعلك أبدًا يا ماما وأكون على طول الابن البار بيكي


الصحافة منتشرة في المكان والخبر يتم بثه مُباشر، اتجه يضم عشق الكبيرة ثم عاد يجذب سيلا واردف : أنا ممتن لربنا أنه حرمني من حاجة واداني حاجتين متتعوضش


اتجه حيث رعد الكبير ثم يوسف الذي قال : ما تلف على باقي العيلة الأول


يعقوب بمرح : معلش يا صديقي بجيبهم حسب المعزة


ضربه يوسف على وجنته وتصاعدت ضحكات الجميع، ضم جاسمين ونظر باتجاه آيسل التي ضمته بعيناها وبعدها رعد الصغير ثم اخواته كلهم، وقف أمام ليلة وبيبرس واردف : شكرًا ليكم اوي


سلم باليد على ليلة ثم تركها وبدأ الجميع يهنئها لكن النجاح الأساسي كان بفضل بيبرس، وقف يعقوب أمام جوان التي قالت بهدوء : مبروك


" تتجوزيني؟ "
هذا ما قاله تلقائي، لم تجرؤ على كسر قلبه وفي نفس الوقت لم توافق، جذبها لحضنه ولحسن حظه لم يلمحه رعد الكبير، جذبه يوسف قائلاً : يخربيت ابوك يا اخي


قَبل رعد جبين ليلة، نظرت باتجاه بيبرس الذي اقترب يضمها ثم همس لها : النهاردة الفرحة فرحتين، أنتِ طالق يا ليلة


وكأن أحدهم سحب روحها عن طريق طعنة قوية، شهقة مكتومة خرجت منها وقَبل هو جبينها ثم انسحب تدريجي من حياتها وليس من جمعتهم..


" النهاردة كلكم معزومين عندي، بمناسبة برائة حبيب أبوه "
هذا ما قاله يوسف ووقفت زينة تتابع بقلب يتمزق لكن انتهى الأمر، اتجه الجميع لمنزل يوسف إلا ليلة التي عادت وحيدة ترتب أمورها التي تبعثرت عبر جملة


اختفت جوان في منزلها عقب وصولهم لكن الجميع بالمعنى الحرفي في منزل يوسف، جاسمين تسكب مشروبات للجميع وتقدمها مع شغف وشادن، أما عشق وسيلا ولارا وجايدا في المطبخ والباقي يجلسوا في الخارج


دق جرس الباب فاتجه يعقوب يفتح، تحدثت سيلين : مقدرتش مجيش


جذبها لحضنه ثم دخلت بتوتر، اتجهت للمطبخ واردفت سيلا بود : والله كنت عارفة انك هتيجي، تعالي يا حبيبتي


أخذتها في حضنها ثم خرجت تساعد الفتيات، تنهدت آيسل وهي تنظر باتجاه غرفتها المغلقة، أتت سحاب تقف بجانبها قائلة : وبعدين معاكي، هتفضلي ساكتة لحد امته؟


هزت رأسها بالنفي واردف يحيى : يا شاطرة ممكن كوباية مايه


نظرت آيسل له فأشار على سحاب، تحدثت آيسل : بيكلمك أنتِ


سحاب بانفعال : الشاطرة دي تبقى أمك، هي ناقصة قرف


نظر يحيى لها بزهول واردف : أنتِ إزاي تسمحي لنفسك تكلميني بالشكل ده!


قصة جديدة تبدأ، بدأ الجميع يضع الطعام وتجمع الكل على طاولة واحدة يتناولوا الطعام، السعادة تعم المكان كذلك المرح، أتت جوان بعد إصرار من جاسمين وجلست تتناول الطعام


أنتهى الجميع وتجمعوا في جو مرح، بدأت الفتيات تغني معًا ومعهم يعقوب كذلك يحيى ورعد وأحمد وإياس وغيث، وقفت تيا عند الشباك واتجه زاد لها قائلاً : القلب القاسي مش هيحن بقى


تيا بتنهيد : حسام جاي يوم الخميس يخطبني، وانا موافقة


زاد بصدمة : موافقة إزاي يعني؟ تيا أنتِ اكيد بتهزري


نفت برأسها واردفت بهدوء : قولتلك كل حاجة أنتهت من زمان يا زاد..


وضعت آيسل يدها على مؤخرة نقابها واردفت : النقاب هيقع


جاسمين سريعًا : طب قومي ادخلي اوضتي الحقيه


اتجهت سريعًا وهنا لمحها فهدها، أقترب أسد منه قائلاً : الفرصة جات لحد عندك، وشكلنا مطولين هنا اوي ف روح خد اي تصبيره


ضحك فهد بخفة ثم وقف واتجه يفتح الغرفة، دخل واغلقها سريعًا سرعان ما شهقت واردفت : فهد دي اوضة جاسمين عيب


كان شعرها ينسدل خلف ظهرها ونقابها في يدها تعدله، جذب يدها يلويها خلف ظهرها ثم قال : مش هتأخر، دي حاجة على السريع وهمشي


آيسل باستغراب : حاجة ايه؟


خرج يوسف من غرفة الرجال يبحث عن جاسمين يخبرها بإحضار مشروبات ساخنة، لم يجدها فاردف : جوان فين جاسمين؟


جوان وهي تنظر حولها : كانت هنا، تقريبًا بتجيب حاجة من اوضتها


اتجه يوسف مُباشر إلى غرفة جاسمين ودون طرق فتح الباب قائلاً : حبيب بابا أ...


ابتعد فهد سريعًا عن آيسل وهنا تراجع يوسف وسحب الباب لكن مهلاً شيء تعلق في ذهنه، فتح الباب مرة أخرى سرعان ما تصاعدت دقات قلبه وآيسل تنظر له، تحدث بصدمة : سيليا!


بدأت أنفاسه تعلو بعدم تصديق وعاد يقول : سيليا بنتي!


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل التاسع وعشرون خلص


بقلمي سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★









تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-