أخر الاخبار

عشق الرعد الجزء الثالث الفصل السابع وعشرون


عشق الرعد الجزء الثالث الفصل السابع وعشرون




البداية

الفصل السابع وعشرون


" أنت عملت كده ليه يا ليث؟ "
هذا السؤال الذي طرحه رعد على ليث الصامت، ظل دقيقة يستوعب إنكشاف أمره ثم قال : عشان حبيتها بجد


رد رعد بحدة : حب ايه اللي يجي بأذى يا ليث؟ الحب والأذى مينفعش يبقوا سوا


نظر ليث لأسفل ثم قال : هي مش بتبص ليا نهائي، وأنا مش قادر اعيش من غيرها ولا قادر اتصور إنها ممكن تكون لحد تاني


مسك رعد كتفه قائلاً بانفعال : لو ربنا مش كاتب ليكم نصيب هنخلي نصيب بينكم يا ليث ولا ايه؟ هنعترض على قضاء ربنا! اتقي الله يا ابني لأن لو ليك نصيب معها عمر ما كل اللي قدامك ده يقف في طريقكم


رد ليث بتوتر : أنا بعشقها يا بابا، مش هقدر اشوفها لغيري وكنت عايز أ ... يا بابا ابوس ايدك قدر موقفي


هدر رعد به بغضب : اقدر ايه؟ عارف أنت عقابك المفروض يبقى ايه؟ أنا مش مصدق إنك تعمل كده يا ليث


صمت قليلاً ثم أكمل : جاسمين هتطلع من دماغك نهائي فاهم يا ليث؟ وتسافر الفترة دي نهائي


ليث باحترام : اللي تشوفه يا بابا


تركه رعد وغادر بينما أخرج ليث صورتها، لمعت دموعه واردف : أنا آسف يا جاسمين، سامحيني واتمنى يجي يوم تعرفي وتغفري ليا، مش عارف إزاي عملت فيكي كده ..


بينما وصل رعد منزل يوسف الذي كان ينظر أمامه بشرود يفكر في حديث رعد أن الفاعل ليث، نظر باتجاه ابنته التي ترتجف فقط مما حدث، أراد أن يقتله حينها لكن رعد احكم السيطرة عليه بقوة


خرج بعدما وصلت رسالة له من رعد، رحب به ثم جلس واردف رعد : ليث هيسافر


تحدث يوسف بهدوء : أنا مش هقول لجاسمين عليه، ليث من سن غيث وبالنسبة ليا كلهم عيال لسه يا رعد، خليه يبعد بس عن طريقها


ربط رعد على كتفه قائلاً : احترامي ليك بيزيد يا يوسف والله


ربط يوسف على يده وبدأ يساعد ابنته في التخطى، وفي يوم بعد كتب كتاب ليث وجاسمين جلس رعد أمامه قائلاً : ليكم نصيب سوا ...


وقف ليث يتابعها وهي تضحك مع الفتيات، والآن بعد عدة أيام من حديث يوسف ورعد معه يجلسوا نفس الجلسة وهو يتابعها كالمهووس


تحدثت لارا بقلق : ليث أنت كويس؟


هز رأسه بخفة واردف لنفسه : أنا مقدرش اقول ليكي يا جاسمين، أنا آسف بس لو الأساس كذب بالنسبة ليا احسن ما اكسر كل حاجة ..


خرجت آيسل بعد إصرار عشق الصغيرة معها، فهد عاد إلى سيناء مرة آخرى وجلست وحيدة حزينة تفكر وبات التفكير يصيبها بأشياء غريبة وألم غريب، ألقت السلام على الجميع دون سلام


اتجهت حيث رعد الكبير الذي أرسل عشق لها فاردف بإبتسامة طفيفة : محدش قالك إن فهد طرف من عيلتك واحنا الباقي


ابتسمت بخفة وانحنت يُقبل جبينها، أردف يوسف بمرح : مفيش ازيك يا عمو زفت حتى


نظرت باتجاهه وقد اختفت ابتسامتها ثم قالت : ازيك؟


رد يوسف بضيق : بشحت منك يا آيسولة يعني ولا ايه؟


العتاب والقهر منه هو فقط ما تشعر به، تركته واتجهت تجلس بجانب عشق الصغيرة تتحاشى النظر إلى سيلا التي تنشغل بالحديث مع عشق الكبيرة، دخل يعقوب مع رعد الصغير الذي اتجه يهمس للكبير


" عينة آيسل ضاعت يا بابا "
اكتفى بهز رأسه وجلس يعقوب يمرر يده على جبينه وينظر باتجاه آيسل، تحدث أدهم : بقولك يا يوسف مش آن الأوان بقى نجوز الولاد ولا هتعطلنا اكتر؟


فكر يوسف قليلا ثم قال : أنا معنديش غيرها، هجوزها إزاي؟ لا مفيش جواز أنا أصلا كنت عايز اتكلم في الطلاق


رفعت آيسل عيناها له وهزت رأسها بخفة وقهر، وقفت جاسمين واتجهت لحضن يوسف تضمه بقوة قائلة : أنت روح قلبي أصلا يعني، أنا مع بابا في اللي يقوله


ظلت آيسل تتأمله مع جاسمين ولمعت دموعها سرعان ما انهمرت أسفل نقابها، أردف يوسف : أنتِ نص قلبي أصلا أضحي بيها إزاي!


