أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثامن وعشرون

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل الثامن وعشرون



الفصل الثامن وعشرون


في قصر الشافعي
وقف أسد في وسط جناحه يتأمل كل إنش فيه، جلس على الأرض بجانب السرير يسند رأسه على طرفه ويرى نفسه يسير معها في الجناح، يجري خلفها، يحملها ويدور بها، يضع لها بعض المستحضرات كالروج، يأكل معها ذات الطعام


الكثير من أسد وتسنيم في نفس المكان، دخلت عشق الكبيرة وجدته يضحك بخفة، جلست بجانبه قائلة : فكرتك نسيت


رد أسد بهدوء : اة اتناسيت يا ماما وبقيت كويس، أنا جاي بودع مكاني أنا وتسنيم لآخر مرة بقى، هقفل الجناح النهاردة خلاص


وضع رأسه على كتفها قائلاً : لينا في الحياة دي جزء حلو وأنا عيشته، خلاص تسنيم .. يعز عليا اقول ماتت بس هي ماتت يا ماما


مسح دموعه سريعًا ثم قال : فاكرة لما كنا في إعدادي وكلنا اتعاهدنا إننا عمرنا ما نعيط، أنا وأخواتي بس مقدرتش عشان دي .. دي تسنيم .. فاكرة أنا فضلت كم سنة احكي ليكي عنها يا ماما وكم يوم فضلت صاحي من الفرحة إن هخطبها وكم مرة خبطت على جناحك واقولك بكره فرحي أنا وتسنيم


صمت قليلاً يحرك رأسه بعدم تقبل لفراقها : فاكرة لما عرفت إنها مش بتخلف وجيت قولتلك إني مبسوط عشان مش هيشاركني فيها طفل، فاكرة لما في مرة قولتلك إني بشوف فيها حنيتك عليا


مسحت وجهه تضم رأسه لحضنها، ظل نصف ساعة صامت ثم وقف أخيرًا واردف : تسنيم كانت عوض أيام أنا بعيشها الوقتي، حد أنا يوم القيامة هطلبه من ربنا بكل نفس راضية بيها بعيد عن الحور، سبب يخليني اعيش بما يرضي الله عشان متعاقبش فيه، هي راحت والحمد لله إن ربنا رزقني إياها في فترة .. أنا هكمل يا ماما وهعيش لابني ومراتي وهقفل الصفحة دي وهتناسى بس تسنيم عمرها ما تتنسى، قومي يلا


جذب يدها ووقف معها يتجه للخارج، نظر نظرة أخيرة للجناح ومع إغلاق الباب اغلق على آخر دمعة في صفحتها، أغلق على آخر صرخة خارجة، القادم صرخات مكبوتة ودمعات مُقيدة، القادم ألم ربما يؤدي لجلطة لكنه لن يخرج من الفم


تسنيم واة من تسنيم ..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل فهد
مسكت آيسل كتفها اليسار تستوعب جملته التي جعلتها تشعر أنها في كابوس مؤلم، ودت لو تستيقظ لكن في البداية وفي النهاية ما هذا إلا واقع قاسٍ عليها، ألم فاق ألم الماضي كله وقد تسبب في ألم جسدي كبير


تحدثت بتعب : أنا سمعت صح؟ أنت عايز تتجوز عليا


ألم غريب غزى قلبه جعله يضع يده على وجنتها، قربها لحضنه قائلاً : مش ذي ما فهمتي يا آيسل، أنا معظم وقتي بقى جنب ابن رياض الوقتي وأنا مستحرم كل شوية داخل خارج بيتهم وبتكلم معاه


دفعته صارخة بجنون : تقوم تتجوزها عليا يا فهد، عايز تتجوز عليا وجاي بكل بجاحة تقولي


مسك يدها قائلاً : يا آيسل لازم اقولك ولازم تعرفي إن أنا حقك أنتِ وبس، دا مجرد جواز صوري


نفضت يده صارخة : بس هتبقى حلالك وأنت بعيد، هتبقى جنبها وهيحق ليك تلمسها، هيبقى واجب عليك تنام معاها يا فهد، هتبقى مراتك .. جاي تاخد رأيي ولا تعرفني يا فهد؟ رد عليا


لم يجب فأكملت : يبقى على حسب بقى ما الغبية تقول، لا يا فهد مش هسمح بكده ومش هتتجوز واحدة تانية فاهم؟ موتني الأول وبعدين أبقى اتجوز واحدة تانية، خليها جوازة ليك وجنازتي أنا


كانت تصرخ بجنون وهو صامت يستمع فقط لها، عاد يجذبها لحضنه يحاوطها بذراعيه، بدأت تبكي بصوت مرتفع وتصرخ وهي تتحرك بعشوائية : ابعد عني، المرة دي والله ما هضعف ولا هسكت، أنت مش هتضحك عليا المرة دي كمان ولا هخليك تقهرني اكتر، انا اتقهرت بما فيه الكفاية واتحرمت بما فيه الكفاية، أنا شوفت منك كتير ورضيت بالقليل بس معتش هرضى يا فهد


ضمها بقوة له يقيد حركتها ويكتم صوتها بكتفه، لأول مرة يغزو ذاك الألم قلبه لأجلها فقط، شهقاتها الباكية كانت كالسكاكين التي تُحسن اختيار أجزاء معينة بجسده


ابتعدت قليلاً واردفت بقهر : هتتجوز عليا؟ للدرجة دي أنا اهون!