تحدثت سيلا : أيوة خليك مدلعها كده لحد ما توقف حالها


ظل الجميع يمزح وجاسمين تضم يوسف وتُقبله، تتفق معه ويقف أمام الجميع وهي خلفه، جاسمين التوأم التي تمتعت بكل شيء وآيسل التي انحرمت من كل شيء


يعقوب يتابع آيسل وقد تألم قلبه لبكائها، احنت رأسها وهنا وقف وجذب جاسمين لتقف ثم دفعها قائلاً بغضب : بطلي دلع بقى واقعدي مكانك


الجميع زُهل من طريقة يعقوب واردف يوسف بحدة : أنت اتجننت


شعرت جاسمين بالاحراج سرعان ما انهمرت دموعها، نظر يعقوب باتجاه آيسل التي كانت تنظر لهم بكراهية، هدر بغضب : لا متجننتش واتفضلي مكانك يلا


وقف يوسف ودفعه في كتفه قائلاً : عيب عليك، اتفضل اقعد


ضم جاسمين لحضنه التي بدأت تبكي، جذبها يعقوب وقد جن جنونه : جاسمين قولتلك ابعدي واترزعي، ايه لازمة الدلع والقرف دا قدام الناس والوقتي بتمثلي، ابعدي عن بابا


الجميع موجود
عائلة رعد ماعدا ريان وفهد، عائلة أدهم كلها كذلك عائلة يوسف، وبيبرس وليلة وقفت آيسل واردف يوسف بغضب : امشي يا يعقوب، حسابنا مش هنا


طرق بيديه قائلاً : مفيش حساب عشان مفيش مراعاة، بطل تفرق بين ولادك وتجرح اللي حواليك بعدين حاسبني، كرهت اللي حواليك فيك اكتر


ترك جاسمين وجذب ملابسه قائلاً : أنت قولت ايه؟


وقفت سيلا بينهما قائلة : يوسف خلاص ارجع


هدر يوسف بها بغضب : ابعدي يا سيلا


يعقوب بانفعال : اة ابعدي يعني تفرقي عنه ايه؟ أنتِ أم إزاي أصلا! أنتم مش أهل ولا تنفعوا لأي حاجة غير حب جاسمين، موتوا ولادكم وكملتوا وهما عايشين، أنتِ إزاي معندكيش احساس كده! تختلفي ايه عن زينة؟


رعد الكبير بحدة : يعقوب


بَعد يد يوسف قائلاً : بلا يعقوب بلا زفت، خليها ترد عليا مش حاسه إزاي


سيلا بزهول : احس بأيه؟


هدر بها بغضب : لما متحسيش بدمك يبقى حنيتك عليا تمثيل


صرخت سيلا به : هو ايه اللي تمثيل؟ أنت جرا ليك ايه؟


يوسف بانفعال : اسمها أنت شارب ايه وعامل فيك كده


عاد للخلف واتجه للخارج فاردفت سيلا بخوف : أنت رايح فين؟


رد يعقوب بحدة : رايح لأمي


غادر يعقوب واتجه حيث سيارته يصرخ ثم طرق على الزجاج بغضب، دخل وبدأ يقود بسرعة ثم رن على زينة التي أجابت : الو


رد يعقوب : انا جاي ابات عندك النهاردة


زينة بلهفة وشماتة : تنور يا حبيبي تعالى...


الجميع جلس صامت حتى سيلا التي ربطت على فخذيها ببطء، تحدث يوسف بانفعال : الواد دا بقى بيشرب ولا ايه؟


سيلا بحدة صارخة : يوسف، بلاش تبقى منك دا أنت ابوه


يوسف بغضب : ومن أمته وهو بيكلمنا كده، ابنك مش طبيعي يا سيلا


" ابني! "
همست بصدمة وفرت دموعها وآيسل تنظر لها بغضب، تركتهم وغادرت ترن على يعقوب عدة مرات، أجاب حين نزل من سيارته : أيوة يا آيسل


ردت بهدوء : أنت فين يا يعقوب؟ وعملت كده ليه؟


صعد لأعلى قائلاً : مفيش، آيسل كنتِ بتعيطي ليه؟


ردت آيسل بلهفة : أنت زعقت عشان شوفتني بعيط


أجاب بإبتسامة : زعقت عشان عرفت إنك حتة مني


انهمرت دموعها سرعان ما مسحتها قائلة : سحاب قالتلك يعني، أنا محلفاها بالله ما تعرف حد فيكم


تحدث بزهول : سحاب! عارفة من امته؟ متكلمتش ليه يا آيسل؟


دق الجرس ففتحت ميار قائلة بحماس : يعقوب اتفضل ماما مستنياك


أردف بهدوء : هكلمك بعدين


آيسل بتأكيد : تمام، سلام


وضعت الهاتف واردف هو : فين ماما يا ميار؟


أشارت للداخل قائلة : جوه اتفضل يا يعقوب


يعقوب بهدوء : نادي عليها الأول هي أو سيلين


ردت ميار بإصرار : ادخل بس، سيلين نامت وماما مصدعة شوية، هي في الأوضة اتفضل


نظر لها بشك ثم استمع لصوت بالداخل، اردفت بخبث : انا مش قولتلك إنها جوه، ادخل بقى يعني أنا هاكلك


يعقوب بضيق : وقسمًا بالله أنا ما عندي أمان لشبشب بلبسه من البيت ده، أنا اللي قولت هبات دا انا ابات في التربة يا شيخة استغفر الله العظيم


ضحكت قائلة : أمته تبطل هزارك ده بس يا ساتر عليك


اتجه للداخل ينادي عليها : زينة .. يا زينة، ماما أنتِ فين؟ بت يا سيلين، ابوكي فين؟


أغلقت الباب بالمفتاح فاردف بصدمة : اكيد مش اللي في بالي، هاتي المفتاح دا كده


ألقت المفتاح في ملابسها فأكمل بغضب : أنتِ مجنونة، طلعي المفتاح يا ميار وبعدين العبط صور ليكي إن مقدرش اكسر الباب ده بخبطة، توقعت منا كل مرة ازعل امي سيلا تحصلي مصيبة عندكم عدي كده


ميار وهي تدفعه : مش هعدي فاهم؟ أنت كل دا مطنش حبي ليه؟ ريهان كانت احسن مني في ايه؟ وليلة وجوان كل دول فيهم ايه!