نفى برأسه بخفة وهو يُقبل يدها عدة مرات، أعادها لحضنه هامسًا : متهونيش يا آيسل


هدرت به بانهيار : لما أنا مهونش بتعمل فيا كده ليه يا فهد؟ بتكرهني ليه؟


عادت تدفعه وجلست على طرف سريرها تبكي، وقف أمامها يرفع ذقنها ثم قَبل جبينها، انحنى يُقبل وجنتيها ودفعها للخلف، هذا ما أتى في باله حتى يقضي على ما فعله وبات يشعر أن مشاعره تتحكم فيه، لم يعد هناك مكان لعقله نهائي فقط آيسل التي لا يريد إغضابها أو جعلها تحزن..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل زياد
كانت جوان تحاوط جسدها بيداها وتبكي بانهيار، حاولت جمان التحدث معها أكثر من مرة لكنها لم تعطي لأحد مجال، نزلت جاسمين وبدأت تحاول هي الآخرى لكن بكاء جوان يزداد


تحدث زاد بضيق : ما كده مفيش غير معنى واضح، يعقوب قالك أنه عمل كده؟


جاسمين بصدمة : زاد أنت مستوعب بتقول ايه! وبعدين هو مش فاكر


جايدا باستغراب : طيب فين الخاتم بتاعك؟ جوان يعقوب قالك ايه؟


أتى زياد هو الآخر وانتفض بقلق حين رأى وضع ابنته، اتجه يأخذها في أحضانه يحاول تهدئة روعتها، واردف : فين الخاتم بتاعك؟


صرخت جوان بهم ببكاء : كلكم بتقولوا الوقتي أنه زمانه قالي أنه عمل كده، بس يعقوب ميعملش كده يا بابا عشان لو عايز يأذي حد كان أذاني أنا ومكنتش هتكلم، أنا كنت قدامه وهو كان عارف إني بحبه بس مفكرش في كده .. يعقوب سابني يا بابا عشان .. أنا مش عارفة ليه بس مش بالساهل وصلت لهنا، هو رجعني تاني


عادت تبكي واردف جاسمين بضيق : هي مش ناقصة دلع بنات، انتهت مشاكل الأرض وهنمسك في الخاتم وعبطك أنتِ ويعقوب، تصدقي بالله إني ما اتربيت عشان نزلت اشوفك، معلش يا طنط بنتك لو روحها بتطلع متناديش عليا غير بعد ما تجيبوا الكفن، سلام عليكم ..


تحدث زاد بهدوء : في وجهة نظر في الكلام، انا كمان ماشي


اتجه للخارج ونزل يجلس أمام البوابة على السلم، وجد تيا تنزل من سيارة سوداء مبتسمة إبتسامة جعلته يشتعل داخليًا، اتجهت للداخل وفور رؤيته اختفت إبتسامتها


تحدث بغضب مكبوت : مين المحترم؟


ردت تيا بحدة : وأنت مالك!


وقف زاد قائلاً بخبث : دا أنتِ كلك مالي واموالي ولا تحبي أثبت


تحدثت تيا بانفعال : مش عايزة اي إثبات واعتقد إني وضحت ليك علاقتنا بالنسبة ليا، يا ريت تحترم رأيي ورغبتي وتبعد من طريقي وعشان ترتاح أنا راجعة بيتي وسايبة البرج كلها


كادت تصعد لكنه جذب يدها ودفعها للحائط، أردف بهدوء : عبيط أنا عشان اسيبك ولا ايه؟ بعدين كلام من الآخر أنا راجل أول واحدة في حياتي أنتِ أول مسكة ايد وأول حضن واول بوسة واول كل حاجة


دفعته قائلة بانفعال : أنت قليل الأدب، ابعد بعيد عني


انفجر ضاحكًا ثم قال : الكلام مش قلة أدب خالص، شوفتيني وأنا صبور ومزاجي رايق، شوفيني بقى لما اكسر رجلك دي عشان متطلعش عربيات تاني


ردت بعفوية : دا حسام


أطلق لفظ بزيء سرعان ما شهقت فاردف : يعني ايه حسام؟ بصي يا بنت الناس احنا دمنا حامي اوي وأنا المرة الجايه هكسرك ولو وانك متهونيش عليا


حاولت كبت إبتسامتها لكنها ظهرت، تحدثت بانزعاج : زاد


هدر بها بحدة : متقوليش اسمي


ارتدت للخلف بخوف فأكمل : بتقوليه كده ليه؟ اسمي زاد عادي من غير دلع، زاد .. قوليها عادي زاد


ردت بعفوية : زاد


أردف بحدة : أنتِ بتتكلمي كده ليه يا بت أنتِ؟ اسمعي زاد أو اقولك متقوليش اسمي، الدلع دا كان فين زمان؟