ضحك ساخرًا : تصدقي أول مرة أخد بالي إني بتاع بنات! بس أقولك خلاص الختام المسك جيه وبقت جوان


هدرت به بغضب : دي عيلة يا يعقوب


رد يعقوب بإبتسامة : وأنا بموت في أم العيلة دي، عدي بقى عشان مزعلكيش وأنا زعلي وحش اوي، ميغركيش الهزار دا انا يعقوب الشرقاوي


ردت بتحدي وخبث : وأنا عايزة ازعل منك، محدش قالك إني راضيه بالزعل منك


مرر يده في شعره ثم قال بصوت عالي : استغفر الله العظيم، عدي يا بنت الناس من قدامي انا عمري ما مديت ايدي على بنت بس والله اعملها، عدي كده الله يقرفك


بدأت تصرخ وهي تمزق ملابسها، ضحك قائلاً : أنتِ عبيطة يا بنتي! ماتت بنات الأرض معتش غيرك


ردت ميار بخبث : أنت مفكر إني لوحدي، لا مش لوحدي يا يعقوب وفي ناس كتيرة اوي عايزة تخلص منك، ما أنت لو مش هتبقى معايا ولو مش هيبوسوا ايدي عشان اتجوزك مش هتكون لغيري فاهم؟


هدر بها بانفعال : أنتِ مجنونة، أنا مش بشوفك غير أختي وأنتِ وغيرك خلاص بطلت، هي جوان


صرخت بجنون : متقولش اسمها، فيها ايه مش في واحدة فينا؟ ليه متبقاش أنا؟ اقولك يا يعقوب أنا هدمر حياتك


رد باستفزاز معتاد بعدما دفعها : وأنا بعشق الدمار، ابعدي من وشي بقى


كاد يرفع قدمه ويكسر الباب لكن وجد شيء انكسر على مؤخرة عنقه، أغمض عيناه بألم ومسك مؤخرة عنقه، صرخت ميار بصدمة : قتلتيه، ليه عملتي كده حرام عليكي، يعقوب


سقط يعقوب في الأرض وبدأ الدماء تتدفق من رأسه، تحدثت الفتاة سريعًا : يلا انجزي، مش هيحصل ليه حاجة وبعدين الفائزة صغيرة


بدأت تمزق ملابسها وسببت العديد من الجروح لها، ألقت عدة أشياء بعشوائية وبدأت بالصراخ بجنون ثم رنت على الشرطة...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


جلست تيا في الحديقة المجاورة للبرج تفكر في العودة لأهلها فقد زاد جلوسها في منزل يوسف، وجدت أحدهم يجلس بجانبها توترت ملامحها وظنت أنه زاد، انتقلت لطرف المقعد بتوتر وكادت تقف


أردف سريعًا : استنى يا تيا مش فاكراني؟


هزت رأسها بالنفي فأكمل : انا حسام نصر، رجل أعمال كنت في شركة زاد وشوفتك هناك، عرفت إنكم انفصلتوا وبصراحة ابقى كداب لو قولت زعلت


لمعت دموعها قائلة : قدر الله وما شاء فعل، خير


رد حسام بإبتسامة : في حاجة تخصك ومتبقاش خير، بصراحة أنا معجب بيكي وعايز ادخل البيت من بابه بس مستني إشارة


ردت تيا بهدوء : أنا مش جاهزة الوقتي لأي تجارب


اردف حسام بلهفة : انا مش بقولك نبقى سوا بس ممكن يعني نبقى صحاب، عايز فرصة أو الأصح انا محتاج الفرصة دي منك يا تيا وحقيقي أنا مفيش واحدة قدرت تعمل اللي عملتيه من نظرة


نظرت لأسفل بخجل ظهر على ملامحها، بدأ يلقي عليها كلمات معسولة خرجت من القلب ووصلت لقلب آخر، وقفت وصعدت لأعلى والإبتسامة ترتسم على ملامحها


جذب زاد ذراعها قائلاً بحدة : مين اللي كان معاكي بره ده؟


دفعت يده قائلة : وأنت مالك! اظن دا شيء معتش يخصك وانا ابقى مع أي حد براحتي، بعدين مش سبق وقولت إني قليلة الأدب اعتبرني كده وسبني في حالي


زاد بانفعال : تيا، الشغل دا مش عليا ولو مش عايزة الدنيا تطربق على دماغك ودماغ الحيوان اللي كان معاكي، خليني مشوفكيش تاني جنبه


ضحكت ساخرة ثم صعدت لأعلى قائلة : كان حقك زمان، دلوقتي ذيك ذي اي حد وأقل يا زاد بيه..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل بسام
جلست تسنيم على مكتبها تحاول إنهاء ما عليها بسرعة حتى تتمكن من الحديث مع آيسل، حنونة جميلة ذو قلب كبير كما تمنت في زوجات أشقاء أسد لكن لله رأي آخر نحمده عليه


دخل أخوها الأكبر يجلس بجانبها سرعان ما ابتسم قائلاً بمرح : جايلك عريس، مش هتصدقي مين!


ظهر التوتر على ملامحها ثم قالت : مين يا باسل؟ محدش يعرف إني موجودة هنا، أنت هتخوفني ليه رد عليا!


رد باسل بمرح : اهدي بس، دا دكتور تامر اللي عندك في الكلية، بصراحة كده يعني شكله واقع فيكي واقعة جامدة واللي انا مستغربة إزاي وهو مشافكيش


تساءلت باستغراب : تامر! هو يعرفني منين أصلا دا كلامنا محدود، ولا عشان باباك كل شوية يسأله عني كأني في مدرسة


حرك رأسه بتفكير : تقريبًا، بس الصراحة قال عليكي كلام يخليني كواحد اديكي ليه وأنا مطمن، أنا في حياتي ما شوفت كده بجد


فكرت تسنيم في الأمر ثم سألته : وبابا قال ايه؟


باسل بهدوء : هو موافقش ومرفضش برضو، قال هيسألك


تسنيم بمرح وهي تقرص وجنته : مش هتبطل فضولك دا أبدًا يا اخي


ضحك مؤكدًا : دي حقيقة، قولتي ايه بقى؟ تصلي استخارة؟


هزت رأسها بالنفي قائلة : ملهاش لازمة عشان كده كده أنا هرفض


باسل بتفكير : عشان لسه على ذمة أسد يعني، لو بخصوص الحوار دا متقلقيش


أعادت شعرها للخلف قائلة بإبتسامة : في مقطع بيقول أنا عشت معاك حكايات ودا اللي أنا عيشته مع أسد، مش بسهولة اسيب كل حاجة واتجوز، مش بسهولة حد يحضني غيره أو يلمسني، أسد وكفى به يا باسل


رد باسل بهدوء بعدما مسك يدها : خليني أقولك إن ماما حنان ماتت وبابا وماما جميلة مش هيعيشوا لينا كتير يا تسنيم عشان كده، أسد ولا واحد في أخواته مراته حامل غيره هو كمان أسد العصبي اللي كان مطلع غيرته وجنانه وعصبيته وعنفه على تسنيم معتش، الوقتي قمة الدلع والاحترام والمحبة لمراته