دفعته بخفة قائلة : أنت اللي كنت أعمى واصم كمان، كل حاجة كانت موجودة


اقترب منها قائلاً : مفيش فرصة صغيرة طيب، أحنا بقينا حلوين ومش بنخاف اهو بقى


ودت لو تخبره أنها ما زالت تخشى الجميع حتى والدها إلا هو ويوسف، أرادت أن تخبره أنها أتت في السيارة مع حسام واخته من خوفها، تحدثت بضيق : ولا ربع فرصة أصلاً، انا معتش عايزاك يا زاد نهائي


عاد خطوة للخلف ثم قال : بس انا مش هسيبك، اطلعي يا تيا


ضغط على زر المصعد وقد داهمها انزعاج من نفسها لأنها احزنته، لكن مهلاً هذا اقل ما يستحق هو ..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


جلس بيبرس في الحديقة مع ابنه وابن آدم يلعب مع كلاهما، عيناه تقع كل قليل عليها وهي لا تترك أوراق يعقوب، تريد إخراجه بشكل قانوني وقد تحدثت مع رعد ويوسف أنه إن لم يخرج بهذا الشكل سوف يجدوا له حل آخر


اتجه يجلس بجانبها واردف : غريب .. أنتِ محامية وبتقدري تدافعي عن المظلوم لما لقتيه مظلوم بس إزاي يفوتك حق جوزك


ردت ليلة بحدة : جوزي الظالم صح؟ أنت عارف جوازك من ورايا دا ممكن يكون تمنه ايه؟ أنت عارف أنا أقدر اعمل ايه لو رفعت عليك قضية


تحدث بيبرس بهدوء : أنتِ عايزة ايه؟


تحدثت بغضب : عايزة اطلق، مش عايزة اضيع من حياتي دقيقة كمان معاك ولا عايزة افضل على ذمة واحد خاين ومريض وحقير ذيك


ظل صامت لوقت ثم قال : الدنيا دي ذي الدايرة، في نقطة وقفتي عليها هتلفي وغيرك هيقف عليها


ردت بانفعال : لما اروح اتجوز غيرك صح؟ ولا لما اخونك .. اقولك على حاجة أنا فعلاً بخونك وقعدتي على الورق ليل نهار ملوش غير معنى واحد


وقف بيبرس ولم يعد يطيق الاستماع لكلمة واحدة، تمنى لو ينتهي كل شيء عند هذه النقطة لكن مهلاً ما زال هناك وقت...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل رعد الصغير
جلس بجانبها يضع يده على جبينها بعدما لمح ضعفها وجسدها الهزيل يلتف حوله غطاء، نظرت باتجاهه بعتاب تجاهله هو وباتت تعود بذكريات قديمة جدًا، كم تتمنى لو بقت عند حلاوة البدايات ولم تتحرك مقدار خطوة واحدة


تحدث متسائلاً بهدوء : اخدتي برد منين؟ أنا قولت الجو بقى برد يعني تلبسي هدوم تقيلة


ردت عشق بتعب : منا بلبس، عدي بسرعة


اتجهت للحمام سريعًا تفرغ ما بجوفها، ظل مكانه لم يتحرك وحين خرجت استمعت له يقول : تمام يا دكتور صفا جاي على طول، ولا يهمك كل لأجلك يهون


وقف رعد ونظر باتجاهها قائلاً : ورايا شغل


تحدثت بهدوء : خليك جنبي أنا تعبانة


رد بحدة : قولت مش فاضي، سلام


أعطاها ظهره وذهب، وضعت يدها على وجهها وفجأة وقعت، وصل له صوت ارتطام لكنه تجاهل، فتح باب سيارته وعاد يتذكر نفس الصوت، صعد لأعلى سريعًا وجدها تفترش الأرض


ناد عليها بلهفة : عشق .. عشق لو بتمثلي قومي، عشق


كاد يموت رعبًا عليها وقد نسى كل المهارات التي تعلمها في مجاله، فقط شعره أنه بات يكره نفسه أكثر..


حملها واتجه بها سريعًا من باب جناحه للسيارة، وصل المستشفى بعد دقائق معدودة يتجه للداخل يحملها، استدعي أكثر من طبيبة نسائية لها


فتحت عيناها بعد عدة دقائق وبدأت تصدر أنين مُتعب وهي تضع يدها على بطنها، همست بتعب : ابني


" ابنك! ابن مين؟ ابننا يا عشق؟ عشق "
تحدث بزهول وأتت طبيبة تفحصها، وقف رعد يمسك يدها ثم جلس على ركبتيه وهمس : أنتِ حامل؟


فرت دموعها وهمست : كنت عايزة اقولك اول واحد بس أنت جيت هنا واتشاكلنا


مرر يده على شعرها ونظر باتجاه الطبيبة التي قالت بعملية : عايزة شوية تحاليل منك يا مدام عشق وبعدين نتكلم


بعد وقت
جلس رعد خلفها يمرر يده على شعرها والآخرى على بطنها، دخلت الطبيبة قائلة بهدوء : دكتور رعد التحاليل طلعت والحمد لله كويسة، في نسبة أنيميا بسيطة يا ريت ناخد بالنا من اكلها كمان في مشكلة


نظرت عشق لها بتوتر فأكملت : متقلقيش هو بس الرحم ضعيف شوية ومحتاجين راحة طول شهور الحمل


نظرت عشق له واردف : تمام يا دكتورة


خرجت الطبيبة وهمس لها : استني هطلع اسألها نوع الراحة اللي تقصدها


عشق بضحك : هي الراحة ليه نوع أنت كمان


ضحك بخفة ثم خرج وجد الطبيبة تنتظره، اردفت : المدام الرحم بتاعها ضعيف اوي ومكنش مُهيىء للحمل أصلاً دلوقتي، احنا لازم ناخد بالنا وتلتزم بالعلاج في مواعيده كمان يا ريت ميبقاش في اي stress عليها


تحدث رعد بضيق : خلينا في عشق


تحدثت الطبيبة بهدوء : تمام مجرد تخمين مش اكتر، لو الحمل دا كمل للآخر ممكن متقدرش تخلف تاني


حرك رأسه بالنفي قائلاً : مش مُهم، المهم عشق تفضل كويسة ..


عاد لغرفتها وجدها تنظر لأعلى بشرود، حملها مرة واحدة سرعان ما شهقت بتوتر ثم حاوطت عنقه، همس لها : ما تجيبي حاجة حلوة


عبست ملامحها قائلة : مزاجك بقى حلو عشان ابنك، كنت بفكر في حاجة


رد رعد بهدوء : خير


صمتت دقيقة واردفت : أنا ونور أختي اكتر اتنين مش مُرحب بينا في البيت، وبحس وجودنا لفترة محدودة ورغم كده احنا اللي حملنا كأننا عايزين نعذبكم بوجودنا


تحدث رعد بحزن : معرفش نور بس وجودك مش عذاب ولا حوار مش مُرحب بيه


ردت عشق بدموع وحزن : معقول إحنا وصلنا لهنا يا رعد، معقول كل الحب راح في ثانية كده وفضل القهر والزعل


خرج بها دون رد عائدًا لمنزله..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل فهد
مازالت تتمدد في حضنه كالقطة الوديعة دون حركة، شاردة الذهن وهو يتابعها بحزن دفين من ذاته، يمرر يده بحركات متكررة على ذراعها واردف : بتفكري في ايه؟


تحدثت بهدوء : فيك، نفسي في طفل منك يا فهد وبعدين لو اتطلقنا معنديش مشكلة، حاجة من ريحة الحبايب


ضحك بخفة كذلك هي واردف وهو يحاوطها : خليكي في الموجود بس الوقتي، وريني ضحكتك


ضحكت بسماجة فأكمل : لا وريني بوزك أحلى


انفجرت ضاحكة فابتسم قائلاً : ماشي هقنع نفسي بدي مع إنها مش مقنعة، بتفكري في ايه؟


سألته بعفوية : هو أنت عندك فصام؟ شوية كويس وشوية بتخليني بنهار حرفيًا، شوية ببقى هاين اعيط واشكي همي ليك وتسمع وشوية بيبقى كلام سم ليا مش همك مشاعري


عادت تشرد قائلة بخوف : يعني ممكن تتجوز


رد فهد بهدوء : معرفش، ممكن نقفل على الموضوع بقى وننزل عشان هموت من الجوع، لو مقومناش هاكلك أنتِ


ردت آيسل بإبتسامة : كُلني انا اهو


اعتلاها يعض وجنتيها وعنقها كذلك ذقنها بمرح وهو يدغدغها، بدأت تضحك بصوت مرتفع قائلة : خلاص يا فهد، خلاص بهزر بجد


ثبت يديها فوق رأسها ثم قال : مش قولتي أكلك وأنا بعمل كده


آيسل بإبتسامة : بس أنا جعانة بجد، هو أنت أمك كانت بتاكل ايه وهي حامل فيك؟


فهد باستنكار : أمك؟ بابا قمر وماما قمرين هطلع وحش لمين؟ كلنا حلوين، الدور والباقي بقى على ناس ...


ضيقت عيناها قائلة : ناس مالها بقى؟


همس لها بخفوت : تجنن


بعد وقت طويل
كان يحملها متجه خارج المنزل، أنزلها أمام الباب ثم مسك يدها يخرج معها، دخل الصالون وكالعادة الجميع يجتمع إلا أخاه البغيض رعد، اتجه حيث عشق يُقبل وجنتها عدة مرات بمرح


أشار رعد الكبير لآيسل : تعالي هنا كده


اتجهت تجلس بجانبه واردف آدم : الحق يا فهد


جلس فهد بجانب عشق يحاوط كتفها فاردفت : عملت ايه؟


رد فهد وهو يتأملها : البت دي بقت بتحرك جوايا حاجات كنت مفكر إنها مش موجودة


تحدثت آيسل مع رعد الكبير بإبتسامة طفيفة : لا كانت مشكلة بسيطة وعدت، تسلم يا بابا


ربط على كتفها، دخلت ليلة قائلة بحماس : يعقوب هيطلع بكفالة لحد معاد الجلسة..