أحسن اختيار كلماته لدرجة أنها شعرت بتمزق قلبها إلى أشلاء، أكمل باسل : أنتِ مينفعش تعيشي وحيدة يا تسنيم، لازم تكملي حياتك مع حد يقدرك ويكون ونس وضهر ليكي


تحدثت بألم : غير أسد؟ ماشي هو معتش بيحبني وفهمت إن قصر الشافعي مش لتسنيم بسام، بس إزاي هقبل اشارك نفسي مع حد غيره يا باسل، دا كان الضهر والسند والحبيب والصاحب وكل حاجة ليا


رد باسل بحدة : تسنيم أسد الوقتي عمره ما هيختارك على مراته وابنه، فوقي بقى لأنك بقيتي في حياته كارت محروق أوي، الجوازة كويسة واهي فرصة ربنا بعتها ليكي، لو قلبك اللي هيغصبك ترفضي موتيه لأن أسد بيحب مراته


هزت رأسها بتفهم وقد انزلت وجهها، لمعت دموعها وبدأت تنهمر تدريجي واردفت : أنا إزاي هونت بالشكل ده يا باسل، أنا مش معترضة على قضاء ربنا بس مكنتش عايزاها في أسد، انا مطلبتش حاجة غيره .. إزاي أسد جاله قلب يقرب منها


رد باسل بهدوء : حلاله


هدرت به بألم صارخة : الحب ميعرفش يعني ايه حلاله، الحب والقلب يعرف حد واحد يجوز معاه كل حاجة، حد ياخد كل حاجة يا باسل والظاهر إن دا كان نور، أنا ... أنا عايزة افرح يا باسل من قلبي، عايزة اكمل حياتي مبسوطة، عايزة سنين أسد تتعاد بس من غير ما أتنازل نهائي


انفجرت باكية وقد احاطت وجهها بذراعيها، وهناك أسد يقف بجانب نور يمسك يدها وعيناه على الجهاز يتأمل ابنه، ابتسم بخفوت واردفت الطبيبة : مش عايزين تعرفوا نوع الجنين


نور بلهفة وفضول : اة اكيد عايزة اعرف


سألتهم الطبيبة بود : نفسكم في ايه؟


نور بإبتسامة : بنوتة وتاخد كل ملامح باباها


رد أسد بهدوء : كل اللي يجيبه ربنا كويس


تحدثت الطبيبة بمرح طفيف : يعني لو ولد هتزعلوا؟ كلها كام شهر والجميل ينور الدنيا


ابتسم أسد كذلك نور ثم انحنى يُقبل جبينها وقد شعر أنه بدأ يتعايش، جلس أمام الطبيبة وهي بجانبه يتحدثوا معها عن الوضع وهنا طرق على الباب ودخل شخص قائلاً : طلبت أيدها أخيرًا يا نوران، ادعي توافق، احم آسف


رد أسد بهدوء : ولا يهمك، احنا أصلا خلصنا


رد ذاك الشخص بإبتسامة : معلش بقى من التوتر معرفتش الحماس دا جيه منين، أنا تامر


سلم أسد عليه قائلاً : وانا أسد، تشرفنا


رحب كلاهما بالآخر وحدث محادثه بسيطة انتهت بتبادل الأرقام...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في قصر الشافعي تحديدًا جناح بيبرس
وقفت أمام المرآة تفك خصلاتها التي انسدلت على ظهرها بعشوائية، فكرت فيما حدث من يعقوب ومن سبق معرفتها به أنه لا يفعل هذا دون مبرر واضح، وقف بيبرس خلفها يزيح شعرها ويطبع قُبلات بسيطة على عنقها


تحدثت بانفعال : ابعد يا بيبرس


أدارها له قائلاً : بس النهاردة انسي كل حاجة


دفعته قائلة بانفعال : أنا لو نسيت كل حاجة لحظة واحدة يا بيبرس يبقى تخطيت وأنا عمري ما هتخطى، اللي بينا خلاص انتهى ولو عندك ...


وضع يده على فمها قائلاً : مش النهاردة


جذب شعرها ينهل من شهدها وكم كانت تحتاج لقربه، أغمضت عيناها وفرت دموعها ثم مسكت فكه، تعشقه بجنون وبات عشقه داخلها يسري مع الدماء لكن تغلف كل هذا بقسوة ناتجة عن غيرة جنونية


ظلت وقت طويل معه انتهت به نائم وهي تنظر له، شعرت بالاشمئزاز من نفسها التي خانتها أمامه، يظن أنه لا يحبه أحد وباتت هي تعشقه بجنون، يظن أنها تفعل هذا من باب الكرامة ولكن غيرتها فاقت كل شيء، يظن أنها تقسو لأنها باتت تكرهه ولكن الكره لا مكان له داخلها ناحيته


اتجهت تدخل الحمام تبكي وقد حاوطت جسدها تسب ذاتها التي فعلت كل هذا..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في جناح آدم
لم يعد يتحدث معها في الأساس بعدما كانت بضع كلمات تُهون عليها مقاطعته، جلست على طرف السرير تتابعه وهو يتحدث في الهاتف مع جومانة بخصوص ريان


انهى حديثه : خلاص يا جومانة هقابلك بكره معاه، سلام


اغلق معها ثم وقف فاردفت : ممكن اروح أنا اقابلها بيه ومش لازم أنت


تجاهل الرد فأكملت : آدم احنا مش هنفضل كده، أنت مش بتيجي بأي طريقة وانا زهقت


وقفت أمامه سرعان ما لمعت دموعها واردفت : تعالى نطلق وخلاص، أنا مش عارفة أعيش معاك بالشكل ده وأنت مش مقدر خوفي، أنت عايز كل حاجة جاهزة مش عايز تطمني، أنا مخبيه عليك عشان خايفة اخسرك ومفيش برضو تقدير


رد آدم بهدوء يليق به : أنتِ عبيطة؟ وبعدين أنا لو طلقتك هجيب منين واحدة تتجوزني؟ مُطلق مرتين يبقى العيب في مين؟


ضربته بخفة على ذراعه ثم قالت : فيك طبعًا، يعني دا السبب اللي مخليك مش عايز تطلقني


حاوط خصرها هامسًا بمرح : هو في سبب تاني بس نخليه في سرنا


وحملها بين يديه فابتسمت قائلة : مخدتش حبوب، ورينا بقى مواهبك


تعالت ضحكاته كذلك هي وغرق معها في بحور عشقهم وكانت هذه أول مشكلة بينهم وما زال لم يبحث خلفها نهائي..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في منزل رعد الصغير
جلست عشق على طرف السرير تحاول الإتصال عليه أكثر من مرة لكنه لم يجيب، رنت على أحد الفتيات التي كانت معها في المستشفى واردفت : ازيك يا سها


ردت الممرضة : الحمد لله، ازيك يا عشق؟


عشق بهدوء : الحمد لله، هو دكتور رعد فين؟ اصل برن عليه والظاهر التليفون سايلنت ومش سامعه


سها وهي تنظر باتجاه مكتبه : لا هو في مكتبه، اعتقد مفيش عمليات النهاردة ليه أصلا


ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت : يعني في المكتب، تمام يا حبيبتي تسلمي هرن عليه بقى على تليفون المكتب


سها بود : اي خدمة


أغلقت معها ثم رنت عليه فأجاب : الو سلام عليكم


عشق بانفعال : ما أنت في المكتب اهو، معقول يعني التليفون مش في ايدك وبعدين أنت بتعمل ايه عندك؟


رد بمنتهى البرود : وأنتِ مالك؟


هدرت به بغضب : هو ايه اللي وأنا مالي؟ محدش قالك إني مراتك يعني، تحب ندخل باباك يشوف الموضوع


عاد يقول بمرح : هو أنا بكرهك من قليل، أنا مش بخاف من بابا أنا بحترمه وبخاف على زعله، واستغلالك المقرف ده بيخليني مش طايقك وبعدين الحب مش عافية


ظلت صامته لحين انفتح الباب واردفت أحدهم : دكتور رعد سوري إني دخلت من غير إذن


رد بإبتسامة : ولا يهمك يا دكتورة صفا اتفضلي


ترك السماعة قاصدًا وصول كل كلمة لها وكأنه يتلذذ بعذابها وجرحها، اردفت بنبرة دلال : دا من ذوق حضرتك والله، كنت عايزة بس اسألك في حاجة تخص عملية


رعد بتأكيد : اكيد اتفضلي


وكانت نفس الفتاة صاحبة المشكلة الأولى وهو على أتم العلم بهذا، ظلت عشق تستمع لحين فاض بها وأغلقت السماعة، اتجهت لمنزل آيسل بعدما رنت عليها وفتحت الأخرى


جلست الفتيات في الصالون واردفت عشق بشرود : أنا كنت عاملاله مفاجأة النهاردة اقوله فيها إني حامل


آيسل بلهفة : بجد يا عشق!


هزت رأسها قائلة : قولت افرحه الأول بعدين أقولك بس .. مينفعش حد ياخد حقك


تمدد على الأريكة ورأسها على فخذ آيسل سرعان ما انفجرت باكية، تحدثت ببكاء : متسألنيش حاجة ولا تتكلمي يا آيسل


ربطت على شعرها وظلت تبكي لحين غفت بتعب، رنت آيسل على رعد الذي لمح اسمها لكنه لم يجيب لمعرفته سبب رنتها، تركت الهاتف بغضب


عاد يرن فالتقطته وأجابت : أيوة


رد فهد بهدوء : مسمهاش ايوة، اسمها سلام عليكم


أجابت بلهفة : فهد!


فهد بتأكيد : أيوة فهد، مين مزعلك بقى؟


ردت بعفوية : اخوك رعد، مزعل صاحبتي ليها ومخليها نايمة معيطه، فهد هو أنتم بتفرحوا لما بتوجعوا قلوبنا .. كسرتنا بتفرحكم؟ مش على أساس احنا منكم وفي حمايتكم، ليه بقى يا فهد؟


أعاد كرسي السيارة للخلف قائلاً : ما أنتِ لو منكدتيش لما برن مش هزعلك، مفيش وحشتني يا فهد، فينك هتيجي امته، اي حاجة من بتاعت زمان


تعالت ضحكاتها ثم قالت : تعالى بس وأنا هخليك تنسى شغلك ونفسك، أنت المرة اللي فاتت متغير بشكل مخلي أفكاري تلعلع


ابتسم بخفة ثم قال : ذي ايه يعني؟


طرقات على زجاج السيارة فأكمل : هكلمك تاني


اغلق بوجهها ثم فتح الباب ونزل فاردفت : رجع يسخن تاني، أنا مش عارفة اعمل ايه! انا خايفة


اتجه للداخل واردف : عندك خل؟


رنيم بتأكيد : أيوة موجود


بدأ يفعل له كمدات بنفسه وقد باتت أيامه أمام منزل رياض الشهيد، الموضوع بات يغضبه أكثر لكن هذا واجبه، أما رنيم كانت تتابعه بإبتسامة بسيطة وداخلها يشكر رياض أنه وضع أمرها وأمر ابنها في يد شخص كفهد


رن هاتفه برقم آيسل، اغلق الهاتف وفتحه يرسل لها رسالة، لمحت صورة له معها وكم هي جميلة زوجته وتفوق كل الفتيات


وقف وخرج بعدما تأكد من انخفاض حرارته، ذهبت خلفه قائلة : البيت دورين واللي بتعمله في نفسك غير مرضي


رد فهد بهدوء : اتفضلي أنتِ انا هنا كويس


رنيم بتوتر : بس انا حاسه بالذنب، خلاص أنت مش مضطر على كل ده، أنا هبقى اتصرف


فهد بضيق : تتصرفي إزاي وأهل رياض مش هنا كمان مفيش حد من عيلتك، عندك مشكلة تتنقلي القاهرة؟ وأنا هظبط امورك هناك


رنيم برفض قاطع : لا مش هسيبك بيتي مهما يحصل، ارجع واقولك أنت مش مضطر ولو هتفضل في عربيتك متتعبش نفسك وتيجي أصلا


استغفر ربه بصوت مرتفع ثم قال : هشوف حل..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