ذهبت مع يوسف ورعد كذلك أسد الذي بدأ يتحدث مع الضابط، في الخارج تقف سيلا مع عشق وآيسل كذلك جاسمين وجوان وفهد، أتى رعد الصغير مع عشق من المنزل


أتى غيث مع بيبرس وآدم كذلك زاد، رنت تسنيم على آيسل التي أجابت : أيوة يا بنتي فينك؟


تسنيم بمرح : تحيا مصر بدأنا امتحانات، المهم عاملة ايه؟


اتجهت آيسل مبتعدة تتحدث معها واردفت : قدام المركز كلنا


تسنيم بإبتسامة : منا عارفة، بصي قدامك كده


رفعت آيسل عيناها سرعان ما ابتسمت وهي تتجه لها، ضمتها سرعان ما جلست كلاهما على الرصيف واردفت تسنيم : بتعملوا ايه هنا؟


ردت آيسل بهدوء : مستنين الفرج، يعقوب هيطلع النهاردة بكفالة وطبعًا كلنا في استقباله، شايفه اللي واقف هناك ده وداخل على جوه


ابتسمت تسنيم بخفة فأكملت : قرة عيني، واللي هناك ده قرة عين عشق، ودا الحليوه اللي في الجنب سلفنا الكبير آدم، قومي اعرفك عليهم


كادت تقف لكن تسنيم مسكت يدها قائلة : لا مش وقته، خلينا في ظروف أحسن من كده، هي فين نور؟


آيسل باستغراب : نور! في البيت عشان تعبانة من الحمل


هزت رأسها بخفة واردفت : ربنا يكملها على خير ويجيبه بالسلامة لباباه، هيجي شكله صح؟ أنا حاسه هيبقى نسخة من أسد


نظرت آيسل باتجاهها باستغراب فأكملت تسنيم بتوتر : هو انا مقولتش ليكي ولا ايه؟ انا عارفاهم كلهم من المجلات وكده


أما في الداخل
أنهت ليلة الأوراق كذلك أسد الذي أشار على مكان يمضي يعقوب فيه، خرج حيث رعد ويوسف ثم قال : ماما مجتش؟


يوسف بحدة : أنهي أم بالظبط بقى، مرات ابوك ولا امك؟


يعقوب بضيق : والله حرام عليك


اتجه سريعًا للخارج يبحث عنها، لم يجد لها آثر سرعان ما خرج من المركز واردف بلهفة وسعادة : ماما


اندفعت سيلا تأخذه في حضنها كذلك هو، وقفت آيسل كذلك تسنيم التي كانت تتأمله، ابتسم بخفة وهو يضم عشق التي ربطت على ظهره، تحدثت تسنيم : بيحبوا مامتهم اوي صح؟


آيسل بتأكيد : أيوة، لو حبني ربع حبه لمامته هتخلص كل مشاكلنا


تسنيم بهدوء : متقسيهاش كده، أنا كنت بحب مامته لحبه فيها ف زاد حبه ليا، لأجل عين تُكرم ألف والألف احن ما يكون .. يلا روحي ليهم


جذبت آيسل يدها قائلة : تعالي بس معايا، اصلاً كانوا عايزين يتعرفوا عليكي


تسنيم بتوتر وهي تجذب يدها : لا انا لازم امشي، بابا قالي متتأخريش ماشي سلام


اتجهت سريعًا أمام آيسل التي لم تستوعب ردها، عادت حيث العائلة تقف بجانب فهد وهنا أدارت وجهها وجدت تسنيم تلتفت وعيناها من أسد


تسنيم! أسد!
نظر يعقوب باتجاه آيسل التي ودت لو ترتمي داخل أحضانه، شعرت بيد تتسلل وتحاوط كتفها ألا وهي يد فهدها


قَبل جبينها ثم قال : يلا


يوسف بإبتسامة : النهاردة كلكم معزومين عندي بمناسبة كفالة يعقوب اللي لسه برضو في القضية


تصاعدت ضحكات الجميع واتجهوا حيث منزل يوسف، جلست ليلة مع يعقوب تتحدث معه أمامهم وجوان تتابعه بصمت، كادت تذهب فاردفت جاسمين : راحه فين؟ خليكي معانا النهاردة


ردت جوان بحدة : عشان اتفرج على القرف ده، هو سابني عشانها يا جاسمين؟


لم تعرف ما عليها قوله لها، نادت ليلة على آيسل التي اتجهت تجلس بجانبها وأتى أسد، سحب كرسي وجلس أمامهم قائلاً : آيسل أنتِ اتكلمتي مع يعقوب يومها


توترت ملامحها ونظرت باتجاه يعقوب الذي قال : مش فاكر قولنا ايه، فكريني


آيسل بتوتر : كنت بسألك اتعصبت ليه مش اكتر، وقلقت عليك بعدين مكملناش تلت دقايق وقفلت عشان ميار فتحت الباب وقالتلك اتفضل


يعقوب بسخرية : اتفضل اتحـ ـرش بيا وأنا في بيتنا لوحدي، بنت الـ بقى تقولي اتفضل وتشتكي ف الآخر، ما هي اللي قالتلي اتفضل ولما اتفضلت بقيت غلطان


انفجرت ليلة ضاحكة وابتسمت آيسل، أردف أسد : قوموا احنا غلطانين إننا قاعدين مع الحيوان ده


اتجه أسد مع يعقوب حيث الشباب ورعد الكبير كذلك يوسف، تحدث يعقوب : بس أنا عايز افهم اشمعنا بعد اسبوع كامل قال ايه؟ اكتشفتوا إن ينفع كفالة