في القاهرة
الإسعاف موجود والشرطة وتجمعات هائلة من الناس، فتح يعقوب عيناه ببطء وجد نفسه على الأرض وحوله عدة عساكر كذلك صرخات متتالية تصل لأذنه، زينة تقف بجانب زوجها الذي يمسكه الضابط يتحكم في حركته


تحدثت بصراخ : أنت عملت ايه؟ يا حيوان كنت ناوي تغتـ ـصب ميار


ميار! مستحيل
اعتدل جالسًا ولم يعد يستوعب شيء، دخلت سيلا مع يوسف الذي اندفع قائلاً : يعقوب


" بابا "
تحدث بزهول ووقف ضابط آخر بينهما، دفعته سيلا قائلة : ابني


صرخت زينة بجنون : شوفي تربيتك يا سيلا وشوفي نتايجها، ابنك حاول يغتـ.ـصب بنتي ميار


مسكه العساكر واتجهوا به للخارج في وضع كالأفلام، نظر باتجاه سيلا الباكية ولمعت دموعه ينفي برأسه، اتجه مباشر للمستشفى مع ميار وبدأوا بجمع ما أسفل أظافره وعمل فحوصات له ولها


تحول مباشر للنيابة وأهله خلفه بينما رن يوسف على رعد الكبير يخبره بما حدث بكلمات غير مفهومة، أردف رعد : يوسف أنا مش فاهم حاجة، يعقوب ماله


يوسف بتوتر : رعد تعالى المستشفى الحكومي يعقوب هنا، بسرعة


رعد الكبير وهو يجلس : بيعمل ايه؟


دار ولم يعد يفهم شيء فاردف : جاي في جريمة يا رعد، ابني كان في بيت زينة وحاول يعتدي على بنت محمد


عقد رعد حاجبيه غير مصدق واردف : ايه العبط ده! تمام انا جاي


رن على أسد ابنه الذي أجاب وذهب مع والده، دخل يحاول فهم ما حدث من الضابط وهم في الخارج، تحدث يوسف : انا قولت هو شارب حاجة، ابني مكنش طبيعي


أتى محمد قائلاً بغضب : أنا هحسرك على ابنك يا يوسف، أنا هشرب من دمه فاهم؟


أردف يوسف بغضب : لو تقدر أصلا


تحدث رعد بعقلانية : يوسف اهدى، احنا عارفين تربية ابننا يا محمد وعلى ثقة فيه


ردت زينة بغضب : دا تربية سيلا هتوقع منها ايه؟


هدرت سيلا بها بغضب : مسمعش صوتك، تربيتي ودم جوزي عارفاهم بس أنا معرفش حد فيكم، معرفش غير الخبث وقلة القيمة وبصت بنتكم لابني


زينة بانفعال : شوفيه كان واخد ايه!


طرقت سيلا بيديها قائلة : خدك ربنا يا شيخة..


ساعات مرت وأسد بالداخل يقف بجانب يعقوب الذي داهمه صداع غريب، تحدث أسد : يا ابني انطق ايه اللي حصل؟


رد يعقوب : والله ما فاكر حاجة غير إني كلمت أمي زينة وقولتلها هبات عندك قالتلي تعالى


سأله أسد بهدوء : مقصدش حاجة والله بس قولي خدت حاجة لو بالغلط


هز رأسه بالنفي فاكتفى أسد بهز رأسه، أتى الطبيب وسحب له عينه واردف أسد : يعقوب في شعر ودم تحت ضوافرك والبنت متعورة، أنت فاهم؟


هز رأسه بتأكيد واردف : يعني أنا لبست صح؟ قدر الله وما شاء فعل الحمد لله


ربط أسد على كتفه قائلاً : ربنا مش بيرضى بالظلم، لو مظلوم هتطلع


رد يعقوب بتنهيد : يا رب بس مبقاش ظالم يا أسد


رفع الطبيب عيناه يتأمل يعقوب ثم خرج لمن يكتب التقرير، أردف بهدوء : أنت من شوية قولت ايه؟ مين دا أصلا


الطبيب بانزعاج : يا دكتور دا ابن يوسف الشرقاوي وجوز عمته رعد الشافعي يعني ناس واصله وهيطلع منها عشان كده عايز اظبط التقرير في صف البنت الغلبانة


رد الطبيب الآخر بضيق : استنى غلبانة مين! وأنا بسحب العينة سمعتهم بيتكلموا دول ناس بتخاف من ربنا، وبعدين حد تبعهم كلمك الوقتي؟


هز رأسه بالنفي قائلاً : أنا مستغرب وكمان عينة الحمض النووي مفهاش اي لعب ولا حد راح عندهم


عاد الطبيب يقول : يبقى التقرير بما يرضي الله، الناس دول مفيش عندهم لعب والشاب باين عليه محترم ووشه مش باين أنه بتاع شرب او حاجة من دي


أردف الطبيب : عايز اشوفه..


ليلة كاملة في المستشفى وفي صباح يوم جديد خرج أسد من الغرفة وخلفه يعقوب مع الظابط، تحدث يعقوب : ثانية واحدة بس


جذب سيلا يضمها بقوة واردف : أنا آسف إني زعلتك


سيلا وهي تحاوط وجهه : مش وقته خالص، أنا مش هسيبك وعارفة إنك معملتش حاجة


قَبل باطن كفيها وجبينها ثم ذهب معهم، وقف أسد أمام والده قائلاً : النتيجة طلعت وفي خبرين واحد حلو وواحد وحش، الأول لما عملوا الفحص تحت الضوافر طلع شعر ودم البنت بس يعقوب دمه كويس مفيش آثر اي حاجة كمان ... الخبطة على رأسه أدت لفقد ذاكرة مؤقت والوقتي أنا هروح احضر معاه التحقيق وأشوف


سيلا بلهفة : منعرفش نعمل ليه حاجة


رد أسد بهدوء : احنا نعرف بس ... الطريقة


رعد الكبير بهدوء : لا .. يعقوب ميعملهاش


اتجه الجميع خلفه وبدأوا يأخذوا أقواله، أسد يجلس بجانبه يتابع ما يحدث والضابط يتعامل باحترام معه : أستاذ يعقوب ممكن تقولي عملت كده ليه؟


يعقوب بتنهيد : بص حضرتك أنا مش فاكر اي حاجة، أنا طلعت من بيت بابا رعد وفي العربية كلمت ماما زينة وقولتلها إني هبات عندها بعد كده مش فاكر ايه اللي حصل


هز رأسه بهدوء ثم رن على الضابط، مرت نصف ساعة ثم أتاه اتصال واردف : حضرة الظابط المدام زينة أنكرت إنه كلمها وقالها كده


يعقوب بزهول : إزاي، أسد والله العظيم كلمتها


ربط أسد على يده واردف : كمل


الضابط بهدوء : ثواني في ورقة جايه


أتت الورقة وفتحها ثم وضعها أمامهم قائلاً : السجل بيقول إنه فعلا كلمها كمان كلم الرقم ده


التقط أسد الورقة واردف : دا رقم آيسل، أنت كلمت آيسل


هز رأسه بالنفي قائلاً : مش فاكر، طيب حضرتك هي قالت خبطتني ليه؟


اكمل أسد بتفكير : ولما هي كانت بتدافع عن نفسها الخبطة جات على راسه من ورا إزاي، المفروض إنها كانت قدامه


فكر الضابط في حديث أسد وقد اقتنع قليلاً به، بدأت التحقيقات مع زينة واتجه أسد يدخل معها، أردف الضابط : يعني أنتِ بتنكري مكالمتك بابنك يعقوب


زينة بتأكيد وتوتر : أيوة


أسد بهدوء : تمام وبالنسبة لسجل المكالمات اللي بيقول إنك فضلتي تكلميه دقيقة واتناشر ثانية كاملين؟


زينة بتوتر : جايز سيلين إنما مش أنا


أسد بانفعال : بس يعقوب قال إنه كلمك أنتِ، أنتِ بتحمي مين عشان مين؟ دا ابنك


ظلت ربع ساعة كاملة ولم يتمكنوا من استجواب ميار لأنها تمثل أنها في حالة صحية سيئة، دخل يعقوب الحجز والجميع ينتظر أي مؤشر


مررت سيلا يدها على وجهها ثم قالت : انا مش هتحرك من هنا من غير ابني، مجبتش محامي ليه؟


ردت عشق الكبيرة بتعب : أسد وليلة جوه يا سيلا أهدي، التوكيل أمره سهل


ربطت سيلا على ظهرها فاردف يوسف : قومي عشان عشق يا سيلا هي مش قادرة تقعد وبعدين يعني قعدتنا دي هتعمل ايه؟ عشان خاطري


اردفت باكية : هروح البيت وهو في الحجز يا يوسف، أرتاح إزاي وابني مش مرتاح


جلس رعد الصغير أمامها قائلاً : متقلقيش يا مرات خالي أسد هيكلم حد وهاخد اكل وهدخل اقعد معاه كم ساعة كمان، احنا جنبه وأخواته


وقفت آيسل تنظر باتجاه رعد الصغير وكم ترغب في الدخول ليعقوب، ذهب الجميع واردفت عشق الصغيرة : يلا


آيسل بتوتر : هشوف ليلة وهاجي معاها


عشق الصغيرة باستغراب : اشمعنا!


ذهبت معها دون رد وقلبها مع أخاها يعقوب، سند يعقوب ذراعيه على ركبتيه وشرد فيما حدث معه منذ بداية اليوم


تحدث أحدهم : أنت جاي في ايه يا أستاذ؟


رد يعقوب بضيق : سرقة على قتل على نهب، وتقريبًا سياسة والله اعلم


طرق الرجل بيديه قائلاً : لا حول ولا قوة إلا بالله، كل دا إزاي دا أنت شكلك ابن ناس اوي


رد أحدهم بفضول : هو الجزمة اللي أنت لابسها دي اصلية يا أستاذ، مسروقة برضو


ضحك يعقوب بخفة وهنا انفتح الباب، دخل رعد قائلاً : سلام عليكم


رفع يعقوب عيناه وابتسم قائلاً : أهلا بالغالي اتفضل بيتك ومطرحك


توترت ملامح رعد من الحجز واردف : مفيش سراير هنا


يعقوب بهدوء : لما اروح مؤبد هيبقى في السجن، بتعمل ايه هنا؟


جلس رعد بجانبه يشير للناس ويعطي لهم أكياس ممتلئة بالطعام، أعطاه واحد قائلاً : كُل عشان امك ترضى تمشي، ماما تعبت يا عم ومش راضيه تسيبها


بدأت يتناول كلاهما الطعام معًا واردف يعقوب : جوان جات؟


هز رأسه بتأكيد واردف : بتعيط بس لا قالت يعقوب ولا حبيبي ولا اشوفه ولا اي حاجة


يعقوب بضحك : حريقة بس خليني اقولك ملكش دعوة


صمت رعد قليلاً واردف : ليلة اللي مسكت القضية بتاعتك، هتروح الصبح تعمل توكيل ليها


يعقوب باستغراب : اشمعنا


حرك كتفه بمعنى لا يعلم، وفي الخارج دخلت ليلة تتحدث مع الضباط بعدما قررت ممارسة مهنتها بعد مرور عدة سنوات، بدأت تجمع ما تريد جمعه وما يفيدها بشكل إيجابي


عادت للمنزل في وقت متأخر، اتجهت لجناحها مباشر فاردف بيبرس بحدة : لسه بدري


ليلة ببرود : فعلاً لسه بدري، الساعة لسه مجتش حداشر


رد بيبرس بحدة : ليلة مش عايز استفزاز، أنتِ بأي حق ترجعي للشغل وبأي حق تبقي محامية يعقوب، هو أنت مُت


ردت ليلة بحدة : بالنسبة ليا أيوة يا بيبرس ذيك ذي الميت متفرقش عنه حاجة


أطلق تنهيدة بسيطة ثم قال : ليلة أنتِ هتسيبي قضية يعقوب، أنا هجيب ليه احسن محامي في مصر و ..