رد يوسف بضحك ومرح : كنا بنربيك


يعقوب بغيظ : اقول لسيلا الوقتي اعرف رأيها في الكلام ده؟


تحدث رعد الكبير : يلا صف واحد كده، هنعمل شوية تحديات والكسبان ليه هدية كبيرة، بيبرس


جلس آدم، أسد، رعد، فهد، يعقوب، بيبرس بجانب بعضهم، أتت عشق مع سيلا والفتيات وبدأت المسابقة، تحدث رعد سريعًا : أسد .. بسم الله الرحمن الرحيم ولنبلونكم .. كمل


بدأ أسد يردد بصوته العذب : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "


تحدث رعد الكبير : الأب، الأم، الأخ، الأخت والابن والزوجة والزوج، كلنا روحنا خلقها الله ومرجعنا لله، مينفعش نقول ليه ولا إزاي ولا لا، إنا لله وإنا اليه راجعون، ما هي سدرة المنتهى؟


رد أسد سريعًا : شجرة عظيمة جذورها في السماء السادسة وتمتد فوق السماء السابعة، الرسول عليه الصلاة والسلام شاف عندها سيدنا جبريل عليه السلام مرة تانية على صورته الحقيقية وطبعًا المرة اللي قبلها كان شايفه في مكة المكرمة


تحدث يوسف سريعًا : رعد اسم المكان ايه اللي في مكه؟


رعد سريعًا : اجياد


تحدث يوسف : كم مدة يوم القيامة؟


رد رعد بإبتسامة وحماس : خمسون ألف سنة


تحدث رعد الكبير : بيبرس قول الآية القرآنية


رد بيبرس بإبتسامة : بسم الله الرحمن الرحيم " تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "


سأل يوسف فهد سريعًا : يلا بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الله ..


ردد فهد بصوته العذب : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ * لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ "


تحدث يوسف : يوم تبدل الأرض والسماوات، هنكون فين؟


رد فهد سريعًا : هنكون على الصراط لأن يومها مش هيبقى غير جهنم والجنة والصراط واللي هيفصلها عن الجنة الصراط


تحدث رعد الكبير : مواصفات الصراط يا فهد؟


تحدث فهد بإبتسامة : ادق من الشعره، احد من السيف، شديد الظلمة تحته جهنم سوداء مظلمة، ذنوبك كلها مجسمة على ضهرك فيكون المرور بطيء لأصحابها إذا كانت كتيرة، عليه كلاليب " خطاطيف " تحتك شوك مدبب تجرح الأقدام وتخدشها، بتسمع صوت صراخ كل واحد بيقع في قاع جهنم


قشعريرة غريبة سارت في جسد الكل واردف رعد : آخر سؤال ليكم كلكم، أمته الشخص بينسى والده ووالدته وحبيبه وأخواته


رد يعقوب سريعًا : عند الميزان وتطاير الصحف والصراط


وزع أوراق عليهم واردف : كل واحد يقولي هديته وهتوصل


ابتسم يعقوب قائلاً : مش عايز حاجة ملموسة، أنا عايزك تفهمني


اتجهت آيسل تضع الطعام معهم وقد بات وجهها شاحب كليًا، وقفت داخل المطبخ تستند على يديها ودخل فهد ثم أشار لشغف التي أخذت جاسمين وجوان وخرجت


ضمها من ظهرها قائلاً : اللي واخد عقلك


باتت تتعب من لمساتها ولم تعد تطيقها كسابق أمرها، دفعت يديها عنه قائلة : مفيش حاجة، أنت خليت البنات يخرجوا ليه؟


تساءل فهد باستغراب : مالك يا آيسل؟


ردت بهدوء : مفيش بس انا مش حابه افضل هنا، هروح أكل مع سحاب ودموع لأن بجد بقيت بتخنق من المكان


أشار للخارج بضيق واضح فاتجهت، وجدت جاسمين تقف مع يوسف الذي يلاعبها بمرح سرعان ما خرجت واغلقت باب الجحيم كما تظنه، رنت على تسنيم التي أجابت : بقيت بوحشك كتير اوي صح؟


آيسل بتنهيد : ممكن اشوفك، انا مخنوقة ومش هقدر اكلم عشق


تسنيم بتأكيد : اكيد طبعًا قابليني ..


في حين تجلس ليلة بجانب يعقوب تتحدث باندماج لأجل أن يراها بيبرس وهو حتى تخرجه جوان من عقلها وقلبها، نظرتها له التي تجعله يرغب في إلقاء كل شيء خلفه وكسر عظامها داخل أحضانه


غريب أن تستولي على كل ما بداخله في وقت كهذا، تحدثت ليلة : عينك هتطلع عليها


يعقوب بمرح : عيلة باردة وهتموتني عليها، نفسي اطلع برائة عشانها


ليلة بإبتسامة : هي بتحبك أصلا من زمان وكانت باينه اوي


بدأ يتحدث عنها وهي تبتسم، حب يعقوب تجاه جوان هادىء وفريد، لم يكن ينتظر منها أن تظل أمام المركز ليل نهار تبكي ولا تمزق ذاتها لأجله