ليلة بانفعال : أنت مفكر نفسك محور الكون، محدش عايز منك حاجة وأنا خلاص خدت قراري يعني لو هتموت كده انا اللي همسك قضية يعقوب


صرخ بيبرس بها : بتكرهيني ليه؟


صرخت مثله بجنون : أنت بعد اللي عملته مستني مني ايه؟ أنا مش بكرهك انا مش طايقة اشوفك وهدفي الوقتي الطلاق، أنا بقيت مغصوبة عليك وبندم إني في يوم شفقت عليك وسيبت يعقوب، يا ريتني اتجوزته هو


تحدث بيبرس بحزن : أنا غصب عني، أنا مقصدش اعمل فيكي كل ده يا ليلة وبجد آسف، اديني فرصة


ردت بانفعال : ملكش فرص عندي، كل اللي بينا انتهى..


بدأت الإشاعات وسط الجميع عن ليلة ويعقوب والماضي، استغلت ميار ومَن معها أمر حُب يعقوب وليلة وأخبرت الصحافة حتى تضعف موقفه


بيبرس يشاهد فقط ويخشى البُعد عنها فيكون تأكيد لكل الإشاعات، ذات يوم تجلس وتقرأ ما بالملف للمرة الخامسة فاتجه يجلس بجانبها


تحدثت بحدة : قوم من جنبي، أنت جاي هنا ليه؟


رد بيبرس بهدوء : من أسبوع مش عارف اتلم عليكي، وصلتي لأيه؟


ليلة بغضب : وأنت مالك! اظن سيادتك الوقتي بتدعي إن يعقوب يفضل في السجن صح؟ أظهر على حقيقتك


قَرب رأسها يُقبل جبينها ثم قال : هانت اوي، ركزي وربنا يوفقك


تساءلت بتوتر : ايه اللي هان؟


عاد يُقبلها وجذبها لحضنه قائلاً : لو بعدت الوقتي هثبت الإشاعات الأكيدة، انا جنبك...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


دخل يعقوب الغرفة وجد جوان تجلس يداها ترتعش بتوتر، رفعت عيناها له وبدأت دموعها تنهمر دون توقف، وقفت تتأملها وهنا جذبها لحضنه يُقبل جبينها


تحدثت ببكاء : أنا آسفة مش قادرة اقف جنبك يا يعقوب


يعقوب بهدوء : ولا يهمك أنا مقدر موقفك ومش زعلان


زاد بكائها وهي تقول بانهيار : أنت متعملش كده بس أنا مش قادرة، والله ما قادرة


ربط على ظهرها ومسك يدها يسحب الخاتم الذي ألبسها إياه ثم قال : اعتبري كل حاجة انتهت


دفعته بيديها صارخة به : أنت بتقول ايه؟ أنت مفكر إني مصدقة ولا مفكر إن لو أنت اللي عامل كده أنا هسيبك، أنا بحبك لدرجة إن مش فارق معايا يا يعقوب وأنت في الآخر ...


رد يعقوب بهدوء : دا لمصلحتك


جوان بانفعال : ولا لمصلحتك أنت رد، ما الهانم هي المحامية بتاعتك وواقفه على الطلاق قولت احذف جوان من طريقي بقى صح؟ رد يا يعقوب دي الحقيقة صح؟


لم يجب فباتت تبكي بانهيار وهي تضربه بعشوائية، أردفت بانهيار : والله ما هسامحك يا يعقوب ولا هعديها، لما تطلع من هنا لو حفيت ما هرجع ليك فاهم؟ خلي ليلة وغيرها ينفعك


دفعته بغضب ثم خرجت، نظر خلفها وأطلق تنهيدة بسيطة، عاد للحبس وقد أغلق تلك الصفحة نهائي..


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★


جلست آيسل تتأمل صورة بها يعقوب وهو يضحك بقوة كعادته، تذكرت حنيته عليها وغيرته ذات مرة علم أنها تضع مكياج أسفل النقاب، إنفعاله الذي يختفي في لحظات وقلقه عليها


وضعت الهاتف ومسحت دموعها، رنت تسنيم فأجابت : أيوة يا نيمو


تسنيم بمرح : وعليكم السلام يا عيوطة، منا لو فهد مش هتعملي فيا كده


آيسل بتأكيد : طبعًا دا فهد يا بنتي، المُهم عملتي ايه مع العريس؟ هتقعدي معاه


عادت تقول بمرح يليق بها : أنا عايزة اقعد في حضن جوزي


ردت آيسل بضيق : بلا جوزك بلا جزر، مكنش بعد أسد سلفي بعد ما كان مقطع نفسه على مراته الوقتي بيحب نور البومة وفرحان بابنه، كلهم صنف ميتعاشرش


ابتلعت تسنيم الغصة التي تشكلت بحلقها ثم قالت : هو بقى بيحبها؟ اعترف يعني


همهمت آيسل بتأكيد : أيوة يا ست، قالت إنه اعترف ومن ضحكته باين، بيفكرني بالمثل اللي بيقول اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب


فرت دموعها من عيناها ثم قالت : آيسل شوية وهكلمك تاني، ماما بتنادي


أغلقت معها سرعان ما انفجرت باكية تضغط على قلبها بقهر، مر الوقت عليها ثم حسمت قرارها، وقفت واتجهت للخارج حيث يجلس بسام


اردفت بدموع : أنا موافقة على العريس يا بابا، خليه يجي اقعد معاه...


أما آيسل أغمضت عيناها تسترخي قليلاً سرعان ما شعرت بأنفاس على أذنها، فتحت عيناها بتوتر وكادت تجري لكنه ثبتها بيداه


أردف بخبث : أخيرًا استوليت عليكي، مش هتقدري تهربي من ايدي


صرخت بعدم تصديق : فهد


التفتت تضمه بقوة كذلك هو يربط على شعرها بحنية، بات يطبع قُبلات عديدة على كتفها هامسًا : قاعدة لوحدك ليه وزعلانة


ردت بحزن دفين : متعرفش اللي حصل ليعقوب يعني! قلبي واجعني عليه اوي يا فهد


مسح عيناها الباكية وأخذها في أحضانه، ظل يفكر لوقت فاردفت : مالك يا فهد في ايه؟ وبعدين مش على أساس جاي كمان شهر


رد فهد بهدوء : حصل حاجة وجاي اتكلم معاكي فيها مخصوص


تساءلت باستغراب : في ايه؟


رد بوجه مباشر : أنا عايز اتجوز مرات رياض...


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
كده الفصل السابع وعشرون خلص


بقلمي / سماء أحمد
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-