خرج بيبرس يستغفر ربه وقد فاض به، خرجت ليلة قائلة : يلا عشان الأكل


رد هو بحدة : مش حاسه انك زودتيها


ليلة بحدة : لا مش حاسه وبعدين سيادتك المفروض مش مُرحب بيك في المكان، امشي


بيبرس بهدوء : عارف، هاتي تيام خلينا نمشي سوا


ابتسمت بخبث قائلة : لا مش عايزة امشي من هنا، الدنيا عجباني اوي هنا والقاعدة رايقة احسن من ناس


بيبرس بحدة : ليلة احنا مش عيال للتصرفات دي، كفاية بقى


اقتربت منه قائلة بانفعال : كفاية أنت وأبعد من طريقي، طلقني خليني اخلص


نفى برأسه ثم تركها وغادر أما آيسل عادت للقصر بدون علمه بعدما التقت بتسنيم وهنا جن جنونه لكنه كبت كل الغضب من ناحيتها، عاد مع عائلته واتجه للحديقة يلتقط أنفاسه قبل الذهاب لها، اتجه والده له قائلاً : مالك؟


أطلق تنهيدة بسيطة واردف : لما ادخل حد حياتي غيرك على أساس يفهمني دا حالي، أنا خايف اطلع عصبيته مرة واحدة تعاملني معاملة أسد


ضيق رعد الكبير عيناه فابتسم فهد مؤكدًا : بالظبط ذي ما فهمت يا بابا


أتت آيسل في ذاك الحين تخبره مبررها، استمعت له يقول : مرات رياض أنا كنت عايز اتجوزها على سنة الله ورسوله بحيث لما اروح البيت محسش إني مُقيد أو بعمل حاجة حرام


تحدث رعد الكبير بهدوء : وبعدين؟


رد فهد بتنهيد : آيسل رفضت


ضحك رعد الكبير بخفة قائلاً : أسباب استسلام الفهد؟


تحدث فهد بعد تفكير : أنا رأيها بالنسبة ليا مش مُهم لأني اتعودت اعمل اللي في دماغي غصب عن اي حد والكلام طبعًا ميقصدش حضرتك بس هي فعلاً رأيها لا يقدم ولا يأخر ..


كاد يخبره أنه رفض الفكرة لأجل خاطرها فقط لكنها دخلت وهدرت بغضب : وأنا مش هقبل كده على نفسي يا فهد فاهم؟


تحدث فهد بحدة : عيب هدي صوتك عشان بابا


صرخت آيسل : مش مهدية وأنت معتش هتمشيني على مزاجك، المرة دي انا هاخد موقف ولو عايز تتجوز واحدة تانية انا مش هفضل على ذمتك، انا اكتفيت منك ومن كل حاجة ومش هسمح بأي حاجة زيادة


تحدث رعد الكبير بهدوء : يا بنتي استهدي بالله واسمعي للآخر


نظرت باتجاهه قائلة : اسمع ايه؟ أنت عايز تحط الف مبرر ليه عشان هو ابنك إنما أنا مقربش ليك حاجة، محدش قلبه عليا، دا انا ابويا باعني بالرخيص وعوضه اخواتي وساب كلام السكك تنهش في لحمه هتبقى أنت الحنين


هدر فهد بحدة : آيسل دا ابويا


آيسل بجنون : دا ابويا ودا اخويا ودي امي ودا خالي وأنا مين؟ وأنا ايه؟ هاتولي كلب حتى قلبه عليا .. خلص الكلام الخير مش هيجي منك ولو حصل واتجوزتها معتش هيبقى في حاجة ابكي عليها وهبقى خصيمتك ليوم القيامة أنت وابوك اللي واقف دا وكل عيلتك


رد فهد بانفعال : أنتِ واحدة قليلة الأدب ومش هتحكميني ولا كلامك هيفرق


رد رعد الكبير بحدة : فهد


هدر فهد بها بغضب جنون : وانا عايزك تبقي خصيمة ليا وتاني يوم ما عدتها تخلص هتكون مراتي وأعلى ما في خيلك اركبيه، الشغل دا مش عندنا، شوفي اللي حواليكي في واحدة في قلة احترامك


نظرت باتجاه رعد الكبير الذي ضرب كف بآخر واستغفر ربه ثم هدر بابنه : اخرس بقى


ذهبت آيسل من أمامهم وكلماته ترن في أذنها، ازداد ألم قلبها وأصبح مُصاحب بضغوطات، تذكرت يوسف وسيلا وما رأته منذ سنوات تجاه أولادهم، حنية رعد وعشق على أولادهم وقسوة فهد، قسوة سامي، قسوة سحاب، قسوة الأيام التي دفنت داخلها الكثير، الأيام التي اخفت حريتها خلف نقاب ساتر رغمًا عنها، أخفت صوتها وفاض بها الألم، ألم تجمع منذ سنوات ووضع النهاية هنا


بدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة وهي تضغط على ذراعها ثم رقبتها، فكها كذلك ظهرها، عرق بارد انتشر على جبينها وإرهاق غير هادي، ضغطت على بطنها وفجأة وقعت على الأريكة


رعد الكبير اكتفى بإخباره بحدة : هو دا اللي ربنا أمرك بيه، طب اعملي احترام، يلا روح راضي مراتك


عيناه تشتعل ولم يتحرك فهدر به : كفاية قولتلك اتكتم وفضلت تتكلم، عايز تزودها؟


رد بهدوء : آسف


اتجه يبحث عنها وينادي عليها، سأل أمه التي تجلس مع الفتيات لكنها لم تكن تعلم، لمح طيفها خلف أريكة واتجه لها ينادي عليها : آيسل


لم تجب فظن أنه اغمى عليها، رفعها لكنه وجدها مستيقظة تلتقط أنفاسها بصعوبة، رفع النقاب واردف بقلق : مالك في ايه؟


ضغطت على ذراعها ولم تقدر على رفعه، ناد على والده : بابا .. بابا تعالى بسرعة


أتى رعد الكبير ومعه عشق واردف بخوف : مش عارف مالها، مش بتتكلم


عشق بصوت مرتفع : رعد .. يا رعد


أتى رعد لكنه ارتد للخلف فصرخ فهد به : تعالى أنت واقف عندك ليه؟ بسرعة


أتت الفتيات سريعًا ووقف الشباب في الخارج، وقف فهد ينظر لها واردف : رعد في ايه؟ رعد رد عليا .. يا رعد


ناد عليها بقلق : آيسل سامعاني، آيسل


نظرت باتجاه رعد الكبير الذي كان بجانبها، رفع يدها اليمنى بصعوبة تمسك يده ثم أغمضت عيناها بتعب، صرخ فهد به : انطق في ايه؟


وقف رعد الكبير قائلاً : جلطة يا فهد جلطة، عشق تعالي اضغطي على قلبها بسرعة


وقفت عشق الصغيرة تنظر لها ثم وضعت يدها على بطنها وشرعت تصرخ بتعب، اقتربت رزان واتجه رعد سريعًا يحضر دواء مذيب للجلطة واسبرين، بدأت رزان تضغط على صدرها سريعًا حتى عاد رعد وحقنها


وقعت عشق الصغيرة هي الآخرى بعدما ظنت أنها خسرت صديقتها للأبد وربما تكون مُحقة


" معقول! معقول بعد الصبر دا كله يا رب تاخدها مني، معقول بعد ما اتقيت ربنا في كل خطوة في حياتي عوضي يروح مني، معقول أخسر آيسل! "


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


وهناك ألم غير عادي سيطر على قلب سيلا التي وقفت تطمئن على أولادها، رنت على يزن الذي كان في أفضل حال بعيدًا عن كل هذه المشاكل، جلست بجانب يوسف الذي يلعب في هاتفه


رن الجرس فاتجهت جاسمين تفتح واردفت : ماما طنط زينة على الباب


سيلا بضيق : طليقتك منورة بره


يوسف باستنكار : اقوم اخدها بالحضن يعني ولا اعمل ايه؟ ما تنامي يا سيلا


وقفت واتجهت تستقبلها، خرج يعقوب الذي ظل ينظر لها وهو يقف مكانه فاردفت : مش هتيجي تسلم على امك؟


اتجه حيث سيلا يُقبل يدها وجبينها قائلاً : عاملة ايه يا حبيبتي؟


هدرت زينه به بحدة : قولت امك مش مرات ابوك


رد يعقوب بهدوء : هي دي أمي


أردف يوسف بحدة : عايزة ايه يا زينة؟


ردت زينة بضيق : أنا مش جايه عشانك، انا جايه عشان ابني حبيبي وعايزاه يطلع من كل ده، انا مستعدة أخلي ميار تسحب البلاغ بس يتجوزها ونستر على الموضوع بكده


جاسمين بسخرية : قول الله، اهو كان ناقص نجوز اخويا يعقوب الملاك للحرباية بنت جوزك، دي شيطانة وواحدة كدابة


رد يوسف بحدة : طلبك مرفوض، ابني حتى لو عمل كده مش هنبقى نسايب يا زينة لا بعاطل ولا بباطل


بعد وقت من الصمت تحدثت سيلا : سبينا نفكر


تحدث يوسف بزهول : سيلا!


ذهبت زينة وجلست سيلا فاردفت جاسمين بحدة : ماما احنا مش هنفكر، يعقوب معملش حاجة


ردت سيلا بهدوء : مش أنتِ اللي هتقولي ليا على ابني فاهمة؟ مش عايزة اسمع صوت حد خالص الوقتي


يوسف بانفعال : سيلا انا هحط ايدي في ايد محمد فاهمة؟


سيلا بانفعال : وانا مش هقعد اتفرج على ابني وهو بيتحبس فاهم؟ بكفاية بقى شربت نار واحدة هشرب نار التاني ليه؟ أنا مش بعترض بس تعبت يا يوسف والله تعبت


ربط يعقوب على كتفها قائلاً : هتعدي، واللي هتشوفيه صح هعمله..


دخل غرفته واغلق الباب خلفه فاردف يوسف بانفعال : سيلا أنا أمر ابني بقى بين ايدك، متدمريش عمر كامل وتكتبي عليه التعاسة وتثبتي عليه تهمه


ردت بتفكير : متدخلش يا يوسف


فجأة بدأت تبكي وقد شعرت بشيء داخلها ينسحب دون رحمة..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل الثامن وعشرون خلص


بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-